· معنى النوم ط
هو المستثقل الذي يزول معه الذّهن، ذكره ابن عطيّة
· سبب عطف النوم على السنة ك
لأنه أقوى من السنة، ذكره ابن كثير
· فائدة النفي في قوله تعالى: {لا تأخذه سنة ولا نوم} ك ج ط
لبيان أنه تعالى لا تدركه آفة، ولا يلحقه خلل بحال من الأحوال، وأنه تعالى لا يغفل عن تدبير أمر الخلق، وهذ حاصل ما ذكره الزجاج وابن عطية
- عن أبي موسى رضي الله عنه قال: قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بأربع كلمات، فقال: ((إن الله لا ينام، ولا ينبغي له أن ينام، يخفض القسط ويرفعه، يُرفع إليه عمل النهار قبل عمل الليل، وعمل الليل قبل عمل النهار، حجابه النور أو النار، لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه.)) رواه مسلم، ذكره ابن كثير
- وعن موسى عليه السلام أنه سأل الملائكة: هل ينام الله عز وجل، فأعطوه قارورتين وحذّروه أن يكسرهما، فنعس وهما في يده، فضرب إحداهما بالأخرى فكسرهما، ذكره ابن عطية وابن كثير وقال: رواه عبدالرزاق وابن جرير. وقال: وهو من أخبار بني إسرائيل، وهو مما يُعلم أن موسى عليه السلام لا يخفى عليه مثل هذا من أمر الله عز وجل وأنه منزّه عنه.
[قوله تعالى: {لا تأخذه سنة ولا نوم} من الصفات المنفية، وذلك لثبوت كمال ضدّه، وهو كمال حياته سبحانه وقيوميته.]
· سبب نزول قوله تعالى: {له ما في السماوات وما في الأرض} ط
قال ابن جرير: (هذه الآية نزلت لمّا قال الكفّار ما نعبد أوثاننا هذه إلا ليقربونا إلى الله، فقال الله: ((له ما في السماوات وما في الأرض)).). ذكره ابن عطيّة
· مقصد قوله تعالى: {له ما في السماوات وما في الأرض} ك
يخبر الله تعالى بأن الجميع عبيده وفي ملكه، وتحت قهره وسلطانه، فهو كقوله تعالى: {إن كلّ من في السماوات والأرض إلا آتي الرحمن عبدًا}، ذكره ابن كثير
· مرجع هاء الضمير في قوله تعالى: {له ما في السماوات وما في الأرض} ك
لله تعالى، ذكره ابن كثير
· معنى اللام في قوله تعالى: {له ما في السماوات وما في الأرض} ك ط
هي لام الملك، فهو تعالى مالك الجميع وربّه، ذكره ابن عطية، وبنحوه يُفهم مما ذكره ابن كثير.
·فائدة التعبير بــ (ما) وفيهم من يعقل. ط
قال ابن عطية: (وجاءت العبارة بــ (ما) وإن كان في الجملة من يعقل، من حيث المراد الجملة والموجود.).
· مرجع هاء الضمير في قوله: {عنده}، {بإذنه} ك
لله تعالى، ذكره ابن كثير.
· معنى (إلا بإذنه) ج
أي بأمره، ذكره الزجاج
· معنى قوله تعالى: {من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه} ك ج ط
أي أنه لا يتجاسر أحد على أن يشفع لأحدٍ عند الله تعالى، لا أن يأذن الله تعالى له بالشفاعة، كما في حديث الشفاعة: ((آتي تحت العرش فأخرّ ساجدًا، فيدعني ما شاء الله أن يدعني، ثم يقال: ارفع رأسك، وقل تسمع، واشفع تشفّع، قال: فيحدّ لي حدّا فأدخلهم الجنّة.)) متفق عليه
ذكره ابن كثير، وبنحوه قال الزجاج وابن عطية
· المراد بالشفاعة في الآية. ك ج ط
فسّرها ابن عطية وابن كثير بالشفاعة في الآخرة، فذكروا منها: شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم في أهل الموقف.
وشفاعة الأنبياء والعلماء والصالحين وغيرهم.
وفسّرها الزّجاج بالشفاعة في الدنيا والآخرة، فجعل من الشفاعة الدعاء في الدنيا؛ كدعاء المؤمنين بعضهم لبعض.
[والدعاء شفاعة، ودليله: قوله صلى الله عليه وسلم: ((ما من مسلم يموت فيقوم على جنازته أربعون رجلًا لا يشركون بالله شيئًا إلا شفّعهم الله فيه.)).]
· الشفاعة المنفية. ج
هي ما ادّعاه المشركون أن الأصنام تشفع لهم، {ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله}، فأنبأ الله تعالى أنه لا شفاعة يومئذٍ إلا بإذنه، ذكره الزجاج
· دلالة قوله تعالى: {من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه} ك ج ط
تدلّ على عظمة الله تعالى وجلاله وكبريائه، فلا شفاعة إلا بإذنه، وهذا حاصل ما ذكره الزجاج وابن عطية وابن كثير
· مرجع الضمير في قوله: {يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم} ك ط
- جميع الكائنات، ذكره ابن كثير
- وقيل: عائدان على كل من يعقل ممن تضمّنه قوله: (له ما في السماوات وما في الأرض)، ذكره ابن عطية.
· المراد بقوله تعالى: {ما بين أيديهم وما خلفهم} ك ج ط
فيه أقوال:
- قيل: ما بين أيديهم: الماضي والحاضر، ذكره ابن كثير، ولفظ الزجاج: الغيب الذي تقدّمهم.
وما خلفهم: المستقبل، وهو الغيب الذي يأتي من بعدهم، حاصل ما ذكره الزجاج وابن كثير.
- وقيل: ما بين أيديهم: الدنيا.
وما خلفهم: الآخرة، وهذا قول مجاهد، وبنحوه قال السدي وغيره، ذكره ابن عطية وقال: (وهذا في نفسه صحيح عند الموت؛ لأن ما بين اليد هو كل ما تقدم الإنسان، وما خلفه هو كلّ ما يأتي بعده.)
· معنى قوله تعالى: {يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم} ك
أي أن علم الله تعالى محيط بجميع الكائنات، ماضيها وحاضرها ومستقبلها، ذكره ابن كثير [وهذا على القول الأول في المراد بما بين أيديهم وما خلفهم.]
· المراد بالإحاطة في قوله تعالى: {ولا يحيطون بشيء من علمه} ك ج
الإحاطة: العلم، فهو لا يعلمون شيئًا من علم الله إلا بما أعلمهم الله إيّاه، وأطلعهم عليه، وهذا حاصل ما ذكره الزجاج وابن كثير
· مرجع الضمير في قوله: {ولا يحيطون} ك
جميع الكائنات، ذكره ابن كثير
· مرجع الضمير في قوله تعالى: {بشيء من علمه} ك
أي من علم الله تعالى، ذكره ابن كثير
· معنى: (من علمه) ط ك
فيه قولان:
الأول: من معلوماته، ذكره ابن عطية وابن كثير
الثاني: علم ذاته وصفاته، ذكره ابن كثير
[قال ابن عثيمين: وكلا المعنيين صحيح، وقد نقول: أن الثاني أعم–ولذا اقتصر عليه ابن عطية-؛ لأن معلومه يدخل فيه علمه بذاته وصفاته وما سوى ذلك.]
· معنى الاستثناء في قوله: (إلا بما شاء) ج
أي إلا بما أنبأ الله به على ألسنة رسله ليكون دليلا على تثبيت نبوّتهم، ذكره الزجاج [وبطرق وأسباب أخرى.]
· معنى الكرسي في اللغة.ج
المعروف في اللغة: أن الكرسيّ هو الشيء الذي يُعتمد عليه ويُجلس عليه، وقد ثبت ولزم بعضه بعضًا، ومنه الكراسة والكرسي ما تلبّد بعضه على بعض في آذان الغنم ومعاطن الإبل، ذكره الزجاج
· المراد بالكرسي. ك ج ط
فيه أقوال:
الأول: أنه موضع القدمين، وهذا قول ابن عباس وأبي موسى الأشعريّ والسديّ والضحاك ومسلم البطين، ذكره ابن عطية وابن كثير.
فعن ابن عباس قال: سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن قوله عز وجل: {وسع كرسيه السماوات والأرض}، قال: ((كرسيّه موضع قدميه، والعرش لا يقدر قدره إلا الله عزوجل)) . رواه شجاع بن مخلد في تفسيره مرفوعا، ذكره ابن كثير وقال: وهو غلط.
ورواه وكيع في تفسيره عن سعيد بن جبير عن ابن عباس موقوفًا، وكذا رواه الحاكم عن ابن عباس موقوفًا مثله، وقال: صحيح على شرط الشيخين ، ولم يخرجاه.
ورواه ابن مردويه عن السدي عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعًا، وقال فيه ابن كثير: ولا يصحّ أيضًا.
[قال العيني: أراد ابن كثير بقوله: (وهو غلط)، أن رفعه غلط، وليت شعري ما الفرق بين كونه موقوفًا وبين كونه مرفوعًا في هذا الموضع؛ لأن هذا لا يُعلم من جهة الوقف.](1)
وقال الشيخ الرشيد في شرحه للعقيدة الواسطية: حديث ابن عباس قد روي مرفوعًا، والصواب أنه موقوف على ابن عباس.]
وذكر هذا القول ابن عطية وعزاه لأبي موسى الأشعري والسدي، ولفظ أبي موسى: (أنه موضع القدمين) فأوّله ابن عطية: أن المراد بذلك أن الكرسي من العرش كموضع القدمين في أسرّة الملوك.
ولفظ السدي: (هو موضع قدميه) فاستشكل الضمير على ابن عطية وقال: (وأما عبارة السدي فقلقة) وذلك لعودة الضمير فيها إلى الله تعالى، وفي ذلك إثبات صفة القدمين لله تعالى، وابن عطية ممن تأثّر بعقيدة الأشاعرة.
والحق كما هو متقرر في اعتقاد أهل السنة والجماعة: أن القدم صفة خبرية للرحمن، آحادها عندنا أبعاض وأجزاء، فنؤمن أن للرحمن قدمين تليقان بذاته وجلاله، وجاء في الحديث أنه تعالى: "يضع الجبار فيها قدمه" أي في جهنم؛ إذ لا تسكن جهنم حتى يضع الجبّار فيها قدمه.
القول الثاني: علمه، وهذا قول ابن عباس، ذكره الزجاج وابن عطية وابن كثير وزاد في عزوه لسعيد بن جبير.
فعن ابن عباس في قوله: {وسع كرسيّه السماوات والأرض} قال: علمه، رواه ابن جرير وابن أبي حاتم، ذكره ابن كثير.
وذكر ابن عطية أن الطبري رجّح هذا القول، وقال منه الكراسة للصحائف التي تضمّ العلم، ومنه قيل للعلماء الكراسي؛ لأنهم المعتمد عليهم.
[وأنكر هذا القول وردّه جملة من أهل العلم؛ فقال الشيخ الرشيد في شرحه للعقيدة الواسطية: وأما ما زعمه بعضهم أن معنى (كرسيّه): علمه، ونسبه إلى ابن عباس، فليس بصحيح، بل هو من كلام أهل البدع المذموم.
ونقل الشيخ ابن فياض عن الدارمي إنكاره لهذا القول؛ إذ المعروف عن السلف أن الكرسيّ موضع قدميّ الرحمن جلّ جلاله، فهو الصحيح المشهور عن ابن عباس.
وقال الشيخ خليل هراس: وأما ما أورده ابن كثير عن ابن عباس في تفسيره الكرسي بالعلم، فإنه لا يصح، ويفضي إلى التكرار في الآية.]
القول الثالث: أن الكرسي هو العرش، وهذا قول الحسن البصري، ذكره ابن عطية وابن كثير.
وضعّف هذا القول وردّه ابن كثير قال: والصحيح أن الكرسيّ غير العرش، فالعرش أكبر منه، كما دلّت على ذلك الآثار والأخبار، وقد اعتمد ابن جرير على حديث عبد الله بن خليفة عن عمر في ذلك، وعندي في صحته نظر، والله أعلم.
الرابع: أن الكرسي مخلوق عظيم، عليه السماوات السبع والأرضون، فالسماوات والأرض بالنسبة للكرسي كحلقة ملقاة في فلاة، وهذا قول عطاء، ذكره الزجاج وابن عطية ورجّحه مستدلًا بقوله صلى الله عليه وسلم: ((ما السماوات السبع في الكرسي إلا كدراهم سبعة ألقيت في ترس.)). رواه ابن جرير عن أبي وذكره ابن كثير.
وأشار الزجاج إلى أنه أظهر الأقوال، وذلك للمناسبة بينه وبين معنى الكرسي في اللغة.
وهذا الذي أشار إليه الزجاج متحقق كذلك في القول الأول.
القول الخامس: قيل: كرسيه قدرته التي يمسك بها السماوات والأرض، ذكره الزجاج وقال: وهذا قريب من قول ابن عباس، أي القول الثاني، فيقال فيه ما قيل في القول الثاني من التضعيف.
الخلاصة:
[القول الأول صححه جمع من أهل العلم كالشيخ خليل هراس و عبد العزيز الرشيد وابن فياض وابن عثيمين وغيرهم، وذكره الشيخ صالح الفوزان دون جزم.
قال ابن فياض: (وهذا هو المعروف عن السلف، قال الدارمي: هذا الذي عرفناه عن ابن عباس صحيحًا مشهورًا.).
والقول الرابع في حقيقته متفق مع القول الأول؛ ولكن دون تعيين الكرسي بأنه موضع القدمين، ويظهر ميل الشيخ السعدي لهذا القول، والله أعلم.]
· المراد بأن كرسيه وسع السماوات والأرض. ك
أي أن السماوات والأرض في جوف الكرسي، وذلك لسعته وعظمته، فالسماوات السبع والأرضون السبع في سعة الكرسي بمنزلة الحلقة في المفازة، وهذا القول مستخلص مما نقله ابن كثير عن السدي وابن عباس وحديث أبي ذر مرفوعًا.
· دلالة قوله تعالى: {وسع كرسيّه السماوات والأرض} ط
أنها تنبئ عن عظم مخلوقات الله تعالى، وفي هذا بيان لعظم قدرته سبحانه وأنه لا يؤده حفظ هذا الأمر العظيم، ذكره ابن عطية
· موضع الكرسي من العرش. ك
قيل: الكرسي تحت العرش، وهو مروي عن أبي مالك.
وقيل: الكرسي بين يدي العرش، وهو قول السدي.
ذكره ابن كثير
· فضل العرش على الكرسي. ك
العرش أكبر وأعظم من الكرسي، فالكرسي في العرش كحلقة ملقاة في فلاة.
فعن أبي ذرّ أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الكرسيّ، فقال: ((والذي نفسي بيده ما السماوات السبع والأرضون السبع عند الكرسي، إلا كحلقة ملقاة بأرض فلاة، وإن فضل العرش على الكرسي كفضل الفلاة على تلك الحلقة.)). رواه ابن مردويه، ذكره ابن كثير.
· معنى (ولا يؤده). ك ج ط
أي لا يثقله، ذكره الزجاج وابن عطية وعزاه لابن عباس والحسن وقتادة وغيرهم، وابن كثير وزاد: بل ذلك سهل عليه يسير لديه.
· مرجع هاء الضمير في قوله تعالى: {ولا يؤده} ك ج
لله تعالى، ذكره الزجاج وابن كثير
وقيل: جائز أن يكون للكرسي، ذكره الزجاج.
· مرجع الضمير في قوله: {حفظهما} ك
أي السماوات والأرض ومن فيهما وما بينهما، ذكره ابن كثير
· دلالة قوله : {ولا يؤده حفظهما} ك
أنه تعالى لا يغيب ولا يعزب عنه شيء، فهو تعالى القائم على كل نفس بما كسبت، وأن جميع الأشياء محتاجة فقيرة إليه وهو الغني الحميد.
ذكره ابن كثير
[وهذه من الصفات المنفية، والصفة الثبوتية التي يدلّ عليها هذا النفي هي كمال القدرة والعلم والقوة والرحمة، ذكره ابن عثيمين.]
· معنى (العليّ).
[أي العالي على كل شيء، في ذاته وصفاته وأفعاله.
فالسلف يثبتون لله تعالى العلوّ المطلق من جميع الوجوه:
علو الذات: بكونه تعالى فوق جميع المخلوقات.
علو القدر: فله كل صفات الكمال ونعوت الجلال.
علو القهر: فهو القادر على كل شيء.
فأهل السنة يثبتون لله تعالى العلو الذاتي والمعنوي (علو الذات والصفات).]
وذكر ابن عطية أن المراد به: علو القدرة والمنزلة، لا علو المكان، قال: لأن الله تعالى منزّه عن التحيّز. [فابن عطية لا يثبت لله تعالى صفة العلو، لتأثره بمذهب الأشاعرة].
ثم أورد ابن عطية أقوالا ذكرها ابن جرير:
الأول: عن قوم قالوا: هو العليّ عن خلقه بارتفاع مكانه عن أماكن خلقه، ذكره ابن عطية ثم قال: وهذا قول جهلة مجسّمين، وكان الوجه ألا يُحكى. [والصواب أن هذا هو الحق وهو قول السلف، [فابن جرير رحمه الله نقل إثبات المكان عن السلف من المفسرين وارتضى تفسيرهم رحمهم الله تعالى].]
· معنى (العظيم).
[معناه الموصوف بالعظمة، الذي لا شيء أعظم منه، ولا أجلّ، ولا أكبر.
وله سبحانه التعظيم الكامل في قلوب أنبيائه وملائكته وأصفيائه.
فالعظمة: عظمة قدره ذاتًا وصفة.
فأهل السنة يثبتون لله تعالى العظمة الذاتية والمعنوية، فهو تعالى أعلم من كلّ شيء في ذاته وصفاته وأفعاله.]
واقتصر ابن عطية على اثبات العظمة المعنوية لله تعالى، فقال: هي صفة بمعنى عظم القدر والخطر لا على معنى عظم الأجرام. والذي قاده لهذا القول تأثره بعقيدة الأشاعرة.
مسائل علوم القرآن.
· تفاضل كلام الله.
لما ثبت أن آية الكرسي أعظم آية في كتاب الله، فهي متضمنة التوحيد والصفات العلى.
عن أبي ذرّ جندب بن جنادة أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله أيّما أنزل عليك أعظم؟ فال: ((آية الكرسي: {الله لا إله إلا هو الحيّ القيّوم})). مختصرا مما رواه أحمد والنسائي.
مسائل لغوية:
· إعراب (الله لا إله إلا هو) ط ج
نصب (إله) على الاستثناء، والمعنى: لا إله لكل مخلوق إلا هو.
(الله): لفظ الجلالة مبتدأ.
(لا إله): مبتدأ ثان.
وخبره: محذوف تقديره: معبود أو موجود [وهذا التقدير خطأ باعتبار وصحيح باعتبار آخر، فإن كان مرادهم مطلق وجود فهذا خطأ؛ لأن الآلهة التي اتخذت من دون الله كثيرة، وإن مرادهم بالوجود: الوجود المعتبر شرعًا فهذا حق، ولكن الصحيح الذي لا خطأ فيه ودلت عليه الأدلة الصحيحة تقديره بـ (حق)، قال تعالى: {ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه هو الباطل}]
(إلا هو): بدل من موضع (لا إله).
ذكره ابن عطية
· اشتقاق (القيوم) ط
القيوم: فيعول، من القيام، أصله: قيُووم، اجتمعت الياء والواو، وسبقت إحداهما بالسكون فأُدغمت الأولى في الثانية بعد قلب الواو ياء، ذكره ابن عطية
المسائل العقدية:
· طريقة السلف في فهم آيات الصفات والأسماء. ك
طريقة السلف في آيات والأحاديث الصحاح في الأسماء والصفات إمرارها كما جاءت من غير تكييف ولا تشبيه، ذكره ابن كثير
· الإيمان بالكرسي.*
وذلك كما دل عليه قوله تعالى: {وسع كرسيه السماوات والأرض}، ففيه إثبات الكرسي، وهو موضع القدمين.
· الإيمان بعرش الرحمن.
فالله تعالى عالٍ فوق خلقه مستو على عرشه، وعرشه تعالى أكبر وأعظم من الكرسي، فالكرسي في العرش كحلقة ملقاة في فلاة.
· الإيمان بأسماء الله وصفاته *
تضمنت آية الكرسي جملة من أسماء الله تعالى وصفاته، فمن الأسماء التي تضمنتها: الله، الحيّ، القيوم، العلي، العظيم، والصفات التي تضمنتها هذه الأسماء.
ومن الصفات كذلك التي تضمنتها هذه الآية: إثبات المشيئة، وعموم علمه، وإثبات العلو، وإثبات العظمة والقوة والقدرة لله تعالى، وغيرها من الصفات العلى.
· إثبات الشفاعة في أهل الكبائر من المسلمين.
لما ثبت في الحديث أن الرسول صلى الله عليه وسلم يشفع فيمن دخل النار من أمته، وكذلك يشفع الأنبياء والملائكة والصالحون وغيرهم.
· إثبات القدمين صفة لله تعالى.
فالكرسي موضع قدمي الرحمن جل جلاله، كما هو معروف عن السلف، والقدم صفة خبرية للرحمن، آحادها عندنا أبعاض وأجزاء، فنؤمن أن للرحمن قدمين تليقان بذاته وجلاله، وجاء في الحديث أنه تعالى: "يضع الجبار فيها قدمه" أي في جهنم؛ إذ لا تسكن جهنم حتى يضع الجبّار فيها قدمه.
· إثبات علوّ الله تعالى.
فمن أسمائه تعالى العلي، وفيه إثبات علو الله تعالى المطلق من كل الوجوه.
· السلف يثبتون الاسم والصفة التي تضمنتها.
فالحي يتضمن إثبات الحي اسما لله تعالى، وإثبات الحياة صفة له.
[قال ابن باز رحمه الله: (فكل أسماء الله تعالى على الذات والصفة، فكل الأسماء أسماء وصفات.)]
· [النفي والإثبات في أسماء الله تعالى وصفاته.] *
من قواعد أهل السنة والجماعة أنهم يجمعون في الأسماء والصفات بين النفي والإثبات.
وطريقة أهل السنة والجماعة: الإجمال في النفي والتفصيل في الإثبات، كما قال تعالى: {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير}
ومن النفي المفصّل الذي جاء في القرآن: قوله تعالى: {لا تأخذه سنة ولا نوم}وذلك لكمال حياته وقيوميته سبحانه؛ لأنه ليس في أسماء الله وصفاته نفي محض، بل كل نفي وجد في أسماء الله وصفاته فهو لإثبات كمال ضدّه؛ إذ النفي المحض عدم، والعدم ليس بشيء، فقوله تعالى: {لا تأخذه سنة ولا نوم} مستلزم لكمال حياته وقيوميته سبحانه.
سنن وآداب.
· قراءة آية الكرسي عند النوم.
لحديث أبي هريرة في حفظه للزكاة، وأنه كان يأتيه آت يحثو من الطعام، وفيه أنه قال له: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسيّ: {اللّه لا إله إلا هو الحيّ القيّوم} حتّى تختم الآية فإنّك لن يزال عليك من اللّه حافظٌ ولا يقربك شيطانٌ حتّى تصبح. فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك، فأقرّه على ما قال. رواه البخاريّ معلّقًا بصيغة الجزم والنّسائيّ في "اليوم واللّيلة"، ذكره ابن كثير
· قراءة آية الكرسي في الصباح والمساء.
لحديث أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «من قرأ: {حم} المؤمن إلى: {إليه المصير} وآية الكرسيّ حين يصبح حفظ بهما حتّى يمسي ومن قرأهما حين يمسي حفظ بهما حتّى يصبح» رواه الترمذي وقال: هذا حديثٌ غريبٌ، ذكره ابن كثير
· قراءة آية الكرسي في دبر الصلوات المكتوبة.
لحديث أبي أمامة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «من قرأ دبر كلّ صلاةٍ مكتوبةٍ آية الكرسيّ لم يمنعه من دخول الجنّة إلّا أن يموت».رواه ابن مردويه والنّسائيّ في "اليوم واللّيلة" وابن حبّان في صحيحه. ذكره ابن كثير وقال: وقد زعم أبو الفرج بن الجوزيّ أنّه حديثٌ موضوعٌ فاللّه أعلم.