دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > الأقسام العامة > المنتديات > المنتدى العام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 22 رمضان 1431هـ/31-08-2010م, 05:17 AM
د. أحمد عليوي حسين الطائي د. أحمد عليوي حسين الطائي غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
الدولة: العراق - بغداد
المشاركات: 24
افتراضي علاقة الإنسان بنفسه

علاقة الإنسان بنفسه

النـفـس
عجيبة من عجائب خلق الله تعالى.
ومظهر من مظاهر عدله وقدرته، وعزته وحكمته.
فهي التي ما برحت توصف بأنها أخطر أعداء الإنسان.
وهي هي جزءٌ من ذات الإنسان، وبعضٌ من ماهيته، التي ركب الله تعالى فيها أصنافاً من خلقه.
فتجد التراب والماء المهين، ونفخة من روح رب العالمين، والعقل، وهذه النفس....
النفس التي رفع الله تعالى قدرها حتى أنه أقسم بها فقال سبحانه: {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا(7)} سورة الشمس
بل ان الله تعالى قد بث فيها من الآيات وجعلها موضع نظر الإنسان وتفكره وتدبره:
{سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (53)} سورة فصلت
{وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ (21)} سورة الذاريات

هذه النفس
التي أودع الله فيها أسباب الغواية والفساد، كما أودع فيها أسباب الهداية والرشاد.
ومن ثم فقد اجتمعت فيه أسباب الهلاك والنجاة.
{ فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8)} سورة الشمس

نفسك أيها الإنسان..
جزء من ماهيتك.
وعنصر من عناصر وجودك وتكوينك.
إذا ما أنت تعهدتها بالحفظ والرعاية والتهذيب،
تجدها أقرب أعوانك إليك وأحرص الخلق عليك.
وإن أنت أهملتها، وقصرت في حفظها ورعايتها وحسن تهذيبها.
تفلتت من طور الانضباط، وعادت عليك بالبلايا وأوقعتك في عظيم الرزايا.
والنفسُ كالطفلِ إن تتركْه شبَّ على **** حُبِّ الرضاعِ وإنْ تفطمْه ينفطمِ

وإذا ما عسر تصور غير المرئي أو اللامحسوس.
فانظر في جسدك أيها الانسان لترى بعينك مثال ما ينطبق عليه ما تقدم.
وخذ الأظفار مثلا يسيراً ملموسا.
إن تعهدها صاحبها بالعناية والتهذيب...
كانت من مكملات مظهره وملامح جماله، وإن لم تكن واضحة للعيان تماما.
وإذا ما أهملها صاحبها وقصر في تهذيبها وتنظيفها...
أصبحت مرتع الأقذار وربما تعود على صاحبها بالأسقام والأكدار.
فمن الملام هنا...
تلكم الأظفار أم صاحبها؟
وهل يحق لأحد أن يصفها بأنها عدوة صاحبها، وسبب أسقامه وأوجاعه؟؟؟

طبيعة النفس
النفس الإنسانية بطبيعتها وأصل خلقتها التي أوجدها الله تعالى عليها:
قابلة للتشكل والتغير والتبدل.
وربما يصح أن نشبهها بوعاء..
بإمكان الإنسان أن يملأه بما شاء..
فإذا ما وفق الله تعالى الإنسان، وأراد هو الخير لنفسه...
ملأ هذه النفس بما يرضي الله تعالى.
مما تزكو به النفوس وتعلو في درجات السمو إلى مرضات الله سبحانه.
{قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9)} سورة الشمس
وإذا ما فاته التوفيق واستحق الخذلان...
وكان أسير الشهوات، وأغرته الدنيا بالملذات، وسار غافلا عن أسباب النجاة...
ملأها بما يشغلها عن معالي الأمور، ويصرفها عن السير في طلب دار السرور، ليهوي هابطاً بها في دركات الخيبة والخسران والثبور.
{ وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا (10)} سورة الشمس

صرا ع الإنسان ونفسه
صراع الإنسان مع نفسه يمكن أن يكون على ضربين.
الصراع السلبي... أو الصراع الإيجابي
فأما الصراع السلبي..
فهو الذي تكون فيه العلاقة بين الإنسان ونفسه: علاقة التنافر والتضاد.
حرب لا هوادة فيها.
شعارها البغض والعداوة والأحقاد.
فالنفس هنا هي ظالمة الإنسان..
الجامحة المتفلتة، الطامحة المسرفة، وهي سبب الهلكة والخسران...الخ
وتزكيتها إنما تكون بما لا تستحق غيره من الاحتقار والقهر والإذلال...
على طريقة أصحاب الديانات الهندية والفلسفات الغنوصية ومن شاكلهم.
وأما الصراع الإيجابي...
فهو الذي تكون فيه العلاقة بين الإنسان ونفسه: علاقة الواحد لا الاثنين.
فنفس الإنسان هي هي ذاته.
فإما النجاة لهما وإما الهلاك عليهما.
كيف لا أيها الإنسان؟
وأنت منها، وهي منك.
بل أنت هي، وهي أنت.
غاية ما في الأمر...
أن الإنسان مكلف بحسن تهذيبها وتربيتها.
ومراقبتها لئلا تزل.
ومحاسبتها لئلا تتمادى فتضل.
فهذا ومتماته هو سبيل الارتقاء بالنفس الأمارة إلى درجات النفس المطمئنة.
التي ترجع إلى ربها تعالى راضية مرضية.
فتستحق بمحض رحمته، وعظيم جوده وكرمه الدخول في عباده المرضيين.
الذين يدخلون الجنة آمنين مطمئنين.
{يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (27) ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً (28) فَادْخُلِي فِي عِبَادِي (29) وَادْخُلِي جَنَّتِي (30)}
سورة الفجر

ولكنَّ قائلاً قد يقول:
إن النفس.. قد ورد فيها الكثير، وقيل في ذمها ما هو أكثر.
فكيف التوفيق بين ما تقول وما قد قيل؟
وهنا نسأل:
أزواجنا وأولادنا...
مَنْ مِن الناس أكثر حباً وقرباً منهم إلى قلوبنا؟؟؟
ومع ذلك ألم يقل الله تعالى فيهم:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلادِكُمْ عَدُوّاً لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (14)}
سورة التغابن
فكيف تكون علاقتنا بهؤلاء
هل ننظر إليهم نظرة الأعداء؟
فنكن لهم الأحقاد؟
و نعاملهم باحتقار وإذلال؟؟؟؟؟
أم أن الواجب علينا
أن نترفق بهم
ونحنوا عليهم
ونسعى في سبيل إصلاحهم
وحسن تهذيبهم وتربيتهم
من أجل الارتقاء بهم؟؟؟.

الإنسان مركب من مختلفات
وسبيله التكامل للظفر بالسعادة والنجاة
ماء... وتراب
جسد... وروح
نفس... وعقل
مُثُلٌ، طموح، أمنيات...
رغبات، شهوات، نزوات...
كل ذلك وغيره مجموع فيك أيها الإنسان
وتزعم أنك جرم صغير *** وفيك انطوى العالم الأكبر
ومع هذه التركيبة، العجيبة الغريبة.
ينبغي على هذا الإنسان
الشخص الواحد المستقل... في مظهره.
المركب المتعدد، المتناقض المختلف... في حقيقته.
أن يسعى إلى خالقه.
سائراً في طريق مرضاته.
حريصاً على طاعته.
متمسكاً بشريعته.
فهل تعينه على ذلك حرب شعواء ضروس.
يلهب أوارها الإنسان على أقرب مخلوق إليه، وهي نفسه التي بين جنبيه.
ومَن هم أطراف هذه الحرب؟
أفراد ذاته وأجزاء ماهيته!!!
أذلك هو السبيل إلى تزكيتها؟
أم يعمل جاهداً من أجل التكامل بين هذه الأجزاء، من أجل الرفعة والارتقاء.
سمواً بهذا الجسد إلى رفعة الروح.
وبالنفس إلى حكمة العقل.
مسترشداً بهدي الشريعة الغراء.
مستعيناً بتوفيق مَن بيده مقاليد الأرض والسماء.

صور من علاقة النفس بالإنسان في القرآن
قد ورد ذكر النفس بما لها وما عليها في مواطن كثيرة من آيات القرآن الكريم.
ولسنا في هذا المقام بصدد استعراض تلك الصور.
أو استقراء عامة ما ورد عن النفس في كتاب الله تعالى.
ولكننا نورد بعضاً مما ذكره الله تعالى عن علاقة الإنسان بنفسه.
وما قد يعود به عليها إذا ما هو أهمل تزكيتها وتربيتها.
مكتفين بروعة بيان القرآن عن أي تعليق أوبيان...

أولاً: مَن هو الظالم ومن المظلوم، النفس أم الإنسان؟
{مَثَلُ مَا يُنْفِقُونَ فِي هَذِهِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَثَلِ رِيحٍ فِيهَا صِرٌّ أَصَابَتْ حَرْثَ قَوْمٍ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَأَهْلَكَتْهُ وَمَا ظَلَمَهُمْ اللَّهُ وَلَكِنْ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (117)} سورة آل عمران

{وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ (135)} سورة آل عمران

{إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمْ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُوْلَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيراً (97)} سورة النساء

{وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرْ اللَّهَ يَجِدْ اللَّهَ غَفُوراً رَحِيماً (110) وَمَنْ يَكْسِبْ إِثْماً فَإِنَّمَا يَكْسِبُهُ عَلَى نَفْسِهِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً (111)} سورة النساء

{قَالا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنْ الْخَاسِرِينَ (23)} سورة الأعراف

{وَقَطَّعْنَاهُمْ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبَاطاً أُمَماً وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى إِذْ اسْتَسْقَاهُ قَوْمُهُ أَنْ اضْرِب بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانْبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْناً قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ وَظَلَّلْنَا عَلَيْهِمْ الْغَمَامَ وَأَنزَلْنَا عَلَيْهِمْ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِنْ كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (160)} سورة الأعراف

{سَاءَ مَثَلاً الْقَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَأَنفُسَهُمْ كَانُوا يَظْلِمُونَ (177)} سورة الأعراف

{إنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئاً وَلَكِنَّ النَّاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (44)} سورة يونس

{وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ آلِهَتُهُمْ فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ آلِهَتُهُمْ الَّتِي يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ لَمَّا جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَمَا زَادُوهُمْ غَيْرَ تَتْبِيبٍ (101)} سورة هود

{ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ (32)} سورة فاطر

ثانيأ: الإنسان هو من يضل نفسه
{وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ أَنْ يُضِلُّوكَ وَمَا يُضِلُّونَ إِلاَّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَضُرُّونَكَ مِنْ شَيْءٍ وَأَنزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً (113)} سورة النساء

ثالثاً: أعظم الخسارة خسارة الإنسان نفسه
{قُلْ لِمَنْ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ قُلْ لِلَّهِ كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لا رَيْبَ فِيهِ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ (12)} سورة الأنعام

{وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَظْلِمُونَ (9)} سورة الأعراف

{وَلَقَدْ جِئْنَاهُمْ بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (52) هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ فَهَلْ لَنَا مِنْ شُفَعَاءَ فَيَشْفَعُوا لَنَا أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ قَدْ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (53)} سورة الأعراف

{وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ (103)} سورة المؤمنون

{فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُمْ مِنْ دُونِهِ قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ (15)}
سورة الزمر

رابعاً: الإنسان قد يكذب على نفسه
{انظُرْ كَيْفَ كَذَبُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (24)} سورة الأنعام

خامسا: الإنسان هو مَنْ يهلك نفسه
{وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ وَإِنْ يُهْلِكُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (26)} سورة الأنعام

سادساً: من يغير الآخر الإنسان أم نفسه
{ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (53)} سورة الأنفال

سابعاً: بغي الإنسان على نفسه
{فَلَمَّا أَنْجَاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُكُمْ فَنُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (23)} سورة يونس

ثامنا: إحسان الإنسان أو إساءته إنما هي على نفسه
{إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيراً (7)} سورة الإسراء

{مَنْ عَمِلَ صَالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلاَّمٍ لِلْعَبِيدِ (46)} سورة فصلت

{مَنْ عَمِلَ صَالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ (15)} سورة الجاثية

تاسعاً: المؤمن مأمور بوقاية نفسه وحمايتها
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ (6)} سورة التحريم

وما هذه إلا نماذج للذكرى فقط، وغيرها كثير وهو بالتدبر والتفكر جدير.

بعد كل ما تقدم قد يسأل سائل:
هذه الشهوات والنزوات والرغبات...
ما وجه ميل النفس إليها، وحرصها على الظفر بها، أو النيل بنصيب منها؟؟؟
وربما يصح أن نقول:
هذه الغرائز ليست شرورا مطلقة.
بل إنها من لوازم ديمومة الإنسانية واستمرارها إلى ميعاد ربها.
إذ لولاها لما أقدم الإنسان على كثير مما يتوقف عليه بقاء جنسه.
فما الذي يحمله على الزواج وإنجاب الذرية وتحمل كافة تبعاتهما..
لولا تلكم الغريزة التي تشتد حاجة الإنسان لتلبيتها؟
وما الذي يحمله كسب الأموال وبذل المشاق في سبيل تحصيلها..
لولا تلكم الرغبات الحاجات التي لا بد له من السعي لسدها؟
وقس على ذلك غيره....
ولكن سد هذه الحاجات وتلبيتها ربما يكون بما يوافق الشرع.
كما أنه قد يكون بما يخالفه.
فالنفس تتمنى بطبعها التي جبلها الله عليه.
ولكن الإنسان هو من سيلبي أو يخالف أمنياتها.

وختاماَ
حتم علينا لازم ...
فهمُ أنفسنا، وإدراك العلاقة بييننا وبينها.
في ضوء منهج الإسلام.
مسترشدين بشرع الله سبحانه.
مستبصرين بكتاب الله تعالى، وسنة رسوله عليه أزكى الصلاة وأتم السلام.
وما تَرَكَ عليه قرون الخير من المحجة البيضاء.
مستثمرين عقولنا التي منَّ الله بها علينا، وجعلها مناط تكليفنا وقيام الحجة علينا.
متحررين من أسر القيل والقال.
إلا ما وافق ضوابط الشرع وقواعده وأصوله.
**************************
**************************
إلهـــي لا تـعـذبـنـي فإنـي *** مُـقِـرٌ بالـذي قـد كـان مـنــي
فمـا لـي حيـلةٌ إلا رجائـي *** لعفوك إن عفوت وحسن ظني
فكم من زلة لي في البرايا *** وأنـت علـيَّ ذو عفــوٍّ ومـنِّ
يظنُّ الناسُ بي خيراً وإني *** لشرُّ الناسِ إن لم تعفُ عني
**************************

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 22 رمضان 1431هـ/31-08-2010م, 04:47 PM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 7,079
افتراضي

أجدت وأفدت جزاك الله خيرا

وأضيف كلمات لابن القيم رحمه الله
قـال ابن القيم: (فإن تزكية النفوس مُسَلَّم إلى الرسل، وإنما بعثهم الله لهذه التزكية وولاَّهم إياها، وجعلها على أيديهم دعوة وتعليماً وبياناً وإرشاداً.. فهم المبعوثون لعلاج نفوس الأمم، وتزكية النفوس أصعب من علاج الأبدان وأشد، فمن زكى نفسه بالرياضة والمجاهدة والخلوة، التي لم يجئ بها الرسل؛ فهو كالمريض الذي يعالج نفسه برأيه، وأين يقع رأيه من معرفة الطبيب؟
فالرسل أطباء القلوب، فلا سبيل إلى تزكيتها وصلاحها إلا من طريقهم، وعلى أيديهم، وبمحض الانقياد والتسليم لهم، والله المستعان)


التوقيع :
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 22 رمضان 1431هـ/31-08-2010م, 05:05 PM
د. أحمد عليوي حسين الطائي د. أحمد عليوي حسين الطائي غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
الدولة: العراق - بغداد
المشاركات: 24
افتراضي

وأنت.. فجزاك الله كل خير
شاكراً لكم هذه الإضافة من روائع الإمام رحمه الله تعالى، الذي رفد المكتبة الإسلامية بروائع المؤلفات في هذا الموضوع وغيره مما يعد بحق من روائع المولفات النافعة
نفع الله بكم ويسر لكم كل أسباب الخير، ودفع عنكم كل سوء وشر

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الإنسان, علاقة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:21 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir