[مَبْحَثُ فَعَلَ المفتوحِ]
ثُمَّ لَمَّا انْتَهَى الناظمُ رَحِمَهُ اللَّهُ تعالى من الكلامِ على حُكْمِ عَيْنِ المضارعِ منْ فَعُلَ المضمومِ وفَعِلَ المكسورِ شَرَعَ في بيانِ أحكامِ عينِ المضارعِ منْ فَعَلَ المفتوحِ، وقدْ ذَكَرْنَا أنَّهُ أَرْبَعَةُ أَقْسَامٍ: ما قِيَاسُهُ الكسرُ، وما قِيَاسُهُ الضمُّ، وما قِيَاسُهُ الفتحُ، وما قِيَاسُهُ الكَسْرُ والضَّمُّ.
أمَّا ما قِيَاسُهُ الكسرُ فهوَ أَرْبَعَةُ أَنْوَاعٍ: ما فَاؤُهُ وَاوٌ كوَعَدَ يَعِدُ، أوْ عَيْنُهُ أوْ لامُهُ يَاءٌ كَبَاعَ يَبِيعُ وَرَمَى يَرْمِي، والمُضَاعَفُ اللازمُ كَحَنَّ يَحِنُّ وإليهِ بِأَنْوَاعِهِ، أَشَارَ بِقَوْلِهِ:
......... = وَأَدِمْ = كَسْراً لِعَيْنِ مُضَارِعٍ يَلِي فَعَلا
ذَا الوَاوِ فَاءً أوِ الْيَا عَيْناً او كَأَتَى = كَذَا المُضَاعَفُ لَازِماً كَحَنَّ طَلا
أيْ: وأَدِمْ كَسْرَ عَيْنِ المضارعِ الذي يَلِي فَعَلَ المفتوحَ في تَصْرِيفِهِ، إذا قُلْتَ: فَعَلَ يَفْعِلُ الذي فَاؤُهُ وَاوٌ أوْ عَيْنُهُ ياءٌ أوْ لامُهُ ياءٌ، وهوَ المُمَثِّلُ لهُ بِأَتَى بالتاءِ المثنَّاةِ فَوْقَ، وكذا المُضَاعَفُ اللازمُ، فَقَوْلُهُ: يَلِي فَعَلا: مُضَارِعٌ في مَحَلِّ النعتِ لمضارعٍ، وَفَعَلَ مَفْعُولٌ بهِ، وَاسْتَغْنَى بِلَفْظِهِ عنْ قَيْدِ فَتْحِ عَيْنِهِ لِتَعَيُّنِهِ بعدَ ذِكْرِ فَعُلَ المضمومِ، وَفَعِلَ المكسورِ للدلالةِ كَأَتَى وَحَنَّ، وذا الواوِ: نَعْتٌ لِفَعَلَ، وكذا قولُهُ: أوْ كَأَتَى، (وَفَاءً) و (عَيْناً) تَمْيِيزَانِ، والمُضَاعَفُ: مُبْتَدَأٌ مُؤَخَّرٌ، وكذا المُرَكَّبُ منْ كَافِ الجرِّ واسمِ الإشارةِ: خَبَرُهُ، ولازماً حالٌ منهُ، أي: وَمِثْلُ ذلكَ المُضَاعَفِ حالَ كَوْنِهِ لازماً، وَالطَّلا بِفَتْحِ الطاءِ: وَلَدُ الظَّبْيِ والشاةِ وغيرِهِمَا منْ ذَوَاتِ الظِّلْفِ، وقولُهُ: (أو اليَا عَيْناً) وهوَ بِقَصْرِ الياءِ، وَنَقْلِ حركةِ همزةِ (أَوْ) إلى تَنْوِينِ (عَيْناً) .
مَبْحَثُ مَا فَاؤُهُ وَاوٌ منْ فَعَلَ المفتوحِ:
فمثالُ النوعِ الأوَّلِ: وهوَ ما فَاؤُهُ واوٌ منْ فَعَلَ المفتوحِ: وَثَبَ يَثِبُ، وَوَجَبَ يَجِبُ، وَوَقَبَ الظلامُ يَقِبُ، أيْ: دَخَلَ، والقَمَرُ: دَخَلَ في الكسوفِ، وَوَلَجَ يَلِجُ، وَوَهَجَ الحرُّ يَهِجُ، وَوَأَدَ الموءودةَ يَئِدُهَا: دَفَنَهَا حَيَّةً، ووَتَدَ الوَتَدَ يَتِدُهُ: أَثْبَتَهُ ـ وكذا وَطَدَهُ يَطِدُهُ، وَوَجَدَهُ يَجِدُهُ: أَدْرَكَهُ، وَوَخَدَ البعيرُ يَخِدُ: أَسْرَعَ، وَوَرَدَ الماءُ يَرِدُهُ، ووَعَدَهُ يَعِدُهُ، وَوَفَدَ إليهِ يَفِدُ، ووَقَدَ النارَ يَقِدُ، وَوَكَدَ بالمكانِ يَكِدُ: ثَبَتَ وَوَلَدَتْ تَلِدُ، وَوَقَذَهُ يَقِذُهُ: ضَرَبَهُ بالحجارةِ، ومنهُ: {المَوْقُوذَة}،
وَوَتَرَهُ يَتِرُهُ: نَقَصَهُ، ومنهُ: {وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ}، وَوَجَرَهُ الدواءَ يَجِرُهُ، وَوَزَرَ الشيءَ يَزِرُهُ: حَمَلَهُ، ومنهُ: {أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ}. وَوَخَزَهُ يَخِزُهُ كَوَكَزَهُ يَكِزُهُ: طَعَنَهُ، ومنهُ {فَوَكَزَهُ مُوسَى}.
وَوَجَسَ يَجِسُ: وَقَعَ في نفسِهِ خَوْفٌ منْ صوتٍ سَمِعَهُ كَأَوْجَسَ، وَوَكَسَ الشيءُ يَكِسُ: نَقَصَ، وَوَقَصَ عُنُقَهُ يَقِصُهَا: كَسَرَهَا، وَوَفَضَ في سَيْرِهِ يَفِضُ: أَسْرَعَ كَأَوْفَضَ، وَوَمَضَ البرقُ يَمِضُ: لَمَعَ كَأَوْمَضَ، وَوَخَطَ عليهِ يَخِطُ: دَخَلَ مُسْرِعاً، وَوَقَظَهُ يَقِظُهُ: دَقَّهُ، وَوَهَطَهُ يَهِطُهُ: وَطَأَهُ كَوَهَدَهُ، والوهطةُ: الوهدةُ، وَوَشَظَ الفأسَ يَشِظُهَا: ضَيَّقَ خُرْقَهَا بقطعةِ خشبٍ، وَوَعَظَهُ يَعِظُهُ، وَوَجَفَ يَجِفُ: اضْطَرَبَ وَتَحَرَّكَ، وَوَرَفَ الظلُّ يَرِفُ: طَالَ، وَوَصَفَهُ يَصِفُهُ، وَوَقَفَ يَقِفُ، وَوَكَفَ السَّقْفُ يَكِفُ: قَطَرَ، وَوَدَقَ المطرُ يَدِقُ: قَطَرَ، والوَدْقُ: القَطْرُ، ووَسَقَ يَسِقُ: حَمَلَ وَجَمَعَ، ومنهُ: {وَاللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ}. والوَسْقُ: الحِمْلُ، وَوَعَكَهُ في الترابِ يَعِكُهُ، وَوَعَكَتْهُ الحُمَّى: مَغَثَتْهُ، وَوَأَلَ إليهِ يَئِلُ: لَجَأَ، والمَوْئِلُ: المَلْجَأُ، وَوَبَلَت السماءُ تَبِلُ: أَمْطَرَتْ مَطَراً شديداً ضَخْمَ القطرِ، وَوَصَلَ الشيءُ بالشيءِ يَصِلُهُ وَوَصَلَ إليهِ أيضاً، وَوَغَلَ عليهم يَغِلُ فهوَ وَاغِلٌ: دَخَلَ, وَوَكَلَهُ إليهِ يَكِلُهُ: سَلَّمَهُ إليهِ، وَوَجَمَ يَجِمُ: سَكَتَ على غَيْظِهِ, وَوَسَمَ يَسِمُ: رَقَمَهُ، كَوَشَمَهُ يَشِمُهُ بالمُعْجَمَةِ، وَوَصَمَهُ يَصِمُهُ: عَابَهُ، والعودَ: صَدَعَهُ،وَوَضَمَ اللحمَ يَضِمُهُ : جَعَلَ لهُ وَضَماً مُحَرَّكاً، وهوَ ما يُوقَى بهِ عن الأرضِ، وَوَنَمَ الذبابُ يَنِمُ: خَرِئَ، وَوَثَنَ يَثِنُ: دَامَ ولم يَنْقَطِعْ، ومنهُ أَوْثَانُ الأرضِ لِثُبُوتِهَا، وَوَجَنَ البوبَ القصارُ يَجِنُهُ: دَقَّهُ، والمَيْجَنَةُ: المِدَقَّةُ، وَوَزَنَهُ يَزِنُهُ، وَوَضَنَهُ يَضِنُهُ: نَسَجَهُ وَوَحَى يَحِيَ: أَسْرَعَ كَأَوْحَى، وَيُسَمَّى الإلهامَ، والإشارةُ وَحْياً لِسُرْعَتِهِمَا، وَوَخَاهُ يَخِيهِ: قَصَدَهُ كَتَوَخَّاهُ،وَوَدَاهُ يَدِيهِ: أَعْطَى عنهُ الدِّيَةَ، وَوَسَى رَأْسَهُ يَسِيهِ: حَلَقَهُ بالمُوسَى، وَمِيمُهَا [زائدةٌ، و] عندَ الفرَّاءِ أَصْلِيَّةٌ، [وَوَزْنُهَا] فُعْلَى، وَوَشَى الثوبَ يَشِيهِ: نَقَشَهُ، وَوَشَى بهِ أيضاً يَشِي: سَعَى وَنَمَّ، وَوَصَاهُ يَصِيهِ: وَصَلَهُ، وَوَعَاهُ يَعِيهِ: حَفِظَهُ وَجَمَعَهُ كَأَوْعَاهُ، وَوَفَى بِعَهْدِهِ يَفِي كَأَوْفَاهُ، وَوَقَاهُ يَقِيهِ: صَانَهُ، وَوَكَى القريةَ يَكِيهَا كَأَوْكَاهَا، وَوَنَى يَنِي: فَتَرَ، وَمِنْهُ: {وَلَا تَنِيَا فِي ذِكْرِي}. وَوَهَىَ يَهِي: ضَعُفَ، فَهذهِ سبعونَ مِثَالاً.
تَنْبِيهٌ: صَرَّحَ في التسهيلِ بأنَّ سَائِرَ العربِ غَيْرَ بَنِي عَامِرٍ يَلْتَزِمُ كَسْرَ مُضَارِعِ هذا النوعِ ولم يَسْتَثْنِ منهُ شَيْئاً، ولا شَرَطَ لهُ شَرْطاً، وهوَ مُقْتَضَى النظمِ، وذلكَ عَجِيبٌ منهُ؛ فإنَّهُ قدْ جَاءَتْ أَفْعَالٌ منهُ بالفتحِ، بلْ أَنَا أَقُولُ باشْتِرَاكِ كَوْنِ لامِهِ غَيْرَ حَرْفِ حَلْقٍ، فَإِنِّي تَتَبَّعْتُ مَوَادَّهُ فَوَجَدْتُ حلقيَّ اللامِ منهُ مَفْتُوحاً كَوَجَأَ التَّيْسُ يَجَؤُهُ: رَضَّ خُصْيَتَهُ، وَوَدَعَهُ يَدَعُهُ: تَرَكَهُ، وَوَزَعَهُ يَزَعُهُ: كَفَّهُ، وَوَضَعَهُ يَضَعُهُ، وَوَقَعَ يَقَعُ، وَوَتَغَ رَأْسَهُ يَتَغُهُ: شَدَخَهُ،
وَوَلَغَ الكلبُ يَلَغُ، وَوَبَهَ لهُ يَبَهُ: إذا فَطِنَ، ومنهُ الحديثُ: ((لَا يُؤْبَهُ لَهُ)). أي: لا يُفْطَنُ لهُ، فهذهُ ثمانيةٌ، ولم أَعْثُرْ على ما شَذَّ منْ ذلكَ غيرَ: وَضَحَ الأمرُ يَضَحُ، أيْ: ظَهَر، وَأَمَّا حلقيُّ العينِ منهُ فَمَكْسُورٌ، عَلَى إطلاقِ النَّظْمِ والتسهيلِ، كَمَا مَثَّلْنَا بهِ في وَأَدَ الموءودةَ، وَوَخَذَ البعيرَ، وَوَعَدَ، وَوَخَزَ، وَوَخَطَ، وَوَهَطَهُ، وَوَعَظَهُ، وَوَعَكَهُ، وَوَأَلَ إليهِ، وَوَغَلَ عليهم، وَوَحَى، وَوَخَاهُ، وَوَعَاهُ، وَوَهَى، وَشَذَّ: وَهَبَ لهُ يَهَبُ، وَعِبَارَتُهُ في التسهيلِ تُوهِمُ أنَّ بَنِي عامرٍ لا يَلْتَزِمُونَ كَسْرَ مضارعِ هذا النوعِ، ولم يَنْقُلْ غَيْرُهُ عنهم الضمَّ إلَّا في وَجَدَهُ يَجُدُهُ على أنَّهُ في القاموسِ قالَ: وَجَدَهُ يَجِدُهُ وَيَجُدُهُ بالضمِّ، ولا نَظِيرَ لهُ. انْتَهَى، وَمُقْتَضَاهُ أَنَّهُ لُغَةٌ عَامَّةٌ عنْ سَائِرِ العربِ.
مَبْحَثُ مَا عَيْنُهُ يَاءٌ منْ فَعَلَ المفتوحِ:
ومثالُ النوعِ الثاني وهوَ ما عَيْنُهُ ياءٌ منْ فَعَلَ المفتوحِ: جَاءَ يَجِيءُ، وَفَاءَ يَفِيءُ: رَجَعَ، وَقَاءَ يَقِيءُ، وَخَابَ يَخِيبُ، وَرَابَهُ الأمرُ يَرِيبُهُ، وَشَابَ الرجلُ يَشِيبُ، وَطَابَ الشيءُ يَطِيبُ، وَعَابَ المتاعُ يَعِيبُ: صَارَ ذا عَيْبٍ، وَعَابَهُ أيضاً يَعِيبُهُ، لازمٌ ومُتَعَدٍّ، وَغَابَ عنهُ يَغِيبُ، وَبَاتَ يَبِيتُ، وَرَاثَ يَرِيثُ: أَبْطَأَ، وَعَاثَ يَعِيثُ: أَفْسَدَ، وَغَاثَهُم اللَّهُ يَغِيثُهُم: أَمْطَرَهُم، وَهَاجَ الشيءُ يَهِيجُ: يَبِسَ، وَتَاحَ لهُ الشيءَ يَتِيحُ: قَدَّرَ، وَأَتَاحَ اللَّهُ لهُ: قَدَّرَهُ،
وَزَاحَ عنهُ الشَّكَّ يَزِيحُ: ذَهَبَ، وَسَاحَ الماءُ يَسِيحُ، وَصَاحَ يَصِيحُ، وَشَاخَ الرجلُ يَشِيخُ: أَسَنَّ، وَبَادَ الشيءُ يَبِيدُ: هَلَكَ، وَحَادَ عَنْهُ يَحِيدُ: مَالَ، وَزَادَ يَزِيدُ، وَشَادَ بُنْيَانَهُ يَشِيدُ: رَفَعَهُ أوْ جَصَّصَهُ، وَصَادَ الطائرَ يَصِيدُهُ، وَفَادَ يَفِيدُ: رَبَحَ، وَمَادَ يَمِيد : تَحَرَّكَ، وَخَارَ اللَّهُ لهُ يَخِيرُ: قَدَّرَ لهُ الخيرَ، وَسَارَ يَسِيرُ، وَصَارَ يَصِيرُ، وَضَارَهُ يَضِيرُهُ، وَطَارَ يَطِيرُ، وَعَارَ الفرسُ يَعِيرُ: انْطَلَقَ على وَجْهِهِ، وَمَارَ أَهْلَهُ يَمِيرُهُم: أَنْفَقَ عليهم، وَمَازَ الشيءَ يَمِيزُ: عَزَلَهُ،
وَخَاسَ يَخِيسُ: نَكَثَ، وَقَاسَ الشيءَ يَقِيسُهُ: قَدَّرَهُ، وَجَاشَت القِدْرُ تَجِيشُ: غَلَتْ، وَرَاشَ سَهْمَهُ يَرِيشُهُ، وَطَاشَ السهمُ يَطِيشُ: عَدَلَ، وَعَاشَ الرجلُ يَعِيشُ: تَعَمَّرَ، وَحَاصَ عنهُ يَحِيصُ: عَدَلَ، وَآضَ إليهِ يَئِيضُ أَيْضاً: عَادَ، وَبَاضَت الطائرةُ تَبِيضُ، وَحَاضَت المرأةُ تَحِيضُ، وَغَاضَ الماءُ يَغِيضُ: نَضَبَ، وَغَاضَهُ أيضاً لازمٌ وَمُتَعَدٍّ،وَفَاضَ يَفِيضُ: سَالَ، وَخَاطَ الثوبَ يَخِيطُهُ، وَغَاظَهُ يَغِيظُهُ: أَغْضَبَهُ، وَبَاعَهُ يَبِيعُهُ، وَذَاعَ الخبرُ يَذِيعُ: انْتَشَرَ، وَشَاعَ يَشِيعُ، وَرَاعَ الزرعُ يَرِيعُ: زَادَ وَنَمَا، وَضَاعَ يَضِيعُ: هَلَكَ، وَزَاغَ عنهُ يَزِيغُ: عَدَلَ، وحَافَ عليهِ يَحِيفُ: جَارَ، وَضَافَهُ يَضِيفُهُ: نَزَلَ عليهِ ضَيْفاً فَأَضَافَهُ فَأَنْزَلَهُ، وَعَافَ الشرابَ يَعِيفُهُ: كَرِهَهُ، وَحَاقَ بهم يَحِيقُ: أَحَاطَ، وَضَاقَ بهِ يَضِيقُ،وَلاقَ بِهِ يَلِيقُ: عَلِقَ، وَسَالَ الماءُ يَسِيلُ، وَعَالَ يَعِيلُ: افْتَقَرَ، وَقَالَ يَقِيلُ قَيْلُولَةً، وَكَالَهُ يَكِيلُهُ، وَمَالَ يَمِيلُ، وَهَالَ الدقيقَ يَهِيلُهُ: صَبَّهُ بِلا كيلٍ، وَرَامَ بِمَكَانِهِ يَرِيمُ: أَقَامَ ولم يَبْرَحْ، وَشَامَ البرقَ يَشِيمُهُ: نَظَرَ أينَ يُمْطِرُ سَحَابُهُ، وَضَامَهُ يَضِيمُهُ: ظَلَمَهُ، وَعَامَ إلى اللبنِ يَعِيمُ: اشْتَهَاهُ، وَغَامَت السماءُ تَغِيمُ، والغَيْمُ: السحابُ،وَهَامَ على وَجْهِهِ يَهِيمُ، وَبَانَ يَبِينُ: ظَهَرَ، وعنْ وَطَنِهِ: فَارَقَهُ، وَحَانَ وَقْتُهُ يَحِينُ، وَدَانَهُ يَدِينُهُ: جَازَاهُ، وَدَانَ لهُ يَدِينُ: أَطَاعَ، وَرَانَ الذَّنْبُ على قَلْبِهِ يَرِينُ: سَوَّدَهُ، وَغَانَ عليهِ يَغِينُ: غَطَّاهُ، والغَيْنُ: الغَيْمُ، وَزَانَهُ يَزِينُهُ: ضِدُّ شَانَهُ يَشِينُهُ، ولانَ يَلِينُ، وَمَانَ يَمِينُ: كَذَبَ، وَتَاهَ يَتِيهُ: تَكَبَّرَ، وفي المَفَازَةِ: تَحَيَّرَ. فهذهِ ثَمَانُونَ.
تَنْبِيهٌ: ذَكَرَ في التسهيلِ أنَّ العربَ جميعاً الْتَزَمَتْ كَسْرَ مُضَارِعِ هذا النوعِ, ولم يَشِذَّ عَنْهُ شيءٌ، فَحِينَئِذٍ يُحْمَلُ نحوَ بَابِ بَاتَ يَبَاتُ، لُغَةٌ في يَبِيتُ على أنَّ ماضيَ يَبَاتُ فَعِلَ المكسورُ، كَخَافَ يَخَافُ، لا فَعَلَ المفتوحُ، وَعَكْسُهُ نَالَهُ يَنِيلُهُ، لُغَةٌ في يَنَالُهُ.
مَبْحَثُ مَا لامُهُ يَاءٌ منْ فَعَلَ المفتوحِ:
ومثالُ النوعِ الثالثِ: وهوَ ما لامُهُ ياءٌ منْ فَعَلَ المفتوحِ: أَتَى يَأْتِي، وهوَ مِثَالُ الناظمِ رَحِمَهُ اللَّهُ، وَأَوَى إليهِ يَأْوِي: انْضَمَّ، وَبَرَى السهمَ يَبْرِيهِ، وَبَكَى يَبْكِي، وَبَنَى البيتَ [يَبْنِيهِ، وَثَنَى الحبلَ يَثْنِيهِ: عَطَفَهُ، وَثَوَى بالمكانِ يَثْوِي: أَقَامَ، وَجَرَى الماءُ وَغَيْرُهُ يَجْرِي]، وَجَزَاهُ على عَمَلِهِ يَجْزِيهِ، وَعَنْهُ: قَضَى، والشيءُ: كَفَى، وَجَنَى الذنبَ يَجْنِيهِ، وكذا الثمرةُ، وَحَكَى القولَ يَحْكِيهِ، وَحَمَاهُ يَحْمِيهِ، وَحَوَاهُ يَحْوِيهِ: أَحْرَزَهُ، وَخَصَى التَّيْسَ يَخْصِيهِ، وَخَفَى الشيءَ يَخْفِيهِ: أَظْهَرَهُ، وَأَخْفَاهُ: سَتَرَهُ وَأَظْهَرَهُ، وَبِهِمَا فُسِّرَ: {أَكَادُ أُخْفِيهَا}. وَخَوَى الشيءُ يَخْوِي: خلا فهوَ خَاوٍ، وَدَرَاهُ يَدْرِيهِ: عَلِمَهُ، وَرَثَى المَيِّتَ يَرْثِيهِ، وكذا رَثَى لهُ يَرْثِي: رَقَّ، وَرَقَاهُ من الحيَّةِ يَرْقِيهِ، وَرَمَى يَرْمِي، وَرَوَى الحديثَ يَرْوِيهِ، وَزَرَى عليهِ يَزْرِي: عَابَهُ كَأَزْرَى عليهِ، وَزَفَاهُ الماءُ يَزْفِيهِ: رَفَعَهُ، وَزَنَى يَزْنِي، وَزَوَاهُ عنْ وجهِهِ يَزْوِيهِ: نَحَاهُ إلى جانبٍ، والزاويةُ: الجانبُ،وَسَبَاهُ يَسْبِيهِ، وَسَدَى الثوبَ يَسْدِيهِ: مَدَّ سُدَاهُ لِيَنْسِجَهُ، وَسَرَى يَسْرِي: سَارَ عامَّةَ لَيْلِهِ كَأَسْرَى، وَسَفَت الريحُ الترابَ تَسْفِيهِ: ذَرَتْهُ، وَسَقَاهُ يَسْقِيهِ أوْ أَسْقَاهُ: جَعَلَ لهُ ماءً، وَشَارَهُ يَشْرِيهِ: مَلَكَهُ، وَشَرَاهُ أَيْضاً: بَاعَهُ, من الأضدادِ، وَشَفَاهُ اللَّهُ يَشْفِيهِ، وَشَوَى اللحمَ يَشْوِيهِ كَصَلاهُ يَصْلِيهِ، وَطَلا البعيرَ يَطْلِيهِ، وَطَوَى الصحيفةَ يَطْوِيهَا، وَعَصَى يَعْصِي، وَعَوَى الذئبُ يَعْوِي، غَثَّتْ نَفْسُهُ تَغْثِي، وَغَلَت القدرُ تَغْلِي، وَغَوَى يَغْوِي: ضِدُّ اهْتَدَى، وَفَدَاهُ يَفْدِيهِ،وَفَرَى بَطْنَهُ يَفْرِيهَا: شَقَّهَا، وَفَلَى رَأْسَهُ يَفْلِيهِ، وَقَرَى الضيفَ يَقْرِيهِ كَأَقْرَاهُ، وَقَضَى الأمرَ يَقْضِيهِ، وَقَلَى الحبَّ يَقْلِيهِ، وَكَفَاهُ شَرَّهُ يَكْفِيهِ، وَكَوَاهُ يَكْوِيهِ، وَلَوَاهُ يَلْوِيهِ، وَمَشَى يَمْشِي، وَمَضَى يَمْضِي، وَمَنَى يَمْنِي مَنِيًّا كَأَمْنَاهُ، وَنَوَى الأمرَ يَنْوِيهِ، وَهَجَى الحروفَ يَهْجِيهَا، وَهَدَاهُ اللَّهُ يَهْدِيهِ، وَهَذَى العليلُ يَهْذِي هَذَيَاناً، وهَمَى المطرُ يَهْمِي: سَالَ، وَهَوَى يَهْوِي هُوِيًّا بالضمِّ والفتحِ، فهذهِ سِتُّونَ وقدْ سَبَقَ فيما فَاؤُهُ واوٌ أَمْثِلَةٌ منْ هذا النوعِ، وهيَ وَحَى وما بَعْدَهُ.
تَنْبِيهٌ: لَمْ يَشِذَّ منْ هذا النوعِ إلَّا قَوْلُهُم: أَبَى الشيءَ يَأْبَاهُ بالمُوَحَّدَةِ، وَلَمْ يَسْتَثْنِهِ الناظمُ، ونُقِلَ في القاموسِ: فيهِِ أَبَى الشيءَ يَأْبِيهِ أيضاً بالكسرِ على الأصلِ، وَقَيَّدَ في التسهيلِ لُزُومَ كَسْرِ هذا النوعِ بِأَنْ لا تَكُونَ عَيْنُهُ حلقيَّةً، وقدْ يُرْشِدُ إليهِ في النظمِ تَمْثِيلُهُ بِأَتَى دونَ سَعَى، وكذا تَمْثِيلُهُ فيما بَعْدُ لِمَا اشْتُهِرَ من الحلقيِّ بِكَسْرِهِ، بِيَبْغِي، يَدُلُّ على أنَّ مُرَادَهُ (بِأَتَى) ما لمْ تَكُنْ عينُهُ حَرْفَ حَلْقٍ، وهذا فيما لم يكنْ فَاؤُهُ واواً كَوَحَى يَحِي،
وَوَخَاهُ يَخِيهِ، وَوَعَاهُ يَعِيهِ، وَوَهَى يَهِي، وذلكَ نحوَ: رَأَى يَرَى، وَرَعَى يَرْعَى، وَسَعَى يَسْعَى، وَنَأَى عَنْهُ يَنْأَى، وَنَهَى عنهُ يَنْهَى، وَشَذَّ بَغَاهُ يَبْغِيهِ؛ أي: طَلَبَهُ، وَنَعَى المَيِّتَ يَنْعِيهِ: أي: نَدَبَهُ. وَذَكَرَ في التسهيلِ أيضاً أنَّ الْتِزَامَ كَسْرِ هذا النوعِ لُغَةُ غَيْرِ طَيِّئٍ منْ سائرِ العربِ، ومفهومُهُ أنَّ طَيِّئاً يَفْتَحُونَهُ قِيَاساً، ولم يُنْقَلْ عنهم غيرُهُ إلَّا في قَلاهُ يَقْلِيهِ قِلًى، أي: أَبْغَضَهُ.
مَبْحَثُ المُضَاعَفِ اللازمِ منْ فَعَلَ المفتوحِ:
ومثالُ النوعِ الرابعِ: وهوَ المضاعَفُ اللازمُ منْ فَعَلَ المفتوحِ: تَبَّتْ يَدُهُ تَتِبُّ: خَسِرَتْ، وَدَبَّ على الأرضِ يَدِبُّ، وَغَبَّ اللحمُ يَغِبُّ: بَاتَ، وفي وِرْدِهِ وَرَدَ يوماً وَتَرَكَ يَوْماً، وَرَثَّ الحبلُ يَرِثُّ: بَلِيَ، وَضَجَّ يَضِجُّ ضَجِيجاً: صَرَخَ، كَعَجَّ يَعِجُّ، وَصَحَّ جِسْمُهُ يَصِحُّ، وَكَدَّ في عَمَلِهِ يَكِدُّ: بَاشَرَهُ بِشِدَّةٍ، وَنَدَّ البعيرُ يَنِدُّ: شَرَدَ، وَصَرَّ يَصِرُّ: صَرَخَ، ومنهُ: {فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ}.
وَفَرَّ يَفِرُّ: هَرَبَ، وَقَزَّتْ نَفْسُهُ منْ أكلِ كذا تَقِزُّ: نَفَرَتْ، وَكَنَّ عَنْهُ يَكِنُّ: انْقَبَضَ، وَهَزَّت الريحُ تَهِزُّ هَزِيزاً: سُمِعَ لها دَوِيٌّ، وَبَضَّ الماءُ يَبِضُّ: قَطَرَ، وأَطَّ القَتَبُ يَئِطُّ: صَوَّتَ منْ ثِقَلِ الحِمْلِ، وَغَطَّ النائمُ يَغِطُّ، وَحَفَّ شَعْرُهُ يَحِفُّ: اغْبَرَّ لِبُعْدِ عهدِهِ بالدُّهْنِ، وَخَفَّ الشيءُ يَخِفُّ خِفَّةً،
ودَفَّ إليهِ يَدِفُّ: دَبَّ، وَذَفَّ يَذِفُّ: أَسْرَعَ، كَهَفَّ يَهِفُّ، وَشَفَّ الدرهمُ يَشِفُّ: زَادَ، وَشَفَّ أَيْضاً: نَقَصَ، من الأضدادِ، وكذا طَفَّ الشيءُ يَطِفُّ: زَادَ، وَطَفَّ يَطِفُّ: نَقَصَ، وَعَفَّ الرجلُ عن المحارمِ يَعِفُّ عِفَّةً، وَقَفَّ شَعْرُهُ يَقِفُّ: قَامَ من الفزعِ، وَحَقَّ الأمرُ يَحِقُّ: وَجَبَ،
وَدَقَّ يَدِقُّ دِقَّةً، وَرَقَّ المملوكُ يَرِقُّ، وَنَقَّت الضُّفْدَعُ تَنِقُّ، وَرَكَّ الثوبُ يَرِكُّ فهوَ رَكِيكٌ: دَقَّ، وَحَلَّ الشيءُ يَحِلُّ: ضِدُّ حَرُمَ، والهَدْيُ: بَلَغَ مَحِلَّهُ وهوَ الموضعُ الذي يَحِلُّ ذَبْحُهُ فيهِ، والدَّيْنُ: بَلَغَ أَجَلَهُ، والعذابَ: حَقَّ، وَذَلَّ يَذِلُّ ذُلًّا بالضمِّ: ضِدُّ العِزِّ، وَذِلًّا بالكسرِ: ضِدُّ الصعوبةِ، وَزَلَّ عن الطريقِ يَزِلُّ: عَدَلَ، وَصَلَّ الخزفُ يَصِلُّ صَلِيلاً: صَوَّتَ، وَضَلَّ عن الطريقِ يَضِلُّ: ضِدُّ اهْتَدَى، وَمِنْهُ: {فَإِنَّمَا أَضِلُّ عَلَى نَفْسِي}.
وَضَلَّ في الشيءِ ضلالاً: غابَ، ومنهُ: {أَئِذَا ضَلَلْنَا فِي الْأَرْضِ} ، و {بَلْ ضَلُّوا عَنْهُم} وَقَلَّ الشيءُ يَقِلُّ، وَكَلَّ المَيِّتُ يَكِلُّ كَلَالةً، ومن الشيءِ كَلَالاً: أَعْيَا، والسيفُ كُلُولاً: لم يَقْطَعْ، وَتَمَّ الأمرُ يَتِمُّ، وَجَمَّ الماءُ يَجِمُّ: اجْتَمَعَ، وَخَمَّ اللحمُ يَخِمُّ: أَنْتَنَ، وَرَمَّ العظمُ يَرِمُّ فهوَ رَمِيمٌ، وَطَمَّ الأمرُ يَطِمُّ: جَاوَزَ حَدَّهُ، وَمِنْهُ: {الطَّامَّةُ}.
وَأَنَّ العليلَ يَئِنُّ أَنِيناً، وَحَنَّ إليهِ يَحِنُّ حَنِيناً: اشْتَاق ، وَعَلَيْهِ: عَطَفَ، وهذا مِثَالُ الناظمِ رَحِمَهُ اللَّهُ، وَخَنَّ صَوْتُهُ يَخِنُّ خَنِيناً: خَرَجَ منْ أنفِهِ في بكاءٍ أوْ ضحكٍ، وَرَنَّ يَرِنُّ رَنِيناً: صَوَّتَ بِنِيَاحَةٍ أوْ غِنَاءٍ، وَطَنَّ الطِّشْتُ يَطِنُّ: صَوَّتَ، وَعَنْ بَلَدِهِ: بَعُدَ، فهذهِ خَمْسُونَ، وَسَيَأْتِي ما شذَّ منْ هذا النوعِ.
وأمَّا القسمُ الثاني: وهوَ ما قِيَاسُهُ ضَمُّ عَيْنِ مُضَارِعِهِ منْ فَعَلَ المفتوحِ، وهوَ أيضاً أربعةُ أنواعٍ: المضاعفُ المُعَدَّى، وما عَيْنُهُ أوْ لامُهُ واوٌ، وما يَدُلُّ على غلبةِ المفاخرِ، وقدْ أَشَارَ إلى النوعِ الأوَّلِ منهُ بِقَوْلِهِ:
(وَضُمَّ عَيْنَ مُعَدَّاهُ)
أيْ: وَضُمَّ عينَ المضارعِ المُعَدَّى المضاعفِ منْ فَعَلَ المفتوحِ، ومثالُهُ: جَبَّهُ يَجُبُّهُ: قَطَعَهُ، وَسَبَّهُ يَسُبُّهُ: قَطَعَهُ، وَسَبَّهُ أَيْضاً: شَتَمَهُ، وَصَبَّ الماءَ يَصُبُّهُ، وَعَبَّهُ يَعُبُّهُ: شَرِبَهُ منْ غيرِ مَصٍّ، وَحَتَّ المَنِيَّ وَغَيْرَهُ: يَحُتُّهُ: دَلَكَهُ، وَغَتَّهُ في الماءِ يَغُتُّهُ كَغَطَّهُ يَغُطُّهُ، وَفَتَّهُ يَفُتُّهُ: كَشَرَّهُ، وَقَتَّ الحديثَ يَقُتُّهُ: نَمَّهُ فَهُوَ قَتَّاتٌ، وَلَتَّ السَّوِيقَ يَلُتُّهُ: عَجَنَهُ، وَبَثَّ الخبرَ يَبُثُّهُ: نَشَرَهُ، وكذا نَثَّهُ بالنونِ وَحَثَّهُ على الأمرِ يَحُثُّهُ، وَبَجَّهُ يَبُجُّهُ: وَسَّعَهُ فهوَ بَاجٌّ، وَحَجَّ البيتَ يَحُجُّهُ،
وَفَجَّ ما بَيْنَ رِجْلَيْهِ يَفُجُّ: فَتَحَ، ومنهُ الفَجُّ: الطريقُ بينَ جَبَلَيْنِ، وَمَجَّ الشرابَ يَمُجُّهُ، وَصَخَّ الصوتُ أُذُنَهُ يَصُخُّهَا: أَصَمَّهَا، ومنهُ (الصَّاخَّةُ) وَبَدَّهُ يَبُدُّهُ: قَرَّقَهُ كَبَدَّدَهُ، ومنهُ لا بُدَّ منْ كذا، أيْ: لا فِرَاقَ عنهُ، وَجَدَّ الثمارَ يَجُدُّهَا: قَطَعَهَا، وكذا جَذَّهَا بالمعجمةِ، وَخَذَّ الأرضَ يَخُذُّهَا: شَقَّهَا، وَرَدَّهَا يَرُدُّهَا، وَسَدَّ الثُّلْمَةَ: يَسُدُّهَا، وَعَدَّهُ يَعُدُّهُ عَدًّا، وَقَدَّهُ يَقُدُّهُ قَدًّا: قَطَعَهُ طُولاً، وَمَدَّهُ يَمُدُّهُ: أَطَالَهُ، والجيشَ: زَادَهُ كَأَمَدَّهُ، وَهَدَّ البناءَ يَهُدُّهُ،
وَقَذَّهُ بالمعجمةِ يَقُذُّهُ: قَطَعَهُ شَزَراً كما يُبْرَى القلمُ، وَجَرَّهُ يَجُرُّهُ، وَزَرَّهُ يَزُرُّهُ، وَسَرَّهُ يَسُرُّهُ، والمولودَ: قَطَعَ سُرَّهُ، وَصَرَّهُ يَصُرُّهُ، وَغَرَّهُ يَغُرُّهُ: خَدَعَهُ، والطائرُ فَرْخَهُ: زَقَّهُ بِفِيهِ، وَفَرَّ الدابةَ يَفُرُّهَا: فَتَحَ فَاهَا لِيَنْظُرَ سِنَّهَا، وَأَزَّهُ يَؤُزُّهُ: حَرَّكَهُ، كَهَزَّهُ يَهُزُّهُ، وَبَزَّهُ يَبُزُّهُ: سَلَبَهُ، ومنهُ المَثَلُ: " مَنْ عَزَّ بَزَّ " أيْ: مَنْ غَلَبَ سَلَبَ،
وَجَزَّ الصوبَ يَجُزُّهُ، وَحَزَّ اللحمَ يَحُزُّهُ: قَطَعَهُ، وَعَزَّهُ يَعُزُّهُ: غَلَبَهُ، ومنهُ: {وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ}. وَلَزَّهُ يَلُزُّهُ: أَلْصَقَهُ، وَمَزَّهُ يَمُزُّهُ: مَصَّهُ، وَبَسَّ السَّوِيقَ يَبُسُّهُ: لَتَّهُ، والخبزَ: فَتَّهُ وَفَرَّقَهُ، ومنهُ: {وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسًّا}. وَجَسَّهُ بِيَدِهِ يَجُسُّهُ: مَسَّهُ، والأخبارَ: فَحَصَ عنها، وَحَسَّ النارَ يَحُسُّهَا: رَدَّهَا بالعَصَى، وَحَسَّ البردُ الكلأَ: حَطَمَهُ، ومنهُ: {إِذْ تَحُسُّونَهُم بِإِذْنِهِ}.
وَدَسَّهُ في الترابِ يَدُسُّهُ أَخْفَاهُ، وَلَسَّتِ البهيمةُ الكلأَ تَلُسُّهُ: اسْتَأْصَلَتْهُ بِفِيهَا، وَجَشَّ الحبَّ يَجُشُّهُ: دَقَّهُ، وَحَشَّ النارَ يَحُشُّهَا: أَوْقَدَهَا، وَرَشَّهُ بالماءِ يَرُشُّهُ: بَلَّهُ، وَغَشَّهُ يَغُشُّهُ: خَانَهُ، وَفَشَّ السقاءَ يَفُشُّهُ: أَخْرَجَ ما فِيهِ مِن الريحِ، وَمَشَّ يَدَهُ بالمِنْدِيلِ يَمُشُّهَا: مَسَحَهَا، وَهَشَّ الورقَ لِغَنَمِهِ يَهُشُّهُ: خَبَطَهُ، ومنهُ {وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي}. وَحَصَّ الشعرَ يَحُصُّهُ: حَلَقَهُ، وَخَصَّهُ بالشيءِ يَخُصُّهُ، وَرَصَّهُ يَرُصُّهُ: طَرَحَ بَعْضَهُ فَوْقَ بعضٍ، ومنهُ: {بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ}. وَفَصَّ الشيءَ من الشيءِ: خَلَّصَهُ، وَقَصَّ أثرَهُ يَقُصُّهُ تَبِعَهُ، والحديثَ: سَرَدَهُ، والظُّفُرَ والصوفَ: قَطَعَهُ، وَحَضَّهُ على الأمرِ يَحُضُّهُ: حَثَّهُ، وَرَضَّهُ يَرُضُّهُ: دَقَّهُ، وَفَضَّهُ يَفُضُّهُ: فَتَحَ ختمَهُ، وَقَضَّهُ يَقُضُّهُ: كَسَرَهُ، وَهَضَّهُ يَهُضُّهُ: دَقَّهُ، وَبَطَّهُ يَبُطُّهُ: شَقَّهُ طُولاً، وقَطَّهُ يَقُطُّهُ: قَطَعَهُ عرضاً، ولَطَّهُ بهِ يَلُطُّهُ: أَلْصَقَهُ، وَمَطَّهُ يَمُطُّهُ: مَدَّهُ، وَكَظَّهُ الأمرُ يَكُظُّهُ: كَرَبَهُ، وَدَعَّهُ يَدُعُّهُ دَعًّا: دَفَعَهُ بِعُنْفٍ،وَزَفَّ العروسَ يَزُفُّهَا، وَسَفَّ الخوصَ يَسُفُّهُ: نَسَجَهُ، وَشَفَّهُ الهمُّ يَشُفُّهُ: هَزَّلَهُ، وَكَفَّ الثوبَ يَكُفُّهُ: خَاطَهُ ثَانِياً بعدَ الشَّلِّ، وَلَفَّهُ يَلُفُّهُ: جَمَعَهُ، وَدَقَّهُ يَدُقُّهُ، وَعَقَّهُ يَعُقُّهُ: شَقَّهُ، وَالعَقِيقُ: كُلُّ مَسِيلٍ وَسِعَهُ السيلُ، ومنهُ: وَادِي المدينةِ، وَمَقَّ الطلعةَ يَمُقُّهَا: اسْتَأْصَلَهَا، والفَصِيلُ أُمَّهُ: شَرِبَ ما في ضَرْعِهَا كُلَّهُ، كذا مَكَّهُ يَمُكُّهُ، وَبَكَّ عُنُقَهُ يَبُكُّهَا: دَقَّهَا، ومنهما سُمِّيَتْ مَكَّةَ وَبَكَّةَ، وَحَكَّهُ يَحُكُّهُ، وَدَكَّهُ يَدُكُّهُ: سَوَّى بهِ الأرضَ، ومنهُ: {فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً}.
وَسَكَّ البابَ يَسُكُّهُ: سَمَّرَهُ، وَصَكَّهُ يَصُكُّهُ: ضَرَبَهُ، ومنهُ: {فَصَكَّتْ وَجْهَهَا}. وَفَكَّ الشيءَ من الشيءِ يَفُكُّهُ: خَلَّصَهُ، وَبَلَّهُ بالماءِ يَبُلُّهُ، وَتَلَّهُ للجَبِينِ يَتُلُّهُ: كَبَّهُ لِوَجْهِهِ، وَدَلَّهُ الطريقَ يَدُلُّهُ، وَسَلَّ السيفَ يَسُلُّهُ وَشَلَّ الثوبَ يَشُلُّهُ: خَاطَهُ قبلَ الكفِّ، وَفَلَّ السيفَ يَفُلُّهُ، وَأَمَّهُ يَؤُمُّهُ: قَصَدَهُ، والقومَ: صَارَ بهم إِمَاماً،
وَحَمَّ الماءَ بالحاءِ المهملةِ يَحُمُّهُ: أَسْخَنَهُ، وَخَمَّ البئرَ بالخاءِ المعجمةِ يَخُمُّهَا: نَقَّاهَا، وَذَمَّهُ يَذُمُّهُ، وَسَمَّ الثُّلْمَةَ يَسُمُّهَا: سَدَّ سَمَّهَا: وهوَ ثَلْمُهَا، وَسَمُّ الخياطِ: ثُقْبُهُ، وكذا صَمَّهَا يَصُمُّهَا، والصِّمامُ والسِّمامُ: ما يُسَدُّ بهِ، وَضَمَّ الشيءَ يَضُمُّهُ، وَطَمَّ الحفرةَ يَطُمُّهَا: دَفَنَهَا حتى سَوَّى بها الأرضَ، كَذَمَّهَا يَذُمُّهَا، وَعَمَّهُم يَعُمُّهُم: شَمِلَهُم، وَغَمَّهُ يَغُمُّهُ: كَرَبَهُ وَضَيَّقَ عليهِ، وَقَمَّ البيتَ يَقُمُّهُ: كَنَسَهُ، وَكَمَّهُ يَكُمُّهُ: سَتَرَهُ، وَكِمَامُ النخلِ: وعاءُ الطَّلْعِ الساترُ لهُ، وَلَمَّ الشيءَ يَلُمُّهُ: جَمَعَهُ، ومنهُ قولُهُ تعالى: {أَكْلاً لَمًّا}. وَسَنَّ يَسُنُّ سُنَّةً: اتَّخَذَ طَرِيقاً، والسِّكِّينَ: شَحَذَهَا، والماءَ على وَجْهِهِ: صَبَّهُ منْ غيرِ تَفْرِيقٍ، فَإِنْ فَرَّقَهُ قِيلَ: شَنَّهُ يَشُنُّهُ بالمعجمةِ، ومنهُ قولُهُم: شَنَّ عليهم الغارةَ، أيْ: فَرَّقَهَا منْ كلِّ وجهٍ، وَظَنَّهُ يَظُنُّهُ، وَكَنَّهُ يَكُنُّهُ: سَتَرَهُ، فهذهِ مائةٌ وبضعةَ عَشَرَ مثالاً، وَسَيَأْتِي ما شَذَّ منهُ، وهوَ سِتَّةٌ.
وهذا هوَ القياسُ في المضاعفِ منْ فَعَلَ المفتوحِ، منْ كَوْنِ اللازمِ منهُ مَكْسُورًا، والمُعَدَّى منهُ مَضْمُوماً، وَشَذَّ منْ كلٍّ منهما أفعالٌ، فَنَبَّهَ على ذلكَ بقولِهِ:
.... ... ... ... وَيَنْدُرُ ذا = كَسْرٍ كما لازمٌ ذا ضَمٍّ احْتُمِلا
وَفَاعِلُ (يَنْدُرُ) ضميرٌ يَعُودُ إلى المُعَدَّى، و (ذا الكسرِ) حالٌ منهُ، أي: وَيَنْدُرُ مَجِيءُ المُعَدَّى المضاعفِ مَكْسُوراً، و (مَا) في قولِهِ: (كَمَا) زائدةٌ كافَّةٌ عن العملِ، والتقديرُ: كَمَا احْتُمِلَ، أيْ: يَقِلُّ البناءُ اللازمُ ذا ضَمٍّ, ثمَّ إنَّ النادرَ منْ كلِّ من النَّوْعَيْنِ على ضَرْبَيْنِ: ضَرْبٌ التُزِمَ فيهِ خلافُ قياسِهِ، وَضَرْبٌ فيهِ وَجْهَانِ: القياسُ، وخلافُ القياسِ، فَأَمَّا ما الْتَزَمُوا فيهِ خلافَ القياسِ من المُعَدَّى فهوَ فِعْلٌ واحدٌ أَشَارَ إليهِ بقولِهِ:
فَذُوا التَّعَدِّى بِكَسْرٍ حَبَّهُ