دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > الأقسام العامة > الأسئلة العلمية > أسئلة التفسير وعلوم القرآن الكريم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 29 رجب 1435هـ/28-05-2014م, 08:54 AM
الشيماء وهبه الشيماء وهبه غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Dec 2012
المشاركات: 1,465
افتراضي سؤال عن الكتابة القدرية في قوله تعالى: {وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ}

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحسن الله إليكم شيخنا الفاضل وزادكم علمًا

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله
الكتابة القدرية لا بد أن تقع، والكتابة الشرعية قد تقع من بني آدم وقد لا تقع.
مثال الأول: قول الله تعالى: {وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ} [الأنبياء: 105] فهذه كتابة قدرية.
ومثال الثاني: قوله تعالى: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ} [البقرة: 216] أي كتب كتابة شرعية.


والسؤال: هل كتابة الله القدرية في أن الأرض يرثها عباد الله الصالحون تستلزم صلاح أهلها كصلاح الصحابة والتابعين رضي الله عنهم أجمعين، أم يقصد بالصالحون صالحين هذا الزمان مقابلة بأشراره وإن كان لهم مخالفات عن زمن السلف ولكنهم يحكم عليهم بالصلاح مقارنة بغيرهم في زمنهم فيتحقق لهم الوعد بوراثة الأرض؟
بارك الله فيكم


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 3 شعبان 1435هـ/1-06-2014م, 11:01 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,456
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الشيماء وهبه مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحسن الله إليكم شيخنا الفاضل وزادكم علمًا

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله
الكتابة القدرية لا بد أن تقع، والكتابة الشرعية قد تقع من بني آدم وقد لا تقع.
مثال الأول: قول الله تعالى: {وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ} [الأنبياء: 105] فهذه كتابة قدرية.
ومثال الثاني: قوله تعالى: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ} [البقرة: 216] أي كتب كتابة شرعية.


والسؤال: هل كتابة الله القدرية في أن الأرض يرثها عباد الله الصالحون تستلزم صلاح أهلها كصلاح الصحابة والتابعين رضي الله عنهم أجمعين، أم يقصد بالصالحون صالحين هذا الزمان مقابلة بأشراره وإن كان لهم مخالفات عن زمن السلف ولكنهم يحكم عليهم بالصلاح مقارنة بغيرهم في زمنهم فيتحقق لهم الوعد بوراثة الأرض؟
بارك الله فيكم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

اختلف في المراد بالأرض هنا على أقوال:
القول الأول: هي أرض الجنة ، وهو قول ابن عباس وأبي العالية ومجاهد بن جبر وسعيد بن جبير وسفيان الثوري.
واستدلّ له عبد الرحمن بن زيد بقول الله تعالى: {وقالوا الحمد لله الذي صدقنا وعده وأورثنا الأرض نتبوأ من الجنة حيث نشاء فنعم أجر العاملين}

القول الثاني: هي الأرض التي وعدها الله بني إسرائيل كما قال تعالى: {وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الأرض ومغاربها التي باركنا فيها وتمت كلمت ربك الحسنى على بني إسرائل بما صبروا ودمرنا ما كان يصنع فرعون وقومه وما كانوا يعرشون}
وقال تعالى في شأن فرعون وقومه: {فأخرجناهم من جنات وعيون . وكنوز ومقام كريم . كذلك وأورثناها بني إسرائيل}
وقال تعالى: {إن فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعا يستضعف طائفة منهم يذبح أبناءهم ويستحيي نساءهم إنه كان من المفسدين . ونريد أن نمنّ على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين . ونمكن لهم في الأرض..} الآية.

القول الثالث: هي الأرض المقدسة ترثها أمّة محمد صلى الله عليه وسلم وهذا القول ذكره ابن قتيبة.

القول الرابع: هي الأرض يورثها الله المؤمنين في الدنيا كما قال الله تعالى: {وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم..} الآية.
وهذا من النصر الذي يجعله الله لعباده المؤمنين في الحياة الدنيا، وهو مقتضى العاقبة الحسنة التي كتبها لأوليائه بأن يزيل دولة الباطل مهما عتت وتجبرت ويورث الأرض لعباده المؤمنين وهذا من السنن الكونية التي تحققت كثيراً، كما قال الله تعالى: {وإن جندنا لهم الغالبون} ، وقال: {إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد} .
ومن ذلك قول الله تعالى للرسل السابقين: {فأوحى إليهم ربهم لنهلكن الظالمين ولنسكننكم الأرض من بعدهم}
وقوله تعالى: {وقال موسى لقومه استعينوا بالله واصبروا إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين} مع ما تقدم من الآيات في أدلة القول الثاني.
وقوله في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: {وأورثكم أرضهم وديارهم أموالهم وأرضا لم تطؤوها وكان الله على كل شيء قديراً}
وهذا القول ذكر أصله ابن جرير في تفسيره، وزاده إيضاحاً الشيخ محمد الأمين الشنقيطي في تفسيره أضواء البيان.

والراجح أن دلالة الآية تسع هذه الأقوال كلها وليس بينها تعارض.

وعلى كلّ هذه الأقوال فالكتابة هنا كتابة كونية قدرية؛ بيّن الله فيها أنّ العاقبة لعباده الصالحين، فمن أراد السعادة والعاقبة الحسنة فليكن من عباد الله الصالحين، وهذه الآيات تدل على أن الحقّ باقٍ إلى أن يأتي أمر الله، لا تخلو الأرض من طائفة تقوم بأمر الله كما يحب الله عزّ وجل.


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
سؤال, عن


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:40 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir