تطبيقات على القسم الأول من الآجرومية
[ كثير من هذه التطبيقات مأخوذة من شرح الشيخ ابن عثيمين رحمه الله للآجرومية ، طبعة دار ابن الجوزي - القاهرة ]
تعريف الكلام
توضيح : هذا التعريف في اصطلاح النحويين فقط.
س1: ما تقول في رجل كتب لك رسالة يحكي قصة رحلته إلى مكة في الحج ورجوعه منها ، هل يسمى هذا كلاما عند النحويين ؟
ج1: هذا ليس بكلام عند النحويين ، لأنه ليس بلفظ. [ أي أنه مكتوب وليس ملفوظًا باللسان ]
س2: ما تقول إذا قال إذا قال لك شخص : " إن اجتهدت " ، هل يسمى هذا كلامًا عند النحويين ؟
ج2: لا ، ليس كلامًا لأنه غير مفيد. [ أي أن الجملة لم يتم معناها ]
س3: ما تقول في رجل غير عربي قام أمامنا وخطب خطبة كاملة - بغير العربية - ، هل يسمى هذا كلاما عند النحويين ؟
لا ، لأنه ليس بالوضع العربي ، وإن كان مفيدًا ومركبًا.
س4: رجل قال : " هل " ، هل هذا كلام ؟
لا ، لأنه ليس مركبًا ، وإن كان لفظًا.
س5: رجل قال : " قُمْ " ، هل هذا كلام ؟
نعم ، لأنه :
1: لفظ.
2: مركب ، وإن كان مركبًا تركيبًا تقديريا ، أي مركب من الفعل الأمر : " قم " والفاعل ضمير مستتر تقديره : " أنت ".
3: مفيد : أفاد معنى الأمر بالقيام لشخص مخاطب.
4: بالوضع : أي بالوضع العربي.
علامات الاسم والفعل والحرف
توضيح : قبل الشروع في وضع التطبيقات على علامات الاسم والفعل والحرف ، ينبغي التأكيد على أن هذه العلامات لا تلغي حسك العربي وفهمك لمعنى الكلمة ؛ فقد يكون الكلام غير مضبوطًا بالشكل فلا يميز القارئ الجر أو التنوين - إذا لم يكن عالمًا بالإعراب - ليقول بأن الكلمة اسم ، وقد يبدأ اسم بحرف السين ، فيظنها السين التي تدخل على الفعل ، لهذا ينبغي أن نفهم معنى الكلمة جيدًا ، ومعنى الاسم والفعل والحرف.
1: الاسم :
لغةً : ما دلّ على مسمى.
محمد : اسم ، لأنه دل على شخص
المعهد : اسم ، دل على مكان.
الكتاب : اسم ...
وهكذا ... ، هذا اسمه كتاب ، وهذه نافذة وتلك سجادة ، كلها مسميات.
اصطلاحًا :
عند النحويين :
ما دلّ على معنى في نفسه وخلا بهيئته على الزمان.
مثال :
الكتاب : يدل على معنى في نفسه ، إذا قلتُ الكتاب ، انصرف ذهنك لهذا الشيء المعهود بهذا الاسم ، لكن لا يدل على الزمان ؛ فهذا كتاب في الماضي ، وكتاب في الحاضر ، وكتاب في المستقبل ، ولا يدل في نفسه على معنى الزمن.
الفعل :
ما دلّ على معنى في نفسه ودل بهيئته على الزمان.
مثال :
يكتب : دل على حدث وهو الكتابة ، في زمن معين وهو المضارع ( الحاضر ).
قرأ : دل على حدث وهو القراءة ، في زمن معين وهو الماضي.
الحرف : ما ليس له معنى في نفسه وإنما يحتاج معناه لغيره.
مثال :
على ، في ، كــ ( الكاف ) ، بــ ( الباء ) ...
حروف ليس لها معنى بنفسها لكن تحتاج أن أضيفها في جملة ليتضح المعنى بل قد يختلف معنى الحرف الواحد من جملة لأخرى.
تطبيقات :
حدّد نوع الكلمة التي تحتها خط ، مع بيان العلامات التي توفرت فيها :
1: { والليلِ إذا يغشى }:
- اسم ، الألف واللام ، ودخول حرف القسم ، والخفض ( الجر ).
2: { عنِ اليمينِ وعن الشمالِ قعيدٌ }
- اليمين : اسم ، الألف واللام ، دخول حرف الخفض ( الجر ) ، وأنه مخفوض ( مجرور ).
- قعيدٌ : اسم ، للتنوين.
وهنا إذا لم تكن الكلمة مضبوطة بالشكل ، واعتمد الطالب فقط على العلامات ، قد لا يميز إن كانت اسمًا أو فعلا ، لكن بتأمل معنى الكلمة نجد أن لها معنى في نفسها ولكن لم تدل على زمن ؛ إذًا تكون اسمًا.
3: { ثمّ استوى على العرشِ }
- على : حرف ، لأنها لم تدل على معنى بمفردها ، وليس لها علامة.
- العرش : اسم ، لأنه دخل عليه الألف واللام وحرف الجر ، وهو مجرور بالكسرة.
4: { قدْ أفلحَ المؤمنون }
أفلح : فعل ، علامته دخول " قد " ، كما أنه دل على حدث وهو الفلاح ، في زمن وهو الماضي.
5: { كلا سوف تعلمون }
تعلمون : فعل ، لدخول سوف عليها ، كما أنها دلت على حدث وهو العلم ، في زمن معين وهو المستقبل. [ " سوف " تدل على المستقبل ]
6: { وقالتْ عجوزٌ عقيم }
قالت : فعل ، لأنه التحق به تاء التأنيث الساكنة ، أصل الفعل " قال " ، فلحقت به تاء التأنيث.
7: { قال هذا رحمةٌ من ربي }
رحمة : اسم ، للتنوين ، ولأن لها معنى في نفسها ، ولم تدل على زمن.
فلماذا لم نقل بأنها فعل ، والتاء فيها تدل على التأنيث ؟
قال الشيخ ابن عثيمين : ليست فعلا ، لأن تاء التأنيث غير ساكنة.
باب الإعراب :
توضيح : من المهم أن يُفرق الطالب بين المعرب والمبني.
الإعراب : تغير أواخر الكلم لاختلاف العوامل الداخلة عليها لفظًا أو تقديرًا.
مثال :
- زيدٌ ممتاز.
- ذهبتُ إلى زيدٍ.
- أعطيتُ زيدًا الكتابَ.
هنا الكلمة واحدة لكن تغيرت العلامة على آخر الحرف ، لتغير العوامل الداخلة على الكلمة ، والتغير كان لفظيًا ننطقه مرة مضمومًا ، ومرة مجرورًا ، ومرة منصوبًا.
- يسعى زيدٌ في الخير. [ هنا الفعل مرفوع لكن بضمة مقدرة ؛ لتعذر نطق الضمة مع الألف اللينة ، فيكون تغير أواخر الكلم تقديرًا ]
أما البناء ، تلزم الكلمة رسمًا واحدًا رغم تغير العوامل الداخلة عليها
مثال :
هذا ولد طيب. [ في محل رفع ، لكنها مبنية على السكون ]
أعطِ الكتاب لهذا الولد. [ في محل جر ، لكنها مبنية على السكون ]
أعطيتُ هذا الولد الكتاب. [ في محل نصب ، لكنها مبنية على السكون ]
تطبيقات :
حدد علامة الرفع في الكلمات التي تحتها خط ، وسبب رفعها بهذه العلامة.
ملحوظة : في هذا التطبيق ، كل الكلمات التي تحتها خط مرفوعة ، والتركيز على علامة الرفع ، وليس سبب الرفع ، وتحديد سبب الرفع وعليه بيان إعراب الكلمة كاملا في تطبيقات لاحقة - بإذن الله - .
1: المسلم أخو المسلم.
- المسلم : الكلمة مفردة ، إذا تُرفع بالضمة.
- أخو : من الأسماء الخمسة ، وتحققت فيها شروط الأسماء الخمسة :
أ: مفردة : فلم تأتِ : " إخوة ".
ب: مكبرة ، فلم تأتِ : " أُخَيّ " بالتصغير. [ بضم الألف وفتح الخاء وتشديد الياء ]
ج: مضافة ، أي أضيفت إلى كلمة المسلم في : " أخو المسلم " ، ولم تأتِ : " أخٌ " مثل : { قالوا إن يسرق فقد سرق أخٌ له من قبل }.
د: غير مضافة لياء المتكلم ؛ فلم تأتِ : أخي ، مثل : { إن هذا أخي له تسعٌ وتسعون نعجة } [ أخي في هذه الآية منصوب وليس مرفوعًا ولكن المقصود بيان معنى المضاف لياء المتكلم ]
فإذا تحققت شروط الأسماء الخمسة ، تعرب بالحركات الخاصة بالأسماء الخمسة ؛ فتكون مرفوعة بالواو.
تنبيه :
يشترط أن تكون " ذو " بمعنى صاحب ، و " فو " خالية من الميم.
2: الرجالُ الصالحون يعمرون المساجد بذكر الله.
أ:الرجالُ :
الكلمة جمع ، ومفردها " رجل ".
- نحدد نوع الجمع لنحدد علامة الرفع :
تغيّر بناء الكلمة في الجمع عن المفرد ؛ في المفرد : الراء مفتوحة والجيم مضمومة ، وفي الجمع : الراء مكسورة والجيم مفتوحة وتوجد ألف بين الجيم واللام.
فإذا تغير بناء الكلمة ، يكون الجمع جمع تكسير ، وتُرفع بالضمة.
ب: الصالحون :
الكلمة جمع ومفردها " الصالح ".
- نحدد نوع الجمع لنحدد علامة الرفع :
لم يتغير بناء المفرد وإنما أُضيف للمفرد واوٌ ونون ، وهذا هو جمع المذكر السالم فتكون علامة رفعه الواو.
ج: يعمرون :
هذه الكلمة دلت على حدث وهو العمار في زمن معين وهو الحاضر ؛ فتكون الكلمة فعلا مضارعًا.
الفعل المضارعُ يُرفع بالضمة إذا لم يتصل بآخره شيء ؛ فإذا اتصل بآخره شيء أو سبقه ناصب أو جازم ، تتغير علامة الإعراب حسب التغير الذي حصل.
هنا التحق بآخر الفعل واو ونون ؛ فيكون من الأفعال الخمسة ( الأمثال الخمسة ) ، وعلامةُ رفعه ثبوت النون.
3: قال تعالى : { واللهُ يقول الحق وهو يهدي السبيل }
أ: يقول : هذه الكلمة دلت على حدث وهو القول ، في زمن معين وهو المضارع ؛ فتكون فعلا مضارعًا.
الفعل المضارع إذا لم يتصل بآخره شيء ولم يسبقه ناصب أو جازم يُرفع بالضمة ؛ فتكون علامة الرفع هنا الضمة.
ب: يهدي : دلت على حدث وهو الهداية ، في زمن معين وهو المضارع ، فتُرفع بالضمة ، لكن عند النطق نجد أن قولنا : " يهديُ " ثقيلة وغير معهودة بهذا النطق في كلام العرب ؛ فتكون الضمة مقدرة على الياء ومنع من ظهورها الثقل.
4: قال تعالى : { فالصالِحاتُ قانتاتٌ حافظاتٌ للغيبِ بما حفظ الله }
الكلمات الثلاثة جمع.
- نحدد نوع الجمع لنحدد علامة الإعراب.
- الصالحات : مفردها صالحة ، وقانتات : مفردها قانتة ، وحافظات : مفردها حافظة.
- إذًا بناء الكلمة لم يتغير وإنما أُضيف لها ألف وتاء ، وهذا هو جمع المؤنث السالم ، ويُرفع بالضمة.
5: الصديقان تعاهدا على طاعة الله.
الصديقان : مفردها الصديق ، ودلت على اثنين ؛ فتكون مثنى ، والمثنى يُرفع بالألف.
ملحوظة :
- يوجد في النحو باب اسمه الملحق بجمع المذكر السالم والملحق بجمع المؤنث السالم ، تتغير فيه بناء الكلمة لكن تُعرب هذه الكلمات بنفس علامات إعراب جمع المذكر السالم وجمع المؤنث السالم ، ويكفي الطالب في هذه المرحلة أن يحفظ هذه الكلمات حتى يتمكن من إعرابها إعرابًا صحيحًا.
وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم الإسلام والمسلمين.