دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأسيس في التفسير > صفحات الدراسة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 2 جمادى الآخرة 1435هـ/2-04-2014م, 11:49 AM
سليم سيدهوم سليم سيدهوم غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
الدولة: ليون، فرنسا
المشاركات: 1,087
افتراضي صفحة الطالب سليم سيدهوم للقراءة المنظمة في التفسير و علوم القرآن

بسم الله الرحمن الرحيم

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 6 جمادى الآخرة 1435هـ/6-04-2014م, 11:18 AM
سليم سيدهوم سليم سيدهوم غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
الدولة: ليون، فرنسا
المشاركات: 1,087
افتراضي

[center]تلخيص مقدمة تفسير ابن كثير رحمه الله[/center"]
المقصد العام: ذكر بعض القواعد في طرق التفسير و بيان أحسنها
افتتح ابن كثير مقدمة تفسيره بالتحميد و الثناء على الله تعالى و أنه افتتح كتابه بالحمد، فقال تعالى: { الحمد لله رب العالمين}، و افتتح الخلق و اختتمه بالحمد، قال تعالى: {الحمد لله الذي خلق السموات و الأرض و جعل الظلمات و النور }، { و رى الملائكة حافين من حول العرش يسبحون بحمد ربهم و قضي بينهم بالحق و قيا الحمد لله رب العالمين }.
و أن الله تعالى بعث رسوله محمدا إلى الناس كافة، فقال:{ قل يأيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا }، و أنه صلى الله عليه وسلم أعلمهم عن ربهم أنه ندبهم إلى فهم الكتاب، { أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها }، فيجب على العلماء الكشف عن معاني كلام الله و بيان ذلك و طلبه من مظنه.
و أن الواجب علينا عدم موافقة نن ذمهم الله و الائتمار بما أمر الله به من تعلم الكتاب و تعليمه، قال تعالى: { ألم يأن للذين ءامنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله و ما نزل من الحق و لا تكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم و كثير منهم فاسقون{}اعلموا أن الله يحيي الأرض بعد موتها قد بيننا لكم الآيات لعلكم تعقلون}.
ثم شرع رحمه الله قي نقل كلام شيخ الإسلام في بيان طرق التفسير من دون عزو ليروج الكتاب و قد عاش في زمان يحرق فيه كتب ابن تيمية و يسجن من قال بقوله.
و ستأتي بقية هذا التلخيص إن شاء الله تعالى.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 13 جمادى الآخرة 1435هـ/13-04-2014م, 02:08 PM
سليم سيدهوم سليم سيدهوم غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
الدولة: ليون، فرنسا
المشاركات: 1,087
افتراضي

الحمد لله رب الغالمين، و الصلاة و السلام على نبينا محمحد و على آله و صحبه أجمعين، وبعد:
ففي هذه المقدمة شرع ابن كثير رحمه الله تعالى في نقل كلام شيخ الإسلام من دون عزن، وقد تقدم سبب ذلك.
و هذا الترتيب المذكور هو ترتيب فني بمعنى أن المسلم يستفيد من هذه الاوجه الأربع و ليس المراد انه إذا لم يجد كذا نول إلى كذا.
و أما الترتيب العلمي فقد يستنبط في بعض الآيات و لكن لا يقال: يلزم ذلك في جميع الايات.
فأحسن الطرق هو تفسير القرآن بالقرآن، فما أجمل في موضع بسط في موضع آخر.
فإن لم نجده فمن السنة و هذا لا يعني أن تفسير القرآن بالقرآن يستقل عن تفسيره بالسنة.
و السنة موضحة للقرآن.
قال الله تعالى:{ إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين التاس بما أراك الله و لا تكن للخائنين خصيما}
و قال الشافعي: "كل ما حكم به رسول الله صلى الله عليه وسلم فبما فهمه من القرآن".
ثم ضكر شيخ الاسلام حديث معاذ لما بعثه النبي صلى الله عليه وسلم و حكم عليه بأنه جيد الإسناد.
فإن لم يجده لا من القرآن و ال من السنة رجع إلى أقوال الصحابة فإنهم أدرى بذلك و قد شاهدوا من القرائن و الأحوال ما اختصوا به.
و قد ضكر بعض الآثار الدالة على عمق علم الصحابة في التفسير، منها:
- قول ابن مسعود: "و الذي لا إله إلا غيره ما نزلت آية من كتاب الله إلا و انا أعلم فيمن الرجل نزلت و أين نزلت و لو أعلم أحدا أعلم مني بكتاب الله تناله المطايا لأتيته"، و من سمع هذا الكلام لا يأتي في نفسه أن كلام ابن مسعود في التفسير اجتهاد منه.
-أن الصحابة إذا تعلموا عشر آيات لم يخلفوها حتى يعمل بما فيها من العمل، و هذا يعني أنهم علموا معناها و ذلك أن العمل ثمرة العلم.
- دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لابن عباس و شهادة الصحابة له بالعلم في التفسير.
ثم ذكر موقف المسلم من الاسرائيليات و أن لها ثلاثة أحوال:
الحالة الأولى: ما علمنا صحته مما بأيدينا مما يشهد له لالصدق، فذلك صحيح فنصدقه.
و الحالة الثانية: ما علمنا كذبه مما عندنا مما يخالفه فهذا نكذبه.
و الحالة الثالثة:ما هو مسكوت عنه لا من قبيل هذا و لا ذاك فهذا نتوقف فيه فلا نصدقه و لا نكذب به.
و غالب ذلك مما لا فائدة فيه يعود على المكلف في دينه و دنياه و يجوز حكايته و نقل الخلاف فيه كما قال الله تعالى لما ذكر الاختلاف في عدد أصحاب الكهف، فقال تعالى:{ سيقولون ثلاثة رابعهم كلبهم و يقولون خمسة سادسهم كلبهم رجما بالغيب و يقولون سبعة ثامنهم كلبهم قل بري أعلم بعدتهم ما يعلمهم إلا قليلا فلا تمار فيهم إلا مراء ظاهرا و لا تستفت فيهم منهم أحدا} فلما سكت عن القول الثالث علم صحته ثم أرشد إلى أن هذا الخلاف لا طائل تحته.
و سيأتي إن شاء الله تعالى ذكر ضوابط حكاية الخلاف.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 20 جمادى الآخرة 1435هـ/20-04-2014م, 08:01 PM
سليم سيدهوم سليم سيدهوم غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
الدولة: ليون، فرنسا
المشاركات: 1,087
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
فمن ضوابط حكاية الخلاف ما يلي:
ـ ألا يؤدي ذلك إلى نصرة أهل البدع.
ـ و أن يستوعب جميع الأقوال.
ـ و أن يراعي أحوال المخاطبين.
ـ و أن يبين الصحيح منها.
ثم عقب شيخ اللإسلام رحمه الله تعالى فصلا آخر و هو الرجوع إلى تفسير التابعين، و هذا الفصل يتضمن ما يلي:
ـ أن مجاهد كان آية في التفسير حتى قال سفيان الثوري: إذا جاءك التفسير عن مجاهد فحسبك به.
ـ أن من لا علم عند يحسب التباين في عبارات التابعين اختلافا و ليس كذلك.
ـ أن قول أحد من التابعين ليس حجة على الآخر و لا على من بعدهم و يرجع في ذلك إلى لغة القرآن أو السنة أو عموم لغة العرب أو أقوال الصحابة في ذلك، أما إذا أجمعوا على شيء فلا يرتاب في كونه حجة

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 20 جمادى الآخرة 1435هـ/20-04-2014م, 08:42 PM
سليم سيدهوم سليم سيدهوم غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
الدولة: ليون، فرنسا
المشاركات: 1,087
افتراضي

ثم تكلم شيخ الإسلام عن تحريم تفسير القرآن بالرأي المجرد، و استدل بما يلي:
ـ قول النبي صلى الله عليه و سلم:"من قال في القرآن برأيه أو بما لا يعلم فليتبوأ مقعده من النار"
ـ قول:"من قال في كتاب الله برأيه فأصاب فقد أخطأ" لأنه لم يأت الأمر من بابه.
و قد سمى الله تعالى القذفة كاذبين و إن قذفوا من زنا في نفس الأمر لأنهم أخبروا بما لا يحل لهم الإخبار به، فقال تعالى:(فإن لم يأتوا بالشهداء فأؤلك عند الله هم الكاذبون).
ثم ذكر أن جماعة من السلف تحرجوا عن تفسير ما لا علم له به، و من ذلك أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه قال لما سئل عن قوله تعالى:(و فاكهة و أبا):"أي سماء تظلني و أي أرض تقلني إذا أنا قلت في كتاب الله ما لا أعلم" إلى غير ذلك من الآثار.
و مع ذلك فقد تكلموا رحمهم الله في ما لهم علم به و ذلك عملا بقول الله تعالى:(لتبيننه للناس و لا تكتمونه), و قال النبي صلى الله عليه و سلم:"من سئل عن علم فكتمه ألجم يوم القيامة بلجام من نار".
و ختم شيخ اللإسلام هذا الفصل بذكر كلام ابن عباس في أوجه التفسير الأربعة فقال رضي الله عنه"التفسير على أربعة أوجه: وجه تعرفع العرب من كلامها، و تفسير لا يعذر أحد بجاهلته، و تفسير يعلمه العلماء، و تفسير لا يعلمه أحد إلا الله".

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 24 رجب 1435هـ/23-05-2014م, 11:16 AM
سليم سيدهوم سليم سيدهوم غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
الدولة: ليون، فرنسا
المشاركات: 1,087
افتراضي

بيان مقاصد المرشد الوجيز إلى علوم تتعلق بالكتاب العزيز
اشتملت مقدنة المؤلف على هذه الأمور:
- البداءة بالحمدلة
- ذكر بعض أسماء الله الحسنى.
-الاشارة إلى ذكر بعض مقامات الإيمان بالقدر،.
- الشهادتان.
-الجمع بين الصلاة على اﻵل و الصلاة على الأصحاب.
- ذكر المقصد العام و سبب تاليف هذا الكتاب و هو: بيان المراد من القراءات السبع و معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم :"أنزل القرآن على سبعة أحرف"، و كيف كان الأمر عليه في قراءة القرآن و كتابته في زمان النبي صلى الله عليه و سلم و زمان ابي بكر الصديق و عمر بن الخطاب و عثمان بن عفان رضي الله عنهم و بيان الضابط الفارق بين القراءات الشواذ و غيرها.

الباب الأول: في البيان عن كيفية نزول القرآن و تلاوته و ذكر حفاظه في ذلك الأوان
بين المؤلف رحمه الله ان الليلة المباركة هي ليلة القدر و فيها أنزل القرآن {إنا أنزلناه في ليلة مباركة}، و قد جاءت الأحاديث الدالة على أنها في شهر رمضان، و قد قال الله تعالى : {شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن}.
فهضا القرآن أنزل في ليلة القدر جملة واحدة، ثم أنزل بعد ذلك على مواقع النجوم رسلا في الشهور و الأيام.
و قد اختلف أهل العلم في المقصود بالإنزال الخاص المضاف إلى ليلة القدر، فقيل: أنه ابتدئ إنزاله فيها. و قيل: أنه أنزل فيها جملة واحدة. و قيل: أنه أنزل في عشرين ليلة من عشرين سنة.
و هنا قول رابع، و هو: أنه نزل عرصدضه و أحكامه في رمضان من كل سنة منزلة إنزاله فيه مع انه قد لا ينفك عن إحداث إنزال ما لم ينزل أو تغير بعض ما نزل بنسخ أو إباحة تغير بعض ألفاظه.
و يحتمل أن يكون هذا القرآن قد نزل إلى السماء الدنيا بعد ظهور النبوة، و يحتمل أن يكون قد نزل قبله.

فصل
أول ما نزل الخمسة الأولى من سورة اقرأ ثم الخمسة الأولى من سورة المدثر ثم صار ينزل منه شيء فشيء حسب الوقائع و النوازل مكيا و مدنيا و حضرا و سفرا.
و اختلف العلماء في آخر ما نزل، و اختار المؤلف انه { و اتقوا يوما ترجعوا فيه إلى الله}.
و كان النبي صلى الله عليه و سلموكلما ينزل من القرآن شيء أمر بكتابته فيقول: "ضعوه في سورة كذا".
و كان يعرضه تلى جبريل في شهر رمضان من كل عام مرة، و عرضه عليه عام وفاته مرتين، و كذلك كان جبريل يعرض على الرسول صلى الله عليه وسلم كل عام مرة، و عرضه عليه عام وفاته مرتين.
و حفظه في حياته جماعة من الصحابة كابن مسعود و ابن عباس و علي رضي الله عنهم أجمعين.
و الحفظة أكثر من العدد المذكور في الأحاديث، و ليس المراد به الحصر و قد قتل يوم اليمامة أكثر من سبعين قراء.
و ما نسخ من القرآن فعلى ثلاثة ﻷضرب:
- نسخ التلاوة مع بقاء الحكم كآية الرجم.
- نسخ الحكم و بقاء التلاوة.
- نسخهما جميعا.

الباب الثاني: في جمع الصحابة رضي الله عنهم القرآن و إيضاح ما فعله أبو بكر و عمر و عثمان

جاء في صحيح البخاري. أن زيد بن ثابت قال:"أرسل إلي أبو بكر مقتل أهل اليمامة، و عمر بن الخطاب عنده، قال أبو بكر: إن عمر أتاني فقال: إن القتل قد استحر يوم اليمامة بقراء القرآن و إني أخشى أن يستحر بالقراء في المواطن فيذهب كثبر من القرآن، و إني أرى أن تأمر بجمع القرآن. فقلت لعمر: كيف تفعل شب9يئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلم يزل عمر بديراجعني حتى شرح الله صدري لذلك، و رأيت في ذلك الذي رآه عمر.
قال زيد: قال أبو بكر: إنك لش
رجل شاب عاقل لا نتهمك،و قد كنت تكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم فتتبع القرآن فاجمعه، فو الله لو كلفني نقل جبل من الجبال ما كان أثقل علي مما أمراني به من جمع القرآن.
فقلت: كيف تفعلون شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: هذا و الله خير فلم يزل أبو بكر يراجعني حتى شرح صدري للذي شرح صدر أبي بكر و عمر فتتبعت القرآن أجمعهون العسف واللخاف و صدور الرجال حتى وجدت آخر سورة التوبة مع أبي خزيمة الأنصاري، لم أجدها مع احد غيره { لقد جاءكم رسول من انفسكم } حتى خاتمة "براء"، فكانت الصحف عند أبي بكر ثم عند عمر ثم عند حفصة بنت عمر.
و فيخلافة عثمان قيل له: أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا اختلاف في الكتاب اختلاف اليهود و النصارى فأرسل عثمان إلى حفصة أن أرسل ي إلينا بالصحف حتى ننسخها في المصاحف ثم نردها إليك.
و إذا كان القرآن قد جمع من الرقاع في أيام أبي بكر فما الحاجة إلى استحضارها في أيام عثمان؟
قبل ذلك نقول: تاليف القرآن على ما هو عليه الآن كان في زمان النبي صلى الله عليه وسلم بأمره و إذنه، و جمعه في الصحف خسية دثوره بقتل القراء كان في زمان أبي بكر رضي الله عنه، و نسخه في المصاحف حملا للناس على اللفظ المكتوب حين نزوله بإملاء المنزل عليه و منعا من قراءة كل لفظ يخالفه كان في زمان عثمان رضي الله عنه.
و على ذلك نقول: قصد أبي بكر جمعه في مطان واحددخرا للإسلام يرجع إليه إذا اصطلم القراء، و قصد عثمان أن يقتصر الناس على تلاوته على اللفظ الذي كتب بأمر النبي، و لا يتعدوه إلى غيره من القراءات التي كانت مباحة لهم، المنافية لحظ المصحف من الزيادة و النقصان و إبدال لفظ.

الباب الثالث: في معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: " انزل القرآن على سبعة أحرف":
في الصحيحين عن ابن شهاب قال: حدثني عبيد الله بن عبد الله أن عبد الله بن عباس حدثه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أقرأني جبريل على حرف واحد فراجعتهفلم أزل أستزيده و يزيدني حتى انتهى إلى سبعة أحرف".
و هذا لا يعني أن كل القران أنزل على سبعة أحرف، بل قد تكون ما أنزل يقرئ على حرف أو حرفين أو ثلاثة احرف و هكذا إلى سبعة أحرف.


و قد اختلف أهل العلم في المراد بإنزال القرآن على سبعة أحرف، فمما قيل:
-سبعة لغات من لغات قريش.
- أن المعنى مشكل لا ندري ما هو.
- سبعة لغة من لغات قريش.
- أن المراد به التوسعة على القارئ لا الحصر.
و ساق المؤلف أقوال العلماء في هل تحتملالكلمة الواحدة أن تقرئ على سبعة أحرف و الراجح أنه لا تحتمل ذلك إلا القليل كقوله تعالى:{تشابه علينا} و {و عبد الطاغوت}.
و الراجح أن المراد بإنزاله على سبعة أحرف: سبعة لغات من لغات العرب، و أما قول عثمان بن عفان رضي الله عنه بأنه أنزل على لغة مضر ففيه إشارة إلى أول نزوله ثم سهل الله على الناس فيجوز لهم أن يقرؤوه على لغتهم لأن الكل من لغات العرب.
و معنى قول عمر رضي الله عنه: "أفرأ الناس على لغة قريش" أن المختار لمن ليس من العرب و أراد أن يحفظ القرآن أن يقرأه على لغة قريش.

و ضهب قوم إلى أن المراد بالأحرف السبعة سبعة أصناف و احتجوا بحديث ابن مسعود الضي فيه أن الكتاب الأول كان نزل من باب واحد على حرف واحد و أن هذا القران أنزل من سبعة أبواب على سبعة أحرف، ثم ذكر هذه الاصناف، و لكن الحديث لم يثبت.
و قد حاول جماعة من أهل العلم بالقراءات استخراج سبعة أحرف من هذه القراءات المشهورة فقال بعضهم: تدبرت وجوه الاختلاف في القراءات فوجدتها سبعة:
- ما تغيرت حركاته و لا يزول معناه و لا صورته.
- ما تغير معناه و يزول الإعراب و لا يزول الصورة.
-ما يتغير معناه بالحروف و اختلافها باللفظ و لا تتغير صورته في الخط.
- ما تتغير صورته و لا يتغير معناه.
- التقديم و التأخير.
- الزيادة و النقصان.
و اعتمد على هذه الأوجه مكيو حسنها ابن عبد البر.
و اختار أبو علي الأهواري طريقة أخرى فقال:
"قال بعضهم: معنى ذلك هو الختلاف الواقع في القرآن يجمع ذلك سبعة أوجه:
-الجمع و التوحيد،و التذكير و التأنيث، و الإعراب، و التصنيف، و الأدوات التي يتغير الإعراب لتغيرها، و اللغات، و الإمالة، و التفخيم، و بين بين و المد و القصر و الإدغام و الإظهار و تغير اللفظ و النطق باتفاق الخط.
و قال بعضهم:معنى ذلك سبعة معاني في القراءات"ثم ذكرها.

و اختلف أهل العلم في المجموع في المصحف ها هو بجميع الأحرف السبعة أو حرف واحد منها؟
فمال القاضي أبو بكر إلى أنه جميعها.
و صرح أبو جعفر الطبري و الأكثرون من بعده على أنه حرف منها.

الباب الرابع: في معنى القراءات المشهورة الآن و تعريف الأمر كيف كان:
قد طن جماعة ممن لا عبرة له بأصول هذا العلم أن قراءة هؤلاء الأئمة السبعة هي التي عبر عنها النبي صلى الله عليه وسلم، و قد أخطأ من نسب إلى مجاهد أنه قال هذا.
و سبب اختلاف هذه الأئمة بعد المرسوم لهم أنه لما خلت تلك المصاحف من الشكل و الإعجام و الحروف المحتملة الى أحد الوجوه و كان أهلناحية من كل هذه النواحي التي وجهت إليها هذه المصاحف قد كان لهم في مصرهم ذلك من الصحابة معلمون فانتقلوا عما بان لهم أنهم أمروا بالانتقال عنه مما كان بأيديهم و ثبتوا على ما لم يكن بالمصاحف الموجهة إليهم مما يستدلون على انتقالهم عنه.
و هذه القراءات إنما هي حرف من الأحرف السبعة التي نزل بها القرآن و وافق اللفظ بها خط المصحف الذي أجمع الصحابة فمن بعدهم عليه.
و أما قول بعض الناس: قرأ فلان بالأحرف السبعة فالمعنى أن قراءة كل إمام تسمى حرفا.
و جعل القراء الذين اختيرواا للقراءة سبعة لعلتين:
- أن المصاحف التي وجه بها عثمان إلى المصاحف سبعة.
- أنه جعل عددهم على عدد الحروف التي نزل بها القرآن و هي سبعة على أنه لو جعل عددهم أكثر أو أقل لم يمتنع ذلك.


الباب الخامس: في الفصل بين القراءات الصحيحة النقية و الشاذة الضعيفة المروية
الآثار التي رويت في الحروف كالتي رويت في الأحكام:
-منها اامجتمع عليه.
- و منها المكروه المتروك.
- و منها ما قد توهم فيه من رواه فضيع روايته و نسي سماعه لطول عهده فإن عرض على أهله عرفوا توهمه و ردوه على من حمله.
و الضابط في الفصل بين القراءة الصحيحة و القراءة الضعيفة هو ان كل ما ساعده خط المصحف مع صحة النقل فيها و مجيئها على الفصيح من لغة العرب فهي قراءة صحيحة، و إذا اختلت هذه الأوصاف الثلاثة، فهي قراءة ضعيفة.
و المراد بموافقة خط المصحف ما يرجع إلى زيادة الكلم و نقصانه، و أما ما يرجع إلى الهجاء و تصوير الحروف فلا اعتبار في ذلك بالرسم، فإنه مظنة الاختلاف، و أكثره اصطلاح.

فصل
ليس المراد بنسبة هذه القراءات الصحيحة إلى القراء السبعة و نقلها عنهم أن كل ما روي عنهم يكون بهذه الصفة، بل روي عنهم ما يطلق أنه ضعيف و شاذ لخروجه عن الضابط المذكور باختلال بعض الأركان الثلاثة، و لهذا ترى أن ما صنف في القراءا السبع مختلف في ذلك ففي بعضها ذكر ما سقط في غيرها.
و على ذلك فإن نقلت عن غيرهم من القراء فلا يخرجها عن الصحة، فإن الاعتماد على استجماع هذه الأوصاف لا عمنوتنسب إليه.
و التواتر في جميع الألفظ المختلف فيها بين القراء غير لازم.

فصل
قال ابن مهدي: " لا يكون إماما في العلم من أخذ بالشاذ من العلم أو روي عن كل أحد أو روى كل ما سمع".
و لا تجوز القراءة بشيء مما في هذه الشواذ.

فصل
هذا الفصل يتعلق ببيان ذكر ما فعله أبو الحسن محمد بن أحمد بن أيوب بن صلب المقرئ المعروف بابن شنبوذ البغدادي و قد زعم ان كل ما صح عنده وجه في العربية لحرف من القرآن يوافق خط المصحف فقراءته به جائزة في الصلاة و في غيرها ثم تاب من ذلك.

الباب السادس: في الإقبال على ما يقنع من علوم القرآن و العمل بها و ترك التعمق في تلاوة ألفاظه و الغلو في سببها
العمل بما في القرآن و فهم معانيه أهم من الرغبة في حسن الصوت فيه و تحرير النطق بألفاظه و قوة حفظه و سرعة سرده و إن كان كل ذلك حسنا، ثموذكر الآثار الدالة على صحة ما ذهب إليه.


رد مع اقتباس
  #7  
قديم 11 شوال 1435هـ/7-08-2014م, 06:31 PM
سليم سيدهوم سليم سيدهوم غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
الدولة: ليون، فرنسا
المشاركات: 1,087
افتراضي

تلخيص مقدمة المحرر الوجيز
ذكر المصنف في هذه المقدمة ما يتعلق بعلوم القرآن، و ما يتعلق بأصول التفسير، و ما يتعلق بمنهج المفسرين.
فمقصد المؤلف من هذه المقدمة بيان شيء من هذه الأمور.
مقدمة
تضمنت هذه المقدمة ما يلي:
ـ النصيحة من المؤلف أن يأخذ من كل طرف خيارا.
و لا بد في علم التفسير أن يعرف علوم الآلة.
ـ ذكر السبب الذي دعا ابن عطية إلى اختيار هذا العلم بعد أن سبر بالتقسيم و التنويع، و السبب أن شرف العلم على قدر شرف المعلوم.
ـ أنه لا يذكر من القصة إلا ما لا ينفك عنه الآية إلا به، و أنه أثبت أقوال العلماء في المعاني منسوبة إليهم، و صان تفسيره من إلحاد أهل القول بالرموز و أهل القول بعلم الباطن، و التنبيه على قول من قد يظن بهم ظنا حسنا إذا رأى في أقوالهم ما ينحو إلى أعراضهم.
ـ و أنه قصد تتبع الألفاظ و إيراد جميع القراءات و تبيين المحتملات.

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 11 شوال 1435هـ/7-08-2014م, 06:45 PM
سليم سيدهوم سليم سيدهوم غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
الدولة: ليون، فرنسا
المشاركات: 1,087
افتراضي

باب ما ورد عن النبي صلى الله عليه و سلم و الصحابة رضي الله عنهم و نبهاء العلماء في فضل القرآن المجيد و صور الاعتصام به
مقصد هذا الباب: ذكر ما جاء في فضائل القرآن و الاعتصام به.
قال النبي صلى الله عليه وسلم: "اتلوا هذا القرآن فإن الله يأجركم بالحرف منه عشر حسنات أما إني لا أقول الم حرف ولكن الألف حرف واللام حرف والميم حرف".
وقيل لجعفر بن محمد الصادق: لم صار الشعر والخطب يمل ما أعيد منها والقرآن لا يمل؟ فقال: لأن القرآن حجة على أهل الدهر الثاني كما هو حجة على أهل الدهر الأول فكل طائفة تتلقاه غضا جديدا ولأن كل امرئ في نفسه متى أعاده وفكر فيه تلقى منه في كل مرة علوما غضة وليس هذا كله في الشعر والخطب.
وروى ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "أشراف أمتي حملة القرآن".
وروي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قرأ هذه الآية {ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا} [فاطر: 32].
وقال عقبة بن عامر عهد إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع فقال: "عليكم بالقرآن".

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 12 شوال 1435هـ/8-08-2014م, 05:26 PM
سليم سيدهوم سليم سيدهوم غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
الدولة: ليون، فرنسا
المشاركات: 1,087
افتراضي

باب في فضل تفسير القرآن و الكلام على لغته و النظر في إعرابه و دقائق معانيه
بعد أن بين فضل القرآن قصد في هذا الباب بيان فضل تفسيره.
قال القاضي أبو محمد عبد الحق رضي الله عنه إعراب القرآن أصل في الشريعة لأن بذلك تقوم معانيه التي هي الشرع.
وقال أبو العالية في تفسير قوله عز وجل: {ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا} [البقرة: 269] قال الحكمة: الفهم في القرآن وقال قتادة الحكمة: القرآن والفقه فيه وقال غيره: الحكمة تفسير القرآن.
و رحل مسروق إلى البصرة ثم إلى الشام لأجل معرفة آية واحدة.

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 12 شوال 1435هـ/8-08-2014م, 05:38 PM
سليم سيدهوم سليم سيدهوم غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
الدولة: ليون، فرنسا
المشاركات: 1,087
افتراضي

باب ما قيل في الكلام في تفسير القرآن والجرأة عليه ومراتب المفسرين
قصد ابن عطية رحمه الله تعالى في هذا الباب بيان مراتب المفسرين، و أن بعض علماء التفسير من السلف توقف عن التفسير تورعا و احتياطا لأنفسهم.
ويروى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من تكلم في القرآن برأيه فأصاب فقد أخطأ".
و من السلف من توقف عن التفسير كما تقدم في بيان المقصد مع إدراكهم و تقدمهم، و منهم من فسروه و هم أبقوا على المسلمين في ذلك.
و ذكر مراتب المفسرين، فذكر ثلاث مراتب:
ـ المرتبة الأولى: مرتبة الصحابة.
ـ و المرتبة الثانية: مرتبة التابعين.
ـ و المرتبة الثالثة: مرتبة من جاء بعدهم.

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 12 شوال 1435هـ/8-08-2014م, 05:52 PM
سليم سيدهوم سليم سيدهوم غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
الدولة: ليون، فرنسا
المشاركات: 1,087
افتراضي

باب معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرؤوا ما تيسر منه"
اختلف العلماء في هذا القول على أقوال:
ـ فذهب فريق من العلماء إلى أن تلك الحروف السبعة هي فيما يتفق أن يقال على سبعة أوجه فما دونها كتعال وأقبل وإلي ونحوي وقصدي واقرب وجئ وكاللغات التي في أف وكالحروف التي في كتاب الله فيها قراءات كثيرة وهذا قول ضعيف.
ـ و قال ابن شهاب في كتاب مسلم: بلغني أن تلك السبعة الأحرف إنما هي في الأمر الذي يكون واحدا لا يختلف في حلال ولا حرام.
قال القاضي أبو محمد عبد الحق رضي الله عنه: وهذا كلام محتمل.
ـ وقال فريق من العلماء: إن المراد بالسبعة الأحرف معاني كتاب الله تعالى وهي أمر ونهي ووعد ووعيد وقصص ومجادلة وأمثال.
وهذا أيضا ضعيف لأن هذه لا تسمى أحرفا وأيضا فالإجماع أن التوسعة لم تقع في تحريم حلال ولا في تحليل حرام ولا في تغيير شيء من المعاني المذكورة.
ـ و ذكر صاحب "الدلائل" أنه وجد وجوه الاختلاف في القراءة السبعة.
ـ وذكر القاضي أبو بكر بن الطيب في معنى هذه السبعة الأحرف حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن هذا القرآن من سبعة أبواب على سبعة أحرف نهي وأمر وحلال وحرام ومحكم ومتشابه وأمثال فأحلوا حلاله وحرموا حرامه وائتمروا وانتهوا واعتبروا بمحكمه وآمنوا بمتشابهه".
قال القاضي أبو محمد فهذا تفسير منه صلى الله عليه وسلم للأحرف السبعة ولكن ليست هذه التي أجاز لهم القراءة بها على اختلافها وإنما الحرف في هذه بمعنى الجهة والطريقة ومنه قول تعالى: {ومن الناس من يعبد الله على حرف} [الحج: 11] أي على وجه وطريقة هي ريب وشك فكذلك معنى هذا الحديث على سبع طرائق من تحليل وتحريم وغير ذلك.
ـ وزعم قوم أن كل كلمة تختلف القراءة فيها فإنها على سبعة أوجه وإلا بطل معنى الحديث.
ـ و الراجح أن يقال: أنها اللغات المختلفة، و ليس معنى ذلك التباين الشديد، فإن اختلاف الوجوه و الطرائق التي تكون بحسب اختلاف العبارات بين الجملة التي نزل القرآن بلسانها يصح أن يقال عنه اختلاف اللغات.

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 13 شوال 1435هـ/9-08-2014م, 12:49 PM
سليم سيدهوم سليم سيدهوم غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
الدولة: ليون، فرنسا
المشاركات: 1,087
افتراضي

باب ذكر جمع القرآن وشكله ونقطه وتحزيبه وتعشيره
مقصد هذا الباب: الكلام في جمع القرآن و ترتب الجمع.
كان القرآن في مدة رسول الله صلى الله عليه وسلم متفرقا في صدور الرجال وقد كتب الناس منه في صحف وفي جريد وظرر وفي لخاف وفي خزف وغير ذلك فلما استحر القتل بالقراء يوم اليمامة أشار عمر بن الخطاب على أبي بكر الصديق رضي الله عنهما بجمع القرآن مخافة أن يموت أشياخ القراءة كأبي وزيد وابن مسعود فيذهب فندبا إلى ذلك زيد بن ثابت فجمعه غير مرتب السور بعد تعب شديد منه رضي الله عنه.
وبقيت الصحف عند أبي بكر ثم عند عمر بن الخطاب بعده ثم عند حفصة بنته في خلافة عثمان وانتشرت في خلال ذلك صحف في الآفاق كتبت عن الصحابة كمصحف ابن مسعود وما كتب عن الصحابة بالشام ومصحف أبي وغير ذلك وكان في ذلك اختلاف حسب السبعة الأحرف التي أنزل القرآن عليها.
فلما قدم حذيفة من غزوة أرمينية حسبما قد ذكرناه انتدب عثمان لجمع المصحف وأمر زيد بن ثابت بجمعه وقرن بزيد فيما ذكر البخاري ثلاثة من قريش سعيد بن العاصي وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام وعبد الله بن الزبير وكذلك ذكر الترمذي وغيرهما.
وأما شكل المصحف ونقطه فروي أن عبد الملك بن مروان أمر به وعمله فتجرد لذلك الحجاج بواسط وجد فيه وزاد تحزيبه وأمر وهو والي العراق الحسن ويحيى بن يعمر بذلك وألف إثر ذلك بواسط كتاب في القراءات جمع فيه ما روي من اختلاف الناس فيما وافق الخط ومشى الناس على ذلك زمانا طويلا إلى أن ألف ابن مجاهد كتابه في القراءات.
وأسند الزبيدي في كتاب الطبقات إلى المبرد أن أول من نقط المصحف أبو الأسود الدؤلي وذكر أيضا أن ابن سيرين كان له مصحف نقطه له يحيى بن يعمر.
وذكر أبو الفرج أن زياد بن أبي سفيان أمر أبا الأسود بنقط المصاحف.
وذكر الجاحظ في كتاب الأمصار أن نصر بن عاصم أول من نقط المصاحف وكان يقال له: نصر الحروف.
وأما وضع الأعشار فيه فمر بي في بعض التواريخ أن المأمون العباسي أمر بذلك وقيل إن: الحجاج فعل ذلك.
وذكر أبو عمرو الداني عن قتادة أنه قال: بدؤوا فنقطوا ثم خمسوا ثم عشروا وهذا كالإنكار.

رد مع اقتباس
  #13  
قديم 13 شوال 1435هـ/9-08-2014م, 01:05 PM
سليم سيدهوم سليم سيدهوم غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
الدولة: ليون، فرنسا
المشاركات: 1,087
افتراضي

باب في ذكر الألفاظ التي في كتاب الله وللغات العجم بها تعلق
اختلف الناس في هذه المسألة على أقوال، فذكرها المؤلف و بين الراجح منها، و هذه الأقوال هي:
القول الأول: إن في كتاب الله تعالى من كل لغة.
و القول الثاني: أن القرآن ليس فيه لفظة إلا وهي عربية صريحة وأن الأمثلة والحروف التي تنسب إلى سائر اللغات إنما اتفق فيها أن تواردت اللغتان فتكلمت بها العرب والفرس أو الحبشة بلفظ واحد.
و القول الثالث: قول القاضي أبو محمد عبد الحق رضي الله عنه: "والذي أقوله: إن القاعدة والعقيدة هي أن القرآن نزل بلسان عربي مبين فليس فيه لفظة تخرج عن كلام العرب فلا تفهمها إلا من لسان آخر فأما هذه الألفاظ وما جرى مجراها فإنه قد كان للعرب العاربة التي نزل القرآن بلسانها بعض مخالطة لسائر الألسنة بتجارات وبرحلتي قريش"، و قال:" فحقيقة العبارة عن هذه الألفاظ أنها في الأصل أعجمية لكن استعملتها العرب وعربتها فهي عربية بهذا الوجه".

رد مع اقتباس
  #14  
قديم 13 شوال 1435هـ/9-08-2014م, 01:17 PM
سليم سيدهوم سليم سيدهوم غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
الدولة: ليون، فرنسا
المشاركات: 1,087
افتراضي

نبذة مما قال العلماء في إعجاز القرآن
مقصد هذا الباب هو وجه كون القرآن معجزة.
و مما قيل في ذلك: إن التحدي وقع بما في كتاب الله تعالى من الأنباء الصادقة والغيوب المسرودة.
تنيه: ذكرت في هذه المسألة أقوال متعددة، و الراجح أن يقال: إنه معجز لأنه كلام الله، و كلامه لا يشبه كلام البشر.

رد مع اقتباس
  #15  
قديم 13 شوال 1435هـ/9-08-2014م, 01:22 PM
سليم سيدهوم سليم سيدهوم غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
الدولة: ليون، فرنسا
المشاركات: 1,087
افتراضي

باب في الألفاظ التي يقتضي الإيجاز استعمالها في تفسير كتاب الله تعالى

مقصد الباب: هل يجوز لمن يفسر الآية أن يسند إلى الله تعالى أفعال لم يأت إسنادها بتوقيف من الشرع؟
استعمل هذه الطريقة المفسرون والمحدثون والفقهاء واستعملها أبو المعالي في الإرشاد، وذكر بعض الأصوليين أنه لا يجوز أن يقال حكى الله ولا ما جرى مجراه.
و قال القاضي أبو محمد عبد الحق وهذا على تقرير هذه الصفة له وثبوتها مستعملة كسائر أوصافه تبارك وتعالى، وأما إذا استعمل ذلك في سياق الكلام والمراد منه حكت الآية أو اللفظ فذلك استعمال عربي شائع.

رد مع اقتباس
  #16  
قديم 13 شوال 1435هـ/9-08-2014م, 01:36 PM
سليم سيدهوم سليم سيدهوم غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
الدولة: ليون، فرنسا
المشاركات: 1,087
افتراضي

باب في تفسير أسماء القرآن وذكر السورة والآية

مقصد الباب بيان بعض أسماء القرآن و معنى السورة و الآية
فمن أسمائه:
ـ القرآن وهو الكتاب وهو الفرقان وهو الذكر فالقرآن مصدر من قولك: قرأ الرجل إذا تلا يقرأ قرآنا وقراءة وحكى أبو زيد الأنصاري وقرءا
وقال قتادة: القرآن معناه التأليف قرأ الرجل إذا جمع وألف قولا.
ـ و الكتاب فهو مصدر من كتب إذا جمع ومنه قيل كتيبة لاجتماعها ومنه قول الشاعر: (واكتبها بأسيار) أي: اجمعها.
ـ و الفرقان أيضا فهو مصدر لأنه فرق بين الحق والباطل والمؤمن والكافر فرقا وفرقانا
ـ و الذكر فسمي به لأنه ذكر به الناس آخرتهم وإلههم وما كانوا في غفلة عنه فهو ذكر لهم وقيل: سمي بذلك لأنه فيه ذكر الأمم الماضية والأنبياء وقيل: سمي بذلك لأنه ذكر وشرف لمحمد صلى الله عليه وسلم وقومه وسائر العلماء به
ـ و السورة فإن قريشا كلها ومن جاورها من قبائل العرب كهذيل وسعد بن بكر وكنانة يقولون سورة بغير همز وتميم كلها وغيرهم أيضا يهمزون فيقولون سؤر وسؤرة
فأما من همز فهي عنده كالبقية من الشيء والقطعة منه التي هي سؤر.
وأما من لا يهمز فمنهم من يراها من المعنى المتقدم إلا أنها سهلت همزتها ومنهم من يراها مشبهة بسورة البناء أي القطعة منه لأن كل بناء فإنما يبنى قطعة بعد قطعة وكل قطعة منها سورة وجمع سورة القرآن سور بفتح الواو وجمع سورة البناء سور بسكونها.
ـ و معنى الآية: العلامة.

رد مع اقتباس
  #17  
قديم 14 شوال 1435هـ/10-08-2014م, 07:40 PM
سليم سيدهوم سليم سيدهوم غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
الدولة: ليون، فرنسا
المشاركات: 1,087
افتراضي

تلخيص مقدمة تفسير ابن جرير
تضمن أول المقدمة ما يلي:
ـ ذكر بعض أسماء الله تعالى.
ـ و أنه تعالى هو المنفرد بالإلهية و الربوبية.
ـ و أنه تعالى أرسل الرسل لتكون سفراء بيننا و بينه، و فضلهم بمفضلات عديدة.
ـ و أنه وعد المؤمنين بحفظ القرآن.
ـ و حمد الله تعالى على أن جعله من المؤمنين.
ـ و أنه دعا الله تعالى أن يوفقه بالصواب.
ـ ذكر بعض أبواب أصول الفقه.
ـ و أن القرآن جمع بين رضا الله تعالى في العلم به، و أن يهدي به العالم إلى سبيل الرشاد.
ـ ذكر ما يتضمن هذا التفسير من الترجيح بين الأقوال و الاختصار إن أمكن.

رد مع اقتباس
  #18  
قديم 14 شوال 1435هـ/10-08-2014م, 08:01 PM
سليم سيدهوم سليم سيدهوم غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
الدولة: ليون، فرنسا
المشاركات: 1,087
افتراضي

القول في البيان عن اتفاق معاني آي القرآن، ومعاني منطق من نزل بلسانه من وجه البيان -والدلالة على أن ذلك من الله جل وعز هو الحكمة البالغة- مع الإبانة عن فضل المعنى الذي به باين القرآن سائر الكلام

مقصد هذا الباب هو: أن الله تعالى منح علينا فضل البيان، و جعل الناس طبقات، و رفع بعضهم فوق بعض، و أنه لا بيان أبين، ولا حكمة أبلغ، ولا منطق أعلى، ولا كلام أشرف- من بيان ومنطق تحدى به امرؤ قوما في زمان هم فيه رؤساء صناعة الخطب والبلاغة، وقيل الشعر والفصاحة، والسجع والكهانة، على كل خطيب منهم وبليغ وشاعر منهم وفصيح، وكل ذي سجع وكهانة -فسفه أحلامهم، وقصر بعقولهم وتبرأ من دينهم، ودعا جميعهم إلى اتباعه والقبول منه والتصديق به، والإقرار بأنه رسول إليهم من ربهم. وأخبرهم أن دلالته على صدق مقالته، وحجته على حقيقة نبوته- ما أتاهم به من البيان، والحكمة والفرقان، بلسان مثل ألسنتهم، ومنطق موافقة معانيه معاني منطقهم. ثم أنبأ جميعهم أنهم عن أن يأتوا بمثل بعضه عجزة، ومن القدرة عليه نقصة. فأقر جميعهم بالعجز، وأذعنوا له بالتصديق، وشهدوا على أنفسهم بالنقص. إلا من تجاهل منهم وتعامى، واستكبر وتعاشى، فحاول تكلف ما قد علم أنه عنه عاجز، ورام ما قد تيقن أنه عليه غير قادر. فأبدى من ضعف عقله ما كان مستترا، ومن عي لسانه ما كان مصونا، فأتى بما لا يعجز عنه الضعيف الأخرق، والجاهل الأحمق، فقال: "والطاحنات طحنا، والعاجنات عجنا، فالخابزات خبزا، والثاردات ثردا، واللاقمات لقما"! ونحو ذلك من الحماقات المشبهة دعواه الكاذبة.
و أن كل رسول خاطب قومه بما يفهمه.

رد مع اقتباس
  #19  
قديم 15 شوال 1435هـ/11-08-2014م, 01:40 PM
سليم سيدهوم سليم سيدهوم غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
الدولة: ليون، فرنسا
المشاركات: 1,087
افتراضي

القول في البيان عن الأحرف التي اتفقت فيها ألفاظ العرب وألفاظ غيرها من بعض أجناس الأمم

مقصد هذا الباب: بيان أن الله تعالى نزل القرآن بلسان عربي مبين و مع ذلك وقد وقع فيه بعض الألفاظ اتفقت فيها العرب و غيرهم، و بيان فساد قول من زعم أن منه ما ليس بلسان العرب ولغاتها.
تقدم في الباب السابق أن الله تعالى خاطب كل قوم بما يعرفونه، فيقتضي أنه خاطب العرب بما يفهمونه، لكن في القرآن بعض الكلمات ذكر أن معناها كذا بلغة كذا، فهل هذا يعارض ما تقدم؟
الجواب: لا لأن من قال مثل هذا القول لا يعني أن العرب لا يعرفون معنى هذه الكلمة قبل مجيء القرآن، و إنما مثل هذه الألفاظ مما اتفق فيها العرب و غيرهم.
و ذكر المؤلف أنه لو أن قائلا قال -فيما ذكرنا من الأشياء التي عددنا وأخبرنا اتفاقه في اللفظ والمعنى بالفارسية والعربية، وما أشبه ذلك مما سكتنا عن ذكره-: ذلك كله فارسي لا عربي، أو ذلك كله عربي لا فارسي، أو قال: بعضه عربي وبعضه فارسي، أو قال: كان مخرج أصله من عند العرب فوقع إلى العجم فنطقوا به، أو قال: كان مخرج أصله من عند الفرس فوقع إلى العرب فأعربته - كان مستجهلا لأن العرب ليست بأولى أن تكون كان مخرج أصل ذلك منها إلى العجم، ولا العجم بأحق أن تكون كان مخرج أصل ذلك منها إلى العرب، إذ كان استعمال ذلك بلفظ واحد ومعنى واحد موجودا في الجنسين.
وإذ كان ذلك موجودا على ما وصفنا في الجنسين، فليس أحد الجنسين أولى بأن يكون أصل ذلك كان من عنده من الجنس الآخر. والمدعي أن مخرج أصل ذلك إنما كان من أحد الجنسين إلى الآخر، مدع أمرا لا يوصل إلى حقيقة صحته إلا بخبر يوجب العلم، ويزيل الشك، ويقطع العذر مجيئه.
بل الصواب في ذلك عندنا: أن يسمى: عربيا أعجميا، أو حبشيا عربيا، إذ كانت الأمتان له مستعملتين -في بيانها ومنطقها- استعمال سائر منطقها وبيانها. فليس غير ذلك من كلام كل أمة منهما، بأولى أن يكون إليها منسوبا- منه.
فلو عرف استعمال بعض الكلام في أجناس من الأمم -جنسين أو أكثر- بلفظ واحد ومعنى واحد، كان ذلك منسوبا إلى كل جنس من تلك الأجناس، لا يستحق جنس منها أن يكون به أولى من سائر الأجناس غيره.
و أما من قال: "في القرآن من كل لسان" فمعناه أن فيه من كل لسان اتفق فيه لفظ العرب ولفظ غيرها من الأمم التي تنطق به، نظير ما وصفنا من القول فيما مضى.
وذلك أنه غير جائز أن يتوهم على ذي فطرة صحيحة، مقر بكتاب الله، ممن قد قرأ القرآن وعرف حدود الله -أن يعتقد أن بعض القرآن فارسي لا عربي، وبعضه نبطي لا عربي، وبعضه رومي لا عربي، وبعضه حبشي لا عربي ، بعد ما أخبر الله تعالى ذكره عنه أنه جعله قرآنا عربيا. لأن ذلك إن كان كذلك، فليس قول القائل: القرآن حبشي أو فارسي، ولا نسبة من نسبه إلى بعض ألسن الأمم التي بعضه بلسانها دون العرب- بأولى بالتطويل من قول القائل: هو عربي. ولا قول القائل: هو عربي بأولى بالصحة والصواب من قول ناسبه إلى بعض الأجناس التي ذكرنا. إذ كان الذي بلسان غير العرب من سائر ألسن أجناس الأمم فيه، نظير الذي فيه من لسان العرب.
وإذ كان ذلك كذلك، فبين إذا خطأ قول من زعم أن القائل من السلف: في القرآن من كل لسان، إنما عنى بقيله ذلك، أن فيه من البيان ما ليس بعربي، ولا جائزة نسبته إلى لسان العرب.
و نقول لمن قال و زعم أن أصل هذه الألفاظ أعجمي فعربتها العرب: ما برهانك على ما قلت في ذلك من الوجه الذي يجب التسليم له؟.

رد مع اقتباس
  #20  
قديم 15 شوال 1435هـ/11-08-2014م, 04:06 PM
سليم سيدهوم سليم سيدهوم غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
الدولة: ليون، فرنسا
المشاركات: 1,087
افتراضي

القول في اللغة التي نزل بها القرآن من لغات العرب

مقصد هذا الباب: أن الذي نزل به القرآن من ألسن العرب، البعض منها دون الجميع، و معنى كونه أنزل على سبعة أحرف.
قد تقدم أن كل ما في القرآن لا تخرج عن لغة العرب و إن كان بعض الكلمات قد تتفق فيها العرب و غيرهم، وإذا كان كذلك فبأي لغة من لغات العرب قد أنرل القرآن؟ أ كلها أم بواحد منها؟
الجواب ما قاله النبي صلى الله عليه و سلم ـ إذ السنة تبين القرآن ـ من أن القرآن أنزل على سبعة أحرف، كل منها كاف شاف، ثم أورد أدلة كثيرة على ذلك.
فإن قال: وما برهانك على أن معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((نزل القرآن على سبعة أحرف))، وقوله: ((أمرت أن أقرأ القرآن على سبعة أحرف))، هو ما ادعيته - من أنه نزل بسبع لغات، وأمر بقراءته على سبعة ألسن- دون أن يكون معناه ما قاله مخالفوك، من أنه نزل بأمر وزجر وترغيب وترهيب وقصص ومثل ونحو ذلك من الأقوال؟ فقد علمت قائل ذلك من سلف الأمة وخيار الأئمة.
قيل له: إن الذين قالوا ذلك لم يدعوا أن تأويل الأخبار التي تقدم ذكرناها، هو ما زعمت أنهم قالوه في الأحرف السبعة التي نزل بها القرآن دون غيره، فيكون ذلك لقولنا مخالفا، وإنما أخبروا أن القرآن نزل على سبعة أحرف، يعنون بذلك أنه نزل على سبعة أوجه. والذي قالوه من ذلك كما قالوا.
وقد روينا - بمثل الذي قالوا من ذلك - عن النبي صلى الله عليه وسلم، وعن جماعة من أصحابه، أخبارا قد تقدم ذكرنا بعضها، وسنستقصي ذكر باقيها ببيانه، إذا انتهينا إليه، إن شاء الله.
فأما الذي تقدم ذكرناه من ذلك، فخبر أبي بن كعب، من رواية أبي كريب، عن ابن فضيل، عن إسماعيل بن أبي خالد، الذي ذكر فيه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((أمرت أن أقرأ القرآن على سبعة أحرف، من سبعة أبواب من الجنة)).
والسبعة الأحرف: هو ما قلنا من أنه الألسن السبعة. والأبواب السبعة من الجنة: هي المعاني التي فيها، من الأمر والنهي والترغيب والترهيب والقصص والمثل، التي إذا عمل بها العامل، وانتهى إلى حدودها المنتهي، استوجب به الجنة. وليس والحمد لله في قول من قال ذلك من المتقدمين، خلاف لشيء مما قلناه.
و قد استدل المؤلف على صحة ما قال بالروايات الثانية عن عمر، و ابن مسعود، و أبي بن كعب و سائر من قد تقدم الرواية عنه في أول هذا الباب، و هذه هي الرواية عن أبي بن كعب:
- حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق، عن فلان العبدي -قال أبو جعفر: ذهب عنى اسمه-، عن سليمان بن صرد، عن أبي بن كعب، قال: رحت إلى المسجد، فسمعت رجلا يقرأ، فقلت: من أقرأك؟ فقال: رسول الله صلى الله عليه وسلم. فانطلقت به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: استقرئ هذا. قال: فقرأ، فقال: ((أحسنت)). قال فقلت: إنك أقرأتني كذا وكذا! فقال: ((وأنت قد أحسنت)). قال: فقلت: قد أحسنت! قد أحسنت! قال: فضرب بيده على صدري، ثم قال: ((اللهم أذهب عن أُبيٍّ الشك)). قال: ففضت عرقا، وامتلأ جوفي فرقا- ثم قال: ((إن الملكين أتياني، فقال أحدهما اقرأ القرآن على حرف. وقال الآخر: زده. قال: فقلت: زدني. قال: اقرأه على حرفين. حتى بلغ سبعة أحرف، فقال: اقرأ على سبعة أحرف)).
و قال المؤلف رحمه الله: "ومعلوم أن تماريهم فيما تماروا فيه من ذلك، لو كان تماريا واختلافا فيما دلت عليه تلاواتهم من التحليل والتحريم والوعد والوعيد وما أشبه ذلك، لكان مستحيلا أن يصوب جميعهم صلى الله عليه وسلم، ويأمر كل قارئ منهم أن يلزم قراءته في ذلك على النحو الذي هو عليه. لأن ذلك لو جاز أن يكون صحيحا، وجب أن يكون الله جل ثناؤه قد أمر بفعل شيء بعينه وفرضه، في تلاوة من دلت تلاوته على فرضه - ونهى عن فعل ذلك الشيء بعينه وزجر عنه، في تلاوة الذي دلت تلاوته على النهي والزجر عنه، وأباح وأطلق فعل ذلك الشيء بعينه، وجعل لمن شاء من عباده أن يفعله فعله، ولمن شاء منهم أن يتركه تركه في تلاوة من دلت تلاوته على التخيير!"
و في هذا إبطال قول من يقول بأن إنزال القرآن على سبعة أحرف معناه: على أحكام مختلفة، و ذلك لأمور:
ـ أن الله تعالى لم ينزل كتابه على لسان نبيه صلى الله عليه و سلم إلا على حكم واحد متفق بين جميع خلقه.
ـ أن النبي صلى الله عليه و سلم أمر الجميع بالثبوت على قراءته.
ـ أنه لو كان قولهم صحيحا للاتزم نفي ما أمر الله به من الائتلاف، و نهى عنه من الاختلاف.
و قد أبان صحة ما قلنا الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم نصا. وذلك الخبر الذي ذكرنا أن أبا كريب حدثنا قال: حدثنا زيد بن الحباب، عن حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن عبد الرحمن بن أبي بكرة، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((قال جبريل: اقرأ القرآن على حرف. قال ميكائيل: استزده. فقال: على حرفين. حتى بلغ ستة أو سبعة أحرف، فقال: كلها شاف كاف، ما لم يختم آية عذاب بآية رحمة، أو آية رحمة بآية عذاب، كقولك: هلم وتعال)).
فقد أوضح نص هذا الخبر أن اختلاف الأحرف السبعة، إنما هو اختلاف ألفاظ، كقولك "هلم وتعال" باتفاق المعاني، لا باختلاف معان موجبة اختلاف أحكام.
وبمثل الذي قلنا في ذلك صحت الأخبار عن جماعة من السلف والخلف.

رد مع اقتباس
  #21  
قديم 19 شوال 1435هـ/15-08-2014م, 10:26 AM
سليم سيدهوم سليم سيدهوم غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
الدولة: ليون، فرنسا
المشاركات: 1,087
افتراضي

القول في البيان عن معنى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أنزل القرآن من سبعة أبواب الجنة"، وذكر الأخبار المروية بذلك
سرد المؤلف رحمه الله تعالى عددا من الأخبار الدالة على أن الله تعالى أنزل هذا القرآن على سبعة أحرف، ثم قال: "ومعنى ذلك كله، الخبر منه صلى الله عليه وسلم عما خصه الله به وأمته، من الفضيلة والكرامة التي لم يؤتها أحدا في تنزيله.
وذلك أن كل كتاب تقدم كتابنا نزوله على نبي من أنبياء الله صلى الله عليهم، فإنما نزل بلسان واحد، متى حول إلى غير اللسان الذي نزل به، كان ذلك له ترجمة وتفسيرا لا تلاوة له على ما أنزله الله وأنزل كتابنا بألسن سبعة، بأي تلك الألسن السبعة تلاه التالي، كان له تاليا على ما أنزله الله لا مترجما ولا مفسرا، حتى يحوله عن تلك الألسن السبعة إلى غيرها، فيصير فاعل ذلك حينئذ -إذا أصاب معناه- له مترجما. كما كان التالي بعض الكتب التي أنزلها الله بلسان واحد -إذا تلاه بغير اللسان الذي نزل به- له مترجما، لا تاليا على ما أنزله الله به.".


رد مع اقتباس
  #22  
قديم 19 شوال 1435هـ/15-08-2014م, 10:38 AM
سليم سيدهوم سليم سيدهوم غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
الدولة: ليون، فرنسا
المشاركات: 1,087
افتراضي

القول في الوجوه التي من قِبَلها يوصل إلى معرفة تأويل القرآن
مقصد هذا الباب هو: البيان عن وجوه مطالب تأويله.
قال الله جل ثناؤه وتقدست أسماؤه، لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: {وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون} [النحل: 44]، وقال أيضا له جل ذكره: {وما أنزلنا عليك الكتاب إلا لتبين لهم الذي اختلفوا فيه وهدى ورحمة لقوم يؤمنون} [النحل: 64]، وقال: {هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولو الألباب} [آل عمران: 7].
فقد دلت هذه الآية أن من القرآن ما لا يمكن الوصول إلى معرفته إلا ببيان من الرسول صلى الله عليه و سلم، أن منه ما لا يعلم تأويله إلا الله تعالى ـ مثل كيفية الصفات و غير ذلك ـ، و منه ما يعلم تأويله كل ذي علم باللسان الذي نزل به القرآن.

رد مع اقتباس
  #23  
قديم 19 شوال 1435هـ/15-08-2014م, 10:44 AM
سليم سيدهوم سليم سيدهوم غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
الدولة: ليون، فرنسا
المشاركات: 1,087
افتراضي

ذكر بعض الأخبار التي رويت بالنهي عن القول في تأويل القرآن بالرأي
مقصد الباب هو : التحذير من القول على الله بلا علم.
- حدثنا يحيى بن طلحة اليربوعي، قال: حدثنا شريك، عن عبد الأعلى، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من قال في القرآن برأيه فليتبوأ مقعده من النار".
و ما كان من تأويل القرآن الذي لا يدرك علمه إلا بنص بيان رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو بنصبه الدلالة عليه - فغير جائز لأحد القيل فيه برأيه. بل القائل في ذلك برأيه - وإن أصاب عين الحق فيه - فمخطئ في فعله، بقيله فيه برأيه، ولأن إصابته ليست إصابة موقن أنه محق، وإنما هو إصابة خارص وظان. والقائل في دين الله بالظن، قائل على الله ما لم يعلم. وقد حرم الله جل ثناؤه ذلك في كتابه على عباده، فقال: {قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون} [الأعراف: 33].

رد مع اقتباس
  #24  
قديم 19 شوال 1435هـ/15-08-2014م, 10:47 AM
سليم سيدهوم سليم سيدهوم غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
الدولة: ليون، فرنسا
المشاركات: 1,087
افتراضي

ذكر بعض الأخبار التي رويت في الحض على العلم بتفسير القرآن، ومن كان يفسره من الصحابة
- حدثنا محمد بن علي بن الحسن بن شقيق المروزي، قال سمعت أبي يقول: حدثنا الحسين بن واقد، قال: حدثنا الأعمش، عن شقيق، عن ابن مسعود، قال: كان الرجل منا إذا تعلم عشر آيات لم يجاوزهن حتى يعرف معانيهن، والعمل بهن.
- حدثنا ابن حميد قال: حدثنا جرير، عن عطاء، عن أبي عبد الرحمن، قال: حدثنا الذين كانوا يقرئوننا: أنهم كانوا يستقرئون من النبي صلى الله عليه وسلم، فكانوا إذا تعلموا عشر آيات لم يخلفوها حتى يعملوا بما فيها من العمل، فتعلمنا القرآن والعمل جميعا.

وفي حث الله عز وجل عباده على الاعتبار بما في آي القرآن من المواعظ والبينات - بقوله جل ذكره لنبيه صلى الله عليه وسلم: {كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب} [ص: 29] وقوله: {ولقد ضربنا للناس في هذا القرآن من كل مثل لعلهم يتذكرون * قرآنا عربيا غير ذي عوج لعلهم يتقون} [الزمر: 27، 28] وما أشبه ذلك من آي القرآن، التي أمر الله عباده وحثهم فيها على الاعتبار بأمثال آي القرآن، والاتعاظ بمواعظه- ما يدل على أن عليهم معرفة تأويل ما لم يحجب عنهم تأويله من آيه.
لأنه محال أن يقال لمن لا يفهم ما يقال له ولا يعقل تأويله: "اعتبر بما لا فهم لك به ولا معرفة من القيل والبيان والكلام"- إلا على معنى الأمر بأن يفهمه ويفقهه، ثم يتدبره ويعتبر به. فأما قبل ذلك، فمستحيل أمره بتدبره وهو بمعناه جاهل. كما محال أن يقال لبعض أصناف الأمم الذين لا يعقلون كلام العرب ولا يفهمونه، لو أنشد قصيدة شعر من أشعار بعض العرب ذات أمثال ومواعظ وحكم: "اعتبر بما فيها من الأمثال، وادكر بما فيها من المواعظ"- إلا بمعنى الأمر له بفهم كلام العرب ومعرفته، ثم الاعتبار بما نبهها عليه ما فيها من الحكم. فأما وهي جاهلة بمعاني ما فيها من الكلام والمنطق، فمحال أمرها بما دلت عليه معاني ما حوته من الأمثال والعبر. بل سواء أمرها بذلك وأمر بعض البهائم به، إلا بعد العلم بمعاني المنطق والبيان الذي فيها.

رد مع اقتباس
  #25  
قديم 19 شوال 1435هـ/15-08-2014م, 10:54 AM
سليم سيدهوم سليم سيدهوم غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
الدولة: ليون، فرنسا
المشاركات: 1,087
افتراضي

ذكر الأخبار التي غلط في تأويلها منكرو القول في تأويل القرآن
فإن قال لنا قائل: فما أنت قائل فيما حدثكم به العباس بن عبد العظيم، قال: حدثنا محمد بن خالد ابن عثمة، قال: حدثني جعفر بن محمد الزبيري، قال: حدثني هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قالت: ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يفسر شيئا من القرآن إلا آيا بعدد، علمهن إياه جبريل.
- حدثني يعقوب، قال: حدثنا ابن علية، عن أيوب، عن ابن أبي مليكة: أن ابن عباس سئل عن آية لو سئل عنها بعضكم لقال فيها، فأبى أن يقول فيها.
قيل له: أما الخبر الذي روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه لم يكن يفسر من القرآن شيئا إلا آيا بعدد، فإن ذلك مصحح ما قلنا من القول في الباب الماضي قبل، وهو: أن من تأويل القرآن ما لا يدرك علمه إلا ببيان الرسول صلى الله عليه وسلم.
ولو كان تأويل الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم -أنه كان لا يفسر من القرآن شيئا إلا آيا بعدد- هو ما يسبق إليه أوهام أهل الغباء، من أنه لم يكن يفسر من القرآن إلا القليل من آيه واليسير من حروفه، كان إنما أنزل إليه صلى الله عليه وسلم الذكر ليترك للناس بيان ما أنزل إليهم، لا ليبين لهم ما نزل إليهم.
وأما الأخبار التي ذكرناها عمن ذكرناها عنه من التابعين، بإحجامه عن التأويل، فإن فعل من فعل ذلك منهم، كفعل من أحجم منهم عن الفتيا في النوازل والحوادث، مع إقراره بأن الله جل ثناؤه لم يقبض نبيه إليه، إلا بعد إكمال الدين به لعباده، وعلمه بأن لله في كل نازلة وحادثة حكما موجودا بنص أو دلالة. فلم يكن إحجامه عن القول في ذلك إحجام جاحد أن يكون لله فيه حكم موجود بين أظهر عباده، ولكن إحجام خائف أن لا يبلغ باجتهاده ما كلف الله العلماء من عباده فيه.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الطالب, صفحة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:18 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir