فهرسة : ( أنواع النسخ في القرآن )
عناصر الفهرسة :
اجماع الصحابة على قبول جمع مصحف عثمان
تعريف النسخ :
أنواع النسخ في القرآن:
النوع الأول : نسخ التلاوة والحكم :
النوع الثاني : ما نسخت تلاوته وبقي حكمه :
النوع الثالث : نسخ الحكم وبقاء التلاوة
قول السيوطي في مانسخ حكمه وبقيت تلاوته : :
الاستدلال في التفسير بما نسخت تلاوته :
تقسيم الواحدي لأنواع النسخ :
تقسيم مكي بن أبي طالب لأنواع النسخ في القرآن :
اجماع الصحابة على قبول جمع مصحف عثمان
قال أبو عبيد: إنه كان مأمونا على ما أسقط، كما هو مأمون على ما نسخ.
وقال علي رضي الله عنه: (لو وليت المصاحف لصنعت فيها الذي صنع عثمان).
وقال مصعب بن سعد: أدركت الناس حين فعل عثمان ما فعل، فما رأيت أحدا أنكر ذلك، يعني من المهاجرين والأنصار وأهل العلمفضائل القرآن لأبي عبيد
تعريف النسخ :
لغة : الرفع للشيء
شرعا : الحكم الناسخ يرفع حكم المنسوخ: الناسخ والمنسوخ لابن سلامة
أنواع النسخ في القرآن:
النوع الأول : نسخ التلاوة والحكم :
الحكمة من نسخ التلاوة والحكم :
نسخهما جميعا فلا تجوز تلاوته ولا العمل به ، وقال أبو بكر الرازي ليندرس مع الأيام كسائر الكتب القديمة ويرفعه الله من الأذهان البرهان في علوم القرآن للسيوطي
وهذا الضرب كثير :
عن ابن عمر، قال: (لا يقولن أحدكم: قد أخذت القرآن كله وما يدريه ما كله؟ قد ذهب منه قرآن كثير، ولكن ليقل: قد أخذت منه ما ظهر منه)). [فضائل القرآن: لأبي عبيد، التحبير للسيوطي/]
عن عائشة قالت: (كانت سورة الأحزاب تقرأ في زمان النبي صلى الله عليه وسلم مائتي آية، فلما كتب عثمان المصاحف لم يقدر منها إلا على ما هو الآن)). [فضائل القرآنلأبي عبيد ، التحبير للسيوطي د]
عن زر بن حبيش، قال: قال لي أبي بن كعب: (يا زر، كأين تعد؟)، أو قال: (كأين تقرأ سورة الأحزاب؟).
قلت: اثنتين وسبعين آية، أو ثلاثا وسبعين آية.
فقال: (إن كانت لتعدل سورة البقرة، وإن كنا لنقرأ فيها آية الرجم).
[فضائل القرآن لأبي عبيد، التحبير في علم التفسير للسيوطي:
-محو ما في الصدور مما نسخ حكمه وتلاوته :
عن أبي أمامة بن سهل أن رهطا من الأنصار من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبروه أن رجلا قام في جوف الليل يريد أن يفتتح سورة كانت قد وعاها فلم يقدر منها على شيء إلا (بسم الله الرحمن الرحيم) فأتى باب رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أصبح ليسأله عن ذلك ثم جاء آخر حتى اجتمعوا فسأل بعضهم بعضا ما جمعهم؟
فأخبر بعضهم بعضا بشأن تلك السورة، ثم أذن لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبروه خبرهم وسألوه عن السورة فسكت ساعة لا يرجع إليهم شيئا، ثم قال: نسخت البارحة؛ فنسخت من صدورهم ومن كل شيء كانت فيهالتحبير في علوم التفسير للسيوطي.
-عن ابن شهاب قال فيه: وابن المسيب جالس لا ينكر ذلك. نسخ هذه السورة ومحوها من صدورهم من براهين النبوة والحديث صحيح). [تاريخ الإسلام للذهبيونقله السيوطي في التحبير]
-سالم عن أبيه قال: قرأ رجلان سورة أقرأهما رسول الله صلى الله عليه وسلم فكانا يقرآن بها فقاما ذات ليلة يصليان فلم يقدرا منها على حرف فأصبحا غاديين على رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرا ذلك له فقال: ((إنها مما نُسخ وأُنسي فالهوا عنها)) ). [التحبير في علم التفسير:]
-أثار نسخت تلاوتها وحكمها
-ما رواه مسلم في "صحيحه" عن أبي موسى الأشعري: (إنا كنا نقرأ سورة كنا نشبهها في الطول والشدة ببراءة فأنسيتها غير أني أحفظ منها، لو كان لابن آدم واديان من مال لابتغى واديا ثالثا ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب، وكنا نقرأ سورة نشبهها بإحدى المسبحات فأنسيتها غير أني حفظت منها، يأيها الذين آمنوا لم تقولون مالا تفعلون فتكتب شهادة في أعناقكم فتسألون عنها يوم القيامةالبرهان في علوم القرآن للزركشي.
-عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: (كنا نقرأ سورة تعدل سورة التوبة ما أحفظ منها إلا هذه الآية [لو كان لابن آدم واديان من ذهب لابتغى إليهما ثالثا ولو أن له ثالثا لابتغى إليه رابعا ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ويتوب الله على من تاب]. [الناسخ والمنسوخ لابن حزم:، الناسخ والمنسوخ لابن سلامة
-عن عائشة قالت: (كانت سورة الأحزاب تقرأ في زمان النبي صلى الله عليه وسلم مائتي آية فلما كتب عثمان المصاحف لم يقدر منها إلا على ما هو الآن وهو ثلاث وسبعون آية).فضائل القرآن لأبي عبيد ، التحبير للسيوطي.
-عن زر بن حبيش قال: قال لي أبي بن كعب: (كم كانت تعد سورة الأحزاب؟-
قلنا: ثنتين وسبعين آية أو ثلاثاً وسبعين آية، فقال: (إن كانت لتعدل سورة البقرة، وإن كنا لنقرأ فيها آية الرجم).
قلت: وما آية الرجم؟ قال: (إذا زنى الشيخ والشيخة فارجموهما البتة نكالاً من الله والله عزيز حكيم)، أخرجه الحاكم مختصراً وصححه). [التحبير في علم التفسير للسيوطي،فضائل القرآ، للسيوطي:]
-وروى عن عبد الله بن مسعود قال: أقرأني رسول الله صلى الله عليه وسلم آية أو قال سورة فحفظتها وكتبتها في مصحفي؛ فلمّا كان اللّيل رجعت إلى مضجعي فلم أرجع منها إلى شيء فغدوت إلى مصحفي فإذا الورقة بيضاء فأخبرت رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فقال: (( يا ابن مسعود تلك رفعت البارحة )) ). [الناسخ والمنسوخ لابن سلامة
-روي أن عمر بن الخطاب، مر برجل يقرأ في المصحف: {النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم وهو أبوهم}.
فقال عمر: (لا تفارقني حتى نأتي أبي بن كعب).
فأتيا أبي بن كعب فقال: (يا أبي، ألا تسمع كيف يقرأ هذا هذه الآية؟).
فقال أبي: (كانت فيما أسقط).
قال عمر: (فأين كنت عنها؟).
فقال: (شغلني عنها ما لم يشغلك)). [فضائل القرآن لأبي عبيد:]
-وفي الصحيحين عن أنس في قصة بئر أصحاب معونة الذين قتلوا وقنت صلى الله عليه وسلم يدعو على قاتليهم قال أنس: (ونزل فيهم قرآن قرأناه، حتى رفع: (أن بلغوا عنا قومنا إنا لقينا ربنا فرضي عنا وأرضانا) ). [التحبير في علم التفسير للسيوطي
في صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها: كان مما أنزل من القرآن: "عشر رضعات معلومات يحرمن". ثم نسخن ...: المرشد الوجيز لأبي شامة، التحبير للسيوطي،الاتقان للسيوطي، البرهان في علوم القرآن للسيوطي
هل يكفر من جحد آثار ما نسخ حكمه وتلاوته ؟
قال أبو عبيد يحكم بالكفر على من جحد ما بين اللوحين ، وغير ذلك لم يجعلوه كافرا فضائل القرآن لأبي عبيد
النوع الثاني : ما نسخت تلاوته وبقي حكمه :
ما الحكمة في نسخ التلاوة وبقاء الحكم ؟
لاختبار الأمة في سرعة الاستجابة دون تفصيل: االبرهان في علوم القرآن للزركشي نقلا عن الفنون : الاتقان للسيوطي نقلا عن الزركشي
عن ابن عمر قال: (لا يقولن أحدكم قد أخذت القرآن كله، قد ذهب منه قرآن كثير، ولكن ليقل: قد أخذت منه ما ظهر: التحبير في علم التفسير للسيوطي
حجة من أنكر نسخ التلاوة وبقاء الحكم والرد عليها ::
حكى أبو القاضي في الانتصار عن قوم أنكروا نسخ التلاوة وبقاء الحكم .
حجتهم :
لأن الأخبار فيه آخبار أحاد ولا يجوز القطع على انزال قرآن ونسخه بأخبار أحاد لاحجة فيها
وجه الاشكال :
قال في "البرهان" في قول عمر: لولا أن يقول الناس زاد عمر في كتاب الله لكتبتها يعني آية الرجم ظاهره أن كتابتها جائزة وإنما منعه قول الناس والجائز في نفسه قد يقوم من خارج ما يمنعه فإذا كانت جائزة لزم أن تكون ثابتة؛ لأن هذا شأن المكتوب.
وقد يقال: لو كانت التلاوة باقية لبادر عمر ولم يعرج على مقالة الناس؛ لأن مقالة الناس لا تصلح مانعا.
وبالجملة هذه الملازمة مشكلة ولعله كان يعتقد أنه خبر واحد والقرآن لا يثبت به وإن ثبت الحكم، ومن هنا أنكر ابن ظفر في "الينبوع" عد هذا مما نسخ تلاوته، قال: لأن خبر الواحد لا يثبت القرآن.
قال: وإنما هذا المنسأ لا النسخ، وهما مما يلتبسان والفرق بينهما أن المنسأ لفظه قد يعلم حكمه. انتهى.
الرد عليها :
-إن كان يعتقد أنه خبر واحد مردود فقد صح أنه تلقاها من النبي صلى الله عليه وسلم كما أخرج الحاكم : من طريق كثير بن الصلت، قال: كان زيد بن ثابت وسعيد بن العاص يكتبان المصحف فمرا على هذه الآية فقال زيد: (سمعت رسول الله يقول: ((الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما ألبتة))، فقال عمر: لما نزلت أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: أكتبها؟
فكأنه كره ذلك، فقال عمر: ألا ترى أن الشيخ إذا زنى ولم يحصن جلد، وأن الشاب إذا زنى وقد أحصن رجم
-قال ابن حجر في شرح المنهاج – نأخذ من هذا الحديث أن السبب في نسخ تلاوتها لكون العمل على غير الظاهر من عمومها
-قال السيوطي : سبب نسخ التلاوة التخفيف على الأمة بعدم اشتهار تلاوتها وكتابتها في المصحف وإن كان حكمها باقيا ، لأنه أثقل الاحكام وأشدها وأغلظ الحدود وفي الاشارة إلى استحباب الستر
-قال ابن حجر أن السبب في رفع تلاوتها هو الاختلاف
وأخرج ابن الضريس في "فضائل القرآن" عن يعلى بن حكيم عن زيد بن أسلم أن عمر خطب الناس، فقال: (لا تشكّوا في الرجم فإنه حق ولقد هممت أن أكتبه في المصحف فسألت أبي بن كعب فقال: أليس أتيتني وأنا أستقرئها رسول الله صلى الله عليه وسلم فدفعت في صدري، وقلت: تستقرئه آية الرجم وهم يتسافدون تسافد الحمر).
الاتقان في علوم القرآن للسيوطي
آثار ما نسخت تلاوته وبقي حكمه :
عن عمر رضي الله عنه قال: (كنا نقرأ [ألا ترغبوا الرغبة عنهما] بمعنى الإعراض عن آبائكم، ومن ذلك [الشيخ والشيخة إذا زنيا فرجموهما البتة نكالا من الله والله عزيز حكيم] معناه المحصن والمحصنة). الناسخ والمنسوخ لابن حزم،المرشد الوجيز لأبي شامة المقدسي، الناسخ والمنسوخ لابن حزم، البرهان في علوم القرآن للزركشي، فضائل القرآن لأبي عبيدة
وفي صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها: كان مما أنزل من القرآن: "عشر رضعات معلومات يحرمن". ثم نسخن بـ"خمس معلومات يحرمن"، فتوفي النبي صلى الله عليه وسلم وهن مما يقرأ من القرآن : المرشد الوجيز لأبي شامة، التحبير للسيوطي،الاتقان للسيوطي
النوع الثالث : نسخ الحكم وبقاء التلاوة :
الحكمة من نسخ الحكم وبقاء التلاوة :
-القرآن كما يتلى لمعرفة الأحكام فهو يتلى للتعبد به فهو كلام الله
-غالبا النسخ للتخفيف فبقيت التلاوة مع نسخ الحكم للتذكير بالنعم ورفع المشقة
البرهان في علوم القرآن للزركشي ، الاتقان للسيوطي
وأما ما نسخ حكمه وبقي خطه فهو في ثلاث وستّين سورة . الناسخ والمنسوخ لابن سلامة،البرهان في علوم القرآن للزركشي
مما ذكر من الآيات التي نسخ حكمها وبقيت تلاوتها
-أمر القبلة بأن المصلي يتوجه حيث شاء لقوله تعالى عز وجل: {فأينما تولوا فثم وجه الله} فنسخ ذلك، والتوجه إلى بيت المقدس بقوله عز وجل: {فول وجهك شطر المسجد الحرام}:الناسخ والمنسوخ لابن حزم ، الناسخ والمنسوخ لابن سلامة
-وكقوله تعالى: {إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين..} الآية [الأنفال: 65]، نسخ بقوله: {الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفاً فإن يكن منكم مائة صابرة يغلبوا مائتين..} الآية [الأنفال: التحبير في علم التفسير للسيوطي ، مواقع العلوم للبلقيني].
وكقوله تعالى: {واللاتي يأتين الفاحشة..} إلى قوله: {فأمسكوهن في البيوت} الآية [النساء: 15]، نسخ بقوله تعالى: {الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة} الآية [النور: 2] ). التحبير في علم التفسير للسيوطي، مواقع العلوم للبلقيني
-كقوله تعالى: {وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجاً} الآية [البقرة: 234] فكانت المرأة إذا مات زوجها لزمت التربص بعد انقضاء العدة حولا كاملا ونفقتها في مال الزوج ولا ميراث لها وهذا معنى قوله: {مَتَاعاً إِلَى الْحَوْلِ غَيْرَ إِخْرَاجٍ} الآية [البقرة: 240] فنسخ الله ذلك بقوله:
{يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْراً} الآية [البقرة: 234] وهذا الناسخ مقدم في النظم على المنسوخ. –البرهان في علوم القرآن للزركشي ، المرشد الوجيز لأبي شامة المقدسي ، التحبير في علم التفسير للسيوطي
-قوله: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ} الآية [الأحزاب: 50] فإنها
ناسخة لقوله: {لا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِنْ بَعْدُ وَلا أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ} الآية [الأحزاب: :البرهان في علوم القرآن للزركشي].
-و قوله تعالى: {سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلاَّهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا} الآية [البقرة: 142] هي متقدمة في التلاوة ولكنها منسوخة
بقوله تعالى: {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ} الآية [البقرة: 144].
البرهان في علوم القرآن للزركشي
قول السيوطي في مانسخ حكمه وبقيت تلاوته :
إن أكثر الناس من تعداد الآيات في هذا النوع إلا أنه قليل جدا ومما أورده الناس في ذلك على أقسام :
-قسم ليس من النسخ ولا التخصيص : كقوله تعالى : {ومما رزقناهم ينفقون} الآية [البقرة: 3]، و{أنفقوا مما رزقناكم} الآية [ البقرة: 254]، ونحو ذلك.
قالوا: إنه منسوخ بآية الزكاة وليس كذلك بل هو باق.
-قسم من المخصوص لا المنسوخ : كقوله: {إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا} الآية [العصر: 2-3]،
{والشعراء يتبعهم الغاوون إلا الذين آمنوا} الآية [الشعراء: 224-225]، {فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بأمره} الآية [البقرة: 109]، وغير ذلك من الآيات التي خصت باستثناء أو غاية.
وقد أخطأ من أدخلها في المنسوخ
- وقسم رفع ما كان عليه الأمر في الجاهلية أو في شرائع من قبلنا أو في أول الإسلام ولم ينزل في القرآن: كإبطال نكاح نساء الآباء ومشروعية القصاص والدية وحصر الطلاق في الثلاث وهذا إدخاله في قسم الناسخ قريب ولكن عدم إدخاله أقرب، وهو الذي رجحه مكي وغيره ووجهوه: بأن ذلك لو عد في الناسخ لعد جميع القرآن منه إذ كله أو أكثره رافع لما كان عليه الكفار وأهل الكتاب.
قالوا: وإنما حق الناسخ والمنسوخ أن تكون آية نسخت آية. الاتقان في علوم القرآن للسيوطي.
ما نسخ حكمه وبقيت تلاوته : وهو أضرب
-ما نسخه كتاب الله تعالى :
- كقوله تعالى: {والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجاً وصية لأزواجهم متاعاً إلى الحول..} الآية [البقرة: 240]، فإنه منسوخ بقوله تعالى: {والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجاً يتربصن بأنفسهن أربعة أشهر وعشراً} الآية [البقرة: 234].
-وكقوله تعالى: {إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين..} الآية [الأنفال: 65]، نسخ بقوله: {الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفاً فإن يكن منكم مائة صابرة يغلبوا مائتين..} الآية [الأنفال: 66].
-وكقوله تعالى: {واللاتي يأتين الفاحشة..} إلى قوله: {فأمسكوهن في البيوت} الآية [النساء: 15]، نسخ بقوله تعالى: {الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة} الآية [النور: 2] ). [التحبير في علم التفسير للسيوطي
الاستدلال في التفسير بما نسخت تلاوته :
وذلك كقراءة حفصة وعائشة: ({حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى صلاة العصر})، وكقراءة ابن مسعود: ({والسارقون والسارقات فاقطعوا أيمانهم})، ومثل قراءة أبي بن كعب: ({للذين يؤلون من نسائهم تربص أربعة أشهر، فإن فاءوا فيهن...})، وكقراءة سعد: ({فإن كان له أخ أو أخت من أمه})، وكما قرأ ابن عباس: ({لا جناح عليكم أن تبتغوا فضلا من ربكم في مواسم الحج})، وكذلك قراءة جابر: ({فإن الله من بعد إكراههن لهن غفور رحيم}).
فهذه الحروف صارت في تفسير القرآن وهي كانت موجودة في مصاحف الصحابة وصار العمل بها على ذلك .
وكذلك يعتبر بها وجه القراءة، كقراءة من قرأ يقص و في قراءة عبد الله: ({يقضي بالحق})، أنما هي: يقضي الحق، فتقرأها كما في المصحف وتعتبر صحتها بتلك القراءة، وكذلك قراءة من قرأ: {أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم في قراءة أبي: ({تنبئهم})، وجه القراءة: تكلمهم، في أشياء من هذه كثيرة لو تدبرت وجد فيها علم واسع لمن فهمه). [فضائل القرآن لأبي عبيد
تقسيم الواحدي لأنواع النسخ :
- نسخ ما ليس بثابت التلاوة كعشر رضعات
- نسخ ما هو ثابت التلاوة بما ليس بثابت التلاوة كنسخ الجلد في حق المحصنين بالرجم ،والرجم غير متلو ( الحكم ثبت والتلاوة لا تثبت ) البرهان في علوم القرآن للزركشي
تقسيم مكي بن أبي طالب لأنواع النسخ في القرآن :
الأول: ما رفع الله –جل ذكره- رسمه من كتابه بغير بدلٍ منه، وبقي حفظه في الصدور، (ومنع) الإجماع على ما في المصحف من تلاوته على أنه قرآن، وبقي حكمه) مجمعًا عليه، نحو آية الرّجم.
• الثاني: ما رفع الله حكمه من الآي بحكم آيةٍ أخرى، (وكلاهما ثابتٌ في المصحف) المجمع عليه متلوّ، وهذا هو الأكثر في المنسوخ، ولا يكون في الأخبار و تمثيله في آية (الزواني) المنسوخة بالجلد (المجمع عليه) في سورة النور، كلاهما باقٍ متلوّ كلّه.
• الثالث: ما فرض العمل به لعلّةٍ، ثمّ زال العمل به لزوال تلك العلّة، وبقي متلوًّا ثابتًا في المصحف، نحو قوله: {وإن فاتكم شيء من أزواجكم
إلى الكفار} -الآية- وقوله تعالى: {وآتوهم ما أنفقوا واسألوا ما أنفقتم وليسألوا ما أنفقوا} وقوله: {فعاقبتم فآتوا الذين ذهبت أزواجهم مثل ما أنفقوا}.
أمروا بذلك كلّه وفرض عليهم لسبب المهادنة التي كانت بين النبي –عليه السلام- وبين قريش ، فلما ذهبت المهادنة وزال وقتها سقط العمل بذلك كله، وبقي اللفظ متلوًّا ثابتًا) في المصحف.
• الرابع: ما رفع الله رسمه وحكمه وزال حفظه من القلوب.
وهذا النوع إنما (يؤخذ بأخبار الآحاد) وذلك نحو ما روى عاصم بن بهدلة المقري –وكان ثقة مأمونًا- عن زرٍّ أنه قال: قال لي أبيّ: يا زرّ إن كانت سورة الأحزاب لتعدل سورة البقرة.
ومنه ما روي عن أبي موسى الأشعريّ أنه قال: نزلت سورةٌ نحو سورة براءة، ثم رفعت، وذكر أنه حفظ منها شيءٌ أضربت أنا عن ذكره لأن القرآن لا يؤخذ بالأخبار.
• الخامس: ما رفع الله –جل ذكره- رسمه من كتابه فلا يتلى، وأزال حكمه، ولم يرفع حفظه من القلوب، ومنع الإجماع من تلاوته على أنه قرآن.
وهذا أيضًا إنما يؤخذ من طريق الأخبار نحو ما جاء من حديث عائشة –رضي الله عنها- في العشر الرضعات والخمس، فالأمة مجمعة على أن حكم العشر غير لازم، ولا معمول به عند أحد.
• السادس: ما حصل من مفهوم الخطاب فنسخ بقرآن متلو وبقي المفهوم ذلك منه متلوًا نحو قوله: {لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى}، فهم من هذا الخطاب أن السكر في غير قرب الصلاة جائز فنسخ ذلك المفهوم قوله: {فاجتنبوه} إلى قوله: {فهل أنتم منتهون} فحرم الخمر والسّكر: مثل الخمر، وبقي المفهوم ذلك منه متلوًّا قد نسخ أيضًا بما نسخ ما فهم منه، فيكون فيه نسخان: نسخ حكمٍ ظاهرٍ متلوّ ونسخ حكم ما فهم من متلوه.
• السابع: نحو ما نسخ الله من فعل النبيّ وأصحابه مما كانوا عليه من الكلام في الصلاة، فنسخه الله بقوله: {وقوموا لله قانتين}.
ونحو استغفاره - صلى الله عليه وسلم- لعمه أبي طالب، فنسخه الله بقوله: {ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين}. وهو كثير:
وقد يدخل في هذا نسخ القبلة نحو بيت المقدس- على قول من قال-: إن النبي - صلى الله عليه وسلم- صلى إليها باجتهاده لا بنص من الله.
. [الإيضاح لناسخ القرآن ومنسوخه لابن مكي بن أبي طالب:]