المجموعة الرابعة:
السؤال الأول : كيف تعامل ابن كثير مع الإسرائليات في التفسير؟
الإجابة :
لقد تعامل ابن كثير مع الإسرائيليات – وهي الأخبار التي تروى عن بني إسرائيل – على شكلين :
الأول : الإعراض عن الإسرائيليات التي أوردها غيره ، فيتركها دون إشارة لها . ومما أعرض عنه وتركه الحديث الطويل المروي عن أبي بن كعب في فضائل القرآن سورة سورة ، حيث ذكره الثعلبي والواحدي والزمخشري والبيضاوي ، فلم يذكره في فضائل السور .
الثاني : إيراد الإسرائيليات والتعامل معها بإحدى طرق ثلاث :
الطريقة الأولى : النقد العام الإجمالي . فعند قوله تعالى ( فخسفنا به وبداره الأرض ) قال ابن كثير : ذُكر ها هنا إسرائيليات غريبة ، أضربنا عنها صفحا .
الطريقة الثانية : النقد التفصيلي . ومنه ما تكلم به عن قصة هاروت وماروت في قوله تعالى : ( واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت ) بعدما ذكر قصصا في منتهى الغرابة ، ثم قال : وقد روي في قصة هاروت وماروت عن جماعة من التابعين كمجاهد والسدي والحسن البصري وقتادة وأبي العالية والزهري والربيع بن أنس ومقاتل وغيرهم ، وقصها خلق من المفسرين . ثم لخصها ابن كثير في ثلاثة أشياء :
الأول : أن حاصلها راجع في تفاصيلها إلى أخبار بني إسرائيل .
الثاني : ليس فيها حديث مرفوع صحيح الإسناد إلى النبي صلى الله عليه وسلم .
الثالث : ظاهر سياق القرآن إجمال القصة من غير بسط ولا إطناب فيها ، فنحن نؤمن بما ورد في القرآن ، والله أعلم بالحقيقة .
الطريقة الثالثة : السكوت وعدم النقد ، ففي قوله تعالى ( وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا ) قال ابن كثير : وضع الله تعالى البيت مع آدم ، أهبط الله آدم إلى الأرض ، وكان مهبطه بأرض الهند ، وكان رأسه في السماء ورجلاه في الأرض ، فكانت الملائكة تهابه ،إلى آخره .
فقد ذكر طول آدم عليه السلام ولم يعقب أو ينقد ما رواه عن بني إسرائل . ولعل ابن كثير رأى أن ذكرها لا يؤدي إلى خلل في العقائد ، وهي مما يحتمل الصدق والكذب ، والأولى ترك مثل هذه الأخبار ؛ لأن الاشتغال بمثل هذا من قبيل تضييع الأوقات فيما لا فائدة فيه .
2: تكلم عن اختصار أحمد شاكر رحمه الله لتفسير ابن كثير.
الإجابة :
لقد ذكر الشيخ صالح الأطرم أن أحمد شاكر استشار الشيخ محمد بن إبراهيم في اختصار تفسير ابن كثير ، فقال له : اختصر واعرض علينا ، وبعد العرض عليه طلب منه أن يتوقف ؛ خشية أن ينصرف الناس إلى المختصر ويتركوا الأصل ؛ فيفوتهم خير كثير .
وقد اختصر أحمد شاكر رحمه الله تفسير ابن كثير من أوله إلى آخره ، وعلق عليه تعليقا لا مزيد عليه من سورة الفاتحة إلى آية ثمان من الأنفال . وأما التعليقات في آخر المختصر فمن إضافة من أخرج التفسير – دار الوفاء بالتعاون مع دار طيبة - .