قال عوف بن الأحوص:
لَمَّا دَنَوْنا لِلْقِيابِ وأَهْلِها = أُتِيحَ لنا ذِئْبٌ معَ اللَّيلِ فاجِرُ
أُتيحَتْ لنا بَكْرٌ وتحتَ لِوَائِها = كتَائِبُ يَرْضاها العَزِيزُ المَفَاخِرُ
وَجاءَتْ قُرَيشٌ حافِلِينَ بجَمْعهِمْ = وكانَ لَهُمْ في أَوَّلِ الدَّهْرِ ناصِرُ
وكانت قُرَيْشٌ لوْ ظَهَرْنَا عليهِمُ = شفاءً لما في الصَّدْرِ، والبُغْضُ ظَاهِرُ
حَبَتْ دُونَهُمْ بَكْرٌ فلم نَسْتَطِعْهُمُ = كأَنَّهُمُ بالمَشْرَفِيَّةِ سَامِرُ
وَما بَرِحَتْ بَكْرٌ تثُوبُ وتَدَّعِي = ويَلْحَقُ منهمْ أَوَّلُونَ وآخِرُ
لَدُنْ غُدْوَةً حتَّى أَتَى اللَّيلُ وانجَلَت = غَمامةُ يومٍ شَرَّهُ مُتظاهِرُ
وما زالَ ذاكَ الدَّأْبُ حتَّى تَخَاذَلَتْ = هَوَازِنُ فارْفَضَّتْ سُلَيْمٌ وعَامِرُ
وكانَتْ قريشٌ يَفْلِقُ الصَّخْرَ حَدُّها = إِذا أَوْهَنَ النَّاسَ الجُدُودُ العَوَاثِرُ