المجموعة الثانية:
س1: دلل على تفاضل سور القرآن؟
إن سور القرآن يتفاضل بعضها على بعض وقد دل على ذلك عدة أدلة من القرآن والسنة و من ذلك قوله تعالى : ( ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها ) , وقوله تعالى : ( هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات ) , و قوله تعالى ( ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم ) ؛ فهذه الآيات تدل على أن بعض الآيات والسور يتفاضل على بعض و ذلك لعظم ما تتحدث عنه هذه الآيات فقوله تعالى : ( قل هو الله أحد ) ليست في الفضل كقوله تعالى : ( تبت يدا أبي لهب وتب ) ؛ ففي الآية الأولى يتحدث عن توحيد الله تعالى و أنه الفرد الصمد الذي ليس له شريك , أما الآية الثانية فإنها تتحدث عن الكافر المشرك أبي لهب , فلا يكون هذا مثل هذا في الفضل .
ودلت السنة أيضا على فضل بعض الآيات والسور ؛ ففي حديث أبي سعيد بن المعلى والذي فيه قال له رسول الله صلى له : " لأعلمنك سورة هي أعظم سورة في القرآن قبل أن تخرج من المسجد " فقال له صلى الله عليه وسلم : ( الحمد لله رب العالمين ) هي السبع المثاني والقرآن العظيم . فدل هذا الحديث على أن سورة الفاتحة أعظم سورة في القرآن .
و أيضا في حديث أبي بن كعب حينما سأله النبي صلى الله عليه وسلم عن أعظم آية في كتاب الله فقال له : " الله لا إله إلا هو الحي القيوم " فضرب صلى الله عليه وسلم على صدره وقال له : " ليهنك العلم أبا المنذر " .
وهنا أيضا بعض الآيات والسور التي لها خصائص اختصها بها الله تعالى فمن ذلك :
أن جعل سورة الفاتحة لا تسقط عمن يستطيعها في الصلاة و لا تصح بدونها , فهي آكد واجبات الصلاة .
ما لسور المعوذتين من الفضل العظيم فقد قال صلى الله عليه وسلم : ( ما تعوذ الناس بأفضل منهما ) .
و قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : والقول بأن كلام الله بعضه أفضل من بعض هو القول المأثور عن السلف، وهو الذي عليه أئمة الفقهاء من الطوائف الأربعة وغيرهم، وكلام القائلين بذلك كثير منتشر في كتب كثيرة .
س2: بيّن بإيجاز فضائل ما يلي:
1: آية الكرسي :
إن آية الكرسي هي أعظم آية في كتاب الله تعالى ؛ فقد ثبت من حديث أبي بن كعب حينما سأله رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أعظم آية في كتاب الله فقال : ( الله لا إله إلا هو الحي القيوم ) , فضرب النبي صلى الله عليه وسلم و قال له : ( والله ليهنك العلم أبا المنذر ) .
و أيضا حديث أبي هريرة حينما كان حارسا على مال الصدقة فجاءه الشيطان ثلاث مرات ثم في المرة الأخيرة قال له : ( إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي , فإنه لا يزال عليك حافظ ولا يقربك شيطان من الله حتى تصبح ), فقال له صلى الله عليه وسلم : ( صدقك وهو كذوب ) .
و بهذا يتبين فضل هذه الاية العظيمة التي هي أعظم آية في كتاب الله .
2: سورة آل عمران :
ورد في فضل سورة آل عمران عدة أحاديث تبين ما لهذه السورة من فضل عظيم من ذلك :
قوله صلى الله عليه وسلم من حديث النواس بن سمعان : ( يؤتى بالقرآن يوم القيامة وأهله الذين كانوا يعملون به تقدمه سورة البقرة وآل عمران…) الحديث . فدل على أن سورة آل عمران تقدم من كان من أهل القرآن ويعمل به .
و أيضا حديث بريدة بن الحصيب رضي الله عنه مرفوعاً: (تعلموا سورة البقرة وآل عمران، فإنهما الزهراوان، وإنهما تظلان صاحبهما يوم القيامة...) الحديث . ففي هذا الحديث حث النبي صلى الله عليه وسلم تعلم سورة البقرة وآل عمران فهما يظلان صاحبهما يوم القيامة .
و أيضا ورد في فضل خواتيم سورة آل عمران من حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : لقد نزلت علي الليلة آية، ويل لمن قرأها ولم يتفكر فيها {إن في خلق السموات والأرض ... }» الآية كلها .ففي هذا الحديث وعيد لمن قرأ خواتيم سورة آل عمران ولم يتفكر فيها .
3: سورة النساء :
تعد سورة النساء من السبع الطوال التي قال الله تعالى فيها : ( ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم ) , وقد قال ابن عباس : هي السبع الطوال .
و في حديث عائشة رضي الله عنها , عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( من أخذ السبع فهو حبر ) .
و أيضا مما ورد في فضل سورة النساء أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يحث الناس على تعلمها ؛ فقد قال حارثة بن مضرب : كتب إلينا عمر بن الخطاب أن ( تعلموا سورة النساء والأحزاب والنور ) .
و غير ذلك مما ورد في فضل بعض الآيات في سورة النساء .
س3: اذكر ثلاثة أحاديث ضعيفة مما اشتهر في فضائل السور التالية مع بيان سبب الحكم بضعفها:
1: سورة الفاتحة :
1 - حديث عبادة بن الصامت مرفوعاً: «أم القرآن عوض من غيرها، وليس غيرها منها بعوض»
رواه الدارقطني والحاكم من طريق: محمد بن خلاد الإسكندراني، ثنا أشهب بن عبد العزيز، ثنا سفيان بن عيينة، عن ابن شهاب، عن محمود بن الربيع، عن عبادة بن الصامت.
و علة هذا الحديث محمد بن خلاد . قال الدارقطني : ( تفرد به محمد بن خلاد عن أشهب عن ابن عيينة ) .
وهو مختلف فيه , وقد احترقت كتبه فأصبح يحدث من حفظه و يروي بالمعنى فوقع في بعض حديثه ما ينكر عليه .
2 - حديث يوسف بن عطية، عن سفيان، عن زاهر الأزدي، عن أبي الدرداء مرفوعاً:«فاتحة الكتاب تجزي ما لا يجزي شيء من القرآن، ولو أن فاتحة الكتاب جعلت في كفة الميزان، وجعل القرآن في الكفة الأخرى، لفضلت فاتحة الكتاب على القرآن سبع مرات» في مسند الفردوس،و علته يوسف بن عطية الصفار , وهو كثير الوهم و الخطأ , متروك الحديث .
قال فيه البخاري: منكر الحديث.
وقال النسائي: متروك الحديث، وليس بثقة.
وقال الفلاس: كان يهم وما علمته يكذب.
3 - حديث سليمان بن أحمد الواسطي عن علي بن الحسين الأحول، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قرأ أم القرآن وقل هو الله أحد فكأنما قرأ ثلث القرآن» رواه الطبراني في الأوسط.
ورواه ابن الشجري في أماليه من طريق سليمان بن أحمد عن صلة بن سليمان الأحول عن ابن جريج به.
و علته سليمان بن أحمد الواسطي وهو متروك الحديث .
2: سورة البقرة :
1 - حديث حكيم بن جبير، عن أبي صالح، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لكل شيء سنام، وإن سنام القرآن سورة البقرة وفيها آية هي سيدة آي القرآن، هي آية الكرسي». رواه عبد الرزاق والحميدي وسعيد بن منصور والترمذي والحاكم والبيهقي في شعب الإيمان.
و علته حكيم بن جبير الأسدي , وهو متروك الحديث لسوء حفظه و غلوه في التشيع .
قال الترمذي: «هذا حديث غريب، لا نعرفه إلا من حديث حكيم بن جبير، وقد تكلم شعبة في حكيم بن جبير وضعَّفه»
2 - حديث عبيد الله بن أبي حميد، عن أبي المليح، عن معقل بن يسار، رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اعملوا بالقرآن، أحلوا حلاله وحرموا حرامه.. » الحديث ، وفيه: « ألا وإني أعطيت سورة البقرة من الذكر الأول، وأعطيت طه والطواسين من ألواح موسى، وأعطيت فاتحة الكتاب وخواتيم البقرة من تحت العرش، والمفصل نافلة» رواه محمد بن نصر المروزي في قيام الليل، والحاكم في المستدرك، والبيهقي في السنن الكبري.
و علته عبيد الله بن أبي حميد , وهو متروك الحديث .
3 - حديث ابن مسعود رضي الله عنه مرفوعاً: «ما خيَّب الله امرأ قام في جوف الليل، فافتتح سورة البقرة وآل عمران» رواه الطبراني في الأوسط وأبو نعيم في الحلية من طريق ليث بن أبي سليم عن الشعبي عن مسروق عن ابن مسعود به.
و علته ليث بن أبي سليم وهو ضعيف الحديث .
س4: ما هي شروط صحّة الحديث؟
لابد لكي يحكم على الحديث بالصحة أن يجتمع, فيه خمس شروط وهي :
1 - أن يكون رجال الإسناد ممن تقبل روايتهم , ومن تقبل روايتهم على درجتين :
أ - أن يكون سبب جرحهم ضعف الضبط , وهم أهل صدق , فهؤلاء يعتبر حديثهم فلا يقبل مطلقا , ولا يطرح جملة , فإذا ورد من طرق أخرى حكم بصحته لانتفاء علة ضعف الضبط .
ب - من لا تقبل رواياتهم مطلقا , ولا يعتبر بها , وهم متروكوا الحديث من الكذابين , والمتهمين بالكذب , و المتساهلين في الرواية عن الواهين , فهؤلاء لا يجبر ضعف حديثهم بمتابعة غيرهم .
2 - أن يكون الإسناد متصلا غير منقطع , فالإسناد المنقطع موجب لضعف الحديث .
3 - انتفاء العلة القادحة في صحة الإسناد , كالمخالفة , و التدليس , والاضطراب .
4 - صحة الإسناد إلى المتن .
5 - انتفاء العلة القادحة في المتن , كالنكارة , والمخالفة , والاضطراب , والتصحيف , والتحريف , وغيرها .
س5: بيّن درجات المرويات في فضائل القرآن.
المرويات التي تروى في فضائل القرآن تشمل ما يروى بالأسانيد المرفوعة إلى النبي صلى الله عليه وسلم , وأيضا المرسلة عنه , والآثار التي تروى عن الصحابة و التابعين , وهي على خمس درجات :
الأولى : وهي المرويات الصحيحة لذاتها , وهي ما ثبت بسند صحيح من غير شذوذ ولا علة قادحة في السند ولا في المتن .
الثانية : و هي المرويات الصحيحة لغيرها , وهي ما كان في إسنادها بعض الضعف و يجبر بالشواهد والمتابعات وتعدد الطرق , و أن يكون المتن سالما من العلة القادحة.
الثالثة : و هي المرويات الضعيفة ضعفا محتملا , و هي ما كان في إسنادها ضعف قابل للتقوية لو وجدت , و متنها غير منكر من جهة المعنى .
الرابعة : و هي المرويات الواهية , وهي التي يكون في إسنادها ضعف شديد , و متنها منكر مخالف للنصوص الصحيحة والقواعد الشرعية .
الخامسة : و هي المرويات الموضوعة , وهي التي يتبين أنها مكذوبة مختلقة .
فمرويات الدرجتين الأولى والثانية يحتج بها .
أما الدرجة الثالثة فمن أهل العلم من يحتج بها في الفضائل و الرقائق و الأخبار , ومنهم من يستأنس بها , ومنهم من يذكرها لفائدة أو لينبه على ضعفه لشهرته .
أما الدرجة الرابعة فلا يجوز أن تذكر إلا لبيان ضعفها , والتنبيه على عللها , وقد تروى لفوائد عارضة , أو لجمع الطرق .
أما الدرجة الخامسة فلا يحل روايتها إلا على التبيين , فقد ورد الوعيد الشديد فيمن كذب عليه صلى الله عليه وسلم .
س6: بيّن حال الحديث الطويل المرويّ عن أبيّ بن كعب رضي الله عنه في فضائل سور القرآن.
هذا الحديث يعد من أشهر الأحاديث الواردة في فضائل السور , وهو حديث موضوع مختلق روي من عدة طرق :
الأولى : من طريق مخلد بن عبد الواحد قال عنه ابن حبان : منكر الحديث جدا .
و قد أخرجه من هذا الطريق أبو بكر السجستاني في " فضائل القرآن " وابن الجوزي في " الموضوعات ", عن مخلد بن عبد الواحد عن علّي بن زيد بن جدعان وعطاء بن أبي ميمونة عن زر بن حبيش عن أبي بن كعب أنه قال: «أيّما مسلم قرأ فاتحة الكتاب أعطي من الأجر كأنّما تصدق على كل مؤمن ومؤمنة، ومن قرأ آل عمران بكل آية منها أمانًا على جسر جهنّم، ومن قرأ سورة النّساء أعطي من الأجر كأنّما تصدق على كل مؤمن ومؤمنة، ومن قرأ المائدة أعطي عشر حسنات ومحي عنه عشر سيئات ورفع له عشر درجات بعدد كل يهوديّ ونصراني تنفس في الدّنيا.. » إلخ.
الطريق الثاني : من طريق بزيع بن حسان قال عنه الدارقطني : متروك .
و قد أخرجه من هذا الطريق العقيلي عن بزيع بن حسان ثنا علّي بن زيد بن جدعان وعطاء بن أبي ميمونة كلاهما عن زر بن حبيش عن أبي بن كعب قال: قال رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم «يا أبي من قرأ فاتحة الكتاب أعطي من الأجر...» فذكر فضل سورة سورة إلى آخر القرآن انتهى بحروفه.
وقد اتّفق بزيع ومخلد على رواية هذا الحديث عن علّي بن زيد قال أحمد وابن معين علّي بن زيد ليس بشيء وأيضًا فنفس الحديث.
ثمّ روى ابن الجوزي بإسناده عن محمود بن غيلان شيخ الترمذي أنه قال: (سمعت مؤمّلا يقول حدثني شيخ بفضائل سور القرآن الذي يروي عن أبي بن كعب، فقلت للشيخ من حدثك؟ فقال حدثني رجل بالمداين وهو حي فصرت إليه فقلت من حدثك؟ فقال حدثني شيخ بواسط وهو حي فصرت إليه، فقال حدثني شيخ بالبصرة فصرت إليه
فقال حدثني شيخ بعبَّادان فصرت إليه، فأخذ بيدي فأدخلني بيتا فإذا فيه قوم من المتصوفة ومعهم شيخ، فقال: هذا الشيخ حدثني، فقلت يا شيخ من حدثك؟ فقال لم يحدثني أحد ولكنا رأينا الناس قد رغبوا من القرآن فوضعنا لهم هذا الحديث ليصرفوا وجوههم إلى القرآن).
و بهذا يتبين أن هذا الحديث موضوع لا يجوز روايته إلا لتبيين ضعفه ووضعه .
س7: عدّد دلائل معرفة خواصّ القرآن مع التمثيل بمثال واحد لكلّ دلالة.
الدلالة الأولى : دلالة نصوص الكتاب والسنة الصحيحة على تأثير بعض السور والآيات في أحوال مخصوصة :
مثاله : قوله تعالى : ( وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد ) فمن فوض أمره إلى الله و قال ذلك مع الإيمان بالله والتوكل عليه , مع الأخذ بالأسباب فإن ذلك له أثر في دفع كيد الأعداء , ولذلك قال بعدها سبحانه وتعالى : ( فوقاه الله سيئات ما مكروا )
قال الأمين الشنقيطي: (وقوله تعالى في هذه الآية الكريمة: {وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد فوقاه الله سيئات ما مكروا} دليل واضح على أن التوكل الصادق على الله، وتفويض الأمور إليه سبب للحفظ والوقاية من كل سوء).
الدلالة الثانية : ما ثبت عن الصحابة رضي الله عنهم :
مثاله : ما رواه أبو داوود والبيهقي في الدعوات والضياء في المختارة من طريق النضر بن محمد، قال: حدثنا عكرمة -يعني ابن عمار- قال: وحدثنا أبو زميل، قال: سألت ابن عباس، فقلت: ما شيء أجده في صدري؟ قال: ما هو؟ قلت: والله ما أتكلم به، قال: فقال لي: أشيء من شك؟ قال: وضحك، قال: ما نجا من ذلك أحد، قال: حتى أنزل الله عز وجل: {فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرءون الكتاب من قبلك} الآية ، قال فقال لي: إذا وجدت في نفسك شيئا فقل: {هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم}).
وقد حسَّنه الألباني في السلسلة الصحيحة.
الدلالة الثالثة : ما ثبت عن الصالحين من التابعين وتابعيهم :
مثاله : ما رواه سعيد بن منصور والدارمي من طريق أبي الأحوص، عن أبي سنان الشيباني، عن المغيرة بن سبيع العجلي أنه قال: (من قرأ عند منامه آيات من البقرة لم ينسَ القرآن: أربع آيات من {وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم}، وآية الكرسي، والثلاث آيات من آخرها).
والمغيرة تابعي ثقة من أصحاب ابن مسعود رضي الله عنه، والإسناد إليه صحيح.
الدلالة الرابعة : الاجتهاد في إدراك التناسب بين الآيات و الأحوال المخصوصة :
مثاله : ما حصل من الإمام أحمد حينما علم بمرض صاحبه المروذي بالحمى , فكتب إليه في رقعة :(بسم الله الرحمن الرحيم، بسم الله، وبالله، محمد رسول الله، {قلنا يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم . وأرادوا به كيدا فجعلناهم الأخسرين}، اللهم رب جبرائيل، وميكائيل، وإسرافيل، اشف صاحب هذا الكتاب بحولك وقوتك وجبروتك، إله الحق آمين).ففي هذه الرقية التوسل إلى الله بإن يذهب الحمى عن المحموم كما جعل النار بردا وسلاما على إبراهيم .
س8: بيّن خطر الغلو في باب خواصّ القرآن.
يجب على المسلم الحذر من الغلو في جميع أمور دينه فالغلو بريد الشرك فينبغي على المسلم أن لا يغلوا في دينه ولا يجفوا عنه بل يكون وسطا متبعا للكتاب والسنة على هدي سلف الأمة .
و مما ينبغي البعد عنه الغلو في خواص القرآن فقد غلى فيه المتصوفة و ابتدعوا فيه , واستخدموا فيه أشياء غير معقولة , واستخدموا السحر وغيرها , فلقد خدعوا متبوعيهم بأسماء مزيفة مثل فسموا الاستغاثات الشركية عزائم , وسموا غرائب أسماء الشياطين أسرار .
و لقد ألف كبار الصوفية بعض الكتب يدعون أنها من خواص القرآن و تحمل هذه الكتب الضلال المبين و منها :
1- كتاب "خواص القرآن الحكيم" , لمحمد بن أحمد بن سعيد التميمي .
2 - رسالة في خواص " بسم الله الرحمن الرحيم " لأحمد بن على بن يوسف البوني .
3 - كتاب "العقد المنظوم فيما تحتويه الحروف من الخواص والعلوم " لابن عربي الطائي .
4 - كتاب " السر الجليل في خواص حسبنا الله ونعم الوكيل " لأبي الحسن الشاذلي .
و غيرها من الكتب التي ألفها الصوفية في هذا الباب , و مما يجب الحذر منه في هذا الباب على صنفين :
الأول : ما كان حقيقته سحر و تقرب إلى الشياطين بأعمال بدعية , و أحوال و رسوم و هيئات , و استغاثات و عزائم .
الثاني : ما كان دعاوى مجردة , وكذب على الصالحين بذكر تجارب مزعومة , ودعاوى متوهمة .
فينبغي الحذر من هذه المؤلفات والكتب التي تدعوا للغلو في خواص القرآن , وما ثبت صحته فيه الغنية عن مثل هذه الكتب و لو كانت مثل ملء البحر .
والله أعلم