باب الكاف
قال أبو عبد الله الحسين بن محمد الدامغاني (ت: 478هـ) : (باب الكاف
كتب – كان – كبير – كريم – كلام – كيد – كراهة وكره – كبت – كفل – كتاب – كسب – كسوة – كذب – كلمات – كفر وكافر – كنز
تفسير (كتب) على أربعة أوجه:
فرض – قضى - جعل – أمر
فوجه منها: كتب (يعني) فرض، قوله تعالى في سورة البقرة {كتب عليكم القصاص} يعني: فرض، وكقوله تعالى {كتب عليكم الصيام} يعني: فرض, وكقوله تعالى {كتب عليكم إذا حضر أحدكم الموت} يعني: فرض, وكقوله تعالى {كتب عليكم القتال} وفي سورة النساء {فلما كتب عليهم القتال} مثلها {وقالوا ربنا لم كتبت علينا القتال}.
والوجه الثاني: كتب, يعني: قضى، فذلك قوله تعالى في سورة المجادلة {كتب الله لأغلبن أنا ورسلي} يعني: قضى الله، وقال تعالى في سورة الحج {كتب عليه أنه من تولاه} يعني: قضى الله على إبليس, وكقوله تعالى في سورة آل عمران {لبرز الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم} يعني: قضى عليهم القتل, وقال تعالى في سورة براءة {إلا ما كتب الله لنا}.
والوجه الثالث: كتب يعني: جعل، قوله تعالى في سورة المجادلة {أولئك كتب في قلوبهم الإيمان} أي: جعل, وكقوله تعالى {فاكتبنا مع الشاهدين} أي: فاجعلنا, وكقوله تعالى في سورة الأعراف {فسأكتبها للذين يتقون} يعني: فسأجعلها.
والوجه الرابع: كتب يعني: أمر، قوله تعالى في سورة المائدة {يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم} يعني: أمركم الله أن تدخلوها.
تفسير (كان) على خمسة أوجه:
ينبغي – صلة – هو – تفسير – صار
فوجه منها: كان يعني: ينبغي، قوله تعالى في سورة آل عمران {ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثم يقول للناس كونوا عبادا لي من دون الله} أي: ما ينبغي لبشر, وكقوله تعالى في سورة الأحزاب {وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا} أي: ما ينبغي، وكقوله تعالى في سورة النور {قلتم ما يكون لنا أن نتكلم بهذا} أي: ما ينبغي لنا، ونحوه.
والوجه الثاني: كان: صلة في الكلام, مثل قوله تعالى {وكان الله عليما حكيما} يعني: والله عليم حكيم, وكان هاهنا صلة في الكلام, ونحوه كثير.
والوجه الثالث: كان يعني: هو، قوله تعالى في سورة مريم {كيف نكلم من كان في المهد صبيا} يعني: من هو في المهد صبيا.
والوجه الرابع: كان تفسير، قوله تعالى {وكان الله على كل شيء قديرا} يقول: والله على كل شيء قدير, وقوله تعالى في سورة مريم {إنه كان صادق الوعد وكان رسولا نبيا وكان يأمر أهله بالصلاة والزكاة وكان عند ربه مرضيا}
والوجه الخامس: كان يعني: صار, قوله تعالى في سورة البقرة {وكان من الكافرين} يعني: وصار، وكقوله تعالى في سورة النبأ {وفتحت السماء فكانت أبوابا} وكقوله تعالى في سورة الواقعة {فكانت هباء منبثا} يعني: فصارت، وكقوله تعالى في سورة سأل سائل {يوم تكون السماء كالمهل وتكون الجبال كالعهن} يعني: تصير، ونحوه كثير.
تفسير (كبير) على ثمانية أوجه:
شديد – كبير في السن – كبير في الرأي – كثير – عظيم – الكبرياء – الملك والسلطان – ثقيل – طويل
فوجه منها: كبير يعني: شديدا، قوله تعالى في سورة بني إسرائيل {فما يزيدهم إلا طغيانا كبيرا} يعني: شديدا. مثلها فيها {ولتعلن علوا كبيرا} يعني: شديدا، وكقوله تعالى في سورة الفرقان {ومن يظلم منكم نذقه عذابا كبيرا} يعني: شديدا.
والوجه الثاني: الكبير يعني: في السن, قوله تعالى في سورة القصص {وأبونا شيخ كبير} يعني: في السن. مثلها في سورة يوسف {إن له أبا شيخا كبيرا} وكقوله تعالى في سورة البقرة {وأصابه الكبر} أي: في السن.
والوجه الثالث: الكبير يعني: في الرأي والعلم, ولم يكن أكبرهم في السن, قوله تعالى في سورة يوسف {قال كبيرهم} يعني: في الرأي والعلم, قوله تعالى في سورة طه {إنه لكبيركم الذي علمكم السحر} يعني: عالمكم, نظيرها في سورة الشعراء.
والوجه الرابع: الكبير يعني: الكثير, قوله تعالى في سورة البقرة {ولا تسأموا أن تكتبوه صغيرا أو كبيرا إلى أجله} يعني: قليلا أو كثيرا, وكقوله تعالى في سورة براءة {ولا ينفقون نفقة صغيرة ولا كبيرة} يعني: قليلة ولا كثيرة.
والوجه الخامس: الكبير يعني: العظيم, قوله تعالى في سورة الرعد {الكبير المتعال} يعني: العظيم، وكقوله تعالى في سورة النساء {إن الله كان عليا كبيرا} يعني: عظيما، ونحوه في القرآن كثير.
والوجه السادس: الكبير يعني: الملك والسلطان، قوله تعالى في سورة الجاثية {وله الكبرياء في السماوات والأرض} يعني: الملك والسلطان، وقوله تعالى في سورة يونس {وتكون لكما الكبرياء في الأرض} يعني: الملك والسلطان.
والوجه السابع: كبر يعني: الثقيل، قوله تعالى في سورة الأنعام {وإن كان كبر عليك إعراضهم} يعني: وإن كان ثقل, كقوله تعالى في سورة يونس {إن كان كبر عليكم مقامي} يعني: ثقل عليكم.
والوجه الثامن: الكبير يعني: الطويل، قوله تعالى في سورة تبارك الملك {إن أنتم إلا في ضلال كبير} يعني: في شقاء طويل.
تفسير (الكريم) على ستة أوجه:
الحسن – الكريم على الله – المتكرم – المسلم – المجاوز – الفاضل
فوجه منها: الكريم يعني: الحسن، قوله تعالى في سورة النساء {وندخلكم مدخلا كريما} يعني: حسنا، وهو الجنة، وكقوله تعالى في سورة النمل {إني ألقى إلى كتاب كريم} يعني: حسنا، ونحوه.
والوجه الثاني: الكريم يعني: كريم على الله عز وجل في المنزلة، قوله تعالى في سورة إذا الشمس كورت {إنه لقول رسول كريم} يعني: كريم على ربه وهو جبريل عليه السلام وقال تعالى في سورة الحجرات {إن أكرمكم عند الله أتقاكم}.
والوجه الثالث: الكريم يعني: المتكرم في زعمه, قوله تعالى في سورة الدخان {ذق إنك أنت العزيز الكريم} يعني: المتكرم.
والوجه الرابع: الكريم يعني: المسلم, كقوله تعالى في سورة إذا السماء انفطرت {كراما كاتبين} يعني: مسلمين.
والوجه الخامس: الكريم: المتجاوز, وهو الله تعالى قوله تعالى في سورة النمل عن سليمان {فإن ربي غني كريم} يعني: يتجاوز ويصفح.
والوجه السادس: الكريم يعني: الفاضل، أكرمه يعني: فضله، وله تعالى في سورة الفجر {فأكرمه ونعمة} يعني: فضله. مثلها في سورة بني إسرائيل {ولقد كرمنا بني آدم} وكقوله تعالى {أرأيتك هذا الذي كرمت علي} يعني: فضلت علي، ونحوه كثير.
تفسير (الكلام) على ثلاثة أوجه:
كلام الله تعالى أجمع – القرآن – العجائب
فوجه منها: الكلام: الذي كلمه الله تعالى عباده من غير وحي، قوله تعالى في سورة النساء {وكلم الله موسى تكليما} وقال تعالى في سورة البقرة {وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه}.
والوجه الثاني: الكلام: كلام الله بالوحي, وهو القرآن، قوله تعالى في سورة براءة {وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله} يعني: القرآن المنزل, وقال تعالى في سورة الفتح {يريدون أن يبدلوا كلام الله} يعني: القرآن.
والوجه الثالث: كلمات الله يعني: عجائب، قوله تعالى في سورة الكهف {لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي} يعني: عجائبه، وكقوله تعالى في سورة لقمان {ما نفدت كلمات الله} يعني: عجائبه.
تفسير (الكيد) على سبعة أوجه:
العذاب – القتل – المكر – الحيلة – الصنع – الحرق بالنار – الخنق
فوجه منها: الكيد يعني: العذاب، قوله تعالى في سورة الأعراف {وأملي لهم إن كيدي متين} يعني: إن عذابي لشديد. مثلها في سورة القلم 45.
والوجه الثاني: الكيد يعني: القتل, قوله تعالى في سورة الطور {أم يريدون كيدا} يعني: قتلك: {فالذين كفروا هم المكيدون} يعني: المقتولين.
والوجه الثالث: الكيد يعني: المكر, قوله تعالى في سورة يوسف {وإلا تصرف عني كيدهن} يعني: مكرهن. مثلها فيها {فصرف عنه كيدهن} يقول: مكرهن.
والوجه الرابع: الكيد: الحيلة، قوله تعالى في سورة المرسلات {فإن كان لكم كيد فكيدون} يعني: حيلة فاحتالوا.
والوجه الخامس: الكيد: الصنع، قوله تعالى في سورة الطارق {إنهم يكيدون كيدا} يعني: يصنعون صنعا, أي: صدهم الناس عن محمد صلى الله عليه وسلم {وأكيد كيدا} يعني: يريد قتلهم يوم بدر, وكقوله تعالى {فكيدوني جميعا} وكقوله تعالى {إن كيدكن عظيم} أي: إن صنيعكم عظيم.
والوجه السادس: الكيد الحرق بالنار, قوله تعالى في سورة الأنبياء، وسورة الصافات {فأرادوا به كيدا} يعني: الحرق بالنار {فجعلناهم الأسفلين}.
والوجه السابع: الكيد: الخنق, قوله تعالى في سورة الحج {ثم ليقطع فلينظر هل يذهبن كيده} يعني: اختناقه {ما يغيظ} غيظ من رزقته.
تفسير (الكره) على أربعة أوجه:
الإجبار – المشقة – الكراهية بعينها – إرادة ألا يفعل
فوجه منها: الإكراه: الإجبار في الدنين، قوله تعالى في سورة البقرة {لا إكراه في الدين} يعني: لا إجبار في الدين, وكقوله تعالى {ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء} أي: لا تجبروا.
والوجه الثاني: الكره: المشقة، قوله تعالى في سورة الأحقاف {حملته أمه كرها} يعني: مشقة {ووضعته كرها} يعني: مشقة.
والوجه الثالث: الكراهة بعينها, قوله تعالى في سورة النساء {فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا} مثلها في سورة البقرة 216، ونحوه.
والوجه الرابع: الكراهية: إدارة ألا يفعل الفعل, قوله تعالى في سورة براءة {ولكن كره الله انبعاثهم} يعني: إرادة المنافقين ألا يخرجوا إلى غزوة تبوك, وقوله تعالى {قل أنفقوا طوعا أو كرها لن يتقبل منكم}.
تفسير (الكبت) على وجهين:
العذاب – الهزيمة
فوجه منهما: الكبت: العذاب، قوله تعالى في سورة المجادلة {كبتوا} يعني عذبوا {كما كبت الذين من قبلهم} كما عذب الذين من قبلهم {وقد أنزلنا آيات}.
والوجه الثاني: الكبت: الهزيمة، قوله تعالى في سورة آل عمران {أو يكبتهم} يعني: يهزمهم {فينقلبوا خائبين}.
تفسير (الكفل) على أربعة أوجه:
الضعف – الوزر – الكفالة – الرضاع
فوجه منها: الكفل: الضعف، قوله تعالى في سورة الحديد {يؤتكم كفلين من رحمته} يعني: ضعفين من رحمته وثوابه.
والوجه الثاني: الكفل: الوزر, قوله تعالى في سورة النساء {ومن يشفع شفاعة سيئة يكن له كفل منها} يعني: الوزر من السيئة.
والوجه الثالث: الكفل: الكفالة وهو الضم قوله تعالى في سورة آل عمران {وكفلها زكريا} يعني: ضمها، وقوله تعالى {أيهم يكفل مريم} بتربيتها.
والوجه الرابع: الكفالة: الرضاع، قوله تعالى في سورة القصص {فقالت هل أدلكم على أهل بيت يكفلونه لكم} يعني: يرضعونه لكم.
تفسير (الكتاب) على عشرة أوجه:
الكتابة – الحساب – اللوح المحفوظ – العدة – الأعمال – الرزق والأجل – القرآن – التوراة – الإنجيل – الفرض
فوجه منها: الكتاب يعني: الكتابة, قوله تعالى في سورة آل عمران {ويعلمه الكتاب والحكمة} الكتاب: الكتابة، والحكمة: الحلال والحرام, مثلها في سورة المائدة.
والوجه الثاني: الكتاب يعني: الحساب، قوله تعالى في سورة الجاثية {كل أمة جاثية كل أمة تدعى إلى كتابها} يعني: إلى حسابها.
والوجه الثالث: الكتاب يعني: اللوح المحفوظ، قوله تعالى في سورة الحديد {إلا في كتاب من قبل أن نبرأها}، وقوله تعالى {وعندنا كتاب حفيظ} يعني: اللوح المحفوظ, ونحوه كثير.
والوجه الرابع: الكتاب يعني: العدة، قوله تعالى في سورة البقرة {حتى يبلغ الكتاب أجله} يعني: عدة المرأة.
والوجه الخامس: الكتاب يعني: أعمال بني ادم، قوله تعالى في سورة التطفيف {كلا إن كتاب الأبرار لفي عليين} يعني: أعمال الأبرار, مثلها فيها, ونحوه كثير.
والوجه السادس: الكتاب يعني: الرزق والأجل، قوله تعال في سورة الحجر {وما أهلكنا من قرية إلا ولها كتاب معلوم} يعني: أجلا ورزقا معلوما, وكقوله تعالى في سورة آل عمران {كتابا مؤجلا} يعني: رزقا مؤقتا.
والوجه السابع: الكتاب يعني: القرآن، قوله تعالى {وإنه لكتاب عزيز} يعني: القرآن، ونحوه كثير.
والوجه الثامن: الكتاب يعني: التوراة، قوله تعالى في سورة آل عمران {لتحسبوه من الكتاب} يعني: التوراة {وما هو من الكتاب} يعني: التوراة.
والوجه التاسع: الكتاب: الإنجيل، قوله تعالى في سورة آل عمران {قل يا أهل الكتاب} يعني: يا أهل الإنجيل, ونحوه كثير.
والوجه العاشر: الكتاب يعني: الفرض, قوله تعالى في سورة النساء {والمحصنات من النساء إلا ما ملكت أيمانكم كتاب الله عليكم} يعني: فرضا لكم.
تفسير (الكسب) على أربعة أوجه:
الرشوة – الولد – الجمع – العمل
فوجه منها: يكسبون يعني: يرتشون، قوله تعالى في سورة البقرة {فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون} يعني: يرتشون.
والوجه الثاني: الكسب: الولد، قوله تعالى في سورة تبت {ما أغنى عنه ماله وما كسب} وما ولد, قاله مجاهد.
والوجه الثالث: كسب أي: جمع, قوله تعالى في سورة البقرة {يا أيها الذين آمنوا أنفقوا من طيبات ما كسبتم} أي: مما جمعتم.
والوجه الرابع: الكسب: العمل, قوله تعالى في سورة البقرة {لها ما كسبت} أي: لها ما عملت {وعليها ما اكتسبت} أي: عملت.
تفسير (الكسوة) على وجهين:
البسط – اللباس
فوجه منهما: الكسوة يعني: البسط، قوله تعالى في سورة البقرة {ثم نكسوها لحما} يقول: نبسط عليها العصب والعروق واللحم والجلد, نظيرها في سورة المؤمنون {فكسونا العظام لحما}.
والوجه الثاني: الكسوة اللباس بعينه, فذلك قوله تعالى في سورة البقرة {وكسوتهن بالمعروف} نظيرها في سورة المائدة {أو كسوتهن} وكقوله تعالى {واكسوهن وقولوا لهم قولا معروفا}.
تفسير (الكذب) على ستة أوجه:
النفاق – الكذب على الله تعالى – القذف – الحلف والرد – الجحود – التكذيب بعينه
فوجه منها: الكذب النفاق، قوله تعالى في سورة البقرة {ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون} يعني: ينافقون, وكقوله تعالى {إن المنافقين لكاذبون}.
والوجه الثاني: الكذب على الله تعالى أن عيسى وعزيرا والملائكة أولاده, تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا, قوله تعالى في سورة الزمر {ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله} بأن قالوا: إن لله أولادا {وجوههم مسودة}.
والوجه الثالث: الكذب: القذف، قوله تعالى في سورة النور {والخامسة أن لعنت الله عليه إن كان من الكاذبين} يعني: من القاذفين.
والوجه الرابع: الكذب: الحلف والرد, قوله تعالى في سورة الواقعة {ليس لوقعتها كاذبة} يعني: رادة.
والوجه الخامس: الكذب: الجحود، قوله تعالى في سورة والنجم {ما كذب الفؤاد ما رأى} البصر, يعني: ما جحد.
والوجه السادس: التكذيب بعينه قوله تعالى في سورة ق {بل كذبوا بالحق لما جاءهم}، وقوله تعالى {فكذبوا عبدنا} ونحوه كثير.
تفسير (الكلمات) على سبعة أوجه:
المناسك – ربنا ظلمنا أنفسنا – لا إله إلا الله – عجائب صنع الله - عيسى عليه السلام – دين الله تعالى – القرآن
فوجه منها: الكلمات يعني: مناسك الحج، قوله تعالى في سورة البقرة {وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات} يعني: المناسك {فأتمهن} أي: فوفى بهن.
والوجه الثاني: الكلمات يعني: قوله: ربنا ظلمنا أنفسنا، قال تعالى في سورة البقرة {فتلقى آدم من ربه كلمات} وهي قوله: ربنا ظلمنا أنفسنا.
والوجه الثالث: الكلمة يعني: لا إله إلا الله، قوله تعالى في سورة التوبة {وكلمة الله هي العليا} يعني: لا إله إلا الله, قوله تعالى في سورة آل عمران {يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم} يعني: لا إله إلا الله, ونحوه كثير.
والوجه الرابع: الكلمات: عجائب صنعه، قوله تعالى في سورة لقمان {ما نفدت كلمات الله} يعني: عجائب صنعه، نظيرها في سورة الكهف {قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي} يعني: عجائب صنع ربي.
والوجه الخامس: الكلمة يعني: عيسى بن مريم، قوله تعالى في سورة آل عمران {مصدقا بكلمة من الله}، وكقوله تعالى في سورة النساء {وكلمته ألقاها إلى مريم}، مثلها {إن الله يبشرك بكلمة منه}
والوجه السادس: كلمات الله: هي دينه، وذلك قوله تعالى في سورة الأنعام {لا مبدل لكلمات الله} أي: لا مغير لدينه.
والوجه السابع: الكلمات: القرآن، قوله تعالى في سورة الأعراف {النبي الأمي الذي يؤمن بالله وكلماته} يعني: القرآن، ونحوه.
تفسير (الكفر والكافر) على أربعة أوجه:
الإنكار – الجحود – كفر النعمة – البراءة
فوجه منها: الكفر يعني: الإنكار، قوله تعالى في سورة البقرة {إن الذين كفروا} أي: مثلها في سورة الحج {إن الذين كفروا ويصدون عن سبيل الله}، وكقوله تعالى في سورة محمد صلى الله عليه وسلم {الذين كفروا} أي: أنكروا توحيد الله تعالى.
والوجه الثاني: الكفر: الجحود، قوله تعالى في سورة البقرة {فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به} يعني: جحدوا به, نظيرها في سورة الأنعام {الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم} يعني: يعرفون النبي صلى الله عليه وسلم، لأن نعته معهم في التوراة، نظيرها في سورة البقرة {الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه} يعني: قبله, وكقوله تعالى في سورة آل عمران {ومن كفر فإن الله غني عن العالمين} يعني: كفر بالحج إلى البيت الحرام من أهل الكتاب والأديان, فلم يقر بأن الحج واجب فجحد به {فإن الله غني عن العالمين} يعني: أهل الكتاب وغيرهم.
والوجه الثالث: الكفر يعني: كفر النعمة، قوله تعالى في سورة البقرة {واشكروا لي ولا تكفرون} يعني: لا تكفروا النعمة، مثلها في سورة النمل {ليبلوني أأشكر أم أكفر} يعني: النعمة، وكقوله تعالى في سورة لقمان {ولقد آتينا لقمان الحكمة أن اشكر لله ومن يشكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر} وكقوله تعالى في سورة الشعراء {وفعلت فعلتك التي فعلت وأنت من الكافرين} لنعمتي حين رباه صغيرا، وأحسن إليه. ونحوه كثير.
والوجه الرابع: الكفر يعني: البراءة، فذلك قوله تعالى في سورة إبراهيم عن إبليس {إني كفرت بما أشركتموني من قبل} يقول: إني تبرأت، مثلها في سورة العنكبوت {يكفر بعضكم ببعض} يعني: تبرأ بعضكم بعضا, وكقوله تعالى في سورة الممتحنة {كفرنا بكم} ونحوه.
تفسير (الكنز) على وجهين
المال – الصحف من العلم
فوجه منها: الكنوز يعني: الأموال، قوله تعالى في سورة الشعراء {فأخرجناهم من جنات وعيون وكنوز} يعني: أموالا {ومقام كريم} وكقوله تعالى في سورة براءة {والذين يكنزون الذهب والفضة} مثلها في سورة القصص {وآتيناه من الكنوز} يعني: الأموال.
والوجه الثاني: الكنز: الصحف من العلم، قوله تعالى في سورة الكهف {وكان تحته كنز لهما} قيل: إنه كان لوحا من ذهب فيه علم وحكمة). [الوجوه والنظائر: 392-404]