القصيدة الثانية :
أذان العزة .
الشاعر :
عبد العزيز الداخل.

تحدَّرَ دمعُ عينيكَ السَّكُـوبُ
على رَبْعٍ تَعَـاوَرُه الخطـوبُ
تَعَاوَرُه الرَّوامسُ كـلَّ يـوم
له من موجها لُجَـجٌ تنـوبُ
فأضحى كلُّ ذي عَلَمٍ يبابـا
وأخلي منه ساكنه الحبيـبُ
وَبُدِّلَتِ السوائم بعـد رَتْـعٍ
بنبتٍ للسوائـم لا يطيـبُ
فظلت في مراعيهـا شحوبـاً
وحُجِّرَ دونها المرعى الخصيبُ
تُرَجِّعُ فيـه أنظـارَ الثكالـى
وقد حنَّت له منها القلـوبُ
وَبُدِّلَ بئرُها بقليـبِ سـوءٍأ
َضَرَّ بهـا ألا لُعِـنَ القليـبُ
وكان شرابُها بمعيـنِ صفـوٍ
كأنَّ صفـاءَه ورقٌ قشيـبُ
وكانت كلَّما نَهَلَت أُعِلَّـت
فكادت كلَّما شربت تذوبُ
وكانت كلَّما تشكي اعتلالاً
لها في كـلِّ سابلـةٍ طبيـبُ
فأَضْحَت والزَّمانُ له انقلابٌ
لها من كلِّ موجعـةٍ نصيـبُ
وكانت لا يزال بهـا غَنَـاءٌ
إذا ما الأرضُ أَمْحَلَها الجدوبُ
فأنهكها مع الإمحـال شِـرْبٌ
خبيثٌ لا يساغُ ولا يُثِيـبُ
بعيني ما تُلاقِـي مـن بـلاءٍ
وفي قلبي لشكواها نـدوبُ
يُخَبِّرُنِي لِسانُ الحـالِ عنهـا
لِسانُ الحالِ مَنْطِقُهُ عجيـبُ
يُفَصِّلُ مَنْطِقَاً لا عِـيَّ فيـه
ِإذا ما خانَ مَنْطِقَهُ الكـذوبُ
فَدَعْ عَنكَ البكاء على طُلُولٍلها
شمس إذا طلعـت تغيـبُ
وخبر أهل جلدتنـا كلامـاً
له في القلب إن عقلوا وجيبُ
بـأن العـز لا يدنـيـه ذلٌّ
ولا ينجو من الذلِّ الهيـوبُ
وأنَّ الـذلَّ أوَّلـه تغـاضٍ
على مضض وآخره لحـوب
وأوَّلـه نجـاء فـي رخـاء
وآخـره مهانـات تشيـب
وأَذِّنْ في بقايـا مـن أقـرُّوا
بميثـاق البيـان ليستجيبـوا
فإنَّ الأرضَ بالدَّلْوَيْنِ تُـرْوَى
وإنَّ المـاءَ منبعُـهُ قـريـبُ