تلخيص تفسير سورة المزمل من الآية (1) إلى الآية (10)
قائمة المسائل:
المسائل المتعلقة بعلوم السورة:
سبب نزول السورة: ك.
كم كان بين نزول أول السورة ونزول آخرها: ك.
المسائل التفسيرية:
(يا أيها المزمل)
قصة ابتداء الوحي ونزول الآية: س، ش.
المخاطب في الآية: ك، س، ش.
لماذا وُصِف النبي صلى الله عليه وسلم بالمزمل؟ ك، س، ش.
معنى المزمل: ك، س، ش.
(قم الليل إلا قليلاً)
مقصد الآية: ك.
المراد بقيام الليل: ك.
رحمة الله في أوامره: س.
معنى (قليلاً): ك.
(نصفه أو انقص منه قليلاً. أو زد عليه)
المعنى الإجمالي للآية: ك، س، ش.
(ورتل القرآن ترتيلاً)
معنى (رتل القرآن): ك، ش.
الحكمة في الأمر بترتيل القرآن: ك، س.
(إنا سنلقي عليك قولاً ثقيلاً)
مناسبة الآية لما قبلها: س.
معنى (سنلقي عليك): س، ش.
المراد بالقول الثقيل: ك، س، ش.
لِمَ وُصف القرآن بالثقيل: ك، س، ش.
(إن ناشئة الليل هي أشد وطئاً وأقوم قيلاً)
مناسبة الآية لما قبلها: س.
معنى (ناشئة): ك.
المراد بـــــ(ناشئة الليل): ك، س، ش.
معنى (أشد وطئاً): ك، س، ش.
لماذا كان الليل أشد وطئاً: ك، س، ش.
القراءة التفسيرية في (وأقوم قيلاً): ك.
معنى (أقوم قيلاً): ك، ش.
(إن لك في النهار سبحاً طويلاً)
مناسبة الآية لما قبلها: ك، س، ش.
وقت نزول الآية وأحوال نزولها: ك.
معنى (سبحاً طويلاً): ك، س، ش.
(واذكر اسم ربك وتبتل إليه تبتيلاً)
مناسبة الآية لما قبلها: ك.
صفة الذكر المأمور به: ك، س، ش.
معنى (تبتل إليه): ش.
المراد بالتبتل: ك، س، ش.
(رب المشرق والمغرب لا إله إلا هو فاتخذه وكيلاً)
معنى (رب): ك.
المراد بالمشرق والمغرب: س.
معنى (لا إله إلا هو): س.
مناسبة كلمة (لا إله إلا هو) للسياق: ك.
دلالة الفاء في (فاتخذه): ك، ش.
معنى وكيلاً: س، ش.
(واصبر على ما يقولون واهجرهم هجراً جميلاً)
مناسبة الآية لما قبلها: س.
وقت نزول الآية وأحوال نزولها: ش.
المخاطب في الآية: ك، س.
مرجع الضمير في الفعل (يقولون): ك، س.
متعلق الفعل (يقولون): س، ش.
لازم الأمر بالصبر: س.
معنى (اهجرهم): س، ش.
المراد بالهجر الجميل: ك، س، ش.
المسائل الاستطرادية:
إعراب (نصفه): ك.
كيف كان قيام الليل أول الأمر: ك.
صفة قيام النبي صلى الله عليه وسلم الليل: ك.
صفة قراءة النبي صلى الله عليه وسلم للقرآن: ك.
ماذا يستحب في قراءة القرآن؟ ك.
تدرج الأوامر التي أمر بها النبي صلى الله عليه وسلم: س.
عظيم ما انتهت إليه حال النبي صلى الله عليه وسلم: س.
الجمع بين الأمر بالعبادة والأمر بالتوكل: ك.
الواجب مع المعاندين: ش.
خلاصة أقوال المفسرين في كل مسألة
المسائل المتعلقة بعلوم السورة:
سبب نزول السورة:
عن جابر رضي الله عنه قال: اجتمعت قريش في دار الندوة فقالوا: سموا هذا الرجل اسماً يصدر الناس عنه، فقالوا: كاهن، قالوا: ليس بكاهن، قالوا: مجنون، قالوا: ليس بمجنون، قالوا: ساحر، قالوا: ليس بساحر، فتفرق المشركون على ذلك، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فتزمَّل في ثيابه وتدثر فيها، فأتاه جبريل عليه السلام، فقال: (يا أيها المزمل)، (يا أيها المدثر). أخرجه البزار، وقال: فيه يعلى بن عبد الرحمن قد حدَّث عنه جماعة من أهل العلم واحتملوا حديثه، لكنه تفرد بأحاديث لا يتابع عليها.ذكر ذلك ابن كثير.
كم كان بين نزول أول السورة ونزول آخرها؟
ذكر أهل العلم أن الله أنزل صدر هذه السورة، وأمسك آخرها مدة من الزمن، كان النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه يقومون فيها الليل حتى انتفخت أقدامهم، وورد في تقدير المدة التي كانت بين نزول أول السورة ونزول آخرها، ستة أقوال:
القول الأول: كان بينهما سنة كاملة، اثنا عشر شهراً، روي عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها.
القول الثاني: كان بينهما قريب من السنة، روي عن ابن عباس رضي الله عنهما.
القول الثالث: كان بينهما ثمانية أشهر، روي عن عائشة أيضاً، واستغربه ابن كثير.
القول الرابع: كان بينهما ستة أشهر، وهي رواية أخرى عن عائشة رضي الله عنها.
القول الخامس: كان بينهما حولاً أو حولين، قاله قتادة.
القول السادس: كان بينهما عشر سنين، قاله سعيد بن جبير.
ذكر ذلك ابن كثير.
والقول الأول أشهر، وأصح إسناداً.
المسائل التفسيرية:
(يا أيها المزمل)
قصة ابتداء الوحي ونزول الآية:
أول ما اُبتُدئ النبي صلى الله عليه وسلم بإنزال الوحي عليه وإرسال جبريل إليه؛ رأى صلى الله عليه وسلم أمراً لم ير مثله، ولا يقدر على الثبات له إلا المرسلون فاعتراه في ابتداء ذلك انزعاج حين رأى جبريل عليه السلام وسمع صوته، حيث أخذته الرعدة فأتى أهله فقال: "زملوني زملوني" وهو ترعد فرائصه ثم جاءه جبريل فقال: اقرأ، فقال: "ما أنا بقارئ"، فغطَّه حتى بلغ منه الجهد، وهو يعالجه على القراءة، فقرأ صلى الله عليه وسلم، ثم ألقى الله عليه الثبات وتابع عليه الوحي حتى بلغ مبلغاً ما بلغه أحد من المرسلين.ذكر ذلك السعدي، والأشقر مختصراً.
المخاطب في الآية:
هو النبي محمد صلى الله عليه وسلم.ذكره الثلاثة.
لماذا وُصِف النبي صلى الله عليه وسلم بالمزمل؟
فيه قولان:
القول الأول: لأنه صلى الله عليه وسلم كان متزملاً بثيابه، فقد نزلت هذه الآية وهو متزمل بقطيفة، وذلك أول ما جاءه جبريل عليه السلام،ذكره ابن كثير عن إبراهيم النخعي، وذكره السعدي والأشقر.
القول الثاني: لأنه زمَّل القرآن،ذكره ابن كثير عن عكرمة عن ابن عباس.
معنى المزمل:
فيه قولان:
القول الأول: هو المتغطي بثيابه كالمدثر، من التزمُّل وهو التغطي في الليل، ذكره ابن كثير وحكاه عن قتادة، وذكره السعدي، وأشار إليه الأشقر.
القول الثاني: هو النائم، ذكره ابن كثير عن ابن عباس والضحاك والسُّدي.
ولا منافاة بين القولين؛ فالقول الثاني هو لازم القول الأول.
(قم الليل إلا قليلاً)
مقصد الآية:
بيان مقدار ما يقام من الليل. ذكره ابن كثير.
المراد بقيام الليل:
هو قيامه للصلاة في الليل. ذكره الأشقر.
رحمة الله في أوامره:
من رحمة الله أنه لم يأمر بقيام كل الليل، بل أمر أن يقام الليل إلا قليلاً. ذكره السعدي.
معنى (قليلاً):
يسيراً، أي إلا يسيراً من الليل. ذكره الأشقر.
(نصفه أو انقص منه قليلاً. أو زد عليه)
المعنى الإجمالي للآية:
أي أمرناك أن تقوم نصف الليل بزيادة قليلة أو نقصان قليل، لا حرج عليك في ذلك.ذكره ابن كثير، وفي معناه ما ذكر السعدي والأشقر.
(ورتل القرآن ترتيلاً)
معنى (رتل القرآن):
أي اقرأه على تمهُّل مع تدبره حرفاً حرفاً، والترتيل هو أن يبين جميع الحروف ويوفي حقها من الإشباع دون تنطع وتقعر في النطق. وهذا حاصل ما ذكره ابن كثير والأشقر.
الحكمة في الأمر بترتيل القرآن:
أمر الله بترتيل القرآن؛ لأنه يكون عوناً على فهمه وتدبره والتفكر فيه، وبترتيل القرآن يحصل تحريك القلوب به والتعبد بآياته، والتهيؤ والاستعداد التام لحملها. هذا حاصل ما ذكره ابن كثير والسعدي.
(إنا سنلقي عليك قولاً ثقيلاً)
مناسبة الآية لما قبلها:
لما أمر الله بترتيل القرآن؛ وصفه بأنه قول ثقيل، وما كان بهذا الوصف حقيق أن يُتهيأ له، ويُرتل، ويُتفكر فيما يشتمل عليه.ذكر ذلك السعدي.
معنى (سنلقي عليك):
أي سنوحي إليك.ذكره السعدي والأشقر.
المراد بالقول الثقيل:
هو القرآن الكريم. ذكره الثلاثة.
لِمَ وُصف القرآن بالثقيل:
ذكر المفسرون في ذلك قولين:
القول الأول: وُصف بأنه ثقيل لأن العمل به ثقيل، فالقرآن ثقيل بفرائضه وحدوده وحلاله وحرامه، لا يحمله إلا قلب مؤيد بالتوفيق، ونفس مزيَّنة بالتوحيد، ولعظمة معانيه وجلالة أوصافه كان قولاً ثقيلاً. هذا حاصل ما ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر، وحكاه ابن كثير عن الحسن وقتادة.
القول الثاني: وُصِف بأنه ثقيل باعتبار وقت نزوله على النبي صلى الله عليه وسلم.ذكر ذلك ابن كثير،وأورد عليه من الأدلة ما يلي:
- عن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال: أُنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفخذه على فخذي، فكادت تُرَضُ فخذي.
- عن عائشة رضي الله عنها قالت: ...ولقد رأيته ينزل عليه الوحي صلى الله عليه وسلم في اليوم الشديد البرد، فيفصم عنه وإن جبينه ليتفصد عرقاً. أخرجه البخاري.
- وعنها قالت: إن كان ليوحى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على راحلته فتضرب بجرانها. أخرجه أحمد، والجران: باطن العنق.
والقولان لا تعارض بينهما، ولهذا اختار ابن جرير أنه ثقيل من الوجهين جميعاً، وأيّد ابن كثير هذا الاختيار بما حكاه عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم: كما ثقل في الدنيا ثقل يوم القيامة في الموازين.
(إن ناشئة الليل هي أشد وطئاً وأقوم قيلاً)
مناسبة الآية لما قبلها:
لما أمر الله بقيام الليل، ذكر الحكمة في اختصاص الليل، ذكره السعدي.
معنى (ناشئة):
اسم فاعل من الفعل نشأ بمعنى قام بلسان الحبشة. ذكره ابن كثير عن ابن عباس.
المراد بـــــ(ناشئة الليل):
ذكر المفسرون فيه أقوال ثلاثة:
القول الأول: أنها ساعات الليل وأوقاته، فالليل كله ناشئة، وكل ساعة منه تسمى ناشئة، وهي الآنات،ذكره ابن كثير عن عمر وابن عباس وابن الزبير ومجاهد وغير واحد.
القول الثاني: أنه بعد العشاء.حكاه ابن كثير روايةً عن مجاهد، وذكره عن أبي مجلز وقتادة وسالم وأبي حازم ومحمد بن المنكدر.
القول الثالث: أنه الصلاة في الليل بعد النوم، والناشئة والمنشأ والنشأة بمعنى واحد،ذكره السعدي والأشقر.
والقول الثالث أخص هذا الأقوال، وهو أقرب لتحقيق مقصود المواطأة بين القلب واللسان، وجمع الخاطر على القرآن، وليس بين الأقوال تعارض.
معنى (أشد وطئاً):
ذكر المفسرون فيه قولين:
القول الأول: أن معناه أشد مواطأة بين القلب واللسان، وأجمع للخاطر على تلاوة القرآن وتفهمه، فيكون بذلك أقرب لتحقيق مقصود القرآن والانتفاع به. وهذا حاصل ما ذكره ابن كثير والسعدي.
القول الثاني: أن معناه أثقل على المصلي من صلاة النهار؛ لأن الليل للنوم. ذكره الأشقر.
والقول الأول أقرب لسياق الآيات، ولا تعارض بينهما.
لماذا كان الليل أشد وطئاً؟
لقلة الشواغل في الليل بخلاف النهار، فهو وقت انتشار الناس ولغط الأصوات وأوقات المعاش. ذكره ابن كثير والسعدي.
القراءة التفسيرية في (وأقوم قيلاً):
روى الأعمش أن أنس بن مالك قرأ هذه الآية "إن ناشئة الليل هي أشد وطئاً وأصوب قيلاً"، فقال له رجل: إنما نقرؤها (وأقوم قيلاً)، فقال له: "إن أصوب وأقوم وأهيأ وأشباه هذا واحد". رواه الحافظ أبو يعلى الموصلي. كما ذكر ابن كثير.
معنى (أقوم قيلاً):
أي أصوب وأسدُّ مقالاً، وأهيأ وأثبت قراءة لحضور القلب فيها، وأشد استقامة لأن الأصوات تهدأ والدنيا تسكن. وهذا حاصل ما ذكره ابن كثير والأشقر.
(إن لك في النهار سبحاً طويلاً)
مناسبة الآية لما قبلها:
لما أمره بصلاة الليل وبيَّن ما امتاز به الليل، ذكر ما يمتاز به النهار من التصرف في الحوائج والمعاش مما يوجب اشتغال القلب وعدم تفرغه التفرغ التام. هذا حاصل ما ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.
وقت نزول الآية وأحوال نزولها:
هذه الآية حين كانت صلاة الليل فريضة، أول الأمر، ثم إن الله منَّ على عباده فخففها ووضعها، قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم في قوله تعالى: (إن لك في النهار سبحاً طويلاً) قال: لحوائجك، فافرغ لدينك الليل. قال: وهذا حين كانت صلاة الليل فريضة، ثم إن الله منَّ على العباد فخففها ووضعها، وقرأ: (قم الليل إلا قليلاً) إلى آخر الآية، ثم قال: (إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثي الليل) حتى بلغ (فاقرءوا ما تيسر منه) الليل نصفه أو ثلثه. ثم جاء أمر أوسع وأفسح وضع الفريضة عنه وعن أمته. ذكره ابن كثير.
معنى (سبحاً طويلاً):
فيه قولان:
القول الأول: أن معنى (سبحاً طويلاً) فراغاً طويلاً للنوم، وللتردد في الحوائج، والتقلب في أمور المعاش. وهو حاصل ما روي عن ابن عباس وعكرمة وعطاء بن أبي مسلم وأبي غالب ومجاهد وابن مالك والضحاك والحسن وقتادة والربيع بن أنس وسفيان الثوري وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم، كما حكاه عنهم ابن كثير، وذكر ذلك أيضاً السعدي والأشقر.
القول الثاني: أن معنى (سبحاً طويلاً) تطوعاً طويلاً، قاله السدي كما ذكر ابن كثير.
والقول الأول أولى؛ لكثرة من قال به، ولموافقته سياق الآيات.
(واذكر اسم ربك وتبتل إليه تبتيلاً)
مناسبة الآية لما قبلها:
بعد أن ذكر الله ما في النهار من التصرف في الأشغال، والتردد فيما يُحتاج إليه من أمور الدنيا؛ أمر بالتفرغ لعبادته عند الفراغ منها، ليكون أدعى لفراغ البال لعبادته. ذكره ابن كثير، وحكاه عن ابن زيد.
صفة الذكر المأمور به:
أن يستكثر المرء من الذكر ليلاً ونهاراً، والمأمور به يشمل أنواع الذكر كلها.هذا حاصل ما ذكره الثلاثة.
معنى (تبتل إليه تبتيلاً):
أي انقطع إلى الله انقطاعاً، وذلك بالاشتغال بعبادته. ذكره الأشقر.
المراد بالتبتل:
التبتل نوعان:
أحدهما: مأمور به، وهو الوارد في هذه الآية، ومعناه الانقطاع إلى الله بالاشتغال بعبادته والاجتهاد فيها، والتفرغ لها، والانفصال بالقلب عن الخلائق، والإخلاص لله، والاتصاف بمحبته، والتقرب إليه، والتماس رضاه والدار الآخرة. وهذا حاصل ما ذكره ابن كثير عن ابن زيد وابن عباس ومجاهد وأبي صالح وعطية والضحاك والسدي والحسن، وذكره السعدي والأشقر.
الثاني: منهي عنه، وهو الوارد في الحديث: "أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن التبتل"، ومعناه الانقطاع إلى العبادة وترك التزوج. ذكر ذلك ابن كثير.
(رب المشرق والمغرب لا إله إلا هو فاتخذه وكيلاً)
معنى (رب):
هو المالك المتصرف. ذكره ابن كثير.
المراد بالمشرق والمغرب:
اسم جنس يشمل المشارق والمغارب كلها، فهو تعالى رب المشارق والمغارب، وما يكون فيها من الأنوار، وما هي مصلحة له من العالم العلوي والسفلي، فهو رب كل شيء وخالقه ومدبره. ذكره السعدي.
معنى (لا إله إلا هو):
أي لا معبود إلا وجهه الأعلى، الذي يستحق أن يُخص بالمحبة والتعظيم والإجلال والتكريم. ذكره السعدي.
مناسبة كلمة (لا إله إلا هو) للسياق:
كما أن المؤمن يفرد الله بالعبادة إذ لا إله إلا هو؛ فليفرده بالتوكل. ذكره ابن كثير.
دلالة الفاء في (فاتخذه):
إذا عرف المؤمن أن الله هو المختص بالربوبية المستحق لإفراده بالعبودية فليتخذه وكيلاً، فهو نعم الوكيل، وهو حسب من توكل عليه. ذكره ابن كثير والأشقر.
معنى (فاتخذه):
أي عوِّل عليه في أمورك كلها. ذكره الأشقر.
معنى وكيلاً:
أي حافظاً ومدبراً لأمورك كلها قائماً بها.ذكر ذلك السعدي والأشقر.
(واصبر على ما يقولون واهجرهم هجراً جميلاً)
مناسبة الآية لما قبلها:
لما أمر الله نبيه بالصلاة خصوصاً، وبالذكر عموماً، وذلك يورث العبد ملكة قوية على تحمل الأثقال وأداء الأعمال؛ أمره بالصبر على ما يقولون.ذكره السعدي.
وقت نزول الآية وأحوال نزولها:
كان نزول هذه الآية قبل الأمر بالقتال، حيث كان المأمور به الكف عن المشركين.ذكره الأشقر.
المخاطب في الآية:
هو النبي صلى الله عليه وسلم.ذكره ابن كثير والسعدي.
مرجع الضمير في الفعل (يقولون):
يرجع الضمير إلى المعاندين المكذبين للنبي صلى الله عليه وسلم من سفهاء قومه. ذكره الأشقر.
متعلق الفعل (يقولون):
لم يُذكر في الآية معمول الفعل للعلم به، فأقوالهم سب للنبي صلى الله عليه وسلم، وسب لدينه، وشتم له، واستهزاء به،ذكره السعدي والأشقر.
لازم الأمر بالصبر:
أمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم بالصبر لازمه أمره بالمضي على أمر الله، لا يصده عنه صاد، ولا يرده عنه راد. ذكره السعدي.
معنى (اهجرهم):
أي أعرض عنهم، وعن أقوالهم المؤذية، ولا تشتغل بمكافأتهم.ذكره السعدي والأشقر.
المراد بالهجر الجميل:
الهجر الجميل هو ما توفرت فيه الأوصاف التالية:
- أن يكون حيث اقتضت المصلحة.
- ألا يكون معه عتاب.
- ألا يكون معه جزع.
- ألا يكون معه أذية.
وهذا حاصل ما ذكره الثلاثة.
المسائل الاستطرادية:
إعراب (نصفه):
في قوله تعالى: (قم الليل إلا قليلاً. نصفه أو انقص منه قليلاً) نصفه بدل من الليل منصوب مثله.ذكره ابن كثير.
كيف كان قيام الليل أول الأمر:
عن عائشة رضي الله عنها قالت: "إن الله افترض قيام الليل في أول هذه السورة، فقام رسول الله صلى الله عليه وأصحابه حولاً حتى انتفخت أقدامهم، وأمسك خاتمتها في السماء اثني عشر شهراً، ثم أنزل الله التخفيف في آخر هذه السورة، فصار قيام الليل تطوعاً من بعد فريضة". أخرجه الإمام أحمد، كما ذكر ابن كثير.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "أول ما نزل أول المزمل، كانوا يقومون نحواً من قيامهم في شهر رمضان، وكان بين أولها وآخرها قريب من سنة". رواه ابن أبي حاتم، كما ذكر ابن كثير.
صفة قيام النبي صلى الله عليه وسلم الليل:
امتثل النبي صلى الله عليه وسلم أمر ربه، فكان يقوم الليل حتى تتفطر قدماه، وعن عائشة رضي الله عنها قالت: "كنا نعد له – أي لرسول الله صلى الله عليه وسلم – سواكه وطهوره، فيبعثه الله لما شاء أن يبعثه من الليل، فيتسوك ثم يتوضأ ثم يصلي ثماني ركعات لا يجلس فيهن إلا عند الثامنة، فيجلس ويذكر ربه ويدعو ويستغفر ثم ينهض ولا يسلم، ثم يصلي التاسعة فيقعد فيحمد ربه ويذكره ويدعو، ثم يسلم تسليماً يسمعنا...الحديث". ذكره ابن كثير.
صفة قراءة النبي صلى الله عليه وسلم للقرآن:
ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في صفة قراءته ما يلي:
- أنه كان يرتل السورة حتى تكون أطول من أطول منها، روي عن عائشة رضي الله عنها.
- أنه كان يمد القراءة، عن أنس رضي الله عنه أنه سئل عن قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: كانت مدًّا، ثم قرأ (بسم الله الرحمن الرحيم) يمد (بسم الله)، ويمد (الرحمن)، ويمد (الرحيم). أخرجه البخاري.
- أنه كان يقطع قراءته، عن أم سلمة أنها سئلت عن قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: كان يقطع قراءته آية آية (بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. الرحمن الرحيم. مالك يوم الدين). رواه أحمد وأبو داود والترمذي.
ذكر ذلك ابن كثير.
ماذا يستحب في قراءة القرآن؟
ورد فيما يستحب في قراءة القرآن أمور، منها:
- ترتيله، فعن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يقال لصاحب القرآن: اقرأ وارق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها". رواه أبو داود والترمذي والنسائي.
- تحسين الصوت بالقراءة، ففي الحديث: "زينوا القرآن بأصواتكم"، و"ليس منا من لم يتغن بالقرآن"، و"لقد أوتي هذا مزماراً من مزامير آل داود" يعني: أبا موسى.
- تدبر والتفكر فيه، فعن ابن مسعود أنه قال: لا تنثروه نثر الرمل، ولا تهذوه هذ الشعر، قفوا عند عجائبه، وحركوا به القلوب، ولا يكن هم أحدكم آخر السورة. رواه البغوي.
ذكر ذلك ابن كثير.
تدرج الأوامر التي أمر بها النبي صلى الله عليه وسلم:
أُمر النبي صلى الله عليه وسلم أول الأمر بالعبادات المتعلقة به، وابتُدئ بقيام الليل؛ لأن الصلاة أشرف العبادات، والليل أفضل أوقاتها، ثم أمره بالصبر على أذية أعدائه، ثم أمره بالصدع بأمره وإعلان الدعوة إلى الله.ذكر ذلك السعدي.
عظيم ما انتهت إليه حال النبي صلى الله عليه وسلم:
كان النبي صلى الله عليه وسلم في أول النبوة قد اعتراه إنزعاج لما رأى جبريل، ثم ألقى الله عليه الثبات، وتابع عليه الوحي حتى بلغ مبلغاً لم يبلغه أحد من المرسلين، فما أعظم التفاوت بين ابتداء نبوته ونهايتها. ذكره السعدي.
الجمع بين الأمر بالعبادة والأمر بالتوكل:
ورد الجمع بين الأمر بالعبادة والأمر بالتوكل في مواطن من كتاب الله، منها ما يلي:
- قوله تعالى: (إياك نعبد وإياك نستعين).
- قوله تعالى: (فاعبده وتوكل عليه).
- قوله تعالى: (ري المشرق والمغرب لا إله إلا هو فاتخذه وكيلاً).
ذكر ذلك ابن كثير.
الواجب مع المعاندين:
الواجب مع المعاندين أمران:
أحدهما: مقابلتهم بالهجر والإعراض عنهم وعن أقوالهم المؤذية.
الآخر: جدالهم بالتي هي أحسن.
ذكر ذلك الأشقر.