مجلس مذاكرة مسائل الإيمان بالقرآن
- فهرس مسائل درس من دروس دورة مسائل الإيمان بالقرآن.
فتنة الوقف في القرآن
- مقدّمة في آثار فتنة القول بخلق القرآن:
متى بدأت هذه المحنه ومتى أرتفعت:
كان بدء المحنة في سنة 218هـ ، ورفعت عام 233هـ
- سبب قوة أنتشار
[ انتشار ] هذه الفتنه وطول بقائها:
بسبب بقاء بعض من المعتزلة قضاة ومفتون وخطباء ولهم مجالس وحلقات، وكتب ومصنفات يبثون فيها شبهاتهم، ويلقنونها تلاميذهم، وكان لهم تمكّن في بعض البلدان؛ بسبب اتصالهم ببعض الولاة، وكانوا يعتمدون في إثارة شبهاتهم وتقرير مذاهبهم على ما فُتنوا به من علم الكلام
- هذه الفتنه ولدت فتنا كثيره وفرقا بين الصفوف و سقوط البعض في فتن أخرى عن طريق هذه الفتنه :
بسبب أن أقوام أرادوا الردّ على المعتزلة والانتصار لأهل السنة بالحجج المنطقية والطرق الكلامية؛ فخاضوا فيما نهاهم عنه أهل العلم؛ ووقعوا في بدع أخرى، وخرجوا بأقوال محدثة مخالفة لمنهج أهل السنة والجماعة.
فأنتج كلّ ذلك فتناً عظيمة من أهمّها: فتنة الوقف، وفتنة اللفظ، وجرى بسببهما محن ومواقف يطول وصفها، وظهرت نحل وأهواء لم تكن تعرف من قبل: فظهرت بدعة ابن كلاب والقلانسي وأبي الحسن الأشعري وأبي منصور الماتريدي وغيرهم.
[ الواقفة أصناف كما تعلمين ، ولكل صنف في الظهور ، فالأفضل بيان ذلك ]
- سبب سلامة أهل السنه والجماعه من هذه الفتنه:
لأن أئمة أهل السنة إنما يردّون على المعتزلة وغيرهم بالكتاب والسنة، ولا يتعاطون علم الكلام في الرد عليهم، ولا يتشاغلون به؛ فسلموا بذلك من فتن كثيرة.
فتنة الوقف في القرآن :
- تعريف الوقف في القرآن:
الواقفة هم الذين يقولون: القرآن كلام الله ويقفون، فلا يقولون: مخلوق ولا غير مخلوق
- أصناف هذه الطائفه :
1/الصنف الأول: طائفة من الجهمية يتستّرون بالوقف، وهم في حقيقة أمرهم يقولون بخلق القرآن، لكنّهم في ظاهر قولهم يقولون بالوقف ويدعون إلى القول به، وينكرون على من يقول: القرآن غير مخلوق.
وقد نبغ القول بالوقف في زمن الإمام أحمد بن حنبل، وكان زعيم هذه الطائفة في بغداد محمد بن شجاع الثلجي، وهو جهميّ متكلّم
2/الذين يقفون شكّاً وتردداً؛ فلا يقولون هو مخلوق ولا غير مخلوق لشكّهم في ذلك.
3/طائفة من أهل الحديث؛ قالوا بالوقف، وأخطؤوا في ذلك؛ ومنهم من دعا إلى القول بالوقف.
- حكم هذه الطائفه:
كثرت الروايات عن ابن حنبل انه كفرهم إلا أنَّ الجاهل قد يُعذر لجهله، ومن عرضت له شُبهة قد يُعذر بسبب شهته حتى تقوم عليه الحجة.
-أقوال السلف بهذه الطائفه:
قال ابن تيمية: (وكانت الواقفة الذين يعتقدون أن القرآن مخلوق ويظهرون الوقف، فلا يقولون مخلوق ولا غير مخلوق، ويقولون: إنه محدث، ومقصودهم مقصود الذين قالوا هو مخلوق فيوافقونهم في المعنى ويستترون بهذا اللفظ؛ فيمتنعون عن نفي الخلق عنه، وكان إمام الواقفة في زمن أحمد: محمد بن شجاع الثلجي يفعل ذلك، وهو تلميذ بشر المريسي وكانوا يسمونه "ترس الجهمية")ا.هـ.
قال أبو داوود: ( سمعت أحمد -وذكر رجلين كانا وقفا في القرآن، ودعوا إليه فجعل يدعو عليهما- وقال لي: (هؤلاء فتنة عظيمة، وجعل يذكرهما بالمكروه).
قال عبد الملك بن عبد العزيز الماجشون: «من وقف في القرآن بالشّكّ فهو مثل من قال: مخلوقٌ».
[ ( ب )
أحسنتِ بارك الله فيكِ ، وأرجو أن تستفيدي من تلخيص الأخت ليلى باقيس لهذا الموضوع وطريقة تنظيمها : هنا
http://www.afaqattaiseer.net/vb/show...38&postcount=7
]
- المجموعة الخامسة:
س1: بيّن وجوب الإيمان بالقرآن
- يجب الإيمان بالقرآن، قولا وعملا واعتقادا، كما يجب الإيمان بكل ما جاء به، وبأنه كلام الله ، منزل غير مخلوق
وقد دلت آيات كثيرة على وجوب الإيمان بالقرآن منها:
قوله تعالى: { يا أيها الذين آمنوا آمنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزل على رسوله والكتاب الذي أنزل من قبل }
- ومن لم يؤمن بالقرآن كافر، عدو لله، متوعد بالعذاب الشديد وقد دل على ذلك آيات كثيرة منها:
قوله تعالى: { وما يجحد بآياتنا إلا الكافرون}
س2: اعرض بإيجاز أقوال الفرق المخالفة لأهل السنة في القرآن.
-الرافضة: انقسموا إلى عدة طوائف منهم من يقول بتحريف القرآن وهم الاثنى عشرية و منهم من يزعم بنقص القرآن و بعضهم يعتقد أن للقرآن ظاهرا يعلمه عامة الناس و باطنا لا يعلمه إلا الأئمة منهم.
-الجهمية : قالوا بخلق القرآن لأنهم ينكرون صفة الكلام لله عز و جل .
-المعتزلة : قالوا أن القرآن مخلوق فإذا أراد الله أن يتكلم خلق كلاما.
- الكلابية و الماتريدية و الأشاعرة : قالوا أن الله تكلم بكلام نفسي والقرآن عبارة عبر بها جبريل، و من الأشاعرة من يقول أن القرآن كلام الله مجازا لا حقيقة.
[ فأيهم قال أنه عبارة عن كلام الله ، وأيهم قال أنه حكاية عن كلام الله ... ؟ وما سبب تغير عباراتهم ؟ ]
و كل هذه الأقوال باطلة و كفرية.
[ بعض هؤلاء الفرق نحكم ببدعتهم ، وبدعتهم مفسقة لا مكفرة ، مثل الأشاعرة وذلك لوجود شبهة تأويل ، ويُدرس حكم تكفير هذه الفرق في مباحث العقيدة ]
س3: بيّن ما استفدّته من خبر محنة الإمام أحمد.
- قوة الإيمان ، و صدق الالتجاء ، و التوكل على الله .
- الثبات على المبدأ في قول الحق
- التمسك بمحاسِن الأخلاق بالتماس العذر لمن يُكره على قول الباطِل
- لولا الابتلاء ما ظهرت قوة الرجال.
- الحذر من العلوم التي تؤدي إلى الوقوع في الشبهات والكفريات
س4: بيّن سبب نشأة فتنة اللفظية.
كان الكرابيسي قد أوتي سعة في العلم، ولكنه يأتي ما يدل على ضعفه في إدراك المقاصد الشرعية، فنقلت بعض مقالاته للإمام أحمد فحذّر منه، ونهى عن الأخذ عنه؛ فبلغ ذلك الكرابيسيَّ فغضب وتنمّر، وقال: لأقولنَّ مقالة حتى يقول ابن حنبلٍ بخلافها فيكفر؛ فقال: لفظي بالقرآن مخلوق. وهذه الكلمة التي فاه بها الكرابيسي أثارت فتنة عظيمة
ونحن نعلم أن القرآن كلام الله تعالى غير مخلوق، وأفعال العباد مخلوقة.
فجاءت مسألة اللفظ للتلبيس بين الأمرين، فهي كلمة مجملة حمّالة لوجوه، ولا نفع في إيرادها
ولذلك فرحت طائفة من الجهمية بهذه المقالة ، وهم يريدون أنَّ القرآن مخلوق؛ لكن القول باللفظ أخفّ وطأة وأقرب إلى قبول العامّة من التصريح بقولهم: إن القرآن مخلوق، فتستّروا باللفظ؛ كما تستّرت طائفة منهم بالوقف.
وقد اشتدّ إنكار الإمام أحمد على من قال باللفظ إثباتاً أو نفياً لأنه تلبيس يفتن العامة ولا يبيّن لهم حقاً ولا يهديهم سبيلاً.
س5: لخّص بيان الإمام أحمد والبخاري للحق في مسألة اللفظ.
قول الإمام أحمد:
- "القرآن كيف تصرّف في أقواله وأفعاله، فغير مخلوقٍ؛ فأمّا أفعالنا فمخلوقةٌ".
الدليل:
- قال فوران صاحب الإمام أحمد: سألني الأثرم وأبو عبد الله المعيطيّ أن أطلب من أبي عبد الله خلوةً، فأسأله فيها عن أصحابنا الذين يفرّقون بين اللّفظ والمحكيّ.
فسألته، فقال: القرآن كيف تصرّف في أقواله وأفعاله، فغير مخلوقٍ؛ فأمّا أفعالنا فمخلوقةٌ.
- كان الإمام أحمد يكره أن يتكلم في اللفظ.
الدليل:
- قال عبد الله بن الإمام أحمد: (كان أبي رحمه الله يكره أن يتكلم في اللفظ بشيء أو يقال: مخلوق أو غير مخلوق).
- وقال صالح بن الإمام أحمد: تناهى إليَّ أن أبا طالب يحكي عن أبي أنه يقول: لفظي بالقرآن غير مخلوق؛ فأخبرت أبي بذلك.
فقال: من أخبرك؟
فقلت: فلان.
قال: ابعث إلى أبي طالب، فوجهت إليه فجاء وجاء فُوران.
فقال له أبي: أنا قلت لفظي بالقرآن غير مخلوق؟!!
وغضب وجعل يرعد؛ فقال له: قرأت عليك {قل هو الله أحد} ؛ فقلت لي: هذا ليس بمخلوق.
قال: فلم حكيت عنّي أنّي قلت: لفظي بالقرآن غير مخلوقٍ؟!!
وبلغني أنك وضعت ذلك في كتابك، وكتبت به إلى قوم؛ فإن كان في كتابك؛ فامحه أشد المحو، واكتب إلى القوم الّذين كتبت إليهم: إنّي لم أقل لك هذا.
فعاد أبو طالب فذكر أنه قد حكَّ ذلك من كتابه، وأنه كتب إلى القوم يخبرهم أنه وهم على أبي عبد الله في الحكاية).
- وقال الذهبي: (.....فلقد أحسن الإمام أبو عبد الله حيث منع من الخوض في المسألة من الطّرفين، إذ كلّ واحدٍ من إطلاق الخلقيّة وعدمها على اللّفظ موهمٌ، ولم يأت به كتابٌ ولا سنّةٌ، بل الّذي لا نرتاب فيه أنّ القرآن كلام الله منزلٌ غير مخلوقٍ - والله أعلم ).
قول البخاري:
- قال البخاري في كتاب خلق أفعال العباد: (حركاتهم وأصواتهم واكتسابهم وكتابتهم مخلوقة، فأما القرآن المتلو المبين المثبت في المصاحف المسطور المكتوب الموعى في القلوب فهو كلام الله ليس بمخلوق، قال الله عز وجل: {بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم}).
وقال البخاري أيضاً: (جميع القرآن هو قوله [تعالى]، والقول صفة القائل موصوف به فالقرآن قول الله عز وجل، والقراءة والكتابة والحفظ للقرآن هو فعل الخلق لقوله: {فاقرءوا ما تيسر منه} والقراءة فعل الخلق).
( أ+ )
بارك الله فيكِ ونفع بكِ.