دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > الأقسام العامة > المنتديات > المنتدى العام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 16 محرم 1430هـ/12-01-2009م, 10:22 AM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي الصراع على الأقصى بين الحق والباطل

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


الصراع على الأقصى بين الحق والباطل


يتصور كثير من الناس أن قضية المسجد الأقصى هي قضية نزاع حول أرض بين شعبين والأمر في الحقيقة بخلاف ذلك
ـ فقضية الأقصى قضية عقائدية إسلامية دينية في المقام الأول وليست قضية سياسية أو حقوقية أو إنسانية فقط، فالأقصى معلم إسلامي مقدس إذ هو:
• مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قبل الهجرة بسنوات
يقول الله تعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ }الإسراء1.
• كما أنه أولى القبلتين، يقول الله تعالى: {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاء فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوِهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ }البقرة144.
• وثالث الحرمين الشريفين اللائي لاتشد الرحال إلا إليها
عن أبي هريرة وأبي سعيد الخدري، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام والمسجد الأقصى ومسجدي هذا) متفق عليه.
• ويقول صلى الله عليه وسلم:( فضلت الصلاة في المسجد الحرام على غيره بمائة ألف صلاة وفي مسجدي بألف صلاة وفي مسجد بيت المقدس بخمسمائة صلاة) رواه الإمام أحمد.
• وميراث المؤمنين من إبراهيم عليه السلام إلى أنبياء بني إسرائيل إلى المسلمين من أتباع النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، يقول الله تعالى: {وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ }البقرة124.
• وقد اقترنت هذه البقعة المباركة بالإسلام ولم ترتبط بالأمم فقد ارتبطت بالنبي إبراهيم عليه السلام الذي أعاد بناء المسجدين، المسجد الحرام أولا ثم المسجد الأقصى، يقول الله تعالى {مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيّاً وَلاَ نَصْرَانِيّاً وَلَكِن كَانَ حَنِيفاً مُّسْلِماً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ }آل عمران67،
وكذلك كل أنبياء بني اسرائيل وقد أقروا بإسلامهم
يقول الله تعالى:{وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إَلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاء إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُواْ نَعْبُدُ إِلَـهَكَ وَإِلَـهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَـهاً وَاحِداً وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ}البقرة 132-133.
ودين الإسلام هو دين التوحيد يقول الله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ }الأنبياء25.
• وقد سمى القرآن فلسطين بالأرض المقدسة أي الأرض التي يقدس فيها اسم الله وتعلو شريعته، كما قال موسى عليه السلام للمسلمين على عهده، يقول الله تعالى:{ يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الأَرْضَ المُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللّهُ لَكُمْ وَلاَ تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنقَلِبُوا خَاسِرِينَ }المائدة21.
• ولا نسمح بأن يحوزها المشركون أو يلحدوا فيها، يقول الله تعالى: {مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَن يَعْمُرُواْ مَسَاجِدَ الله شَاهِدِينَ عَلَى أَنفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ أُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ وَفِي النَّارِ هُمْ خَالِدُونَ }التوبة17.
• بل أن بنى إسرائيل عندما عصوا أوامر ربهم ولم يدخلوا الأرض المقدسة التى أمرهم الله بدخولها حرمهم الله منها أربعين سنة يتيهون فى الأرض.
• إلى أن بدل الله سبحانه جيلهم العاصى بجيل صادق من المؤمنين فدخلوا الأرض المقدسة وبذلك وفى الله سبحانه بوعده للمسلمين وقامت دولة المؤمنين (دولة الإسلام) يقول الله تعالى: { فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَـكِنَّ اللّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ }البقرة251،
فلا يرث هذه الأرض المقدسة إلا المتقون.
كذلك من المعلوم من ديننا عدم جواز أن يرث الكافر المسلم ،وبالتالى فلا يجوز أن يرث الكافرون من أهل الكتاب ، مقدسات المسلمين من أتباع أنبياء الله تعالى، وكل الأنبياء مسلمون،
فحيازة الكفار لمقدسات المسلمين لاتجوز ولا يعوض عنها وسورة برآءة تتلى ويعمل بها .
يقول الله تعالى:{وَمَا لَهُمْ أَلاَّ يُعَذِّبَهُمُ اللّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَا كَانُواْ أَوْلِيَاءهُ إِنْ أَوْلِيَآؤُهُ إِلاَّ الْمُتَّقُونَ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ }الأنفال34.
• فلما انحرف اليهود عن دين الإسلام وقتلوا أنبياءهم من بني إسرائيل وحرفوا كتبهم وباؤا بسخط الله سبحانه وغضبه، لعنهم نبيهم داود عليه السلام لكفرهم ، يقول الله تعالى:{ لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ }المائدة78 .
و عندئذ حرمهم الله سبحانه منها ( القدس ) فهدمها البابليون وأزالوا مملكة يهوذا و بدأت حقبة السبي البابلي لليهود سنة 585 ق .م ، بعد 415 سنة من فتحها على يد داود عليه السلام وتحربرها من أيدي الوثنيين الكنعانيين واليبوسيين ،
• ثم عادوا إليها فرادى بلا دولة وبلا سيادة وعندما كفروا بعيسى عليه السلام. دمرها عليهم القائد الروماني تيطوس سنة70م كما دمرها مرة أخرى الإمبراطور الروماني حدريانوس سنة 135م.
• وكان من آثار اضطهاد اليهود للمسيحيين ( الذين كانوا أصحاب الحق فيها بإسلامهم ببعثة المسيح عليه السلام ) أن رد المسيحيون الكرّة على اليهود فاضطهدهم المسيحيون عندما دانت الدولة الرومانية بالنصرانية بل جعلوا أماكن عبادة اليهود مجمعا للقاذورات،واشترطوالتسليمها إلى سيدنا عمر بن الخطاب ألا يساكنهم فيها أحد من اليهود، فضمن عمر رضي الله عنه ذلك .
• وعندما كفر اليهود بمحمد صلى الله عليه وسلم، مكننا الله منهم فأخرجهم الله من ديارهم بالمدينة وخيبر وشتتهم في الأرض .
يقول الله تعالى:{هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِن دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنتُمْ أَن يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُم مَّانِعَتُهُمْ حُصُونُهُم مِّنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُم بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ }الحشر2.فكان إخراجهم بسبب كفرهم ، ولوأن الإسلام أقر بمشروعية تملك اليهود للقدس لما كان من حق المسلمين فتح بيت المقدس وماكان من حق البطريرك صفرونيوس أن يشترط عدم سكنى اليهود فى القدس فلا عهد للكافرين عند الله بعد أن فقدوا بكفرهم شرعية ملكيتها{كَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ عِندَ اللّهِ وَعِندَ رَسُولِهِ إِلاَّ الَّذِينَ عَاهَدتُّمْ عِندَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ فَمَا اسْتَقَامُواْ لَكُمْ فَاسْتَقِيمُواْ لَهُمْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ }التوبة7
• بل إن الله سبحانه علم تمردهم الدائم على الإسلام وعلى الأنبياء فكتب عليهم العذاب إلى يوم القيامة وفى ذلك عبرة أخرى لنا يقول الله تعالى: {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَن يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ }الأعراف167.
• جعل الله سبحانه إخراج اليهود من بيت المقدس عبرة لنا حتى لا نعمل بأعمالهم ولا بما يغضب الله سبحانه ويعرضنا للحرب من الله (مثل التعامل بالربا وغيره من الموبقات))
• آلت القدس ببعثة محمد صلى الله عليه وسلم إلى المسلمين،
يقول الله تعالى: {مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً } الأحزاب40.
• فالأرض لله يورثها من يشاء من عباده
يقول الله تعالى:{إِنَّ الأَرْضَ لِلّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ }الأعراف 128.
• أصبحت المدينة (ميراث الأنبياء) إلى الأمة الخاتمة أصحاب الرسالة الخاتمة أي أمة محمد صلى الله عليه وسلم، فكان لزاما على المسلمين أن يحافظوا على ميراث الأنبياء،
• وبذلك نفسر تنظيف أمير المؤمنين عمر بن الخطاب للصخرة التي عرج برسول الله صلى الله عليه وسلم منها إلى السماء، وهكذا تتبع المسلمون أماكن عبادة الأنبياء السابقين واحدا واحدا إبتداء من إبراهيم عليه السلام فأقاموا فيها المساجد( الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل إبراهيم) وحافظوا على قداستها وطهروها تطهيرا لأن قداستها جزء من إيمانهم بالرسل من قبل،
يقول الله تعالى:{آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ }البقرة285
• وكما هى سنن الله سبحانه فى عباده فما أن ضعف إلتزامنا بالإسلام حتى أصبحنا أمة مستضعفة ملهوفة على مقدساتها، تنتزع من بين أيديها ولا تملك حتى الشجب والإستنكار، وحقت علينا سنة الله كما حقت على اليهود من قبل، يقول الله تعالى: {لَّيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَن يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ وَلاَ يَجِدْ لَهُ مِن دُونِ اللّهِ وَلِيّاً وَلاَ نَصِيراً }النساء123 ، فاستولى الصليبيون عليها تسعين سنة من قبل وأعادها الله سبحانه بيد صلاح الدين الأيوبي الكردي بعد أن أعاد أمة الإسلام إلى منهج الله، وما أعادها الله لنا إلا لحفاظنا علي دين الإسلام
• وعندما عدنا للتفريط في ديننا سلط الله علينا بني صهيون ليأخذوا فلسطين منا، فقد تابعت مجتمعاتنا مناهج اليهود والنصارى في كثير من الأمور ومنها إقرار الربا في تعاملاتنا المالية.
• فالعبرة إذن تكمن في مدى تقوى العباد ولا تورث الأرض إلا للمتقين فكيف نتوقع نصر الله لنا ؟ وقد آذننا الله بالحرب!!، يقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ، فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَإِن تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لاَ تَظْلِمُونَ وَلاَ تُظْلَمُونَ}البقرة 279.
علاقة التمكين في الأرض بالإسلام

لو كانت شرعية تملك المقدسات تكون بمجرد الحيازة ، لما كان من حق الإسلام أن ينزع من مشركي مكة الكفار حيازة بيت الله الحرام وأن يمنعهم من الطواف وقد نزلت بذلك المنع سورة التوبة يقول الله تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلاَ يَقْرَبُواْ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَـذَا وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ إِن شَاء إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ}التوبة28.
فما عاد بيت الله الحرام محجاً للكفر بل عاد إلى المسلمين أصحاب الحق الإلهي فى المقدسات الإسلامية مع أن البيت الحرام كان فى حيازة الكفار( قريش ) آلاف السنين ،
ولكن الإسلام هو الدين الوحيد الذي يحافظ علي حقوق الآخرين مالم تكن من مقدسات المسلمين فهذا الرسول صلى الله عليه وسلم ينصح أحد قادة السرايا بأن يترك الرهبان فى صوامعهم وألا يتعرض لهم ماداموا يتعبدون فى صوامعهم ، فلا إكراه فى الدين ولا استباحة لممتلكات أو حقوق المواطنين من أهل الكتاب ، مالم تكن لها قدسية إسلامية,
ولذلك رفض أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه أن يصلى فى كنيسة القيامة خشية أن يسيطر عليها المسلمون، على اعتبار أنها من مقدسات المسلمين.
• أما في حالة كنيسة أيا صوفيا بعد فتح القسطنطينية ، والتي حولها السلطان محمد الفاتح إلى مسجد أيا صوفيا فهذه الكنيسة ليست من مقدسات المسلمين وكان تحويلها إلى مسجد ليس بسبب كفر النصارى ولكن بسبب آخر وهو أنه في ذلك الوقت لم يعد للدولة البيزنطية المسيحية وجود ولم يعد للمسيحيين في القسطنطينية مواطنون يحتاجون الكنيسة، فباعها راعيها للسلطان محمد الفاتح .
• وللأسف فإن تسامح المسلمين وتركهم لبعض اليهود بالبكاء عند حائط البراق بدعوى لا إكراه فى الدين قد طمعهم فى إغتصاب القدس كلها وظنوا أن وعد الله للمؤمنين من بنى إسرائيل بفلسطين يشملهم وهم قد كفروا بالكتاب و بالإيمان.
يقول الله تعالى: {وَلَمَّا جَاءهُمْ كِتَابٌ مِّنْ عِندِ اللّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ وَكَانُواْ مِن قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُواْ فَلَمَّا جَاءهُم مَّا عَرَفُواْ كَفَرُواْ بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّه عَلَى الْكَافِرِينَ }البقرة89.
• ولا يعنى قولى هذا إستباحة أموال وعقارات كل من لم يؤمن برسالة الإسلام ولكن يعنى عدم الإعتراف بملكيات اندثرت ولم تعد باقية فى أيدى اليهود ( مثل ادعائهم بموقع المسجد الأقصى موقعا لهيكلهم المزعوم أو زعمهم بتملكهم لحائط البراق)، هذا بالإضافة إلى كفرهم.
• بل يدل كلامى على أن الإسلام يقر بالملكيات القائمة ويحافظ عليها لأصحابها مالم تكن من مقدسات المسلمين ولا يستبيحها بمجرد الكفر بالإسلام كما لا يقر بالمزاعم التى لا دليل عليها.
• فلا يعقل أن يأتى من يزعم قدسية حجر فى بيتك، وبدعوى حرية العبادة تسلمه بيتك.
• فلا بد إذن من تكاتف الأمة الإسلامية للعمل على تخليص مقدساتنا من أيدي الكفار !!!!!
ولكي نسترجع مقدساتنا لا بد من أن نستكمل شروط نصر الله لنا، ونلخصها في تحقيق العبودية له وحده باتباع منهج الإسلام في الشعائر و في الشرائع معا
• كما أننا لن ننتصر إلا بعد أن نبتعد عن مناهج الكفر والكافرين، يقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوَاْ إِن تُطِيعُواْ فَرِيقاً مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ يَرُدُّوكُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ }آل عمران100.
• وإن لم نرجع إلى ديننا وتحكيم شرع ربنا فلن نستردها منهم ونكون قد تركنا لهم المسجد الأقصى يهدمونه ويبنون هيكلهم المزعوم مكانه ونكون بتفريطنا هذا قد فرطنا في ديننا و فرطنا في ميراثنا من الأنبياء السابقين.
• وليكن في حسباننا أن ضياع فلسطين هو بداية لضياع باقي مقدساتنا ،
فالصراع في جوهره صراع بين الإسلام والكفر
يقول الله تعالى:{يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ }الصف8
وبالتالي فهو صراع بين المسلمين والكفار
يقول الله تعالى:{وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ}البقرة120. وهدف الكفار هو ارجاعنا عن الإسلام
يقول الله تعالى:{ وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُوْلَـئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ }البقرة217. وبذلك أصبحت قضية الأقصى محورا للصراع بين الحق والباطل
الحق الذي يلتزم بكلمة الله ويرفع راية الله سبحانه بالإسلام وله الحق الشرعي في هذه الأرض المقدسة والباطل الذي يدعي أحقية تاريخية بل وتوراتية بها، وإن رفع هذا الباطل راية دين قد انتهت صلاحيته بالدين الخاتم والكامل والصالح لكل البشر في كل زمان ومكان
يقول الله تعالى: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ }التوبة33.
• فما عاد للأديان السابقة الحق فيه ماداموا قد انحرفوا عن عقيدة التوحيد إلى عقائد الشرك والشيطان، كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم ليهود المدينة : (نحن أولى بموسى منكم) .
وهدم الأقصى هو تمهيد لهدم المسجد النبوي والمسجد الحرام فإن بقينا على امتناعنا عن تطبيق شريعة ربنا ورضينا بذلك فقد ينالنا ما نالهم وواقعنا الذي نعيشه ينذرنا، و لعلنا ندرك أن اليهود والنصارى يستميتون في ابعادنا عن تطبيق شريعة ربنا، فلعلهم أعلم بأسباب قوتنا أكثر منا يقول الله تعالى: {وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ }البقرة109.
• أما التحاكم إلى قوانين الغرب، فهو تحاكم إلى الشيطان، فقوانينه الوضعية تنتصر للباطل وتسعى إلى تدمير الحق والخلاص منه ، وهو الغرب الذى يفسر الأمورحسب أهدافه الساعية إلى تمزيق العالم الإسلامي للخلاص من الإسلام تحت دعاوى الإرهاب وحقوق الأقليات لا حسب الحقوق الثابتة للمسلمين يقول الله تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَتُرِيدُونَ أَن تَجْعَلُواْ لِلّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَاناً مُّبِيناً }النساء144.
• هذا الغرب حرث بلادنا نهبا لثرواتنا، وتمكينا للأقليات الغير إسلامية خوفا من عودتنا للوحدة بين شعوبنا واستمرارا لسياسة تمزيق أمة الإسلام،
• يقول الله تعالى:{يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ }الصف8 والآن وبعد أن احتلوا الأرض المقدسة بتفريطنا في ديننا، طمعوا في هدم ديننا ومقدساتنا وبدأوا يطالبون بالمزيد و ليزعموا حقوقا لليهود فى بلادنا وليطالبوا بملكيتها، وها نحن نرى دعاواهم بقدسية قبورهم ( مثل زيارتهم السنوية لأبى حصيرة في مصر وزعمهم بناء الأهرام)
ونسمع عن محادثات سرية مع السعوديين لتعويضهم عن ممتلكاتهم فى خيبر والمدينةالمنورة
• ولكن هيهات فالنصر آت لا محالة لنا إن شاء الله تعالى، إذ لابد أن نستميت في الدفاع عن الأقصى لأن هدمه هو بداية النهاية لنا كأمة التوحيد ولن يسمح الله سبحانه أن يخلف وعده لأمة محمد صلى الله عليه وسلم فلنكن نحن بأعياننا عباده الصالحين وإلا استبدلنا الله بالعباد الصالحين
يقول الله تعالى: {وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ} الأنبياء105.
والحمد لله فلا تزال طائفة من أمة محمد صلى الله عليه وسلم قائمة بالحق لا يضرهم من خالفهم ولا من حاربهم وسنظل ندعمهم ما حيينا حتى تعود إلينا أرض المحشر والمنشر .
• وقد بشرنا القرآن بعودته إلينا، فقال مخاطبا اليهود
يقول الله تعالى:{إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِيراً }الإسراء7.
• كما بشرنا رسولنا صلى الله عليه وسلم بانتصارنا على اليهود في الحديث المتفق عليه برواية مسلم _ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : (( لا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقَاتِلَ الْمُسْلِمُونَ الْيَهُودَ ، فَيَقْتُلُهُمْ الْمُسْلِمُونَ ، حَتَّى يَخْتَبِئَ الْيَهُودِيُّ مِنْ وَرَاءِ الْحَجَرِ وَالشَّجَرِ ، فَيَقُولُ الْحَجَرُ أَوْ الشَّجَرُ : يَا مُسْلِمُ يَا عَبْدَ اللَّهِ ، هَذَا يَهُودِيٌّ خَلْفِي فَتَعَالَ فَاقْتُلْهُ ، إلا الْغَرْقَدَ فَإِنَّهُ مِنْ شَجَرِ الْيَهُودِ )) . رواه الشيخان. فهل نكون نحن بأنفسنا المعنيين؟ .
ونخلص مما سبق إلى أن الإسلام لا يكره الناس على الإسلام ولكن يعيد المقدسات إلى المسلمين إلا ما كان خاصا بأهل الكتاب لا قدسية له فى ديننا وبشرط حيازتهم له تحت الحكم الإسلامى، والعجيب أن اليهود ومن يعاونهم من الصليبيين المتصهينين يعلنون عن دينية الحرب القائمة في فلسطين ونحن نرى من زعماء المسلمين والعلمانيين من العملاء من يصرون على أن قضية فلسطين هي قضية فلسطينية سياسية وقضية أراض متنازع عليها، ولا علاقة لها بالدين.




مـطـلوب نشر المقال
جزا الله الـــكـاتب خيرا
وثقل بمقاله هذا موازين حسناته





.


التوقيع :
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 16 محرم 1430هـ/12-01-2009م, 02:28 PM
آبومصعب المجآهد آبومصعب المجآهد غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الأول
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
الدولة: تحت ظلال السيوف
المشاركات: 111
افتراضي

ماشاء الله ..
وفقكم الله لكل خير ..


التوقيع :
- قال شيخ الإسلام إبن تيمية * عليه رحمة الله * :
( فمن ترك القتال الذي أمر الله به لئلا تكون فتنة فهو في الفتنة ساقط بما وقع فيه من ريب قلبه ومرض فؤاده، وتركه ما أمر الله به من الجهاد ).
[ مجموعة الفتاوى (14/361) ]
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الصراع, على


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:31 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir