دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم اللغة > متون علوم اللغة العربية > الأدب > المفضليات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 25 جمادى الآخرة 1431هـ/7-06-2010م, 03:17 PM
علي بن عمر علي بن عمر غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
المشاركات: 1,654
افتراضي 14: قصيدة المرار بن منقذ: وكائنْ من فتَى سوء تَريهِ = يُعلّكُ هجمةً حُمراً وجُونَا

قال المرار بن منقذ:


وكائِنْ مِن فَتَى سَوْءٍ تَرَيْهِ = يُعَلِّكُ هَجْمَةً حُمْراً وجُونَا
يَضَنًّ بِحَقِّها ويُذَمُّ فيها = ويَتْرُكُها لِقَومٍ آخَرينَا
فإِنَّكِ إِن تَريْ إِبِلاً سِوَانَا = ونُصْبِحُ لا تَرَيْنَ لنَاَ لَبُونَا
فإِنَّ لَنا حَظَائِرَ ناعِماتٍ = عطاءَ اللهِ ربِّ العالَمِينَا
طَلَبْنَ البَحْرَ بالأَذنابِ حتَّى = شَرِبْن جِمامَهُ حتَّى رَوِينَا
تُطاوِلُ مَخْرِمَىْ صُدُدَيْ أُشَيٍّ = بَوَائِكَ ما يُبالِينَ السنينَا
كأَنَّ فُرُوعَها فِي كل رِيحٍ = جَوَارٍ بالذَّوائِبِ يَنْتَصِينَا
بَناتُ الدَّهْر لا يَحْلِفْنَ مَحْلاً = إِذَا لم تَبْقَ سَائمةٌ بَقِينَا
إِذا كانَ السِّنُونَ مُجَلِّحاتٍ = خَرَجْنَ وما عَجِفْنَ مِن السِّنِينَا
يَسِيرُ الضَّيْفُ ثمَّ يَحُلُّ فيها = مَحَلاًّ مُكْرَماً حتَّى يَبِينَا
فتِلْكَ لنا غِنىً والأَجْرُ باقٍ = فَغُضِّي بعضَ لَوْمِكِ يا ظَعِينَا
بنَاتُ بَناتِها وبناتُ أُخرَى = صَوادٍ ما صَدِينَ وقد رَوِينَا

وأنشد له أبو حاتم السجستاني في كتاب النخلة الأبيات التالية:

غَدَتْ أَمُّ الخُنَابِسِ أَيَّ عَصْرِ = تُعاتبنَا فقلتُ لها ذَرِينَا
رَأَتْ لي صِرْمَةً لا شَرْخَ فيها = أُقاسِمُها المَسائِلَ والدُّيُونَا
تَخَرَّمَها العطاءُ فكلَّ يومٍ = يُجاذِبُ راكِبٌ منها قَرينَا
وكائِنْ قد رَأَيْنَا مِن بخَيل = يُعَلِّكُ هَجْمَةً سُوداً وجُونَا


  #2  
قديم 19 جمادى الآخرة 1432هـ/22-05-2011م, 06:00 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي شرح المفضليات للشيخين: أحمد شاكر وعبد السلام هارون

14


قال المرار بن منقذ



1: وكائِنْ مِن فَتَى سَوْءٍ تَرَيْهِ = يُعَلِّكُ هَجْمَةً حُمْراً وجُونَا
2: يَضَنًّ بِحَقِّها ويُذَمُّ فيها = ويَتْرُكُها لِقَومٍ آخَرينَا
3: فإِنَّكِ إِن تَريْ إِبِلاً سِوَانَا = ونُصْبِحُ لا تَرَيْنَ لنَاَ لَبُونَا
4: فإِنَّ لَنا حَظَائِرَ ناعِماتٍ = عطاءَ اللهِ ربِّ العالَمِينَا
5: طَلَبْنَ البَحْرَ بالأَذنابِ حتَّى = شَرِبْن جِمامَهُ حتَّى رَوِينَا
6: تُطاوِلُ مَخْرِمَىْ صُدُدَيْ أُشَيٍّ = بَوَائِكَ ما يُبالِينَ السنينَا
7: كأَنَّ فُرُوعَها فِي كل رِيحٍ = جَوَارٍ بالذَّوائِبِ يَنْتَصِينَا
8: بَناتُ الدَّهْر لا يَحْلِفْنَ مَحْلاً = إِذَا لم تَبْقَ سَائمةٌ بَقِينَا
9: إِذا كانَ السِّنُونَ مُجَلِّحاتٍ = خَرَجْنَ وما عَجِفْنَ مِن السِّنِينَا
10: يَسِيرُ الضَّيْفُ ثمَّ يَحُلُّ فيها = مَحَلاًّ مُكْرَماً حتَّى يَبِينَا
11: فتِلْكَ لنا غِنىً والأَجْرُ باقٍ = فَغُضِّي بعضَ لَوْمِكِ يا ظَعِينَا
12: بنَاتُ بَناتِها وبناتُ أُخرَى = صَوادٍ ما صَدِينَ وقد رَوِينَا
13: غَدَتْ أَمُّ الخُنَابِسِ أَيَّ عَصْرِ = تُعاتبنَا فقلتُ لها ذَرِينَا
14: رَأَتْ لي صِرْمَةً لا شَرْخَ فيها = أُقاسِمُها المَسائِلَ والدُّيُونَا
15: تَخَرَّمَها العطاءُ فكلَّ يومٍ = يُجاذِبُ راكِبٌ منها قَرينَا
16: وكائِنْ قد رَأَيْنَا مِن بخَيل = يُعَلِّكُ هَجْمَةً سُوداً وجُونَا


ترجمته: هو المرار بن منقذ بن عبد بن عمرو بن صدي بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة ين تميم، الحنظلي العدوي، من بني العدوية. نسبوا إلى أمهم الحرام بنت خزيمة بن تميم بن الدؤل بن جل بن عدي بن عبد مناة بن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر، وهي أم دارم وزيد والصدي ويربوع بني مالك بن حنظلة. والمرار شاعر مشهور إسلامي، معاصر لجرير، وقد هاج الهجاء بينهما. و(المرار) بفتح الميم وشد الراء. و(صدي) بالتصغير. و(جل) بفتح الجيم وشد اللام. ويقال لبني العدوية (بلعدوية) كأمثالها. ومن المستطرف الغريب أن ابن دريد قال في الجمهرة 2: 268 في نسبة المرار (البلعدوي) كأنه اعتبر (بلعدوية) كلمة واحدة نسب إليها وأدخل حرف التعريف.
جو القصيدة: عيرته امرأة بقلة إبله، فرد عليها، وفخر بما يملك من نخيل فارعات، ووصفها بأروع ما يصف واصف.
تخريجها: البيت 1 في المخصص 7: 83. والأبيات 1-12 عدا البيت 9 في كتاب الأزمنة 2: 335. والأبيات 7، 5، 8 في الشعراء 440. والبيت 4 في اللسان 5: 279. وانظر الشرح 122-126.
(1) تريه: ترينه، حذف النون من غير ناصب ولا جازم اضطرارا أو شذوذا، أو هي لغة قليلة. وانظر الخزانة 3: 525-526 وشرح أحمد محمد شاكر على الترمذي 2: 385 وعلى رسالة الشافعي رقم 1686 و1808. يعلك: التعليك: أن يشد يديه من بخله على إبله، فلا يقري منها ضيفا. الهجمة: مائة من الإبل، أو أكثر أو أقل. الجون ههنا: السود، بضم الجيم، واحده (جون) بفتحها.
(2) يضن بحفها. حق الإبل أن يمنح منها ويقري، وتعطى في الحمالات. يذم فيها: يذمه الناس فيها لبخله، أي: من أجلها.
(3) سوانا: عند غيرنا. ونصبح: الجزم عطف على الشرط، والرفع بتقدير الجملة الحالية. اللبون: ذات اللبن من الشاء والإبل.
(4) حظائر: جمع حظيرة، وهي ما أحاط بالشيء من قصب وخشب، وأراد بها النخل. ناعمات: حسنة الغذاء.
(5) البحر: الماء الكثير. الأذناب أراد بها الجذور، أي: طلبت النخل الماء، الجمام، بكسر الجيم: جمع جمة، بفتحها، وهي ما اجتمع من الماء، وهذا البيت أخره ابن قتيبة في روايته بين البيتين 7، 8 ولفظه عنده:
ضربن العرق في ينبوع عين.......طلبن معينه حتى روينا
(6) أشي، بصيغة التصغير: موضع باليمامة. وصدداه، بضم الصاد والدال: جانباه، الواحد صدد بضمتين، وهو مما أهملته المعاجم، وذكرت (الصد) بالإدغام فقط. والمخارم: جمع مخرم، وهو منقطع أنف الجبل. أراد أن نخله تنبت في تلك الأمكنة فتطاول المخارم. بوائك: ضخام. ونصبه على الوصف، لحظائر
(7) جوار: جمع جارية وهي الشابة الذوائب: الضفائر ينتصين من المناصاة وهي المجاذبة، يقال: تناصى الرجلان، إذا أخذ كل منهما بناصية صاحبه. شبه سعف النخل بذوائب جوار قد أخذ بها بعضهن من بعض. أراد: أن سعف النخلة ينال سعف الأخرى، من تقاربها. وكان الأصمعي يخطئه في هذا الوصف، وقال: (لم يكن له علم بالنخل، وإذا تباعد النخل كان أجود له، وأصلح لثمره) وما نظن أن المرار أراد ما نعاه عليه الأصمعي، وإنما أراد أن كثرتها تريها للناظر كأنها متقاربة متشابكة.
(8) بنات الدهر: يبقين على الدهر. لا يحفلن: لا يبالين. المحل: الجدب. السائمة: الإبل الراعية والغنم. أي: لا يلحقهن من الآفات ما يلحق الإبل والماشية
(9) مجلحات: مجدبات يذهبن بالمال ما عجفن: ما هزلن والعجف الهزال وذهاب السمن. وهذا البيت زيادة في بعض النسخ.
(10) يبين: يفارق.
تمت القصيدة في رواية الأنباري. وقد وجدت الأبيات الآتية في كتاب (النخلة) لأبي حاتم السجستاني. فأثبتها بعضهم في صلب الشرح، ورأينا إلحاقها إتماما للفائدة. والظن أن موضعها أول القصيدة.
(11) غضي: انقصي، والغض: النقصان. يا ظعينا، أراد يا ظعينة، والظعينة المرأة.
(12) الصوادي: الطوال. ما صدين: ما عطشن، والصدى: العطش.
(13) أم الخنابس: امرأة بعينها وهي التي عاتبته.
(14) الصرمة، بكسر الصاد: القطعة من الإبل ما بين العشرة إلى الخمسين. الشرخ نتاج كل سنة من أولاد الإبل.
(15) تخرمها: استأصلها. القرين: البعير المقرون بآخر.
(16) هو البيت الأول باختلاف في اللفظ.


  #3  
قديم 11 شعبان 1432هـ/12-07-2011م, 05:23 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي شرح المفضليات لابن الأنباري

قال المرار بن منقذ

من بني العدوية، ويقال من بلعدوية والأصل من بني العدوية فالألف التي في التعريف تذهب في الوصل وتبقى الياء واللام التي للتعريف ساكنتين فتسقط الياء وهي الساكنة الأولى وتدغم النون في اللام فتبقى بلعدوية.
ولا أدري ما هذا ولم يقل فيه أبو عكرمة غير هذا وإنما قالوا بلعدوية فأسقطوا نونه استثقالاً ولا إدغام ههنا، قال أحمد عن هشام والزيادي: ولد مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم أحد عشر: دارم بن مالك وزيد والصدي ويربوع بنو مالك بن حنظلة وأمهم الحرام بنت خزيمة بن تميم بن الدؤل بن جل بن عدي بن عبد مناة بن أد بن طابحة بن إلياس بن مضر بها يعرفون يقال لهم بلعدوية غلبت على نسبهم وعوف بن مالك وأبو سود بن مالك وأمهما طهية بنت عبد شمس بن سعد بن زيد مناة بن تميم وبها يعرفون غلبت على نسبهم، قال: ومن رهط أبي سود العدل بن حكيم بن عمرو بن سليم بن شيبان بن ربيعة بن أبي سود بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم الذي يقول له الشاعر:
جزى الله عنا آل نثلة صالحا.......فتى ناشئًا من آل نثلة أو كهلا
وجشيش بن مالك بن حنظلة رهط حسين بن تميم بن أسامة بن زهير بن دريد بن جشيش بن مالك بن حنظلة الذي كان على شرط عبيد الله بن زياد، وربيعة بن مالك بن حنظلة رهط الحنتف بن السجف بن سعد بن عوف بن زهير بن مالك وهو العجيف بن ربيعة الذي قتل حبيش بن دلجة القيني يوم الربذة، ورزام بن مالك بن حنظلة وكعب بن مالك بن حنظلة ومالك بن مالك بن حنظلة بن مالك وبنو جشيش وبنو ربيعة وبنو كعب وبنو رزام يقال لهم الخشاب ويقال الطهية والعدوية الجمار وهم مع بني يربوع ففي ذلك يقول جرير:
أثعلبة الفوارس أم رياحًا.......عدلت بهم طهية والخشابا
وبنو زيد بن مالك بن حنظلة رهط يعلى بن أمية بن أبي عبيدة بن همام بن الحارث بن بكر بن زيد بن مالك بن حنظلة الذي يقال له ابن منية، وهي أمه وهي بنت الحارث من بني مازن بن منصور وله صحبة والربائع ثلث: ربيعة الكبرى وهي ربيعة بن مالك بن زيد مناة الذي يلقب ربيعة الجوع وهم رهط علقمة بن عبدة الشاعر وربيعة الوسطى وهي ربيعة بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة وهم رهط المغيرة بن حبناء الشاعر ورهط أبي بلال مزداس بن أدية وعروة بن أدية وربيعة الصغرى وهو ربيعة بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة وهم رهط الحنتف بن السجف وكل واحد من الربائع عم صاحبه والبراجم من بني حنظلة بن مالك بن زيد وهم خمسة: قيس وغالب وعمرو وكلفة والظليم، تبرجموا على سائر إخوانهم يربوع بن حنظلة وربيعة بن حنظلة ومالك بن حنظلة وقالوا نجتمع فنصير كبراجم الكف وهي رؤوس الأشاجع التي هي أصول الأصابع، ودارم وربيعة ورزام بنو مالك في بني نهشل وأمه أسيدة بنت الأحب بن مالك بن عدي بن مراغم بن سعد الله بن فران بن بلي بن عمرو بن الحاف بن قضاعة، وكعب بن مالك أمه الصحارية بها يعرفون وهم مع بني فقيم، وجشيش بن مالك أمه حطي بنت ربيعة بن مالك بن زيد مناة إليها ينسبون.
1: وكائن من فتى سوء تريه.......يعلك هجمة حمرًا وجونا
وروى أحمد (كأين) وروى تراه، قال أبو عكرمة يخاطب امرأة لامته، و(التعليك) أن يشد يديه من بخله على إبله فلا يقري منها ضيفًا ولا يمنح منها بعيرًا مأخوذ من الشيء (العلك) أي اللازم، و(الهجمة) مائة من الإبل عن الأصمعي وقال غيره: تكون ماية وأكثر وأقل، ومن الحجة للأصمعي قول الشاعر وهو يعير آخر بأخذ الدية:
ظفرت بهجمة سود وحمر.......تسر بما يساء به اللبيب
والدية لا تكون إلا ماية (والجون) ههنا السود وحق الإبل أن يمنح منها ويقرى وتعطى في الحمالات، قال أحمد يعلك يعلفها العلك وهو شجر، وروى أحمد بن يحيى ثعلب يعلل، وأنكر يعلك وقال: هو مأخوذ من العلل وكذا قال في بيت ذي الرمة:
فيا لك من خد أسيل ومنطق.......رخيم ومن خلق تعلل جادبه
قال فيه تعلل من العلل وهو طلبه مرة بعد مرة ليجد ما يعيبه به فلم يجد وغيره تعلل جادبه لم يجد ما يجدبه به فتعلل طلب علة يعيبه بها فتعلق بباطل.
2: يضن بحقها ويذم فيها.......ويتركها لقوم آخرينا
أي (يذمه) الناس فيها لبخله وقوله (فيها) أي من أجلها كما يقول الرجل لصاحبه لقيت فيك كذا وكذا أي: من أجلك أي يتركها ميراثًا، و(الضن) البخل ومنه قول الله عز وجل: {وما هو على الغيب بضنين}، أي: ببخيل.
3: فإنك إن تري إبلاً سوانا.......ونصبح لا ترين لنا لبونا
قوله (سوانا) أي: في شقنا وعند غيرنا، يقول: إن رأيت الإبل لغيرنا (ولم تري لنا لبونا)، و(اللبون) ذات اللبن من الشاة والإبل، فإن لنا سوى الإبل، وقوله (سوانا) أي عند غيرنا ويروى: (فإنك إن تري نعمًا سوانا)، والنعم الإبل لا واحد لها من لفظها وكذلك الإبل لا واحد لها من لفظها.
4: فإن لنا حظائر ناعمات.......عطاء الله رب العالمينا
ويروى حدائق (ناعمات)، ويروى مخصبات أي رواء يقول لنا نخل، و(الحظائر) جمع حظيرة وكل ما حظرت عليه فهو حظيرة.
5: طلبن البحر بالأذناب حتى.......شربن جمامه حتى روينا
أي (طلبت) النخل الماء والماء إذا كثر (بحر) وكل كثير بحر ومنه قيل للفرس الكثير الجري بحر وسكب وغمر و(الجمام) جمع جمة وهو ما اجتمع في البئر من الماء يقال استق من جم بئرك ومن جمة بئرك.
6: تطاول مخرمي صددي أشي.......بوائك ما يبالين السنينا
غيره (بوائك المخارم): جمع مخرم وهو منقطع أنف الجبل وأنف الغلظ أراد أنها تنبت في تلك الأمكنة فتطاول المخارم و(أشي) موضع معروف وصدداه جانباه، و(البوائك) الحوامل وقوله (ما يبالين السنينا) أي (ما يبالين) الجدب لأن النخل يشرب بعروقه وواحدة (البوائك) بائكة، (البوائك): الضخام.
وروى أحمد صدي أشي، قال الواحد صُد ويقال الصُدُدان ما اكتنفك عن يمين الجبل وشماله قال وهما الصُدُفان والصَدَفان والصُدَفان ويقرأ (بين الصُّدُفَين) والصَّدَفَين والصُدَفَين وروى غير أبي عكرمة صددي وهو ثعلب وغيره.
7: كأن فرعها في كل ريح.......جوار بالذوائب ينتصينا
ويروى عذارى وعذار (فروعها) أعاليها شبه سعف النخل (بذوائب جوار) قد أخذ بها بعضهن من بعض أراد أن سعف النخلة تنال سعف الأخرى من قرب بعضها من بعض والمناصاة المجاذبة يقال قد تناصى الرجلان إذا أخذ كل واحد منهما (بناصية) الآخر، وقال الأصمعي: غلط المرار في وصف النخل لأنه لا علم له به، وإذا تباعد النخل بعضهن من بعض كان أجود له وأصح لثمره، قال: ومما كانت العرب تتكلم به في أمثالها على ألسنة الأشياء أنهم يزعمون أن نخلة قالت لأخرى: أبعدي ظلي عن ظلك أحمل حملي وحملك.
8: بنات الدهر لا يحفلن محلاً.......إذا لم تبق سائمة بقينا
9: إذا كان السنون مجلحات.......خرجن وما عجفن من السنينا
قوله (بنات الدهر) أي: يبقين على الدهر أي لا يلحقهن من الآفات ما يلحق الإبل والماشية وقوله (لا يحفلن) أي: لا يبالين و(المحل): الجدب، يقال أمحل القوم فهم ممحلون إذا جدبوا و(السائمة) الإبل الراعية والغنم ولا تكون (سائمة) إلا راعية.
10: يسير الضيف ثم يحل فيها.......محلاً مكرمًا حتى يبينا
11: فتلك لنا غنى والأجر باق.......فغضي بعض لومك يا ظعينا
يقول هذا النخل (يغنينا) وما اكتسبنا من أخراه فهو (باق) لنا، وقوله (غضي) أي: انقصي يقال غاض إذا نقص وذلك أنها لامته في اعتقاد النخل وترك الإبل، قال أبو محمد وقوله غاض ليس هو من قوله غضي إنما هو من غيضي أي انقصي وغضي من الغض وهو النقصان أيضًا ومنه غض فلان بصره أي حبس منه ونقص، هذا من المضاعف وغاض ليس من المضاعف.
12: بنات بناتها وبنات أخرى.......صواد ما صدين وقد روينا
ويروى وطوال أخرى و(الصوادي) الطوال وقوله (ما صدين) أي ما عطشن و(الصدى) العطش أي طوال صواد ما عطشن قال ما عطشن لأنهن يسقين لطول عروقهن و(بنات بناتها) كما قال:
بنات لبونه عثج إليه.......يسقن الليت منه والقذالا
يقول قد كبرن فلحقن هذا الموضع من الفحل، وعثج جماعات، قال وجدت في كتاب أبي حاتم سهل بن محمد السجستاني الذي يسمى كتاب النخلة هذه الأبيات فأثبتها في هذا الكتاب وليست هذه الحكاية من الرواية:
غدت أم الخنابس أي عصر.......تعاتبنا فقلت لها ذرينا
رأت لي صرمة لا شرخ فيها.......أقاسمها المسائل والديونا
محرمها العطاء فكل يوم.......يجاذب راكب منها قرينا
وكائن قد رأينا من بخيل.......يعلك هجمة سودًا وجونا
ثم تمام القصيدة إلى ههنا ليس عند ابن الأنباري.
[شرح المفضليات: 122- 126]


موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
14, قصيدة

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:46 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir