تلخيص لشرح منظومة الزمزمي :(لدرس الصيفي والشتائي ، ودرس الفراشي) .
النوع السابع والثامن : الصيفي والشتائى
صَـــيْـــفِـــيُّـــهُ كَــــــآيَــــــةِ الْــــكَــــلَالَـــــةِ ********وَالشَّتَائِي كَالْعَشْرِ في عَائِشَةِ
المقصود بالصيفي والشتائي :
الصيفي : يقصد به من القرآن ،و يعني به ما نزل في الصيف .
الشتائي : يقصد به من القرآن ، و يعني به ما نزل في الشتاء .
سبب تخصيص النزول في الصيف والشتاء دون بقية الفصول :
1) الخريف يلحق الشتاء ، فيلحق كل فصل بالذي قبله لشهرة الفصلين المذكورين .
2) سكتوا عن الفصلين هما الربيع والخريف ، إلا أن يراد بالصيف ما يشمل الربيع لكونهما شمالين والشتاء ما يشمل الخريف لكونهما جنوبين .
مثال على الصيفي من القرآن ودليله :
-كآية الكلالة الأخيرة التي في سورة النساء ، قوله تعالى ( ويستفتونك في الكلالة قل الله .... ) إلى آخر السورة .
معنى الكلالة : في الفرائض معروفة من لاوالد له ولا ولد .
الدليل :ففي صحيح مسلم عن عمر رضي الله عنه: ما راجعت رسول الله صلى الله عليه وسلم في شيء ما راجعته في الكلالة، وما أغلظ لي في شيء ما أغلظ لي فيها، حتى طعن بأصبعه على صدري، وقال: ((يا عمر، ألا تكفيك آية الصيف التي في آخر سورة النساء)).
مثال على الشتائي من القرآن ودليله :
المثال : 1) آية الكلالة الأولى في سورة النساء .
2) العشر آيات من سورة النور التي نزلت في قصة عائشة .
الدليل : جاء في قصة الإفك من حديث عائشة في الصحيح أن النبي _عليه الصلاة والسلام _كان يقرأ الآيات وإن العرق ليتحدر من جبينه في وقتٍ شاتٍ؛ فيدل هذا على أن هذه الآيات في قصتها نزلت في الشتاء.
الإختلاف في نزول آيات سورة النور في براءة عائشة رضي الله عنها شتاءً:
نازع بعضهم في الدلالة على المراد من هذه الآيات على وجه الخصوص فقيل :
1) العرق ليتحدر من جبينه في وقت شات ، فيدل على أن هذه الآيات في قصتها نزلت شتاءً.
2) نزول العرق في الصيف لشدة ما لقى إليه وثقل ما نزل عليه .
...............................................
النوع التاسع : الفراشى من الآيات
كَــــآيَـــــةِ الـــثَّـــلَاثـــةِ الْــمُــقَــدَّمَـــهْ ******فِي نَوْمِهِ فِي بَيْتِ أُمِّ سَلَمَهْ
يَلْـحَـقُـهُ الـنَّــازِلُ مِـثْــلَ الــرُّؤْيَــا *****لِـكَــوْنِ رُؤْيَــــا الْأَنْـبِـيَــاءِ وَحْــيَــا
المقصود بالفراشي من الآيات :
الفراش عموم ما يفترش، عموم ما يفترش، والمراد بذلك : ما نزل في النوم أو حال التهيؤ له, على الخلاف في سورة الكوثر .
مثال على الفراشي :
كآية (الثلاثة الذين خلفوا): نزلت في الثلث الأخير من الليل ، في فراشه ، في بيت أم سلمه .
(التعريف بأم سلمة :
هي هند بنت أبي أمية المخزومية، تزوجها صلى الله عليه وسلم بعد موت أبي سلمة، لثمان خلون من جمادي الآخرة، في السنة الرابعة من الهجرة، وتوفيت سنة تسع وخمسين، وصلى عليها أبو هريرة رضي الله تعالى عنه، ودفنت في البقيع، وهي آخر من مات من أزواجه صلى الله عليه وسلم، رضي الله تعالى عنهن.)
الجمع بين قول عائشة رضي الله عنها في نزول الوحي على فراشها فقط ، ونزول الوحي على فراش أم سلمة :
- ذكر الشيخ عبد الكريم الخضير في شرحه للمنظومة : أنه حال اجتماعها به, يعني ما نزل في بيت أحد من أمهات المؤمنين حال اجتماعها به. قد تكون ليست في البيت كما يقول بعضهم في الإجابة على هذا التعارض.
- أجيب في الإتقان عن القاضي جلال الدين، بأن ما في سنن النسائي محمول على ما كان قبل القصة التي نزل الوحي فيها في بيت أم سلمة،
- ثم قال صاحب الإتقان: قلت قد ظفرت بما يؤخذ منه جواب أحسن من هذا، فروى أبو يعلى في مسنده، عن عائشة قالت أعطيت تسعاً... الحديث، وفيه: وإن كان الوحي لينزل عليه وهو في أهله، فينصرفون عنه، وإن كان لينزل عليه وأنا معه في لحافه، وعليه فلا إشكال.
ما يلحق بالفراشي :
- الرؤيا ( في حال النوم ).
مثال ما يلحق الفراشي ودليله :
المثال : كسورة الكوثر
الدليل : في صحيح مسلم، عن أنس رضي الله عنه: بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم بين أظهرنا في المسجد، إذ أغفى إغفاءة، ثم رفع رأسه، مبتسماً، فقلت: ما أضحكك يا رسول الله؟ فقال: ((نزلت علي آنفاً سورة))، فقرأ: بسم الله الرحمن الرحيم {إنا أعطيناك الكوثر * فصل لربك وانحر * إن شانئك هو الأبتر}
ما الفرق بين هذه الآية وما قبلها، حتى يحتاج إلى إلحاقه به؟
يمكن أن يفرق بأن ما قبلها عند إرادة النوم، وهذه عند النوم، أو إن ما قبلها بطريق الوحي، وهذه بطريق الرؤيا.
في شرح النقاية: 1)قال الرافعي في أماليه: فهم فاهمون من الحديث: أن السورة نزلت في تلك الإغفاءة.
2)وقالوا: من الوحي ما يأتيه في النوم، قال: وهذا صحيح لكن الأشبه أن يقال: إن القرآن كله نزل في اليقظة، وكأنه خطر له في النوم سورة الكوثر المنزلة في اليقظة، أو عرض عليه، الكوثر الذي وردت فيه، أو تكون الإغفاءة ليست إغفاءة نوم، بل الحالة التي كانت تعتريه عند الوحي، وتسمى برحاء الوحي.
الصواب هو الجواب الأخير والله أعلم . ( رجحه الشيخ المساوي ) .
مسألة : كيف يُتلقى القرآن في حال النوم ،والنوم مظنة لعدم الضبط ؟
الأنبياء وضعهم يختلف عن سائر النّاس، النبيّ , تنام عيناه ولا ينام قلبه, ورؤيا الأنبياء وحي, ولا يتلبسهم الشيطان ولا يتمثل لهم .