باب الراء
قال أبو عبد الله الحسين بن محمد الدامغاني (ت: 478هـ) : (باب الراء
الرحمة – الرجاء – الروح – الروح – الرشد – الركوب – الريح – الرجوع – الريب – الرزق – الرقبة – الرعد – الريحان – الربا – الرمي – الرجال – رجل – الركوع – الرقيب – الرجم – الرحم – الرؤية – الرفع – الرجز
تفسير (الرحمة) على أربعة عشر وجها:
الإسلام – الجنة – المطر – النبوة – النعمة – القرآن – الرزق – النصر – العافية – المودة – الإيمان – التوفيق – عيسى – محمد صلى الله عليه وسلم
فوجه منها: الرحمة يعني: الإسلام, قوله تعالى في سورة هل أتى على الإنسان: {يدخل من يشاء في رحمته} يعني: في دينه الإسلام, نظيرها في سورة حم عسق قوله تعالى {ولو شاء الله لجعلهم أمة واحدة ولكن يدخل من يشاء في رحمته} يعني: في دينه الإسلام, وكقوله تعالى في سورة الفتح {ليدخل الله في رحمته من يشاء} يعني: في دينه الإسلام, وكقوله تعالى في سورة البقرة {والله يختص برحمته من يشاء} يعني بدينه الإسلام, نظيرها في سورة آل عمران.
والوجه الثاني: الرحمة يعني: الجنة، قوله تعالى في سورة آل عمران {وأما الذين ابيضت وجوههم ففي رحمة الله} يعني: ففي جنته، نظيرها في سورة النساء {فأما الذين آمنوا بالله واعتصموا به فسيدخلهم في رحمة منه وفضل} يعني: في الجنة, وكقوله تعالى في سورة الجاثية {فيدخلهم ربهم في رحمته} يعني: جنته, وقال تعالى في سورة بني إسرائيل {ويرجون رحمته ويخافون عذابه} يرجون رحمته يعني: جنته, وكقوله تعالى {أولئك يرجون رحمت الله} يعني: جنته, وكقوله تعالى في سورة العنكبوت {أولئك يئسوا من رحمتي} يعني: جنتي.
والوجه الثالث: الرحمة يعني: المطر, قوله تعالى في سورة الأعراف {وهو الذي يرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته} يعني: المطر, وكقوله تعالى في سورة الروم {فانظر إلى آثار رحمت الله} يعني: المطر, نظيرها في سورة حم عسق {ينشر رحمته} يعني: المطر, وقوله تعالى {ثم إذا أذاقهم منه رحمة} وكقوله تعالى {وليذيقكم من رحمته} يعني: المطر.
والوجه الرابع: الرحمة يعني: النبوة، قوله تعالى في سورة ص {أم عندهم خزائن رحمة ربك} يعني: مفاتيح النبوة، قوله تعالى في سورة الزخرف {أهم يقسمون رحمت ربك} يعني: النبوة.
والوجه الخامس: الرحمة يعني: النعمة, قوله تعالى في سورة مريم {ذكر رحمت ربك عبده زكريا} أي: نعمة ربك, وكقوله تعالى في سورة الكهف: {آتيناه رحمة من عندنا} يعني: نعمة من عندنا.
والوجه السادس: الرحمة يعني: القرآن، كقوله تعالى في سورة يونس {قل بفضل الله برحمته} يعني: القرآن، وقوله تعالى في سورة يوسف {وهدى ورحمة} يعني: القرآن.
والوجه السابع: الرحمة يعني: الرزق, قوله تعالى في سورة بني إسرائيل {قل لو أنتم تملكون خزائن رحمة ربي إذا لأمسكتم} يعني: رزق ربي, وكقوله تعالى في سورة فاطر {ما يفتح الله للناس من رحمته} يعني: من رزق، وكقوله تعالى {ابتغاء رحمة من ربك} يعني: الرزق, مثلها في سورة الكهف: {ينشر لكم ربكم من رحمته}، وقال في سورة الكهف {آتنا من لدنك رحمة} يعني: رزقا.
والوجه الثامن: الرحمة يعني: النصر والفتح, قوله تعالى في سورة الأحزاب {قل من ذا الذي يعصمكم من الله إن أراد بكم سوآ أو أراد بكم رحمة} يعني: النصر والفتح.
والوجه التاسع: الرحمة يعني: العافية, قوله تعالى في سورة الزمر {إن أراني الله بضر هل هن كاشفات ضره أو أرادني برحمته} يعني: بعافية {هل هن ممسكات رحمته} يعني: عافيته.
والوجه العاشر: الرحمة يعني: المودة، قوله تعالى في سورة الحديد {وجعلنا في قلوب الذين اتبعوه رأفة ورحمة} يعني: مودة, وكقوله تعالى {رحماء بينهم} يعني: متوادين.
والوجه الحادي عشر: الرحمة يعني: الإيمان، قوله تعالى في سورة هود قول نوح {وآتاني رحمة من عنده} و {وآتاني منه رحمة} يعني بالرحمة: الإيمان.
والوجه الثاني عشر: الرحمة يعني: التوفيق، قوله تعالى {ولولا فضل الله عليكم ورحمته} يعني: التوفيق والمنة, ومثله في سورة النساء، وسورة النور, ونحوه.
والوجه لثالث عشر: الرحمة: عيسى بن مريم عليهما السلام قوله تعالى في سورة مريم {ولنجعله آية للناس ورحمة منا} أي: عيسى بن مريم عليه السلام.
والوجه الرابع عشر: الرحمة يعني: محمد صلى الله عليه وسلم، قوله تعالى {وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين}.
تفسير (الرجاء) على خمسة أوجه:
الطمع – الخشية – الحبس – الطرف والناحية – الترك
فوجه منها: الرجاء يعني: الطمع, قوله تعالى في سورة بني إسرائيل {ويرجون رحمته} يعني: يطمعون في جنته {ويخافون عذابه} يعني: عذاب ناره, وكقوله تعالى في سورة البقرة {أولئك يرجون رحمت الله} يعني: يطمعون في جنته, ونحوه كثير.
والوجه الثاني: الرجاء يعني: الخشية، قوله تعالى في سورة الكهف {فمن كان يرجوا لقاء ربه} يعني: من كان يخشى البعث، وكقوله تعالى في سورة العنكبوت {من كان يرجوا لقاء الله} يقول: من كان يخشى البعث, وكقوله تعالى في سورة الفرقان {وقال الذين لا يرجون لقاءنا}، مثلها في سورة عم يتساءلون {إنهم كانوا لا يرجون حسابا} أي: لا يخافون حسابا.
والوجه الثالث: أرجه يعني: احبسه, قوله تعالى في سورة الأعراف والشعراء {قالوا أرجه} يعني: احبسه {وأخاه} يعني: موسى وهارون.
والوجه الرابع: الأرجاء: الأطراف والنواحي, قوله تعالى في سورة الحاقة: {والملك على أرجائها} أي: على نواحيها وأطرافها.
والوجه الخامس: الإرجاء: الترك، قوله تعالى في سورة الأحزاب {ترجي من تشاء منهن} أي: تترك من الواهبات أنفسهن من تشاء {وتؤوي إليك من تشاء}.
تفسير (الروح) على ستة أوجه:
الرحمة – الملك – جبريل – الوحي – عيسى – الحياة
فوجه منها: الروح يعني: الرحمة, قوله تعالى في سورة المجادلة {وأيدهم بروح منه} يعني: وقواهم برحمة منه.
والوجه الثاني: الروح يعني: ملكا من الملائكة في السماء السابعة، وجهه على صورة الإنسان، وجسده على صورة الملائكة هو أعظم من كل خلق غير العرش, يقوم على يمين العرش, قوله تعالى {يوم يقوم الروح والملائكة صفا} يعني: بالروح ذلك الملك.
والوجه الثالث: الروح يعني: جبريل عليه السلام قوله تعالى في سورة النحل {قل نزله روح القدس} وكقوله أيضا لعيسى {وأيدناه بروح القدس} يعني: بجبريل عليه السلام، مثلها في سورة مريم {فأرسلنا إليها روحنا} يعني: جبريل، وكقوله تعالى في سورة القدر {تنزل الملائكة والروح فيها} يعني: جبريل.
والوجه الرابع: الروح يعني: الوحي، قوله تعالى في سورة النحل {ينزل الملائكة بالروح من أمره} يعني: بالوحي {على من يشاء من عباده}، نظيرها في سورة حم المؤمن، وقال تعالى في سورة حم عسق {وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا} أي: وحيا من أمرنا.
والوجه الخامس: الروح يعني: عيسى عليه السلام كقوله تعالى في سورة النساء {وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه} يعني: قال لعيسى: كن فكان {وروح منه} يعني بالروح: أنه كان من غير بشر, وكقوله تعالى في سورة تنزيل السجدة {ثم سواه ونفخ فيه من روحه} يعني: أنه كان من غير بشر.
والوجه السادس: الروح يعني: الحياة في الحيوانات وذات الأرواح, قوله تعالى في سورة بني إسرائيل {ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي}.
تفسير (الروح) على وجهين:
الراحة – الرحمة
فوجه منهما: الروح يعني: الراحة, قوله تعالى في سورة الواقعة {فروح وريحان} يعني: راحة.
والوجه الثاني: الروح: الرحمة, قوله تعالى في سورة يوسف {ولا تيأسوا من روح الله} يعني: من رحمة الله {إنه لا ييأس من روح الله} أي: من رحمة الله {إلا القوم الكافرون}.
تفسير (الرشد) على ستة أوجه:
الهداية – التوفيق – الصواب – إصلاح المال – العقل – المخرج
فوجه منها: الرشد بمعنى: الهداية, قوله تعالى في سورة الحجرات {أولئك هم الراشدون} يعني: المهتدون, ونحوه كثير.
والوجه الثاني: الرشد: التوفيق, قوله تعالى في سورة الكهف {فلن تجد له وليا مرشدا} أي: موفقا.
والوجه الثالث: الرشد: الصواب، قوله تعالى في سورة الكهف {لأقرب من هذا رشدا} يعني: صوابا.
والوجه الرابع: الرشد: إصلاح المال, قوله تعالى في سورة النساء {فإن آنستم منهم رشدا} يعني: إصلاح المال.
والوجه الخامس: الرشد: العقل، قوله تعالى في سورة هود {أليس منكم رجل رشيد} يعني: عاقلا.
والوجه السادس: الرشد بنصب الراء والشين المخرج، قوله تعالى في سورة الكهف: {وهيئ لنا من أمرنا رشدا} أي: مخرجا.
تفسير (الركوب) على أربعة أوجه:
التحول من حال إلى حال – النجاة – الاستواء – ركوب الدواب
فوجه منها: الركوب يعني: التحول، قوله تعالى في سورة الانشقاق {لتركبن طبقا عن طبق} أي: لتحولن من حال إلى حال.
والوجه الثاني: الركوب: النجاة، قوله تعالى في سورة هود {يا بني اركب معنا} يعني: انج معنا بـ (لا إله إلا الله).
والوجه الثالث: الركوب: الاستواء في السفينة, قوله تعالى {وخلقنا لهم من مثله ما يركبون} يعني: الزواريق, وكقوله تعالى {فإذا ركبوا في الفلك} العنكبوت 65، نظيرها هود: {وقال اركبوا فيها}، ونحوه كثير.
والوجه الرابع: الركوب يعني: على الدواب، قوله تعالى في سورة النحل: {والخيل والبغال والحمير لتركبوها}، نظيرها في سورة الزخرف {وجعل لكم من الفلك والأنعام ما تركبون لتستووا على ظهوره}.
تفسير (الريح) على ثلاثة أوجه:
الشدة – والريح بعينها – والعذاب
فوجه منها: الريح يعني: الشدة، قوله تعالى في سورة الأنفال {فتفشلوا وتذهب ريحكم} يعني: شدتكم.
والوجه الثاني: الريح بعينها إذا لم يكن فيه عذاب، قوله تعالى في سورة يونس {وجرين بهم بريح طيبة}.
والوجه الثالث: الريح: العذاب, قوله تعالى {إنا أرسلنا عليهم ريحا صرصرا} يعني: عذابا, وكقوله تعالى {ريح فيها عذاب أليم}، مثلها في سورة آل عمران {كمثل ريح فيها صر} وهي ريح العذاب.
تفسير (الرجوع والرجع) على تسعة أوجه:
المطر – ردوني – الرجوع بعينه – الرجعة – الموت – الرجوع إلى الدنيا – الإقبال على النفس – التوبة – الرجوع إلى الله.
فوجه منها: الرجع: المطر, قوله تعالى في سورة الطارق {والسماء ذات الرجع} يعني: المطر.
والوجه الثاني: ارجعوني أي: ردوني, قوله تعالى في سورة الملك: {فارجع البصر} أي: رد البصر, وكقوله تعالى في سورة المؤمنون {قال رب ارجعون} أي: ردوني, وكقوله تعالى {فرجعناك إلى أمك} أي: رددناك.
والوجه الثالث: الرجوع بعينه, قوله تعالى في سورة يوسف {لعلي أرجع إلى الناس} أي: أعود إلى الناس, وكقوله تعالى في سورة النمل {ارجع إليهم} أي: عد إليهم, مثلها في سورة المنافقون {لئن رجعنا إلى المدينة} أي: لئن. عدنا.
والوجه الرابع: الرجعة بعد الطلاق, قوله تعالى في سورة البقرة {أن يتراجعا} هذا من الرجعة.
والوجه الخامس: الرجوع: الموت، قوله تعالى {ثم إلينا ترجعون}، وقال تعالى {ثم إلينا مرجعكم} يعني: الموت.
والوجه السادس: الرجوع إلى الدنيا، قوله تعالى {وحرام على قرية أهلكناها أنهم لا يرجعون}: لا يردون إلى المعاد.
والوجه السابع: الرجوع: الإقبال على النفس بالملامة, قوله تعالى في سورة الأنبياء {فرجعوا إلى أنفسهم} يعني: فأقبلوا على أنفسهم بالملامة.
والوجه الثامن: الرجوع يعني: التوبة, قوله تعالى في سورة الأعراف {وبلوناهم بالحسنات والسيئات لعلهم يرجعون} أي: يتوبون، ونظائرها كثير.
والوجه التاسع: يعني: الرجوع إلى الله تعالى – قوله تعالى في سورة الفجر: {يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك}.
تفسير (الريب) على ثلاثة أوجه:
الشك – الحوادث – الريبة بكسر الراء: الحسرة
فوجه منها: الريب: الشك, فذلك قوله تعالى في سورة البقرة {لا ريب فيه} يعني: لاشك فيه, نظيرها فيها {وإن كنتم في ريب} يعني: في شك, مثلها في سورة آل عمران {فكيف إذا جمعناهم ليوم لا ريب فيه} أي: لاشك فيه، ونحوه كثير.
والوجه الثاني: الريب: الحوادث، قوله تعالى في سورة الطور {أم يقولون شاعر نتربص به ريب المنون} قال مجاهد: أي: حوادث الدهر.
والوجه الثالث: الريبة بكسر الراء يعني: الحسرة, فذلك قوله تعالى في سورة التوبة {لا يزال بنيانهم الذي بنوا ريبة في قلوبهم} يعني: حسرة في قلوبهم, أراب في نفسه، وأراب غيره.
تفسير (الرزق) على تسعة أوجه:
العطاء – الطعام – الغداء والعشاء خاصة – الشكر – المطر – النفقة – الفاكهة خاصة – الثواب – الجنة
فوجه منها: الرزق: العطاء، فذلك قوله تعالى في سورة البقرة {ومما رزقناهم ينفقون} يعني: مما أعطيناهم يتصدقون، مثلها في سورة المنافقون: {وأنفقوا من ما رزقناكم}، نظيرها في سورة الحج، ونحوه كثير.
والوجه الثاني: الرزق: الطعام، فذلك قوله تعالى في سورة البقرة {كلما رزقوا منها من ثمرة رزقا} أي: أطعموا {قالوا هذا الذي رزقنا من قبل} أي: أطعمنا من قبل, ونحوه كثير مثل قوله تعالى {لا يأتيكما طعام ترزقانه} يعني: تطعمانه.
والوجه الثالث: الرزق: الغداء والعشاء خاصة, قوله تعالى {ولهم رزقهم فيها بكرة وعشيا} يعني: غداهم وعشاءهم.
والوجه الرابع: الرزق: الشكر، فذلك قوله تعالى في سورة الواقعة {وتجعلون رزقكم} يعني: شكركم {أنكم تكذبون}.
والوجه الخامس: الرزق: المطر، قوله تعالى في سورة الذاريات {وفي السماء رزقكم} يعني: المطر {وما توعدون}.
والوجه السادس: الرزق: النفقة، قوله تعالى في سورة البقرة {وعلى المولود له رزقهن} يعني: نفقتهن {وكسوتهن بالمعروف}.
والوجه السابع: الرزق: الفاكهة خاصة، قوله تعالى في قصة مريم {وجد عندها رزقا} يعني: فاكهة الشتاء والصيف.
والوجه الثامن: الرزق: الثواب، قوله تعالى في سورة الطلاق {قد أحسن الله له رزقا} أي: قد أعد الله له ثوابا، وكقوله تعالى في سورة آل عمران {أحياء عند ربهم يرزقون} أي: يثابون.
والوجه التاسع: الرزق: الجنة، قوله تعالى {ورزق ربك} يعني: الجنة ونعيمها {خير وأبقى}.
تفسير (الرقبة) على وجهين:
المملوك – الأعناق
فوجه منهما: الرقبة يعني: المملوك، فذلك قوله تعالى في سورة النساء: {وتحرير رقبة مؤمنة} أي: عتق مملوكة, مثلها فيه (النساء 92) وفي سورة المجادلة 3.
والوجه الثاني: الرقبة والرقاب يعني: الأعناق, قوله تعالى في سورة الأنفال {فاضربوا فوق الأعناق} يعني: فاضربوا أعناقهم, وكقوله تعالى في سورة محمد صلى الله عليه وسلم {فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب} يعني: الأعناق، ونحوه كثير.
تفسير (الرعد) على وجهين:
الملك – الصوت
فوجه منهما: الرعد يعني: الملك، قوله تعالى {ويسبح الرعد بحمده} يعني: الملك, واسمه الرعد.
والوجه الثاني: الرعد: هو الصوت، قوله تعالى {ورعد وبرق...} أي: صوت.
تفسير (الريحان) على وجهين:
السنبلة – الريحان بعينه
فوجه منهما: الريحان: السنبلة، قوله تعالى في سورة الرحمن {والحب ذو العصف والريحان} يعني: السنبلة, وقال مجاهد والضحاك: الريحان هاهنا الرزق.
والوجه الثاني: الريحان بعينه، قوله تعالى في سورة الواقعة {فروح وريحان} وقال الحسن: ريحاننا هذا: لايصاير الريحان فيحتمل ريحه فيها.
تفسير (الربوة، والربا, والرب, والرباني) على عشرة أوجه:
الارتفاع – الشدة الكثرة – الزيادة – الجموع – يقبل – العالم الصابر- الملك السيد – الكبير – الربيب
فوجه منها: الربوة: المكان المرتفع، قوله تعالى في سورة المؤمنون {وجعلنا ابن مريم وأمه آية وآويناهما إلى ربوة} إلى موضع مشرف, وهي النشزة من الأرض, وذلك حتى مات الجيوش بن هيرودس، فكلم الذين فروا منه, ثم بعد موته رجعوا إلى أرضهم, نظيرها في سورة البقرة {كمثل جنة بربوة..} ونحوه كثير.
والوجه الثاني: رابية يعني: شديدة، فذلك قوله تعالى في سورة الحاقة:
{فأخذهم أخذة رابية} يعني: شديدة.
والوجه الثالث: أربى يعني: أغنى وأكثر عددا، قوله تعالى في سورة النحل {أن تكون أمة هي أربى من أمة} يعني: هي أكثر من أمة وأغنى، وكقوله تعالى {وما آتيتم من ربا ليربوا في أموال الناس} أي: ليكثر {فلا يربو عند الله} أي: فلا يكثر.
والوجه الرابع: الربا يعني: الزيادة, قوله تعالى في سورة البقرة {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا}، وكقوله تعالى {الذين يأكلون الربا} يعني: الزيادة, ونحوه من القرآن كثير.
والوجه الخامس: ربيون يعني: الجموع, فذلك قوله تعالى في سورة آل عمران {ربيون كثير} يعني: جموعا، ويقال: الألوف.
والوجه السادس: يربى: يقبل، قوله تعالى {ويربي الصدقات} ويقبل الصدقات.
والوجه السابع: الرباني: العالم الصابر, كقوله تعالى في سورة المائدة {والربانيون} يعني: العلماء الصابرين.
والوجه الثامن: الرب هو الملك والسيد، قوله تعالى في سورة يوسف {ارجع إلى ربك} أي: إلى مالكك وسيدك، وكقوله تعالى {إنه ربي} أي: سيدي.
والوجه التاسع: الرب: الكبير, قوله تعالى في قصة موسى وهارون في سورة المائدة {فاذهب أنت وربك} يعنون: كبيرك وأخاك هارون.
والوجه العاشر: الربيب: ولد زوجة الرجل, إذا ربى في بيته, قوله تعال في سورة النساء {وربائبكم اللاتي في حجوركم من نسائكم اللاتي دخلتم بهن}.
تفسير (الرمي) على أربعة أوجه:
القذف – التبليغ – الرجم – الطرح
فوجه منها: الرمي: القذف، قوله تعالى في سورة النور {والذين يرمون المحصنات}، {إن الذين يرمون المحصنات}، {والذين يرمون أزواجهم} أي: يقذفون.
والوجه الثاني: الرمي: التبليغ، قوله تعالى في سورة الأنفال {وما رميت إذ رميت} ما بلغت إذ رميت {ولكن الله رمى} أي: بلغ.
والوجه الثالث: الرمي: الرجم, قوله تعالى في سورة الفيل {ترميهم بحجارة من سجيل} أي: ترجمهم بحجارة.
والوجه الرابع: الرمي: الطرح، قوله تعالى في سورة المرسلات {إنها ترمي بشرر} تطرح شررا {كالقصر}: كأصول النخل.
تفسير (رجال) على عشرة أوجه:
مشاة – بعولة – ذكور بني ادم – أهل قباء – أهل بد – المحافظون على أوقات الصلاة – الملائكة – المستضعفون بمكة – فقراء المسلمين – الرسل
فوجه منها: رجالا يعني: مشاة، فذلك قوله تعالى في سورة البقرة {فإن خفتم فرجالا} يعني: مشاة, نظيرها في سورة الحج {يأتوك رجالا} يعني: مشاة.
والوجه الثالث: الرجال يعني: ذكور بني ادم، قوله تعالى في سورة النساء {وبث منهما رجالا كثيرا ونساء} يعني: ذكورا وإناثا، مثلها في سورة الأحزاب {ما كان محمد أبا أحد من رجالكم} يعني: ذكوركم.
والوجه الرابع: رجال: أهل مسجد قباء, قوله تعالى في سورة التوبة {فيه رجال يحبون أن يتطهرون}.
والوجه الخامس: رجال يعني: الصادقين أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم يوم بدر, قوله تعالى في سورة الأحزاب {من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه} وهم أهل بدر.
والوجه السادس: رجال يعني: المحافظين على أوقات الصلاة، قوله تعالى في سورة النور {رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله}.
والوجه السابع: رجال وهم الملائكة قوله تعالى في سورة الأعراف {وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم} يريد: الملائكة، قاله أبو مجلز.
والوجه الثامن: رجال يعني: المستضعفين في الأرض بمكة، قوله تعالى {ولولا رجال مؤمنون ونساء مؤمنات}.
والوجه التاسع: رجال يعني: فقراء المسلمين، قوله تعالى في سورة ص إخبار عن الكفار {وقالوا ما لنا لا نرى رجالا كنا نعدهم من الأشرار} يعنون: فقراء المسلمين.
والوجه العاشر: رجال يعني: الرسل, قوله تعالى {وما أسلنا من قبلك إلا رجالا} بشرا أنبياء {نوحي إليهم}.
تفسير (رجل) على عشرة أوجه:
شخص آدمي – أبو مسعود الثقفي والوليد بن المغيرة – الآدمي – حزبيل – أخوان من بني إسرائيل – يوشع وكالب – حبيب النجار – حزقيل – الوثن – الكافر
فوجه منها: رجل، ومعناه: شخص، قوله تعالى في سورة الأحزاب {ما جعل الله لرجل} يعني: لشخص من البشر {من قلبين في جوفه}، كأنه يقول: ما جعل الله لرجل، ولا امرأة قلبين في جوفه، ولا صبي ولا مراهق, ويقال: نزلت في أبي معمر جميل بن أسد.
والوجه الثاني: الرجل يعني: أبا مسعود الثقفي والوليد بن المغيرة، قوله تعالى في سورة الزخرف {وقالوا لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم} يريدون: أبا مسعود والوليد بن المغيرة.
والوجه الثالث: الرجل يعني: الآدمي, قوله تعالى في سورة يونس {أكان للناس عجبا أن أوحينا إلى رجل منهم} أي: ادمي مثلهم {أن أنذر الناس}، وكقوله تعالى في سورة سبأ {وقال الذين كفروا هل ندلكم على رجل} يعني: على ادمي {ينبئكم إذا مزقتم كل ممزق إنكم لفي خلق جديد}.
والوجه الرابع: الرجل يعني: حزبيل من آل فرعون، قال تعالى في سورة حم المؤمن {وقال رجل مؤمن من آل فرعون} يعني: مؤمن من آل فرعون وهو حزبيل.
والوجه الخامس: رجلان أخوان من بني إسرائيل، قوله تعالى في سورة الكهف {واضرب لهم مثلا رجلين} أخوين من بني إسرائيل وقصتهما معروفة.
والوجه السادس: رجلان وهما يوشع بن نوف وكالب بن نوفنا، قوله تعالى في سورة المائدة {قال رجلان} يعني: يوشع وكالب بن نوفنا {من الذين يخافون أنعم الله عليهما}.
والوجه السابع: رجل يعني: حبيبا النجار، قوله تعالى في سورة يس {وجاء من أقصا المدينة رجل} يعني: حبيبا النجار {يسعى}.
والوجه الثامن: رجل, وهو حزقيل، قوله تعالى في سورة القصص {وجاء رجل من أقصا المدينة يسعى} وهو حزقيل.
والوجه التاسع: رجل يعني: الوثن، قوله تعالى في سورة النحل {ضرب الله مثلا رجلين أحدهما أبكم} يعني: الوثن إلى قوله {وهو كل على مولاه} يعني: الوثن كل على عابده {هل يستوي هو ومن يأمر بالعدل} يعني: ربه عز وجل.
والوجه العاشر: رجلا يعني: الكافر, قوله تعالى في سورة الزمر {وضرب الله مثلا رجلا} يعني: الكافر {فيه شركاء متشاكسون} والشركاء كالشياطين {ورجلا سلما لرجل} هو المؤمن يعمل لله وحده.
تفسير (الركوع) على ثلاثة أوجه:
الصلاة – السجود – الركوع بعينه
فوجه منها: الركوع: الصلاة، قوله تعالى في سورة البقرة {واركعوا مع الراكعين} أي: صلوا مع المصلين، ونظائره كثير.
والوجه الثاني: الركوع يعني: السجود, قوله تعالى في سورة ص {فاستغفر ربه وخر راكعا وأناب} يعني: ساجدا.
والوجه الثالث: الركوع بعينه, قوله تعالى في سورة المائدة {الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون}، وكقوله تعالى في سورة الحج {يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا}.
تفسير (الرقيب) على وجهين:
الحفيظ – الانتظار
فوجه منهما: الرقيب بمعنى: الحفيظ, قوله تعالى في سورة النساء {إن الله كان عليكم رقيبا} يعني: حفيظا لأعمالكم, وكقوله تعالى في سورة ق {ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد} يعني: حفيظا, وقال تعالى في سورة المائدة قول عيسى عليه السلام {كنت أنت الرقيب عليهم} يعني: الحفيظ عليهم.
والوجه الثاني: ارتقب يعني: انتظر، كقوله تعالى {فارتقب يوم تأتي السماء بدخان} يعني: انتظر, وقوله تعالى في سورة هود {وارتقبوا إني معكم رقيب} يعني: انتظروا إني معكم منتظر العذاب, وقوله تعالى في سورة الدخان {فارتقب إنهم مرتقبون} أي: انتظر.
تفسير (الرجم) على خمسة أوجه:
القتل – الشتم – الرمي – الظن – اللعنة
فوجه منها: الرجم يعني: القتل، قوله تعالى في سورة يس {لئن لم تنتهوا لنرجمنكم} يعني: لنقتلنكم, وقال تعالى في سورة الدخان {وإني عذت بربي وربكم أن ترجمون} أن تقتلوني, وقال تعالى في سورة هود {ولولا رهطك لرجمناك} يعني: لقتلناك.
والوجه الثاني: الرجم: الشتم, قوله تعالى في سورة مريم {لئن لم تنته لأرجمنك} يعني: لأشتمنك.
والوجه الثالث: الرجم يعني: الرمي بعينه, قوله تعالى في سورة تبارك: {وجعلناها رجوما للشياطين} يعني: الكواكب رميا للشياطين يرمون بها.
والوجه الرابع: الرجم: شبه الظن, كقوله تعالى في سورة الكهف {ويقولون خمسة سادسهم كلبهم رجما بالغيب} يعني: رميا بالظن.
والوجه الخامس: الرجيم: الملعون، قوله تعالى في سورة النحل {فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم} يعني: الملعون.
تفسير (الرحم والأرحام) على وجهين:
القرابة – رحم المرأة
فوجه منهما: الأرحام: القرابة، قوله تعالى في سورة الأحزاب {وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض}، وكقوله تعالى في سورة النساء {واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام}.
والوجه الثاني: الأرحام يعني به: أرحام النساء, قوله تعالى في سورة البقرة {ولا يحل لهن أن يكتمن ما خلق الله في أرحامهن} يعني: الوليد في الرحم.
تفسير (الرؤية) على ثلاثة أوجه:
العلم – المشاهدة – الاعتبار
فوجه منها: الرؤية يعني: العلم, قوله تعالى في سورة النساء {بما أراك الله} يعني: بما أعلمك الله, وكقوله تعالى {ألم تر....}، وفي مواضع كثيرة، يعني: ألم تعلم؟
والوجه الثاني: الرؤية: المشاهدة, قوله تعالى {يرونهم مثليهم} وكقوله تعالى {وإذا رأيت ثم رأيت}، ونحوه كثير.
والوجه الثالث: الرؤية: الاعتبار, قال تعالى {ألم يروا إلى الطير} يعني: ألم يعتبروا بها, وكقوله تعالى {أولم يروا إلى ما خلق الله من شيء} أراد به: ألم يعتبروا؟
تفسير (الرفع) على ستة أوجه:
حبس – التشدد – أجلس – عرج به – رتب – فضل
فوجه منها: رفع بمعنى حبس، قوله تعالى في سورة النساء {ورفعنا فوقهم الطور بميثاقهم} يعني: قلعنا وحبسنا.
والوجه الثاني: الرفع: التشدد في الكلام، قوله تعالى في سورة الحجرات {لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي} يعني: لا تشددوا كلامكم عند كلامه.
والوجه الثالث: رفع أي: أجلس، قوله تعالى في سورة يوسف {ورفع أبويه على العرش} يعني: أجلسهما على السرير.
والوجه الرابع: رفع يعني: عرج به, قوله تعالى في سورة النساء لعيسى ابن مريم عليه السلام {بل رفعه الله إليه} أي: عرج بنفسه إلى السماء, وكقوله تعالى {ورافعك إلي}.
والوجه الخامس: رفع يعني: رتب بعضها على بعض، قوله تعالى في سورة حم المؤمن {رفيع الدرجات} يعني: خالق السماوات رتب بعضها على بعض.
والوجه السادس: رفع يعني: فضل، كقوله تعالى في سورة الزخرف {ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات} يعني: فضل الأغنياء على الفقراء بالمال، وكقوله تعالى يرفع الله الذين آمنوا منكم) يعني: يفضل الله الذين امنوا منكم {والذين أوتوا العلم درجات والله بما تعملون خبير}.
تفسير (الرجز) على وجهين:
العذاب – الصنم
فوجه منهما: العذاب، قوله تعالى في سورة الأعراف {لئن كشفت عنا الرجز} يعني: العذاب, وكقوله تعالى {رجزا من السماء بما كانوا يفسقون} أي: العذاب.
والوجه الثاني: الرجز: الصنم، قوله تعالى في سورة المدثر {والرجز فاهجر} يعني: الصنم وعبادته). [الوجوه والنظائر: 224-246]