اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ليلى باقيس
بارك الله فيكم
قال الشيخ صالح آل الشيخ في درس: (باب تفسير التوحيد وشهادة أن لا إله إلا الله):
اقتباس:
البراءة: هي أن يكون مبغضاً لعبادة غير الله، كافراً بعبادة غير الله، معادياً لعبادة غير الله؛كما قال هنا:{إنني براء مما تعبدون}. أما البراءة من العابدين: فإنها من اللوازم، وليست من أصل كلمة التوحيد، البراءة من العابدين، فقد يعادي وقد لا يعادي، وهذه لها مقامات: منها ما هو مُكَفر، ومنها ما هو نوع مولاة ولا يصل بصاحبه إلى الكفر.
|
فإذا أمكن أرجو توضيح ما تحته خط.
|
حتى يزول اللبس لا بد من فهم أنّ اللوازم الصحيحة واجبة، وانتفاؤها دليل على خلل وخطأ؛ وليس معنى كونها من اللوازم أنها خارجة عن معنى التوحيد لا يقدح في توحيد المرء عدم الإتيان بها.
فالبراءة من المشركين لها علّة تتعلق بها وتنتفي بانتفائها، ليست مقصودة لذاتها، وعلتها إشراكهم بالله تعالى، وقد جاء النص بالبراءة من المشركين وشركهم؛ كما في قول الله تعالى: {قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ}
فالكافر يُتبرَّا منه؛ هذا هو الواجب، لكن مما يقع فيه الإشكال واللبس تفسير معنى البراءة ولوازمها، وتسمية بعض التعاملات مع بعض الكفار موالاة أو نوع موالاة وهي ليست كذلك؛ فيقع في هذا الباب غلو وتفريط؛ فأما الغلو فهو أن يغلظ المرء مع من أمر بالإحسان إليه من الكفار غير المحاربين ولا سيما الوالدين والأرحام؛ وإساءة معاملتهم بما ينفرهم من الإسلام وأخلاف أهله.
وأما التفريط: فهو مداهنة الكفار المحاربين والتودد إليهم من غير أن يفضي ذلك إلى مظاهرتهم على المسلمين فتلك ردّة عن دين الإسلام.
وقد سبق التفصيل في أحكام البراءة من المشركين في هذا الدرس ( هنا )