رسالة الإخلاص لابن رجب.
المقصد الرئيسي: فضل التوحيد وسبل تحقيقه شروطه وقوادحه
المقصد الفرعي: ماجاء من الأحاديث الصحيحة في بيان إن من أتى بالشهادتين كان سبب في دخول الجنة
- في الصحيحين عن أبي ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلمقال: ((ما من عبد قال: لاإله إلا الله ثم مات على ذلك إلا دخل الجنة)) قلت: وإن زنى وإن سرق؟! قال: ((وإنزنى وإن سرق)) قلت: وإن زنى وإن سرق؟! قال: ((وإن زنى وإن سرق)) ثلاثا ثم قال فيالرابعة: ((على رغم أنف أبي ذر)) قال: فخرج أبو ذر وهو يقول: وإن رغم أنف أبيذر.
- في الصحيحين عنعتبان بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الله حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلكوجه الله)).
- وفي صحيح مسلم عن عبادة بن الصامت أنهقال عند موته: (سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله حرمه الله على النار)).
- صنف العلماء الأحاديث الصحيحة المذكورة في هذا الباب إلى نوعين:
- الأول:أحاديث تثبت إن الإتيان بالشهادتين سبب في دخول الجنة وعدم الحجب عن عنها.
- الثاني:إن المقصود هو إن الإتيان بالشهادتين سبب في التحريم في الخلود في النار .
- ترتيب دخول الجنة على الشهادة و الإيتان بالأعمال الصالحة من الصلاة والزكاة والصوم والحج والجهاد والصدقة
- في الصحيحين عن أبي أيوبأن رجلا قال: يا رسول اللهأخبرني بعمل يدخلني الجنة فقال: تعبد الله لا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصلالرحم.وهذا ورد في أحاديث كثيرة.
- توجيه العلماء في ورود أحاديث مطلقة في دخول الجنة وأخرى مقيدة بالأعمال الصالحة:
- القول الأول: إن الأحاديث المطلقة جاءت قبل نزول الفرائض وهذا قول مستبعد فإن كثيرا منها كانبالمدينة بعد نزول الفرائض والحدود، وفي بعضها أنه كان في غزوةتبوك وهي في آخر حياة النبي صلى الله عليه وسلم.
- القول الثاني: إن هذه الأحاديث منسوخة ، نسخها الفرائض والحدود ، وقد يكون النسخ المراد منه عندهم البيان والتوضيح.
- القول الثالث:إنها أحاديث محكمة وقد أضيف إليها الشرائط.
- القول الرابع:إن نصوص تلك الأحاديث جاءت مطلقة وقد قيدت في نصوص أخرى ، فقيدت الإتيان بالشهادتين بالإستقان في القلب لعظم عمله.
- النصوص المطلقة قد جاءت مقيدة في أحاديث أخر ففيبعضها: ((من قال: "لا إلهإلا الله" مخلصا)) وفي بعضها: ((مستيقنا)) وفي بعضها((يصدق لسانه)) وفي بعضها ((يقولها حقا من قلبه)) وفي بعضها((قد ذل بها لسانه واطمأن بها قلبه))
المقصد الفرعي :أن لا إلهإلا الله سبب لدخول الجنة والنجاة من النار إذا أتى بشروطها وانتفت موانعها(قوادحها).
- شروط لا إله إلا الله
- الإخلاص:عنعتبان بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الله حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلكوجه الله.
- ما جاء عن السلف في الإخلاص و تعظيم محبة الله :روى ابن أبي الدنيا بإسناده عن الحسن قال: ما نظرت ببصري ولا نطقت بلساني ولا بطشت بيدي ولا نهضت علىقدمي حتى أنظر على طاعة الله أو على معصيته، فإن كانت طاعة تقدمتوإن كانت معصية تأخرت.
- محبة الله ومحبة ما يحبة وكراهه ما يكرهه.
- سلامة القلب: {يوم لا ينفع مالولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم}
- أهمية القلب السليم وعظم ثوابه وما يحصل عليه من الأجور
- صدق العبد في تحقيق كلمة التوحيد. قال صلى الله عليه وسلم: ((من شهد أن لا إله إلا الله صادقا من قلبه حرمه اللهعلى النار.
- اتباع النبي صلى الله عليه وسلم ، ويشهد لهذا المعنى أيضا قوله تعالى: {قل إنكنتم تحبوناللهفاتبعوني يحببكم الله}.
- قوادح لا إله إلا الله (الإخلاص):
- من أشرك مخلوقا في شيء الأمور التي هي من خصائص الإلهية.
- المعاصي التي يطلق عليها الكفر والشرك من طاعة غير الله أو رجاؤه أو الخوف منه أو التوكل على غيره أو العمل لأجله
- الحلف بغير الله
- مساوية مشيئة الله و مشيئة الخلق
- والطيرة وإتيان الكهان وتصديقهم
- واتباع هوى النفس فيما نهى الله عنه
- عبادة الشيطان ويكون ذلك بطاعتة.
- إشراك المحبة مع الله.
- محبة ما يكره الله وكراهه ما يحبه.
- عدم اتباع النبي صلى الله عليه وسلم
- اتباع الهوى
- الرياء وعظم خطورته والعقاب المترتب عليه
المقصد الفرعي: فضائل لا إله إلا الله
- كلمة التقوى و الإخلاص وشهادة الحق ودعوة الحق وبراءةمن الشرك ونجاة هذا الأمر ولأجلها خلق الخلق.
- ولأجلها أرسلت الرسل وأنزلت الكتب.
- ولأجلها أعدت دار الثواب ودار العقاب
- ولأجلها أمرت الرسل بالجهاد، فمن قالها عصم ماله ودمه ومن أباها فماله ودمههدر.
- وهي مفتاح الجنة ومفتاح دعوة الرسل وبها كلم الله موسى كفاحا.
- وهي ثمن الجنة
- ومن كانت آخر كلامه دخلالجنة.
- وهي نجاة من النار
- وهي توجب المغفرة.
- وهيأحسن الحسنات.
- وهي تمحو الذنوب والخطايا.
- وهي تجدد ما درس من الإيمان في القلب.
- وهي لا يعدلها شيء في الوزن فلو وزنتبالسموات والأرض رجحت بهن.
- وكذلك ترجح بصحائفالذنوب.
- وهي التي تخرق الحجب حتى تصل إلى الله عزوجل.
- وهي التي ينظرالله إلى قائلها ويجيب دعاه
- وهيالكلمة التي يصدق الله قائلها.
- وهيأفضل ما قاله النبيون، كما ورد ذلك في دعاء يومعرفة.
- وهي أفضل الذكر.
- وهي أفضل الأعمالوأكثرها تضعيفا وتعدل عتق الرقاب وتكون حرزا من الشيطان.
- ومن فضائلها أنها أمان منوحشة القبر وهول الحشر.
- وهي شعار المؤمنين إذا قاموا من قبورهم.
- ومن فضائلها أنها تفتح لقائلهاأبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء.
- من فضائلها أن أهلهاوإن دخلوا النار بتقصيرهم في حقوقها فإنهم لا بد أن يخرجوا منها.