بحث فضل أهل القرآن
المقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم.
الحمد لله الذي أنزل على عبده الفرقان ليكون للعالمين نذيراً ، الحمد لله الذي خلق الإنسان ، علمه البيان ، وعلمه القرآن ، والحمد لله الذي علم بالقلم ،علم الإنسان مالم يعلم ، وأشهد أن لاإله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، علم القرآن ، ونشر الإسلام ،ونصح الأمة ، فصلوات الله وسلامه عليه أما بعد :
الحمد لله الذي شرف أهل القرآن، وجعلهم من أهله وخاصته، ووعدهم الرضوان ، فجعل منزلتهم عظيمة ، من استمسك به فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها، ومن أعرض عنه وطلب الهدى في غيره فقد ضل ضلالاً بعيداً ، ومن فضل الله وكرمه لعباده أنه اصطفاهم وأكرمهم بهذا الفضل , قال تعالى :(ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا}. (سورة فاطر :آية ٣٢)
وهذا الكرم والفضل يحتاج إلى جهد وتدبر وعمل ، قال تعالى: ( كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ ) سورة ص: الآية 29).
المبحث الأول : أهمية وسبب اختيار موضوع البحث .
القرآن الكريم كلام الله ،تكلم به في الحقيقة ، على الوجه الذي يليق بعظمته وجلاله ، فكان أعظم وأجل كتاب أنزل من سبع سماوات بواسطة جبريل عليه السلام ، على نبي هذه الأمة ،لايمسه إلا المطهرون ، آياته مواعظ وعبر ، تلاوته سكينة وطمأنينة ، ترديده تفكر وعبادة ، روى البيهقي في سننه حدثنا سفيان بن عيينه ،حدثنا إسرائيل أبو موسى قال سمعت الحسن ،يقول :قال الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه :(لو طهرت قلوبنا ماشبعت من كلام ربنا ،وإني لأكره أن يأتي علي يوم لا أنظر في المصحف ..) .(١)
وفي هذا البحث رسالة ودعوة لهذه الأمة للرجوع لكتاب الله، فهو حبل الله المتين ،الهادي إلى الصراط المستقيم ، وحث على تدارسه وتدبره ، ومعرفة فضل وقدر أهله ، لعله يكون حافزاً للأخذ به تلاوةً وحفظاً وتدارساً ،وتعلماً وتعليماً.
-أهمية معرفة فضل أهل القرآن ، وليكون باعثاً للأمل والتشجيع لحفظ كتابه ،والترغيب في تلاوته وتدارسه وتعليمه ، ليكون ثبات للإيمان في قلوبنا ، وحجة لنا أمام الله لننال به الرفعة في الدارين برحمة الله .
-الإسهام في إيجاد مجتمع مسلم سليم من البدع والشبهات ، متمسك بكتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم.
-للموضوع علاقة بضرورة من ضروريات الشريعة ،بالأمر الرباني بقوله تعالى :( ورتل القرآن ترتيلا )ا سورة لمزمل (آية :٤).
المبحث الثاني : التعريف بالدراسات السابقة في هذا الموضوع .
تعددت المباحث والدراسات في هذا الموضوع لعظم شأنه وأهميته وهذا جزء يسير منها :
-كتاب التبيان في آداب حملة القرآن للإمام النووي .
-كتاب فضائل القرآن وتلاوته لأبو فضل الرازي .
-فضل القرآن وفضل أهله وأهمية قراءته للمسلم ،شبكة الألوكة/آفاق الشريعة /علوم القرآن ، لأحمد مجاهد الشيباني ،https://www.alukah.net/sharia/0/66535/
-كتاب بيان فضل القرآن للشيخ عبدالعزيز بن داخل المطيري.
-مباحث في علوم القرآن ،للشيخ مناع القطان .
المبحث الثالث : مقاصد إجراء هذا البحث .
١/بيان فضل القرآن الكريم .
٢/التعريف بأهل القرآن وبيان صفاتهم.
٣/بيان أهمية تعلم القرآن وتعليمه وفضل ذلك .
٤/التذكير بفضل أهل القرآن وعظم جزاؤهم.
٥/بيان أثر القرآن الكريم على نفس المسلم.
٦/ايضاح أن علوم القرآن من أشرف وأحسن العلوم ،أودع الله فيه علم الأولين والآخرين ،فيه الأحكام والقوانين والشرائع والحكم والأمثال .
٧/ التحفيز والتشجيع على تدارس كتاب الله وتعلمه وتعليمه ،وفضل ذلك .
&الفصل الأول : التذكير بفضل القرآن
المبحث الأول : فضل القرآن الكريم على سائر الكلام .
لاشك أن تلاوة وقراءة القرآن عبادة من العبادات ، وطاعة من الطاعات ، حثنا الرسول الكريم على تلاوته وتدبره ،ووعدنا بعظيم الأجر على ذلك ، فالقراءة والتدبر لمعانيه هي من الذكر الذي يؤجر عليه المسلم.
وكثرة قراءة القرآن والاستماع له يولد الراحة والطمأنينة في النفس ، ولذة المناجاة وحضور القلب ، قال تعالى: ﴿ الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ اسورة لرعد: 28، وبالترديد وتكرار القراءة يوصل لمرحلة التفكر والتدبر فيتولد الفهم على علم ، وعمل على بصيرة .
فعلوم القرآن من أفضل العلوم وأشرفها وأحسنها ، قال ابن الجوزي -رحمه الله تعالى: "لما كان القرآن العزيز أشرف العلوم كان الفهم لمعانيه أوفى الفهوم؛ لأن شرف العلم بشرف المعلوم"(٢) .
فكتاب الله من أجل وأعظم الكتب ،أنزل من فوق سبع سماوات ،على أفضل الرسل محمد صلى الله عليه وسلم ، نسخ ماقبله من كتب ،لايأتيه الباطل من بين يديه ولامن خلفه ،فيه علم الأولين والآخرين ،أودع الله فيه علوم كل شيء ،من أحكام وشرائع وقوانين،وحكم وأمثال ،فكان منجاة للناس من التخبط والضياع ،بقراءته راحة وطمأنينة ،وبالتحاكم فيه منجاة من الزيغ والهلاك ، وبتدبره رفعة في الدنيا والآخرة .
ذكر الرازي في فضائل القرآن وتلاوته ماروى البخاري والترمذي حديثاً عَنْ طريق عمرو بن قيس عن عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فَضْلُ كَلامِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى سَائِرِ الْكَلامِ كَفَضْلِ اللَّهِ عَلَى غَيْرِهِ»
ورواية أخرى للبخاري عن طريق عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ عن أبي هريرة مرفوعاً (فضل القرآن على سائر الكلام كفضل الله على خلقه ) .(٣)
المبحث الثاني : فضل حفظ القرآن وتعليمه.
لطالما يتردد في ذهن الموفق لحفظ كتاب الله وتدارسه وتعلمه وتعليمه ، كيف السبيل إلى إدراك فضيلة أهل القرآن ؟
ولن ينال العبد المسلم هذه الفضيلة إلا باتباع هدي النبي الكريم ،وصحبه الكرام ،ومن تبعهم بإحسان ، فيتعلمه كما تعلموه ، ويسعى جاهداً لبلوغ منزلتهم ، ويقتفي اثرهم ، ويهتدي بهداهم .
فالخيرية كما وعدنا الرسول صلى الله عليه وسلم لاينالها العبد إلا بتعلم هذا الكتاب والعمل بما فيه ويلحقها تعليمه ، ومن أصدق قولاً من قوله صلى الله عليه وسلم مارواه البخاري عن طريق سعد بن عبيدة عن أبي عبد الرحمن السلمي عَنْ عُثْمَانَ رضي الله عنه : عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ".(٤)
ويتبع هذه الخيرية الرفعة والمنزلة العالية لبلوغ هذا العلم ،وأي علم أبلغ من حفظ كتاب الله وتدارسه وتعلمه وتعليمه ،فكم من أقوام ارتقت واعتلت بكتاب الله ،وكم من أقوام ذلت وأسقطت بهجرها كتاب الله ، ومايثبت ذلك مارواه مسلم والإمام أحمد ، عَنِ طريق ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عَامِرِ بْنِ وَاثِلَةَ أَنَّ نَافِعَ بْنَ عَبْدِ الْحَارِثِ عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم: قال : ( إن الله تعالى يرفع بهذا الكلام أقواما ويضع به آخرين ) (٥)
ومارواه الإمام النووي والدرامي في سننه عن الأعمش عن طريق إبراهيم عن عبدالرحمن بن يزيد عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: قال :("اقرؤوا القرآن فإن الله تعالى لا يعذب قلبا وعى القرآن وإن هذا القرآن مأدبة الله فمن دخل فيه فهو آمن ومن أحب القرآن فليبشر " (٦).
فمحبة القرآن. تكمن في قراءته وتدبره والعمل بما فيه ، والإهتداء بهديه ، وإقامة حدوده وشرائعه ،وعدم إضاعة حروفه ، فإن أردت أن تعلم ما عندك وعند غيرك من محبة الله فانظر محبة القرآن في قلبك ، فهو الدليل الشافي لمحبة الله ورسوله .
قال الحسن البصري : تفـقـَّـد الحلاوة في ثلاثة أشياء : في الصلاة والقرآن والذكر ، فإن وجدت ذلك فأمضي وأبشر ، وإلا فاعلم أن بابك مغلق فعالج فتحه. (٧)
وفي الأثر عن السلف مايشهد ذلك ،ماذكره القاسم والفريابي ،وابن شيبة في مصنفه ،عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: " لَا يَسْأَلُ أَحَدٌ عَنْ نَفْسِهِ، إِلَّا الْقُرْآنَ، فَإِنْ كَان يُحِبُّ الْقُرْآنَ، فَإِنَّهُ يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ " (٨) .
فكان نهج السلف الصالح تدارس كتاب الله ، والاجتماع عليه ، قراءة وتدارسا وتدبرا ،فكانت بيوتهم عامرة بالقرآن ، يتقاسمون ميراث النبي الكريم ، وعلى نهجه سائرون.
ومن سيرهم ،ذكر القاسم حدثنا عمر بن عبدالرحمن الأبار عَنِ الْأَعْمَشِ، قَالَ: مَرَّ أَعْرَابِيٌّ بِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، وَهُوَ يُقْرِئُ قَوْمًا الْقُرْآنَ، أَوْ قَالَ: وَعِنْدَهُ قَوْمٌ يَتَعَلَّمُونَ الْقُرْآنَ، فَقَالَ: مَا يَصْنَعُ هَؤُلَاءِ؟ فَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: « يَقْتَسِمُونَ مِيرَاثَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ»(٩) .
المبحث الثالث : أثر قراءة القرآن على المسلم
لاشك أن للقرآن أثر على النفس ، فهو يحقق الطمأنينة والسكينة للقلب ، ، وهو راحة الأبدان من الهموم والأحزان ،فيبعث على استقرارها وثباتها .
والقرآن دواء وشفاء لعلل البدن الظاهرة والباطنة ، وأمراض القلوب ،قال تعالى :( وَنُنَزِّلُ مِنَ القُرْآَنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا} الإسراء:82.
كما أن القرآن يطهر النفس من الرذائل والفواحش والمعاصي ، ويجعل النفس مقبلة على الله غير مدبرة ،ويخلص النفس من الشح والبخل ، والقرآن الكريم يقوي الإيمان في القلب ، ويزيد الثقة بالنفس ، ويجعلها آمنة مطمئنة بأقدار الله سبحانه ،راضية بما كتب الله لها ،قال تعالى :( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ) سورة الأنفال: ٢.
النفس البشرية لابد لها من ضعف ،فيطرأ عليها تساؤلات ، فالقرآن الكريم يجيب عليها ويطمئنها ويريحها ويزيل مابها من شكوك ووساوس شيطان قال تعالى :( وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ ۖ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ) سورة فصلت :٣٦.
وكما هو معلوم عظم اثر قراءة القران وتدبره والتفكر فيه ، ومايصاحب ذلك من راحة بال وطمانينة نفس ، قال ابن تيمية في آخر عمره وهو في السجن : (وندمت على تضييع أكثر أوقاتي في غير معاني القرآن) (١٠)
&الفصل الثاني : التعريف بأهل القرآن.
المبحث الأول :بيان المراد بأهل القرآن .
إن من آثار فضل القرآن فضل أهله ، ورد ذكر فضلهم في نصوص الكتاب والسنة ، واكتساب هذا الأثر ليس إلا من دلائل فضل القرآن الكريم ، فبهذا القرآن رفع أقوام ، وأعز به أمه ، وأحبهم الله سبحانه وجعلهم من أهله وخاصته ، ماذل قوم وبين أيديهم كتاب الله ، ففيه هدايتهم وقوام وصلاح أمرهم ،قال تعالى :(إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ويبشر المؤمنين ) سوره الاسراء :9
وورد في السنة أشرف وأكمل وصف لهم ، فهم أهل الله وخاصته ،مارواه ابن ماجه والإمام أحمد عن طريق عبدالرحمن بن بديل ،عن أبيه عن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّ لِلَّهِ أَهْلِينَ مِنْ النَّاسِ ) قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَنْ هُمْ ؟ قَالَ :( هُمْ أَهْلُ الْقُرْآنِ ، أَهْلُ اللَّهِ وَخَاصَّتُهُ ) (١١)
فوصف المصاحبة هي من كثرة الملازمة ، ومن لازم الشيء وصاحبه صار من أهله ، لذلك اختص بهم قوله أهل الله ، وأضافهم سبحانه له اضافة تشريف ، لعظم منزلتهم ومكانتهم ، ولكثرة تلاوتهم له ، واتباعهم هديه ،فازدادوا تبصرا وبصيرة واستقامة ، فكانوا في هذه الدنيا مع القرآن بقلوبهم وجوارحهم ، يتلونه حق تلاوته يقيمون حدوده ولايضيعون حروفه ، صدقوا مع الله فشرفهم بهذه الأهلية ،قال تعالى (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُون ) سورة الأنفال :٢
قال المناوي رحمه الله :
" أي حفظة القرآن العاملون به هم أولياء الله المختصون به اختصاص أهل الإنسان به ، سموا بذلك تعظيما لهم كما يقال : "بيت الله" .
وقال الحكيم الترمذي : وإنما يكون هذا في قارئ انتفى عنه جور قلبه وذهبت جناية نفسه ، وليس من أهله إلا من تطهر من الذنوب ظاهرا وباطنا ، وتزين بالطاعة ، فعندها يكون من أهل الله " " (١٢).
المبحث الثاني : بيان صفات أهل القرآن
أهل القرآن هم أهل الإيمان والتقوى وأهل الصلاح ،وقارئ القرآن نفسه مطمئنة بنور الله ، مقبلة على الله ، مطيع لأوامر الله ومجتنباً لنواهيه ،همه كتاب الله مقبلاً على تلاوته تدبراً وعملاً .
وصاحب القرآن يتعاهده آناء الليل قياماً ، وأطراف النهار تلاوة ،متلذذا بتلاوته ، فرحا بما أكرمه الله سبحانه به من لذة مناجاته ،فالمحظوظ من سلك هذا الطريق ،وجعل كتاب الله نصب عينيه ، وجعله الصاحب في الحل والترحال ، وهذا كرم وشرف واصطفاء من الله سبحانه لأولياؤه الصالحين ، روى البخاري والنسائي ومسلم وابن ماجه والإمام أحمد لحديث مالك عن طريق نافع، عن ابن عمر، أن رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: "إنما مَثَلُ صاحب القرآن كمَثَلِ صاحب الإبل المعقلة، إن عاهد عليها أمسكها، وإن أطلقها ذهبت..(١٣) .
وفي رواية أخرى مارواه مسلم في صحيحه وعبدالرزاق في مصنفه ،والبيهقي والطبراني عن طريق أيوب، عن نافع، عن ابن عمر قال: قال رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَثَلُ القرآن إذا عاهد عليه صاحبه فقرأه بالليل والنهار، كمَثَلِ رجلٌ له ابل، فإن عقلها حفظها، وإن أطلق عقالها ذهبت، فكذلك صاحب القرآن.(١٤).
الفصل الثالث : بيان فضل أهل القرآن .
المبحث الأول : الأدلة على فضل القرآن وأهله من الكتاب والسنة .
لعظم فضل القرآن الكريم وأهله تواترت أدلة كثيرة في كتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم منها ...
المطلب الأول : أدله فضل أهل القرآن من القرآن
قال تعالى :(الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ } البقرة: 121
وقال تعالى :(الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلَىٰ مَا أَصَابَهُمْ وَالْمُقِيمِي الصَّلَاةِ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ ) الحج: ٣٥
وقال تعالى: ( ِإنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ * لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ ) (فاطر : 29 - 30).
وقال تعالى: ( لَيْسُواْ سَوَاء مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَآئِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللّهِ آنَاء اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ * ُيؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُوْلَـئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ ) (آل عمران : 113 - 114).
المطلب الثاني : أدلة فضل أهل القرآن من السنة
مارواه الإمام أحمد في مسنده والطبراني والترمذي وأبو داوود والنسائي عن طريق زائدة ،عن عاصم ،عن زر ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "يُقَالُ لِصَاحِبِ الْقُرْآنِ: اقْرَأْ وَارْقَ وَرَتِّلْ كَمَا كُنْتَ تُرَتِّلُ فِي الدُّنْيَا فَإِنَّ مَنْزِلَتَكَ عِنْدَ آخِرِ آيَةٍ تَقْرَؤُهَا " (١٥)
وروى البخاري ومسلم والترمذي والإمام أحمد عن ابن عيينه عن الزهري عن سالم عن أبيه عبد الله ابن عمر: عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"لَا حَسَدَ إِلَّا فِي اثْنَتَيْنِ رَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ الْقُرْآنَ فَهُوَ يَتْلُوهُ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ وَرَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ مَالًا فَهُوَ يُنْفِقُهُ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ" (١٦) .
المبحث الثاني : تفاضل الحفاظ في حفظ القرآن
يتفاضل حفاظ كتاب الله في حفظ ألفاظه ،وإقامة حدوده ، فأكثرهم تلاوة وصحبة واتباع، ينال النصيب الأكبر من هذه الفضائل ، فبذلك تتفاوت منازلهم وأجورهم ، وتواترت أحاديث كثيرة تبين ذلك. منها :
مارواه البخاري ومسلم وأبي داود والإمام أحمد عن طريق أبي عوانة ،قال ابن عبيد :حدثنا أبو عوانة ،عن قتادة ، عن زرارة بن أوفى ،عن سعد بن هشام ،عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «مثل الذي يقرأ القرآن، وهو حافظ له مع السفرة الكرام البررة، ومثل الذي يقرأ، وهو يتعاهده، وهو عليه شديد فله أجران». (١٧) .
فدلالة هذا الحديث تبين فضل حفظ القرآن ومنزلة حفاظه ، وجزاء من شق عليه ذلك ، والله لايضيع أجر المحسنين ، ومايؤكد ذلك أن بعض الأحاديث فيها دلالة صريحة تبين تفاضل أهل القرآن منها :
لحديث مارواه أحمد وأبي داود والترمذي في سننه وغيرهما عن سفيان عن عاصم بن أبي النجود عن زر ،عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « يقال لصاحب القرآن اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها » (١٨) .
وحديث رواه أحمد والدرامي قال : عن طريق بشير ابن المهاجر عن بريدة بن الحصيب عن أبيه رضي الله عنه مرفوعاً، وفيه: « ثم يقال: اقرأ واصعد في درج الجنة وغرفها، فهو في صعود ما دام يقرأ هذًّا كان أو ترتيلا ». (١٩).
فحفظ كتاب الله يكون بالعلم والعمل به ، وتلاوته والتمعن والوقوف عند آياته ، ولايكون تلاوته وحفظه لمجرد ألفاظه .
قال الشيخ عبدالعزيز الداخل : ولا يشترط في صاحب القرآن أن يكون حافظاً لجميع ألفاظه عن ظهر قلب، بل يَصْدُق هذا الوصف على من يقرأُه نظراً ...
المبحث الثالث : فضائل أهل القران
المطلب الأول :فضلهم في الدنيا .
لاشك أن من اعظم القربات هو حفظ كتاب الله ، والإشتغال بالقرآن من أفضل العبادات ،قال تعالى : "( وقرآناً فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا )سورة الإسراء : ١٠٦، فهذا الجهد لايضيعه سبحانه وتعالى وجعل لصاحبه فضلاً ومنزلةً في الدنيا والآخرة .
-فحافظ القرآن فُضل عن غيره بتقديمه في الإمامة بالصلاة لمكانته وعلو أمره وشأنه.
وفي رواية عن مسلم والترمذي والنسائي وابن ماجه وأبي داود عن طريق الأعمش عن إسماعيل بن رجاء عن أوس بن ضمعج عن أبي مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يؤم القوم اقرؤهم لكتاب الله. فإن كانوا في القراءة سواء فأعلمهم بالسنة. فإن كانوا في السنة سواء فأقدمهم هجرة. فإن كانوا في الهجرة سواء فأقدمهم سنا" (٢٠).
-وحافظ القرآن يقدم في الولاية والرئاسة إذا أطاق حملها .
وفي رواية الإمام أحمد وابن ماجه والدرامي عن طريق ابن شهاب عن عامر بن واثلة: أن نافع بن عبد الحارث لقي عمر بعسفان، وكان عمر يستعمله على مكة، فقال: من استعملت على أهل الوادي؟ – أي من جعلته عليهم واليا – فقال: ابن أبزى، قال: ومن ابن أبزى؟ قال: مولى من موالينا، قال: فاستخلفت عليهم مولى؟! – كأنه ينكر عليه – قال: إنه قارئ لكتاب الله -عز وجل-، وإنه عالم بالفرائض، قال عمر: أما إن نبيكم -صلى الله عليه وسلم- قد قال: "إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواماً ويضع به آخرين" .(٢١) .
-حافظ القرآن يستحق التوقير والتكريم ، وهذا كرم من الله لما يحمله من كلام الله ،روى أبي داوود في سننه عن طريق زياد بن مخراق ،عن أبي كنانة عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال : "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن من إجلال الله تعالى إكرام ذي الشيبة المسلم وحامل القرآن غير الغالي فيه والجافي عنه وإكرام ذي السلطان المقسط " (٢٢) .
-وتقديم حافظ القرآن بمامعه في اللحد ، فكانت تكريم ومنزلة له من الله سبحانه بمقدار حفظه وملازمته كتاب الله ، روى أبو داوود والبخاري والنسائي والترمذي عن طريق ابن شهاب عن عبدالرحمن بن كعب بن مالك عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- قال: "كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يجمع بين رجلين من قتلى أحد، ثم يقول: أيهم أكثر أخذا للقرآن؟ فإذا أشير له إلى أحدهما قدمه في اللحد" حتى في الدفن يقدم صاحب القرآن، ثم قال: "أنا شهيد على هؤلاء يوم القيامة" (٢٣).
-وأعطي أهل القرآن بصيرةً في قلوبهم ، ونوراً في عقولهم ، روى الدرامي في سننه ، حَدَّثَنَا الْمُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ، حَدَّثَنَا سَلَّامٌ يَعْنِي ابْنَ أَبِي مُطِيعٍ قَالَ: كَانَ قَتَادَةُ يَقُولُ اعْمُرُوا بِهِ قُلُوبَكُمْ وَاعْمُرُوا بِهِ بُيُوتَكُمْ قَالَ أُرَاهُ يَعْنِي الْقُرْآنَ. (٢٤) .
المطلب الثاني : فضلهم في الاخرة .
-حفظ القرآن ينجي صاحبه من النار ، وحفظة القرآن المخلصون لا تحرقهم النار، وهذه غاية الغايات: قال تعالى (فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ) آل عمران: 185.
وروى الدرامي في سننه قال : حدثنا عبدالله بن يزيد ، حدثنا ابن لهيعة عن مشرح بن عاهان قال سمعت عقبة بن نافع يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : لو جعل القرآن في إهاب ثم ألقي في النار مااحترق ) (٢٥).
ومارواه الدرامي في سننه حدثنا عبدالله بن صالح ،حدثنا معاوية بن صالح ، عَنْ سُلَيْمِ بْنِ عَامِرٍ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اقْرَأُوا الْقُرْآنَ، فَإِنَّ اللهَ تَعَالَى لَا يُعَذِّبُ قَلْباً وَعَى الْقُرْآنَ». (٢٦)
-شفاعة القرآن لأهله وحفاظه يوم القيامة .
أهل القرآن مبشرون يوم القيامة بشفاعة القرآن لهم ، ويصدق ذلك حوار القرآن والشفاعة يوم القيامة ، ماراوه الترمذي في سننه ،والدرامي عن طريق عاصم ،عن ابي صالح ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " يَجِيءُ الْقُرْآنُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، فَيَقُولُ يَا رَبِّ حَلِّهِ ، فَيُلْبَسُ تَاجَ الْكَرَامَةِ ، ثُمَّ يَقُولُ يَا رَبِّ زِدْهُ ، فَيُلْبَسُ حُلَّةَ الْكَرَامَةِ ، ثُمَّ يَقُولُ يَا رَبِّ ارْضَ عَنْهُ ، فَيَرْضَى عَنْهُ ، فَيُقَالُ لَهُ : اقْرَأْ وَارْقَ وَتُزَادُ بِكُلِّ آيَةٍ حَسَنَةً " (٢٧) .
ويصدق ذلك مارواه الطبراني في المعجم الكبير ،وصححه ابن حبان والألباني ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم :"الْقُرْآنُ شَافِعٌ مُشَفَّعٌ، وَمَاحِلٌ مُصَدَّقٌ، مَنْ جَعَلَهُ أَمَامَهُ قادَهُ إِلَى الْجَنَّةِ، وَمَنْ جَعَلَهُ خَلْفَهُ سَاقَهُ إِلَى النَّارِ" (٢٨)
-وروى مسلم عن طريق زَيْدٍ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَلَّامٍ يَقُولُ: حَدَّثَنِي أَبُو أُمَامَةَ الْبَاهِلِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «اقْرَءُوا الْقُرْآنَ فَإِنَّهُ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَفِيعًا لِأَصْحَابِهِ...(٢٩).
-ومن فضائله أن القرآن يرفع صاحبه في الجنة درجات.
روى الترمذي وأبو داوود ،عن سفيان ،عن عاصم ،بن ابي نجود ،عن زر ،عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " يقال لصاحب القرآن : اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرأ بها ".(٣٠)
-يلبس حافظ القران في الآخرة حلة وتاج الكرامة .
روى البيهقي في شعبه والترمذي والدرامي عن طريق عاصم ، عن ذكوان ، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " يجيء القرآن يوم القيامة فيقول : يا رب حلِّه ، فيلبس تاج الكرامة ثم يقول : يا رب زِدْه ، فيلبس حلة الكرامة ، ثم يقول : يا رب ارض عنه فيرضى عنه ، فيقال له : اقرأ وارق وتزاد بكل آية حسنة " . (٣١)
-حفظة القرآن هم أهل الله وخاصته ، وأي كرم أعظم من ذلك بأن يختصوا بهذا الفضل من الله سبحانه ، فجعل اضافتهم له سبحانه وتعالى اضافة تعظيم وتشريف.
ففي الحديث :روى النسائي وابن ماجة والحاكم بإسناد صحيح عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" إِنَّ للهِ أَهْلِينَ مِنَ النَّاسِ. قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ مَنْ هُمْ؟ قَالَ: هُمْ أَهْلُ الْقُرْآنِ، أَهْلُ اللهِ وَخَاصَّتُهُ". (٣٢) .
المبحث الرابع : أثر فضل حفظ القرآن على الوالدين ..
أعطى الله سبحانه وتعالى كرامة لحافظ كتاب الله ، تعدت من فضله سبحانه لوالديه ،جزاء حفظه وتدبره كتاب الله والعمل بماجاء فيه .
روى أحمد وأبو داوود في مسنديهما عن طريق زبان بن فائد ، عن سَهْلِ بْنِ مُعَاذٍ الْجُهَنِيِّ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ( مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ، وَعَمِلَ بِمَا فِيهِ، أُلْبِسَ وَالِدَاهُ تَاجًا يَوْمَ الْقِيامَةِ، ضَوْءهُ أَحْسَنُ مِنْ ضَوْءِ الشَّمْسِ فِي بُيُوتِ الدُّنْيَا - لَوْ كَانَتْ فِيكُمْ، فَمَا ظَنُّكُمْ بِالَّذِي عَمِلَ بِهَذَا؟ ) .(٣٣)
-وقد أخرج الحاكم في المستدرك والطبراني في المعجم والدرامي حدثنا مكي بن ابراهيم ، حدثنا بشير بن مهاجر عن بريده الأسلمي عن أبيه رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من قرأ القرآن وتعلمه وعمل به ألبس يوم القيامة تاجاً من نور ضوؤه مثل ضوء الشمس، ويكسى والداه حلتين لا تقوم بهما الدنيا، فيقولان: بم كسينا؟ فيقال: بأخذ ولدكما القرآن" (٣٤) .
وروى الإمام أحمد في مسنده عن بريدة الأسلمي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال – عن صاحب القرآن - : ( وَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ تَاجُ الْوَقَارِ ، وَيُكْسَى وَالِدَاهُ حُلَّتَيْنِ لَا يُقَوَّمُ لَهُمَا أَهْلُ الدُّنْيَا ، فَيَقُولَانِ : بِمَ كُسِينَا هَذِهِ ؟ فَيُقَالُ : بِأَخْذِ وَلَدِكُمَا الْقُرْآنَ ، ثُمَّ يُقَالُ لَهُ : اقْرَأْ وَاصْعَدْ فِي دَرَجَةِ الْجَنَّةِ وَغُرَفِهَا ، فَهُوَ فِي صُعُودٍ ، مَا دَامَ يَقْرَأُ هَذًّا كَانَ أَوْ تَرْتِيلًا ) . (٣٥) .
وأي كرامة وفضلاً يتعدى بها المنزلة والأجر للوالدين ، فكيف يكون أجر الحافظ نفسه ، قال الشاطبي : "فيا أيها القاري به متمسكا ... مجلا له في كل حال مبجلا "
" هنيئا مريئا والداك عليهما ... ملابس أنوار من التاج والحلا " (٣٦).
المبحث الخامس : شفاعه القرآن لأهله .
خص الله سبحانه القرآن الكريم عن سائر الكتب أنه يوم القيامة يكون شافعاً مشفعاً لأصحابه ،وأي أعظم ومبلغ يبلغه الحافظ من هذه الكرامة أن يشفع لأهله ، فجعلها الله سبحانه حافزا ومشجعاً على الاجتهاد في طاعته وعبادته لينال هذا الخير العظيم ،فما أحوج المسلم لذلك يوم القيامة يوم الوقوف بين يدي الله سبحانه للمحاسبة ،فهنيئا لمن شفع له القرآن وهو كلام الله عز وجل.
روى الإمام أحمد في مسنده ومسلم في صحيحه عن زيد ، عن أبي سلام ، عن أبي أمامة الباهلي قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " اقرءوا القرآن ، فإنه شافع لأصحابه يوم القيامة ... (٣٧)
وروى أحمد في مسنده والمنذري والحاكم في مستدركه عن طريق عبدالله بن وهب عن حيي بن عبدالله المعافري عن أبي عبدالرحمن الحنبلي عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام: أي رب منعته الطعام والشهوات بالنهار فشفعني فيه، ويقول القرآن: منعته النوم بالليل فشفعني فيه، قال: فيشفعان)) .(٣٨)
الفصل الرابع : أصناف الناس في القرآن.
المبحث الأول :حال الناس في تعاملهم مع القران .
لاشك أن السعادة الحقيقية هي بالقرب من الله سبحانه ، وتلاوة كتابه آناء الليل وأطراف النهار ، وتدبر آياته ،والعمل بما فيه ،واجتناب نواهيه ، والسعي بأن يكون من الصنف الذي يؤمن به قولاً وعملاً ومن صدق عليهم قوله صلى الله عليه وسلم لحديث أبي موسى الأشعري :
مارواه البخاري ومسلم عن طريق أبو عوانة ،عن قتادة ،عن أنس ، عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "مَثَلُ الْمُؤْمِنِ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَالْأُتْرُجَّةِ طَعْمُهَا طَيِّبٌ وَرِيحُهَا طَيِّبٌ، وَالَّذِي لَا يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَالتَّمْرَةِ طَعْمُهَا طَيِّبٌ وَلَا رِيحَ لَهَا، وَمَثَلُ الْفَاجِرِ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَمَثَلِ الرَّيْحَانَةِ رِيحُهَا طَيِّبٌ وَطَعْمُهَا مُرٌّ وَمَثَلُ الْفَاجِرِ الَّذِي لَا يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَمَثَلِ الْحَنْظَلَةِ طَعْمُهَا مُرٌّ وَلَا رِيحَ لَهَا"(٣٩)
وفي رواية البخاري في معجمه ومسلم في سننه والطبراني عن طريق القاسم عن عبدالله بن مسعود قال : "مَثَلُ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآَنَ وَلا يَعْمَلُ بِهِ كَمَثَلِ رَيْحَانَةٍ رِيحُهَا طَيِّبٌ وَلا طَعْمَ لَهَا، وَمَثَلُ الَّذِي يَعْمَلُ بِالْقُرْآنِ وَلا يَقْرَؤُهُ كَمَثَلِ التَّمْرَةِ طَعْمُهَا طَيِّبٌ وَلا رِيحَ لَهَا، وَمَثَلُ الَّذِي يَتَعَلَّمُ الْقُرْآَنَ وَيُعَلِّمُهُ كَمَثَلِ الأُتْرُجَّةِ طَعْمُهَا طَيِّبٌ وَرِيحُهَا طَيِّبٌ، وَمَثَلُ الَّذِي لا يَقْرَأُ الْقُرْآَنَ وَلا يَعْمَلُ بِهِ كَمَثَلِ الْحَنْظَلَةِ طَعْمُهَا خَبِيثٌ وَرِيحُهَا خَبِيثٌ" (٤٠)
فمن هذا المنطلق قسم النبي صلى الله عليه وسلم حال الإنسان مع القرآن إلى أربعة أقسام ، فعلى المسلم أن يحاسب نفسه ، وينظر إلى أي قسم ينتمي ، ويجاهد نفسه ويحاول أن يجنبها الوقوع في المهالك ، فهذا القرآن سائقك إما لجنة أو لنار والعياذ بالله.
وباختصار هذه الأقسام ، فحال الإنسان لايخلو من هذا القسمين إما تالياً لكتاب الله آناء الليل وأطراف النهار على الوجه الذي يرضيه سبحانه ، فهذا السعيد الذي نال رضى الله سبحانه ، فحاسب نفسه قبل أن يحاسب .
أو ممن هجره وضيعه وأصبح منقاداً لشهواته ونزواته فحُرم لذة مناجاته بتلاوته وتدارسه والوقوف على عجائبه ، فذاك الشقاء حقاً والحرمان .
روى الإمام أحمد في مسنده والترمذي والدرامي والنسائي في سننهم حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ أَيُّوبَ ، قَالَ سَمِعْتُ عَمِّي إِيَاسَ بْنَ عَامِرٍ ، يَقُولُ : أَخَذَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ بِيَدِي ، ثُمَّ قَالَ : " إِنَّكَ إِنْ بَقِيتَ ، سَيَقْرَأُ الْقُرْآنَ ثَلَاثَةُ أَصْنَافٍ : فَصِنْفٌ لِلَّهِ ، وَصِنْفٌ لِلْجِدَالِ ، وَصِنْفٌ لِلدُّنْيَا ، وَمَنْ طَلَبَ بِهِ أَدْرَكَ "(٤١)
المبحث الثاني : المجاهرة بالقران
جاء آثار بفضيلة الجهر بالقرآن وآثار بفضيلة الإسرار به والجمع بين ذلك ..
فمنهم من يرى الجهر أفضل ،لأن العمل في الجهر يتعدى نفعه إلى غيره ،من استماع وتأثر به ، وايقاظ لقلب قارئه ، وطرد نوم بالتلاوة الجهرية ،فمن غلبت نيته بذلك قيل الجهر أفضل
ومن يرى السر أفضل خوفاً على نفسه من أن يغلبها الرياء ،فمن الأفضل في حقه الإسرار حفاظا على الإخلاص ،ومجاهدة النفس وإضافة للحصول على ميزة التدبر والخشوع .
روى الترمذي في سننه والبخاري والإمام أحمد والنسائي عَنْ طريق يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: (الْجَاهِرُ بِالْقُرْآنِ كَالْجَاهِرِ بِالصَّدَقَةِ، وَالْمُسِرُّ بِالْقُرْآنِ كَالْمُسِرِّ بِالصَّدَقَةِ ) (٤٢)
فتحري النية في العبادات أبلغ للقبول والغفران ، فالنية مطية إما تسوقك لخير أراده الله لك ، وإما لشر دعته إليك النفس الأمارة بالسوء .
قال سفيان الثوري: "أشد ما واجهت علي في حياتي نيتي فإنها تتقلب علي" (٤٣) .
المبحث الثالث : التحذير و عقوبه هجر القران .
المطلب الأول : نهج السلف الصالح وماورد في الأثر حالهم مع القرآن.
كان نهج السلف الصالح رضي الله عنهم ومن تبعهم بإحسان يتعاهدون كتاب الله ،تلاوة وتدارساً و تدبراً ، وكانوا يخافون من أن يكونوا من صدق القول عنهم بقوله تعالى :(وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَٰذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا ). سورة الفرقان :٣٠ ، فرافع الشكوى هو الرسول الكريم ،في عهد النبوة ، وعهد الاستقامة والصدق مع الله ،فما حالنا نحن فإلى الله المشتكى...
قال الشنقيطي : معنى هذه الآية ظاهر وهو شكوى النبي الكريم لربه هجر كفار قريش لهذا القرآن وتصديقه والعمل به ،فهذه شكوى عظيمة فيها أعظم تخويف لهجر كتاب الله .(٤٤).
وكان هدي السلف الصالح تعاهد كتاب الله ، فكان لايفك من أيديهم ، يتعاهدون قراءته وتدارسه وتدبر معانيه، لايشغلهم شاغل عنه ،تلهج ألسنتهم بترديد آياته في الحل والسفر.
وفي الأثر روى أبو القاسم بن نصر بن مقاتل عن طريق إسماعيل بن ابي خالد عن قيس بن أبي حازم قال : قال خالد بن الوليد :(لقد شغلني الجهاد في سبيل الله عن كثير من قراءةالقرآن ) (٤٥) .
وروى الإمام أحمد في "الزهد" عن عثمان رضي الله عنه قال : (ما أحب أن يأتي علي يوم ولا ليلة إلا أنظر في كتاب الله - يعني القراءة في المصحف) . (٤٦)
وقال ابن كثير رحمه الله :
" كرهوا أن يمضي على الرجل يوم لا ينظر في مصحفه " (٤٧) .
المطلب الثاني : أنواع الهجر.
اجتهد العلماء بتفسير هجر كتاب الله ، وكيفيته، واجمعوا على تنوعه فقالوا :
يتنوع هجر القرآن فيكون :
-هجر قراءته وتلاوته ، والنظر إلى عجائبه وغرائبه ، والانصراف والإعراض إلى الأخبار والمواضيع الساقطة في المجلات والصحف وغيرها .
-وهجر الاستماع له إذا تُلي ، فيكثر الهرج والضحك ويقل الاحترام لكتاب الله ، فلا يجد آذان صاغية ،وهذا من سوء الأدب عند تلاوة القرآن ،والانصراف عنه باللهو ومزامير الشيطان .
-هجر العمل به ،والوقوف عند حلاله وحرامه ، وتضييع حروفه وحدوده ،فلا يعمل بما جاء فيه
-هجر الاستشفاء والتداوي به ، قال تعالى :(وَنُنَزِّلُ مِنَ القُرْآَنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنَين )الإسراء ٨٢، فمن أصدق من الله قيلاً ، من جعل تلاوته راحةً وسكينة ، وشفاءً ودواءاً ، وعجباً لمن جعل اللجوء لغيره طلباً للشفاء .
- هجر التحاكم فيه ، والبعد عما جاء فيه ، فالقرآن الكريم منهاج العدل والتحاكم والانصاف ، فابتعدوا واستغنوا عنه بالقوانين الوضعية ،واتهموا الشريعة بالضعف والقصور والتخلف .
قال الإمام الزركشي :(وأعلم أنه ما من نوع من هذه الأنواع إلا ولو أراد الإنسان استقصاءه ، لاستفرغ عمره ، ثم لم يحكم أمره ; ولكن اقتصرنا من كل نوع على أصوله ، والرمز إلى بعض فصوله ; فإن الصناعة طويلة والعمر قصير ; وماذا عسى أن يبلغ لسان التقصير ! (٤٨)
وبناءً على ذلك : فإن كان هجر القرآن بترك الإيمان به ، أو الإعراض عنه ، وعدم التحاكم إليه بالكلية ، أو اللغو فيه ، فهذا كفر صراح .
قال النووي رحمه الله : أجمعت الأمة على وجوب تعظيم القرآن على الإطلاق وتنزيهه وصيانته ، وأجمعوا على أن من جحد منه حرفاً مجمعاً عليه ، أو زاد حرفاً لم يقرأ به أحد وهو عالم بذلك فهو كافر .(٤٩) .
الخاتمة وتشتمل على .
-خلاصة البحث .
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات الذي منّ عليّ بإتمام هذا البحث المتواضع وأسأله -جل وعلا - أن يتقبله منّي ويجعله حجة لي لا حجة عليّ .
وخلاصة هذا البحث كالآتي :
١/ أهمية القرآن الكريم فهو منبع التشريع والأحكام ومأخذها ، ومعجزة الرسول الكريم الخالدة ، تعهد الله بحفظه وصيانته من التحريف والتبديل فقال سبحانه :( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ) الحجر :9 .
٢/ أن ذكر فضائل أهل القرآن ، ومالهم من الأجر والثواب في الدنيا والآخرة ، يترك أثراً عظيماً في النفس ويحفز على حفظه وتدارسه .
٣/إن حفظ كتاب الله وتدارسه وسيلة من وسائل فهم مراد الله سبحانه من كتابه ، وكما أنها وسيلة فعالة لتقويم اللسان العربي ، وإحياء للغة العربية عند أهلها والعجم .
٤/القرآن الكريم دستور ينظم حياة المسلم ، فقد اعتنى المسلمون أفراداً وجماعات ودولاً، فكان من مظاهر العناية طباعته ونشره ، وتدريسه ،والعمل على التأليف في التفسير وايضاح معانيه .
٥/ايضاح أن أولى خطوات طلب العلم هو حفظ كتاب الله ، فهو مقدمة للعلوم الشرعية ويسند إليها ، فلاعلم يكمل ويفهم بدونه .
توصيات الباحث
١/أوصي بالحرص على الدعوة لحفظ كتاب الله وتدارسه وتدبره ، وفتح معاهد للتدريس و الحفظ على أيدي معلمين مؤهلين أكفاء ، وهذا يندرج تحت حفظ كتاب الله وتعليمه , قال تعالى (الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ أُولَٰئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ) البقرة ١٢١،وعملاً بقوله صلى الله عليه وسلم :(خيركم من تعلم القرآن وعلمه ) .
٢/أوصي أهل العلم بالحث والتشجيع على الإقبال على حفظ كتاب الله ، وتوفير السبل لها ،وبيان حاجة المجتمع المسلم لذلك .
٣/ أوصي بإقامة دورات تربوية للقائمين على تعليم القرآن الكريم ، للارتقاء بمستواهم التعليمي ، وإكسابهم مهارات التدريس بأنواعها .
٤/ أوصي بأهمية توفير احتياجات الحلقات القرآنية ، وتهيئتها تربوياً ، ليجد الطالب فيها حاجته المعرفية والنفسية والتربوية.
٥/ لاشك أن منبع العلم من المنزل ، بتشجيع الوالدين ابناءهم على حفظ كتابه وتحفيزهم على ذلك ، وتسجيلهم بحلقات القرآن الكريم .
الهوامش .
(١) هذا الحديث رواه البيهقي في كتاب الاسماء والصفات ، رقم الحديث ٥٢٨ ، وهو حديث موقوف ، وذكره ابن كثير في البداية والنهاية ٧/٢١٤
(٢) كتاب زاد المسير في علم التفسير: ابن الجوزي ج1 ص3.
(٣) اقتباس صحيح البخاري - كِتَابٌ : فَضَائِلُ الْقُرْآنِ ، لابن حجر العسقلاني / بَابُ فَضْلِ الْقُرْآنِ عَلَى سَائِرِ الْكَلَامِ ، (١٩٠/٦) حديث رقم ( 5020) ، وذكره محمد بن مفلح بن محمد المقدسي ، كتاب الآداب الشرعية والمنح المرعية ، عالم الكتب ٧٠/٣ ، قال الترمذي عنه حسن غريب .
(٤) صحيح البخاري ، كتاب فضائل القرآن ، باب خيركم من تعلم القرآن وعلمه، 998/3.
(٥) صحيح مسلم /صلاة المسافرين وقصرها (٨١٧) ، ومسند أحمد /مسند العشرة المبشرين بالجنة (٣٥/١) ، وسنن الدرامي /فضائل القرآن (٣٣٦٥) ، وذكره النووي في كتاب التبيان في اداب حمله القران ج ١ص١٧ .
(٦) سنن الدرامي ، رقم الحديث ٣٢٩٩ وهو حديث موقوف ، والنووي في كتابه التبيان في آداب حملة القرآن ج١ص٢٠، رقم الحديث ٣٢٣٣.
(٧) رواه أبو نعيم في الحلية (٤/٣١٨) من طريق عبيد الله بن زحر أبي محمد الحداد عن صالح المري عن حوشب عن الحسن .وذكره ابن رجب الحنبلي في كتابه نزهة الاسماع في مسألة السماع ص ٨٤، والبيهقي في شعب الإيمان ٧٢٢٧ .
(٨) أخرجه الامام الطبراني في المعجم الكبير ، قال الامام الهيثمي رواه الطبراني ورجاله ثقات ، كتاب فضائل القران للفريابي /باب في فضل القرآن وقراءته ص١١٤ ، وذكره أبو عبيد القاسم ،في فضائل القران / باب فضل تعلم القرآن وتعليمه ،ص٥١، و مصنف ابن ابي شيبه ١٠/٤٨٥ .
(٩) كتاب فضائل القران ، للقاسم بن سلام ، باب فضل القران وتعلمه وتعليمه للناس ، ص٥١ حديث رقم ٧.
(١٠) كتاب ذيل طبقات الحنابلة ، لابن رجب الحنبلي 2/402 .
(١١) صححه الألباني في "صحيح ابن ماجة"ص١٧٩ ، ومسند الإمام أحمد - باقي مسند المكثرين (١٢٧/٣) .
(١٢) كتاب فيض القدير" ، لزين الدين محمد عبدالرؤوف بن العابدين المناوي (3 / 87) .
ولاقتباس بسيط من كتاب بيان فضل القرآن ،للشيخ عبدالعزيز بن داخل المطيري ، باب مقدمات في فضائل القرآن .
(١٣) كتاب "فضائل القرآن" للبخاري (9/ 79) ، وأخرجه أيضًا مسلم ٧٨٩/ ٢٢٦/ ٢٢٧ ، ومالك في الموطأ "باب ماجاء في القرآن ،٣٠/٦١٧١ حديث رقم ٤٨٢ ، والنسائي في الصغرى ،جامع ماجاء في القرآن "2/ 154", وابن ماجه في سننه ، باب ثواب القرآن ٢٧/٢١٢٠٢١ حديث ٣٨٠٦ ، ومسند الإمام أحمد "2/ 17، 23، 26، 30، 64، 112"، وغيرهم، من طريق نافع، عن ابن عمر مرفوعًا.
(١٤) أخرجه عبد الرزاق في مصنفه /كتاب فضائل القرآن "ج3/ رقم 5971"، وصحيح مسلم لأبي نعيم "1604 ، والطبراني في الأوسط ،حديث رقم ١٩٤٦ ، والبيهقي في السنن الكبير -جماع أبواب القراءة -حديث رقم ٣٧٧١ ،وذكره ابن الجوزى فى "جامع المسانيد"،المسند" "2/ 35-36"، وكتاب فضائل القران ، لابن كثير ، باب استذكار القران وتعاهده (١ /٢١٤).
(١٥) مسندالإمام أحمد 2/ 192 رقم 6799،والطبراني في المستدرك 1/ 739 رقم 2030.وسنن الترمذي ،كتاب فضائل القرآن ( ٢٩١٤) ، وسنن أبي داوود ١٤٦٤،والنسائي في السنن الكبرى ٨٠٥٦ ، وذكره ابن ضريس في فضائل القران ص٦٤.
(١٦) صحيح البخاري ،كتاب فضائل القرآن (6/ 2737 ) رقم 7091 ، وصحيح مسلم /صلاة المسافرين وقصرها (1/ 558)رقم 815 ، وسنن الترمذي /كتاب البر والصلة (١٩٣٦) ، ومسند الإمام أحمد /مسند المكثرين من الصحابة (٣٦/٢) .
(١٧) صحيح البخاري /باب النكاح 4/ 1882 ، رقم (4937) ، وصحيح مسلم / السلام (2180) ، وسنن أبي داود / الأدب (4929) ،، ومسند أحمد / باقي مسند الأنصار (290/6) وكتاب جامع السنة وشروحها ،باب فضل الماهر في القرآن ،والذي يتعتع فيه رقم الحديث ٧٩٨ .
(١٨) مسند الإمام أحمد 2/ 192 رقم 6799، تعليق شعيب الأرنؤوط: صحيح لغيره وهذا إسناد حسن ، وسنن الترمذي /فضائل القرآن (٢٩١٤) ، والطبراني في المستدرك 1/ 739 رقم 2030 ، وسنن أبي داود /باب الصلاة (١٤٦٤) ،وحكم الألباني :حسن صحيح ،المشكاة (٢١٣٤) ،التعليق الرغيب ، وكتاب جامع السنة وشروحها ،أبواب فضائل القرآن /حديث رقم ٢٩١٤ .
(١٩) مسند الإمام أحمد(٢٢٩٥٠) ، وابن أبي شيبة والدارمي (٣٣٩١ ) ، المحدث الهيثمي كتاب مجمع الزوائد ٧/١٦٢ رجاله صحيح ثقات ،والمحدث ابن حجر ، كتاب المطالب العالية ٤/٦٦إسناده حسن ، وجامع السنة وشروحها /كتاب فضائل القرآن /باب في فضل سورة البقرة وآل عمران ،حديث رقم ٣٤٣٤.
(٢٠) صحيح مسلم / المساجد ومواضع الصلاة (673) , وسنن الترمذي /كتاب الصلاة /باب ماجاء في فضل صلاة الجماعة (235) , والنسائي / باب الإمامة (780 ,783) , وسنن أبو داود / باب من أحق بالإمامة ،حديث رقم ٥١٤ ، وابن ماجه/باب إقامة الصلاة والسنة فيها (980) , والإمام أحمد في مسنده (4/117 ,4/121 ,5/272) ، كتاب فضائل القران لمحمد بن عبدالوهاب، باب ما جاء في تقديم أهل القرآن وإكرامهم. ص٨ .
(٢١) سنن ابن ماجة /باب في فضائل أصحاب رسول الله /حديث رقم ٢١٩ ،ومسند الإمام أحمد /أول مسند عمر بن الخطاب رضي الله عنه /حديث رقم ٢٣٥ ،والدرامي في سننه /باب ان الله يرفع بهذا القرآن أقواماً/حديث رقم ٣٣١٨ ، كتاب جامع السنة وشروحها ،من كتاب صحيح مسلم /كتاب صلاة المسافرين وقصرها ،حديث رقم ١٤٠٧.
(٢٢) سنن أبي داود /الأدب /باب في تنزيل الناس منازلهم ،حديث رقم (٤٨٤٣) ، وحسنه الألباني : حسن صحيح الجامع (٢١٩٥) /رقم الطبعة المصححة (٢١٩٩) ،المشكاة (٤٩٧٢) ، صحيح الترغيب (٩٣/١) ، كتاب التبيان للنووي ص٢٧ باب اكرام اهل القران ، وكتاب الآداب الشرعية والمنح المرعية ،محمد بن مفلح المقدسي ،عالم الكتب الجزء الثالث.
(٢٣)البخاري في صحيحه /باب من قتل من المسلمين يوم أحد ،حديث رقم (٣٨٨١) ، وأبي داود في سننه /باب في الشهيد يغسل /حديث رقم (٢٧٨٠)، والنسائي في الصغرى /باب ترك الصلاة عليهم /حديث رقم (١٩٤٧) ، والترمذي في جامعه /باب ماجاء في ترك الصلاة على الشهيد /حديث رقم (١٠١٩) ، وابن ماجه في سننه /باب ماجاء في الصلاة على الشهداء ودفنهم /حديث رقم (١٥١٦) . كتاب فضايل القران للرازي. باب فِي تقديم النَّبِيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي اللحد أكثرهم أخذا للقرآن ص١٤٨.
(٢٤) سنن الدرامي /باب في تعاهد القرآن (٢١٠٦/٤) حديث رقم (٣٣٨٥) حديث مقطوع .
(٢٥) جامع السنة وشروحها ، سنن الدرامي /كتاب فضائل القرآن /باب فضل من قرأ القرآن (٢٥٢/٢) ،رقم الحديث (٣٣٥٣) ، واتهم ابن لهيعة بالضعف ،لاحتراق كتبه ، قال الحافظ في تهذيب التهذيب " ٣٧٧\٥ ،قال عبدالغني الازدي اذا روى العبادلة عن ابن لهيعة فهو صحيح ،
(٢٦) جامع السنة وشروحها ، سنن الدرامي ، كتاب فضائل القران ، باب فضل من قرأ القرآن حديث رقم ٣٣٦٣، اسناده ضعيف لضعف عبدالله بن صالح.
(٢٧)سنن الترمذي /كتاب فضائل القرآن ،حديث رقم (٢٩١٥) ، وسنن الدرامي /فضائل القرآ ن/حديث رقم (٣٣١١) ، وحسنه الأ لباني في التعليق والرغيب (٢/٢٠٧).
(٢٨) المعجم الكبير للطبراني (10/198) رقم الحديث 10450، وصحيح ابن حبان (1/331) رقم الحديث 124. قال شعيب الأرنؤوط: إسناده جيد.وصححه الألباني في الصحيحة "٢٠١٩.
(٢٩) صحيح مسلم ،كتاب صلاة المسافرين وقصرها /باب فضل قراءة القرآن وسورة البقرة/ رقم الحديث ١٣٤١.
(٣٠) جامع السنة وشروحها ،سنن الترمذي ،كتاب فضائل القرآن /رقم الحديث ( 2914 ) وقال : هذا حديث حسن صحيح ، وسنن أبي داود /باب الصلاة / حديث رقم (١٤٦٤) ،وصححه الألباني ،المشكاة ، (٢١٣٤ ) في التعليق والرغيب.
(٣١) جامع السنة وشروحها ، سنن الترمذي ، كتاب فضائل القرآن ،حديث رقم ( 2915 ) وقال : هذا حديث حسن صحيح ، وسنن الدرامي /كتاب فضائل القرآن / رقم الحديث (٣٣١١) ، وقال الألباني في " صحيح الترمذي " برقم ( 2328 ) : حسن ، وكتاب شعب الايمان للبيهقي ، رقم الحديث ١٨٤٥ .
(٣٢) سنن ابن ماجة ( 1/ 78) حديث رقم 215 ، قال عنه الشيخ الألباني في صحيح الترغيب والترهيب: صحيح ، والحاكم المستدرك 1/ 743 رقم 2046.
(٣٣) سنن أبي داود /كتاب الصيام / باب تفريع أبواب الوتر /باب في ثواب قراءة القرآن حديث رقم (١٤٥٣) ، والإمام أحمد في مسنده /الرسالة /مسند المكيين (٤٤٠/٣) ، وحكم الالباني ضعيف /ضعيف الجامع الصغير رقم الحديث (٥٧٦٢).
(٣٤) أخرجه الطبراني في المعجم الأوسط /مجمع البحرين بزوائد المعجمين (١١٦/٦) ، واخرجه الدرامي (٣٢٤/٢) ، رقم الحديث (٢٨٢٩) ،وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه.
(٣٥) مسند الإمام أحمد(٢٢٩٥٠) ، وابن أبي شيبة والدارمي (٣٣٩١ ) ، المحدث الهيثمي كتاب مجمع الزوائد ٧/١٦٢ رجاله صحيح ثقات ،والمحدث ابن حجر ، كتاب المطالب العالية ٤/٦٦إسناده حسن ، وجامع السنة وشروحها /كتاب فضائل القرآن /باب في فضل سورة البقرة وآل عمران ،حديث رقم ٣٤٣٤ ، وحسنه الحافظ ابن كثير في "تفسيره " (٦٢/١) .
(٣٦) متن الشاطبية /حرز الأماني ووجه التهاني في القراءات السبع /الجزء الأول ،البيت ١٥-١٦ ابن فيرة الشاطبي .
(٣٧) جامع السنة وشروحها ، مسند الإمام أحمد ،مسند الأنصار ، حديث رقم (٢١٧٠٦) ، ومسلم في صحيحه /باب فضل قراءة القرآن ، وسورة البقرة ،حديث رقم (١٣٩٠).
(٣٨) رواه أحمد في المسند (2/174)رقم الحديث (6626) ، وقال المنذري في الترغيب والترهيب (2/107): رجاله محتج بهم في الصحيح. وقال أحمد شاكر في مسند أحمد (10/118): إسناده صحيح ، وصححه الألباني في صحيح الترغيب (1429) ، والحاكم في مستدركه ١/٧٤٠ رقم الحديث (٢٠٣٦) وقال صحيح على شرط مسلم .
(٣٩) صحيح البخاري كتاب الاطعمة /باب ذكر الطعام /حديث رقم (٥٤٢٧) ، وصحيح مسلم /القسامة والمحاربين والقصاص والديات /حديث رقم (١٦٨١).
(٤٠)كتاب البخاري /كتاب فضائل القرآن / باب فضل القرآن على سائر الكلام، رقم الحديث (5020) ،ولطبراني / المعجم الكبير 9/ 136 رقم الحديث (8670) .وصحيح مسلم / كتاب صلاة المسافرين / باب فضيلة حافظ القرآن ،رقم الحديث (0797) .
(٤١) كتاب جامع السنة وشروحها /كتاب فضائل القرآن /باب فضل من قرأ القرآن. حديث ٣٣٧٢ ، سنن الدرامي رقم الحديث (3234) حديث موقوف ، وسنن االترمذي /فضائل القرآن رقم الحديث (٢٨٧٥) ، وسنن النسائي /الإفتتاح رقم ٩١٤، ومسند الإمام أحمد /مسند الأنصار ١١٤/٥ .
(٤٢) أخرجه الإمام أحمد والنسائي في (مسند الشاميين)، برقم: 17128، (بقية حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه) ، وسنن الترمذي /كتاب فضائل القرآن / باب ما جاء فيمن قرأ حرفا من القرآن ماله من الأجر (٢٩١٩/٨) ص٩ ، وسنن النسائي /قيام الليل وتطوع النهار رقم الحديث (١٦٦٣) ،وصححه الألباني صحيح المشكاة ،٢٢٠٢ ، وذكره الرازي في كتاب فضائل وتلاوة القرآن / باب في فضل من يجهر بالقراءة ويخفي / ص١٤٠.
٤٣) الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع ،للخطيب البغدادي ، باب النية في طلب الحديث ، رقم الحديث: 704 .
(٤٤) أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن ، للشيخ محمد الشنقيطي ، (٦/٤٤٥) .
(٤٥) فضائل القرآن ، لأبو عبيد القاسم ( ص 189) ،وذكره الحافظ ابن عساكر في كتابه القيم ( تاريخ دمشق ) ( 16 / 250 ) .
(٤٦) كتاب الزهد ،للإمام أحمد بن حنبل ،ص١٢٨، باب مضاعفة القراءة في المصحف على غيرها .
(٤٧) تفسير القرآن العظيم ،مقدمة ابن كثير ، إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي ،باب القراءة عن ظهر قلب (٦٨/١) .
(٤٨) كتاب البرهان لعلوم القرآن ،،بدر الدين محمد الزركشي ، مقدمة الزركشي (٩٦/١) .
(٤٩) كتاب المجموع شرح المهذب ، يحيى بن شرف النووي ، كتاب الطهارة ، باب مايوجب الغسل (١٩٧/٢) حاشية رقم ٢٧ .
المراجع :
١/صحيح البخاري ، للمؤلف محمد بن إسماعيل أبو عبدالله البخاري الجعفي ، المحقق : الطبعة : الناشر :
٢/سنن أبي داود ، للمؤلف أبو داود سليمان بن الأشغث بن إسحاق بن بشير بن شداد بن عمرو الأزدي السجستاني (المتوفي :٢٧٥ ه)، المحقق :محمد محي الدين عبدالحميد ،المكتبة العصرية ، صيدا -بيروت ،لبنان .
٣/ سنن الترمذي (الجامع الصحيح ) ، للمؤلف محمد بن عيسى بن سورة بن موسى بن الضحاك الترمذي ،المتوفي :٢٧٩ ه ، المحقق بشار عواد معروف ،سنة النشر :١٩٩٨م ، الناشر :دار الغرب الإسلامي -بيروت ،لبنان .
٤/كتاب حرز الأماني ووجه التهاني في القراءات السبع ، للمؤلف القاسم بن فيرة بن خلف الشاطبي ،المتوفي :(٥٩٠هـ) ، الناشر :دار الكتاب النفيس -بيروت ،الطبعة الأولى 1407هـ.
٥/ مسند الدرامي المعروف (بسنن الدرامي) للمؤلف أبو محمد عبدالله بن عبدالرحمن بن الفضل بن مهرام بن عبدالصمد الدرامي ،التميمي السمرقندي ،المتوفي :٢٥٥ ه ، المحقق حسين سليم الدارني، الناشر :دار المغنى للنشر والتوزيع ،المملكة العربية السعودية .
٦/كتاب فيض القدير شرح الجامع الصغير ، المؤلف زين الدين محمد المدعو عبدالرؤوف بن تاج العارفين بن علي زين العابدين الحدادي المناوي ،المتوفي :(١٠٣١ ه) ، الناشر :المكتبة الكبرى -مصر .
٧/كتاب التبيان في آداب حملةالقرآن ، المؤلف أبو زكريا محيي الدين يحي بن شرف النووي ،المتوفي (٦٧٦ ه) ، المحقق :محمد الحجار ، الناشر :دار ابن حزم للطباعة والنشر ،بيروت -لبنان .
٨/كتاب الأسماء والصفات ، المؤلف: أحمد بن الحسين بن علي بن موسى الخُسْرَوْجِردي الخراساني، أبو بكر البيهقي (المتوفى: 458هـ)، المحقق عبد الله بن محمد الحاشدي، الناشر :مكتبة السوادي، جدة - المملكة العربية السعودية .
٩/كتاب: البداية والنهاية ،المؤلف: الحافظ عماد الدين أبي الفداء القرشي الدمشقي إسماعيل بن عمر بن كثير ، المتوفي : ٧٧٤ ه ، المحقق :عبدالله عبدالمحسن التركي الناشر: مكتبة المعارف بيروت .
١٠/كتاب "زاد المسير في علم التفسير" وكتاب جامع المسانيد ، للمؤلف :الإمام أبي الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي ، المتوفى: (597ه) ، المحقق :عبدالرازق المهدي ،الناشر: دار الكتاب العربي -بيروت .
١١/كتاب فتح الباري شرح صحيح البخاري ،المؤلف :أحمد بن علي بن حجر العسقلاني ،المحقق : الناشر : دار الريان للتراث .
١٢/كتاب الآداب الشرعية والمنح المرعية ،المؤلف: محمد بن مفلح بن محمد بن مفرج، أبو عبد الله، شمس الدين المقدسي الرامينى ثم الصالحي الحنبلي (المتوفى: 763هـ) ، المحقق: شعيب الأرناؤوط - عمر القيام ، الناشر : مؤسسة الرسالة .
١٣/كتاب صحيح البخاري ، المؤلف : محمد بن إسماعيل البخاري الجعفي، الناشر : دار ابن كثير .
١٤/كتاب صحيح مسلم ، المؤلف : مسلم بن الجاج أبو الحسن القشيري النيسابوري ،(المتوفي : ٢٦١ ه) ،المحقق محمد فؤاد عبدالباقي ،الناشر :دار إحياء التراث العربي _بيروت .
(١٥) مسند الإمام أحمد ،المؤلف : أبو عبدالله أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد الشيباني ، المتوفي : (٢٤١ ه) ،المحقق :شعيب الأرنؤوط -عادل مرشد ،وآخرون ،إشراف : د عبدالله بن عبدالمحسن التركي ، الطبعة الأولى ، الناشر : مؤسسة الرسالة.
(١٦) كتاب حلية الأولياء وطبقات الأصفياء ، المؤلف : أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق بن موسى بن مهران الأصبهاني (المتوفى: 430هـ) ، الناشر :السعادة - بجوار محافظة مصر، 1394هـ - 1974م.
(١٧) كتاب نزهة الأسماع في مسألة السماع ،المؤلف : عبد الرحمن بن رجب الحنبلي ، المحقق : وليد عبد الرحمن الفريان ، الطبعة الأولى ،١٤٠٧ ،الناشر : دار طيبة - الرياض .
(١٨) كتاب المعجم الكبير ، المؤلف : سليمان بن أحمد بن أيوب بن مطير اللخمي الشامي، أبو القاسم الطبراني (المتوفى: 360هـ) ، المحقق : حمدي بن عبد المجيد السلفي ،الناشر : مكتبة ابن تيمية - القاهرة ،الطبعة الثانية.
(١٩) كتاب فضائل القرآن ، المؤلف: أبو بكر جعفر بن محمد بن الحسن بن المُسْتَفاض الفِرْيابِي (المتوفى: 301هـ) تحقيق: يوسف عثمان فضل الله جبريل ، الناشر: مكتبة الرشد، الرياض الطبعة: الأولى، 1409 هـ - 1989 م.
(٢٠) كتاب فضائل القرآن للقاسم بن سلام ، المؤلف :أبو عُبيد القاسم بن سلاّم بن عبد الله الهروي البغدادي (المتوفى: 224هـ) ، المحقق :مروان العطية، ومحسن خرابة، ووفاء تقي الدين ، الناشر :دار ابن كثير (دمشق - بيروت) ، الطبعة الأولى 1415 هـ .
(٢١) مصنف ابن أبي شيبة ، المؤلف : بكر بن أبي شيبة، عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن عثمان بن خواستي العبسي (المتوفى: 235هـ) المحقق: كمال يوسف الحوت الناشر: مكتبة الرشد - الرياض الطبعة: الأولى، 1409.
(٢٢) كتاب الذيل على طبقات الحنابلة ، المؤلف:أبو الحسين ابن أبي يعلى، محمد بن محمد (المتوفى: 526هـ) ، المحقق:محمد حامد الفقي ، الناشر : دار المعرفة - بيروت ، الطبعة الأولى.
(٢٣) كتاب فيض القدير شرح الجامع الصغير ، المؤلف: زين الدين محمد المدعو بعبد الرؤوف بن تاج العارفين بن علي بن زين العابدين الحدادي ثم المناوي القاهري (المتوفى: 1031هـ) الناشر: المكتبة التجارية الكبرى - مصر الطبعة: الأولى، 1356 .
(٢٤) كتاب الموطأ ، المؤلف : مالك بن أنس بن مالك بن عامر الأصبحي المدني (المتوفى: 179هـ) ، المحقق:محمد مصطفى الأعظمي ، الناشر : مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية - أبو ظبي - الإمارات ، الطبعة الأولى ،1425 هـ .
(٢٥) كتاب المجتبى من السنن = السنن الصغرى للنسائي ،المؤلف: أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب بن علي الخراساني، النسائي (المتوفى: 303هـ) تحقيق: عبد الفتاح أبو غدة ، الناشر: مكتب المطبوعات الإسلامية - حلب الطبعة: الثانية، 1406 هـ .
(٢٦)سنن ابن ماجه المؤلف: ابن ماجة أبو عبد الله محمد بن يزيد القزويني، وماجة اسم أبيه يزيد (المتوفى: 273هـ) تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي الناشر: دار إحياء الكتب العربية .
(٢٧) كتاب المصنف لعبدالرزاق ، المؤلف : أبو بكر عبد الرزاق بن همام بن نافع الحميري اليماني الصنعاني (المتوفى: 211هـ) ، المحقق : حبيب الرحمن الأعظمي ، الناشر : المجلس العلمي- الهند ، الطبعة الثانية، ١٤٠٣ هـ.
(٢٨) كتاب: السنن الكبرى (سنن النسائي الكبرى) ، المؤلف : أحمد بن شعيب بن علي النسائي أبو عبد الرحمن ، المحقق : حسن عبد المنعم شلبي ،الناشر : مؤسسة الرسالة ،الطبعة الأولى.
(٢٩) كتاب مجمع الزوائد ومنبع الفوائد ،المؤلف :أبو الحسن نور الدين علي بن أبي بكر بن سليمان الهيثمي (المتوفى: 807هـ) ،المحقق :حسام الدين القدسي ، الناشر : مكتبة القدسي، القاهرة.
(٣٠) كتاب المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية ،المؤلف : أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد بن أحمد بن حجر العسقلاني (المتوفى: 852هـ) ، المحقق : 17) رسالة علمية قدمت لجامعة الإمام محمد بن سعود ، الناشر :دار العاصمة، دار الغيث - السعودية ،الطبعة الأولى ١٤١٩ هـ.
(٣١) كتاب فضائل القرآن لمحمد بن عبد الوهاب ، المؤلف :محمد بن عبد الوهاب بن سليمان التميمي النجدي (المتوفى: 1206هـ) ، المحقق : عبد العزيز بن زيد الرومي، وصالح بن محمد الحسين ، الناشر :جامعة الإمام محمد بن سعود، الرياض، المملكة العربية السعودية.
(٣٢) كتاب فضائل القرآن وتلاوته للرازي ، المؤلف : أبو الفضل عبد الرحمن بن أحمد بن الحسن الرازي المقرىء (المتوفى: 454هـ) ، المحقق :الدكتور عامر حسن صبري ، الناشر :دار البشائر الإسلامية ، الطبعة الأولى، 1415 هـ.
(٣٣) كتاب المستدرك على الصحيحين، المؤلف : أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن محمد حمدويه بن نُعيم بن الحكم الضبي الطهماني الحاكم النيسابوري (المتوفى: 405هـ) ،الناشر : دار المعرفة ،١٤١٨ هـ ،الطبعة الثانية.
(٣٤) كتاب صحيح سنن ابن ماجه (سنن ابن ماجه)،المؤلف : ابن ماجه /الألباني ،المحقق : محمد ناصر الدين الألباني ،الناشر :مكتبة المعارف ١٤١٧هـ .
(٣٥) كتاب المعجم الأوسط ،المؤلف : الحافظ أبي القاسم سليمان بن أحمد الطبراني ،المحقق طارق بن عوض الله محمد ، وعبدالمحسن بن إبراهيم الحسيني ، الناشر :دار الحرمين للطباعة والنشر .
(٣٦)كتاب بيان فضل القرآن ، المؤلف : الشيخ عبدالعزيز بن داخل المطيري ، معهد آفاق التيسير ، الناشر : مطبوعات برنامج إعداد المفسر (١).
٣٧)كتاب أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن ، المؤلف : محمد الأمين بن محمد المختار بن عبد القادر الجكني الشنقيطي (المتوفى: 1393هـ) ، الناشر : دار الفكر للطباعة و النشر و التوزيع بيروت - لبنان ١٤١٥ه ، الكتاب مرتبط بنسخة مصورة مخالفة في الترقيم وهي ط عالم الفوائد بإشراف الشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد - رحمه الله .
(٣٨) كتاب الزهد ، المؤلف : الإمام أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد الشيباني (المتوفى: 241هـ) ، المحقق : الدكتور محمد جلال شرف ، الناشر :دار النهضة العربية للطباعة والنشر ، بيروت - لبنان ، الطبعة الأولى، ١٩٨١ م.
(٣٩) تفسير القرآن العظيم ، المؤلف : أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي الدمشقي (المتوفي :٧٧٤ ه ) ، المحقق : ساميبن محمد سلامة ، الناشر : دار طيبة للنشر والتوزيع ،الطبعة الثانية ١٤٢٠ ه .
(٤٠) كتاب البرهان في علوم القرآن ، المؤلف : أبو عبد الله بدر الدين محمد بن عبد الله بن بهادر الزركشي (المتوفى: 794هـ) ، المحقق : محمد أبو الفضل إبراهيم ، الناشر :دار إحياء الكتب العربية عيسى البابى الحلبي وشركائه ، الطبعة الأولى، 1376 هـ.
(٤١) كتاب المجموع شرح المهذب ، المؤلف : أبو زكريا محيي الدين يحيى بن شرف النووي (المتوفى: 676هـ) ، الناشر : دار الفكر