بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين , محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً
أما بعد ,
***(أما بعد) بهذه الصيغة جاءت في أكثر من ثلاثين حديثاً، يقول فيها النبي -عليه الصلاة والسلام- أما بعد، بهذا اللفظ، فلا نحتاج إلى (ثم) ثم أما بعد، لا نحتاج إليها إلا لو أردنا تكرارها مرة ثانية، فالإقتداء يتم بهذا اللفظ: (أما بعد) ولا نكتفي بقولنا: وبعد، كما شاع على ألسنة المتأخرين، وهذا من القرن العاشر، (وبعد) يقولون إلى الآن يكتبون (وبعد) ويريدون أن الواو تقوم مقام (أما) لكن الإقتداء بأفعاله -عليه الصلاة والسلام- لا يتم إلا بقولنا: (أما بعد) (1)
*** وهذه الكلمة -أي: أما بعد- سنها النبي صلى الله عليه وسلم، وثبتت في الأحاديث الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم، ومنها ما ثبت في الصحيح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: (أما بعد: فما بال أقوام يشترطون شروطاً ليست في كتاب الله) فكان يقول: (أما بعد) ولذلك كان من السنـة أن تقـال هذه الجملة. وقد يكررها بعض المتكلمين فيقول: (أما بعد)، ثم يأتي بكلمة ثم يقول: (ثم أما بعد)، والذي يظهر هو الاقتصار على السنة ، بأن يثنى على الله تعالى ويحمده، حتى ينتهي الثناء والحمد ثم يقول: (أما بعد) ويدخل في المقصود، فتكرارها لا يحفظ له أصل، والأبلغ في التأسي الاقتصار على الوارد، خاصة في خطب الجمعة ونحوها] (2)
__________________
(1) من شرح مقدمة مسلم – للشيخ عبد الكريم الخضير حفظه الله
(2) من شرح زاد المستقنع – للشيخ محمد بن محمد الأمين الشنقيطي حفظه الله