وكَمَلَتْ بطَيْبَةَ الْمَيمونهْ فبَرَزَتْ مِن خِدْرِها مَصُونَهْ
فَرَبُّنَا المحمودُ والْمَشْكُورُ إليه مِنَّا تَرْجِعُ الأمورُ
وأفْضَلُ الصلاةِ والسلامِ على النبيِّ سَيِّدِ الأنامِ
(وكَمَلَتْ) بتَثليثِ الميمِ، والفتْحُ أفْصَحُ - أي: المنظومةُ يومَ الخميسِ ثالثَ جُمادَى الآخِرَةِ سنةَ ثمانٍ وسِتِّينَ وسبعِمائةٍ (بطَيْبَةَ) أي: المدينةِ النبويَّةِ، وتُسَمَّى طابَةَ (الميمونهْ) أي: المبارَكَةِ بدُعائِه صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ لها بالبَرَكَةِ.
(فبَرَزَتْ) أي: المنظومةُ إلى الناسِ بالمدينةِ الشريفةِ (مِن خِدْرِها) بكسْرِ الخاءِ وإهمالِ الدالِ - أيْ: سِتْرِها (مَصونهْ) مِن الحشْوِ بحسَبِ الإمكانِ.
(فرَبُّنَا) أيْ: مالِكُنا (المحمودُ والمشكورُ) على إنعامِه بذلك (إليه مِنَّا تَرْجِعُ الأمورُ) قالَ تعالى: {وَإِلَيْهِ يَرْجِعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ}.
(وأفْضَلُ الصلاةِ والسلامِ على النبيِّ) المصطفَى (سَيِّدِ الأنامِ) أي: الخلْقِ، صَلَّى اللهُ وسَلَّمَ عليه، كُلَّمَا ذَكَرَه الذاكرونَ، وغَفَلَ عن ذِكْرِه الغافلونَ، وللهِ الحمدُ وهو على كُلِّ شيءٍ قديرٌ.
قالَ مؤلِّفَه فَسَّحَ اللهُ تعالى في أَجَلِه: (وكان الفراغُ مِن تأليفِه عاشرَ شهْرِ رجَبٍ سنةَ سِتٍّ وتسعينَ وثَمَانِمِائةٍ).
ووافَقَ الفراغُ مِن هذه النسخةِ على يَدَيِ العبدِ الفقيرِ المعتَرِفِ بالذنْبِ والتقصيرِ، عمرَ بنِ محمَّدِ بنِ أحمدَ بنِ عُبيدِ بنِ صالحِ بنِ وَليدِ بنِ عِيدٍ السيعيريِّ ثم الْمَقْدِسِيِّ الحنفيِّ، ثامنَ عشرَ رجَبٍ سنةَ سبعَ عشرةَ وتِسْعِمائةٍ بالقاهرةِ، والحمْدُ للهِ ربِّ العالمينَ، وصَلَّى اللهُ على سَيِّدِنا محمَّدٍ وآلِه وسَلَّمَ.