القارئ: الحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين , نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين , اللهم اختم لنا بالحسنى , ولشيخنا ولوالدينا والحاضرين , قال العلامة الطحاوي رحمه الله:
[ونسأل الله أن يثبتنا على الإيمان , ويختم لنا به , ويعصمنا من الأهواء المختلفة , والآراء المتفرقة , والمذاهب الردية , مثل: المشبهة, والمعتزلة , والجبرية , والقدرية , وغيرهم من الذين خالفوا السنة والجماعة , وحالفوا الضلالة , ونحن منهم برءاء , وهم عندنا ضلال وأردياء , وبالله العصمة والتوفيق]
الشيخ: جزاكم الله خيرا , الحمد لله , وبعد.
فهذه هي الجمل الأخيرة من هذه العقيدة المباركة , عقيدة أبي جعفر الطحاوي –رحمه الله تعالى- , حيث بين فيها أصول الاعتقاد في الله -جل وعلا- وملائكته , وكتبه , ورسله , واليوم الآخر , والقدر خيره وشره، وبين فيها تفاصيل الكلام على مسائل كثيرة , تدخل تحت أركان الإيمان الستة، وذكر فيها كعادة من ألف في عقائد السلف ما يتصل بذلك من الكلام في الصحابة , وما وقع من الفتن , والكلام فيمن الأحق بالخلافة؟! والكلام في العشرة المبشرين بالجنة، وما أشبه ذلك من المسائل المتصلة بمسائل الإيمان.
وكذلك ذكر عدة مسائل تتعلق بالقول في أهل العلم , وأننا لا نذكر أهل العلم , سواء أكانوا من أهل الحديث والأثر , أو من أهل الفقه والنظر إلا بالخير، ومن ذكرهم بغير الخير فهو على غير السبيل، وما شابه ذلك من المسائل، وهذه المسائل التي ذكرها حق , ويقرها عامة الأئمة , إلا فيما استثني مما وافق فيه أبا حنيفة –رحمه الله - في بعض مسائل الإيمان ونحوه، مما لاحظنا عليه , ولاحظ عليه العلماء من قبل، وبعض الألفاظ التي تجنبها أولى، كما مر معنا في مواضعه , فلما ذكر ذلك كله، قال: هذا ديننا واعتقادنا ظاهرًا وباطناً، ونحن برءاء إلى الله من كل من خالف , الذي ذكرناه وبيناه، ولا شك أن أبواب الاعتقاد متعلقة بالقلب، والقلب أشد ما يكون في التغير، وأشد ما يكون في التقلب , ولهذا كان من دعائه عليه الصلاة و السلام أنه كان يقول: ((يا مقلب القلوب صرف قلوبنا إلى طاعتك،ويا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك)) ونحو ذلك مما ورد في الآثار.
فالقلب يتقلب سريعًا، وأكثر شيء يتقلب فيه القلب قول القلب , وعمل القلب , والاعتقاد اعتقاد القلب؛ لأن هذه مبناها على العلم، والعلم يُنسى ويذهب , فكلما ترك شيئًا من العلم كلما أثر ذلك على القلب.
فإذا ترك مسائل العقيدة أثر ذلك على عقيدة القلب، إما أثر بنقص العلم , وهذا له أثر في اليقين والاعتقاد الحق، أو اثر بوجود الشبهة مع عدم العلم أو ضعف العلم , والشيطان أفرح ما يكون من الإنسان أن يتغير قلبه؛ لأنه إذا تغير قلبه؛ فإن الجوارح تتغير , كما قال عليه الصلاة و السلام: ((ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله , ألا وهي القلب)).
وفساد القلب يكون بالشبهات وبالشهوات , فإذا عرضت الشبهات وتمكنت -وسبب تمكنها نقص العلم-؛ فإن القلب يفسد , وأعظم ما تعرض الشبهات في مسائل العقيدة، ولهذا ما زال الأئمة وأهل العلم ,والنصحة للأمة حق النصيحة لأئمة المسلمين ولعامتهم , ما زالوا يوصون بالاهتمام بالتوحيد والعقيدة؛ لأنه أقرب ما يكون تغير القلب في العقيدة؛ لأنها تُنسى , وقد تبقى المجملات , لكن التفصيلات تُنسى , ثم تأتي ذنوب القلب شيئًا فشيئًا , ويقع الشبهة، ويقع المرية , ويقع الريب في القلب , ثم يضر الإنسان بنفسه شيئًا فشيئًا.
لهذا من أعظم الأدعية التي علمنا إياها ربنا -جل وعلا- الدعاء بالهداية إلى الصراط المستقيم، في الصلاة:] اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ [.
والهداية للصراط طلب بأن نُهدى إلى الصراط , والصراط هو الإسلام , والقرآن والسنة، والإسلام والإيمان والقرآن والسنة له تفاصيل , تفاصيل مختلفة، الإسلام شيء يتعلق فيه بالقلب، وشيء يتعلق بالجوارح والعمل، والإيمان يتعلق بالقلب، والقرآن ثم أشياء كثيرة في آيات في التوحيد وفي الغيبيات، هذه كلها عقائد , والسنة كذلك،
فإذن طلب الهداية إلى الصراط المستقيم في الحقيقة لمن أحسن هذا الطلب وطلبه بحق , وتضرع إلى الله -جل وعلا- به رغبة في تحقيق هذا , المراد الأعظم هو عدم رضا عن النفس؛ لأن النفس لابد أن يكون فيها نقص عن تمام الهداية للصراط المستقيم، فلا دعاء الإنسان أحوج إليه من هذا الدعاء:] اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ [.
ولهذا كان من لطف الله –جل وعلا- بعباده أن جعل هذا الدعاء هو أول دعاء في القرآن وأول سؤال في القرآن , وهو أول سؤال واجب أيضًا في الصلاة، فإن أول سؤال في الصلاة واجب , دعاء الاستفتاح ليس بواجب، هو الهداية للصراط، وهذا من أعظم الأدعية؛ لأن القلب يتقلب , والإيمان يتغير , والإسلام يتغير في العبد , وهذا كله بحكم ضعف العلم وزيادته , وضعف التطبيق وزيادته، لهذا أحسن العلامة أبوجعفر الطحاوي –رحمه الله - حين دعا بهذا الدعاء في خاتمة هذه الرسالة والعقيدة الطيبة: فقال:
" نسأل الله تعالى أن يثبتنا على الإيمان، ويختم لنا به , ويعصمنا من الأهواء المختلفة ". وهذا يبين مقام هذا السؤال عند هؤلاء العلماء الربانيين؛ لأنهم يسألون الله الثبات على الإيمان , الذي شرح في هذه العقيدة أركانه , وبينها , ومع ذلك هو أشد ما يكون حاجة إلى الثبات على الإيمان , وإلى الختم له في حياته به، لشدة معرفته بأن هذا الإيمان يُسلب، سواء أكان سلبًا كاملاً، أم سلب بعض كماله , أو بعض التفاصيل فيه، أو بعض أجزائه، فدعا بهذا الدعاء المتضمن الثبات على الإيمان , والذي تضمن أيضًا العصمة من الأهواء المختلفة والآراء المتفرقة.
وهل مثل هذا العالم الذي علم أحوال هذه الفرق الضالة من المشبهة , والمعتزلة , والجهمية , والجبرية , والقدرية , ومن نحا نحوهم , كالمرجئة , والخوارج , والرافضة وأشباه هؤلاء، هل من علم هذا العلم الواسع يخشى على نفسه؟! نعم , من علم خشي،وهذا هو الواقع؛ لأن الشيطان حريص , ولأن الإنسان ضعيف جدًا، فلما كان الأمر كذلك , كان واجبًا على العبد وجوب وسائل أن يحرص على أمرين:
الأول:
العلم، العلم النافع بالعقيدة الصحيحة , والتوحيد بدلائله من الكتاب والسنة ,وأن يكون ذلك ظاهرًا في قلبه، لا شبهة عنده فيه، مستحضرًا له , مراجعًا له في كل حال؛ حتى يسلم قلبه من أن يكون فيه فجوة يدخل منها الشيطان، ثم مع إتيانه بوسيلة العلم فلابد من استغاثته بالله , وسؤاله لمولاه ألا يزيغ قلبه بعد إذ هداه، وهذه مسألة عظيمة , وسؤال جليل , وإنما يعرف شدة الخطر من علم حق الله -جل وعلا-، وما له من الأسماء والصفات، وعلم أثر هذه الأسماء والصفات في ملكوت الله -جل وعلا-، فكم تقلب قلب أحد , وكم ضل من فلان , وكم ضل من إنسان , وكم زاغ من قلب!... إلى آخره.
فنسأل الله -جل وعلا- بأسمائه الحسنى وصفاته العلا أن يثبتنا على الإيمان , أن يختم لنا ولوالدينا ولأحبابنا به , وأن يعصمنا من الأهواء المختلفة، والآراء المتفرقة , والمذاهب الرديئة , إنه سبحانه جواد كريم.
والأهواء المختلفة هذه منها ما هو كفري، ومنها ما هو دون ذلك وقبل , أو إمام الحنفاء إبراهيم الخليل -u- دعا بتلك الدعوات الصالحة , التي قال فيها:
] وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الأَصْنَامَ * رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيراً مِّنَ النَّاسِ [. فجعل الأصنام مضلة لكثير من الناس , لما يقع في القلوب منها , أو من أولياءها من الشبهة , فسأل ربه أن يجنبه , وأن يجنب بنيه عبادة الأصنام، وهذا يدل على عظم خوف الخليل إبراهيم (u) من هذا الزيغ , وهو الكامل , وهو الخليل , وهو المجتبى عند ربه جل وعلا.
ولذلك تحفظون كلمة إبراهيم التيمي من التابعين –رحمه الله- عند تفسير هذه الآية , كما رواه ابن جرير وغيره , حين تلا هذه الآية قال: ومن يأمن البلاء بعد إبراهيم، وهذا يدل على أن الناصح حقًا لنفسه وللأمة ولأئمة المسلمين ولعامتهم حقًا من نصح حقًا؛ فإنه يوصيهم بالاهتمام بتوحيد الله -جل وعلا- , الذي هو حق الله على العبيد , وبتصفية القلب من أدران العقائد الفاسدة؛ لأنه بصلاح القلب وبسلامة عقيدته يبارك الله –جل جلاله- في قليل العمل، فإن العمل القليل يُبارك ويزيد ويضاعفه الله –جل وعلا- إذا سلم القلب , وسلمت العقيدة؛ فإن الله يبارك , أما إذا كان العمل كثيرًا والعقيدة فاسدة؛ فإن هذا ليس بشيء.
ومن محاسن كلام أبي الدرداء الذي ذكره شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب في كتابه ‘‘فضل الإسلام‘‘ أن أبا الدرداء (t) كان يقول: يا حبذا نوم الأكياس وإفطارهم , كيف يغبنون سهر الحمقى وصومهم، ولمثقال ذرة من برمع تقوى ويقين , بر يعني: في الأعمال الظاهرة , مع تقوى لله –جل وعلا- وخوف ويقين في اعتقاده ويقين فيما ضمه قلبه.
قال: ولمثقال ذرة من بر مع تقوى ويقين أعظم من أمثال الجبال عبادة من المغترين، وهذا هو الواقع , ومن تأمل الكتاب والسنة وجد ذلك صحيحاً.
فنسأل الله -جل وعلا- العصمة من الأهواء المختلفة , وألا يزيغ قلوبنا بعد إذا أهداها، وهذه الجملة إلى آخره فيها مسائل:
المسألة الأولى:
عِظم شأن الدعاء , وخاصة إذا ذكرت المذاهب الرديئة وذكر الاعتقاد الحق؛ فإن الواجب على المسلم ألا يأمن , بل الواجب عليه أن يخاف ويحذر , ويعمل بأسباب الحذر، وأن يتقرب إلى الله -جل وعلا- بالدعاء العظيم؛ لأن الله (Y) يجيب من سأله , ويعطي من دعاه سبحانه , وهذا الأصل يدخل تحت ما مر الكلام عليه من منفعة الدعاء وإجابة الله -جل وعلا-للدعاء وقضاء الحاجات.
المسألة الثانية:
ذكر هنا: الثبات على الإيمان، والثبات على الإيمان نوعان:
ثبات على أصله 2- وثبات على كماله , والعبد محتاج إلى هذا وهذا، وأهل العلم بالله -جل وعلا-يسألون الله سبحانه , ويلحون في السؤال أن يُثبتون على كمال الإيمان، وأن يغفر لهم ما فيه من نقص، فقوله هنا: " أن يثبتنا على الإيمان ". يعني على كماله. بكمال الاعتقاد وكمال العمل.
المسألة الثالثة:
قوله هنا: " ويختم لنا به". الخاتمة من أعظم وسائل النجاة إذا أحسنها الله -جل وعلا-، فمن حسنت خاتمته فهو إلى الجنة إنشاء الله، ومن ساءت خاتمته فهو على خطر , ولهذا جاء في الحديث الصحيح: ((إن العبد يعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع , فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار , فيدخل النار. وإن العبد ليعمل بعمل أهل النار , حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع , فيسبق عليه الكتاب , فيعمل بعمل أهل الجنة، فيدخل الجنة)).
فالخاتمة هي المقصود , أن يختم للعبد بما يحب الله -جل وعلا- ويرضى، وإذا كان الأمر كذلك؛ فإن حسن الخاتمة منوط بمعرفتها، يعني: إحسان العبد خاتمته منوط بمعرفتها , أن يعرف متى تنتهي حياته حتى يستعد، وإذا كان ذلك محالاً أن يعلم متى سيموت , ومتى سينتهي؛ فإن الواجب حينئذ أن يحذر صباح مساء، وليلاً ونهارًا، أن يحذر من سوء الخاتمة، وهذا هو عمل الأكياس وعمل الصالحين. جعلنا الله -جل وعلا- منهم , وغفر لنا ذنوبنا، أنهم يستعدون للخاتمة , والاستعداد للخاتمة من وسائل النجاة، وهما استعدادان:
استعداد في صلاح القلب.
واستعداد في صلاح العمل.
والاستعداد في صلاح القلب هو بالعلم النافع الذي ورث في القلب , العلم بالله -جل وعلا- ومعرفته , وأسمائه , وصفاته، واليقين في ذلك، ثم العمل الصالح بأن يمتثل الأمر , ويجتنب ما نهى الله -جل وعلا- عنه , أو نهى عنه رسوله (r) وأن يستغفر من الذنوب والخطايا.
المسألة الرابعة:
عبر هنا بالعصمة في قوله: "ويعصمنا من الأهواء المختلفة ". والعصمة كلمة لم يكن لها استعمال شائع عند السلف , ولم تأت بهذا المعنى في الكتاب ولا في السنة،ولهذا العصمة في الحقيقة تحتاج إلى تفصيل؛ لأنها بهذا المعنى , يعني: العصمة من الذنوب , العصمة من البدع، فيها حق وفيها باطل، وسبب ذلك أن العصمة معناها أن يُعصم من الذنب , والذنب قد يكون في العقيدة، فيكون بدعة , وقد يكون في العبادة تقصيرًا أو زيادة فيكون ما بين الإثم في البدع أو في ترك الواجبات، ولهذا وجب أن تُفسر العصمة في هذا الموضع , وفي كل موضع استعملها فيه أهل العلم. أن تفسر بالمعنى الصحيح؛ لأنها مجملة ولا أحد يُنزه عن.. يعني: بعد رسول الله (r) يُنزه عن جنس الذنب، فقد يكون الذنب ذنب قلب، وقد يكون الذنب ذنب عمل جوارح، والعصمة توهب. كما قال هنا: " نسأل الله العصمة"؛ لأن العصمة يهبها الله –جل وعلا- , وإذا كانت معناها عدم الوقوع في الذنوب المخلَّة , فهي إنما وهبها الله –جل وعلا- لرسوله (r،) أما الأمة فلم توهب هذا النوع , وهو أنه يعصم مطلقًا من كل ذنب , ذنب اعتقاد، ذنب قلب , أو ذنب عمل.
وإذا كانت توهب فالعصمة ليست لله –جل وعلا- أو يُقال: الله معصوم عن كذا، أو كما قال بعضهم: العصمة لله ولرسوله (r،) فالعصمة لله ملكًا , هو الذي يملكها , لكنه لا يوصف بها، يملكها ملك , كما يملك سائر ما في الملكوت، من أعيان وغيرها،فهو الذي يُعطي العصمة ويهبها لمن شاء من أنبيائه , فإذا كان كذلك، تلخص الأمر في أن العصمة الكاملة هي للنبي (r) وأما من عداه من الأمة فلم يُعط العصمة الكاملة،ولابد أن يقع في الذنب يُصيبه، والذنوب كما ذكرنا قسمان:
1- ذنوب اعتقاد 2-وذنوب عمل.
وذنوب الاعتقاد ليست موجودة في الصحابة رضوان الله عليهم , ولهذا يصح أن تقول: عصم الله الصحابة من الخلل في العقيدة , عصم الله السلف من مجانبة الحق في الاعتقاد، وهذا هو الواقع؛ لأنهم أجمعوا على مسائل التوحيد والعقيدة، والأمة لا تجتمع على ضلال.
أما العمل فلم يعصموا , يعني: الذنوب , لم يعصموا , لهم ذنوب والنبي (r) , علم أبو بكر أن يدعو بقوله: ((اللهم إني ظلمت نفسي ظلمًا كثيرًا، ولا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي)). حتى صغائر الذنوب ربما يعني: حصلت من النبي (r) مما لا يقدح في الرسالة، ولهذا قال الله -جل وعلا-: ] إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُّبِيناً * لِّيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ [
فإذن مقصده هنا من الدعاء هذا أن يعصمنا من الأهواء المختلفة, والآراء المتفرقة, والمذاهب الرديئة، يعني: أن يسلك الله -جل وعلا- به سبيل السلف؛ لأنهم عُصموا من أن يسلكوا الأهواء المختلفة أو الآراء المتفرقة , أو المذاهب الرديئة. فمعنى سؤال العصمة هنا أن يلزم طريقة السلف الصالح , الصحابة والتابعين الذين لم تظهر فيهم هذه الأهواء والآراء والمذاهب الرديئة.
المسألة الخامسة:
مثل بعد ذلك بأمثلة للأهواء والآراء والمذاهب، فقال: " مثل: المشبهة , والمعتزلة , والجهمية... إلى آخره". هذه الفئات يُطلق عليها أهواء، ويطلق عليها فِرق، ويُطلق عليها آراء، ويُطلق عليها مذاهب، فيصح أن تقول: المعتزلة من الأهواء , كما يستعملها السلف , أو يعني: أئمة السنة في القرون الأولى، وقد يقولون: الجهمية مذهب رديء , أو إياك وهذه الأهواء، وهو جمعها.
(الوجه الثاني)
المسألة الخامسة:
مثل بعد ذلك بأمثلة للأهواء والآراء والمذاهب، فقال: "مثل: المشبهة , والمعتزلة , والجهمية... إلى آخره ". هذه الفئات يُطلق عليها أهواء، ويطلق عليها فِرق، ويُطلق عليها آراء، ويُطلق عليها مذاهب، فيصح أن تقول: المعتزلة من الأهواء , كما يستعملها السلف , أو يعني: أئمة السنة في القرون الأولى، وقد يقولون: الجهمية مذهب رديء. أو إياك وهذه الأهواء، وهو جمعها , لاستعمال الأئمة في وقته وما قبله لها، فإذن المعتزلة أهواء , والجهمية أهواء وآراء ومذاهب , إذا تبين ذلك فنفصل الكلام في معنى هذه الفرق، قوله: مثل(سقط):
ظهرت فرق شبهت الله -جل وعلا- في الصفات بخلقه , سواء أكانت صفات الذات , أو صفات الأفعال، فيحكى هذا عن طائفة كالجواربي ونحوه، ويقال لهم: المجسمة , كما عند مقاتل بن سليمان ونحوه، والمقصود بها تشبيه الله -جل وعلا- بخلقه , ويريدون بالتشبيه التمثيل، فيقولون: وجه الله كوجه الإنسان، كوجه ابن آدم، ويده كيده، وعيناه كعينا ابن آدم، وأصابعه كأصابع… إلى آخره.
ويقولون إن هذا مقتضى النص المشابهة , مقتضى النص المماثلة , وهؤلاء يقال لهم أيضًا: المجسمة، قد ذكرت لكم فيما سبق أن كلمة التشبيه فيها بحث , وأن الذي جاء في النصوص هو التمثيل، فهم مجسمة , ممثلة , مشبهة , تصح هذه الاستعمالات جميعًا.
وثم قسم ثاني من التشبيه، لا يدخل في هذه الفئة أو الطائفة أو المذهب , وهو تشبيه المخلوق بالخالق، وأن يُجعل للإنسان صفات مثل صفات الله -جل وعلا- , مثل عيسى (u) جعلوه إلهًا , وجعلوا له صفات تختص به كصفات الله، ومثل الذين عبدوا الأولياء والموتى، جعلوا لهم التصرف في الربوبية , وجعلوا لبعضهم ربع العالم، ولبعضهم سُبع العالم، ولبعضهم جزءًا من أربعين جزءًا من العالم , حتى إن بعضهم ألف في أن ببلدة كذا أربعين من الأولياء الصالحين هم الذين بيدهم تصريف أمورها من الأموات.
وثم رسائل كثيرة في ذكر هذا الأمر، وهؤلاء الذين شبهوا المخلوق بالخالق في التصرف في الربوبية يعني: في الملك , جعلوه بتفويض الله له، نعم. لكنهم جعلوا التصرف له، فهم على أربع فئات:
منهم من جعله لواحد، وهو المسمّى عندهم بالغوث الأكبر , أو القطب الأعظم أو نحو ذلك، ومنهم من جعل التصرف في الأرض في هذا الملكوت لأربعة من الأولياء , يختلفون في تحديد الأربعة , ومنهم من جعله لسبعة، ومنهم من جعله لأربعين، والصوفية الغلاة الذين يدعون هذه الادعاءات الباطلة، التي خالفوا بها طريقة السلف أصلاً وفرعًا وسلوكًا , وابتدعوا هذا الضلال والكفر، ألفوا كتبًا كثيرة في هذا الباب , في تصرف هؤلاء في الملكوت , أو في أرزاق أهل الأرض , أو في أحوالهم.
الفئة الثانية..يعني:الكلام حول الفرق يطول، تأخذونه من المطولات.
الفئة الثانية:
المعتزلة, المعتزلة هم أتباع عمرو بن عبيد، وواصل بن عطاء اللذين كانا من تلامذة الحسن البصري ,كما هو معلوم , ولما دخلوا في البحث في مسائل الإيمان يعني: الأسماء والأحكام، الإيمان والحكم على مرتكب الكبيرة والكلام على الصحابة الذين تقاتلوا، خالف عمرو بن عبيد الحسن،وكذلك واصل بن عطاء , فاعتزلا حلقة الحسن البصري , فسُئل الحسن عنهم , فقال: هؤلاء المعتزلة , فبقي الاسم عليهم،فكثر أتباعهما حتى تقعد مذهبهم , وسمي بمذهب المعتزلة، وبنوا ذلك بعد الانعزال، وتفصيل المذهب والنقاشات وما حصل من تطور فيه، بنوه على أصول خمسة عندهم , وهي المسماة الأصول الخمسة عند المعتزلة وهي:
1- التوحيد 2- والعدل 3- والوعد والوعيد 4- والمنزلة بيد المنزلتين 5- والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وألفت فيها المؤلفات لتقعيدها في القرن الثاني الهجري، وهذه الأصول الخمسة جعلوها أصولاً عقلية، دل عليها العقل، وأما الدليل النقلي أو السمع فهو تابع له، ولهذا جعلوا دليلهم في الغيبيات ودليلهم في الأصول الخمسة، جعلوه دليلاً واحدًا , وهو العقل , هو الحجة والنقل مفصل له أو تابع أو شاهد كما يزعمون.
وهذه الأصول الخمسة ثم تفاصيل لهم فيها، تأخذونها من مواطنها، والمعتزلة فئات , وفرق مختلفة , في معتزلة البصرة , وهم الأوائل , وثم معتزلة بغداد، وهؤلاء هم الذين قعدوا مذهب الاعتزال، وألفوا فيه , وأجابوا عن الشبه عليه، وهناك من ألف في طبقات المعتزلة وفرق المعتزلة، والمعتزلة قد يتفقون في المسألة , وقد لا يتفقون.
ولذلك تجد في بعض المسائل يقال: مذهب المعتزلة كذا , لكن إذا بحثت وجدت فيه اختلاف، فمن أثبت يكون مصيبًا , ومن نفى يكون مصيبًا باعتبار من نقل عنه , وباعتبار مدارس المعتزلة وفرق أهل الاعتزال، فليسوا فرقة واحدة , لكن في تفسير الأصول الخمسة وفي أصولها , أصول التوحيد عندهم أصول العدل , المنزلة بين المنزلتين،والوعد والوعيد ,والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر , في الأصول يتفقون , لكن في التفاصيل يختلفون.
الفرقة الثالثة:
الجهميّة، والجهمية ينسبون إلى جهم بن صفوان الترمذي، وكان عالماً فقيهًا، وينسب إلى الحنفية في الفقه، ولكنه لشدة اعتنائه بالرأي كان يُناظر , ويكثر من المناظرة، حتى ناظر طائفة من دُهرية الهند، الدُهرية بضم الدال ينسبون إلى القول بالدهر:] وَمَا يُهْلِكُنَا إِلاَّ الدَّهْرُ [ ينسبوا إلى الدهر، دُهري بضم الدال على غير قياس، كما قاله المرتضى الزبيدي في تاج العروس، وقاله غيره، المقصود ناظره قوم من الدُهرية , يقال لهم: السُمنية في الصفات؛ لأنهم لا يؤمنون بوجود الله أصلاً، ويريد هو أن يقنعهم بوجود الله.
فجرى منه معهم مناظرة ذكرتها لكمبمكان آخر، فآل به الأمر نتيجة المناظرة وتوابعها وما حصل، وقد ذكر أصل القصة البخاري في خلق أفعال العباد، نتج عن ذلك أنه نفى الصفات , وعطل الرب -جل وعلا- من صفاته , وآمن بالوجود المطلق.
والجهمية في مسائل العقيدة يذهبون في الصفات إلى النفي، فينفون عن الله -جل وعلا- كل الصفات , ويجعلون الصفة الواحدة الموجودة هي صفة الوجود المطلق , ويقولون بشرط الإطلاق , وفي الأسماء يثبتون الأسماء كدلالات على الذات , أسماء أعلام ويفسرونها بمخلوقات منفصلة , فيجعلون الكريم هو الذات التي حصل عنها إكرام فلان، يعني: يفسرونها بالكرم , الذي خلقه الله القوي بالقوة التي خلقها الله العزيز بالعزة التي خلقها الله، يعني: في الإنسان , في المخلوق , يعني: من حيث هو.
فيجعلون تفسير الأسماء في القرآن أو بالسنة يفسرونها بمخلوقات منفصلة؛ لأنه لا دلالة للأسماء على صفة؛ لأنهم ينفون الصفات، وإنما يجعلونها دالة على.. يعني: علم لا تفسير لها من حيث العلمية , لكن تفسيرها من حيث الصفة بأنها مخلوقات منفصلة , لهذا قال بعض أهل العلم: ينفون الأسماء والصفات ,الجهمية ينفون الأسماء والصفات , وهذا صحيح باعتبار الحقيقة.
وطائفة يقولون: لا، لا ينكرون الأسماء باعتبار أنهم يثبتون شيئًا من الأسماء على طريقتهم؛ لأنهم الأسماء دلالات على ذات بدون صفة في الاسم، وإنما هو مثلما تقول مثلاً: ماء وسلسبيل، أو تقول في السيف: حسام ومهند وسيف.. إلى آخره للدلالة على شيء واحد بدون صفة , أما صفة أنه يحسم فلا، أما صفة أنه صنع في الهند فلا، أما صفة أنه كذا فلا، هم يجعلونها من جهة الدلالة على الذات واحدة , ومن جهة الدلالة على الصفات، أنها لا تدل على صفة، ولهذا في الآيات يفسرون الأسماء في الآيات بالمخلوقات المنفصلة , يعني أثر الصفة في المخلوق , ويجعلونه مخلوقاً، أما في الإيمان، فالجهمية مرجئة , وهم أشد فرق الإرجاء؛ لأنهم قالوا: يكفي في الإيمان المعرفة فقط ,ففرعون عندهم مؤمن , وإبليس عندهم مؤمن , ولم يكفر فرعون عندهم بعدم الإيمان، وإنما بمخالفة الأمر، وإبليس لم يكفر بعدم الإيمان، بل بمخالفة الأمر وهكذا..
وهذا القول مشهور عنهمبأنه يكفي في الإيمان المعرفة، وفي القدر هم جبرية , يرون أن الإنسان في أفعاله هو كالريشة في مهب الريح , لا اختيار له البتة، هو مجبر على كل شيء، وأنه يُفعل به , ولا يفعل شيئًا، وفي الغيبيات ينكرون كل ما لا يوافق العقل من أمور الغيب، وفي الآخرة ينكرون دوام الجنة والنار، ويقولون: الجنة لا تدوم , والنار لا تدوم؛ لأن دوام الجنة والنار ظلم , فتفنى الجنة , وتفنى النار معًابخلاف المعتزلة , فإنهم يقولون: بفناء النار والجنة كدار نعيم وعذاب , لكن التلذذ والألم يبقى، فيستمر التلذذ , ويستمر الألم , ولا تستمر الدارفي أقوال مختلفة , نسأل الله –جل وعلا- السلامة منها , ومما جر إليها، المقصود فيه مباحث ترجعون , إليها في مواطنها.
الفرقة التي بعدها الجبرية: والجبرية مذهب منسوب إلى القول بالجبر، والجبر هو أن الله أجبر الإنسان المكلف على أفعاله، والجبرية قسمان:
جبرية غلاة، وجبرية متوسطة , أو غير غُلاة، أما الجبرية الغلاة فهم الجهمية الذين يقولون: إن... وغلاة الصوفية (اللي) ينفون أصل الاختيار , ويقولون: إن الإنسان كالريشة في مهب الريح، وأما الجبرية غير الغلاة فهم الذين يثبتون الجبر باطنًا والاختيار ظاهرًا، يقولون: هو مجبور في الباطن , ومختار في الظاهر، هؤلاء الأشاعرة ومن نحى نحوهم، وقد مرّ معنا البحث في هذه المسألة، وأنهم اخترعوا لفظ الكسب , وجعلوه مخرجًا للعلاقة ما بين جبر الباطن واختيار الظاهر , مما ابتدعوه وأحدثوه، وذكرت لكم أن الكسب على ثلاث إطلاقات:
فيه كسب عند أهل السنة
وكسب عند الجبرية
وكسب عند القدرية ترجعون له في مكانه.
التي بعدها القدرية، القدرية ينسبون إلى القدر , لا لإثباته ولكن لنفيه، فهي نسبة إلى من لا يُثبت , نسبوهم إلى القدر؛ لأنهم لا يثبتونه، والذين ينفون القدر أقسام متنوعة , يجمعهم أنهم ينفون مرتبة من مراتب القدر , وأشهر المسائل التي نفي فيها القدر مسألتان:
المسألة الأولى:
العلم السابق وقد نفته طائفة.
والمسألة الثانية:
عموم خلق الله -جل وعلا- للأشياء , ومشيئته الشاملة لكل شيء، وقد نفته طائفة.
أما الذين نفوا العلم فهي القدرية الغلاة , الذين خرجوا في زمن الصحابة رضوان الله عليهم , ورد عليهم الصحابة وتبرؤوا منهم , وأخبروا بأنهم ليس لهم في الإيمان ولا في الإسلام نصيب , وهم الذين قال فيهم الإمام الشافعي –رحمه الله-: ناظروا القدرية بالعلم، فإن أقروا به خُصموا , وإن أنكروه كفروا؛ لأنهم ينكرون علم الله السابق , ويقولون إن الأمر أُنَف , يعني:مستأنف، لا يعلم الله الأشياء عندهم إلا بعد وقوعها، لا يعلم الأشياء قبل أن تقع، أعاذنا الله منهم.
أما القدرية الذين نفوا مرتبةعموم المشيئةوعموم خلق الله للأفعال فهؤلاء طائفة كبيرة , أصل مذهبهم أهل الاعتزال معتزلة , حتى صار عند كثيرين , أن المراد بالقدرية النفاة، المعتزلة في الحقيقة القدرية لفظ يصح إطلاقه على كل من لم يؤمن بالقدر، على ما جاء في الكتاب والسنة , بنفي لشيء منه،ولهذا يدخل في القدرية من اعترض على القدر , أو على أفعال الله جل وعلا , أو على الحكمة، فقد قال فيه ابن تيمية في تائيته القدرية:
ويُدعى خصوم الله يوم معادهم.
يعني: يا معشر القدرية ,هلموا إلى النار جميعاً، سواء نفوه أو سعوا ليخاصموا به الله , أو ماروا به في الشريعة , أو كما قال فجعل نفي شيء من القدر , يدخل صاحبه في القدرية، وجعل أيضًا المخاصمة والمجادلة كحال المشركين، القدرية الذين قالوا:] لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلاَ آبَاؤُنَا [.
هؤلاء يدخلون في القدرية؛ لأنهم نفوا حكمة الله -جل وعلا- التي هي أساس في القول بالقدر , كما جاء في القرآن وسنة النبي العدنان عليه الصلاة و السلام.
ثم بحوث أخرى أيضًا تؤخذ من كتبها، قال: "وغيرهم "؛ لأن الفرق كثيرة , والمذاهب الرديئة والأهواء والآراء مختلفة، وليشمل أيضًا ما ظهر في زمانه وما قبله، وما سيظهر أيضًا في الأزمنة الأخرى، فممن لم يذكرهم الخوارج والشيعة الغلاة، والمرجئة الغلاة قد يدخلون مع هؤلاء في شيء من الأقوال، ويدخل أيضًا العقلانيون في ذلك الزمان وما بعده، ويدخل غلاة المتصوفة، ويدخل الذين ابتدعوا طرقًا بين هذا وهذا , لهذا أوصلهم النبي (r) إلى اثنتين وسبعين فرقة، قال بعد ذلك:"من الذين خالفوا السنة والجماعة ". وهذه هي المسألة السادسة، وحالفوا الضلالة إلى آخره.
قال: "خالفوا السنة والجماعة ". وهذا مما يؤكد لك أن قصده بالثبات على الإيمان والعصمة من الأهواء هي موافقة الجماعة , وهي الجماعة الأولى جماعة الصحابة وجماعة التابعين , الذين لم يفرقوا بين ما أنزل الله –جل وعلا- على رسوله، بل آمنوا به جميعًا , وحملوا المتشابه على المحكم , ولم يبتدعوا دينًا , لم يأذن له الله –جل وعلا-، ومخالفة السنة والجماعة قد تكون مخالفة كبيرة جدًا، توصل صاحبها إلى الكفر، والعياذ بالله , كحال الجهمية ومن نحى نحوهم، والمشبهة المجسمة، وقد تكون المخالفة أقل من ذلك , فتوصل صاحبها إلى ما دون الكفر، وقد تكون بدعاً مغلظة , وقد تكون بدعًا خفيفة.
فكل مخالفة للسنة والجماعة على النحو الذي أوضحنا في معنى السنة والجماعة في مكان سابق، كل مخالفة للسنة والجماعة هذا مذهب رديء ولا شك , لكن صاحبه يكون ذنبه بقدر ما خالف، ومن خالف السنة والجماعة؛ فإنه لابد أن يكون حليفًا للضلال، لهذا قال بعدها:" وحالفوا الضلالة ".
فلا يمكن للإنسان أن يكون مخالفًا للجماعة وعلى مذهب رديء في الاعتقاد , ولا يُقال: إنه ضال، الله -جل وعلا- وصف المرأة إذا أخطأت أو لم تدرك تمام الحقيقة في الشهادة بأنها تضل ,فقال -جل وعلا-: ] أَن تَضِلَّ إْحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى [ لأنها لم تصل إلى الحق والصواب الواقع , فكيف بحال هؤلاء! فلا شك أنهم ضُلاَّل.
وأرى أن بعض الناس يستنكف في ذكر بعض مسائل العقائد والتوحيد أن يصف المخالف للسنة والجماعة بأنه ضال، بل هو ضال؛ لأنه ضل الطريق، وقد يكون ضلاله كبيرًا جدًا، وقد يكون قليلاً، لكنه ضل السبيل؛ لأنه خالف السنة والجماعة، وحالف الضلالة , كما ذكر المؤلف رحمه الله تعالى.
المسألة الأخيرة:
أعلن براءته منهم , قال وهم عندنا ضُلاَّل وأردياء , نحن منهم برءاء أو براء، وهذا هو الواجب من المسلم أن يتبرأ جملة وتفصيلاً، أن يتبرأ من القول، من المذاهب الرديئة ومن أصحابها؛ لأن هذا عقيدة؛ لأن ذلك اهتداء بهدي إبراهيم الخليل(u) إذ قال الله –جل وعلا- في شأنه:] قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ [ يعني: من المرسلين {إذا قالوا لقومهم} يعني: لأقوامهم ] إِنَّا بُرَءاؤاْ مِّنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ [ فأعلن البراءة منهم , ومما عبدوا, يعني: من العبادة ومن العابدين، يعني من العبادة، ومن الذين عُبدوا ومن العابدين، هذا هو الواجب , أن المرء يتبرأ، ولا يقول:أتبرأ من العمل دون صاحب العمل، فإن هذا لا أصل له، بل نتبرأ من العمل ومن صاحبه الذي عمل بالبدع والضلالات أو بالشركيات , فلا مكان للتفريق ما بين تبرأ ما بين العمل , وبين صاحب العمل، وإذا كان كذلك فهل البراءة من العمل ومن صاحبه هل هي في حكم واحد؟.
الجواب: أنها ليست في حكم واحد , البراءة من العمل واجبٌ.. العمل الكفري الشرك في نفسه واجب , ومن لم يتبرأ فإنه لم يوحد , فهو داخل في معنى الشهادتين، يعني:فإذا دخلنا في الشرك البراء الولاء والبراء في نفس العمل , هذا داخل في حقيقة التوحيد، ولاء للتوحيد وبراء من الشرك، ولاء للتوحيد كفعل وعقيدة، وبراء من الشرك كفعل وعقيدة، أما موالاة أهل التوحيد والبراءة من أهل الشرك فهي واجب , لكن ليس تركها كفرًا إلا بشروط وتفاصيل.
ولهذا يذكر العلماء في التوحيد وفي غيره أن البراءة متلازمة، البراءة ملازمة لمعنى التوحيد , لمعنى الشهادة لله –جل وعلا- بالوحدانية،وهكذا البراءة من أهل البدع ملازمة للسنة، فكما أن البراءة من الشرك ملازمة لكلمة التوحيد , ليست ملازمة يعني: هي من معنى كلمة التوحيد , فكذلك البراءة من البدع ملازمة للسنة، فلا يتصور من جهة الحق أن يكون مواليًا للسنة , وهو ليس متبرئًا من أهل البدع، إلا إذا كان لم يفهم السنة , أو أن عنده نوع هوى تفريق , فمن والى السنة فلابد له أنه يتبرأ من البدعة , ومن والى أهل السنة فلابد أن يتبرأ من أهل البدع، لكن إذا حصل هذا التبرء عقيدة فهل يلزم منه أن يُظهر في كل حال؟
لا, إظهاره بحسب المصلحة، إظهاره بحسب المصلحة الشرعية، قد يُظهر ويكون إعلان للبراءة ظاهرًا , والتبرء من الأشخاص وقد يُؤخر بحسب ظهور السنة وخفائها , وما يُنظر في ذلك من المصالح.
المسألة الأخيرة:
قال في آخرها: "وبالله العصمة والتوفيق ". وذكرنا لكم ما في العصمة من البحث سابقًا، وأن الله -جل وعلا- لم يعط العصمة لأحد بعد الأنبياء، الأنبياء هم المعصومون، وأما سائر البشر فهم على خطر في قلوبهم وفي أعمالهم، وبالله التوفيق ".والتوفيق هو الهداية لطريق الرشاد , والإعانة على سلوك هذا الطريق جملة وتفصيلاً، رحم الله أبا جعفر الطحاوي رحمة واسعة , وجزاه خيرًا، فكم انتفع بكتابه هذا وبعقيدته الناس، ونسأل الله -جل وعلا- أن يغفر لنا وله زللنا وخطأنا وجدنا وهزلنا، اللهم إنا نعوذ بك أن نشرك بك شيئًا نعلمه , ونستغفرك مما لا نعلم:] رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا[ واغفر لنا ذنوبنا , وتوفنا وأنت راضٍ عنا، اللهم هيئ لنا من أمرنا رشدا، واجعلنا سالكين لسبيل السلف الصالحين، ومستمسكين بطريق السنة والجماعة، ربنا هب لنا من لدنك رحمة , وهيئ لنا علمًا نافعًا وعملاً صالحاً، وأعنا على ذلك ووفقنا إليه، وكم استفدنا من هذا الكتاب من فوائد , ولا شك أن طالب العلم لا يستغني عن مطالعة المختصرات ومعرفة شروحها مهما ظن أن المسائل واضحة عنده.
فثم مسائل في هذا الكتاب كما ترون ما مررنا عليها , لا في الواسطية , ولا في لمعة الاعتقاد، ثم مسائل جديدة فيه لم تكن في غيره، فطالب العلم في تكراره لقراءة كتب العلم ولشرحها استماعًا أو أداءً , فإنه ما بين معلومة يؤكدها ويثبتها، وما بين شيء جديد يستفيده.
وفي الختام أرجو وآمل لي ولكم أن نصبر على طريق العلم؛ لأنه في الحقيقة من أراد نجاة نفسه فإنه لا نجاة إلا بالعلم والعمل الصالح، وأن أعظم ما تكون به النجاة العلم بالتوحيد , وبالعقيدة الصحيحة؛ لأن هذا فيه صفاء القلب وسلامته من الأهواء والشبهات المضلة، فأنا أوصي نفسي وإياكم التأكيد على ذلك , ومطالعة هذه الكتب، ونشر العلم بحسب ما تستطيعون , يعني: المرء ينشره بحسب ما يستطيع في بيته مع زملائه في أي مقام، ينشره بحسب ما يستطيع , والناس محتاجون إلى طلبة العلم أعظم حاجة , والحمد لله أن هيأ لكم من العلم النافع , ومن سبل تحصيله , ووجود العلماء , وسهولة الكتب , ووفرة الأمن والصحة , وعدم الشواغل التي تشغل الإنسان في أموره العامة، يعني: في الأمن , وما يشغل القلوب والعقول، ما يهيئ لنا أن نطلب العلم , وأن نبذل فيه، فلا ندري ربما يأتي وقت قد لا يتمكن الإنسان من أن يطلبه على هذا الوجه , أو أن يتعلم على هذا الوجه، لهذا احرصوا واغتنموا فراغكم قبل شغلكم , وتفقهوا قبل أن تسودوا.
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد.(كلام ليس له فائدة علمية)
سؤال: لو أن طالب العلم المستجد قرأ آخر هذه العقيدة وشرح آخرها قبل الشروع في طلب العلم؛ لأنها أجملت المعتقد العام؟
جواب: لا بأس، الواحد يحضر ما استطاع ويكمل، يكمل فيما فاته.
سؤال: هل من صفات الله تعالى الجنب؛ لقوله تعالى: ] عَلَى مَا فَرَّطَتُ فِي جَنبِ اللَّهِ [؟ وهل من صفات الله التردد لحديث: ((ما ترددت في شيء أنا فاعله))؟
جواب: هذه مما اختلف فيها , يعني: أهل السنة , هل يطلق القول بإثباتها، أم لا؟ والواجب هو الإيمان بظاهر الكلام، وهل الظاهر هنا في إطلاق صفة الجنب، هل هو الظاهر الصفة أم الظاهر غير ذلك؟! الراجح أن الظاهر غير ذلك، وأنه ليس المقصود من قوله:] عَلَى مَا فَرَّطَتُ فِي جَنبِ اللَّهِ [ أن المقصود الجنب الذي هو الجنب؛ لأن العرب تستعمل هذه الكلمة وتريد بها الجناب، لا الجنب يعني: الجهة، إنما تقصد الجناب المعنوي] عَلَى مَا فَرَّطَتُ فِي جَنبِ اللَّهِ [ يعني: في حق الله فيما يستحق الله –جل وعلا-، ومن أهل العلم من أثبتها , لكن ليس ذلك هو ظاهر الكلام.
أما صفة التردد، فهي تثبت لله -جل وعلا- على ما جاء، لكن تردده بحق، وتردده ليس تعارضًا بين علم وجهل , أو بين علم بالعاقبة وعدم علم بالعاقبة، وإنما هو تردد فيما في مصلحة العبد، هل يقبض نفسه العبد أم لا يقبض نفسه. وهذا تردد فيه رحمة للعبد , وفيه إحسان إليه، ومحبة لعبده المؤمن، وليس من جهة التردد المذموم الذي هو عدم الحكمة أو عدم العلم بالعواقب؛ لأن تردد فلان في كذا صفة مذمومة، أنه يتردد إذا كان تردده لأنه ما يعلم أتردد والله أأفعل كذا؟ أروح ولا ما أروح؟ لأنه إما عنده ضعف في نفسه، أو أنه يجهل العاقبة، أتردد أتزوج ولا ما أتزوج؟ أشتري أو ما أشتري؟ لأنه ما يدري هل فيه مصلحة مصلحة له , أم ليس فيه مصلحة، هذا هو التردد الذي هو صفة نقص فيمن اتصف بها , تردد ناتج عن عدم العلم بالعاقبة , أما التردد الذي ورد في هذا الحديث هو تردد بين إرادتين لأجل محبة العبد:((ترددت في شيء أنا فاعله , ترددي في قبض نفس عبدي المؤمن كره الموت وأكره مساءته ولابد له من ذلك))
فهو تردد لا لأجل عدم العلم , ولكن لأجل إكرام العبد المؤمن ومحبة الرب (Y) لعبده المؤمن، فهو إذا تردد بحق وصفه كمال ,لا صفة نقص، فيثبت على ما جاء في هذا الحديث مقيداً لا مطلقًا.
سؤال: يوجد من أعلام أهل السنة قديمًا وحديثًا من خالف عقيدة أهل السنة وطريقة السلف في بعض الأقوال , وليست كلها , فما موقفنا منهم؟
جواب: ذكرت أنا عدة مرات جوابًا على مثل هذا وهو أن مخالفة من خالف على قسمين:
الأول:
مخالفة في الأصول، الأصول العامة ما هي؟ مثلاً الأصل في الغيبيات الإثبات , الأصل في صفات الله –جل وعلا- الإثبات وعدم تجاوز القرآن والحديث , الأصل في الإيمان هو أنه قول وعمل، هو قول اللسان , واعتقاد الجنان , وعمل الجوارح والأركان , وأنه يزيد بالطاعة , وينقص بالمعصية , المسائل القدر إثبات القدر على المراتب التي جاءت , وأن الله –جل وعلا- خلق كل شيء بقدر , وأنه خالق الأفعال.. إلى آخره.
هذه الأصول العامة التي من خالفها فهو ليس من أهل السنة ,(اللي)يخالف في أصل من الأصول ليس من أهل السنة والجماعة على التمام.
القسم الثاني:
أن يتفق معهم في الأصول , لكن يخالف في بعض التفصيلات، يعني: يؤمن بأن الصفات لا نتجاوز القرآن والحديث، لكن يظهر له في صفة أنها غير مثبتة، أنها منفية، فهذه ننظر في الصفة هل السلف متفقون عليها، أو هل الأئمة نصوا عليها واتفقوا؟
وهذا خالف أم أنه هو خالف , ولم ينص عليها أحد من قبله، تختلف، يعني مثلاً من قال في مسألة الخلو من العرش، المعروفة في النزول، هنا هذه مسألة من قال: يخلو من العرش , قول لكنه هو موافق على أن الله -جل وعلا- مستو على العرش , كما يليق بجلاله وعظمته، ومثبت للنزول، لنزول الله -جل وعلا- لكن جاء بقول لم يسبق عليه، وهذا يكون مما لا ينفيه من أهل السنة , لكن يُغلط في هذا الجهة , مثل: نفي ابن خزيمة صورة الرب (Y) يعني: أنه على صورة آدم، أنها على صورة الرحمن، كما في إثبات الصورة وتفسير الصورة بشيء آخر، مثل: ابن قتيبة لما نفى النزول، يعني: حقيقة النزول، وفسره بنزول الأمر أو نزول الرحمة، أو...
هذه أغلاط لكنهم يوافقون في الأصل، تنتبه إلى هذا كذلك في الإيمان في القدر , فمن وافق في الأصول فهو من أهل السنة، فإذا غلط في التطبيق فيكون مخطئًا فيه الصفات , ألا تؤول الصفات , إذا قال: أنا والله لا شك صفات الله -جل وعلا- تثبت على ظاهرها بلا تأويل , ويطبق هذه في كل الصفات، جاء في صفة أول، مثلما يفعل مثلاً مثل ما فعل الشوكاني في بعض المسائل، تجد إنه يثبت , يجيء في صفة صفتين يتأول، لماذا أولها؟ لأنه لا يعرف حقيقة كلام السلف فيها، أشكلت عليه ظن أن تأويلها هو الموافق لقول السلف، نظر في بعض الكتب وجد كلام بعض أهل التفسير ظن أنه موافق لقول السلف , وهكذا.
المقصود من هذا أن الموافقة في الأصول بها يكون المرء من أهل السنة، إذا أخطأ في مسألة في مسألتين من التطبيق لا ينفي أن يكون من أهل السنة , فيقال: أخطأ في هذا، ولا حرج , يعني: لا إخراج له من ذلك، أخطأ يناصح ويبين له , أو يبين ما في كلامه من خطأ.(كلام ليس فائدة علمية).
سؤال: يقول: أنا أعمل مع مجموعة من الأجانب العمل حكومي، وكثيرًا ما أتعامل معهم، وغالبًا ما أظهر الود لكي أكسبهم للدين , أو لإظهار (غير مسموع) ما رأي الشرع في عملي؟.
جواب: هذا يعني إذا كان يقصد بالأجانب يعني:بأنهم كفار، فالواجب على المسلم أن يكون في باطنه بغض للكفر ولأهل الكفر، والله (Y) يقول:] لاَّ تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُواْ آبَاءَهُمْ [ … الآية.
فوجود المودة في القلب المودة التامة المطلقة هذه لا تكون مع الإيمان , فالواجب إذن ألا يودهم , وألا يحبهم , وأن يكون في قلبه بغض للكفر والكافرين، ما يظهره المسلم في التعامل، هذا فيه تفصيل , إذا كان المتعامل معه ممن لا يُظهر العداوة للمسلم، ولم يقاتل في الدين , ولم يستهزئ بالدين , ولم يسع , وإنما هو في ظاهره مسالم، فهذا لا بأس من أن يحسن إليه وأن يُقسط إليه، لا بأس من الإحسان إليه , ومن البر به على ظاهر قوله تعالى: ] لاَّ يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُواْ إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ [ والنبي (r) زار يهوديًا (غير مسموع) كان يهدي لليهود لجيرانه لأجل الجوار من الطعام، وربما ألان لهم الكلام وأحسن؛ لأجل الدعوة , ولأجل تأليف القلوب والمصلحة،أو درء مفسدة، لكن هذا يختلف باختلاف الأحوال والمرادات، والأشخاص.. أما أن يكون التعامل دائمًا على هذا النحو، فهذا ليس جائزًا، يعني: مثل بعض الناس يكون دائمًا مبتسم لسبب أو لغير سبب.
هذا طبيعة صار... فينبغي له أن ينتبه , أما إذا كان لغرض شرعي فهذا طيب، يعني: والأعمال بالنيات، لكن دائمًا تعامله يعني: مثلما يقولون: هو حبيب مع الجميع مع المسلم ومع غير المسلم وفي عمله هذا لا ليس كذلك , هذا غير مسلك شرعي، المسلك الشرعي أنه إذا ألان الجانب فيلينه لمسلم:((وتبسمك في وجه أخيك صدقة)). أما غير المسلم
الشيخ:هذه عصمة مقيدة , يعني العصمة من الغرق , وهي ظاهرة لا عاصم من الغرق هذا اليوم إلا من رحمه الله جل وعلا , هي غير داخلة في العصمة العامة.
سؤال: أهل المذاهب الرديئة كالمعتزلة والأشاعرة والجبرية والقدرية أين يوجدون في هذا الزمن؟
جواب: في كل مكان يوجدون , المعتزلة والأشاعرة والجبرية , يوجدون في كل مكان , في كل مكان , وأيضًا كتبهم في كل مكان , ربما يدسُّون يعني واحد ما يفهم , يقرأ كتابا أو تعليقا ويجد أنه أدخلوا فيه بعض هذه الكلمات.
سؤال: ما حال من يقول: إن العلماء لا يفهمون الاقتصاد , وبالتالي لا يستطيعون إيجاد واستنباط الأحكام فيه؟
جواب: العلماء لا يشترط فيهم أن يفهموا كل ما يجري في العالم من أمور حادثة حالة وجودها أو حصولها , يعني جاءت مسألة في العالم اقتصادية تفترض أن العالم يفهمها مباشرة , أصلا حتى بعض المتخصصين لا يفهم الشيء في حقيقته بسرعة , يعني مثلاً , الآن عندك مسألة الآن البطاقات هذه بطاقات الخصم أو بطاقات الائتمان , أو أنواع البطاقات هذه الموجودة هذه حقيقتها (يجي) واحد يقول: مفهومه.
هو طبعًا يفهم استعماله هو لها , لكن هل يفهم حقيقة ما يجري في هذه الشركات , وقد ما يفهم الشركات هذه كيف تكون وكيف تخصم , وفعلاً (واش اللي) يحصل وهل ما يحصل في بلد ما يحصل في كل بلد , وفعل الشركات العظمى.
يعني مثلاً إذا أخذت فيزا في شركة , فيزا تصدر عدد أنواع من الكروت إلى آخره , هل هي تخصم من البنك أو تخصم من البائع؟ وكيف تسدد؟ وهل تجلس الأموال عندها فترة أو ما تجلس؟ وصفة المشتري , هل هو صفته حين اشترى هل الشركة ضامنة أو هي حوالة؟ يعني هنا الآن تكييف المسألة , أحيانًا (تجي) الصورة تكون واضحة في صورة معينة , لكن تكيف المسألة فقهيًا يشكل , تكييف المسألة فقهيا طبعًا العلماء يتباينون في مثل التكييف , لكن شرح الصورة تُفهم الصورة.
الآن النقد مثلا , النقد وتغطية النقد , وكيف يُغطى النقد وكيف تصدر العملات, كيف يكون؟ هذا لا شك أنه يختلف , يعني مثلاً بلد اقترضت فيها لنفرض مثلاً مع اعتذاري للإخوة السوادنيين , لنفرض السودان اقترضت من واحد عشر آلاف دينار سوداني قبل عشر سنين, وجاء الآن يردها, إذا يردها الآن عشرة آلاف دينار سوداني (إيش) تمثل؟ما تمثل قيمة عشرة آلاف دينار سوداني (اللي) كانت قبل عشر سنين , يمكن ما تمثل عشرة في المائة منها , فالآن هل يرد العدد أو يرد ما يساوي القوة الشرائية لها , فيطلب أنه يُعادل هذا بهذا. هذه مسائل لها تعلق بفهم حقيقة الأمر.
كيف يمشي فيه من يقول: لا يرد العدد , هذا قرض والقرض إحسان والعشرة آلاف هي العشرة آلاف , (طيب) لما أنا سلّفته عشرة آلاف قبل عشر سنين , كان راتبه هو كان راتبه خمسمائة دينار , والآن راتبه هو عشرين ألف دينار , كيف يعني يكون يتضاعف راتبه أربعين ضعف؟ ما يكون الآن الدينار السوداني بكم يا أخ صلاح الدينار السوداني؟
أحد الجالسين: (غير مسموع)
الشيخ:يعني حوالي إحدى عشر ريال.
ـ.......................
ـمائتين يعني كم يطلع؟
ـ........................
ـ الدولار مائتين.
يعني أنا بعد مثالي كان متفائلا , يعني إذن المسألة تحتاج إلى معرفة بحركات كثيرة وأشياء , الآن الأسهم الآن العالمية وما يدخل فيها والبورصة ويعني في قضايا كثيرة لا يشترط في العالم أن يفهمها فورًا , ويعطيك تفاصيلها فورًا , وإلا ما يكون عالما , ليس صحيحا؛ لأن أيضًا فهمها على الدقة مشكل والعالم لا تفترض فيه أنه متجرئ أنه دائماً يبين أحيانًا هو يتورع حفظًا لدينه , ما هو بملزم , هذا أمر الله ما هو ملزم بأنه يبين للناس ما لم يصل فيه إلى اجتهاد واضح , إذا قال: أنا والله ما وصلت فيه لاجتهاد واضح هل يلزمه أن يُبين ما لم يصل فيه إلى حق علم؟ ما يلزم هو يكون فاهم المسألة , لكن والله أنا ما أتحمل ذمة الناس تأتيه أشياء ديانية.. من جهة التدين تمنعه.
فالأصل طبعًا في هذا هو حسن الظن بالعلماء , وأنهم يفهمون لكن يفهمون ما يعرض عليهم لكن يعترض الأمور أشياء قد تسبب تأخيرا.
سؤال: منذ فترة عملت عمليَّة في القلب. ولم أصل تسعة أيام , وأريد أن أصلي ما علي , وأريد الطريق لقضاء ذلك , وهل يجوز لي أن أقصر في الصلاة حين أكون خارج الرياض؟
جواب: إذا كان أنه أجري له عملية في القلب وأفاق , يعني لم يُغم عليه فترة طوية أفاق عادي بعد البنج , وكذا أفاق فإنه يجب عليه أن يصلي الصلاة في وقتها , وله أن يجمع الظهر مع العصر , والمغرب مع العشاء إذا كان أرفق به يعني مريضا , لكن ألا يصلي عدة أيام فإنه يعني غير معذور بذلك ولا يؤذن له بذلك , يصلي بحسب حاله وهو نائم , وهو على جنبه بحسب وضعه ويتطهر الطهور (اللي) يستطيعه , إما تيمم أو يُطهر إلى آخره يعني بحسب ما يستطيع {لا يُكلف الله نفسًا إلا وسعها}.
أما إذا كان أغمي عليه هذه المدة مدة تسعة أيام , ثم بعد ذلك أفاق , فإنه ظاهر الفتاوى وعمل بعض الصحابة على أن ما زاد في الإغماء عن ثلاثة أيام فإنه لا يعاد, أما إذا كان دون ثلاثة أيام فإنه يعاد.
سؤال: هل يجوز لي أن أقصر في الصلاة حين أكون خارج الرياض؟
جواب: نعم إذا كنت تنوي قطع مسافة تبلغ ثمانين كيلو مثر على الاحتياط من أقوال أهل العلم.
ـ.......................
ـ نعم.
ـ (غير مسموع) وهل يجوز لي أن أقصر في الصلاة حين أكون خارج الرياض؟ (غير مسموع) أو حيث أني خارج الرياض؟(غير مسموع)
ـ كيف يعني؟
ـ.......................
ـ نعم
ـ (غير مسموع) وسيقضيها في سفر.
ـ لا إذا وجبت الصلاة في حَضَر فإنه يقضيها كما كانت تغليباً لجانب الحضر؛ لأنه هو الأصل والقضاء يحاكي الأداء في هذه المسألة.
ـ.......................
ـ المسألة فيها خلاف طبعا بين أهل العلم , لكن هذا يكون أحوط وهو الصحيح.
سؤال: متى يكون الرياء شركًا أكبر؟
جواب: يكون إذا كان كرياء المنافقين , يبطن الكفر ويظهر الإسلام.
سؤال: ما حكم قول المسلم للكافر كلمة سيد أو السيدة؟
جواب: كلمة السيد لا يجوز أن تطلق على كافر ولا على منافق؛ لأنه لا سيادة لهما , لكن طبعًا هذه لأن دلالتها بالعربية السيادة , لكن أحيانًا تكون بالإنجليزية مثلاً أو بلغة أخرى تترجم بالعربية على أنها سيد , لكن ليست ترجمتها صحيحة , يعني مثل كلمة (إيش)؟mister , mister تترجم: سيد , وفي الواقع ليس معناها (غير مسموع)؛ لأن السيادة معناها التصرف والملك إلى آخره , لكن كلمة mister بالإنجليزي لا تعني السيادة والتصرف ونحو ذلك , هي أقرب ما لها كلمة لورد يعني (اللي) هو الربوبية أو السيادة (غير مسموع) , أما كلمة mister يعني مثلما تقول: (إيش)؟
ـ.......................
ـ نعم
ـ.......................
ـيعني محترم أو وجيه أو يعني كلمة تقدير , لكن هم ترجمت في بعض البلاد المجاورة على أنها كلمة مجاملة , فيجعلون بدلها كلمة سيد؛ لأنها مستعملة عندهم فإذن إطلاقها باللغة العربية , السيد لا يصح , لكن لو قيل مثلاً mister فلان هذه لا شك أنها لا تدخل في معنى السيادة في اللغة العربية.
نكتفي بهذا القدر , ونلتقي نحن وإياكم على خير وهدى , وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال , وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد.
الشيخ: تقول في الركوع سبوح قدوس , سبوح قدوس معناها: سبوح يعني المستحق أو أهل التسبيح , يعني المستحق لتمام التسبيح , والتسبيح معناه التنزيه عن كل عيب ونقص في الربوبية والألوهية والأسماء والصفات , وفي الشرع والقرآن , وفي الأمر والقدر , يعني: الأمر الكوني والقدر والحكمة , فتنزيه الله جل وعلا عن النقائص في هذا تمام التنزيه.
سبوح يعني: هو أهل لتمام التنزيه ولكماله , أن ينزهه العبد أكمل تنزيه , والحقيقة لو قال هذا مشرك يعبد غير الله يتوجه للموتى , ويتوجه للأولياء في قبورهم يقول: سبوح , ويقول: سبحان الله.وهو لا يعني معناها , هي مثل كلمة التوحيد في إبطال تأليه غير الله جل وعلا , وفي إبطال دعوة غير الله جل جلاله , فسبحان الله ما أكثر من يقول شيئاً ولا يعقله , بل ويخالفه.
وهذا مصيبة الناس في الأزمنة المتأخرة , ولهذا قال إمام الدعوة رحمة الله في كشف الشبهات: فتبا لرجل أبو جهل أعلم منه بلا إله إلا الله.
أبوجهل يعلم لا إله إلا الله , يقول: لا (ماني) (غير مسموع) لن أقولها يعلم , وهذا يقولها ويشرك , لو كان أبو جهل يعرف أنه يقولها ويشرك ولا يضره لقال , فهذه كلمة سبوح قدوس هذه من أعظم الأدعية والتذلل لله جل وعلا والتقرب من الله جل وعلا , ومناجاة الرب جل جلاله.
قدوس هذا صيغة مبالغة , يعني تكثير يعني أهل التقديس , أهل أن يقدس , والتقديس هنا بمعنى التطهير , وهو التطهير من العيوب والنقائص التي ادعاها أو نسبها إليه العباد , أو بعض العباد ظلماً وبغياً وعدواناً منهم , تبارك ربنا وتعالي وتقدس.
قال: أيضاً في الدعاء الآخر... سقط... سمعي وبصري ومخي وعظمي وبشري , اللهم لك ركعت وبك آمنت , ولك أسلمت , خشع لك سمعي وبصري ومخي وعظمي وبشري , الخشوع معناه التطامن والذل وعدم الحركة , والخشوع يكون في القلب , ويكون في الجوارح , وفي اللسان , وهنا في هذا الدعاء هو.. هذا خشوع الجوارح , يعني التطامن وعدم الحركة والذل والسكينة لله جل وعلا هذا معنى الخشوع (اللي) يضاد الحركة والاهزاز كما قال جل وعلا:
{ومن آياته أنك ترى الأرض خاشعة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت}
يعني بدأ فيها النبات , صار فيها اهتزاز السكون الذي كان فيها , وعدم الحركة , أنبتت فصار فيها اهتزاز وحركة.
وخشوع القلب هو عدم التفاته عن غير مقصود الصلاة , وهو ذكر الله جل وعلا وتعظيمه , والإقبال عليه.وخشوع اللسان بألا يتحرك في صلاته إلا بأذكار الصلاة من الْقُرْآنِ , والذكر بعامة.وخشوع الجوارح يكون بسكينتها وعدم اضطرابها حال الصلاة.
وهنا في الركوع قال خضع.. خشع لك مخي وعظمي وسمعي وبصري ومخي وعظمي وبشري , نعم (غير مسموع) وعصبي , فهذا كله يعني تمام السكينة , تمام السكينة وتمام التواضع والخشوع والخضوع لله جل وعلا , اللهم صل وسلم على محمد نعم (مداخلة غير مسموعة) موجودة هنا.
ـ ……………….
ـ (إيش) يعني: معناها يعني الجسم البدن لكن ما أدري صحتها وما تحمله.
ـ.....................
ـ لا الروح جبريل رب الملائكة والروح الروح المقصود هنا جبريل.
ـ (إيش) معنى خشوع الأعضاء والعظم والعصب؟
ـ يعني عدم حركتها وسكينتها وتطامنها وجلها لله جل وعلا.نعم.
القارئ:
ثم كان يرفع رأسه بعد ذلك قائلاً: سمع الله لمن حمده , ويرفع يديه كما تقدم , ورفع اليدين عنه في هذه المواطن الثلاثة نحو من ثلاثين نفسا , واتفق على روايتها العشرة , ولم يثبت عنه خلاف ذلك ألبتة بل كان ذلك هديه دائماً , إلى أن فارق الدنيا , ولم يصح عنه حديث البراء , ثم لا يعود بل هي من زيادة يزيد بن زياد , فليس ترك ابن مسعود الرفع مما يقدم على هديه المعلوم , وقد ترك من فعل ابن مسعود.
الشيخ:
يعني يشير إلى خلاف أبي حنيفة وأصحابه وأهل الرأي عموما , في أنهم إن الرفع , رفع اليدين لا يكون إلا في التكبيرة , تكبيرة الإحرام.والصحيح أن الرفع في المواضع الأربعة هذه العلماء لهم فيها ثلاثة أقوال:
القول الأول: لا يرفع إلا.. بل نقول القول الأول: يرفع في المواطن الأربعة تكبيرة الإحرام في الركوع , الرفع من الركوع , وعند القيام من الركعتين إلى الثالثة , هذه المواطن الأربعة ثبتت عند حديث ابن عمر وفي غيره.
القول الثاني: إنه لا يرفع إلا في الثلاثة الأولى , وعند القيام من الركعتين يعني: من التشهد الأول لا يرفع يديه.وهو مذهب المتأخرين من الحنابلة , وهذا أيضاً خلاف السنة... سقط...
أنه لا يرفع إلا المرة الأولى لتكبيرة الإحرام , وجرت مجادلة لطيفة بين سفيان وأحد أهل الرأي فقال هذا صاحب الرأي لسفيان كأنه يعني: يهجن فعله قال: مالي أراك تطير , ترفع يديك لتطير إذا أردت أن تركع وإذا ركعت؟قال: أنت تطير واحدة وأنا أطير ثلاث.
يعني: أنت في أول شيء تطير , يعني ترفع يديك لتطير على حد قوله , وأنا أطير بعد وعند الركوع وعند الرفع من الركوع.
الشاهد أن الرأي , الرأي لا مجال له في السنن , وابن مسعود رَضِي اللهُ عَنْهُ فيما جاء عنه أنه كان لا يرفع إلا في الأولى , هذا ليس مقدماً على فعل بقية الصحابة وعلى ما ثبت من السنة , والصحابة رضوان الله عليهم لا شك مأجورون على كل أحوالهم رَضِي اللهُ عَنْهُم أجمعين.
سائل: بالنسبة للرابعة محلها أين؟
الشيخ: محلها بعد أن يقوم , نعم بعد أن ينتصب قائماً , فالتكبيرات في تكبير ورفع اليدين الأفضل أن يقارن رفع اليدين بالتكبير , أن يقارن رفع اليدين بالتكبيرة إذا كبر للإحرام يكون معه رفع اليدين , إذا كبر للركوع يكون معه رفع اليدين , سمع الله لمن حمده بعد أن يستقيم يعني: بعد أن يستقيم قائماً , وإذا قام من الركعتين التكبير هنا يكون عند الانتقال؛لأن التكبير ذكر شرع في الانتقالات الصلاة كل ركن فيها فيه ذكر , لكن الانتقال ما بين ركن وركن لا ذكر فيه , يعني: في الأصل يعني أستغفر الله وأتوب إليه , فشرع فيه , شرع فيه التكبير؛ليكون ذكراً بين الانتقالات , فتكون الصلاة كلها ذكر في الأركان وفي الانتقال ما بين ركن وركن.
فإذن التكبير هو من أن تنتقل بين الركن والركن تكبر , كعند القيام من التشهد الأول إلى القيام , هذا ما بين هذا وهذا هو محل التكبير طبعاً , وهو ينتقل من ركن إلى ركن , ما يمكنه أن يقارن رفع اليدين للتكبير , فيكون يفعلها قائماً هذا من جهة , والجهة الثانية: أن رفع اليدين عن قيام فيه إظهار للذل والخضوع , الخلاف ما لو رفعها في أثناء الحركة , مع أنها تعثر ولا يمكن يعني: استعمالها باستقامة , ولهذا هي تؤخر رفع اليدين , يؤخر لو كبر يرفعها يعني بعد التكبير بقليل , ومثله الرفع من الركوع. نعم.
سائل: من قال (كلام غير مسموع) في تكبيرة الإحرام قبل وبعد وأثناء؟
الشيخ: (وين)؟
ـ يعني قبل التكبير أو بعد التكبير أو أثناء التكبير يرفع يديه.
ـ نعم هو قيلت هذه أقول هذا معروف قيل: إنه له أن يفعلها قبل لكن ما هو بظاهر؛لأنه لو كان التكبير يعني رفع اليدين يكون عن جلوس هذا مدعاة للنقل , لكن كله كان رفع اليدين والقيام وهو قائم يعني: تكبيرة الإحرام إذا أراد أن يركع , إذا رفع من الركوع , إذا قام كله تكبير عن قيام , لكن لو كبر وهو فرفع يديه يعني: رفع اليدين عن قيام , لكن لو رفع يديه وهو جالس قبل أن يقوم من التشهد أولا خالف مسألة الذكر يرفع يديه ثم (بيكبر) الثاني أنه (بيكبر) عن جلوس وهذا يحتاج يعني إلى نقل أنه يكبر عن جلوس لأنه خلاف الأصل التكبيرات كلها.
الـوجـه الـثـانـي
تكبير عن قيام , لكن لو كبر وهو فرفع يديه يعني: رفع اليدين عن قيام , لكن لو رفع يديه وهو جالس قبل أن يقوم من التشهد أولا خالف مسألة الذكر يرفع يديه ثم (بيكبر) الثاني أنه (بيكبر) عن جلوس وهذا يحتاج يعني إلى نقل أنه يكبر عن جلوس لأنه خلاف الأصل التكبيرات كلها فيها القيام.
ردا على سؤال غير مسموع: يعني فكبر ثم كبر (ولا) فرفع يديه؟.
ـ.....................
ـ هي كلها جائزة , نعم , لكن الأفضل هذه من الرواة يعني في الغالب أنها من الرواة , لكن هي كلها التكبير رفع اليدين يعني يكون مع التكبير أو بعده لا (مرخي السعة) لكن الأفضل أن يكون مقارناً له.
ـ..................
ـ (إيش؟)
ـ..................
ـ نعم
ـ....................
ـ(ولا) قصدك رفع اليدين , يعني رفع اليدين , رفع اليدين هذا قال به رفع الستر أو وضع الستر بين العبد وبين ربه يعني كأنه كشف شيئاً.
فأقبل يعني هذا تحليل , لكن الله أعلم هو المعتمد عند علماء السنة وشراح الحديث أن التكبير , يعني أن رفع اليدين هذا خضوع , خضوع وذل لله جل وعلا , ليس لرفع الستر أو كشف ستر أو إزالة ستار , لكنه خضوع , مظهر خضوع ورفع اليدين السنة فيه الرفع ما في حركة يعني: السنة رفع فقط , فالعوام يفعلون يعني: يحركون أيديهم يعني يجيء يكبر يقول (كده) ما هو بواضح؟ يقول (كده) الله أكبر فهذه ما لها أصل , هذه الحركة هذه ما لها أصل , لا في السنة ولا لها يعني دليل ولا فعل , ولا من كلام العلماء السنة رفع اليدين بإزاء المنكبين أو بمحاذاة الأذنين يعني رفع اليدين ذل خضوع الله أكبر ثم أيضاً ليس من السنة أنه يقول: الله أكبر ثم يضعها في مكانها ثم يرفعها مرة أخرى , لا , هي السنة في ظاهر الأحاديث هورفع اليدين وبعدها يقبض.
الأحوال (اللي) تشوفونها هذه تحتاج إلى , تنبيه يعني تنبيه للناس الحركة هذه بعض الناس يظنها هي المقصودة حتى أحياناً تكون عند السرة (غير مسموع) (إيده) عند السرة يظن أن الحركة هذه هي المقصودة في رفع اليدين يعي أنه يحرك.. الله المستعان.
ـ (غير مسموع) ورفع يديه في (غير مسموع)
ـ يحرك (إيش)؟
ـ......................
ـ ما أعرفها.
ـ...................
ـ هذا المعروف في التشهد , قال: فرفع إصبعه يحركها يدعو بها هذا في الإصبع نعم تشهد يحركها يدعو بها وفيه الخلاف قال: هل الإصبع في التشهد يعني في الجلوس إذا جلس للتشهد هل إذا أشار بإصبعه السبابة هل الإشارة فقط , ولا يحركها دائماً حتى يسلم , أو يحركها عند التشهد وعند ذكر الله جل وعلا؟ والصواب أنه يشير بها ولا يحركها , يعني: زيادة يحركها يدعو بها هذه شاذة , والصواب الإشارة فقط , وأما من قال من أهل العلم: يحركها دائماً , فاعتمادا على الزيادة هذه وهي شاذة؛لأنها مخارة خالف فيها راويها أربعة عشر من الناس رووها عن.. وكذلك قول بعض العلماء: إنه عند ذكر الله جل وعلا يرفع يده , يعني إذا قال التحيات لله يعني ذكر الله اسم الجلالة رفع إصبعه ثم إذا قال: والصلوات الطيبات السلام عليك رفع إصبعه (غير مسموع) السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته وعلى عباد الله الصالحين.
ـ...................
ـ نعم.
ـ.................
ـ يعني الركوع؟ لا , المأموم يدرك الركعة بإدراك الركوع ومعنى إدراك الركوع أو ضابط إدراك الركوع أن يوافق الإمام في القدر المجزئ من الركوع و وهو ما تحصل به الطمأنينة , وتسبيحه ما تحصل به الطمأنينة التي هي ركن الطمأنينة , وقدر التسبيحة يعني ما هو بلازم يسبح وقد يكبر ويركع ولا يسبح , لكن يعني قدرها (اللي) يحصل به الطمأنينة , لكن أنه إذا صار هو ينحني إلى أسفل يعني يركع والإمام يرفع هذا ما اتفق معه في الركوع , لابد أنه يجتمع المأموم مع الإمام في الاقتداء به راكعاً القدر المجزئ وهو الطمأنينة , مع قدر تسبيحه , أما أقل من ذلك لا يعد مدركاً للركعة.نكتفي بهذا القدر.
ـ........................
ـ أقول: هل (اللي) ما يعلم , (اللي) ما يعلم الأمر فيه سعة , هو الأئمة عندهم تجاوز أو يعني بعض , بعض الأئمة في تطويل التكبير وتطويل قول سمع الله لمن حمده مثلاً الله أكبر هذه طويلة هذه سمع الله لمن حمده يعني: أخذت وقت ظاهر (اللي) أعرف علمنا عمل المشايخ وعرفناه , وهو ظاهر السنة أنه يكون بسرعة التكبير في الإحرام صوت عال لو مدها قليلاً لكن بقية تكبيرات الانتقال تكون بسرعة , الله أكبر سمع الله لمن حمده , يعني بسرعة , ما يطول فيها يمدها؛لأن مدها يجعل المأموم يوافق الإمام على الأقل , إذا ما سبقه وقد يسبقه يعني: الإمام يكبر وهو يسبقه ويستقيم خاصة في بعض الحالات يكبر مثلاً في بعض الانتقالات المأموم يكون أسرع في الانتهاء من الانتقال من الإمام خاصة من القيام إلي السجود يجيءالإمام أول ما يتحرك للسجود الله أكبر يكون المأموم سجد , وهو توه أصلا الإمام ما بعد وصلت ركبتاه إلى الأرض.
ولذلك كان من طريقة الجد , الله يغفر له , الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله , أنه ما يكبر إلا إذا يعني: للسجود إلا إذا قاربت ركبتاه الأرض , إذا قربت الركبتين.. إذا قربت الركبتان من الأرض كبر , ويكون تكبيره سريع؛لأنه (عشان) ما يوافقه المأموم ولا يسبقه يكون هو يسجد الإمام يضع جبهته وأنفه على الأرض قبل أن يصل المأموم إلى ذلك , وهذه أمور بحاجة إلى عناية لا شك , وبحاجة إلى أن طالب العلم ينظر ما دلت عليه السنة , وينظر أيضاً عمل العلماء والمشايخ الذين يحرصون على الأحكام الفقهية في تطبيقها.
وفق الله الجميع لما فيه رضاه نكتفي اليوم بهذا القدر [كلام ليس له فائدة علمية]
ـ.........................
ـ أينعم يعني عن حسنة , الحسنة بعشرة أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة , هذا كل حسنة كلها يعني: تضعيف من الناس من يعمل البر مائة حسنة بمائة ضعف منهم سبعمائة ضعف منهم أكثر إلي أضعاف كثيرة ما تعرف قدرها كل الأعمال الصالحة [كلام ليس له فائدة علمية].
ـ..........................
ـ نعم يعني: قصدك أنه (عشان) الإحرام.
ـ........................
ـ هذا درجات هذه هي , هي المشهور كان رجلاً حسن الشعر أبيض وسيماً يعني وهي أقرب جزاك الله خيرا.
ـ.......................
ـ كلها , كلها في الصحيح.
ـ.........................
ـ السكينة يعني: الزموا السكينة والسكينة أيضاً (غير مسموع).
ـ.......................
ـ لا هذا ضد هذا , هذا ضد ما هي برواية
ـ يعني أقصد
ـ يعني في (كلمة غير مسموعة) ما هي رواية يعني عرفت الفرق بين الضبط والرواية (غير مسموع) التقدير يعني
ـ نعم , بس هذه صحيحة يمكن (كلمة غير مسموعة)
ـ السكينة والسكينة يعني هذه موجودة هنا.
ـ جزاك الله خيرا (غير مسموع) على أبو داود كله (غير مسموع)
ردا على سؤال غير مسموع: لأنه حد الصحابي من لقي النبي صلى الله عليه وسلم ساعة وهو مؤمن به ومات على ذلك وإن تخللته ردة. (غير مسموع)
القارئ: بِسْمِ اللهِ الرَّحَمَنِ الرَّحِيمِ , الحمد لله رب العالمين , وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
قال المصنف رحمه الله تعالى , ونفعنا بصادق علمه:
وكان دائماً يقيم صلبه إذا رفع من الركوع وبين السجدتين ـ الشيخ: قل: وكان صلى الله عليه وسلم ـ وكان صلى الله عليه وسلم دائماً يقييم صلبه, وإذا رفع من الركوع وبين السجدتين ويقول صلى الله عليه وسلم:((لا تجزئ صلاة لا يقيم الرجل فيها صلبه في الركوع والسجود)).ذكره ابن خريمة في صحيحه.
وكان إذا استوى قائماً قال: ربنا ولك الحمد , وربما قال: ربنا لك الحمد , وربما قال: اللهم ربنا لك الحمد.صح ذلك عنه , وأما الجمع بين اللهم والواو فلم يصح.
وكان من هديه إطالة هذا الركن بقدر الركوع والسجود , وصح عنه أنه كان يقول: سمع الله لمن حمده , اللهم ربنا لك الحمد ملء السماوات وملء الأرض , وملء ما شئت من شيء بعد , أهل الثناء والمجد , أحق ما قال العبد , وكلنا لك عبد , لا مانع لما أعطيت , ولا معطي لما منعت , ولا ينفع ذا الجد منك الجد.
وصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول فيه: اللهم اغسلني من خطاياي بالماء والثلج والبرد , ونقني من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس , وباعد بيني وبين خطاياي كما...