المجموعة الأولى
1. حرّر القول في المسائل التالية:
أ: المراد بالعهد في قوله تعالى: {وأوفوا بعهدي}.
ذكر في المراد بالعهد أقوال :
الأول : قوله تعالى : (وإذ أخذ اللّه ميثاق الّذين أوتوا الكتاب لتبيّننّه للنّاس ولا تكتمونه ) , فتمام تبيينه أن يخبروا بما فيه من ذكر نبوة محمد صلى الله عليه وسلم . ذكره الزجاج .
الثاني : أنه عام في جميع أوامره ونواهيه ووصاياه فيدخل في ذلك ذكر محمد صلى الله عليه وسلم في التوراة . وهو قول الجمهور . ذكره ابن عطية , وابن كثير .
الثالث : قوله تعالى : (خذوا ما آتيناكم بقوّةٍ ) . ذكره ابن عطية ولم يعزه .
الرابع : قوله تعالى : (ولقد أخذ اللّه ميثاق بني إسرائيل ) , وعهدهم هو أن يدخلهم الجنة . وهو قول ابن عباس , وابن جريج , والحسن البصري , السّدّيّ، والضّحّاك، وأبو العالية، والرّبيع بن أنسٍ . ذكره ابن عطية , وابن كثير .
الخامس : بعهدي الّذي أخذت في أعناقكم للنّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم إذا جاءكم. وهو قول ابن عباس . ذكره ابن كثير .
السادس : عهده إلى عباده: دينه الإسلام أن يتّبعوه . وهو قول أبو العالية . ذكره ابن كثير .
وبالنظر إلى هذه الأقوال يتبين أنها من اختلاف التنوع الذي يحمل عليه الآية فالعهد الذي أخذ عليهم هو أن يعملوا بجميع أوامر الله تعالى ونواهيه ومن ذلك الإيمان بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم ويبينوا ذلك , ويدينوا بدين الإسلام ؛ فإن فعلوا ذلك دخلوا الجنة .
ب: المراد بالسلوى في قوله تعالى: {وأنزلنا عليكم المنّ والسلوى}.
أجمع أهل العلم على أن السلوى طائر , وهو قول ابن عباس ومجاهد وقتادة والربيع بن أنس وغيرهم. ذكره ابن عطية .
ثم اختلفوا في نوع هذا الطائر على أقوال :
الأول : السماني بعينه . وهو قول ابن عباس , مجاهدٌ، والشّعبيّ، والضّحّاك، والحسن، وعكرمة، والرّبيع بن أنسٍ . ذكره ابن عطية , وابن كثير .
الثاني : طائر يميل إلى الحمرة مثل السمانى . وهو قول قتادة . ذكره الزجاج , وابن عطية .
الثالث : طائر مثل الحمام تحشره عليهم الجنوب . وهو قول قتادة , ووهب بن منبه . ذكره ابن عطية , وابن كثير .
الرابع : طائر يشبه السماني . وهو قول ابن عباس وابن مسعود وناس من الصحابة . ذكره ابن كثير .
الخامس : طيرٌ كطيرٍ يكون بالجنّة أكبر من العصفور، أو نحو ذلك . وهو قول عكرمة . ذكره ابن كثير .
وبالنظر إلى هذه الأقوال يتبين أن المفسرين أجمعوا على أن السلوى طائر من الطيور , ولكن اختلفوا في صفة هذا الطائر وشكله وهذا يدخل في اختلاف التنوع الذي يحمل عليه جميع المعاني .
2. بيّن ما يلي:
أ: سبب طلب بني إسرائيل رؤية الله جهرة، ودلالة هذا الطلب.
ذكر في معنى الآية قولين :
الأول : أنه حينما ذهب موسى لميقات ربه ودنا من ربه فكلمه , دنا قومه فدخلوا في الغمام وقعوا سجودًا فسمعوه وهو يكلّم موسى يأمره وينهاه: افعل ولا تفعل. فلمّا فرغ إليه من أمره انكشف عن موسى الغمام، فأقبل إليهم، فقالوا لموسى: ( لن نؤمن لك حتّى نرى اللّه جهرةً ) .
الثاني : أن موسى عليه السلام حينما رجع إليهم من عند ربه بالألواح , وقال لهم : إن هذه الألواح فيها كتاب اللّه، فيه أمركم الّذي أمركم به ونهيكم الّذي نهاكم عنه. فقالوا: ومن يأخذه بقولك أنت؟ لا والله حتى نرى الله جهرة .
وهذا الطلب يدل على عدم تعظيم قدر الله تعالى , وأن بني إسرائيل لا يعرفون قدر الله وعظمته لكي يطلبوا مثل هذا الطلب .
ب: الحكمة من مشاهدة بني إسرائيل لغرق فرعون عيانا كما قال تعالى: {وأغرقنا آل فرعون وأنتم تنظرون}.
الحكمة من مشاهدة بني إسرائيل لغرق فرعون عيانا ؛ لكي يكون ذلك أشفى لصدورهم , وابلغ في إهانة عدوهم .
استخرج الفوائد السلوكية والدعوية من قصة موسى عليه السلام مع بني إسرائيل مما درست.
1 – تذكر نعم الله تعالى التي أنعم بها على عباده , وعدم كفر النعم .
2 – أن أخشى الله تعالى في كل حال .
3 – على الداعي إلى الله تعالى أن يكون على العهد والميثاق ؛ بالنصح والتبيين لما شرع الله تعالى .
4 – الإيمان بكل ما جاء به الأنبياء من عند ربهم تعالى .
5 – على المتصدر للدعوة أن يكون مخلصا لله تعالى في دعوته ولا يلبس الحق بالباطل ليضل الناس .
6 – أن امتثل أمر الله تعالى وأطبقه على نفسي أولا قبل أن أطالب به غيري .
7 – على الداعي إلى الله تعالى أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر حتى وإن قصر في بعض المور فلا يحمله ذلك على ترك الدعوة إلى الله .
8 – أن أعمل ليوم القيامة واستعد لهذا اليوم بالعمل الصالح , ففي هذا اليوم لا ينفع الإنسان إلا عمله فلا يقبل فيه عدل ولا شفاعة .
9 – على العبد أن يذكر ما انعم به عليه من تخليصه من أنواع الأذى التي قد تلحق به من الأعداء .
10 – شكر النعمة يؤدي إلى عفو الرحمن .
11- على الداعي إلى الله تعالى أن يدعوا إلى الله تعالى بالكتاب والسنة فإن فيهما الهداية والرشاد .
12 – على الداعي إلى الله تعالى تعاهد قومه وحضهم على التوبة إلى الله تعالى .
13 – إذا علمت أن الله تواب رحيم فإن ذلك يورث العبد كثرة التوبة إلى الله والإنابة إليه لكي يغفر له ذنبه ويعفو عنه .
14 – على العبد أن لا يظلم نفسه بارتكاب الذنوب والمعاصي , لأن ذلك يؤدي إلى ذهاب النعم .
15 – على الداعي إلى الله تعالى تذكير الناس بالبعث والنشور والحساب والجزاء ؛ لكي يعمل الناس بطاعة الله تعالى واجتناب معاصيه .
والله أعلم