المجموعة الأولى
1: حرّر القول في معنى هبوط الحجارة من خشية الله.
ذكر في معنى هبوط الحجارة من خشية الله أقوال :
الأول : تفيؤ ظلالها . ذكره ابن عطية .
الثاني : الجبل الذي جعله الله دكا . ذكره ابن عطية .
الثالث : أن الله تعالى يخلق في بعض الأحجار خشية وحياة يهبطها من علو تواضعا . ذكره ابن عطية , وابن كثير .
الرابع : أن الهبوط مجاز لما كانت الحجارة يعتبر بخلقها ويخشع بعض مناظرها، أضيف تواضع الناظر إليها . ذكره ابن عطية واستدل له بقول العرب : ناقة تاجرة أي: تبعث من يراها على شرائها .
الخامس : أنها استعارة , كما استعيرت الإرادة للجدار في قوله تعالى : ( جدار يريد أن ينقض ) . ذكره ابن كثير , وابن عطية حكاية عن ابن جرير واستدل له بقول زيد الخيل : بجمع تضل البلق في حجراته ....... ترى الأكم فيه سجدا للحوافر .
ورد هذا القول ابن عطية وقال : وهذا قول ضعيف: لأن براعة معنى الآية تختل به .
السادس : بكاء القلب , من غير دموع العين . وهو قول يحيي بن أبي طالب . ذكره ابن كثير .
السابع : هو سقوط البرد من السحاب . وهو قول أبو علي الجبائي . ذكره ابن كثير .
ورد هذا القول الباقلاني فقال : وهذا تأويل بعد , واستبعده ايضا فخر الدين الرازي , ووافقهما ابن كثير فقال : إن هذا خروج عن ظاهر اللفظ بلا دليل .
والقول الراجح من هذه الأقوال هو القول الثالث كما ذكر ذلك ابن عطية وقال : القوي أن الله تعالى يخلق للحجارة قدرا ما من الإدراك تقع به الخشية والحركة , واستدل الرازي والقرطبي على ذلك بقوله تعالى : (وقالوا لجلودهم لم شهدتم علينا قالوا أنطقنا اللّه ) , وبقوله صلى الله عليه وسلم : ( إنّي لأعرف حجرًا بمكّة كان يسلّم عليّ قبل أن أبعث إنّي لأعرفه الآن ) , وغيرها من الآيات والأحاديث في هذا المعنى .
2: فسّر بإيجاز قوله تعالى: {وضربت عليهم الذلة والمسكنة}.
يخبر ربنا عن حال اليهود بعد أن كانوا يأكلون المن والسلوى , وعيشهم في نعيم , وأنهم رفضوا ذلك النعيم وطلبوا من موسى النزول في المصر والأكل من البقول والقثاء وغيرها مما هو أدنى من الطعام قال تعالى : وضربت عليهم الذلة والمسكنة : و"الذلة" : الصغار , "والمسكنة" : الخضوع , أو الجزية , أو الفاقة والحاجة , أي : ألزموها وقضي عليهم بها شرعا وقدرا , فهم يعيشون في ذلة وصغار , ومن وجدهم أذلهم وأهانهم , وضرب عليهم الصغار , وهم أيضا في انفسهم ذليلين متمسكنون .
استخرج الفوائد السلوكية من قصة بقرة بني إسرائيل.
1 – أن أمتثل أمر الله تعالى فور بلوغ الأمر لي .
2 – أن أعلم أن أوامر الأنبياء كلها خير فأومن بها وأسارع للعمل بها .
3 – أن أعلم أن التشدد والتعنت فيما هو يسير يجعله شاقا وغير مقدور عليه .
4 – أن العبد إذا اتقى الله سبحانه وتعالى سيحفظه في نفسه وولده وماله .
5 – على العبد عدم استعجال ما سيكون له بطرق غير مشروعة فبالصبر يحصل المرء على مراده .
6 – أن أكون حليما في تعاملي مع الناس .
7 – لابد للعبد أن يستثني في كل أموره ؛ لأن ذلك يورثه التوكل على الله .
8 – على العبد أن يعلم أن الله هو الرازق , فيعلق قلبه به وحده سبحانه لكي يوسع عليه في رزقه .
9 – إذا علم العبد أنه محاسب وأنه سيبعث بعد الموت أورثه ذلك خشية الله تعالى وجسن العمل والاستعداد للقائه .
10 – إذا علمت أن الجمادات يكون عندها بعض اللين , فإن ذلك يورث العبد العمل بما يلين قلبه من ذكر الله تعالى , وعمل الطاعات المختلفة مما يلين القلب وبقرب من الرب .
والله أعلم