اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عيسى حسان
السلام عليكم:
كيف نجمع بين خوف إبراهيم عليه السلام على نفسه وبنيه الشرك الأكبر، وبين حصر النبي صلى الله عليه وسلم خوفه على الموحدين من أمته الشرك الأصغر؟
|
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إنّ أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر" لا يعدّ أسلوب حصر، بل هو أسلوب تفضيل، أي أن خوفه علينا الشرك الأصغر أشدّ من جهة خطورة الوقوع فيه وكثرته.
ولو ورد استعمال إنما في روايات أخرى أو أحاديث أخرى فينبغي أن يعلم أن "إنما" قد تأتي للحصر، وقد تأتي لغير الحصر كما في قوله صلى الله عليه وسلم: «إنما أخاف عليكم بعدي ما يفتح عليكم من زهرة الدنيا وزينتها»
- وقوله: « إنما أخاف على أمتي الأئمة المضلين »
و"إنما" هنا ليست للحصر الحقيقي، وإنما هي للتنصيص لبيان عظمة الأمر ، كما في قوله تعالى: {قل إنما يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد}؛ فنصّ على التوحيد بما يشبه الحصر؛ لأنه أعظم ما أوحي به إليه، وهو أصل الدين، ومنه قوله تعالى: {قل يا أيها الناس إنما أنا لكم نذير مبين}، وقوله تعالى: { إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ (15)}
ومنه قوله صلى الله عليه وسلم: «إنما الربا في النسيئة» مع ثبوت أحاديث أخرى في ربا الفضل.
وقوله: «إنما المفلس الذي يفلس يوم القيامة»
وقوله: «إنما الصُّرَعة الذي يملك نفسه عند الغضب» .
فهذا كله للتنصيص ، ولا يقتضي نفي المعاني الأخرى.