المجموعة الثالثة
مجلس مذاكرة تفسير سور الانشقاق والبروج والطارق
1سؤال عام لجميع الطلاب
استخلص ثلاث فوائد سلوكية وبيّن وجه الدلالة عليها من قوله تعالى:
فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ (5) خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ (6) يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ (7) إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ (8) يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ (9) فَمَا لَهُ مِنْ قُوَّةٍ وَلَا نَاصِرٍ (10)}.
1_فلينظر الإنسان مما خلق : ذات مرة تذاكرنا أنا وصديقة الجنين وكيف يتخلق وتتابع عملية التسوية له في ظلمات ثلاث, فأخبرتني أنها لا تنسى وتتذكر دائما هذه الآية المبهرة التي تتكرر دوما في حياتنا نحن البشر , آلمني حقا أنني أنسى في الغالب دلالة هذه الاية ومعانيها الكبيرة التي تزيد من رصيد الإيمان.
2_ يوم تبلى السرائر: تلك السرائر المخفية المكنونة التي تغطيها ستور وحجوب ويعلمها علام الغيوب , في الحديث الذي صح عن الرسول صلى الله عليه وسلم ( يدخل الجنة أقوام قلوبهم كأفئدة الطير ) أي نقاء وصفاء وخوفا وتوكلا وسرعة استجابة , أي جمال الظاهر وصدق الباطن, كالعصقور: يلون ريشه زهر الربيع
ويبدو نقيا كطفل رضيع
جمال الظهور وحسن الخبايا
وقلب زكي طهور وديع
3_ إنه على رجعه لقادر : هذا لا يملك أن يقوله إلا الله , استقبل العربي زمن الدعوة _كلام الله_ بخلفيته العربية الأصيلة الفصيحة , فعلم علما يقينا أنه كلام إله , فهزه هزة نقلته من راعي الشويهة والبعير إلى أن يلج التاريخ من أعظم أبواب التاريخ وأعلاها مجدا .
كلما قرأت في التفسير أتحسر على أمة ضيعت لغتها ففاتها أن تعي أن بين دفتي مصحفها خير الدنيا والآخرة . اللهم جيلا يحفظ كتابك ويعي مرادك وينهض بعلوه إلى سماء الخالدين
1. استخلص المسائل ثم حرّر القول في كل مسألة مما اشتمل عليها تفسير قوله تعالى:
{وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ (2) النَّجْمُ الثَّاقِبُ (3) إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ (4)}.
تفسير قوله تعالى: (وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ (1) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (يقسم تعالى بالسّماء وما جعل فيها من الكواكب النّيّرة(المقسم به +المراد بالقسم) ولهذا قال: {والسّماء والطّارق}). [تفسير القرآن العظيم: 8/374]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : (يقولُ تعالَى: {وَالسَّمَاء وَالطَّارِقِ}(المقسم به) ثمَّ فسرَ الطارقَ بقولهِ: {النَّجْمُ الثَّاقِبُ}(المراد) ). [تيسير الكريم الرحمن: 919]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) :(1-{وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ} يُقْسِمُ اللَّهُ بالسَّماءِ والطارقِ(المقسم به)، والطارقُ: الْكَوْكَبُ(معنى الطارق)، وَسُمِّيَ طَارِقاً؛ لأَنَّهُ يَطْرُقُ بِاللَّيْلِ وَيَخْفَى بالنهارِ(علة التسمية)، وَمَا أَتَاكَ لَيْلاً فَهُوَ طَارِقٌ). [زبدة التفسير: 591]
تفسير قوله تعالى: (وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ (2) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ قال: {وما أدراك ما الطّارق}. ثمّ فسّره بقوله: {النّجم الثّاقب}. قال قتادة وغيره: إنّما سمّي النّجم طارقاً؛ لأنّه إنّما يرى باللّيل ويختفي بالنّهار(علة التسمية). ويؤيّده ما جاء في الحديث الصّحيح: (نهى أن يطرق الرّجل أهله طروقاً(مسألة استطرادية) ). أي: يأتيهم فجأةً باللّيل، وفي الحديث الآخر المشتمل على الدّعاء: ((إلاّ طارقاً يطرق بخيرٍ يا رحمن)) ). [تفسير القرآن العظيم: 8/374-375]
تفسير قوله تعالى: (النَّجْمُ الثَّاقِبُ (3) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {الثّاقب}. قال ابن عبّاسٍ: المضيء(معنى الثاقب)د. وقال السّدّيّ: يثقب الشّياطين إذا أرسل عليها(علة التسمية). وقال عكرمة: هو مضيءٌ محرقٌ للشّيطان). [تفسير القرآن العظيم: 8/375]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({النَّجْمُ الثَّاقِبُ} أي: المضيءُ(معنى الثاقب)، الذي يثقبُ نُورُهُ، فيخرقُ السماواتِ (علة التسمية)، والصحيحُ أنَّهُ اسمُ جنسٍ يشملُ سائرَ النجومِ الثواقبِ.
وقدْ قيلَ:إنَّهُ (زُحلُ) الذي يخرقُ السماواتِ السبعِ وينفذُ فيها، فيرى منهَا.
وسُمِّيَ طارقاً،لأنَّهُ يطرقُ ليلاً(علة التسمية) ). [تيسير الكريم الرحمن: 919-920]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) :(3-{النَّجْمُ الثَّاقِبُ} الثَّاقِبُ: المُضِيءُ الشَّدِيدُ الإضاءَةِ، كَأَنَّهُ يَخْتَرِقُ بِشِدَّةٍ ظُلْمَةَ اللَّيْلِ(معنى الثاقب+ علة التسمية). [زبدة التفسير: 591]
تفسير قوله تعالى: (إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ (4) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {إن كلّ نفسٍ لمّا عليها حافظٌ}(المقسم عليه). أي: كلّ نفسٍ عليها من اللّه حافظٌ يحرسها من الآفات(متعلق الحفظ)، كما قال تعالى: {له معقّباتٌ من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر اللّه}. الآية). [تفسير القرآن العظيم: 8/375]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : (والمقسَمُ عليهِ قولهُ: {إِن كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ} يحفظُ عليهَا أعمالَهَا الصالحةَ والسيئةَ، وستجازى بعملِهَا المحفوظِ عليهَا( متعلق الحفظ). [تيسير الكريم الرحمن: 920]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) :(4- {إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ} هَذَا جَوَابُ الْقَسَمِ(المقسم عليه)؛ أَيْ: مَا كُلُّ نَفْسٍ إِلاَّ عَلَيْهَا حافظٌ، وَهُم الْحَفَظَةُ من الْمَلائِكَةِ(جنس الحفظة) الَّذِينَ يَحْفَظُونَ عَلَيْهَا عَمَلَهَا وَقَوْلَهَا وَفِعْلَهَا، وَيُحْصُونَ مَا تَكْسِبُ منْ خَيْرٍ وَشَرٍّ(متعلق الحفظ)، وَالحَافِظُ عَلَى الْحَقِيقَةِ هُوَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ، وحِفْظُ الْمَلائِكَةِ مِنْ حِفْظِهِ؛ لأَنَّهُ بِأَمْرِهِ(حقيقة الحفظ). [زبدة التفسير: 591]
• تلخيص المسائل :
الآية الأولى {والسّماء والطّارق}
_المقسم به + المراد بالقسم : ك
_المقسم به + المراد بالقسم : س
_المقسم به : ش
_معنى الطارق : ش
_ علة التسمية : ش
الآية الثانية : {وما أدراك ما الطّارق}
_علة التسمية : ك
_ الدليل : نهى أن يطرق الرجل أهله طروقا (الحديث) , وأيضا ما جاء في الدعاء : ..... إلا طارقا يطرق بخير يا رحمن.
الآية الثالثة : (النَّجْمُ الثَّاقِبُ (3) )
_معنى الثاقب : ك
_ علة التسمية : ك
_معنى الثاقب : س
_علة التسمية : س
معنى الثاقب + علة التسمية : ش
الآية الرابعة : {إِن كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ}
_ المقسم عليه : ك
_ متعلق الحفظ : ك
_ متعلق الحفظ :س
_متعلق الحفظ : ش
_ المقسم عليه : ش
_جنس الحفظة: ش
تحرير الآية الأولى
_ المقسم به : ك , س , ش
_ المراد بالقسم : ك, س
_ معنى الطارق : ش
علة التسمية : ش
اتفقت أقوال المفسرين الثلاثة ابن كثير , والسعدي والأشقر في المراد بالثاقب , أنه الكوكب أو الكواكب .
الاية الثانية :
_علة التسمية : ك
الاية الثالثة :
_ معنى الثاقب: ك, س., ش
_ علة التسمية : س, ش
_ علة التسمية : ك
اتفقت أقوال ابن كثير والسعدي والأشقر في معنى الثاقب أنه المضيْ وأن سبب التسمية لأنه يثقب الليل , هذا قاله السعدي والأشقر , واختلف معهم ابن كثير في سبب التسمية أنه ثاقب , لأنه يرسل على الشياطين فيثقبها ويحرقها .
الاية الرابعة :
_ المقسم عليه : ك , ش
_ متعلق الحفظ : س, ش .
_ متعلق الحفظ : ك
اتفق السعدي والأشقر في أن الحفظ للأعمال والأقوال والخير والشر من الملائكة الحفظ بأمر الله تعالى , فلا حافظ إلا الله وإنما الملائكة من جند الله , وذكر ابن كثير على أن الحفظ من الملائكة للمحفوظين للسلامة من الافات رعاية وحراسة , مستشهدا بقوله تعالى {له معقّباتٌ من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر اللّه}
2. حرّر القول في:
المراد بالشاهد والمشهود
تحرير القول في الشاهد والمشهود :
_ (يوم الجمعة) ورد في أغلب الأقوال أن الشاهد يوم الجمعة , وورد أيضا أن المشهود هو يوم الجمعة .
_الشاهد يوم الجمعة : روي هذا عن أبي هريرة موقوفا والبغوي قال أن الأكثرون على هذا المراد .ذكر هذا ابن كثير وهو ثاني الأقوال التي ساقها الأشقر في المراد بالشاهد , أما السعدي فقد توسع في المراد بحيث استوعب كل ما قيل في الشاهد والمشهود من أقوال من السلف وغيرهم بقوله :المراد كل شاهد وكل مشهود أيا كانت صفته طالما احتمله المعنى .
_المشهود يوم الجمعة : عن ابن عمر وابن الزبير وعكرمة وابن عباس في أحد أقواله, وابن جرير ذكر أن هذا القول قال به آخرون وساق حديث ( أكثروا علي من الصلاة يوم الجمعة فإنه يوم مشهود) أورد كل هذه الأقوال ابن كثير .
_ المراد المشهود: يوم عرفة , هو قول عن ابن هريرة والبغوي الذي يرى أن الأكثرون أن هذا هو المراد, ذكر هذا عنهم ابن كثير وهو قول الأشقر الثاني مدللا أنه يوم عرفة لشهود الناس فيه موسم الحج وحضور الملائكة ..
_ يوم القيامة : في أغلب الأقوال جاء على أنه يراد به المشهود و قال بهذا ابن عباس , مستدلا بقوله تعالى ( ذلك يوم مجموع له الناس ) والحسن البصري وسعيد بن المسيب ومجاهد والضحاك وعكرمة وابراهيم , أورد هذا ابن كثير.
_ هذه أغلب الأقوال في المراد, وجاءت أقوال أخرى مختلفة منها :
_الشاهد :محمد _صلى الله عليه وسلم _ قاله ابن عباس ووافق هذا القول الحسن البصري مستدلا بقوله تعالى ( فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد) وقال به أيضا عكرمة, ذكر هذا ابن كثير, وهو داخل في قول الأشقر( الشاهد من يشهد في يوم القيامة من الخلائق على جرائم المجرمين)
_ الشاهد: يوم النحر , وهو قول ابن الزبير وابن عمر , ذكر هذا ابن كثير .
_الشاهد : الله _ ابن عباس
_الشاهد : الإنسان _ ابن آدم , ذكر هذا عن مجاهد وعكرمة والضحاك وابن عباس ويدخل ضمنا في قول الأشقر فيراد به من يشهد من المظلومين والمجرمين.