●اسمه ونسبه:
هو الشيخ محمد بن عبد الوهاب بن سليمان بن علي بن محمد ابن أحمد بن راشد بن بريد بن مشرف النجدي التميميزعيم النهضة الدينية الإصلاحية الحديثة في جزيرة العرب. ( من أعلام المجددين للفوزان (49) , الأعلام للزركلي (6 / 275) )
ولد ونشأ في العيينة (بنجد)سنة 1115ه , 1703م في بيت أضاف إلى شرف النسب شرف العلم؛ فإن والده عبد الوهاب كان قاضيا عالما ذا معرفة تامة بالحديث والفقه وغيرهما ، وسليمان والد عبد الوهاب كان فقيه زمانه متبحرا في علوم المذهب، قد انتهت إليه الرياسة في العلم. (حياة الشيخ محمد بن عبدالوهاب وآثاره العلمية إسماعيل بن محمد السعدي(120-121) , الأعلام للزركلي( 6/275) )
-درس على والده الفقه الحنبلي والتفسير والحديث.
-الشيخ: عبد الله بن إبراهيم بن سيف من آل سيف النجدي.
-الشيخ : محمد حياة السندي.
-وممن أخذ عنهم الشيخ وانتفع بمصاحبته الشيخ: علي أفندي الداغستاني، والشيخ: إسماعيل العجلوني، والشيخ: عبد اللطيف العفالقي الإحسائي، والشيخ: محمد العفالقي الإحسائي.
-الشيخ: عبد الله بن عبد اللطيف الشافعي.
(محمد بن عبدالوهاب عقيدته السلفية ودعوته الإصلاحية وثناء العلماء عليه لأحمد آل أبو طامي ( 16-18))
تلقى العلم عن شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب عدة من العلماء الأفاضل منهم:
1- سعود بن عبد العزيز بن محمد بن سعود.
2- تتلمذ عليه من أبنائه : حسين , علي , عبد الله , إبراهيم .
3- وتتلمذ عليه من أحفاده : عبد الرحمن بن حسن بن الشيخ محمد بن عبد الوهاب.
4- القاضي حمد بن ناصر بن عثمان بن معمر.
5- عبد العزيز بن عبد الله الحصين الناصري.
6- قاضي مرات الشيخ حمد بن إبراهيم بن حمد بن عبد الوهاب بن عبد الله.
7- قاضي الدلم وناحية الخرج محمد بن سويلم.
8- الشيخ حسين بن عبد الله بن عيدان القاضي في حريملاء زمن عبد العزيز.
(حياة الشيخ محمد بن عبدالوهاب وآثاره العلمية لإسماعيل بن محمد السعدي (140-143)).
أثنى عليه وعلى دعوته الكثير من العلماء والكتّاب لما له من جهود كبيرة في تجديد الدعوة وخدمة التوحيد وقلع الشرك من ذلك:
1-قصيدة الشيخ: محمد بن إسماعيل الأمير الصنعاني، مؤلف "سبل السلام"، لما بلغه دعوة الشيخ وثورته على البدع والخرافات، وقيامه بالدين الصحيح، والسنة المطهرة، وإرشاد الناس إلى أن يتمسكوا بالوحيين. وإلى القارئ بعض القصيدة:
سلامي على نجد ومن حل في نجد
وإن كان تسليمي على البعد لا يجدي
وقد صدرت من سفح صنعا سقى الحيا
رباها وحياها بقهقهة الرعد
(الشيخ محمد بن عبد الوهاب في مرآة علماء الشرق والغرب, محمود مهدي الإستانبولي (ص80))
2-قال علامة العراق، السيد: محمود شكري الألوسي - رحمه الله -:"كان شديد التعصب للسنة، كثير الإنكار على من خالف الحق من العلماء...كان من العلماء الآمرين بالمعروف، والناهين عن المنكر، وكان يعلم الناس الصلاة وأحكامها، وسائر أركان الدين، ويأمر بالجماعات". (الشيخ محمد بن عبد الوهاب في مرآة علماء الشرق والغرب, محمود مهدي الإستانبولي ( ص88))
3- قال محمد بن قاسم :"كان الوهابيون في عقيدتهم ومذهبهم على طريقة أهل السنة والجماعة، والأساس الأصلي لمذهبهم: هو توحيد عبادة الله!". (الشيخ محمد بن عبد الوهاب في مرآة علماء الشرق والغرب, محمود مهدي الإستانبولي( 16))
4-قال الكاتب أولفيه ده كورانسيز في كتابه " تاريخ نجد منذ ظهور الحركة الوهابية": الوهابية قد نقوا الإسلام مما أدخل عليه من تشويه وأعدوه إلى بساطته الأولى وصفائه".(الشيخ محمد بن عبد الوهاب في مرآة علماء الشرق والغرب, محمود مهدي الإستانبولي(115))
5-قال عنه روسو في كتابه "أشد المذاهب الإسلامية الثلاث": (إن نظرية محمد بن عبد الوهاب بسيطة جداً فهو يدعوا إلى عبادة إله واحدا، وهو يقول: إن أحداً لا يستطيع أن يتوسط بين العبد وخالقه، وأن الموتى لا يضرون ولا ينفعون وتوجيه الأدعية إليهم، والبناء على قبورهم عبث بل شرك، وقد بدأ النصارى بمثل ذلك وانتهوا إلى جعل المسيح إلهاً يعبدونه). (الشيخ محمد بن عبد الوهاب في مرآة علماء الشرق والغرب, محمود مهدي الإستانبولي (116))
6-جاء في دائرة المعارف البريطانية وهي تتكلم عن الوهابية ما يلي:
(الوهابية اسم لحركة التطهير في الإسلام. والوهابيون يتبعون تعاليم الرسول وحده ويهملون كل ما سواها وأعداء الوهابية هم أعداء الإسلام الصحيح).
(الشيخ محمد بن عبد الوهاب في مرآة علماء الشرق والغرب, محمود مهدي الإستانبولي (123) )
درس على والده الفقه الحنبلي والتفسير والحديث,وكان في صغره، منكباً على كتب التفسير والحديث والعقائد , وكان يعتني بكتب شيخ الإسلام ابن تيمية، وابن القيم رحمهما الله، ويكثر من مطالعة كتبهما.
ولما استوعب ما يدرس في بلدته من علوم الفقه والعربية والحديث والتفسير، تطلع إلى الزيادة وعزم على الرحلة إلى علماء البلاد المجاورة للاستفادة من علومهم فرحل إلى المدينة وكان فيها إذ ذاك من العلماء العاملين، الشيخ: عبد الله بن إبراهيم بن سيف من آل سيف النجدي، كان رأساً في بلد المجمعة.
فأخذ عن الشيخ: عبد الله بن إبراهيم بن سيف من آل سيف النجدي عبد الله بن إبراهيم بن سيف من آل سيف النجدي كثيراً من العلم، وأحبه الشيخ عبد الله، وكان به حفياً، وبذل جهداً كبيراً في تثقيفه وتعليمه، وكان من أكبر عوامل توثيق الروابط بينهما وتمكين المحبة توافق أفكاره ومبدئه مع تلميذه في عقيدة التوحيد، والتألم مما عليه أهل نجد وغيرهم من عقائد باطلة، وأعمال زائفة.
واستفاد الشيخ من مصاحبته فوائد عظيمة، وأجازه الشيخ: عبد الله بالحديث المشهور والمسلسل بالأولية "الراحمون يرحمهم الرحمن" من طريقين:
أحدهما: من طريق ابن مفلح عن شيخ الإسلام أحمد بن تيمية، وينتهي إلى الإمام أحمد.
والثاني: من طريق عبد الرحمن بن رجب عن العلامة ابن القيم عن شيخ شيخ الإسلام، وينتهي أيضاً إلى الإمام أحمد.
كما أجازه الشيخ بكل مافي ثبت الشيخ عبد الباقي الحنبلي، شيخ مشايخ وقته؛ قراءة وعلماً وتعليماً، صحيح البخاري بسنده إلى مؤلفه، وصحيح مسلم وشروح الصحيحين، وسنن الترمذي والنسائي، وأبي داود، وابن ماجة ومؤلفات الدارمي، بسنده المتصل إلى المؤلف.
ومسند الإمام الشافعي، وموطأ الإمام مالك، ومسند الإمام أحمد، إلى غير ذلك مما ثبت في ثبت الشيخ عبد الباقي.
ثم وصل الشيخ عبد الله بن إبراهيم بن سيف حبل الشيخ محمد، بحبل المحدث الشيخ محمد حياة السندي، وعرفه به وبما هو عليه من عقيدة صافية.
وممن أخذ عنهم الشيخ وانتفع بمصاحبته الشيخ: علي أفندي الداغستاني، والشيخ: إسماعيل العجلوني، والشيخ: عبد اللطيف العفالقي الإحسائي، والشيخ: محمد العفالقي الإحسائي.
وقد أجاز الشيخان الداغستاني والإحسائي بمثل ما أجازه الشيخ عبد الله بن إبراهيم بما في ثبت أبي المواهب.
ثم توجه إلى نجد، ثم البصرة، قاصداً الشام، ليستزيد من العلوم النافعة.
فأقام مدة بالبصرة، درس العلم فيها على جماعة من العلماء.
منهم الشيخ: محمد المجموعي، وقرأ الكثير من النحو واللغة والحديث، كما كتب كثيراً في تلك الإقامة من المباحث النافعة والكتب القيمة، ونشر علمه النافع وآراءه القيمة حول موضوع البدع والخرافات، فصنف كتاب التوحيد الذي يشهد له الجميع بجودة التصنيف وحسن العرض , ثم رحل بعد ذلك إلى الأحساء ودرس على علمائها الأفاضل ومنهم عبد الله بن فيروز أبو أحمد الكفيف والشيخ عبد الله بن عبد اللطيف القاضي فطلب منه أن يحضر الأول من فتح الباري على البخاري ويبين له ما غلظ فيه الحافظ في مسألة الإيمان وبين أن الأشاعرة خالفوا ما صدر به البخاري كتابه من الأحاديث والآثار، وبحث معهم في مسائل وناظر
(محمد بن عبد الوهاب عقيدته السلفية ودعوته الإصلاحية لأحمد آل أبو طامي (17) من أعلام المجددين صالح الفوازن (49 -51))
1-قام بهدم القبة الموجودة على قبر يزيد بن الخطاب و قبر يقال إنه قبر ضرار بن الأزور كانت عليه قبة هدمت أيضا، وهناك مشاهد أخرى أزالها الله - عز وجل - وكانت هناك غيران وأشجار تعبد من دون الله جل وعلا فأزيلت وقضى عليها وحذر الناس عنها.(الإمام محمد بن عبد الوهاب دعوته وسيرته لابن باز (29))
2- أقام الشيخ بالدرعية بعد أن رحل من العيينة معظما مؤيدا محبوبا منصورا ورتب الدروس في الدرعية في العقائد، وفي القرآن الكريم، وفي التفسير، وفي الفقه، وأصوله، والحديث، ومصطلحه، والعلوم العربية، والتاريخية، وغير ذلك من العلوم النافعة، وتوافد الناس عليه من كل مكان، وتعلم الناس عليه في الدرعية الشباب وغيرهم، ورتب للناس دروسا كثيرة للعامة، والخاصة، ونشر العلم في الدرعية وبدأ بالدعوة . (الإمام محمد بن عبد الوهاب دعوته وسيرته لابن باز (34-35)).
- قضت هذه الدعوة المباركة قضاءً تاماً على ما كان شائعاً في "نجد" من الخرافات، وما كان شائعاً من تعظيم القبور والنذر لها، والاعتقاد في بعض الأشجار، وأحيت معالم الشريعة بعد اندثارها. وحّدت هذه الدعوة كلمة أهل نجد ، وجمعت شملهم، وجعلتهم تحت راية واحدة وأخضعتهم لسلطان واحد، يسوسهم بكتاب الله المجيد، وسنة رسوله. ونشرت الدعوة فيهم علوم الشريعة المطهرة، وآلاتها من: التفسير، والحديث، والتوحيد، والفقه، والسير، والتواريخ، والنحو، وما إلى ذلك من العلوم.(محمد بن عبد الوهاب عقيدته السلفية ودعوته الإصلاحية وثناء العلماء عليه , أحمد آل بوطامي (75 –76))
ومما ترك الشيخ من آثار وكتب ومؤلفات :
1- كتاب التوحيد فيما يجب من حق الله على العبيد.
10-تفسير آيات من القرآن الكريم .
11-مختصر الشرح الكبير والإنصاف .
وصنف غير ذلك عدة نسخ وأوراق وفتاوى ومراسلات فقهية وأصولية أكثرها في أصول التوحيد.
( حياة الشيخ محمد بن عبد الوهاب وآثاره العلمية لإسماعيل بن محمد السعدي (144- 145))
كان للشيخ رحمه الله اهتمامًا بجانب التفسير والربط بين الواقع وبين المعاني المفهومة من الآيات فى سبيل إصلاح المجتمع وعلاجه من أدوائه، وربط الناس بكتاب الله ليأخذوا منه مباشرة ويهتدوا بهداه وقد اعتمد في تفسيره على عدة طرق نذكر نماذجًا منها :
1-تفسير القرآن بالقرآن , وله في ذلك عدة طرق:
أولاً: تفسير الآية بالآية، وبيان مبهم فيها، أو نحو ذلك، وهذا هو الأصل في تفسير القرآن بالقرآن، وأمثله ذلك كثيرة في تفسيره أورد منها ما يلي:
1-قال في تفسير قوله تعالى: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} من سورة الفاتحة ما نصه: وأما تفسير الملك فيأتي الكلام عليه، وذلك أن قوله: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} وفي القراءة الأخرى: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} ، فمعناه عند جميع المفسرين كلهم ما فسره الله به في قوله: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ ثُمَّ مَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ يَوْمَ لا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئاً وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ}الانفطار 17-19.
(منهج شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب في التفسير , لمسعد بن مساعد الحسيني (44))
2- وقال عند تفسير قوله تعالى: {أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ} يوسف 39 ما نصه: فهذه حجة عقلية شرحها في قوله تعالى: {ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً رَجُلاً فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلاً سَلَماً لِرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلاً} الزمر 29الآية.
ثانياً: بيان بعض المعاني المتعلقة بالآية، عن طريق ذكر الآية المقابلة لها، أو التي بينها وبينها مناسبة لإيضاح وجه العلاقة بين تلك الآيات. ويتضح ذلك بالأمثلة التالية من تفسيره:
1- وقال عند تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ}الأعراف 11 الآية.
ما نصه: ونظيره: {فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ}الحج5 والله سبحانه يخاطب الموجودين، والمراد آباؤهم، كقوله: {وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً}البقرة 55. وقد يستطرد سبحانه من الشخص إلى النوع كقوله: {ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ}المؤمنون 13 إلى آخره.
فالمخلوق من سلالة آدم، ومن نطفة ذريته.
4- وقال عند تفسير قوله تعالى: {كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لا يَشْعُرُونَ}الزمر 25. ما نصه: الإخبار بعذابهم من حيث لا يشعرون، بضد من يرزقه من حيث لا يحتسب. أ. هـ
فهو يريد أن يلفت الأنظار إلى نكتة عظيمة هنا وهي أنه كما أتى المكذبين عذاب من حيث لا يشعرون لتكذيبهم، أتى المتقين رزق من حيث لا يحتسبون لتقواهم. كما قال تعالى: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ}الطلاق 2..
ومما يدل على تمشية مع هذا المنهج - أعني تفسير القرآن بالقرآن - ما أمكن - ما نراه من جمع للآيات التي يبين بعضها بعضا ويظهر من مجموعها بيان معنى معين في بعض أبواب كتاب التوحيد .
(منهج شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب في التفسير , لمسعد بن مساعد الحسيني (45-47))
يذهب الشيخ محمد رحمه الله إلى أن النبي "صلى الله عليه وسلم" فسر للصحابة رضوان الله عليهم ألفاظ القرآن كما بلغها.
فبين النبي صلى الله عليه وسلم ما يحتاج إلى بيان وإيضاح، وأما ما سوى ذلك فمجرد إبلاغه بيان له لأنه نزل بلغتهم فكان واضحًا يسيرًا عليهم فهمه وبيان مراده.
وله طريقتين في تفسير القرآن بالسنة والاستفادة منها في بيان المعنى:-
الطريقة الأولى: إيراد نص الحديث أو بعضه مميزاً إياه عن أسلوبه بما يعرف به أنه حديث كقوله: قال النبي صلى الله عليه وسلم: كذا أو نحو ذلك ومثل هذا كثير ومنه:
- قوله عند قول الله تعالى في شأن إبليس لعنه الله: {..وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيباً مَفْرُوضاً وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ ... } النساء 119. ما نصه:
.... ومعنى ذلك أن الله فطر عباده على الفطرة وهي الإسلام كما قال تعالى: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا}الروم 30 .
في الصحيح "ما من مولود إلا يولد على الفطرة فأبواه يهودانه" الحديث فجمع "صلى الله عليه وسلم" بين الأمرين: تغيير الفطرة بالتهويد وغيره، وتغيير الخلقة بالجدع، وهما اللذان أخبر إبليس أنه لا بد أن يغيرهما.أ. هـ.
ويعني الشيخ بتغيير الخلقة بالجدع ما ورد في بعض ألفاظ الحديث في آخره ".... كما تنتجون البهيمة، هل تجدون فيها من جدعاء حتى تكونوا أنتم تجدعونها".
الطريقة الثانية: تضمين تفسيره معاني واردة في بعض الأحاديث، ولا يصرح بنص الحديث بل يمتزج أسلوبه مع نص الحديث أو يرويه بالمعنى وذلك لإيضاح بعض المعاني أو تقرير بعض المسائل.
(منهج شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب في التفسير , لمسعد بن مساعد الحسيني (55-56))
- قوله ضمن المسائل المستنبطة من قوله تعالى: {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً} الكهف 28. حيث يقول- أن صلاة البر دين بالإخلاص توصل إلى المراتب العالية.
فهو بهذا قد ضمن تفسيره معنى الحديث الشريف "من صلى البردين دخل الجنة" متفق عليه.
- قوله ضمن المسائل المستنبطة من قوله تعالى: {فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ} العلق 17-18 ما نصه: أنه لو دعا ناديه، أودنا من النبي "صلى الله عليه وسلم" لعوجل، ولكن دفع عنه ذلك لكونه ترك ما في نفسه.
فقد ضمن الشيخ تفسيره هذا معنى مستفاداً من قوله "صلى الله عليه وسلم" في أبي جهل: "لو دنا منى لاختطفته الملائكة عضوا عضوا" . أخرجه البخاري في صحيحه/ كتاب التفسير/ باب {كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ} انظر الفتح "8/ 595" ح "4958". ومسلم في صحيحه كتاب صفات المنافقين وأحكامهم/ باب قوله: {كَلَّا إِنَّ الْأِنْسَانَ لَيَطْغَى أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى} "5/2154" ح "2797". ،
فلم يورد نص الحديث بل اكتفى بالاستفادة من معناه، وإن كان في كلامه ما يشعر بأن هذا المعنى مبني على حديث، إذ أن هذا الاستنباط الذي ذكره لا مجال للعقل فيه، بل لا بد فيه من نص من الشرع.
منهج شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب في التفسير , لمسعد بن مساعد الحسيني(57-58)
الوجه الثاني:- نص من السنة مفسر أو مبين لمعاني مفردات أو معان متعلقة بالآية فمن أمثله ذلك:
1- ما أورده الشيخ رحمه الله في تفسيره لسورة الفاتحة حيث يقول: ومن أحسن ما يفتح لك الباب في فهم الفاتحة حديث أبي هريرة الفي صحيح مسلم قال: سمعت رسول الله "صلى الله عليه وسلم" يقول: "يقول الله تعالى: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ولعبدي ما سأل. فإذا قال العبد: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} قال الله: حمدني عبدي. فإذا قال: {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} قال الله: أثنى علي عبدي، فإذا قال: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} قال الله: مجدني عبدي. فإذا قال: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} قال الله: هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل. فإذا قال: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ} قال الله: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل". أخرجه مسلم في صحيحه/ كتاب الصلاة/ باب وجوب قراءة الفاتحة في كل ركعة "1: 369" ح "395".
فبين في هذا الحديث القدسي معاني بعض المفردات، والجمل، وبعض متعلقاتها.
3- ما أورده في كتاب التوحيد/ باب من أطاع العلماء والأمراء في تحريم ما أحل الله أو تحديد ما حرم الله فقد اتخذهم أرباباً من دون الله، من حديث عدي بن حاتم أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ هذه الآية: {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهاً وَاحِداً لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ} التوبة 31. فقلت له: إنا لسنا نعبدهم. قال: "أليس يحرمون ما أحل الله، فتحرمونه، ويحلون ما حرم الله فتحلونه"، فقلت: بلى. قال: "فتلك عبادتهم" رواه الترمذي في جامعه/ كتاب تفسير القرآن/ باب ومن سورة التوبة "278:5" ح "3095" والطبري في تفسيره "10: 114" وغيرهما.
فقول النبي صلى الله عليه وسلم لعدي هنا بيان وإيضاح لمعنى العبادة المذكورة في الآية.
(منهج شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب في التفسير , لمسعد بن مساعد الحسيني(59- 62))
3- تفسيره القرآن بأقوال السلف من الصحابة والتابعين
1- تفسيره القرآن بأقوال الصحابة
اهتم الشيخ "رحمه الله" بتفسير الصحابة، فكان كثيرا ًما يورد تفاسيرهم في الآية مكتفياً بها حيناً، ومستفيداً من فهمهم وتفسيراتهم حيناً آخر، وخصوصاً من اشتهر منهم بطول باعه، وتضلعه من علم التفسير كحبر الأمة ابن عباس وابن مسعود وغيرهما "رضي الله عنهم أجمعين".
وذلك أن تفسير الصحابة رضي الله عنهم له المنزلة السامية بين تفاسير السلف، فإذا لم نجد التفسير في كتاب الله، ولا في سنة رسول الله "صلى الله عليه وسلم" فإننا نرجع إلى تفسيراتهم، وأقوالهم، واستنباطاتهم من القرآن وذلك لما ورد من الآيات المتكاثرة، والأحاديث المتواترة الناصة على كمالهم، والمورثة العلم القطعي بفضلهم وسبقهم وعدالتهم,ولكونهم أدرى بالتفسير من غيرهم لما شاهدوه من القرائن والأحوال التى اختصوا بها، ولما لهم من الفهم التام والعلم الصحيح.
وللشيخ "رحمه الله" طريقتان في إيراد أقوال الصحابة والاستفادة من تفسيراتهم:
الطريقة الأولى: أن يصرح بذكر اسم الصحابي المروي عنه، كأن يقول: قال ابن عباس. أو قاله ابن عباس مثلا. أو نحو ذلك.
- قوله في تفسير قول الله تعالى: {وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ}الأعراف 11: قال ابن القيم:- قال ابن عباس: {وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ} يعني آدم, {ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ} لذريته. أخرجه البيهقي في الأسماء والصفات ص "71" من طريق السدي عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس. وهذه من أوهى الطرق عن ابن عباس.
- وقوله في تفسير قوله تعالى: {وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقاً لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَمَنْ يُعْرِضْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذَاباً صَعَداً}الجن 17.
أخرج ابن جرير عن عمر: حيث كان الماء كان المال، وحيث ما كان المال كانت الفتنة. أخرجه الطبري في تفسيره "29: 115"
وقوله: {يَسْلُكْهُ عَذَاباً صَعَداً} "قال ابن عباس: شاقاً. أخرجه الطبري في تفسيره "115:29"
الطريقة الثانية: أن لا يصرح بذكر اسم الصحابي المروي عنه، ولكن يذكر أن هذا قول لبعض الصحابة، أو يذكر أنه قول بعض السلف أو نحو ذلك، والمعني هو ذلك الصحابي القائل. ومن أمثلة ذلك:
- قوله عند الكلام على قول الله تعالى: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى} طه 124. بعد كلام له: فذكر الله لمن أعرض عن القرآن وأراد الفقه من غيره عقوبتين:
أحداهما: المعيشة الضنك- وفسرها السلف بنوعين:
الأول: ضنك الدنيا. وهو أنه إن كان غنياً سلط الله عليه خوف الفقر، وتعب القلب والبدن في جمع الدنيا، حتى يأتيه الموت ولم يتهن بعيش.
الثاني: الضنك في البرزخ وعذاب القبر.
وفسر الضنك أيضاً بالجهل، فإن الشك والحيرة لها من القلق وضيق الصدر ما لها، فصار في هذا مصداق قوله في الحديث "ومن ابتغى الهدى من غيره أضله الله".
فالنوع الأول الذي ذكره الشيخ في تفسير المعيشة الضنك روي نحو معناه عن ابن عباس رضي الله عنهما. أخرجه البخاري في تفسيره عن ابن عباس "227:16" من طريق واهيه؛ إذ هو من طريق العوفي عنه.
والنوع الثاني: مروي عن بعض الصحابة كأبي سعيد الخدري، وأبي هريرة وابن مسعود رضي الله عنهم. أخرجه الطبري في تفسيره "16: 227، 228".
(منهج شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب في التفسير , لمسعد بن مساعد الحسيني(66-69))
2-تفسيره القرآن بأقوال التابعين.
حيث أن التابعين هم تلامذة الصحابة الكرام رضوان الله عليهم، وقد تلقوا عنهم علومهم ومعارفهم، ونهلوا من منهلهم الصافي. فقد برز منهم علماء أفذاذ في تلك الحقبة الفاضلة، كانوا غرة في جبين الأمة الإسلامية ومسيرتها.
ومجمل روايات التابعين التي يوردها الشيخ تدور على أعلامهم المشهورين منهم بالتفسير كمجاهدين جبر المخزومي، وقتادة بن دعامة السدوس، والحسن البصري.
وله رحمه الله طريقتان مشهورتان في إيراد أقوال التابعين والاستفادة من تفسيراتهم:
الطريقة الأولى: أن يصرح باسم التابعي المفسر أو المستشهد بكلامه كمجاهد وقتادة وغيرهما.
- عند قوله: {مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ} أورد تفسير مجاهد، وهو قوله: من حيث يبصرون: {وَمِنْ خَلْفِهِمْ} من حيث لا يبصرون. الأعراف 17. أخرجه الطبري ص "8: 137".
- كما قال عند قوله تعالى: {لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيباً مَفْرُوضاً} الأنعام 118. قال الضحاك مفروضا: معلوما. أخرجه الطبري "5: 281".
وعند قوله: {وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ} الأنعام 119 . قال ابن عباس: دين الله. وقاله ابن المسيب والحسن وإبراهيم وغيرهم. فقد أورد تفسير الصحابي هنا ثم من وافقه من التابعين. الطبري "5: 283، 284".
(منهج شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب في التفسير , لمسعد بن مساعد الحسيني(70,73- 74))
الطريقة الثانية:- أن لا يصرح بذكر اسم التابعي، ولكن يميزه عن قوله بما يتميز به، نحو "قال بعض السلف" أو "قيل" ويريد به قول بعض التابعين.
- قوله عند تفسير قوله تعالى: {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُو مَعَ اللَّهِ أَحَداً} الجن 18 . وقيل: المساجد أعضاء السجود. وهذا القول مروي عن سعيد بن جبير. أخرجه الطبري "117:29".
- قوله عند تفسير قوله تعالى: {وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هَذَا وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ} يوسف 15. وقيل- لا يشعرون بإيحائنا ذلك إليه.وهذا القول مروي عن مجاهد.
منهج شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب في التفسير , لمسعد بن مساعد الحسيني( 75)
لم يسر الشيخ رحمه الله في تفسيره على نمط واحد من حيث الطريقة "الشكل" وإنما تنوعت أساليبه في ذلك، ولعل ذلك لتفاوت الزمن الذي ألف فيه تفسيره، ولاختلاف الأغراض الداعية لتفسير جزئية عن أخرى، فقد يُساَّل عن آية أو آيات فيفسرها بطريقة يراها مناسبة للسائل، وقد يختار آية أو آيات فيستنبط منها المسائل، وقد يستعرض سورة كاملة فيفسرها تفسيراً شاملاً ونحو ذلك.
(منهج شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب في التفسير , لمسعد بن مساعد الحسيني((108))
وقد استوعب تفسيره ثلاثة مناهج:-
فيفسر المفردات تفصيلاً ببيان كلمة أو كلمات قرآنية بما يرادفها أو يقاربها أو يراد منها.
ومن ذلك: قوله عند قول الله تعالى: {لَقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِلسَّائِلِينَ. إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ} يوسف (7-8) .
{إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ} : شقيقه: {وَنَحْنُ عُصْبَةٌ} أي جماعة. وقوله: {لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ} آي في تقديمهما علينا. وقوله: {اطْرَحُوهُ أَرْضاً} أي ألقوه في أرض بعيدة....
(منهج شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب في التفسير , لمسعد بن مساعد الحسيني( 110)).
فيبين معنى الآية ومقصدها إجمالا، دون أن ينص على معاني ألفاظها لفظة لفظة، وهذا منهج من مناهج التفسير:
-قوله عند قول الله تعالى: {قُلْ أَتُحَاجُّونَنَا فِي اللَّهِ وَهُوَ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ وَلَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُخْلِصُونَ}البقرة 139 : أمر الله لنا آن نحاجهم بهذه الحجة القاطعة:- فإذا كان الله رب الجميع، وأيضاً أنه بإقراركم أنه عدل لا يظلم بل كل عامل فعمله له، وافترقنا في كوننا قاصديه مخلصين له الدين، وأنتم قصدتم غيره، فكيف يساوى بيننا وبينكم أو يخص بكرامته من أعرض عنه دون من قصده؟ هذا لا يدخل عقل عاقل4.
-وقوله عند قول الله تعالى: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ} التنبيه على سبب الشرك وهو أن المشرك بان له شيء من جلالة الأنبياء والصالحين ولم يعرف الله سبحانه وتعالى، وإلا لو عرفه لكفاه وشفاه عن المخلوق، وهذا معنى قوله: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ} الزمر 67 الآية.
(منهج شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب في التفسير , لمسعد بن مساعد الحسيني( 113) )
3-الاستنباط المباشر من الآيات
كثيرا ما يعمد الشيخ رحمه الله إلى الاستنباط المباشر من الآيات دون التعرض لتفسيرها قبل ذلك تفصيلاً أو إجمالاً.
- استنباط من سورة الفاتحة حيث يقول:
{إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} الفاتحة 4: فيها التوحيد.
{اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} الفاتحة 5: فيها المتابعة.
فهذه الاستنباطات المختصرة مبنية على فهم مسبق للآيات، ويتضح هذا الفهم من خلال تفسيره المبسوط لهذه الآيات .
- وقوله مستنبطاً من أول سورة النور:- فيه مسائل:
الأولى: حد الزانية في قوله تعالى: {الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ} النور 2 ..
الثانية: النهي عن الرأفة في قوله تعالى: {وَلا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ} النور 2..
... إلى غير ذلك من الاستنباطات المتمشية مع ظاهر النص القرآني ومنها يتبين فهم الشيخ للآيات وإجراؤه إياها على ظاهرها والاكتفاء بالنص على ما فيها من أحكام.
(منهج شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب في التفسير , لمسعد بن مساعد الحسيني (114-115)).
توفي رحمه الله سنة 1206 هـ -1792 م عن عمر يناهز اثنتين وتسعين سنة ، بذل جهده طيلة ذلك العمر في طاعة مولاه والاستعداد ليوم المعاد والدعوة إلى الله عز وجل
((الأعلام للزركلي . (6/257). حياة الشيخ محمد بن عبد الوهاب وآثاره العلمية , إسماعيل محمد السعدي(152)).