بسم الله الرحمن الرحيم
خطورة الاستهزاء والسخرية بمن يطبقون السنن
يحصل من بعض الناس بنين أو بنات رجالا أو نساء إنهم ينظرون إلى من يطبق سنة ثابتة نظرة سخرية واستهزاء ويرمون ببعض الألفاظ الدالة على تهكمهم من المتمسك بالسنة ولا شك أن ذلك فتنة للمستهزئ وللمستهزئ به
أما فتنة المستهزئ
فإن ذلك يدل على مرض النفاق في القلب ومؤشر خطر يوجب على العاقل أن يتدارك نفسه بالتوبة وكثرة الاستغفار والخوف من عاقبة ذلك الفعل وعليه أن يتدبر قول الله عز وجل "الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ إِلاَّ جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (79) اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لاَ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُواْ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاللَّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (80)" (الآيتين 79-80 من سورة التوبة) وقوله سبحانه "وَلَوْ أَرَادُواْ الْخُرُوجَ لأَعَدُّواْ لَهُ عُدَّةً وَلَكِن كَرِهَ اللَّهُ انبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُواْ مَعَ الْقَاعِدِينَ (46)" الآية 46 من نفس السورة ونحوها من الآيات التي يبين الله فيها بغض المنافقين لما يحبه الله من أعمال البر وإظهار شعائر الدين ووصف المؤمنين بعكس ما وصفهم الله به من الصفات الحميدة والعمل الرشيد وعلى المستهزئ أن يراجع نفسه وينظر ما الذي يدفعه ليبغض ما يحبه الله وهو يعلم أن مرجعه إليه وانه لايخفى على الله خافية وانه قد يكون من الذين يقول الله عنهم ( يوم تقلب وجوههم في النار يقولون يا ليتنا اطعنا الله واطعنا الرسولا) فإن يرد الله به خير يوفقه للتوبة قبل أن تزهق روحه
أما فتنة المستهزئ به
فإن ذلك امتحان له لأنه في الغالب سيسلك احد طريقين:
1 - الثبات وطلب العون والتثبيت على الحق من الله ولايأمن على نفسه من تقلب أحواله لعلمه أن قلبه بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبه كيف يشاء وأن الأعمال بالخواتيم وأن المستهزئين مساكين لا يعلمون مصالح أنفسهم قد ساقهم الله امتحان له لينال من درجات الصبر ما كتب الله له ولولا نعمة الله عليه لجعله مثلهم وفي هذا المسلك فلاحه في الدنيا والآخرة
2 – الانتكاس والرجوع عن لزوم السنة مجاملة لأولئك السفهاء لضعف الإيمان عنده وجهله بربه وذهوله عن عواقب الأمور وعدم إدراكه لمعنى قول الله تعالى (ومن الناس من يعبد الله على حرف فإن أصابه خير أطمأن به وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة ألا ذلك هو الخسران المبين ) وقوله تعالى (أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ (2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ ) وفي الغالب أن حال هذا بعد الانتكاس يكون أسوأ من حاله قبل وفي هذا المسلك الخسارة العظيمة في دنياه وآخرته