مجلس مذاكرة دروس القسم الرابع من شرح الأربعين النووية
( من الحديث الحادي والعشرين إلى الحديث السابع والعشرين )
س1: ما فائدة الجمع بين الإيمان والاستقامة في قول النبي صلى الله عليه وسلم : " قل آمنت بالله ثم استقم " ؟
ج: الإيمان عمل قلبي, والاستقامة عمل الجوارح؛ فمدار الإيمان على أركان ستة؛ هي الإيمان بالله, وملائكته, وكتبه, ورسله, واليوم الآخر, والإيمان بالقدر خيره وشره, والاستقامة تتضمن ما يتبع الإيمان من انقياد لأوامر الله سبحانه, واجتناب لنواهيه, وسير على هدي النبي صلى الله عليه وسلم, فيتحقق بذلك إخلاص الإيمان بالله, ومتابعة رسوله صلى الله عليه وسلم, ولذلك فالدين مبني على الإيمان والاستقامة معا.
س2: ما معنى إحلال الحلال و تحريم الحرام ؟
ج: إحلال الحلال: أي فعل ما أحل الله لعباده, مع الاعتقاد في حله.
تحريم الحرام: أي اجتناب ما حرم الله, امتثالا لأوامر الله تعالى كما جاء في الكتاب والسنة, مع الاعتقاد بتحريم ما حرم الله ورسوله.
س3:اذكر وجه الجمع بين قوله تعالى في الحديث القدسي : (كلكم ضال إلا من هديته) ، وقول النبي صلى الله عليه وسلم : " كل مولود يولد على الفطرة " ؟
ج: قوله تعالى في الحديث القدسي: "كلكم ضال إلا من هديته" يشير إلى أن كل الخلق في حاجة إلى طلب الهداية من الله؛ هداية بيان وإرشاد؛ وهي التي أرسل الله بها الرسل, يبينون للناس شرائع الله تعالى, وهداية توفيق؛ وهي أن يوفق الله العبد ويعينه على الطاعة, ويرشده إلى فعل الخيرات, ويجنبه ما فيه الهلاك من وفتن.
وقول النبي صلى الله عليه وسلم: "كل مولود يولد على الفطرة", يبين أن كل إنسان إنما يولد على الفطرة السليمة, التي تقبل كلام الله وشرعه, وتتلقى الدين السليم في اطمئنان وإذعان, لكن ما يلوث هذه الفطرة السليمة, هو ما يمنع العبد من قبول الحق والإيمان به.
س4: قال النبي صلى الله عليه وسلم : " والقرآن حجة لك أو حجة عليك " ، فمتى يكون القرآن حجة لك ، ومتى يكون حجة عليك ؟
ج: يكون القرآن حجة للعبد إذا عمل العبد بما جاء فيه, وامتثل لأمر ربه, واجتنب نواهيه, حينئذ يكون القرآن حجة له وبشارة بسعادته في الدنيا والآخرة.
ويكون القرآن حجة على صاحبه إذا أعرض عنه, واتبع خطى الشيطان, فيكون القرآن حينئذ حجة عليه, فيه ذكر الله مصير هذا المعرض لأنه بذلك قد ظلم نفسه وعرضها للسخط والعقاب.
س5: ما معنى قياس العكس؟ واذكر وجه الدلالة عليه مما درست.
ج: قياس العكس: هو إثبات نقيض حكم الأصل للفرع لوجود نقيض علة حكم الأصل فيه؛ ويدل عليه حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "... وفي بضع أحدكم صدقة, قالوا: يا رسول الله أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر؟ قال: أرأيتم لو وضعها في الحرام أكان عليه وزر؟ فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر",فأثبت النبي صلى الله عليه وسلم للفرع أجرا ، لأنه وطء حلال ، كما أن في الأصل وزرا ، لأنه وطء حرام .
س6: ما الفوائد السلوكية التي استفدتها من قول الله - عز وجل - في الحديث القدسي : " ياعبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها " ؟
ج: من الفوائد السلوكية المستفادة من الحديث القدسي ما يلي:
1- كل امرئ بما كسب من عمل رهين, فليحسن العبد عمله, فإنه مجزي به.
2-الحرص على العمل الصالح, لأنه سبيل النجاة.
3- إضافة ياء النسب في قوله تعالى: (عبادي) إشارة إلى قرب الله تعالى من عباده وإطلاعه على أعمالهم, فيجدر بالعبد أن يراقب ربه في كل عمل, لأنه قريب مطلع على عمله, ومجاز به.
4- (أحصيها لكم): دليل على الدقة المتناهية في الحساب, لأن الذي يحصي لا يعزب عنه مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض, ولا أصغر من ذلك ولا أكبر, إلا أن يعفو الله ويمنن على من يشاء.