دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > البرامج الخاصة > البرامج الخاصة > صفحات الدراسة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11 جمادى الآخرة 1435هـ/11-04-2014م, 12:23 PM
لمياء لمياء غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
المشاركات: 322
افتراضي صفحة مذاكرة الطالبة/ لمياء غازي

بسم الله الرحمن الرحيم
الأسئلة والاجابات

س1: اذكر بعض اسماء سورة الفاتحه؟
أم القرآن، وأم الكتاب، وفاتحة الكتاب ، والسبع المثاني ، وسورة الصلاة، وسورة الحمد


س2: اذكر ما تعرفه من فضائل سورة الفاتحة؟
هي أفضل القرآن
هي رقية وشفاء
هي ركن من أركان الصلاة ولا تتم إلا بها

س3: بين معنى البسملة باختصار؟
أي أبتدئ بكل اسم لله تعالى

س4: اذكر تفسيراً إجمالياً مختصراً لسورة الفاتحة؟
1- قوله تعالى: {الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}
- الحمد : يخبرُ اللهُ تعالى أنَّ جميعَ المحامدِ خالصةٌ له، ومختصَّةٌ به، فلا محمودَ على كلِّ فعلٍ سِواهُ، ويكونُ حَمْدُهُ بذكر صفاتِ كمالهِ وجلالهِ، ويكون بالشكرِ له على نعمائهِ، ويكونُ بالثناء عليهِ، فهذه مجتمعةً تشملُ معنى الحمدِ.
- واسمُ اللهِ (الربُّ) يعني: السَّيدَ المصلحَ المالكَ لخلقهِ والمتصرِّفَ فيهم(1)، وهو متضمِّنٌ لصفةِ الرُّبوبيَّةِ، الذي قد ربَّ خلقَهُ، فلا يَخرجُ أحدٌ عن ربوبيَّتهِ
- و{الْعَالَمِينَ} : جمعُ عالَمٍ، ويشملُ كلَّ ما سِوى اللهِ من المخلوقات كعالم الملائكة وعالم الإنس وعالم الجن وعالم الحيوانات وغيرها

2- قولهُ تعالى: {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} أيِ: الحمدُ للهِ الرَّحمنِ الرَّحِيمِ، وهذانِ اسمانِ منْ أسماءِ اللهِ الحسنى مشتقَّانِ من الرحمةِ، ويتضمَّنانِ صفةَ الرَّحمةِ، ف(الرحمنَ) دالٌّ على الصفةِ القائمةِ بهِ سبحانَه، و(الرحيمُ)دالٌّ على تعلُّقِها بالمرحومِ، فالأوَّلُ للوصفِ، والثاني للفعلِ.

3- وقولهُ تعالى: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} أي: الحمدُ للهِ مالكِ يومِ الدِّينِ.
والمالكُ: الذي يتصرَّفُ في مُلكِه كما يشاءُ لا يردُّه أحدٌ عن ذلك،

4- قولهُ تعالى: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} أي:لا نتذلَّلُ ولا نخضَعُ إلاَّ لكَ يا رَبَّنا، ولا نطلبُ المساعدةَ والعونَ إلا منكَ.
وتقديمُ {إِيَّاكَ} على الفِعْلَين يفيدُ الحصرَ والاهتمامَ، فهيَ في قوَّةِ: لا نعبدُ إلا الله، ولا نستعينُ إلا به(5).

5- قولهُ تعالى: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} : هذا ذكر لأَولى ما يستعان الله عليه، إِذْ هو أَجَلُّ مطلوبٍ وأعظمُ مرغوبٍ، وهو ابتداءُ طلبِ المؤمنينَ من ربِّهمْ، ودعائِهم إياهُ بأنْ يدلَّهم على هذا الطريقِ الذي لا اعوجاجَ فيهِ، ويُثبِّتهم ويُديمَهُمْ على سُلوكِه، وهذا هُو الطَّريقُ الحقُّ الذي ارتضاهُ الله: الإسلامُ بما فيهِ منَ الشَّرائعِ والعباداتِ التي يحتاجُ كلُّ فرد منَّا إلى هدايةٍ خاصَّةٍ للقيامِ بها، نسألُ الله إعانَته ومغفرتَه.

6- قولُه تعالى: {صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ} أي: هذا الصِّراطُ الذي نطلبكَ سلوكَه والثَّباتَ عليهِ هو طريقُ من تفضَّلْتَ عليهم بالهدايةِ من النَّبيينَ والصِّدِّيقينَ والشهداءِ والصالحينَ، وهذا يبيِّنُ أَنَّ أعظمَ النِّعَمِ وأخصَّها نعمةُ الهدايةِ.

7- قولُه تعالى: {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ} أيْ: وهذا الطريقُ الذي نسألكَ أن تدلَّنا عليهِ هو غيرُ طريقِ من استحقَّ غضبَكَ ، من اليهودِ الذينَ علِموا وتركوا العملَ بعلمهم، ومن استحقَّ البُعدَ والتِّيهَ عن عبادتِكَ من النَّصارى الذينَ جهلوا، وعبدوكَ بغيرِ ما شَرَعْتَ.


س5: اذكر ما قيل في الحكمة من الجمع بين اسمي (الرحمن) و(الرحيم) في قوله تعالى :{الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}؟
أنَّ (الرحمنَ) دالٌّ على الصفةِ القائمةِ بهِ سبحانَه، و(الرحيمُ)دالٌّ على تعلُّقِها بالمرحومِ، فالأوَّلُ للوصفِ، والثاني للفعلِ.
فالأوَّل:دالٌّ على أنَّ الرحمةَ صفتُه.
والثاني:دالٌّ على أنَّه يرحمُ خلقَه برحمتِه.
ومما يبين ذلكَ:
- قولُه تعالى: {وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً}.
- وقولُه: {إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ} ونظائرُها، ولم يأتِ قطُّ (رحمن بهم) فعُلمَ أنَّ(الرحمنَ) هو الموصوفُ بالرحمةِ، و(الرحيمَ) هو الراحمُ برحمتِه.
واسمُ اللهِ (الرحيم) ممّا يجوزُ أن يوصفَ بهِ خَلْقُ اللهِ، لورودِ ذلكَ في الكتابِ والسنةِ، ومن ذلكَ: قولهُ تعالى في وصفِ نبيِّهِ صلى الله عليه وسلم: {بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} لكن لا يطلقُ معرَّفاً على غيرِ الله تعالى؛ فالرحمةُ من اللهِ لا تُماثِلُ الرَّحمةَ من المخلوقِ، فهي تليقُ بذاتِ الله الكاملِ المنزَّهِ عن صفاتِ النَّقصِ، وتلك تُناسبُ الإنسانَ بما فيهِ من النَّقصِ.


س6: ما معنى الكلمات التالية: الدين، الصراط، نستعين؟
الدين : القيامة أو الجزاء وهو يوم يدين الله العباد بأعمالهم
الصراط : الطريق
نستعين : أي نطلب العون والإعانة

س7: تربية الله تعالى لعباده نوعان، اذكرهما؟
- تربيتُهُ تعالىَ لخلقِهِ نوعانِ: عامةٌ وخاصةٌ.
فالعامةُ: هيَ خلقُهُ للمخلوقينَ، ورزقُهمْ، وهدايتُهم لما فيهِ مصالحهمُ، التي فيهَا بقاؤُهمْ في الدنيَا.
والخاصةُ: تربيَتُهُ لأوليائِهِ، فيربِّيهِم بالإيمانِ، ويوفِّقُهُمْ لَهُ، ويكمِّلُهُ لهمْ، ويدفعُ عنهمْ الصوارِفَ والعوائقَ الحائلةَ بينهُمْ وبينَهُ.
وحقيقتُهَا: تربيةُ التوفيقِ لكلِّ خيرٍ، والعصمةُ عَنْ كلِّ شرٍّ، ولعلَّ هذا [المعنَى] هوَ السرُّ في كونِ أكثرِ أدعيةِ الأنبياءِ بلفظِ الربِّ، فإنَّ مطالبَهمْ كلهَا داخلةٌ تَحتَ ربوبيتهِ الخاصةِ.


س8: اذكر القراءتين في قول الله تعالى :{مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ}؟
مالك وملك

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 11 جمادى الآخرة 1435هـ/11-04-2014م, 12:47 PM
لمياء لمياء غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
المشاركات: 322
افتراضي تابع إجابات أسئلة سورة الفاتحة

س8: اذكر القراءتين في قول الله تعالى :{مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ}؟
في قوله تعالى: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} قراءتان:
الأولى: {مَالِكِ} بإثبات الألف.
والثانية: {مَلِكِ} بحذف الألف، وقد ذُكر في الفرق بينهما معانٍ من أجودها:
- أنَّ (الملِكَ): الذي يملك، وقد يشاركه في تصريف ملكه غيره.
- و(المالك): الذي يتصرف في ملكه مباشرة، هذا من جهة اللغة.
أمَّا في حقِّ الله تعالى: فله تمام الملك والمالكية، لا يتصرف في ملكه أحدٌ إلا بإذنه، ولا يخرج أحد عن طوْعِه وملكِه، كائناً من كان، والله أعلم.

س9: اذكر ما يفيده تقدم المعمول في قوله تعالى: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}؟
تقديمَ المعمولِ يفيدُ الحصرَ، وهوَ إثباتُ الحكمِ للمذكورِ ونفيهُ عما عداهُ، فكأنَّهُ يقولُ: نعبدكَ، ولا نعبدُ غَيركَ، ونستعينُ بكَ، ولا نستعينُ بغيركَ.

س10: اذكر ما قيل في فائدة تقدم جملة {إِيَّاكَ نَعْبُدُ} على جملة {إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}؟
تقديم العبادةِ على الاستعانةِ منْ بابِ تقديمِ العامِّ على الخاصِّ، واهتماماً بتقديمِ حقِّهِ تعالى على حقِّ عبدِهِ.
و(العبادة): اسمٌ جامعٌ لكلِّ ما يحبُّهُ اللهُ ويرضاهُ من الأعمالِ والأقوالِ الظاهرةِ والباطنةِ.
و(الاستعانة): هيَ الاعتمادُ على اللهِ تعالىَ في جلبِ المنافعِ ودفعِ المضارِّ، معَ الثِّقةِ بهِ في تحصيلِ ذلكَ.
والقيامُ بعبادةِ اللهِ والاستعانةِ بهِ هوَ الوسيلةُ للسعادةِ الأبديةِ، والنجاةِ منْ جميعِ الشرورِ، فلا سبيلَ إلى النجاةِ إلاَّ بالقيامِ بهمَا، وإنَّما تكونُ العبادةُ عبادةً إذا كانَتْ مأخوذةً عنْ رسولِ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ مقصوداً بها وجهُ اللهِ، فبهذينِ الأمرينِ تكونُ عبادةً.
وذكرُ (الاستعانة) بعدَ (العبادةِ) معَ دخولِهَا فيهَا، لاحتياجِ العبدِ في جميعِ عباداتهِ إلى الاستعانةِ باللهِ تعالى، فإنَّهُ إنْ لم يعنهُ اللهُ لم يحصلْ لهُ ما يريدهُ منْ فعلِ الأوامرِ واجتنابِ النواهي.

قدّم: {إيّاك نعبد} على {وإيّاك نستعين} لأنّ العبادة له هي المقصودة، والاستعانة وسيلةٌ إليها، والاهتمام والحزم هو أن يقدّم ما هو الأهمّ فالأهمّ، واللّه أعلم.

س11: ما المراد بالصراط المستقيم؟
وردَ في تفسيرِ الصراطِ عباراتٌ للسَّلَفِ، فقيلَ: الصراط المستقيم:
- القرآن.
- وقيل: الإسلام.
وقيل غير ذلك، وهذه الأقوال متلازمةٌ، فالقرآن ذكر شرعة الإسلام فيه، والإسلام كتابه القرآن، وطريق أبي بكر وعمر هو الإسلام، وكتابهم الذي يتبعونه هو القرآن، وحاصل هذا جميعه هو المتابعة لله ولرسوله. والله أعلم

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 12 جمادى الآخرة 1435هـ/12-04-2014م, 12:05 AM
لمياء لمياء غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
المشاركات: 322
افتراضي تابع إجابات أسئلة سورة الفاتحة

س12: كيف يسأل المؤمن الهداية وقد اهتدى إلى الإيمان؟
لأنَّ العبدَ بحاجةٍ إلى معرفةِ الهدايةِ إجمالاً وتفصيلاً، علماً وعملاً، ومعرفةِ ما يضادُّ ذلكَ، في كلِّ الأوقاتِ، فليسَ من هُدِيَ إلى الإسلامِ قدْ هُدِيَ إلى كلِّ شرائعِهِ وعَلِمَها، وإِنْ عَلِمَها فقدْ لا يعملُ بها أو ببعضِها، وقد لا يثبتُ على ذلكَ، فهو بحاجةٍ إلى الهدايةِ وسؤالِ اللهِ إِيَّاها كلَّ طرفةِ عين.

س13: ما هو أولى ما يستعان الله تعالى عليه؟
الصراط المستقيم لقوله تعالى بعد "إياك نعبد وإياك نستعين" "اهدنا الصراط المستقيم"

س14: بين المراد بالمغضوب عليهم والضالين؟
المغضوب عليهم : هم اليهود ومن شابههم لأنهم علموا الحق ولم يتبعوه فغضب الله عليهم
الضالين : هم النصارى ومن شابههم لأنهم جهلوا الحق فلم يتبعوه فضلُّوا عنه

س15: بين دلالة هذه السورة العظيمة على ما يأتي:-
أ) أنواع التوحيد:
- توحيدُ الربوبيةِ،يؤخذُ مِنْ قولِهِ: {رَبِّ الْعَالَمِينَ}.
- وتوحيدُ الإلهيةِ، وهوَ إفرادُ اللهِ بالعبادةِ، يُؤخذُ مِنْ لفظِ: (الله) ومِنْ قولِهِ: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ}.
- وتوحيدُ الأسماءِ والصفاتِ، وهو إثباتُ صفاتِ الكمالِ للهِ تعالى، التي أثبتَها لنفسِهِ، وأثبتَها لهُ رسولُهُ منْ غيرِ تعطيلٍ ولا تمثيلٍ ولا تشبيهٍ، وقدْ دلَّ على ذلكَ لفظُ {الْحَمْدُ} .

ب) إثبات الجزاء على الأعمال:
- في قولِهِ: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ}، وأنَّ الجزاءَ يكونُ بالعدلِ؛ لأنَّ الدينَ معناهُ الجزاءُ بالعدلِ.

ج) إثبات القدر:
- تضمنتْ إثباتَ القدرِ، وأنَّ العبدَ فاعلٌ حقيقةً، خلافاً للقدريةِ والجبريةِ في قوله "اهدنا الصراط المستقيم"

د) الرد على جميع أهل البدع:
- في قولِهِ: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} لأنَّهُ معرفةُ الحقِّ والعملُ بهِ، وكلُّ مبتدعٍ [وضالٍّ] فهوَ مخالفٌ لذلِكَ.

س16: بين تضمن هذه السورة العظيمة لما يأتي:
أ) إخلاص الدين لله تعالى:
- في قولِهِ: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} فالحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ.

ب) إثبات النبوة:
- في قولِهِ: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} لأنَّ ذلكَ ممتنعٌ بدونِ الرسالةِ.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 12 جمادى الآخرة 1435هـ/12-04-2014م, 10:52 PM
لمياء لمياء غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
المشاركات: 322
افتراضي إجابات أسئلة سورة النبأ

أسئلة وأجوبة سورة النبأ
بسم الله الرحمن الرحيم

س1: ما هو النبأ العظيم؟
قيل هو القرآن وقيل هو البعث والقيامة وجامع ذلك كله أنه كل ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم من قرآن وأخبار عن البعث والنشور وغيرها

س2: بين ما يفيده التكرار في قوله تعالى: {كَلاَّ سَيَعْلَمُونَ ثُمَّ كَلاَّ سَيَعْلَمُونَ}
مبالغة في الزجر عن هذا الفعل، ومبالغة في تأكيد وقوع العاقبة الوخيمة عليهم جزاء تكذيبهم؛

س3: ما تقدير المعمول المحذوف في قوله تعالى: {كَلاَّ سَيَعْلَمُونَ}؟
المعمول يعم ما توعدوا بوقوعه من العذاب في الدنيا والبرزخ والقيامة، وصدق ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم من البعث وأن القرآن حق.

س4: ما نوع الاستفهام في قوله تعالى: {أَلَمْ نَجْعَلِ الأَرْضَ مِهَاداً}؟
استفهامٌ على سبيل التقرير.

س5: بين معاني المفردات التالية: عمَّ، مهاداً، أوتاداً، أزواجاً، سباتاً، لباساً، وهاجاً، المعصرات، ثجاجاً، ألفافاًً.
- عم : تتكون من عن وما الاستفهامية وحذفت ألفها لتمييز الاستفهام من الخبر وهي بمعنى عن أي شيئ.
- مهاداً : أي مهيَّئةً للناسِ كالمِهَادِ الذي يَمْتَهِدُونَه ويفْتَرِشونَه.
- أوتاداً : أي راسيات كالوتد الذي تشد به أطناب الخيمة.
- أزواجاً : أي من ذكر وأنثى.
- سباتاً : انقطاع عن الحركة يورث الراحة.
- لباساً : سكناً وساتراً كالباس.
- وهاجاً : أي يتوهج ضوؤها.
- المعصرات : الرياح أو السحب.
- ثجاجاً : صباً متتابعاً.
- ألفافاً : أي مجتمعة وملتفة على بعضها البعض.

س6: لتعداد نعم الله تعالى على عباده أثر عظيم في النفوس المؤمنة، تحدث بإيجاز عن فوائد هذا التعداد.
- تعداد نعم الله تعالى على العبد تجعله يحتقر عمله وعبادته مقارنة بنعم الله عليه.
- كما تجعل العبد لا يتكل على المخلوق بل يتوجه إلى خالقه ليقينه بأنه المنعم وبيده الأمر والتدبير.
- أيضاً تعداد نعم الله تزيد من اليقين والايمان بالله والإخلاص له وحده.

س7: الآيات الكونية من دلائل البعث العظيمة التي كرر الاستدلال بها عليه كثيراً في القرآن الكريم، تحدث باختصار عن دلالة الآيات الكونية على البعث والجزاء.
- دلائل إحياء الموتى بعد موتهم كثيرة جداً في كتاب الله -جل وعلا- وهذه الدلائل منها:
أن الله -جل وعلا- استدل بالخلق الأول أو بالنشأة الأولى على النشأة الأخرى، فالذي خلق الإنسان من عدم قادر على أن ينشئه -جل وعلا- ويعيد خلقه مرة أخرى؛ كما قال -جل وعلا-: {وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الأُولَى فَلَوْلا تَذَكَّرُونَ} وقال -جل وعلا-: {وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ}.
وأيضاً نبه الله -جل وعلا- بإحياء الأرض بعد موتها - إحياؤها بالمطر - على إحياء الموتى:
- كما في أوائل سورة الحج: {وَتَرَى الأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ (5) ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِي الْمَوْتَى وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (6) وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لا رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ}.
- وفي سورة فصلت: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِي الْمَوْتَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}.
- وذكر الله -جل وعلا- في كتابه دلائل على البعث، منها قصة إبراهيم مع الطير:
{وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءاً ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْياً}
وفرق الطير إلى أربعة أجزاء فيكون ميتاً، ثم يدعى فيعود مرة أخرى.
- وفي قصة إحياء قتيل بني إسرائيل: {فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا} ببعض البقرة {كَذَلِكَ يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ}.
فهناك دلائل محسوسة مشهودة أوجدها الله -جل وعلا- عبرة للخلق وذكرها الله -جل وعلا- في كتابه تتلى إلى يوم القيامة ليعقلها الخلق، ودلل لهم بالشواهد الحسية الموجودة بين أظهرهم ما يستدلون به على إحياء الموتى بعد موتهم ويوقنون بذلك.
ومن أعظمها هذا النوم الذي ننامه بالليل والنهار، ولهذا قال الله -جل وعلا-: {وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ}
فهذه الآيات كلها شاهدة على وحدانية الله، شاهدة على قدرته، شاهدة على بعثه الموتى بعد موتهم.

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 13 جمادى الآخرة 1435هـ/13-04-2014م, 05:52 PM
لمياء لمياء غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
المشاركات: 322
افتراضي إجابات أسئلة سورة النبأ من 17 : 30

الأسئلة والإجابات لسورة النبأ من 17 : 30

س1: بين معاني المفردات التالية: ميقاتاً ، الصور ، أفواجاً ، سراباً ، مرصاداً ، لابثين ، أحقاباً ، وفاقاً .
- ميقاتاً : وقتاً وميعاداً مؤقتاً لا يتبدل ولا يتغير ولا يزاد فيه ولا ينقص منه.
- الصور : قرن ينفخ فيه الملك .
- أفواجاً : زمراً أو جماعات .
- سراباً : السراب: هو ما يراه الإنسان في منتصف النهار ويظن أنه ماء وليس بكذلك، فالجبال يوم القيامة تكون لا شيء، ينظر إليها الناظر يعتقد أنها جبال وهي لا شيء؛ لأن الله -جل وعلا- قد سيرها وفتتها ودكها سبحانه وتعالى .
- مرصاداً : المرصاد: هو المكان الذي يجلس فيه الرصد وهم المترقبون، فالمكان الذي يجلس فيه الشخص يترقب فيه غيره هذا يسمى المرصاد، والمعنى أن جهنم يوم القيامة ترصد أعداء الله -جل وعلا-.
- لابثين : ماكثين .
- أحقاباً : جمع حُقب،والحقب في لغة العرب هو الدهر ، أي كلما انقضى حقبٌ جاء حقبٌ غيره.
- وفاقاً : وفق أعمالهم الفاسدة .

س2: من أصول المواعظ الربانية: الوعظ باليوم الآخر وما فيه من أهوال عظيمة، تحدث باختصار عن فوائد هذا الأسلوب الحكيم في حمل النفس الإنسانية على الاستقامة.
- الوعظ باليوم الآخر وما فيه من أهوال عظيمة وردت في أكثر من موضع في القرآن كفواتح سورة الحج في قوله تعالى :""يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ * يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ}"
وقوله تعالى في سورة مريم :{وَإِنْ مِنْكُمْ إِلا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا * ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا} وغيرها من المواضع التي هي ذكرى للمؤمن ونذير للكافر فتوقع في نفس المؤمن الرهبة من عذاب الله وعقابه فتكون زاجراً له عن الوقوع في النواهي والغفلة.
ولا شك أن التذكير بالمواعظ وما لحق بالأمم السالفة من العذاب والعقاب والأخذ بغتة لهو عبرة لمن أراد أن يعتبر وعظة لمن أراد أن يتعظ وذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد .
فكفى بالقرآن واعظاً والله أعلى وأعلم


س3: تضمنت هذه الآيات العظيمة جملة من الفوائد السلوكية الجليلة، اذكر ما تعرفه منها.
1- الخوف من الوقوع فيما يستحق العبد بسببه عقاب الله.
2- العمل للآخرة و عدم الغفلة عنها.
3- تذكر الموت وأهوال القيامة لترقيق القلب.
4- لابد أن يكون العبد ما بين الخوف والرجاء .


س4: فسر الآيات التي درستها تفسيراً إجمالياً مختصراً.

17-قولُه تعالى: {إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتاً}أي: إنَّ يومَ القيامة كان موعداً مؤقتاً للجَمْع بين هذه الخلائق، ليفصِلَ اللهُ فيه بينها.
18-قولُه تعالى: {يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجاً} أي: يوم الفصل هو يوم ينفخُ إسرافيلُ عليه السلام النفخةَ الثانيةَ في البوق، فتجيئونَ أيها الناس زُمَراً زُمَراً، وجماعاتٍ جماعاتٍ.
19-قولُه تعالى: {وَفُتِحَتِ السَّمَاء فَكَانَتْ أَبْوَاباً} أي: صارَ في السماء فُرُوجٌ على هيئة الأبواب، حتى أنَّ الناظرَ إليها يراها أبواباً مفتَّحة.
20-قولُه تعالى: {وَسُيِّرَتِ الْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَاباً} أي: يجعل اللهُ هذه الجبالَ الأوتاد للأرض تسير، حتى تصلَ إلى مرحلةِ الهباءِ الذي يتطاير، فيحسَبُهُ الرائي جبلاً، وإذا هو كالسَّراب الذي يراه الرائي على أنه ماء، وهو ليس كذلك.
21-قولُه تعالى: {إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَاداً}أي: إنَّ نارَ جهنَّمَ كانت ذاتَ ارتقابٍ، ترقُبُ من يجتازُها وترصُدُهم.
22-قولُه تعالى: {لِلْطَّاغِينَ مَآباً}أي: إنَّ جهنَّم للذين تجاوَزوا الحدَّ في العِصيان حتى بلغوا الكُفر، مرجِعٌ ومصيرٌ يَصيرون إليه ويَستقرِّون فيه.
23-قولُه تعالى: {لابِثِينَ فِيهَا أَحْقَاباً} أي: إنَّ هؤلاءِ الطاغينَ ماكِثونَ ومقيمونَ في النار أزماناً طويلةً تِلْوَ أزمانٍ لا انقطاع لها.
24-قولُه تعالى: {لاَّ يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْداً وَلا شَرَاباً} أي: لا يحسُّون ولا يُطْعَمونَ فيها هواءً يُبَرِّدُ حَرَّ السعير عنهم، ولا يشربون شيئاً يروي عطشهم الذي نتجَ عن هذا الحرِّ.
25-قولُه تعالى: {إِلاَّ حَمِيماً وَغَسَّاقاً} أي: لا يذوقونَ البردَ والشرابَ، لكن يذوقونَ الماءَ الذي بلغَ النهايةَ في حرارته، وصديدَ أهل النار المنتِن الذي بلغ النهايةَ في بُرودَته.
26-قوله تعالى: {جَزَاء وِفَاقاً}أي: ثواباً موافِقاً لأعمالهم.
27-قولُه تعالى: {إِنَّهُمْ كَانُوا لا يَرْجُونَ حِسَاباً} أي: إنَّ هؤلاء الطاغينَ كانوا في الدنيا لا يخافونَ أن يُجازيَهم أحدٌ على سُوء أعمالهم، فوقعتْ منهم هذه الأعمال التي جُوزوا عليها جزاءً وِفاقاً.
28-قولُه تعالى: {وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كِذَّاباً}أي: كذَّبوا تكذيباً شديداً، ولم يصدِّقوا بالقرآن وغيره من الآيات.
29-قولُه تعالى: {وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ كِتَاباً} أي: ضَبَطْنا وعدَدْنا عليهم كلَّ شيء عَمِلوه، فكتبناهُ وحفِظناهُ عليهم.
30-قولُه تعالى: {فَذُوقُوا فَلَن نَزِيدَكُمْ إِلاَّ عَذَاباً} أي: ذوقوا أيها الكفار الطاغون من عذابِ هذه الأحقاب، فلن نزيدَكم إلا عذاباً من جنسِ عذاب النار؛ كما قال تعالى: {هَذَا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ (57) وَآخَرُ مِن شَكْلِهِ أَزْوَاجٌ} والعياذُ بالله، وهذه الآيةُ من أشدِّ ما نزلَ في عذاب الكفَّار.

س5: اذكر أقوال العلماء في معنى قوله تعالى: {إلا حميماً وغساقاً}.
الغسَّاق:
- فقال بعضهم:الغسَّاق: هو ما سال من صديد أهل النار، ورد ذلك عن عطية العوفي، وعِكرمة، وأبي رزين، وإبراهيم النخعي، وابن زيد.
وعن عبد الله بن بريدة أنه المنتِنُ بالطخارية [أي بلغة أهل طخارستان].
- وقال بعضهم:الغسَّاق: الزمهرير، وردَ ذلك عن ابن عباس من طريق علي بن أبي طلحة، وعن مجاهد من طريق ليث، وعن أبي العالية، والربيع بن أنس.
ومادة (غسق) فيها هذان المعنيان:
-أما الغَسق بمعنى البرد، فمنه غسَق الليل، سمي بذلك لبرودته.
-وأما الغسق بمعنى الصَّديد المنتن الذي يسيل من أهل النار، فمن قولهم غسق الجرح: إذا سال قَيْحه.
وعلى هذا، فالتفسيران صحيحان، وجائز اجتماعهما في معنى الغسَّاق، ويكون من عذاب النار الذي يعذِّب الله به الكفار، وهذا هو ترجيح الإمام الطبري.
وعلى هذا فسبب الاختلاف: الاشتراك اللغوي، وهو من اختلاف التنوع الذي يرجع إلى أكثر من معنى.

س6: اذكر ما يفيده قوله تعالى: {جَزَاء وِفَاقاً} بعد ذكره تعالى لعذاب أهل الجحيم.
أخبر -جل وعلا- أنه يجزيهم على أعمالهم على وفقها؛ لا يظلمهم جل وعلا.
وهذه الآية تدل على كمال عدل الله جل وعلا، وأنه سبحانه وتعالى لا يظلم الخلق، وأن رحمته -جل وعلا- قد سبقت غضبه؛ لأنه في المؤمنين يجزيهم ويعظم لهم الجزاء.
وأما الكافرون فمع كفرهم وشركهم بالله -جل وعلا- وطغيانهم وتكبرهم؛ فإن الله -جل وعلا- بعدله لا يظلمهم ولا يعذبهم بما لم يصنعوه، وإنما يعذبهم على أعمالهم، والتعذيب على الأعمال هذا من العدل وليس من الظلم في شيء، فقال الله -جل وعلا- في
هذه الآية: {جَزَاءً وِفَاقاً} يعني: موافقا لأعمالهم، لا يزيد رب العالمين الكافرين عذاباً إلا بما قدمته أيديهم، وأما ما لم تفعله أيديهم وتعمله فإن الله -جل وعلا- لا يعذبهم عليه.

س7: ما معنى الرجاء في قوله تعالى: {إِنَّهُمْ كَانُوا لا يَرْجُونَ حِسَاباً} ؟
الرجاء هنا بمعنى الخوف أي لا يخافون.

س8: ورد في الآيات التي درستها آية قال عنها بعض أهل العلم: إنها أشد الآيات في عذاب أهل النار، اذكرها، وبين وجه كونها كذلك.
قولُه تعالى: {فَذُوقُوا فَلَن نَزِيدَكُمْ إِلاَّ عَذَاباً} أي أنهم في أنواع من العذاب أبداً ليسوا بخارجين منه ولا أمل لهم ولا رجاء في التخفيف عنهم أو الانقطاع لفترة فهو دائم وملازم لهم والله تعالى أعلى وأعلم
فجميع أنواع العذاب التي في القرآن أو ثبتت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- هي التي أراد الله -جل وعلا- بقوله: {فَذُوقُوا فَلَن نَزِيدَكُمْ إِلاَّ عَذَاباً} والله تعالى أعلم.

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 19 جمادى الآخرة 1435هـ/19-04-2014م, 12:28 PM
لمياء لمياء غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
المشاركات: 322
افتراضي ملخص التكوير ج1 لابن كثير

تفسير ابن كثير

سورة التّكوير وهي مكّيّةٌ.
قال الإمام أحمد: حدّثنا عبد الرّزّاق، أخبرنا عبد اللّه بن بحيرٍ القاصّ: أنّ عبد الرّحمن بن يزيد الصّنعانيّ أخبره أنّه سمع ابن عمر يقول: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: ((من سرّه أن ينظر إلى يوم القيامة كأنّه رأي عينٍ فليقرأ:{إذا الشّمس كوّرت} و{إذا السّماء انفطرت} و{إذا السّماء انشقّت})).
وهكذا رواه التّرمذيّ عن العبّاس بن عبد العظيم العنبريّ، عن عبد الرّزّاق به.
قال عليّ بن أبي طلحة عن ابن عبّاسٍ: {إذا الشّمس كوّرت}. يعني: أظلمت.
وقال العوفيّ عنه: ذهبت.
وقال مجاهدٌ: اضمحلّت وذهبت. وكذا قال الضّحّاك.
وقال قتادة: ذهب ضوؤها.
وقال سعيد بن جبيرٍ: {كوّرت}: غوّرت.
وقال الرّبيع بن خثيمٍ: {كوّرت}. يعني: رمي بها.
وقال أبو صالحٍ: {كوّرت}: ألقيت. وعنه أيضاً: نكّست.
وقال زيد بن أسلم: تقع في الأرض.
قال ابن جريرٍ: والصّواب من القول عندنا في ذلك أنّ التّكوير: جمع الشّيء بعضه على بعضٍ، ومنه تكوير العمامة وهو لفّها على الرّأس، وكتكوير الكارة، وهي: جمع الثّياب بعضها إلى بعضٍ، فمعنى قوله: {كوّرت}: جمع بعضها إلى بعضٍ ثمّ لفّت فرمي بها، وإذا فعل بها ذلك ذهب ضوؤها.
وقال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ وعمرو بن عبد اللّه الأوديّ، حدّثنا أبو أسامة، عن مجالدٍ، عن شيخٍ من بجيلة، عن ابن عبّاسٍ: {إذا الشّمس كوّرت}. قال: يكوّر اللّه الشّمس والقمر والنّجوم يوم القيامة في البحر، ويبعث اللّه ريحاً دبوراً فتضرمها ناراً. وكذا قال عامرٌ الشّعبيّ.
ثمّ قال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا أبي، حدّثنا أبو صالحٍ، حدّثني معاوية بن صالحٍ، عن ابن يزيد بن أبي مريم، عن أبيه، عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال في قول اللّه: {إذا الشّمس كوّرت}. قال: ((كوّرت في جهنّم)).
وقوله: {وإذا النّجوم انكدرت}. أي: انتثرت.
كما قال تعالى: {وإذا الكواكب انتثرت}.
وأصل الانكدار الانصباب، قال الرّبيع بن أنسٍ: عن أبي العالية، عن أبيّ بن كعبٍ قال: ستّ آياتٍ قبل يوم القيامة بينا النّاس في أسواقهم إذ ذهب ضوء الشّمس، فبينما هم كذلك إذ تناثرت النّجوم، فبينما هم كذلك إذ وقعت الجبال على وجه الأرض فتحرّكت واضطربت واختلطت ففزعت الجنّ إلى الإنس والإنس إلى الجنّ واختلطت الدّوابّ والطّير والوحوش فماجوا بعضهم في بعضٍ.
{وإذا الوحوش حشرت}. قال: اختلطت.
{وإذا العشار عطّلت}. قال: أهملها أهلها.
{وإذا البحار سجّرت}. قال: قالت الجنّ: نحن نأتيكم بالخبر قال: فانطلقوا إلى البحر فإذا هو نارٌ تأجّج. قال: فبينما هم كذلك إذ تصدّعت الأرض صدعةً واحدةً إلى الأرض السّابعة السّفلى وإلى السّماء السّابعة العليا. قال: فبينما هم كذلك إذ جاءتهم الرّيح فأماتتهم.
رواه ابن جريرٍ وهذا لفظه، وابن أبي حاتمٍ ببعضه، وهكذا قال مجاهدٌ والرّبيع بن خثيمٍ، والحسن البصريّ وأبو صالحٍ، وحمّاد بن أبي سليمان والضّحّاك في قوله: {وإذا النّجوم انكدرت} أي: تناثرت.
وقال عليّ بن أبي طلحة عن ابن عبّاسٍ: {وإذا النّجوم انكدرت}. أي: تغيّرت.
وقال يزيد بن أبي مريم: عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: {وإذا النّجوم انكدرت}. قال: ((انكدرت في جهنّم وكلّ من عبد من دون اللّه فهو في جهنّم إلاّ ما كان من عيسى وأمّه، ولو رضيا أن يعبدا لدخلاها)). رواه ابن أبي حاتمٍ بالإسناد المتقدّم.
وقوله: {وإذا الجبال سيّرت} أي: زالت عن أماكنها ونسفت فتركت الأرض قاعاً صفصفاً.
وقوله: {وإذا العشار عطّلت}. قال عكرمة ومجاهدٌ: عشار الإبل.
قال مجاهدٌ: {عطّلت}: تركت وسيّبت. وقال أبيّ بن كعبٍ والضّحّاك: أهملها أهلها.
وقال الرّبيع بن خثيمٍ: لم تحلب ولم تصرّ، تخلّى منها أربابها.
وقال الضّحّاك: تركت لا راعي لها.
والمعنى في هذا كلّه متقاربٌ والمقصود أنّ العشار من الإبل وهي خيارها، والحوامل منها التي قد وصلت في حملها إلى الشّهر العاشر، واحدها عشراء، ولا يزال ذلك اسمها حتّى تضع - قد اشتغل النّاس عنها وعن كفالتها والانتفاع بها، بعدما كانوا أرغب شيءٍ فيها، بما دهمهم من الأمر العظيم المفظع الهائل، وهو أمر القيامة، وانعقاد أسبابها ووقوع مقدّماتها.
وقيل: بل يكون ذلك يوم القيامة يراها أصحابها كذلك ولا سبيل لهم إليها.
وقوله: {وإذا الوحوش حشرت}. أي: جمعت كما قال تعالى: {وما من دابّةٍ في الأرض ولا طائرٍ يطير بجناحيه إلاّ أممٌ أمثالكم ما فرّطنا في الكتاب من شيءٍ ثمّ إلى ربّهم يحشرون}.
قال ابن عبّاسٍ: يحشر كلّ شيءٍ حتّى الذّباب، رواه ابن أبي حاتمٍ وكذا قال الرّبيع بن خثيمٍ والسّدّيّ وغير واحدٍ، وكذا قال قتادة في تفسير هذه الآية: إنّ هذه الخلائق موافيةٌ فيقضي اللّه فيها ما يشاء.
وقال عكرمة: حشرها: موتها.
وقال ابن جريرٍ: حدّثني عليّ بن مسلمٍ الطّوسيّ، حدّثنا عبّاد بن العوّام، أخبرنا حصينٌ، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ في قوله: {وإذا الوحوش حشرت}. قال: حشر البهائم موتها، وحشر كلّ شيءٍ الموت، غير الجنّ والإنس فإنّهما يوقفان يوم القيامة.
حدّثنا أبو كريبٍ، حدّثنا وكيعٌ، عن سفيان، عن أبيه، عن أبي يعلى، عن الرّبيع بن خثيمٍ: {وإذا الوحوش حشرت}. قال: أتى عليها أمر اللّه. قال سفيان: قال أبي: فذكرته لعكرمة فقال: قال ابن عبّاسٍ: حشرها: موتها.
وقد تقدّم عن أبيّ بن كعبٍ أنّه قال: {وإذا الوحوش حشرت}: اختلطت. قال ابن جريرٍ: والأولى قول من قال: حشرت وجمعت، قال اللّه تعالى: {والطّير محشورةً}. أي: مجموعةً.
وقوله تعالى: {وإذا البحار سجّرت}. قال ابن جريرٍ: حدّثني يعقوب، حدّثنا ابن عليّة، عن داود، عن سعيد بن المسيّب قال: قال عليٌّ رضي اللّه عنه لرجلٍ من اليهود: أين جهنّم؟ قال: البحر. فقال: ما أراه إلاّ صادقاً. {والبحر المسجور}، (وإذا البحار سجرت) مخفّفةً، وقال ابن عبّاسٍ وغير واحدٍ: يرسل اللّه عليها الرّيح الدّبور فتسعّرها، فتصير ناراً تأجّج. وقد تقدّم الكلام على ذلك عند قوله: {والبحر المسجور}.
وفي سنن أبي داود: ((لا يركب البحر إلاّ حاجٌّ أو معتمرٌ أو غازٍ؛ فإنّ تحت البحر ناراً، وتحت النّار بحراً)). الحديث. وقد تقدّم الكلام عليه في سورة (فاطرٍ).
وقال مجاهدٌ والحسن بن مسلمٍ: {سجّرت}: أوقدت.
وقال الحسن: يبست.
وقال الضّحّاك وقتادة: غاض ماؤها فذهب فلم يبق فيها قطرةٌ.
وقال الضّحّاك أيضاً: {سجّرت}: فجّرت. وقال السّدّيّ: فتحت وسيّرت. وقال الرّبيع بن خثيمٍ: {سجّرت}: فاضت.
وقوله: {وإذا النّفوس زوّجت}. أي: جمع كلّ شكلٍ إلى نظيره، كقوله: {احشروا الّذين ظلموا وأزواجهم}. وقال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا أبي، حدّثنا محمّد بن الصّباح البزّار، حدّثنا الوليد بن أبي ثورٍ، عن سماكٍ، عن النّعمان، بن بشيرٍ أنّه قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: {وإذا النّفوس زوّجت}. قال: ((الضّرباء كلّ رجلٍ مع كلّ قومٍ كانوا يعملون عمله وذلك بأنّ اللّه عزّ وجلّ يقول: {وكنتم أزواجاً ثلاثةً فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة وأصحاب المشأمة ما أصحاب المشأمة والسّابقون السّابقون})). قال: ((هم الضّرباء)).
ثمّ رواه ابن أبي حاتمٍ من طرقٍ أخر عن سماك بن حربٍ، عن النّعمان بن بشيرٍ: أنّ عمر بن الخطّاب خطب النّاس فقرأ: {وإذا النّفوس زوّجت}. فقال: تزوّجها أن تؤلّف كلّ شيعةٍ إلى شيعتهم.
وفي روايةٍ: هما الرّجلان يعملان العمل فيدخلان به الجنّة أو النّار. وفي روايةٍ عن النّعمان قال: سئل عمر عن قوله تعالى: {وإذا النّفوس زوّجت}. فقال: يقرن بين الرّجل الصّالح مع الرّجل الصّالح، ويقرن بين الرّجل السّوء مع الرّجل السّوء في النّار، فذلك تزويج الأنفس.
وفي روايةٍ عن النّعمان أنّ عمر قال للنّاس: ما تقولون في تفسير هذه الآية: {وإذا النّفوس زوّجت}؟ فسكتوا. قال: ولكن أعلمه، هو الرّجل يزوّج نظيره من أهل الجنّة والرّجل يزوّج نظيره من أهل النّار. ثمّ قرأ:{احشروا الّذين ظلموا وأزواجهم}.
وقال العوفيّ: عن ابن عبّاسٍ في قوله: {وإذا النّفوس زوّجت}. قال: ذلك حين يكون النّاس أزواجاً ثلاثةً.
وقال ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: {وإذا النّفوس زوّجت}. قال: الأمثال من النّاس جمع بينهم. وكذا قال الرّبيع بن خثيمٍ والحسن وقتادة واختاره ابن جريرٍ وهو الصّحيح.
قولٌ آخر في قوله تعالى: {وإذا النّفوس زوّجت}. قال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا عليّ بن الحسين بن الجنيد، حدّثنا أحمد بن عبد الرّحمن، حدّثني أبي، عن أبيه، عن أشعث، عن جعفرٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ قال: يسيل وادٍ من أصل العرش من ماءٍ فيما بين الصّيحتين، ومقدار ما بينهما أربعون عاماً، فينبت منه كلّ خلقٍ بلي من الإنسان أو طيرٍ أو دابّةٍ ولو مرّ عليهم مارٌّ قد عرفهم قبل ذلك لعرفهم على وجه الأرض قد نبتوا ثمّ ترسل الأرواح فتزوّج الأجساد، فذلك قول اللّه عزّ وجلّ: {وإذا النّفوس زوّجت}.
وكذا قال أبو العالية وعكرمة وسعيد بن جبيرٍ والشّعبيّ والحسن البصريّ أيضاً في قوله: {وإذا النّفوس زوّجت}. أي: زوّجت بالأبدان، وقيل: زوّج المؤمنون بالحور العين، وزوّج الكافرون بالشّياطين. حكاه القرطبيّ في (التّذكرة) .
وقوله: {وإذا الموءودة سئلت بأيّ ذنبٍ قتلت}. هكذا قراءة الجمهور، {سئلت}، و{الموءودة}: هي التي كان أهل الجاهليّة يدسّونها في التّراب كراهيةً للبنات، فيوم القيامة تسأل الموءودة على أيّ ذنبٍ قتلت؛ ليكون ذلك تهديداً لقاتلها؛ فإنّه إذا سئل المظلوم فما ظنّ الظّالم إذاً؟.
وقال عليّ بن أبي طلحة: عن ابن عبّاسٍ: (وإذا الموءودة سألت). وكذا قال أبو الضّحى: (سألت). أي: طالبت بدمها، وعن السّدّيّ وقتادة مثله.
وقال ابن أبي حاتمٍ: حدّثني أبو عبد اللّه الطّهرانيّ، حدّثنا حفص بن عمر العدنيّ، حدّثنا الحكم بن أبانٍ، عن عكرمة قال: قال ابن عبّاسٍ: أطفال المشركين في الجنّة، فمن زعم أنّهم في النّار فقد كذب، يقول اللّه عزّ وجلّ: {وإذا الموءودة سئلت بأيّ ذنبٍ قتلت}. قال ابن عبّاسٍ: هي المدفونة.
وقوله: {وإذا الصّحف نشرت}. قال الضّحّاك: أعطي كلّ إنسانٍ صحيفته بيمينه أو بشماله.
وقال قتادة: يابن آدم تملي فيها، ثمّ تطوى، ثمّ تنشر عليك يوم القيامة، فنظر رجلٌ ماذا يملي في صحيفته.
وقوله: {وإذا السّماء كشطت}. قال مجاهدٌ: اجتذبت.
وقال السّدّيّ: كشفت.
وقال الضّحّاك: تنكشط فتذهب.
وقوله: {وإذا الجحيم سعّرت}. قال السّدّيّ: أحميت.
وقال قتادة: أوقدت. قال: وإنّما يسعّرها غضب اللّه وخطايا بني آدم.
وقوله: {وإذا الجنّة أزلفت}. قال الضّحّاك وأبو مالكٍ والرّبيع بن خثيمٍ أي: قرّبت إلى أهلها.
وقوله: {علمت نفسٌ ما أحضرت}. هذا هو الجواب، أي: إذا وقعت هذه الأمور حينئذٍ تعلم كلّ نفسٍ ما عملت وأحضر ذلك لها، كما قال تعالى: {يوم تجد كلّ نفسٍ ما عملت من خيرٍ محضراً وما عملت من سوءٍ تودّ لو أنّ بينها وبينه أمداً بعيداً}. وقال تعالى: {ينبّأ الإنسان يومئذٍ بما قدّم وأخّر}.
وقال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا أبي، حدّثنا عبدة، حدّثنا ابن المبارك، أخبرنا محمّد بن مطرّفٍ، عن زيد بن أسلم، عن أبيه قال: لمّا نزلت: {إذا الشّمس كوّرت}. قال عمر لمّا بلغ: {علمت نفسٌ ما أحضرت}. قال: لهذا أجري الحديث).

يتبع بإذن الله

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 20 جمادى الآخرة 1435هـ/20-04-2014م, 06:15 AM
لمياء لمياء غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
المشاركات: 322
افتراضي ملخص سورة التكوير ج2 لابن كثير

تفسير ابن كثير


قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (روى مسلمٌ في صحيحه والنّسائيّ في تفسيره عند هذه الآية، من حديث مسعر بن كدامٍ، عن الوليد بن سريعٍ، عن عمرو بن حريثٍ قال: صلّيت خلف النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم الصّبح فسمعته يقرأ: {فلا أقسم بالخنّس الجوار الكنّس واللّيل إذا عسعس والصّبح إذا تنفّس}.
ورواه النّسائيّ عن بندارٍ، عن غندرٍ، عن شعبة، عن الحجّاج بن عاصمٍ، عن أبي الأسود، عن عمرو بن حريثٍ به نحوه، قال ابن أبي حاتمٍ وابن جريرٍ من طريق الثّوريّ، عن أبي إسحاق، عن رجلٍ من مرادٍ، عن عليٍّ: {فلا أقسم بالخنّس}. قال: هي النّجوم تخنس بالنّهار وتظهر باللّيل.
وقال ابن جريرٍ: حدّثنا ابن المثنّى، حدّثنا محمّد بن جعفرٍ قال: حدّثنا شعبة، عن سماك بن حربٍ: سمعت خالد بن عرعرة سمعت عليًّا وسئل عن: {لا أقسم بالخنّس الجوار الكنّس}. فقال: هي النّجوم تخنس بالنّهار وتكنس باللّيل.
وحدّثنا أبو كريبٍ: حدّثنا وكيعٌ، عن إسرائيل، عن سماكٍ، عن خالدٍ، عن عليٍّ قال: هي النّجوم.
وهذا إسنادٌ جيّدٌ صحيحٌ إلى خالد بن عرعرة، وهو السّهميّ الكوفيّ.
قال أبو حاتمٍ الرّازيّ: روى عن عليٍّ، وروى عنه سماكٌ والقاسم بن عوفٍ الشّيبانيّ، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً، فاللّه أعلم.
وروى يونس عن أبي إسحاق، عن الحارث، عن عليٍّ أنّها النّجوم، رواه ابن أبي حاتمٍ، وكذا روي عن ابن عبّاسٍ ومجاهدٍ والحسن وقتادة والسّدّيّ وغيرهم؛ أنّها النّجوم.
وقال ابن جريرٍ: حدّثنا محمّد بن بشّارٍ، حدّثنا هوذة بن خليفة، حدّثنا عوفٌ، عن بكر بن عبد اللّه في قوله: {فلا أقسم بالخنّس الجوار الكنّس}. قال: هي النّجوم الدّراريّ التي تجري تستقبل المشرق.
وقال بعض الأئمّة: إنّما قيل للنّجوم: الخنّس. أي: في حال طلوعها، ثمّ هي جوارٍ في فلكها، وفي حال غيبوبتها يقال لها: كنّسٌ. من قول العرب: أوى الظّبي إلى كناسه إذا تغيّب فيه.
وقال الأعمش عن إبراهيم قال: قال عبد اللّه: {فلا أقسم بالخنّس}. قال: بقر الوحش، وكذا قال الثّوريّ عن أبي إسحاق، عن أبي ميسرة، عن عبد اللّه: {فلا أقسم بالخنّس الجوار الكنّس}. ما هي يا عمرو؟ قلت: البقر. قال: وأنا أرى ذلك.
وكذا روى يونس عن أبي إسحاق، عن أبيه، وقال أبو داود الطّيالسيّ، عن عمرٍو، عن أبيه، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ: {الجوار الكنّس} قال: البقر تكنس إلى الظّلّ. وكذا قال سعيد بن جبيرٍ.
وقال العوفيّ عن ابن عبّاسٍ: هي الظّباء. وكذا قال سعيدٌ أيضاً ومجاهدٌ والضّحّاك.
وقال أبو الشّعثاء جابر بن زيدٍ: هي الظّباء والبقر.
وتوقّف ابن جريرٍ في المراد بقوله: {الخنّس الجوار الكنّس}. هل هو النّجوم أوالظّباء وبقر الوحش؟ قال: ويحتمل أن يكون الجميع مراداً.
وقوله: {واللّيل إذا عسعس} فيه قولان:
أحدهما: إقباله بظلامه، قال مجاهدٌ: أظلم. وقال سعيد بن جبيرٍ: إذا نشأ. وقال الحسن البصريّ: إذا غشي النّاس. وكذا قال عطيّة العوفيّ.
وقال عليّ بن أبي طلحة والعوفيّ عن ابن عبّاسٍ: {إذا عسعس}: إذا أدبر. وكذا قال مجاهدٌ وقتادة والضّحّاك.
وكذا قال زيد بن أسلم وابنه عبد الرّحمن: {إذا عسعس}. أي: إذا ذهب فتولّى.
وقال أبو داود الطّيالسيّ: حدّثنا شعبة، عن عمرو بن مرّة، عن أبي البختريّ سمع أبا عبد الرّحمن السلميّ قال: خرج علينا عليٌّ رضي اللّه عنه حين ثوّب المثوّب بصلاة الصّبح فقال: أين السّائلون عن الوتر: {واللّيل إذا عسعس والصّبح إذا تنفّس}. هذا حين أدبر حسنٌ، وقد اختار ابن جريرٍ أنّ المراد بقوله: {إذا عسعس}: إذا أدبر، قال: لقوله: {والصّبح إذا تنفس}. أي: أضاء. واستشهد بقول الشّاعر أيضاً:
حتّى إذا الصّبح لها تنفّسا = وانجاب عنها ليلها وعسعسا
أي: أدبر، وعندي أنّ المراد بقوله: {عسعس}. إذا أقبل، وإن كان يصحّ استعماله في الإدبار أيضاً، لكنّ الإقبال ههنا أنسب كأنّه أقسم تعالى باللّيل وظلامه إذا أقبل، وبالفجر وضيائه إذا أشرق كما قال: {واللّيل إذا يغشى والنّهار إذا تجلّى}. وقال: {والضّحى واللّيل إذا سجى}. وقال: {فالق الإصباح وجاعل اللّيل سكناً}. وغير ذلك من الآيات.
وقال كثيرٌ من علماء الأصول: إنّ لفظة: {عسعس}. تستعمل في الإقبال والإدبار على وجه الاشتراك فعلى هذا يصحّ أن يراد كلٌّ منهما .. واللّه أعلم.
قال ابن جريرٍ: وكان بعض أهل المعرفة بكلام العرب يزعم أنّ {عسعس}: دنا من أوّله وأظلم، وقال الفرّاء: كان أبو البلاد النّحويّ ينشد بيتاً:
عسعس حتّى لو يشاء ادّنا = كان له من ضوئه مقبس
يريد: لو يشاء إذ دنا. أدغم الذّال في الدّال، وقال الفرّاء: وكانوا يرون أنّ هذا البيت مصنوعٌ.
وقوله: {والصّبح إذا تنفّس}. قال الضّحّاك: إذا طلع.
وقال قتادة: إذا أضاء وأقبل. وقال سعيد بن جبيرٍ: إذا نشأ. وهو المرويّ عن عليٍّ رضي اللّه عنه.
وقال ابن جريرٍ: يعني: وضوء النّهار إذا أقبل وتبيّن.
وقوله: {إنّه لقول رسولٍ كريمٍ}. يعني: إنّ هذا القرآن لتبليغ رسولٍ كريمٍ .. أي: ملكٍ شريفٍ حسن الخلق بهيّ المنظر، وهو جبريل عليه الصّلاة والسّلام. قاله ابن عبّاسٍ والشّعبيّ وميمون بن مهران والحسن وقتادة والضّحّاك والرّبيع بن أنسٍ وغيرهم.
{ذي قوّةٍ}، كقوله: {علّمه شديد القوى ذو مرّةٍ}. أي: شديد الخلق شديد البطش والفعل، {عند ذي العرش مكينٍ}. أي: له مكانةٌ عند اللّه عزّ وجلّ ومنزلةٌ رفيعةٌ، قال أبو صالحٍ في قوله: {عند ذي العرش مكينٍ}. قال: جبريل يدخل في سبعين حجاباً من نورٍ بغير إذنٍ، {مطاعٍ ثمّ}. أي: له وجاهةٌ، وهو مسموع القول مطاعٌ في الملأ الأعلى.
قال قتادة: {مطاعٍ ثمّ}. أي: في السّماوات، يعني: ليس هو من أفناء الملائكة، بل هو من السّادة والأشراف، معتنًى به، انتخب لهذه الرّسالة العظيمة.
وقوله: {أمينٍ} صفةٌ لجبريل بالأمانة، وهذا عظيمٌ جدًّا أنّ الرّبّ عزّ وجلّ يزكّي عبده ورسوله الملكيّ جبريل.
كما زكّى عبده ورسوله البشريّ محمّداً صلّى اللّه عليه وسلّم بقوله: {وما صاحبكم بمجنونٍ}. قال الشّعبيّ وميمون بن مهران وأبو صالحٍ ومن تقدّم ذكرهم: المراد بقوله: {وما صاحبكم بمجنونٍ}. يعني محمّداً صلّى اللّه عليه وسلّم.
وقوله تعالى: {ولقد رآه بالأفق المبين}. يعني: ولقد رأى محمّدٌ جبريل الذي يأتيه بالرّسالة عن اللّه عزّ وجلّ على الصورة التي خلقه اللّه عليها، له ستّمائة جناحٍ، {بالأفق المبين}. أي: البيّن، وهي الرّؤية الأولى الّتي كانت بالبطحاء وهي المذكورة في قوله: {علّمه شديد القوى ذو مرّةٍ فاستوى وهو بالأفق الأعلى ثمّ دنا فتدلّى فكان قاب قوسين أو أدنى فأوحى إلى عبده ما أوحى}. كما تقدّم تفسير ذلك وتقريره، والدّليل عليه أنّ المراد بذلك جبريل عليه السّلام، والظّاهر واللّه أعلم أنّ هذه السّورة نزلت قبل ليلة الإسراء؛ لأنّه لم يذكر فيها إلاّ هذه الرّؤية وهي الأولى.
وأمّا الثّانية وهي المذكورة في قوله: {ولقد رآه نزلةً أخرى عند سدرة المنتهى عندها جنّة المأوى إذ يغشى السّدرة ما يغشى}. فتلك إنّما ذكرت في سورة (النّجم) وقد نزلت بعد (الإسراء).
وقوله: (وما هو على الغيب بظنينٍ) أي: وما محمّدٌ على ما أنزله اللّه إليه بظنينٍ، أي: بمتّهمٍ، ومنهم من قرأ ذلك بالضّاد، أي: ببخيلٍ، بل يبذله لكلّ أحدٍ، قال سفيان بن عيينة: (ظنينٌ) و(ضنينٌ) سواءٌ، أي: ما هو بكاذبٍ، وما هو بفاجرٍ، والظّنين: المتّهم، والضّنين: البخيل. وقال قتادة: كان القرآن غيباً فأنزله اللّه على محمّدٍ فما ضنّ به على النّاس - وكذا قال عكرمة وابن زيدٍ وغير واحدٍ- بل بلّغه ونشره وبذله لكلّ من أراده. واختار ابن جريرٍ قراءة الضّاد.
قلت: وكلاهما متواترٌ ومعناه صحيحٌ كما تقدّم.
وقوله: {وما هو بقول شيطانٍ رجيمٍ}. أي: وما هذا القرآن بقول شيطانٍ رجيمٍ، أي: لا يقدر على حمله ولا يريده ولا ينبغي له، كما قال: {وما تنزّلت به الشّياطين وما ينبغي لهم وما يستطيعون إنّهم عن السّمع لمعزولون}.
وقوله: {فأين تذهبون}. أي: فأين تذهب عقولكم في تكذيبكم بهذا القرآن مع ظهوره ووضوحه وبيان كونه حقًّا من اللّه عزّ وجلّ، كما قال الصدّيق رضي اللّه عنه لوفد بني حنيفة حين قدموا مسلمين وأمرهم فتلوا عليه شيئاً من قرآن مسيلمة الكذّاب الذي هو في غاية الهذيان والرّكاكة فقال: ويحكم أين يذهب بعقولكم؟ واللّه إنّ هذا الكلام لم يخرج من إلٍّ. أي: من إلهٍ، وقال قتادة: {فأين تذهبون}. أي: عن كتاب اللّه وعن طاعته.
وقوله: {إن هو إلاّ ذكرٌ للعالمين} أي: هذا القرآن ذكرٌ لجميع النّاس يتذكّرون به ويتّعظون: {لمن شاء منكم أن يستقيم}. أي: من أراد الهداية فعليه بهذا القرآن؛ فإنّه منجاةٌ له وهدايةٌ، ولا هداية فيما سواه، {وما تشاؤون إلاّ أن يشاء اللّه ربّ العالمين}. أي: ليست المشيئة موكولةً إليكم، فمن شاء اهتدى، ومن شاء ضلّ، بل ذلك كلّه تابعٌ لمشيئة اللّه عزّ وجلّ ربّ العالمين.
قال سفيان الثّوريّ، عن سعيد بن عبد العزيز، عن سليمان بن موسى: لمّا نزلت هذه الآية: {لمن شاء منكم أن يستقيم}. قال أبو جهلٍ: الأمر إلينا إن شئنا استقمنا، وإن شئنا لم نستقم. فأنزل اللّه: {وما تشاؤون إلاّ أن يشاء اللّه ربّ العالمين}.

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 8 شعبان 1435هـ/6-06-2014م, 07:23 PM
لمياء لمياء غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
المشاركات: 322
افتراضي

الادغام
في كِلْمَةٍ أَو كِلْمَتَيْنِ إِنْ دَخَلْ
حَرْفٌ بِمِثْلٍ هُو الادْغَامُ يُقَلْ
لَكِنْ أَبُو عَمْرٍو بِهَا لَمْ يُدْغِمَا
إِلاَّ بِمَوضِعَيْنِ نَصَّاً عُلِمَـا
..........................................................................................................
يقول الناظم رحمه الله تعالى النوع السادس من أنواع العقد الثالث الإدغام :وهو الأصل فيه إدخال شيء في شيء يعني إدخال حرف في مثله ،وهنا شيء يقال له فيما يقابل الإدغام الفك والإدغام .
وعلماء البلاغة :إذا أمكن الإدغام فالفك عندهم مفضول لا فاضل ولذا قالوا : إن قول الحمد الله العلي الأجل لي بالفك هذا ليس بليغ لأنه يمكن الإدغام مع أنه جاء في بعض الكلمات في القرآن أحياناً بالإدغام وأحياناً بالفك مما يجوز الأمرين يرتد ويرتدد يعني جاءت بالفك وجاءت بالإدغام مع إمكان الأمرين فدل على جواز الأمرين على حد سواء لأنه جاء في أفصح الكلام .
لا ما يستطيع لكن هم قرروا في كتبهم أنه إذا أمكن الإدغام فالفك مفضول يعني منافي لقواعد البلاغة ،نقول جاء الفك مع إمكان الإدغام وليس في المفضول في أفصح الكلام بدليل أنه جاء مدغماً ،يعني دليلنا على إمكان الإدغام أنه جاء مدغم هو ذروة القرآن ينبغي أن تخضع جميع العلوم لما جاء في القرآن .
البلاغة تسخر لخدمة القرآن وتستنبط قواعدها من القرآن ،النحو كذلك تكون الأمثلة من القرآن وإذا اختلفت القاعدة مع ما في القرآن تغير القاعدة ،يعني في مثل قول {إذا السماء انشقت}نقول لا بد من تقدير لأن إذا لا يليها إلا الفعل فلا بد أن نقول إذا انشقت السماء انشقت ،لماذا نحتاج إلى هذا التقدير؟ لأنهم أخضعوا الآية لقواعدهم وأجابوا عن ما خالف القواعد بالتقدير وأحياناً بشيء من التكلف .
جاء الفك والإدغام في كلمة واحدة في أفصح الكلام لكن هم يطلقون يقولون إذا أمكن الإدغام فالفك مفضول ،نقول من هذه الحيثية يستدرك عليه .
كيف تعرب ؟
الواو في فعلوه ،يعني قليل مستثاة من الواو ،ما هي مستثاة من الواو؟ إذاً يكون مفرغ بهذه الصفة لكنه ليس بموجب ،يعني لو كان استثناء موجب لقلنا فعلوه إلا قليلاً لكنه ليس بموجب .
علوم العربية ينبغي أن تخضع للقرآن ومن أنفع ما يعين طالب العلم على فهم قواعد العربية التطبيق على القرآن ،كيف ؟
درست كتاب في النحو ولتكن الأجرومية مثلاً ورجعت شروحها وحضرت درس وصارت عندك أهلية وأرضية لفهم مبادئ هذا العلم إذا انتهيت من ذلك أعرب الفاتحة بكاملها ثم بعد ذلك طابق إعرابك بكتب إعراب القرآن إذا تطابق هذا مع هذا فتكون حينئذ ضمنت أنك أتقنت ثم بعد ذلك إذا قرأت كتاب أخر أكثر من أوغل في إعراب القرآن وطابق ما تصنعه من إعراب على كتب إعراب القرآن ،ولذا الذي يميز شرح الأزهرية ولا الشذور الذي أعرب قصار السور في أخر الكتاب ، المقصود أن مثل هذا يعين طالب العلم على تقرير ما درسه من العلم النظري .
الأصل في الإدغام :أنه إدخال حرف في مثله .
يقول الناظم رحمه الله تعالى:"يعني ويكون هذا الحرف مثل المدغم فيه أو مقارب له ويكون في كلمة أو كلمتين "
يقول في كلمة على وزن سدرة أو كلمتين إن دخل كلمة كلمة يقال لها أيضاً كِلمة وكِلمة بها كلام قد يؤم .
في كلمة أو كلمتين إن دخل حرف بمثل هو:بمثل إن دخل حرف بمثل : يعني بمثله ،هو الإدغام يقل : يعني يقال له إدغام أو يسمى الإدغام .
لكن أبو عمر : لكن هذه المخففة من الثقيلة ولو كانت غير مخففة لنصب ما بعدها لكن أبا عمر وخففت قل عملها وخففت إن فقل العمل {إن هذان لساحران} خففت إن فقل العمل ولكن مثلها من أخواتها .
لكن أبو عمر بها لم يدغما :لم : حرف جزم وأيضاً نفي من حيث المعنى وقلب .
من يعرب يدغما ؟ والألف كيف تكون إطلاق بعد فعل مجزوم ؟
ألف الإطلاق والإشباع كله يأتي بمجانس بعد فتح ألف يعني منقلبة أصلها نون التوكيد الخفيفة قلبت ألف مثل {لنسفعا}.
بعضهم يقول :لو قال لن كان أصح "لن يدغما" لكن من حيث المعنى ؟المسألة مسألة مضي ولن يدغم في المستقبل ،وعلى هذا إما أن تبدل أو تقرض لم معنى أو عمل لن فتتقارض الحروف أو يقال أن الألف منقرضة عن النون نون التوكيد الخفيفة إلا في موضعين نصاً يعني بالنص عنه علما يعني النصين وهما متقاربان في النطق والصورة {مناسككم }و{سلككم}أبو عمر لا بعرف عنه الإدغام إلا في هذين الموضعين أدغم فيهما فقط .
الطالب:أثابكم الله.........
العِقْدُ الرَّابعُ
ما يرجعُ إلى الألفاظِ ، وهي سبعةٌ :
الأول والثاني : الغَريبُ والمُعَرَّبُ
يُرْجَعُ لِلنَّقْلِ لَدى الغَرِيْبِ
مَا جَاءَ كِالمِشْكاةِ في التَّعْرِيْبِ
أَوَّاهُ ، والسِّجِلُّ ، ثُمَّ الكِفْلُ
كذلكَ القِسْطاسُ وهوَ العَدْلُ
وهَذهِ ونَحوَهَا قَدْ أَنْكَرَا
جُمْهُورُهُمْ بالوِفْقِ قالوا : إِحْذَرا
..........................................................................................................
لما انهي الناظم رحمه الله تعالى ما يتعلق بالعقد الثالث مما له صلة بالأداء انتقل إلى العقد الرابع وهو ما يرجع إلى الألفاظ يعني ألفاظ القرآن وهو سبعة أنواع :
النوع الأول والثاني: الغريب والمعرب . الثالث:المجاز والرابع : المشترك والخامس : المترادف إلى أخره
الغريب ك: الكلمات الغامضة التي تحتاج إلى بيان وتفسير .
والمعرب: ما جاء من لغات أخرى فلاكته ألسنة العرب وعربوه فصار من استعمالهم .
الغريب: يعني غريب القرآن وقل مثل هذا في غريب الحديث فن ونوع من أهم المهمات لأنه الوسيلة لفهم النصوص ،يعني معرفة الغريب هو الوسيلة لفهم النصوص ،وهذا النوع وكما قال أهل العلم في غريب الحديث وغريب القرآن أهم قالوا:"هذا الفن جدير بالتحري حري بالتوقي " ايش معنى هذا الكلام؟
يعني أن طالب العلم عليه أن يهتم به من جهة وأن يحتاط لنفسه من جهة أخرى فلا يهجم على كلمة يفسرها من كلام الله جل وعلا أو من كلام نبيه عليه الصلاة والسلام وليس عنده بها أصل يرجع إليه .
الإمام أحمد يسأل عن معنى حديث أو معنى كلمة فيقول:"سلوا أهل الغريب" والإمام أحمد الذي يروي سبعمائة ألف حديث ومعلوم أنه إذا جاء لفظ من هذه الألفاظ التي يرويها عنده من طرقه العشرات بل المئات التي يوضح بعضها بعضاً .
والأصمعي وهو يحفظ ستة عشر ألف قصيدة لما سئل عن السقب في حديث ((الجار أحق بسقبه))قال:"أنا لا أفسر كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم لكن العرب تزعم أن السقب هو : اللزيق " يعني الجار الملاصق فهم يحتاطون لأنفسهم وإذا كان هذا في الحديث ففي القرآن من باب أولى ،وليحذر طالب العلم كل الحذر أن يهجم على كتاب الله فيفسر غريبة دون أن يرجع فإنه حينئذ يتقول على الله جل وعلا أن معنى هذا اللفظ كذا .
وألف في الغريب الكتب الكثيرة منها: غريب القرآن لابن قتيبة ، ومنها :غريب القرآن للهروي ،ومنها: المفردات في غريب القرآن للراغب الأصفهاني ،ومنها :غريب القرآن وهو مختصر جداً لابن عزيز السجستاني وهذا أطراه العلماء بالمدح وهو كتاب مختصر صغير جداً أثنوا عليه ثناء كبير على اختصاره .
كتب غريب الحديث أيضاً يعتني بها طالب العلم من أفضلها : كتاب غريب الحديث لأبي عبيد القاسم ابن سلام،وغريب الحديث للخطابي ،غريب الحديث للهروي ،النهاية في غريب الحديث لابن الأثير، الفائق في غريب الحديث للزمخشري كتب كثيرة في الغريب فليس لأحد حجة تقل ما وجدت فجد ابحث .
الصحابة لما قال النبي عليه الصلاة والسلام :((إن من أمته سبعين ألف يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب ))تباحثوا في المراد بالسبعين من غير مرجع ولا مصدر يرجعون إليه ولغتهم لا تسعفهم في هذا تسعفهم اللغة في تفسير هذا لا تسعفهم لكنهم أهل تحري وتوقي وتثبت يعني لو أن الرسول عليه الصلاة والسلام بين أظهرهم لأنه قال الحديث ودخل إلى منزلهم فبات الناس يدكون يعني يتداولون الآراء قالوا :لعلهم كذا لعلهم كذا لعلهم كذا فخرج النبي عليه الصلاة والسلام ولم يثرب عليهم لأنهم لم يجزموا بشيء فإذا أتى الإنسان بحرف الترجي وقلنا في مناسبات أنه إذا وجد مجموعة من طلبة العلم في مجلس مثلاً وعرض لهم آية ولا حديث في معناها أو في لفظها إشكال وتداولوا فيما بينهم لعل كذا وليس بينهم كتب يرجعون إليها لعل المراد كذا لعل المراد كذا ثم بعد ذلك يصححون فالنبي عليه الصلاة والسلام صحح لهم ولم يثرب عليهم فإذا جيء بحرف الترجي من غير جزم فالأمر فيه شيء من السعة لأن السامع ما يجزم بأن هذا المراد من كلام الله أو من كلام نبيه عليه الصلاة والسلام ،لا فيه اجتهاد أنت افترض ان ما عندك شيء من كتب غريب القرآن عندك لسان العرب وتبي آية ولا حديث ايش معنى هذه الكلمة من آية أو من حديث ترجع إلى لسان العرب يذكر لك عشرين معنى فهذا اجتهاد كونك تحدد المعنى المراد .
ولذا يقولون لا يتكلم في غريب الحديث إلا من له معرفة باللغة والحديث ، ما يكفي المعرفة باللغة فقط لماذا؟لأن بعض الكلمات يختلف معناها باختلاف السياق والذي ما يعرف إلا اللغة ما يعرف لكن إذا كان عنده معرفة بحديث النبي عليه الصلاة والسلام تبين له المعنى المراد وقل مثل هذا في القرآن لا بد أن تكون له عناية بالقرآن وله اطلاع على كتب الأئمة الموثقين في تفسير القرآن .
المعرب :كلمات غير عربية استعملها العرب ولاكتها ألسنتهم وعربوها وقد يكونوا غيروا في بعض حروفها ،وفيه المعرب للجواليقي من أنفس ما كتب في هذا الباب .
في معرفة الغريب يرجع للنقل لدى الغريب ما جاء يرجع للنقل لدى الغريب يعني يرجع إلى الكتب التي تعتمد على النقل عن العلماء الراسخين أهل التحري والتثبت الذين يجمعون بين علمهم بالقرآن إلى علمهم بلغة العرب ومن علمهم بالسنة إلى معرفة اللغة العربية .
ما جاء كالمشكاة في التعريب
المشكاة: لفظة حبشية عند من يقول بأن في القرآن ألفاظ غير عربية تعريبها أو معناها بلغة العرب :الكوة يعني الفتحة تكون في الجدار ،وجود كلمات غير عربية في القرآن {بلسان عربي مبين }فإذا قلنا أن فيه كلمات غير عربية ترد علينا الآية ولا لا ترد ؟ كيف نجيب هذه مسألة ثانية .
مفهوم الآية أن القرآن كله {بلسان عربي مبين} ليس فيه من غير لغة العرب شيء وأهل العلم يجمعون على أن القرآن ليس فيه جمل ولا تراكيب أعجمية هذا محل إجماع ،كما أنهم يجمعون على وجود الأعلام الأعجمية إجماع ،لكن ألفاظ ليست بتراكيب ولا أعلام هذه محل خلاف ،فمنهم من نفي لأن هذا ينافي كون القرآن عربي إذا وجد فيه شيء من لغة غيرهم ما استطعنا أن نقول إن القرآن والمراد جميعه بلغة العرب يكون فيه وفيه ،والذين يقولون بوجود مثل هذه الألفاظ ألفاظ يسيرة جداً يعني جمع منها أو نقول حصرت في ستين لفظ يعني بمعدل كل عشر صفحات لفظة كلمة واحدة هل وجود مثل هذا الشيء اليسير يخرج القرآن عن كونه عربي ؟
لا لا يخرج عن كونه عربي فالمشكاة بلغة الحبشة هي الكوة .
عند العرب في التعريب أواه بلغة الحبشة أيضاً :الموقن أو الرحيم . والسجل : الرجل بلسان الحبشة ،{يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب}يعني طي الرجل بلسان الحبشة .
من المفسرين من قال أن السجل اسم لكاتب من كتاب الوحي عند النبي عليه الصلاة والسلام لكن لا يوجد من اسمه السجل في كتابه عليه الصلاة والسلام ولا من الصحابة عموماً .
أواه:هذه بلغة الحبشة لكن ألا يمكن أن تخرج على معنى عربي صحيح ؟
هو صيغة مبالغة من التأوه الدال على التحزن لا سيما إذا قرأ القرآن أو مثل بين يدي ربه يناجيه يمكن تخريجها على وجه عربي صحيح ولا ما يمكن؟
ما في ما يمنع ،السجل: قالوا الرجل بلسان الحبشة .
ثم الكفل:{يؤتكم كفلين}الكفل : الضعف بلسان الحبشة والكفلين أربعة أضعاف ،وماذا عن آية النساء {من يشفع}معنى واحد في التفسير الكفل والنصيب بمعنى واحد ،وهنا يقول الضعف بلسان الحبشة .
كذلك القسطاس :وهو العدل القسطاس عند الروم العدل أو الميزان وهذه ونحوها كالسندس والإستبرق .
قد أنكر جمهورهم :أنكر وجود ألفاظ غير عربية في القرآن جمهور العلماء ،طيب وجود مثل هذه الكلمات المعروفة عند غير العرب قالوا إن هذه مما توافقت فيه اللغات جمهور كالشافعي وابن جرير وغيرهم من جمع وفير من أهل العلم .
بالوفق قالوا احذرَ: احذر أن تقول في القرآن كلام لا تتحقق منه تلزم بلوازمه فتضل وتضل لأن أحياناً قد يجزم الإنسان بشيء لا يدري ما الآثار المترتبة عليه لا سيما فيما يتعلق بالله جل وعلا أو ما جاء عن الله جل وعلا فمثل هذا يحذر الإنسان أن يقول شيئاً يلزمه عليه لوازم .
الشيخ : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الطالب : الحمد الله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، اللهم أغفر لشيخنا وارفعه وانفعه بالقرآن العظيم وإيانا والحاضرين والمستمعين يا غفور يا رحيم .
قال الناظم رحمه الله تعالى :
النوع الثالث : المَجازُ
مِنْها اختصارُ الحَذْفِ ، تَرْكُ الخَبَرِ
والفَرْدُ جَمْعٌ إِنْ يُجَزْ عَنْ آَخَرِ
واحدُهـا مِنَ المُثَنَّى والَّـذِيْ
عَقَلَ عَنْ ضِدٍّ لَهُ أَوْ عَكْسُ ذِيْ
سَبَبٌ التِفَــاتٌ التَّكْـرِيْرُ
زِيادَةٌ ، تَقْدِيْـمٌ ، أَوْ تَأْخِيْرُ
..........................................................................................................
الحمد الله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد ..
فيقول الناظم رحمه الله تعالى :النوع الثالث :المجاز النوع الثالث من أنواع العقد الرابع بعد أن أنهى الكلام عن الغريب والمعرب ذكر النوع الثالث ولم يذكر مقابله ذكر المجاز ولم يذكر الحقيقة لم يذكر المتقابلات وهنا ذكر المجاز ولم يذكر الحقيقة لماذا؟
هي الأصل كل الكلام على أصله حقيقة لكن ذكر ما يخرج عن هذا الأصل .
المجاز :يعرفه من يقول به استعمال اللفظ في غير ما وضع له إما من الجواز وهو العبور والانتقال من استعمال الحقيقة إليه أو من التجوز ،وإذا بحثنا في كتب اللغة هل نجد ما يدل على المعنى الذي يريدونه من هذه المادة ؟ يعني المسألة لغوية فلو كان المسألة اصطلاح شرعي وعرف شرعي وحقيقة شرعية لا يلزم أن نجد ما يدل عليها في كتب اللغة إلا أنه يوجد من بعد ما يدل على أصلها لكن المجاز هل نجد تعريفه في كتب اللغة من العرب الأقحاح مما يستمسك به لمن يثبت المجاز ؟
يعني حينما قال والإيجاز نوع من أنواع التحمل .
الإيجازة :مأخوذة من ايش؟
قالوا من الجواز وهو العبور لا بأس لكن هذه حقيقة عرفية شرعية عرف خاص عند أهل العلم اصطلاح خاص ولا يلزم أن يوجد لها ما يدل عليها بالمطابقة في لغة العرب وكثير من الاصطلاحات الشرعية يوجد ما يدل لأصلها لكن ما يدل عليها بالمطابقة لا يوجد لا يلزم ،مثلاً الصلاة في الأصل الدعاء الصلاة الشرعية على الكيفية والهيئة المعروفة تختلف عن هذا إلا أن الدعاء جزء من أجزائها .
فالحقائق الشرعية تشتمل على الحقائق اللغوية وتزيد عليها كما قرر ذلك شيخ الإسلام في حقيقة الإيمان لغة وشرعاً في كتاب الإيمان فهل في لغة العرب ما يدل على أن استعمال اللفظ في غير ما وضع له يسمى مجاز؟وهل يستعملون اللفظ في غير ما وضع له ؟أو نقول أنهم إذا استعملوه في غير ما وضع له من وجهة نظرنا صار استعمالهم له فيما وضعوه له ،يعني حين يضعون الأسد يريدون به الرجل الشجاع الأسد حقيقته الحيوان المفترس فإذا أطلقوه على الرجل الشجاع هل نقول أن هذا استعمال في غير ما وضع له؟من الذي وضع الأول هو الذي وضع الثاني فهم الذين وضعوه .
على كل حال الخلاف على استعمال المجاز ووجوده في لغة العرب وفي النصوص مسألة خلافية فيها المؤلفات وفيها الأقاويل والمقاولات بين أهل العلم من الأخذ والرد والتأيد والمعارضة .
ابن القيم رحمه الله تعالى عقد فصلاً في الصواعق فصلاً مطولاً سمى فيه المجاز طاغوت لماذا؟ لأنه بواسطته توصل المبتدعة إلى نفي ما نفاه عن الله جل وعلا وأطال في هدم هذا الطاغوت .
الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله : له رسالة في منع جواز المجاز في المنزل للتعبد والإعجاز ،والمسألة معروفة عند أهل العلم لكن لا مانع من أن نقرأ من كلام الشيخ الشنقيطي رحمه الله ما يفيدنا إن شاء الله تعالى .
هذه رسالة طبعت مستقلة ثم طبعت في أخر جزء في أخر التفسير سمى هذه الرسالة منع جواز المجاز في المنزل للتعبد والإعجاز ،في أولها يقول رحمه الله تعالى :
"بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ،الحمد الله الذي صان هذا الكتاب العزيز الجليل عن أن يقع فيه ما وقع في التوراة والإنجيل من أنواع التحريف والتغير والتبديل ،وقال {إنه لقرآن كريم في كتاب مكنون لا يمسه إلا المطهرون}وقال{إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون }أما بعد..
فإنا لما رأينا جل أهل هذا الزمان يقولون بجواز المجاز في القرآن ولم ينتبهوا أن هذا المنزل للتعبد والإعجاز كله حقائق وليس فيه مجاز وأن القول فيه بالمجاز ذريعة لنفي كثير من صفات الكمال والجلال .
وأن نفي ما ثبت في كتاب أو سنة لا شك في أنه محال أردنا أن نبين في هذه الرسالة ما يفهم منه الحاذق الذائق أن القرآن كله حقائق وكيف يمكن أن يكون شيء منه غير حقيقة وكل كلمة منه بغاية الكمال جديرة حقيقة {إنه لقول فصل وما هو بالهزل }أخباره كلها صدق وأحكامه كلها عدل ,
يقول :ومقصده من هذه الرسالة نصيحة المسلمين وتحذيرهم من نفي صفات الكمال والجلال التي أثبتها الله لنفسه في كتابه العزيز بإدعاء أنها مجاز وأن المجاز يجوز نفيه ".
هذه من أقوى ما يبطل بها المجاز ،المجاز يجوز نفيه إذا قلت رأيت أسد بالإمكان أن يقول قائل كذبت ما رأيت أسد وكلامه صحيح ولا باطل؟
كلامه صحيح أنت ما رأيت أسد . "وان المجاز يجوز نفيه لن ذلك من أعظم وسائل التعطيل ومعلوم أنه لا يصف الله أعلم بالله من الله {ومن أصدق من الله قيلاً} وهذا أظن الشروع في المقصود سميته منع جواز المجاز في المنزل للتعبد والإعجاز ورتبته على مقدمة وأربعة فصول وخاتمة .
المقدمة في ذكر الخلال في وقوع المجاز في أصل اللغة وأنه لا يجوز في القرآن على كلا القولين .
الفصل الأول: في بيان أنه لا يلزم من جواز الشيء في اللغة جوازه في القرآن وذكر أمثلة لذلك .
الفصل الثاني : في الجواب عن آيات زعموا أنها من المجاز نحو {جدار يريد أن ينقض }.
الفصل الثالث : الأجوبة عن إشكالات تتعلق بنفي المجاز ونفي بعض الحقائق ويشتمل على أمور لها تعلق بالموضوع .
الفصل الرابع: في تحقيق المقام في آيات الصفات مع نفي المجاز عنها .
الخاتمة: في وجه مناظرة نفي لبعض الصفات في الطرق الجدلية .
المقدمة : اعلم أولاً أن المجاز اختلف في أصل وقوعه فقال أبو إسحاق الأسفرايني وأبو علي الفارسي أنه لا مجاز في اللغة أصلاً كما عزاه لهما ابن السبكي في جمع الجوامع .
يعني أو من عرف في هذه التسمية والتصنيف في المجاز أبو عبيدة ألف في مجاز القرآن ولم يعرف له سلف وإن نقل عن الفارسي تلميذه أبو الفتح ان المجاز غالباً على اللغات كما ذكره عنه صاحب الضياء اللامع وكل ما يسميه القائلون بالمجاز مجازاً فهو عند من يقول بنفي المجاز أسلوب من أساليب اللغة العربية ،وإذا كان أسلوب مطروق في لغة العرب فهو حقيقة وليس بمجاز .
فمن أساليبها إطلاق الأسد على الحيوان المفترس المعروف وأنه ينصرف إذاً عند الإطلاق مما يدل على أن المراد غيره ومنة أساليبها إطلاقه على الرجل الشجاع إذا اقترن بما يدل على ذلك ولا مانع من كون أحد الإطلاقين لا يحتاج إلى قيد والثاني يحتاج إليه لأن بعض الأساليب يتضح فيها المقصود فهو يحتاج إلى قيد وبعضهم لا يتعين المراد فيه إلا بقيد يدل عليه ،يعني مثله المشترك الذي يحتمل أكثر من معنى على ما سيأتي الذي يعين المعنى المراد إما قرينة تدل عليه نعم هو تصريح من المتكلم وكل منهما حقيقة في محله وقس على هذا جميع أنواع المجازات وعلى هذا فلا يمكن إثبات مجاز في اللغة العربية أصلاً كما حققه العلامة ابن القيم رحمه الله في الصواعق ،وإنما هي أساليب متنوعة بعضها لا يحتاج إلى دليل وبعضها يحتاج إلى دليل يدل عليه .
ومع الاقتران بالدليل يقوم مقام الظاهر المستغني عن الدليل فقولك رأيت أسد يرمي يدل على الرجل الشجاع كما يدل لفظ الأسد عند الإطلاق على الحيوان المفترس ،ولو قلت أيضاً رأيت أسد يقرأ فتلثمت يدل على أنك تريد أبخر ولكنه رجل وليس بأسد لأن الأسد أبخر أيضاً ،هو أبخر إذا كانت رائحته التي تنبعث من فمه قبيحة يسمونه أبخر .
ثم إن القائلين بالمجاز في اللغة العربية ما يمنع أن يطلق حقيقة عندما يدل على ذلك مثل ما أطلقوه على الشجاع لوجود وجه الشبه بينه وبين الأسد في الشجاعة يطلقونه على الأبخر لوجود وجه الشبه بينه وبين الأسد في الرائحة .
ثم إن القائلين بالمجاز في اللغة العربية اختلفوا في جواز إطلاقه في القرآن فقال قوم : لا يجوز أن يقال في القرآن مجاز ومنهم ابنخزيم من المالكية وابن القاس من الشافعية والظاهرية وبالغ في إيضاح منع المجاز في القرآن الشيخ أبو العباس ابن تيمبة وتلميذه ابن القيم رحمهم الله تعالى بل أوضح منعه في اللغة أصلاً والذي ندين الله به ويلزم قبوله كل منصف محقق أنه لا يجوز إطلاق المجاز في القرآن مطلقاً على كلا القولين ،أما على القول فإنه لا مجاز في اللغة أصلاً وهو الحق فعدم المجاز في القرآن واضح وأما على القول بوقوع المجاز على اللغة العربية فلا يجوز القول به في القرآن وأوضح دليل على منعه في القرآن إجماع القائلين بالمجاز على أن كل مجاز يجوز نفيه ويكون نفي صادق في نفس الأمر فتقول لمن قال رأيت أسد يرمي ليس هو بأسد وإنما هو رجل شجاع فيلزم على هذا بأن في القرآن مجاز وأن في القرآن ما يجوز نفيه .
ولا شك أنه لا يجوز نفي شيء من القرآن وهذا اللزوم اليقيني الواقع بين القول بالمجاز في القرآن وبين جواز نفي بعض القرآن قد شوهدت في الخارج صحته وأنه كان ذريعة إلى نفي كثير من صفات الكمال والجلال الثابتة لله في القرآن العظيم .
وعن طريق المجاز توصل المعطلون إلى نفي ذلك فقالوا: لا يد ولا استواء ولا نزول ولمحوا ذلك في كثير من هذه الصفات ،لأن هذه الصفات لم ترد حقائقها بل هي عندهم مجازات فاليد مستعملة عندهم في النعمة أو القدرة والإستواء في الإستيلاء والنزول نزول أمره ونحو ذلك فنفو هذه الصفات الثابتة للوحي عن طريق القول بالمجاز مع أن الحق الذي هو مذهب أهل السنة والجماعة إثبات هذه الصفات التي أثبتها الله تعالى لنفسه والإيمان بها من غير تكليف ولا تشبيه ولا تعطيل ولا تمثيل وطريق مناظرة القائل بالمجاز في القرآن ه أن يقال لا شيء في القرآن يجوز نفيه وكل مجاز يجوز نفيه ينتج من الشكل الثاني لا شيء من القرآن بمجاز وهذه النتيجة كلية ومقدمتا القياس الإقتراني الذي أنتجها لا شك في صحة الإحتجاج بهما لأن الصغرى منهما وهو قولنا لا شيء من القرأن يجوز نفيه مقدم وصادق يقيناً لكذب نقيضها يقيناً لأن نقيدها هو قولك بعض القرآن يجوز نفيه وهذا ضروري البطلان ،والكبرى منهما هو قولنا :هو كل مجاز يجوز نفيه صادقة بإجماع القائلين بالمجاز ويكفينا إعترافهم بصدقها لأن المقدمات الجدلية يكفي في قبول إعتراض القسم بصدقها وإذا صح تسليم المقدمتين صحت النتيجة التي هي قولنا أن لا شيء من القرآن بمجاز وهو المطلوب .
فإن قيل كل ما جاز في اللغة العربية جاز في القرآن لأنه بلسان عربي مبين ،فالجواب :أن هذه كلية لا تصدق إلا جزئية وقد أجمع النظار وإضاح هذا على طريق المناظرة وأن القائل به يقول أن المجاز جائز في اللغة العربية وكل ما جاز في اللغة العربية فهو جائز في القرآن ينتج من الشكل الأول المجاز جائز في القرآن فنقول سلمنا المقدمة الصغرى تسليماً جدلياً لأن الكلام على غر صدقها وهي قول أن المجاز جائز في اللغة العربية ولكن لا نسلم الكبرى التي هي قوله وكل جاز في اللغة العربية جائز في القرآن بل نقول بنقيضها .
وقد تكرر عند عامة النظار أن نقيض الكلية الموجبة جزئية سالبة فهذه المقدمة التي فيها النزاع وهو قوله كل جائز في اللغة جائز في القرآن كلية موجبة منتقضة بصدق نقيضها الذي هو جزئية سالبة وهي قولنا بعض ما يجوز في اللغة ليس بجائز في القرآن فإذا تحقق صدق هذه الجزئية السالبة تحقق نفي الكلية الموجبة التي هي قوله كل جائز في اللغة جائز في القرآن والدليل على صدق الجزئية السالبة التي نقضنا بها كليته الموجبة كثرة وقوع الأشياء المستحسنة في اللغة عند البيانين كإستحسان المجاز وهي ممنوعة في القرآن بلا نزاع ، فمن ذلك ما يسميه علماء البلاغة الرجوع وهو نوع من أنواع البديع المعنوي وحده الناظم بقوله :
وسمي نقض سابق بلاحق لسر الرجوع دون ماحق
فإنه بديع المعنى في اللغة عندهم وهو ممنوع في القرآن العظيم لأن نقض السابق فيه بالاحق إنما هو لإظهار المتكلم الوله والحيره من أمر كالحب مثلاً فإنه يظهر إنه ثاب له عقله ورجع له رشده فينقض كلامه الأول الذي قاله في وقت حيرته غير مطابق للحق كقول زهير:قف بالديار التي لم يعفها القدم بلا وغيرها الأرواح والديم
فقوله بلا وغيرها إلى أخره:عندهم ينقض به قوله لم يعفهاالقدم إظهار لأنه قال الكلام الأول من غير شعور ثم ثاب إليه عقله فرجع إلى الحق وهذا بليغ جداً في إظهار الحب والتأثر عند رأية دار الحبيب ولا شك أن مثل هذا لا يجوز في القرآن ضرورة ومن الرجوع إلى أخره .
يريد أن يثبت أن هناك من الأساليب ما يستساغ في لغة العرب ولا يجوز نظيره في القرآن فليكن المجاز من هذا النوع وذكر لهذا أمثلة كثيرة رحمه الله وإذا ذكر شيء استطرد فيه ثم ذكر أشياء ذكروها أمثلة للمجاز .
فصل في الإجابة عن ما ادعي فيه المجاز :فإن قيل ما تقول أيها النافي للمجاز في القرآن في قوله تعالى {جدار يريد أن ينقض}وقوله{وسأل القرية}وقوله {ليس كمثله شيء}الآية وقوله {وأخفض لهم جناح الذل من الرحمة}الآية ،فالجواب أن قوله {يريد أن ينقض}لا منع من حمله على حقيقة الإرادة المعروفة في اللغة لأن الله يعلم للجمادات ما لا نعلمه لها كما قال تعالى{وما من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم }وقد ثبت في صحيح البخاري حنين الجزع الذي كان يخطب عليه صلى الله عليه وسلم وثبت في صحيح مسلم أنه عليه الصلاة والسلام قال:((إني أعرف حجر كان يسلم علي في مكة ))وأمثال ذلك كثيرة جداً فلا مانع أن يعلم الله جل وعلا من ذلك الجدار إرادة الإنتظار ويجاب عن هذه الآية أيضاً بما قدمنا من أنه لا مانع من كون العرب تستعمل الإرادة عند الإطلاق في معناها المشهور وتستعملها في الميل عند دلالة القرينة على ذلك وكلا الإستعمالين حقيقة في محله وكثيراً ما تستعمل العرب الإرادة في مشارفة الأمر أي قرب وقوعه أي قرب الجدار من الإنقضاض سمي أيضاً إرادة إلى أن قال في قوله والجواب عن قوله {وسأل القرية} من وجهين أيضاً الأول أن إطلاق القرية وإرادة أهلها من أساليب اللغة العربية أيضاً كما قدمنا ، والثاني أن المضاف المحذوف كأنه مذكور لأنه مدلول عليه بالإقتضاء وتغير الإعراب عند الحذف من أساليب اللغة أيضاً كما أخذه في الخلاصة ،وما يأتي المضاف يأتي خلف عنه في الإعراب إذا ما حذف مع أن كثير من علماء الأصول يسمون الدلالة على المحذوف نحو قوله {واسأل القرية} دلالة الإقتضاء .
واختلف هل هي من المنطوق إلى الصريح أو من المفهوم إلى أن قال فظهر أن مثل {واسأل القرية} من المدلول عليه بالإقتضاء وأنه ليس من المجاز عند جمهور الأصولين القائلين بالمجاز في القرآن وأحرى غيرهم مع أن حد المجاز لا يشمل مثل {وسأل القرية } لأن القرية فيه عند القائل بها بأنه من مجاز النقص مستعملة في معناها الحقيقي وإنما جاءها المجاز عندهم من قبل النقص المؤدي لتغير الإعراب وقد قدمنا أن المحذوف مقتضى وأن إعراب المضاف إليه إعراب إذا حذف من أساليب اللغة العربية سيأتي تمثيلهم بالنقص والزيادة .
والجواب عن قوله {ليس كمثله شيء}أنه لا مجاز زيادة فيه لأن العرب تطلق المثل وتريد به الذات وهو أيضاً أسلوب من أساليب اللغة العربية وهو حقيقة في محله كقول العرب مثلك لا يفعل هذا يعني لا ينبغي لك أن تفعل هذا ودليل هذا وجوده في القرآن الكريم كقوله تعالى {وشهد شاهد من بني إسرائيل على مثله }شهد أن القرآن أنه حق وقوله تعالى {ومن كان ميتاً فأحيينه وجعلنا له نوراً يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات } يعنى كمن هو في الظلمات{ فإن أمنوا بمثل ما أمنتم به}أي بما أمنتم به على أرض هذه الأقوال وتدل عليه قراءة ابن عباس {فإن امنوا بما أمنتم به}.
والجواب عن قوله تعالى روأ خفض لهم جناح الذل }أن الجناح هنا مستعمل في حقيقته لأن الجناح يطلق حقيقة على يد الإنسان وعضده وإبطه قال تعالى { واضمم إليك جناحك من الرهبة والخوف} مستعملة في معناه الحقيقي الذي هو ضد الرفع لأن مريد البطش يرفع جناحيه ومظهر الذل والتواضع يخفض جناحيه فالأمر بخفض الجناح للوالدين كناية عن لين الجانب لهما والتواضع لهما كما قال للنبيه صلى الله عليه وسلم :((وأخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين ))وإطلاق العرب خفض الجناح كناية عن التواضع للأجانب اسلوب معروف واما إضافة الجناح إلى الذل فلا تستلزم المجاز كما يظنه كثير لأن الأضافة فيه كالإضافة في قولك حاتم الجود فيكون المعنى وأخفض لهما الجناح الذليل من الرحمة أو الذلول على قراءة الذل بالكسر ثم ذكر مناقشة الدليل دليل المانع ونقل ابن القيم مطولاً كلام طويل أظن المواريث يدل على أن الموضوع لم ينحسم .
ولكن هذا كلام الشيخ وكلام جيد ورصين ومتين كعادته رحمه الله الحق ما ينفى لإستغلال من استغله من غير وجوه فإستدلال المرجئة بأحاديث الوعد ونصوص الوعد لا يجعلنا ننكرها وننفيها إستغلال الخوارج لنصوص الواعيد لا يجعلنا ننكرها وننفيها الحق هو الحق سواء استعمل على وجهه أو على غير وجه يبقى هو الحق أما غيره فلا صار حقيقة في مكان ،إذا نفى الحقيقة لما اقترن بها نعم هو نفى حقيقة لما اقترن بهالو قال ما رأيت أسد يكتب قلنا لا رأيت أسد يكتب لأن الأسد إطلاقه على الرجل الشجاع حقيقي وكونك تنفي لأنك تخيلت الأسد لأنك لما نفيت ايش تصورت ؟ أنه الأسد المفترس فنقول أن تصورك هذا خطأ فنفيك المبني على هذا التصور خطأ ليش تصورك خطأ؟ لأن الأسد الحقيقي لا يكتب ،لا ما هو بلفظي صار له حقيقة وواقع وصار له أثار سيئة مثل قول المثل الذي يقول بأن العمل غير داخل في الإيمان مثل ما يقول صاحب شرح الطحاوية يقول:"الخلاف لفظي بين المرجئة وبين غيرهم" ايش معنى لفظي ؟ يعني ما يترتب عليه أثار يعني إذا ترتبت عليه أثار فهو خلاف معنوي .
يقول النوع الثالث :المجاز
نشرح كلامه على أساس أنه يثبت المجاز وأما نفيه الذي نعتقده نشرحه على رأيه هو .
النوع الثالث :المجاز :هو استعمال اللفظ في غير ما وضع له منها اختصار الحذف هذا يكثر في القصص في قصص القرآن {فأرسلون يوسف أيها الصديق }كم بين الآية والآية من كلام محذوف فأرسلون فأرسلوه فوصل إلى يوسف وقال له يا يوسف أيها الصديق ففيه حذف ، وفي آية الفطر {فعدة من أيام أخر}فأفطر فالواجب عليه عدة هذا يسمونه مجاز حذف ترك الخبر أن يؤتى بمبتدأ ويترك خبره أو العكس {فصبر جميل} تقدير إن أردنا حذف الخبر فصبر جميل صبري أو العكس فصبري صبر جميل والفرد جمع إن يُجز أن يستعمل مجازاً أن يستعمل الفرد على الجماعة إن يجز عن أخره .
مثال الجمع عن الفرد :{ربي ارجعون}هو واحد يعني أرجعني والعكس {إن الإنسان لفي خسر}والمراد جميع الناس مع إن إطلاق الإنسان على الجمع على الجنس كونه مجاز فيه نظر لأن أل الجنسية فلا يسمى مجاز استعمال حقيقي هذا واحدها من المثنى والله ورسوله أحق أن يرضوه الضمير واحد وهو لمثنى الأصل أن يرضوهما والذي عقل عن ضد له يعني إطلاق العاقل على غير العاقل إطلاق ما يستعمل في العقلاء على غير العاقل وعكسه ،{قالتا أتينا طائعين} جمع المذكر السالم إنما يكون للعقلاء هو أنه جاء بإزاء
{ قالتا أتينا طائعين }ايش ؟ السموات والأرض ولفظه {فأنكحوا ما طاب} ما هذه لغير العاقل وجاءت بإزاء النساء وهن عقلاء عن ضد له أو عكس ذي سبب يعني من أنواع المجاز السبب إطلاق المباشرة وإرادة السبب {يذبحوا أبنائه}هل هو يذبحوهم بيده يباشر الذبح أو يأمر به فهنا أطلق المباشرة وأريد السبب .
الإلتفات {مالك يوم الدين إياك نعبد}وإلا فالأصل أن يقول إياه مالك يوم الدين ويخبر عنه إياه نعبد فالتفت هنا ،ويقول أهل العلم:"أن في عد هذا من المجاز نظر لأنه حقيقة" الإلتقات حقيقة ولو خلا عن التجريد أما إذا وجد معه التجريد مثل حديث سعد يقول سعد "أعطى النبي صلى الله عليه وسلم رهط وسعد جالس " ما قال وأنا جالس هذا فيه تجريد يعني جرد من نفسه شخص أخر تحدث عنه وإلا فالأصل أن يقول وأنا جالس .
وفي هذا عد من المجاز ما فيه التكرير {كلا سيعلمون ثم كلا سيعلمون}تكرير هذا يقولون مجاز بالتكرير لكن هل هذا بالفعل مجازأو استعمال حقيقي لتعظيم الأمر وتهويله؟ وإلا فكل التكرير اللفظي يصير مجاز .
زيادة تقديم أو تأخير: زيادة{ليس كمثله شيء}يمثلون بها وسمعنا جواب الشيخ رحمه الله تعالى وأنه يطلق المثل ويراد الشيء نفسه .
تقديم أو تأخير:الأو يعني هذه بمعنى الواو وتأتي بمعنى الواو عند أمن اللبس يقول ابن مالك :"وربما عاقبت الواو إذا لم يلفي إلى أخر البيت " ويمثلون للتقديم والتأخير {فضحكت فبشرناها} الأصل أن الضحك مرتب على البشارة أنها بشرت أولاً ثم ضحكت هذا إذا حملنا الضحك على حقيقته المتبادرة بالضحك وإذا قلنا أن ضحكت معناها :حاضت كما يقول بعضهم أنها حاضت فبشرت فلا يكون في تقديم ولا تأخير ،ومن أسماء الحيض الضحك .
هناك من يقول أنه يمنع في الغيبيات ويجاز في المحسوسات لأن المحسوس يدركه الإنسان ويحس به فيستطيع أن يعبر عنه أما الأمر الغيبي فلا يستطيع إدراكه ومن ثم لا يستطيع التعبير عنه هذا قول وكما ترون وجه ويبقى أن ما دام العرب لا يعرفون لهذا الإستعمال فلماذا نلزمهم بها ؟
النوع الرابع : المشترك
قُرْءٌ وَوَيْلٌ نِدُّ والمَوْلَى جَرَى
تَوَّابٌ الْغَيُّ مُضَارِعٌ وَرَا
..........................................................................................................
يقول الناظم رحمه الله تعالى في النوع الرابع من أنواع العقد الرابع مما يرجع إلى الألفاظ : المشترك
اللفظ الذي يحتمل أكثر من معنى ،فإذا قلت رأيت عيناً هل يستطيع الإنسان أن يقول كذبت وأنت رأيت ذهب مثلاً أو عين جارية أو عين باصرة رأيت واحد من هذه الأمور التي يشملها اللفظ المشترك لا يستطيع حتى يجزم بأنك لم ترى جميع ما يطلق عليه المشترك ،يعني ما رأيت ولا فرد من أفراد المشترك يستطيع أن يقول كذبت ،لكن هل يستطيع أن يقول كذبت في مواجهتك يعني إذا كنت وجهاً لوجه معه يقول رأيت عيناً تقول له كذبت ما عندك ذهب ولا عين جارية هذا اللفظ المشترك والمراد به المشترك اللفظي.
يقول قُرئن :هو واحد القروء القرء يطلق ويراد به :الحيض ،ويطلق ويراد به :الطهر وجاء ما يدل على هذا وما يدل على هذامن لغة العرب ومن النصوص أيضاً ،وبكل من اللفظين أخذ بعض العلماء وشيخ الإسلام رحمه الله تعالى مثل بالقرء في لقولهم الذي يكادون يتفقون عليه :"أن حكم الحاكم يرفع الخلاف " .
يقول شيخ الإسلام :"أن حكم الحاكم : المراد بالحاكم : الذي حكمه يرفع الخلاف من يعرف الخلاف ويستطيع أن يرجح نعم فإذا رجح أحد المحتملين إرتفع الخلاف ،أما شخص لا يدري ما الطهر من الحيض مثل بهذا ،يقول الحاكم الذي هو شبه عامي هل يستطيع أن يرفع الخلاف في الطهر والحيض ؟ ما له علاقة في هذا لأن رفعه للخلاف حينئذ تحكم إذا كان من غير سابق معرفة .
قرء وويل :قرء:ويطلق على الطهر والحيض ،وويل:تطلق ويراد بها كلمة عذاب أو واد في جهنم كما رواه الترمذي عن أبي سعيد .
ند: يطلق ويراد به الشبيه والمثيل والنظير ويطلق ويراد به الضد .
والمولى : يطلق ويراد به الأعلى المعتق ،ويطلق ويراد به الأسفل المعتق .
والمولى جرى تواب :{إن الله يحب التوابين} والله جل وعلا تواب فيطلق على الله جل وعلا ،ويطلق أيضاً على العبد الذي يكثر من التوبة .
الغي : يطلق على ما يقابل الرشد ويراد به ما يقابل الرشد ، ويطلق أيضاً على واد في جهنم {فسوف يلقون غيا}نسأل الله العافية .
المضارع: يطلق ويراد به الحال ،ويطلق ويراد به الإستقبال ،الماضي :يطلق ويراد به إرادة الفعل ،يطلق ويراد به الفراغ من الفعل ،يطلق ويراد به الشروع في الفعل الماضي {فإذا قرأت القرآن} يعني إذا أردت ((إذغ كبر فكبروا)) يعني فرغ من التكبير ((إذا ركع فأركعوا)) يعني شرع في الركوع فأركعوا .
ورى: يطلق ورى ويراد به الخلف ،وقد يراد به الأمام {وكان ورائهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا} يعني أمامهم الترجيع بين الألفاظ القرائن السياق والقرائن يستدل بها على المراد .
الطالب: أحسن الله إليك....
النوع الخامس: المترادف
مِنْ ذَاكَ مَا قَدْ جَاءَ كالإِنْسَانِ
وبَشَرٍ في مُحْكَمِ القُرآنِ
والبَحْرِ واليَمِّ ، كذا العَذابُ
رِجْسٌ ورِجْزٌ جَاءَ يَا أَوَّابُ
..........................................................................................................
يقول المؤلف رحمه الله تعالى أنه الخامس من أنواع العقد الرابع : المترادف
المترادف : لفظان أو أكثر بإزاء معنى واحد عكس المشترك : اللفظ واحد بإزاء معني متعددة ،وهنا ألفاظ متعددة بإزاء معنى واحد .
يقول من ذاك: يعني من المترادف .
ما قد جاء : من الألفاظ بمعنى واحد كالإنسان والبشر ، الإنسان والبشر واحد جاء ذلك في محكم القرآن من إضافة الصفة إلى الموصوف يعني في القرآن المحكم .
واليم والبحر: معناهما واحد فهما من المترادف .
كذا العذاب والرجس والرجز :معناها واحد وكلها جاءت في القرآن .
جاء هذا في القرآن يا أواب :يا كثير الأوبة والتوبة والرجوع إلى الله جل وعلا ،على أن من أهل العلم من يمنع المترادف ويقول لا يوجد في لغة العرب كلمتان متطابقتان من كل وجه والإنسان له دلالته والبشر له دلالته يدلان على حقيقة واحدة لكن دلالة الإنسان على بني آدم غير دلالة البشر على بني آدم وإن دلتا على بني آدم .
الإنسان يلاحظ فيه سبب التسمية وهو النسيان ،والبشر يلاحظ فيه ظهور بشرته بخلاف سائر الحيوان بشرته غير ظاهرة مغطاة بالصوف ،نقصد أن هناك من الألفاظ ما تظن أنها متطابقة وبعض العلماء ينفي الترادف الذي هو التطابق من كل وجه .
وكتاب الفروق اللغوية -لأبي هلال العسكري يبين ما بين الألفاظ من فروق دقيقة بتصرفات قد لا تخطر على البال ، يعني الجلوس والقعود مثلاً قالوا في القعود أنه من القيام والجلوس من الإضجاع مثلاً ونص على هذا في القاموس مو هو مسألة منع يقول دلالة على مسألة واحدة واردة لكن يبقى أن كيفية الدلالة على هذه الذات في فرق ، قالوا القعود من قيام والجلوس من إضجاع ،لو أردنا أن نطبق مثل هذا الكلام القاموس قال القعود هو الجلوس يعني مترادفان وقيل القعود من قيام والجلوس من أضجاع ونحوه ،إذا أردنا أن نقول بهذا الكلام وأردنا أن نطبق على الحديث ((إذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتى يصلي ركعتين ))هو الأن إذا دخل يكون مضجع ولا قائم؟ قائم إذاً يحتاج إلى قعود ولا جلوس على تفريقهم؟
يحتاج إلى قعود إذاً لا يلزمه ركعتين لأنما إن كان مضجعاً ثم جلس يلزمه على تفريقهم مو هذا اللازم على تفريقهم ؟ هذا اللازم على تفريقهم .
على كل حال دلالة الأكثر من لفظ على شيء واحد موجود في اللغة وفي النصوص ،لكن كيفية الدلالة على هذا الشيء مع ملاحظة الأصل أصل الكلمة ومأخذ الكلمة لا بد فيه من فرق .
الطالب : أحسن الله إليكم .......
النوع السادس : الاستعارة
وَهِيَ تَشْبِيْهٌ بِلا أَدَاةِ
وذَاكَ كالمَوْتِ و كالحَيَاةِ
فِيْ مُهْتَدٍ وضَدِّهِ كَمِثْلِ
هَذَيْنِ مَا جَاءَ كَسَلْخِ اللَّيْلِ
..........................................................................................................
النوع السادس : الإستعارة . والسابع : التشبيه .
قالوا إذا قدم التشبيه على الإستعارة لكان أنسب لماذا؟ لأن الإستعارة تشبيه إلا إنها بغير الأداة ،فكيف نعرف الاستعارة التي أحيل في تعريفها على التشبيه والتشبيه لاحق ؟ يعني إذا رأيت شخص اسمه عمر وأردت أن تقربه لشخص معك قال لك هذا الشخص له شبه أنا أعرف شخص يشبه هذا فتقول يشبه زيد هو ما رأى زيد البته فلا بد أن تأتي بزيد فيراه ثم قل يشبه زيد فهم يقولون الإستعارة تشبيه فكونك تحيل على مجهول ما بعد عرفه السامع أو القاريء للتشبيه ،فالأصل أن يقدم التشبيه على الإستعارة لأن الإستعارة عبارة عن تشبيه ،لكن التشبيه بالأدات وهذه بغير أدات فالأنسب تقديم التشبيه على الإستعارة .
لكن الإستعارة قالوا أن لها إرتباط وثيق بالمجاز إذ هي نوع من أنواعه ومتولدة منه متولدة بين المجاز والتشبيه :فهي مجاز علاقته التشبيه فلصلتها بالمجاز قدموها لكن بإعتبار أن لها صلة بالمجاز ولها أيضاً صلة بالتشبيه ينبغي أن تكون الإستعارة بعد المجاز وبعد التشبيه والأمر سهل يعني التقديم عندهم له وجه عندهم لأنها أبلغ من التشبيه فإستحقت التقديم من هذه الحيثية .
قال وهي تشبيه لشيء بشيء بلا أدات : يعني مع حذف الأدات ،هذا التشبيه على ما سيأتي وحذف وجه الشبه وحذف المشبه في الإستعارة التصريحية وحذف المشبه به في الإستعارة المكنية هذه أمور تعرف تفاصيلها من التلخيص وشروحه .
بلا أدات وذاك التشبيه كالموت وكالحياة: كالموت {ومن كان ميتاً فأحييناه}كالموت وكالحياة ، الموت مستعار للضلال يعني كان ضالاً فهديناه ،والحياة مستعارة للهداية ،كالموت والحياة في كل منهما إستعارة .
في مهتدٍ وضده : المهتد : هو الحي ،وضده: هو الميت في قوله جل وعلا {أو من كان ميتاً فأحييناه} أي كان ضالاً فهديناه ،وهذا ظاهر.
في مهتد وضده كمثل هذين : التشبيهين ،ما جاء :أي التشبيه الذي جاء ،كسلخ الليل :{وآية لهم الليل نسلخ منه النهار}الأصل أن السلخ يكون للجلد جلد الدابة إذا سلخ وبين منها ظهرت كانت الدابة هذه أو الشاه أو الخروف أو ما أشبه ذلم مغطاة بالجلد الذي فوقه الشعر فإذا شلخ هذا الجلد ظهرت كظهور النهار ،فسلخ الليل إستعارة من سلخ جلد الدابة مع حذف الأداة وحذف المشبه .
الطالب: أحسن الله إليك ......
النوع السابع : التشبيه
وَما عَلَى اشتِرَاكِ أَمْرٍ دَلاَّ
مَعْ غَيْرِهِ التَّشْبِيهُ حيثُ حَلاَّ
والشَّرْطُ هَهُنا اقْتِرانُهُ مَعَ
أَدَاتِـهِ وهُوَ كَثِيـْرٌ وَقَعَا
..........................................................................................................
يقول الناظم رحمه الله تعالى في النوع السابع : التسبيه وما على اشتراك أمر دل مع غيره التشبيه حيث حل

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 8 شعبان 1435هـ/6-06-2014م, 07:26 PM
لمياء لمياء غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
المشاركات: 322
افتراضي تابع / تجميع لشرح الشيخ الخضير لمنظومة الزمزمي

يقول الناظم رحمه الله تعالى في النوع السابع : التسبيه وما على اشتراك أمر دل مع غيره التشبيه حيث حل
ما : هذه خبر مقدم ، وعلى إشتراك: جر ومجرور متعلق بدل ،إشتراك أمر مضاف إليه ،دل:الألف ألف إطلاق ،مع غيره التشبيه :مبتدأ مؤخر فعلى هذا يكون التشبيه ما على إشتراك أمر مع غيره يشتركان في شيء يسمى وجه الشبه ويكون هذا الإشتراك إشتراك المشبه بالمشبه به بواسطة الأداة حيث حل .
فالتشبه: هو الكلام الدال على إشتراك أمر مع غيره في معناً يجمع بينهما هو وجه الشبه .
والشرط ها هنا في التشبيه :إقترانه مع أداته ،التشبيه الشرط أن يقترن بالأداة مع هذه الألف للإطلاق مع أداته إقترانه مع أداته إذ لو لم تقترن به الأداة لصار إستعارة .
والشرط ها هنا إقترانه مع أداته وهو كثيراً وقع :كثيراً :صفة مقدمة لمفعول مطلق فيكون المعنى وقع وقوعاً كثيراً ,
أركان التشبيه أربعة :
1- المشبه
2- المشبه به
3- والأداة
4- ووجه الشبه
ويقول أهل البيان :" ما فقد الأداة لفظاً إن قدرت الأداة فهو تشبيه وإلا فإستعارة " .
وأدوات التشبيه :
الكاف ومثل ومَثَل وكأن
وتدخل الأداة على المشبه به إذا قلت زيد كالأسد ،المشبه به : الأشد والمشبه :زيد فدخلت الأداة على المشبه به إلا إذا اريد المبالغة فيقلب التشبيه فتدخل الأداة على المشبه وذلك في قولهم:إنما البيع مثل الربا فكأنهم جعلوا الربا هو الأصل فالحل والبيع جوز قياساً على الربا وهل هذا مراد ؟
ليس هذا مراد لكنهم من باب المعاندة والمكابرة جعلوا الربا هو الأصل والبيع مقيس عليه وإلا لا يتفقون أن البيع هو الأصل .
الطالب: أحسن الله إليك ........
العِقْدُ الخامس
ما يرجعُ إلى مباحثِ المعاني المتعلقة بالأحكام وهو أربعة عشر نوعاً
النوع الأول : العامُّ الباقي على عُمومِه
وَعَزَّ إِلاَّ قَولَهُ : ﴿واللهٌ
وقَولَهُ :﴿خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسِ

بِكُلِّ شَيءٍ﴾ أَيْ عَلِيْمٌ ذَا هُوْ
واحِدَةٍ﴾ فَخُذْهُ دُونَ لَبْسِ
..........................................................................................................
العقد الخامس :ما يرجع إلى مباحث المعاني المتعلقة بالأحكام وهي أربعة عشر نوعاً
النوع الأول : العام الباقي على عمومه
وعز إلا قوله والله بكل شيء أي عليم ذاه
وقوله خلقكم من نفس واحدة فخذه دون نفس
العقد الخامس فيما يرجع إلى مباحث المعاني ومعرفته من أهم المهمات ،نعم الألفاظ معرفتها مهمة وهي ظروف المعاني فالمعاني لا تقوم إلا بألفاظ فمعرفة الألفاظ مهمة .
لكن معرفة المعاني أمر لا بد منه كيف يفهم الإنسان القرآن كيف يعمل بالقرآن أو السنة ؟ إلا إذا عرف المعاني .
العقد الخامس :ما يرجع إلى مباحث المعاني المتعلقة بالأحكام عن المعاني التي لها أثر كبير في الأحكام وهي أربعة عشر نوعاً
1- العام الباقي على عمومه
العام خاص ومطلق ومقيد وعندنا ناسخ ومنسوخ وعندنا أشياء كثيرة تتعلق بها ،من أهم ما يبحث في علوم القرآن .
فالعام:ما يشمل شيئين فصاعداً من غير حصر ،وضده الخاص :هو ما لا يتناول شيئين فصاعداً .
النوع الأول : العام الباقي على عمومه
أي عندنا عام باقي على عمومه ،وعام مخصوص،وعام يراد به الخصوص .
العام الباقي على عمومه :ذهول محفوظ الذي لم يدخل فيه تخصيص باقي على عمومه ، والعام الذي أريد به الخصوص من الأصل لا يتناول أفراد المتكلم حينما تكلم بهذا اللفظ العام لا يريد منه جنس أفراد هذا اللفظ إنما يريد منه بعض الأفراد فهو عام يراد به الخصوص من قبل المتكلم ولكن لو كان المتكلم حينما تكلم بهذا اللفظ العام يريد جميع الفراد ثم بعد ذلك أورد ما يخرج بعض هذه الأفراد صار من العام المخصوص .
النوع الأول: العام الباقي على عمومه وعز : يعني قل وندر أن يوجد عام محفوظ باقي على عمومه ،وعز إلا قوله تعالى {والله بكل شيء عليم }هذا محفوظ عام محفوظ هل يمكن أن يخرج فرد من أفراد ما يعلم عن هذه الآية ؟ لا يمكن والله جل وعلا عالم بكل شيء وعليم بكل شيء عليم بالكليات عليم بالجزئيات خلافاً لمن ينفي صفة العلم من طوائف المبتدعة أو يفرق بين الكليات والجزئيات ،فكل يعلم الكليات ولا يعلم الجزئيات كالفلاسفة الله جل وعلا لا تخفى عليه خافية فهذا العموم محفزظ .
وعز إلا قوله والله بكل شيء أي عليم ذاه :فهذا باقي على عمومه .
وقوله:يعني بالنصب على قوله مستثنى المنصوب على استثناء ،وقوله خلقكم من نفس واحدة :يعني هل يخرج من الإنس أحد ؟خلقكم من نفس واحدة هل يخرج من البشر فرد من الأفراد ما ترجع إلى هذه النفس الواحدة ؟
لا فهو محفوظ وباقي على عمومه .
فخذه دون لبس :هذا جاء عام لجميع البشر فكلهم من ذرية آدم ((كلكم لآدم)) ،وكأن المؤلف ويتبع في هذا السيوطي في النقاية :"إنه لا يوجد عام محفوظ إلا هاتين الآيتين وما عدا ذلك كل عموم مخصوص لا يوجد عموم محفوظ في القرأن إلا هاتين الآيتين "، وهذا الكلام ليس بصحيح هذا الكلام غير صحيح {إن الله لا يظلم الناس شيئاً }مخصوص هذا ولا على عمومه ؟
على عمومه ،{ولا يظلم ربك أحد}على عمومه .
شيخ الإسلام رحمه الله تعالى ويرد عليهم يرد على من يقول بهذا القول :"إستعرض العمومات في الفاتحة وفي الورقة الأولى من البقرة فأوجد من ذلك عدد كبير جداً من العمومات المحفوظة في ورقة فكيف في القرآن كله ؟هذا موجود في الفتاوى لشيخ الإسلام رحمه الله تعالى .
الطالب: أثابكم الله ......
النوع الثاني والثالث : العامُّ المخصوص ، والعامُّ الذي أُرِيدَ به الخُصوصُ
وَأَوَّلٌ شَاعَ لِمَنْ أَقَاسَا
وَأَوَّلٌ حَقِيْقَةٌ ، والثَّانِيْ
قَرِيْنَةُ الثَّانِيْ تُرَى عَقْلِيَّةْ
والثَّانِ جَازَ أَنْ يُرَادَ الوَاحِدُ

والثَّانِ نَحْوُ يَحْسُدُونَ النَّاسَا
مَجَازٌ الفَرْقُ لِمَنْ يُعَانِيْ
وَأَوَّلٌ قَطْعاً تُرَى لَفْظِيَّةْ
فِيْهِ وَأَوَّلٌ لِهذَا فَاقِدُ
..........................................................................................................
يقول الناظم رحمه الله تعالى النوع الثاني والثالث من العقد الخامس التي ترجع إلى مباحث المعاني المتعلقة بالأحكام
النوع الثاني والثالث : لما ذكر العام الباقي على عمومه يقابله العام المخصوص - والعام الذي يراد به الخصوص ، وعرفنا الفرق بينهما .
العام المخصوص : في المتكلم حينما تكلم باللفظ العام يريد جميع الأفراد ثم بعد ذلك تكلم بكلام يخرج بعض هذه الأفراد ،والعام الذي أريد به الخصوص من الأصل تكلم باللفظ العام وهو لا يريد جميع الأفراد إنما يريد بعضهم .
وأول :العام المخصوص ، شاع: أي كثر ،لمن أقاس: أي تتبع والألف للإطلاق العام المخصوص كثير جداً يأتي نص يتناول أفراد ثم يخرج بعض هذه الأفراد بمخصص هذا كثير وشائع في النصوص .
والثاني : العام الذي أريد به الخصوص إذا كان الأول شائع فالثاني أقل منه .
والثاني : والمراد به العموم العام الذي أريد منه الخصوص ،نحو يحسدون الناس :والناس المراد بهم: النبي صلى الله عليه وسلم فهو من العام الذي أريد به الخصوص .
{الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم }هل معنى هذا أن جميع الناس جاءوا وقالوا للنبي صلى الله عليه وسلم أن جميع الناس بما فيهم هذا القائل وبما فيهم المقول له قد جمعوا لكم ؟
يعني إن الناس : يشملالذي جاء ويشمل الذين جمعوا ويشمل الذين جمع لهم لأن اللفظ عام لكن هل هذا مراد ؟ هذا غير مراد فهو من العام الذي يراد به الخصوص ،فالذي جاء شخص واحد نعيم ابن مسعود ،{ إن الناس قد جمعوا لكم } أبو سفيان ومن معه فهذا من العام الذي أريد به الخصوص .
وأول حقيقة: الأول حقيقة العام المخصوص حقيقة استعمال في ما وضع له ،الإنسان جنس الإنسان {إن الإنسان لفي خسر} هذا حقيقة استعمل في كل الناس إلا من استثني فهو استعمال حقيقي لكن الذين قال لهم الناس هل هذا استعمال فيما وضع له ؟
خلنا نمشي على ما يريد وعلى تقرير مذهبه في جواز المجاز يقول الناس ليس بحقيقة لأنه استعمل اللفظ في غير ما وضع له ،الأصل أن الناس أمر عام يشمل الجميع فاستعمل بإزاء شخص واحد فهو استعمال للفظ في غير ما وضع له فهو مجاز .
وأول حقيقة والثاني مجاز لمن يعاني : عرفنا المثال للعام الذي يراد به الخصوص ، العام المخصوص {المطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء}مثلاً أخرج منهم الحامل والصغيرة والئيسة وقبل الدخول مثلاً ليس عليها تربص أصلاً الأمة قرآن وليست ثلاثة المهم أنه دخلت مخصصات فإطلاق العام في العام المخصوص حقيقي ،وإطلاق العام في العام الذي يراد به الخصوص على كلامه مجاز .
والفرق لمن يعاني : الفرق ظاهر لمن تأمله .
وقرينة الثاني ترى عقلية : الفروق بين العام المخصوص والعام الذي أريد به الخصوص :
الفرق الأول:أن العام المخصوص حقيقة والعام الذي أريد به الخصوص مجاز عنده.
والفرق الثاني: أن الثاني الذي يراد به الخصوص قرينته عقلية يعني العقل يدرك أن الناس كلهم جميع ما على وجه الأرض من الناس جاءوا للنبي عليه الصلاة والسلام بما فيهم النبي عليه الصلاة والسلام وبما فيهم من جاء وبما فيهم من يُعد له العدة قرينة على العقل يأبى هذا .
فالثاني قرينته عقلية يعني العام الذي أريد به الخصوص قرينته عقلية عن إرادة المعنى العام .
وأول قطعاً:العام المخصوص تُرى لفظية : كالإستثناء مثلاً، والشرط، والصفة وغير ذلك من المخصصات ،مخصصات لفظية .
قرينة الثاني تُرى عقلية وأول قطعاً ترى لفظية
والثاني يعني فرق الثالث بين العام المخصوص، والعام الذي اريد به الخصوص، والثاني جاز أن يُراد الواحدُ فيه وأوّلٌ لهذا فاقدُ.
العام الذي أريد به الخصوص يجوز أن يُراد به واحد، والمثال ظاهر في هذا {الذين قال لهم النّاس} شخص واحد، العام الذي يُراد به الخصوص يجوز أن يُراد به واحد؛ لكن العام المخصوص يجوز أن يُراد به به واحد ؟
{إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا}، هل يجوز أن يكون المـُستثنى أكثر من المـُستثنى منه، يجوز أن يكون أكثر من المـُستثنى منه، خلاف لكن هل يجوز أن يُستثنى جميع الأفراد ما يبقى إلا واحد؟
قالوا: لا بد أن يبقى من العام أقل الجمع؛ ولذا يقول:
(والثاني جاز أن يُراد الواحدُ): يُراد المفرد بلا خلاف، والآية دليلٌ على ذلك فيه مُتعلق يُراد.
(وأوّلٌ): العام المخصوص (لهذا فاقد): لجواز المذكور (فاقد): أي فلا يُستثنى أكثر من النصف عند بعض أهل العلم.
لو قال عندي لك عشرة دراهم إلا سبعة، قالوا: الاستثناء باطل؛ لأنه أستثناء أكثر من النصف.
لو لم يبقى إلا واحد أإيضًا باطل، عندي لك عشرة إلا تسعة، يبحثوه في باب الإقرار لكن يُستثنى أقل من النصف جائز، وأكثر جائز إذا بقي أقل الجمع عند بعضهم.
صلّى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.


الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، اللهمّ اغفر لشيخنا وأجزه عنا خير الجزاء وأوفره وأغفر للحاضرين والمستمعين برحمتك يا أرحم الراحمين ..
قال الناظم _رحمه الله_:
النو ع الرابع :ما خُصَّ مِنهُ بالسنَّةِ
تَخْصِيْصُهُ بِسُنَّةٍ قَدْ وَقَعَا
فلا تَمِلْ لِقَولِ مَنْ قَدْ مَنَعَا
آحَادُهَا وغَيْرُها سَواءُ
فَبِـالْعَرَايَا خُصَّتِ الرِّبَـاءُ
........................................................................................................... الحمد لله رب العالمين و صلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين... أما بعد:
فيقول الناظم رحمه الله تعالى: النوع الرابع من أنواع العقد الخامس مما يرجع إلى مباحث المعاني:
( ما خص منه): أي من الكتاب بالسنة ،مسألة تخصيص الكتاب بالسنة، التخصيص رفع جزئي للحكم:
_ فجمهور أهل العلم يرون عدم نسخ الكتاب بالسنة لأنه رفع كلي وأما التخصيص الذي هو رفع جزئي لا يرون به بأساً، وأن السنة تخُصص الكتاب، بخلاف النسخ فالجمهور على أن السنة لا تنسخ الكتاب.
_ وإن قال بعض أهل التحقيق بجواز ذلك لأن الكل وحي،الكل وحي.
فيقول الناظم رحمه الله تعالى:
( تخصيصه) :يعني الكتاب بسنة صحيحة أو حسنة ( قد وقعا): وقعا، فالألف هذه للإطلاق، ووقوع هذا النوع كثير:
*ففي قوله _جل وعلا_: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ}، "الميتة" من ألفاظ العموم لأن (أل) جنسية خُص منه بالسنة السمك والجراد ، ميتتان ودمان، السمك والجراد ميتة لكنها مخصوصة بالسنة من عموم قوله _جل وعلا_:{حرمت عليكم الميتة} فهذا مثال.
يقول:
تَخْصِيْصُهُ بِسُنَّةٍ قَدْ وَقَعَا
فلا تَمِلْ لِقَولِ مَنْ قَدْ مَنَعَا
(المنع):يُذكر عن أبي حنيفة _رحمه الله_ وأن في التخصيص وإن كان رفعاً جزئياً إلا أنه إلغاء لبعض الأفراد التي يتناولها العامة فهي مُشبهه للنصف من وجه وإن لم يكن رفع كلي إلا أنه رفع جزئي؛ فلا يكون ذلك إلا بما يقاوم المرفوع في القوة والسنة لا تقوم الكتاب في قوته، فالنسخ والتخصيص عنده هو من باب واحد.
(آحادها): يعني آحاد السنة هو ما لم يبلغ حد التواتر
(وغيرها ):أي غير الآحاد من المتواتر سواء يعني يخصص الكتاب بما ثبت في السنة سواء بلغ حد التوتر أو لم يبلغ .
(فبالعرايا): جمع عرية كعطية وضحية وعطايا وضحايا.
(خُصت الرباء):استثنية العرايا، والعرايا من المزابنة التي جاء تحريمها والمزابنة مُفظية إلى الربا؛ لأنه لا يتحقق فيها المماثلة ،بيع التمر رطباً على رؤوس النخل بتمرٍ جاف بكيله من الجاف أو بما يؤول إليه من الجاف هذه مزابنة ولعدم تحقق المماثلة أوجد الربا في هذه الصورة استثني من هذه الصورة العرايا في خمسة أوسق أو مادون خمسة أوسق ، العرايا نوع من المزابنة ينطبق عليها تعريفها إلا أنها خُصت بقوله_عليه الصلاة والسلام_ ((إلا العرايا))، والعرايا كما هو معلوم أن يحتاج إلى تمر رطب يأكله مع أولاده وأسرته مع الناس ولا يكون عنده مايشتري به إلا التمر الباقي من تمر العام الماضي الجاف، فلو باعه ما حصلت له القيمة التي يريد ويشتري بها ما يكفيه ويكفي أولاده، فيقال له: رفقاً به "لك أن تشتري به رطباَ،" وهذا مخصوص من المزابنة .
الربا ثبت تحريمه بالكتاب { وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا} حرم بالكتاب وبالنصوص القطعية في أكثر من آية محرمة خُص بالعرايا، وإن كان فيها ربا إلا أنها مخصصة والحاجة التي يحتاجها من يريد التمر الرطب لولا النص ما أبيح الربا القطعي لمجرد الحاجة لكن النص أجاز العرايا، ولذا لا يقال:" أن كل حاجة تبيح المحرم" وقد تكون بعض الحاجات أشد من حاجة مُريد العرية؛ لكن لا يجوز له أن يتجاوز ما حرم الله عليه إلا بنص، أو ضرورة إذا كان التحريم بنص من الكتاب ومن السنة فلا يبيحه إلا الضرورة على ما ذكرناه مراراً أما ما مُنع باعتباره فرد من أفراد قاعدة عامة مثلا ،أو قاعدة أغلبية ، أو حرم بعمومات لم يُنص عليه بذاته، فمثل هذا من أهل العلم من يرى أن الحاجة تُبيحه ، المزابنة ربا والعرايا ربا ،ربا لعدم التماثل فاستثنائها تخصيص لتحريم الربا، لا هي ربا إذا لم تتحقق المماثلة عدم العلم بالتساوي كالعلم بالتفاضل ، ولم تتحقق في المزابنة ولا في العرايا ،المزابنة باقية على النهي والعرايا مستثناة ، فهي مُخرجة من تحريم الربا.. نعم.
الطالب: " أثابكم الله "قال رحمه الله:
النوعُ الخامسُ: ما خُصَّ به مِن السنَّةِ
وعَزَّ لَمْ يُوْجَدْ سِوَى أَرْبَعَةِ
كآَيَةِ الأَصْوَافِ أَوْ كَالجِزْيَةِ
والصَّلَواتِ حَافِظُوا عَلَيْهَا
والعَامِـلِيْنَ ضُمَّهَا إِلَيْـهَا
حَدِيثُ مَا أُبِيْنَ في أُولاهَا
خُصَّ وأَيْضاً خَصَّ ما تَـلاهَا
لِقَولِهِ أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِـلا
مَنْ لَمْ يَكُنْ لِمَا أَرَدْتُ قَابِلا
وخَصَّتِ البَاقِيَةُ النَّهْيَ عَنِ
حِلِّ الصَّلاةِ ، والزَّكاةِ لِلْغَنِيْ
...........................................................................................................
النوع الخامس ما خُص به من السنة عكس النوع السابق، النوع السابق الكتاب يأتي عام والسنة مخصصة، النوع الخامس السنة عامة والكتاب مُخصص يقول:
(عزَّ): يعني قَلَّ؛ فلم يُوجد تخصيص السنة في الكتاب.
(سوى أربعة): مواضع فقط، والحصر هذا يحتاج إلى استقراء تام .
وهذه المواضع الأربعة التي زعم الناظم تبعًا لصاحب "النقاية" أنه لايوجد غيرها:
(كآية الأصواف): { وَمِنْ أَصْوَافِهَا وَأَوْبَارِهَا وَأَشْعَارِهَا أَثَاثاً} تدل: على طهارة هذه الأصواف، وطهارة هذه الأوبار، والأشعار؛ إذ لو لم تكن طاهرة لما أمتن الله_جلّ وعلا_ بها وهذه الآية مُخصصة لعموم حديث ((ما أُبِينَ من حي فهو كميتتهِ))، ما أُبِينَ من حي فهو كميتتهِ، والحديث عند الترمذي وأحمد والحاكم، من طرق كلها ضعيفة حَسَنَهُ بعضهم كالترمذي بمجموع طُرُقِهِ، وله طرق متباينة تدل على أن له أصل ليس بضعيف ضعفا شديد:
_فمنهم من حسنه.
_ومنهم من قال الصواب إرساله كالدارا القرطبي.
المقصود أن هذا الحديث عام مُخصص بالآية { وَمِنْ أَصْوَافِهَا وَأَوْبَارِهَا وَأَشْعَارِهَا}، ومعلوم أن الأصواف تُجزّ والبهيمة حية، وكذلك الأوبار، والأشعار غالبًا كما أنها إذا ذبحت يُجز شعرها أو يبقى على الجلد، المقصود: أنه طاهر بالآية سواء أُخذ منها في حال الحياة، أو بعد مفارقتها للحياة بذبح أو موت، وهذا على أن الصوف حكمه حكم المتصل.
أما إذا قلنا: أن الصوف والظفر أحكامها أحكام المنفصل فلا إشكال، ولا نحتاج إلى مثل هذا؛ لإنها ما أبينت هي في الأصل حكمها حكم المبان المنفصل.
وهذه المسألة مسألة خلافية بين أهل العلم، و من أراد القاعدة والتمثيل عليها فعليه بقواعد ابن رجب، ذكر هذه القاعد هل الصوف والظفر(الشعر والظفر في حكم المتصل أو في حكم المنفصل) وما يتفرع على ذلك من أحكام ؟ هذا موجود في القواعد لابن رجب.
كأنهم يميلون إلى أنها في حكم المنفصل، وأنها لا يتأثر الحيوان بجزّها ولا يشعر بذلك فهي في حكم المنفصل.
أما ما يدخل في الأيمان والنذور من ذلك: فلو حلف ألا يضع يده على بهيمة ووضع يده على شعرها؟ يكون حينئذٍ قد وضع يده على البهيمة.أو حلف لا يمس بهيمة فمس شعرها؟
وقلنا إن الشعر في حكم المنفصل، نقول: ما مس البهيمة؛ لكن مثل هذا المثال يَخرج بكون الأيمان والنذور مَرَدُها إلى الأعراف؛ والعرف: لا شك أنه جارٍ على أن من وضع يده على بهيمة فقد مسها وضع يده عليها، والإمام مالك يرجعه إلى نيته.
.........................
كآَيَةِ الأَصْوَافِ أَوْ كَالجِزْيَةِ
قال فيما بعد:
حَدِيثُ مَا أُبِيْنَ في أُولاهَا
....................
(ماأبين ):خص في أولى هذه الآيات التي هي آية الأصواف.
(أو كالجزية) :
.......................
.... وأَيْضاً خَصَّ ما تَـلاهَا
لِقَولِهِ أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِـلا
مَنْ لَمْ يَكُنْ لِمَا أَرَدْتُ قَابِلا
في الحديث عام :((أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله))، ((أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله))، خُص من ذلك أهل الكتاب إذا دفعوا الجزية فالحديث عام والآية خاصة{حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ } ؛فإذا أعطوا الجزية خرجوا من عموم الحديث، هذا الخلاف بين أهل العلم في كون الجزية خاصة باليهود والنصارى أو هي لهم ولمن لهُ شبهة كتاب كالمجوس أولجميع طوائف الكفر من المشركين وغيرهم على كل حال هذا جارٍ على أن الجزية خاصة بأهل الكتاب .
........................
..................كَالجِزْيَةِ
والصَّلَواتِ حَافِظُوا عَلَيْهَا
.......................
في آية البقرة {حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الْوُسْطَى} ، {حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الْوُسْطَى}، مع ما جاء في النهي عن الصلاة في الأوقات المعروفة الخمسة، فالمحافظة على الصلوات والصلاة الوسطى، يُرادُ بالصلوات هنا: الفرائض {صلوات} في الآية: الفرائض ، وأحاديث النهي عامة شاملة للفرائض وغيرها؛ فتخص أحاديث النهي بالفرائض.
(والصلوات حافظوا عليها)، يقول:
(وخصت الباقية): من الآيتين
(النهي عن حلّ الصلاة): فالنهي عن حل الصلاة في أوقات النهي الخمسة مخصوص بالفرائض لقوله _جلّ وعلا_{حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ }؛ فتُؤدى في أوقاتها، وإذا نام عن صلاة، أو نسيها فليصليها إذا ذكرها، وهذا من المحافظة عليها ولو كان في وقت نهي.
هذا بالنسبة للفرائض ظاهر (الفرائض ظاهر )، ولم يقل بأن النّهي يتناول الفرائض إلا أبو حنيفة في "إذا انتبه لصلاة الصبح مع بزوغ الشمس" يَقُول: "يُؤخرها حتى ترتفع الشمس، وينتهي وقت النهي" هذا مذهبه؛ لأن النبيّ_عليه الصلاة والسلام_ لما ناموا عن صلاة الصبح أمرهم بالانتقال من المكان _الوادي_ الذي ناموا فيه، يقول الحنفية: من أجل أن يرتفع وقت النهي ترتفع الشمس، ويزول وقت النّهي. والصواب: أن الشمس قد ارتفعت قبل أن يستيقظوا، وزال وقت النّهي قبل استيقاظهم؛ لأنه لم يوقظهم إلا حرّ الشمس، والشمس لا يصير لها حرّ إلا إذا ارتفعت كما هو معلوم.
المقصود: أن الفرائض مستثناة من النهي عن الصلاة في الأوقات، أما ما عدا الفرائض فالنهي يتناوله على خلاف بين أهل العلم في ذوات الأسباب: هل تُفعل في أوقات النّهي أو لا تفعل؟
الذي يهمنا من الأمثلة: تخصيص أحاديث النّهي بقوله _جلّ وعلا{حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الْوُسْطَى}؛ لأن هذا من مباحث الكتاب.
من باب الاستطراد أن نعرض غير هذه الآية فجاء في الباب أحاديث النّهي:
_ النّهي عن الصلاة بعد الصبح حتى طلوع الشمس.
_ والنهي عن الصلاة بعد العصر بعد صلاة العصر حتى تغرب الشمس.
_ وحديث عقبة بن عامر:" ثلاث ساعات كان رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ ينهانا أن نصلي فيهنّ، وأن نقبر فيهنّ موتانا".
_ مع ((إذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتى يصلي ركعتين)).
_ ومع الصلاة بعد الوضوء في حديث بلال .
_ وأدلةٌ أخرى كلها ((يابني عبد مناف لا تمنعوا أحداً طاف وصلّى بهذا البيت في أية ساعة شاء من ليلٍ أو نهار)).
والمقصود: أن هناك صلوات لها أسباب تَتَعارض أحاديثها مع أحاديث النهي فالجمهور: "الحنفية، والمالكية، والحنابلة":
على أن أحاديث ذوات الأسباب عامة في جميع الأوقات، وأحاديث النّهي خاصة بهذه الأوقات، والخاص مُقدم على العام ""فلا يُفعل في الأوقات الخمسة شيء من النوافل ولو كان له سبب""؛ لأن الخاص مقدم على العام.
الشافعية: يعكسون، يعكسون فيقولون: أحاديث النهي عامة في جميع الصلوات، وأحاديث ذوات الأسباب خاصة بهذه الصلوات التي جاء ذكرها، والخاص مُقدم على العام.
وليس قول أحدى الطائفتين بأوّلى بالقبول من قول الطائفة الأخرى؛ فهما مستويان، وبين هذه النصوص العموم والخصوص الوجهي، وليس العموم والخصوص المطلق كما يدّعيه كل فريق، كل فريق يرى أن أحادِيثه خاصة، وأحاديث خصمه عامة، والخاص مقدم على العام؛ لكن من خلال النظر في نصوص الفريقين كَلامُهم كله صحيح فأحاديث النّهي عامة في جميع الصلوات خاصة في هذه الأوقات، وأحاديث ذوات الأسباب عامة في جميع الأوقات خاصة بهذه الصلوات، فالعموم والخصوص وجهين ونحتاج إلى مُرجح خارجي، والمسألة يطول شرحها؛ لكن المرجح عندي:
_ أن الوقتين الموسعين لا مانع من الصلاة فيهما لذوات الأسباب؛ لأن النّهي عن الصلاة في هذين الوقتين من باب نهي الوسائل لإن لا يَستمر يصلي حتى يأتي الوقت المضيق.
_ أما الوقت المضيق فالنهي فيها أشد ولا يقتصر النهي على الصلاة، بل يتناول ذلك إلى دفن الأموات لأن لا يُحتاج إلى الصلاة فالمسألة فيها أشد، وسبب النهي: تَعلق الكفار بطلوع الشمس وغروبها، ولا يمكن أن يُتَعلق بعد صلاة الصبح أو بعد صلاة العصر لإن الطلوع والغروب بقي عليه وقت طويل، ويبقى أنه نهي نهي وسيلة لأن لا يستمر الإنسان يصلي إلى أن يضيق الوقت كما قال "ابن عبد البر، وابن رجب وغيرهما".
والمسألة طويلة الذيول وبُحثت مناسبات كثيرة .
والصَّلَواتِ حَافِظُوا عَلَيْهَا
والعَامِـلِيْنَ ضُمَّهَا إِلَيْـهَا
لأن في حديث:((إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها))، مع حديث:((لاتحل الصدقة لغني ))، ((لاتحل الصدقة لغني ))، غني: نكرة في سياق النفي؛ فتشمل كلّ غني ، والعامل عليها يستحق الزكاة يستحق شيئا من الزكاة بالنص بالآية { وَمَن كَانَ غَنِيّاً فَلْيَسْتَعْفِفْ }، فهو مخصوص من عموم الحديث، هذا ما يُرِيُده المؤلف من هذه الأمثلة يقول:
وعَزَّ لَمْ يُوْجَدْ سِوَى أَرْبَعَةِ
كآَيَةِ الأَصْوَافِ أَوْ كَالجِزْيَةِ
آية الأصواف: خصةَ حديث ((ما أبين من حي فهو كميتته)).
أو كالجزيةِ: {حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ } خصت حديث: ((أمرت أن أقتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله)).
والصلوات حافظوا عليها: خصت أحاديث النّهي عن الصلوات في الأوقات الخمسة.
_والصلوات حافظوا عليها_ والعاملين ضمها إليها: خصت حديث:(( لا تحلوا الصدقة لغني)).
حديث (ما أبين في أوّلاها) :يعني آية الأصواف خُص، وأيضاً خَص ما تلاها لقوله "أمرت أن أقاتل "للإطلاق" من لم يكن لما أردت من النطق بالشهادتين قابلا، وخصت الباقية من الآيتين النهي عنِ (حل الصلاة والزكاة للغني ) الأمثلة ظاهرة إن شاء الله تعالى.
نعم ( أثابكم الله) قال رحمه الله:
النوع السادس :المُجْمَلُ
مَا لَمْ يَكُنْ بِوَاضحِ الدَّلالَةِ
كالقُرْءِ إِذْ بَيَانُهُ بالسنّة
...........................................................................................................
يقول الناظم _رحمه الله تعالى_ في النوع السادس المجمل:
(المجمل): الذي لم تتضح دلالته على معناه بمفرده؛ فمثلا الأمر في قوله _جل وعلا{حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ}، لو لم يَرد في الصلاة إلا هذا النص كيف نصلي ؟
اللفظ مُجمل بُيِّن بفعله _صلى الله عليه وسلم_ وبقوله ((صلوا كما رأيتموني أصلي)) وبقوله في جميع أجزاء الصلاة جاءت فيها النصوص بقوله وفعله. فتم بيانه،ومن ذلك الحج ولله على الناس حج البيت، طيب كيف يحج الناس؟ لولا لم يكن إلا هذه الآية لما استطاع الناس التطبيق لكنّه بُين بفعله_عليه الصلاة والسلام_ بقوله في أحكام المناسك، وبقوله أيضاً ((خذوا عني مناسككم)).
اختلف في وقوع المجمل في القرآن:
_ فالجمهور على أنه واقع، خلافا لداوود الظاهري، والواقع يَرُد قول داوود؛ فالآيات والنصوص المـُجملة جاء بيانها، وقد يتأخر بيانها، يأتي النص المجمل ويتأخر البيان إلى وقت الحاجة، أما تأخير البيان عن وقت الحاجة فهذا لا يجوز هند أهل العلم، ولا يُظن أنما يتأخر البيان إلى وقت الحاجة.
(ما لم يكن بواضح الدلالة): أن لا تتضح الدلالة على معناه، يعني لفظٌ لم يكن واضح الدلالة لسبب من الأسباب؛ كالاشتراك مثلا ،الإشتراك الذي تقدم القُرّء مُجمل لأنه: يحتمل أكثر من وجه، ودلالتهُ على الحيض ليست بأوضح _يعني دلالتة على الحيض ليست بأوضح من دلالته على الطهر_.
فمن الأسباب التي تسبب الإجمال:
_الاشتراك في اللفظ مثلا.
_ومن أسبابه الحذف: { وَتَرْغَبُونَ أَن تَنكِحُوهُنَّ }، { وَتَرْغَبُونَ أَن تَنكِحُوهُنَّ }، أن وما دخلت عليه تؤول بمصدر "ترغبون نكاحهن"؛ لكن ترغبون فيه أو عنه ؟
حُذف الحرف فاحتمل الأمرين،
_ومنها احتمال العطف والاستئناف:{ مَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ }، فالواو هذه مُحتمله لأن :
*تكون عاطفة :{ مَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ }، وحينئذٍِ يكون { وَالرَّاسِخُونَ } عالمين بتأويل المتشابه.
*وإذا قلنا أنها استئنافية والوقف على لفظ الجلالة قلنا: أنه علم متشابه خاص بالله تعالى ولا يعلمه أحد، وأما وظيفة الراسخين هي قول {وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا}.
هذا محتمل للعطف، والاستئناف؛ فوقع بسببه الإجمال .
مَا لَمْ يَكُنْ بِوَاضحِ الدَّلالَةِ
كالقُرْءِ ..............
لفظ مشترك بين الحيض والطهر،[بين الحيض والطهر]:
# أحمد وأبو حنيفة يقولون المراد به الحيض .
#الحنابلة والحنفية يقولون المراد الحيض.
# والمالكية والشافعية يقولون المراد الطهر .
دليل الحنابلة والحنفية في الحديث الصحيح ((دعي الصلاة أيام أقراءكِ ))، يعني أيام طهرك دعي الصلاة ولا أيام حيضكِ؟ أيام حيضك، وهذا من أصرح الأدلة.
دليل المالكية والشافعية على أن المراد بالحيض الطهر: أن ابن عمر طلق زوجته وهي حائض فجاء في الحديث ((مُرّهُ فليراجعها حتى تطهر ثم تحيض ثم تطهر ثم ليطلقها)) وش وجه الدلالة ؟
فتلك العدة التي أمر الله أن تُطلق لها النساء، وجه الدلالة: { فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ }، { فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ }، وش وجه الدلالة ؟ مازالت الدلالة فيها غموض، نعم ... أنّها طاهرة، نعم....يعني عدتها قبل الطلاق وإلا بعدَ ؟ نعم.. مستقبلاً، يعني لا نفهم مثل ما فهم بعض من علّق على بعض الكتب وقال النص_ يعني حديث ابن عمر_ لما كانت العدةُ قبل الطلاق، وابتداء العدّة يبدأ من الطُهر،طيب وش أثره على القروء؟ {لعدتهنّ} يعني: طاهرات، {لعدتهن} :والعدة :ثلاثة قروء،العدة: ثلاثة قروء، ثلاثة قروء؛ {ولعدتهن} :يعني طاهرات، {فعدتهنّ} هي:الأطهار؛ لكن هل هذا من الوضوح والبيان مثل وضوح ((دع الصلاة أيام أقراءك))، لا ليس مثله، ويتعذر الجمع بين حديث ابن عمر وحديث ((دع الصلاة ))، قال بعضهم إذا جُمع على "أقراء": فهو الحيض، وإذا جمع على "قرووء": فهي الأطهار.
نعم..قروء إذا الأطهار ، و((دعي الصلاة أيام أقراءكِ)): الحيض،[ الحيض نعم]؛ لكن هل لتأثير الجمع أو لختلاف الجمع تأثير على الحكم ؟
نعم قد يكون تأثير من حيث القلة، والكثرة؛ لأن هناك جموع قلة وجموع كثرة؛ لكن القرّء هو القرّء ، يعني كيف نحكم على لفظٍ واحد أنه إذ جُمع جَمعه على كذا يُفيد كذا، وجمعه على كذا يفيد كذا!
طالب يسأل:..........
الشيخ: حتى تطهر، هي حائض الآن، ثم تحيض ثم تطهر، لا ما في تحيض؛ لأنّه لو بخليها تحيض كان الطلاق الأوّل صحيح، في خفاء يعني فيه خفاء، الاستدلال فيه خفاء.
الشيخ: لا، هو أحدهما هو لفظ مُشترك بينهما، ما فيه اشكال.
الشيخ يجيب على طالب: لا، هو ضُّعف بالنسبة لحديث ابن عمر، يعني أضعف منه، ولا كِلاهُما صحيح، لا كِلاهُما ما فيه إشكال_إن شاء الله_.
لو طلقت في حيض؟
نعم طلاق ليس عليه الأمر، ليس عليه أمرًا فهو ردّ _يعني مردود_ الطلاق في الحيض، ليس عليه الأمر الشرعي وحينئذٍ يكون مردوداً.
الذي يوقع الطلاق في الحيض من جماهير أهل العلم: نعم، يقول عاصم والطلاق واقع، نعم بدليل: ما جاء عن ابن عمر أنها حُسبت عليه ((يطلقها بطهر لم يجامعها فيه))؛ حتى في اللغة، في اللغة ما يدل على إطلاقه: على الطهر وعلى الحيض، وأحدهما أرجح لشافعي والمالكي،لا... هو على الطهر أظهر وبه أرجح.
هذا إجمال القرّء إجمال سببه الاشتراك ويُبَيّن في النصوص وكلٌ على مذهبه:
* منهم من قال بَيّنه حديث ابن عمر فالمراد به الطهر.
* ومنهم من قال ما بينه حديث " دع الصلاة ".
........................
..........إِذْ بَيَانُهُ بالسنّة
والسنة مبينة للقرآن وظيفة النبي_عليه الصلاة والسلام_ { لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ } تبين القرآن، فالسنة مبينة للقرآن، وشارحه له مفسرة له .
النوعُ السابعُ : المُؤَوَّلُ
عَنْ ظَاهِرٍ مَا بِالدَّلِيلِ نُزِلا
كاليَدِ للهِ هُوَ الَّلذْ أُوِّلا
...........................................................................................................
النوع السابع المؤول.
عندنا نص وظاهر و مؤول، [نص وظاهر و مؤول]:
_ النص الذي لا يحتمل، فالنص الذي لايحتمل يسميه أهل العلم: نص لظهوره أخذًا من منصة العروس لظهورها.
_ والذي يحتمل أمرين أحدهما أرجح من الآخر:
*فالراجح هو الظاهر.
*والمرجوح هو المؤول .
والأصل العمل بالراجح إلا إذا وجد ما يمنع من العمل به، إذا وجد ما يمنع من العمل بالظاهر يُرجع إلى المؤول .
(عن ظاهر): جار ومجرور متعلق بـ(نُـزِلَ).
(عن ظاهر ما ) :يعني لفظ بالدليل القطعي.
(نُزِلَ): إطلاق أي تُرك .
عَنْ ظَاهِرٍ مَا بِالدَّلِيلِ نُزِلا
......................
يعني تُرك، يُترك الظاهر المنصوص عليه بالدليل القطعي، والنـزول والتنازل: هو الترك، تقول :"نزلت عن حقي" إذا تركتَهُ، تقول "نزلتُ عن حقي" إذا تركتَهُ ، "نزلتُ عن دينِ على فلان" إذا تركتهُ وعفيتهُ منهُ، فأن تترك الظاهر إلى المؤول تترك الاحتمال الراجح إلى الاحتمال المرجوح لوجود قرينة تمنع من إرادة الاحتمال الراجح، وهم على مذهبهم في نفي الصفات لأنّهم جَروا على مذهب الأشعرية ناظم ينظم النُّقاية، والنُّقاية للسيوطي وهو أشعري
.........................
كاليَدِ للهِ هُوَ الَّلذْ أُوِّلا

اليد الوردة في النصوص الكتاب والسنة الظاهر منها أنها اليد الحقيقة، وتأويل اليد بالنعمة أو بالقدرة هذا غير الظاهر؛ لكن هم يقولون منعَ من إرادة الظاهر "خشية التشبيه"، فهم من باب تنـزيههم لله _جل وعلا_ ينفون عنه الظاهر، ويثبتون المؤول، ينفون الراجح ويثبتون المرجوح، تمسكاً بالتنـزيه؛ لكن هم قبل أن عطَلُوا، وقبل أن أوّلُو، مَرُوا بمرحلة قبل هذه وهي إِش؟
التشبة شبهُوا أولاً، ثم عطلوا لما تبدارت أذهانهم إلى التشبة عطَلُوها بعد هذا، وإلا لوقالوا سمعنا وأطعنا الله _جل وعلا_ يثبت لنفسهِ يد، يثبت لنفسهِ سمع وبصر، فنثبتهُ على مايليق بجلاله وعظمته لانحتاج إلى أكثر من هذا، والمعاني معروفه والكيفيات مجهولة، كماجاء عن أم سلمة و عن مالك "الاستواء معلوم، والكيف مجهول، والسؤال عنهُ بدعة".
فالذي منعهم من إرادة... حمل اللفظ على ظاهرهِ توهم التشبه فمنعهم من إرادة الظاهر ولا تشبية فلكلٍ ما يليق به فإذا أثبتنا لله _جل وعلا_ وجه فإننا نثبتهُ على ما يلق بجلالة وعظمته، وإذا نظرنا إلى المخلوقات ولها وجوه هل يستطع شخص أن ينفي أن للإنسان وجهًا؟

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 8 شعبان 1435هـ/6-06-2014م, 07:29 PM
لمياء لمياء غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
المشاركات: 322
افتراضي تابع / تجميع شرح الشيخ الخضير لمنظومة الزمزمي

لا هل يستطيع الإنسان أن ينفي أن للجمل وجه، أو للحمار وجه، أو للقرد وجه، أو للذئب وجه، أو للخنـزير وجه، هذه مخلوقات ولها وجوه حقيقة؛ ولكن هل وجه الإنسان مثل وجه الذئب أو مثل وجه القرد أو مثل وجه الحمار؟ أبداً، وإذا كان هذا التفاوت موجود بين المخلوقات المشتركة بالضعف فكيف بالخالق؟ فكيف ما بين بالنسبه بين للمخلوق والخالق؟
لا نسبه ولامشابه فلكلٍ ما يليق به .
.........................
كاليَدِ للهِ هُوَ الَّلذْ أُوِّلا
لُغة في الذي تعرضنا لها سابقاً، مرة بنا وقلنا ان ابن مالك استعملها :
صوغ من مصوغِ منهُ للتعجبِ
أفعلَ تفضيللٍ وأبى الذ ابُي
طيب، ماجاء من النصوص في ما يتعلق بالله _جل وعلا_ النصوص الصحيحه، واعتمدهُ سلف هذه الأمة، لا محيد عن إثباتهِ فكل خير في إتباع ماسلف؛ لكن النصوص المُحتَمِله والتي لم يتفق على معناها سلف الأمة، هذه للخلف منُدوحَه؛ لأنهم:
_وإن قالوا بالقول فقد سُبقوا.
_وإن قالوا بضده فقد سُوقُوا.
لكن لما يتفق عليه سلف هذه الأمة نحن مطالبون بفهم النصوص على فَهمِهم.
قد يقول قائل أنتم أَوَّلتُم المعيه بالعلم، نقول كذلك؛ لإن السلف أوَّلو المعيه بالعلم اللازم الذي من أجلهِ أوَّلُوها بالعلم، ثم يقول كمبتدع اللازم الذي يَلزم على المعيه قد يلزم نظرهُ في إثبات اليد؟
نقول:
1. لايلزم نظرهُ لأن اللازم منفي بنصوص، فلا تلازم بينهما.
2.والأمر الثاني أننا ننتبع من عاصر التـنـزيل وخالطَ النبى _عليه الصلاة والسلام_ وفهم مقاصد الشريعة.
نعم.... أمثلة على المؤول، عندنا ظاهر وعندنا مؤول، من يذكر لنا مثال؟
{ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ }، {إذا قمتم} ظاهرهُ أننا إذا أردنا أن نُكبر تكبرة الأحرام، وقمنا إلى الصلاة، ومثلنا بين يدي الله في الصف، قبل تكبيرة الإحرام نتوضأ هذا الأصل في الفعل، نعم .... لِيكون القيام _لأنه فعل ماضي_ قبل القيام الذي هو للصلاة قبل وجود الوضوء، ثم بعد ذلك نتوضأ.
ومثلها {فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ}، ظاهر اللفظ والفعل ماضي أن القراءة مُتقدمة على الاستعاذة، ويقول بهذا بعض أهل الظاهر لكن هذا الظاهر دلت الأدلة على أنه غير مُراد؛ فالماضي يُطلق ويراد به حقيقته فالفعل في الزمان الماضي _وهذا هو الغالب_، ويطلق ويُراد به الشروع "يعني يطلق ويراد به الفراغ من الفعل" جاء زيد _جاء وانتهى_
*يطلق ويراد به الشروع.
*ويطلق ويراد به الإرادة.
"إذا قرأت القرآن"، "إذا كبر فكبروا" يعني إذا فرغ من التكبير.
"إذا ركع فاركعوا" يعني إذا شرع في الركوع فاركعوا، اللفظ حقيقة لكنها حقيقة شرعية من غير التزام باللازم، والمسألة خلافية بين سلف هذه الأمة وكثير منهم أوَّلها بالعلم .
الذي فيه خلاف بين سلف هذه الأمة للمخالف مَندُوح الإشكال فيما يتفقون عليه مثل مثلا: "الاستهزاء، المكر، الخديعة، نسوا الله فنسيهم، الهرولة كلّها مختلف فيما بينهم، الساق؛ فالذي فيه خلاف بينهم يكون فيه سعة أما الذي يتفقون عليه ما فيه إشكال،لا يجوز بحال أن يُخالف.
النوع الثامن : المفهوم
مُوافِقٌ مَنْطُـوقَهُ كـأُفِّ
ومِنْهُ ذُو تَخَالُفٍ في الوَصْفِ
ومِثْلُ ذَا شَرْطٌ وغَايَةٌ عَدَدْ
وَنَبَأُ الفَاسِقِ لِلْوَصفِ وَرَدْ
والشَّرْطُ إِنْ كُنَّ أُولاتِ حَمْلِ
وغَايَةٌ جَاءَتْ بِنَفْيِ حِلِّ
لِزَوْجِهَا قَبْلَ نِكَاحِ غَيْرِهِ
وَكالثَّمَانِينَ لِعَـدٍّ أَجْرِهِ
...........................................................................................................

نعم، ( أثابكم الله قال رحمه الله : النوع الثامن المفهوم، موافق منطوقه كأفِ، ومنه ذو تخالف في الوصف ، ومثل ذا شرط و غاية عدد، ونبأ الفاسق للوصف ورد ، والشرط أن كن أولات حملِ، وغاية جاءت بنفي حلِ، لزوجها غير نكاح غيره، وكالثامنين لعد أجره )
يقول المؤلف _رحمه الله تعالى_ في النوع الثامن المفهوم.
(المفهوم): يقال له المنطوق ، والمنطوق لم يذكره الناظم نظرا لأنه هو الأصل ودلالة اللفظ محل نطقه وأما المفهوم فدلالة اللفظ لا في محل نطقه فيُحتاج إلى ذكره لأنه خلاف الأصل، الأصل دلالة الحروف على معانيها.
يقول الناظم _رحمه الله تعالى_ :
مُوافِقٌ مَنْطُـوقَهُ ......
......................
(موافقٌ منطوقة):موافقٌ _بالتنوين_منطوقة، أي: ما يوافق حكمه حكم المنطوق .
يعني عندنا منطوق، وعندنا له مفهوم موافقة، وعندنا له مفهوم مخالفة .
"مفهوم موافقة": إذا كان حكم المفهوم موافق لحكم المنطوق.
"ومفهوم المخالفة": إذا كان حكم المفهوم مخالف لحكم المنطوق.
فمثلا :المثال الذي ذكره موافق منطوقة ؟ هذا مفهوم الموافقة (كأفِ ) ،يعني لو وجد شيء أقل من التأفيف أقل أدنى من التأفيف لقلنا التأفيف حرام فما دونه مفهومه أنه حلال ما دونه لو تصور أن هناك شيء أقلّ من التأفيف مع أنه لا يتصور؛ لأنه لا يسمع من التأفيف إلا حرف الفاء مع الهمزة والهمزة قد.. ؛لكن الذي يسمع في الغالب الفاء، والذي دونه لايسمع منه شيء ، الذي لا يسمع منه شيء هذا حديث نفس _ما في شيء_ معفو عنه، فليس له مفهوم مخالفة، له مفهوم موافقة الذي أعلى منه كالكلام الذي هو أشدّ من التأفيف فضلا عن الفعل "الضرب، والقتل" وما أشبه ذلك فهذا له مفهوم موافقة وليس له مفهوم مخالفة.
(موافق منطوقة) يعني في الحكم كأفِ.
(ومنه): أي المفهوم.
(ذو تخالفٍ): يعني مخالف لحكم المنطوق، مخالف له في أمور:
1.في الوصف
2.والشرط
3.والغاية
4.والعدد
فهناك مفهوم المخالفة وتكون هذه المخالفة في الشرط ويسمى "مفهوم الشرط" و"مفهوم الوصف" و"مفهوم الغاية" و"مفهوم العدد"
....................
ومِنْهُ ذُو تَخَالُفٍ في الوَصْفِ
(ومنه ذا شرط): يعني "مفهوم الشرط ".
(وغاية) يعني "مفهوم الغاية".
(وعدد): "مفهوم العدد".
الأمثلة على ذلك:
_ مفهوم الوصف
...................
وَنَبَأُ الفَاسِقِ لِلْوَصفِ وَرَدْ
{إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا}، هذا وصف، الوصف بالفسق له مفهوم، مفهومه أنه إذا كان عدل فإننا لا نحتاج إلى التبين والتثبت، إذا كان عدلاً ليس بفاسق {اشهدوا ذوي عدل منكم ممن ترضون من الشهداء}، المقصود إنّه إذا انتفى الوصف الذي هو الفسق انتفى حكمهُ من باب الاستدلال بالمفهوم.
ومِثْلُ ذَا شَرْطٌ وغَايَةٌ عَدَدْ
وَنَبَأُ الفَاسِقِ لِلْوَصفِ وَرَدْ
يعني ورد مثالاً للوصف.
(والشرط): يعني "مفهوم الشرط" الذي تقدم ذكره {فإن كن أولات حملٍ}، فاتفقوا على أن ذات الحمل ينفق عليها هذا شرط، {فإن كن أولات حملٍ فأنفقوا عليهن}، {فإن كن أولات حمل} هذا شرط فالنفقة مشروطة بوجود الحمل، مفهومه أنه إذ لم تكن ذات حمل فلا نفقة لها لأنّ النفقة مشروطة بوجود الحمل، {فإن كن أولات حمل فأنفقوا عليهن حتى يضعن حملهن}، وهذا يصلح لمفهوم الشرط ومفهوم الغاية نعم...... على ماسيأتي، ولذا يقول أهل العلم:" أن النفقة للحمل نفسه لا لها من أجله"، فالنفقة مرتبطة بالحمل.
..............................
وغَايَةٌ جَاءَتْ بِنَفْيِ حِلِّ
(و غاية): يعني "مفهوم الغاية"
(جاءت بنفي حلِ): لزوجها أي المطلق ثلاثا قبل نكاح غيره لها فتحرم على مطلقها ثلاثا إلى غاية هذه الغاية: "حتى تنكح زوجا غيره " هذه الغاية، وأيضا من مفهوم الغاية {حتى يضعن حملهنّ}، فهذا مفهوم الغاية، هناك غاية لا يدركها جميع الناس فعندنا الجزية حكم شرعي لكنها مُغياة بغاية؛ وهي نزول المسيح حيث يضع الجزية فالحكم ساري إلى نزول المسيح، المقصود أن مفهوم الغاية معروف عند أهل العلم وهذه من أمثلته .
"مفهوم العدد" الذي هو تمام الأقسام كالثامنين {فأجلدوه ثمانين جلده} في حدّ الفرية، وفي حدّ الخمر، ومائة جلدة في حدّ الزنا بالنسبة للبكر، هذه أعداد لها مفهوم، وش معنى مفهوم؟
أنه لايزاد منها ولا ينقص، أعداد لها مفهوم بمعنى: أنه لا يزاد عليها ولا ينقص، {فاجلدوه ثمانين جلده} فلا يجوز واحد وثمانين، ولايجوز تسعة وسبعون، فالعدد له مفهوم، كثيرا ما نسمع في توجيه بعض الأحاديث أوبعض الآيات: أن العدد لا مفهوم له؛ لكن ليس على إطلاقه، العدد في ما الحديث بصدده لا مفهوم له، فلو جاءنا من يقول: "أنه يستغفر للمشرك واحد وسبعين مرّة لإن الله جل _وعلا_ يقول{استغفر لهم أولا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم} يقول لو استغفرت واحد وسبعين العدد له مفهوم فلو زدت على ذلك خرجت من الحكم، نقول لا العدد لا مفهوم له، المسألة تحكم ولا بأدلة ؟ بأدلة متى يُلغى المفهوم وهذا ليس خاص بمفهوم العدد كل المفهومات هذه إذا عُورِضت بمنطوقات أقوى منها تُلغى المفاهيم، فهذا مُعارض بنص منطوق مُعارض لهذا العدد؛ لأن من مُقتضى الاستغفار طلب المغفرة والله _جل وعلا_ {لا يغفر أن يشرك به} فلا يغفر له ولو استغفر له ملايين المرات؛ لأن هذا المفهوم مُعارض، قد يُلغى المفهوم وهو غير عدد؛ لأنه يسهل على من ينتسب إلى العلم من طلاب العلم أن يقول:عدد لا مفهوم له لأنه يسمع هذه الكلمة، لكنه لا مفهوم له في المسألة التي تبحث لِوجود ما يعارض المفهوم من منطوق، _مفهوم المخالفة لو عورض بمنطوق في غير العدد أُلغي المفهوم_ ((إذا بلغ الماء قلتين لم يحمل الخبث)) منطوقهُ هكذا ((إذا بلغ الماء القلتين فإنه لا يحمل الخبث)) معناه: أنه يدفع الخبث عن نفسه، مفهوم الموافقة: إذا بلغ ثلاث قلال أربع قلال فإنه لا يحمل الخبث، ولأنه يدفع من باب أولى، مفهوم المخالفة: إذا كان قلة واحدة أو دون القلتين فإنه يعجز عن حمل الخبث، فيتنجس هذا مفهومه؛ لكن هذا المفهوم معارض بمنطوق ((أن الماء طهور لا ينجسه شيء))، مع الاستثناء إلا ما غلب على لونه أو طعمه وريحه مع ماقيل فيه من ضعف؛ لكن الحكم متفق عليه .
"العدد" العدد مُعتبر فمثلا ما جاء في الأعداد في الحدود يمكن أن يزاد فيها أو ينقص ؟ لا يمكن أن يُزاد لكن إذا عورض هذا العدد مفهومة بمنطوق أقوى منه عرف ان لا مفهوم له، أو وجد من أجل التوفيق بين النصوص قلنا هذا العدد لا مفهوم له، مثل ما جاء في صلاة الفذ ((صلاة الجماعة تفضل صلاة الفذ بخمس وعشرين)) وفي رواية حديث ابن عمر ((بسبع وعشرين))، قالوا: العدد لا مفهوم له، إنما يراد بذلك الترغيب في صلاة الجماعة، مع أنه حُمل على أوجه صحيحه، ويقال السبع والعشرين لمن صلى بالمسجد ولكن من صلى في غيره الخمس والعشرين أو السبع والعشرين لمدرك الصلاة من أولها والخمس والعشرين لمدرك بعضها أو السبع والعشرين للبعيد عن المسجد والخمس والعشرين للقريب أقوال كثيرة لأهل العلم.
والمقصود أن العدد له مفهوم هذا الأصل لأنه كلام يُعقل معناه وله مايزيد عليه وما ينقص عنه، وليس بالمراد للمتكلم، نعم...







الطالب:أثابكم الله، قال _رحمه الله_:
التاسع والعاشر: المُطْلَقُ والمُقَيَّدُ
وَحَمْلُ مُطْلَقٍ على الضِدِّ إِذا
أَمْكَنَ فَالحُكْمُ لَهُ قَدْ أُخِذَا
كالقَتْلِ ، والظِّهَارِ حَيْثُ قَيَّدَتْ
أُولاهُمَا مُؤْمِنَةٌ إِذْ وَرَدَتْ
وحَيْثُ لا يُمْكِنُ كالقَضاءِ في
شَهْرِ الصِّيَامِ حُكْمَهُ لا تَقْتَفِي
...........................................................................................................
يقول الناظم رحمه الله تعالى: في النوع التاسع والعاشر: المطلق والمقيد
وذكر الأمرين للحاجة إلى بيانهما، ولم يذكر المنطوق؛ لأنه لا يحتاج إلى بيان، فالمطلق يحتاج إلى بيان، والمقيد يحتاج إلى بيان.
(والمطلق): هو اللفظ الدّال على الماهية بلا قيد، اللفظ الدّال على الماهية بلا قيد.
(والمقيد): ضدّه و هو ما دّل على جزء من أجزاء الماهية. يقول:
وحمل مطلق على الضدِّ
(الضد): هو إيش؟
المقيد، حملُ مطلق على الضدِّ، يعني على المقيد إذا أمكن ذلك الحمل.
(والحكم): حينئذٍ يكون الحكم له أي للمقيد، يعني مثل إذا وُجد التعارض بين العموم والخصوص الحكم للخاص، وهنا إذا أمكن حمل المطلق على المقيد صار الحكم للمقيد.
(قد أخذا): الألف هنا للإطلاق، (قد أخذا): مبني للمجهول.
فلا يبقى المطلق على إطلاقه، بل يبقى الحكم للمقيد، ثم مَثل:
(كالقتل): يعني ككفارة القتل، وكفارة الظهار ،كفارة القتل مقيدة بكونها مؤمنة، كفارة القتل مقيدة بكونها مؤمنة، وكفارة الظهار مطلقة، فقالوا: يُحمل المطلق على المقيد في جميع الكفارات؛ لأنه جاء تقييدها في كفارة القتل وحينئذٍ يُحمل المطلق على المقيد للاتفاق في الحكم ووجوب العتاق وإن اختلف السبب؛ فالسبب قتل، والسبب للكفارة الثانية ظهار، والسبب للكفارة الثالثة جماع، والسبب في الكفارة الرابعة يمين وهكذا، الاسباب مختلفة والحكم واحد
كالقَتْلِ ، والظِّهَارِ ..........
.....................
(قَيدت): بنائب الفاعل.
(أوّلاهما):كفارة القتل .
(مؤمنة إذ وردت): مؤمنةٌ برفع فاعل، قَيدت إذ وردت {تحرير رقبة مؤمنة}، وفي الحديث لما سأل الجارية واختبرها ((من أنا؟) قالت: رسول الله، (أين الله؟)، قالت: في السماء (قال أعتقها فإنها مؤمنة)) ، يدّل على أن غير المؤمنة لا تُجزيء في عتق الرقبة، وعلى هذا الجمهور، والحنفية يقولون: لا يلزم حمل المطلق على المقيد هنا، وإذا أردنا أن نفصل ونُبين وجهة نظر الحنفية، يعني في جميع الكفارات ما ذكر القيد و في كفارة القتل فقط كرر كم مرة؟
في رواية واحدة {فتحرير رقبة مؤمنة}، يدّل على أن القتل له شأن،نعم... وتَسبب في اعدام نفس مؤمنة تعبد الله_جلّ وعلا_ فيُعتق فكأنّه أوجد مكان النفس المؤمنة التي قتلها نفس مؤمنة تعبد الله _جلّ وعلا_ بحرّية يعني هذا مما يُلمح من مذهب الحنفية، وإن كان بعضهم يرى أن الآية تشمل: قتل المسلم والكافر على أن الذي يظهر من آيتي النساء، أن الأولى... أن كِلاهما في قتل المسلم، الأولى في قتل الخطأ، والثانية في قتل العمد.
كالقَتْلِ ، والظِّهَارِ حَيْثُ قَيَّدَتْ
أُولاهُمَا مُؤْمِنَةٌ إِذْ وَرَدَتْ
وحَيْثُ لا يُمْكِنُ كالقَضاءِ في
شَهْرِ الصِّيَامِ ..........
نأتي إلى المطلق والمقيد وصور الحمل، وما يحمل فيه المطلق على المقيد ، المطلق مع المقيد لا يخلو من أربع صور:
1.الاتحاد في الحكم والسبب: وهنا يحمل المطلق والمقيد بالاتفاق.
2.الاختلاف في الحكم والسبب: وهنا لا يحمل المطلق على المقيد.
3. اتفاق في الحكم دون السبب: والحمل فيه عند الجمهور.
4. والاتفاق في السبب دون الحكم.
وعدم الحمل هو قول الجمهور وذكرنا أن الصور أربعة . مايتفق فيه الحكم مع السبب ،ما يتفقان فيه في الحكم والسبب، وما يختلفان فيه حكما وسببا، وما يتفقان في الحكم دون السبب، والعكس.
فإذا اتفقا في الحكم والسبب يعني :المطلق والمقيد فالحمل في هذه الصورة شبة اتفاق شبه إجماع، وذلكم كالدم في قول الله _جلّ وعلا_ {حرمت عليكم الميتة والدم} ،هذا مطلق، وفي قوله _جلّ وعلا_{لا أجد فيما أوحي إلي محرما على طاعم يطعمه إلا أن يكون ميتة أو دما مسفوحا} هذا مقيد لكونه مسفوح ،فيحمل المطلق على المقيد فالذي يَحرم الدم المسفوح أما ما يبقى في ثنايا اللحم أو في العروق أوما أشبه ذلك فلا، هذا مايتفقان فيه في الحكم والسبب، وأما ما يخلتفان فيه في الحكم والسبب فلا حمل للمطلق على المقيد اتفاقا، فاليد في آية الوضوء مقيدة {وأيديكم إلى المرافق}، وفي آية السرقة مطلقة {فاقطعوا أيديهما} مطلقة، والحكم مختلف هذا قطع وهذا غسل، والسبب مختلف: هذا حدث، وهذا سرقة؛ فلا يحمل المطلق على المقيد فيقال تقطع اليدّ من المرفق .
الصورة الثالثة: اتفاقهما في الحكم دون السبب: مثل الكفارة، كفارة القتل، كفارة الظهار الحكم واحد كله في وجوب العتق في الأمرين والسبب مختلف هذا قتل، وهذا ظهار؛ فيحمل المطلق على المقيد عند الجمهور والحنفية لم يحملوا المطلق في كفارة الظهار على المقيد في كفارة القتل.
العكس إذا اتفقا في السبب دون الحكم: لا يحمل المطلق على المقيد عند الجمهور وذلكم كاليد في آية الوضوء مقيدة بالمرافق وفي آية التيمم مطلقة، السبب واحد حدث لكن الحكم مختلف هذا غسل وهذا مسح ولذا الأكثر على أنه لا يحمل المطلق على المقيد.
بعد هذا يقول الناظم_رحمه الله_:
(وحيث لا يمكن): يعني حمل المطلق على المقيد.
(كالقضاء فيه شهر الصيام): يعني من أفطر {من كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر}، يعني فأفطر فالواجب عليه عدّة لم يذكر فيها ولا يفهم من الآية أن هذه العدة تُقضى على الترتيبن وعلى التوالي تكون متوالية و متتالية، وليس فيها ما يمنع من ذلك والحمل هنا الإطلاق واحد، والتقييد في الصيام مختلف جاء تقييد الصيام بالتتابع {فصيام شهرين متتابعين}، وجاء تقييد الصيام بالتفريق فالتقييد بالتفريق في صوم التمتع: ماذا قال؟ {ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذا رجعتم} هذا تفريق وهناك تتابع فعلى أيهما يحمل الحمل على أحدهما تحكم يحتاج إلى مرجح ، هذا على سبيل الالزام وأما القول باستحباب التتابع والمبادرة بالقضاء والمسارعة بإبراء الذمة هذا شيء آخر.
(وحيث لا يمكن حمل): المطلق على المقيد
(كالقضاء في شهر الصيام): لقوله {فعدة من أيام أخر}حكمه (لا تقتفي) يعني لا تتبع من اقتفاء الأثر، وهو التبعية يعني لا تتبع قول من يقول بالتقييد بالتتابع، ولا قول من يقول التقييد بالتفريق لما عرفناه أنه جاء مقيدًا بالتتابع وجاء مقيدًا بالتفريق. نعم......
النوع الحادي عشر والثاني عشر: النَّاسِخُ والمنسوخُ
كَمْ صَنَّفُوا في ذَيْنِ مِنْ أَسْفَارِ
واشْتَهَرَتْ في الضَّخْمِ والإِكْثَارِ
ونَاسِخٌ مِنْ بَعْدِ مَنْسُوخٍ أَتَى
تَرْتِيْبُهُ إِلاَّ الذي قَـدْ ثَبَـتَا
مِنْ آَيَةِ العِدَّةِ لا يَـحِلُّ
لكَ النِّساءُ صَحَّ فـيهِ النَّقْلُ
والنَّسْخُ لِلْحُكْمِ أو لِلتِّلاوَةِ
أَوْ بِهِـما ، كَـآَيَةِ الرِّضَاعَةِ
...........................................................................................................
يقول الناظم رحمه الله تعالى في النوع الحادي عشر والثاني عشر الناسخ والمنسوخ
(والنسخ): عرّفوه في اللغة بالإزالة نسخت الشمس الظل والريح الأثر إذا أزالته، وعلى ما يشبه النقل منه:نسختُ ما في الكتاب، بعضهم يقول النقل ،وهو ليس بنقل حقيقي، بمعنى أن المادة تنتقل من هذا إلى هذا ، إذ لو انتقلت لصار إزالة ، النسخ من كتاب إلى آخر هل معنى هذا أن الكتاب المـَنسوخ منه يصير مثل الدفتر مافيه كلام ؟
لا الكلام باقي، إذاً ليس بنقل.
وعرفوه في الاصطلاح: أنه رفع الحكم الثابت بدليل شرعي، رفع الحكم الثابت بالدليل، بدليل آخر بخطاب آخر متراخٍ عنه، يعني لولا الناسخ لثبت حكم المنسوخ.
والنسخ من أهم ما يُعنى به طالب العلم، ولا يجوز لأحد أن يتصدى للتفسير، أو للإفتاء، أو للقضاء وهو لا يعرف الناسخ والمنسوخ، وقد ذكر عن علي_رضي الله تعالى عنه_ أنه سمع قاصاً فقال له:" أتعرف الناسخ والمنسوخ"، قال: لا، قال :"هلكت وأهلكت"، فمعرفة الناسخ والمنسوخ الحكم الثابت المتأخر من المتقدم، متأخر ليعمل به والمتأخر ليكون منسوخا.
والنسخ واقع في النصوص، ومنصوص عليه في قول الله _جل وعلا_{ما ننسخ من آية أو ننسها}، وثابت في السنة أيضا والأدلة عليه أكثر من أن تذكر ،أو أن تحصر فيه المصنفات الكبيرة؛ ولذا يقول الناظم _رحمه الله تعالى_ :
كَمْ صَنَّفُوا ..................
........................
(كم): هذه للتكثير.
(صنفوا): يعني العلماء.
(في ذينِ): يعني الناسخ والمنسوخ.
(من أسفارِ): أي كتب.
(واشتهرت): تلك الكتب.
(في الضخم): يعني في الحجم الكبير.
(والإكثار): يعني منها المطولات.
هناك مؤلفات في الناسخ والمنسوخ في الكتاب والسنة كتب كثيرة جدًا، فألفوا في هذا، وردّوا على من أنكر النسخ، وبعض المعاصرين كتب تفسير أشبه ما يكون بالخواطر لا يستند فيه إلى أثر ولا يأوي فيه إلى علم متين مُحقق، وكتب عنوان "النسخ ولا نسخ في القرآن"، يعني على الآية كَتب_آية البقرة_، وأنكر النسخ طائفة من المبتدعة يقول:" أنه يستلزم البدا"؛ لأن الله _جل وعلا_ لما ذكر الحكم الأوّل كان لا يعرف ما يؤول إليه الأمر بل بدا له أن ينسخ ومدام هذا اللازم فالملزوم باطل، فالنسخ لا يجوز وقال بذلك اليهود قبل هذه الطائفة لما يلزم عليه من البدا، والنصوص القطعية ترد هذا القول، ولا يلزم بدا ولا شيء؛ لأن الحكم المنسوخ هو عين المصلحة في وقته بالنسبة للمكلفين، ثم تتغير هذه المصلحة لتغير الزمان أو أهل الزمان، فيكون من المناسب أن يخفف عنهم أو يشدد عليهم أو يبدل الحكم بحكم آخر أو إلى غير بدل، المقصود أن المقاصد كثيرة ومنها امتحان المكلفين،امتحان المكلفين، المكلف حينما يؤمر بأمر واحد ويضطرد فيه ويمشي عليه، سهل أن ينقاد له؛ لكن إذا أمر بأمر وتأقلم عليه ومشى عليه ثم نهي عنه هذا يحتاج إلى احتمال وصبر وانقياد وإذعان هذا من باب الامتحان للمكلفين، وأيضا ظروف النّاس تختلف من وقت إلى وقت فيحتاجون إلى تغيير الحكم، وإلا فالله _جل وعلا_ يعلم ما كان، وما يكون، وما لم يكن، ولن يكون، يعلم كل هذا لو كان كيف يكون؛ ولذا قال عن الكفار، قال _جل وعلا_{ولو ردوا لعادّوا} هل هم يردون ولا ما يردون ؟
لن يردو والله _جل وعلا_ أخبر عنهم أنهم يعودون لو ردّوا، فالله يعلم ما لم يكن لو كان على تقدير كونه، وفي حديث الثلاثة في الصحيح: ((الأعمى، والأقرع، والأبرص))، ((ثم بدا لله أن يختبرهم ))، تُفسِرُها الرواية الأخرى ((ثم أراد الله _جل وعلا_ أن يختبرهم)) فهذه تفسر تلك، فالخير ما يُفسر به النص الصحيح الثابت.
وناسخ من الآيات.. ، من أفضل الكتب في الناسخ والنسوخ بالنسبة للقرآن "النحاس"، وبالنسبة للسنة "الحازمي"؛ لأن هذا يسأل عن أفضل الكتب في الناسخ والمنسوخ.
ونَاسِخٌ مِنْ بَعْدِ مَنْسُوخٍ أَتَى
.............................
(الناسخ ): يأتي بعد المنسوخ، ولابد من حيث الوقت والزمان لابد من هذا؛ لأن:
_ الناسخ هو المتأخرن.
_ والمنسوخ هو المتقدم.
ويأتي أيضا ترتيبه كذلك في المصحف، الواقع هكذا.
ونَاسِخٌ مِنْ بَعْدِ مَنْسُوخٍ أَتَى
تَرْتِيْبُهُ إِلاَّ الذي قَـدْ ثَبَـتَا
مِنْ آَيَةِ العِدَّةِ لا يَـحِلُّ
لكَ النِّساءُ .............
عندنا {والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا وصية لأزواجهم متاعًا إلى الحول غير إخراج}، الحول منسوخ {تربصن بأنفسهن أربعة أشهرٍ وعشرا}:
_المنسوخ الحول.
_والناسخ أربعة أشهر أيضا متقدمة .
فالناسخ هو المتقدم يعني في ترتيب المصحف وإلا في النزول المنسوخ هو المتقدم والناسخ هو المتأخر.
يقول.. ذكر مثال:
من آية العدة لا يحل لك النساء
لك النساء صح فيه النقل
(لا يحل لك النساء): يعني في آية الأحزاب رقم (52) نسختها الآية التي قبلها الآية رقم (50) { إنا أحللنا لك ..} هذه ناسخة لها وهي متقدمة عليها في الترتيب فالآية(50) ناسخة للآية رقم (52).
تفسير ابن كثير _رحمه الله_ ذكر هذا أنها نسخت الآية {إنا أحللنا لك أزواجك} في السورة نفسها، ومتقدمة عليها وهي التي أشار إليها المؤلف، وصح فيها النقل.
مِنْ آَيَةِ العِدَّةِ لا يَـحِلُّ
لكَ النِّساءُ صَحَّ فـيهِ النَّقْلُ
والنَّسْخُ لِلْحُكْمِ أو لِلتِّلاوَةِ
أَوْ بِهِـما ، كَـآَيَةِ الرِّضَاعَةِ
النسخ للحكم دون التلاوة، النسخ للحكم دون التلاوة، مثل آية العدة "حول" التي سبقت منسخ حكمها لكن تلاوتها باقية؛ والسبب ليُثاب القاريء على قراءتها.
(أو التلاوة) يعني فقط دون الحكم كآية الرجم، الرجم باقي حكمه متفق عليه، مجمع عليه، والآية التي ذكرت في الحديث الصحيح منسوخة، رُفع لفظها وبقي حكمها "والشيخ والشيخة إن زنيا فارجموهما البتة".
(أو لهما كآية الرضاعة): لهما للحكم والتلاوة كآية الرضاعة ((عشر رضعات معلومات يُحرمنّ)) نُسخنَ بالخمس، فهذه مما نسخ حكمها، ولفظها، وتلاوتها، وناسختها_نُسخ لفظها وبقي حكمها وسياقهما واحد_.
إذا تأخر العام على الخاص أو المطلق على المقيد: مسألة خلافية بين أهل العلم، هل يقال بالنسخ أو يقال ببقاء العام والمنسوخ ، مثل ما قيل في حديث ((كان آخر الأمرين ترك الوضوء مما مست النار)) مع حديث (( أن نتوضأ من لحم الأبل قال نعم))، قوله :(( في آخر الأمرين)) يدل على أن الوضوء من لحم الأبل مُتقدم؛ لأن عدم الوضوء مُتأخر، والذي يقول يُحمل العام على الخاص ما عنده مُشكلة، ومثل هذا الأمر بالقطع ،بقطع الخف هذا متقدم بلا شك، لكن الإطلاق متأخر، الأمر بالمدينة والإطلاق جاء بعرفة، فيقولون: لو أن الخاص باقي والمقيد باقي لما سِيقَ اللفظ عاما بعد ذلك والمسألة خلافية عند أهل العلم معروفة .
النوع الثالث عشر والرابع عشر: المعمولُ بهِ مُدةً معينةً ، وما عَملَ به واحدٌ
كآَيَةِ النَّجْوَى الذي لَمْ يَعْمَلِ
مِنهُمْ بِها مُذْ نَزَلَتْ إِلاَّ عَليْ
وسَاعَةً قَدْ بَقِيَتْ تَمـاما
وقِيْلَ : لا ، بَلْ عَشْرَةٌ أَيَّامَا
...........................................................................................................
يقول الناظم رحمه الله تعالى في النوع الثالث عشر، والنوع الرابع عشر: المعمول به مدة معينة_ مدة محددة_، وما عمل به واحد، والمثال واحد للنوعين، المثال واحد، يقول:
(كآية النجوى): هذا المثال، وذلك كآية النجوى {ياأيها الذين ءامنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة}.
(التي لم يعمل منهم بها): عن الصحابة، هذه الآية.
(مذ نزلت إلا علي): ابن أبي طالب، قدم تصدق بدينار، ثمّ ناجى النبي_عليه الصلاة والسلام_ وما عمل بها أحد منهم حتى نسخت؛ لكن كم بقيت هذه الآية إلى أن نسخت؟ خلاف
(وساعة قد بقيت): يعني بقي الوجوب ساعة بقي مفادُها ومدلولها ساعة ثم نُسخت؛ لأنه يشق على جميع الصحابة أن كلّ من أراد أن يناجي النبي _عليه الصلاة والسلام_ وحاجتهم تشتد إلى ذلك، حاجتهم تشتد إلى النجوى ، وكل من يحتاج إلى النجوى يقدم صدقة هذا يصعب عليهم، وساعة قد بقيت: يعني إلى أن نسخت تماما لا زيادة ولا نقص، هل يمكن أن يُقال في الساعة على اصطلاحهم لا زيادة ولا نقص؟ أو أن الساعة مقدار من الزمان ليس المراد به الساعة الفلكية التي هي عبارة عن 60دقيقة؟
ولذلك قد تكون الساعة ساعتين أو ثلاث، وقد تكون ربع ساعة _فتحدثا ساعة_ يعني مقدار من الزمان.
وقيل لا أي ليس بقاؤها ساعة، بل بقيت أكثر من ذلك بقيت إلى أن نُسخت عشرةً أيامًا.
يقولون والأوّل أظهر أنّها ساعة لماذا؟
نعم، إذ يُبعد أن تستمر عشرة أيام مع مسيس الحاجة إلى مناجاة النبي _عليه الصلاة والسلام_ ولم يعمل بها إلا علين فإما أن نقول قد عمل بها غير علي، أو نقول أنها لم تبقى إلا مدة يسيرة لا يشق عليهم انتظارها أو مرة من غير احتياج إلى مناجاته _صلى الله عليه وسلم_.
في كتب الشيعة يذكرون في آية المائدة "وهم راكعون " يقولون: هذه الآية ما عمل بها إلا علي، راكع وجاء سائل فأبرز له إصبعه التي فيها الخاتم ليأخذه؛ لكن هل مُفاد الآية أن الصدقة، وإيتاء الزكاة، حال الصلاة أو هذا مما ينافي مُقتضى لب الصلاة الذي هو الخشوع، هل يمدح بهذا أو يذم ؟
يذم، لأنه غفل عن صلاته وغفل عن مناجاة ربه وتحرك في صلاة من غير حاجة، كل هذا مما يذم ويصان علي_رضي الله تعالى عنه_ ذلك مع أن ظاهر اللفظ لا يدل عليه.
في المسألة حديث أبي هريرة ((إذا سجد أحدكم فلا يبرك كما يبرك البعير ولَيضع يديه قبل ركبتيه))، وفيها أيضا حديث وائل "كان النبي _عليه الصلاة والسلام_ إذا سجد وضع يديه قبل ركبتيه"، الحديث الأوّل هو الأرجح ونص على هذا ابن حجر في البلوغ وغيره ؛فإذا كان أرجح لأن له شاهد من فعل ابن عمر، أو من حديث ابن عمر، إذا كان أرجح فما المانع من العمل به ((وليضع يديه قبل ركبتيه)) ؟
المانع تأثر كثير من طلاب العلم بقول ابن القيم:" أن الحديث مقلوب"، كيف مقلوب يا ابن القيم؟
" قال: إذا نزل على يديه قبل ركبتيه أشبه البعير"، نقول: يا رحمك الله مامعنى بروك البعير؟ متى يُقال برك البعير؟
أهل اللغة يقولون برك البعير وحصحص البعير إذا نزل على الأرض بقوة فأثار الغبار و فرق الحصى فمن نزل بيديه بقوة وأثار الغبار وخَلَلَ البلاط قلنا برك مثل ما يبرك البعير، وإذا نزل على ركبتيه بقوة وفعل مثل ما صنع قلنا برك مثل مايبرك الحمار، وكل هذا ممنوع فالممنوع أن ينزل على الأرض بقوة، وجاء البروك على الركبتين أيضا، عمر _رضي الله عنه_ في الحديث الصحيح في البخاري:(( فبرك على ركبتيه))، إذا البروك ماهو خاص باليدين أو بالركبتين؟ فإذا فهمنا معنى البروك زال عنا الإشكال لا نبرك مثل ما يبرك البعير ننزل بقوة، ولنمتثل الأمر ولَيضع يديه قبل ركبتيه إذا وضعهما مجرد وضع، ما يقال برك مثل ما هو ، نقول وضع يديه قبل ركبتيه امتثل الأمر وفرق بين أن ترمي المصحف على الأرض هذا حرام عظيمة من عظائم الأمور، وبين أن تضعه على الأرض ما في أدنى إشكال يجوز، فرق بين هذا وهذا فإذا نزلت المسألة مسألة قيام بين يدي الله _جلّ وعلا_ عليك بالرفق والطمأنينة تؤدي الصلاة، أنت ماثل بين يدي خالقك، فإذا نزلت برفق ولين سواء نزلت على يديك أو رجحت الركبتين المقصود أنك لا تنزل بقوة، ولذا وشيخ الإسلام يرى التخيير بينهما، وكثير من الناس ابن القيم رحمه الله لما هجم عليه هذا الفهم أجلب عليه صار يؤثر على كل من قرأ كلامه ؛ لكن لا بد من تحرير المسائل لابد إلى النظر في المسائل بدقة .اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد.
الطالب: الحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ،اللهم اغفر لشيخنا وانفعه بكل حرف علمه وأحسن خاتمته وإيّانا والحاضرين والسامعين ياأرحم الراحمين.
العِقْدُ السادسُ
ما يرجعُ إلى المعاني المُتعَلِّقَةِ بالألفاظِ ، وهيَ سِتَّةٌ
النوعُ الأولُ والثاني : الفَصلُ والوَصْلُ
الفَصْلُ والوَصْلُ وفي المَعَانِيْ
بَحْثُهُما ومِنْهُ يُطْلَبــانِ
مِثَالُ أَوَّلٍ إِذا خَلَـوا إِلى
آَخِرِها وذَاكَ حَيْثُ فُصِـلا
مَا بَعْدَها عَنْهـَا وتِلكَ اللهُ
إِذْ فُصِلَتْ عَنهَا كَمَـا تَـرَاهُ
وإِنَّ الابْـرَارَ لَفِي نَعِيمِ
في الوَصْلِ والفُجَّارَ في جَحِيْمِ
...........................................................................................................
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، أما بعد...
فيقول الناظم رحمه الله تعالى: في العقد السادس وهو مايرجع إلى المعاني المتعلقة بالألفاظ، والذي قبله متعلقة بالأحكام وهذا متعلق بالألفاظ يقول :
وهي ستة الأول والثاني: الفصل والوصل، وهمامن مباحث علم المعني قسيم البيان والبديع، ومن الثلاثة يتألف علم البلاغة، ومن علم البلاغة بأقسامه الثلاثة إضافة إلى النحو والصرف والاشتقاق والوضع وفقة اللغة ومتن اللغة تكون علوم اللغة ، وكل علوم اللغة العشرة طالب العلم بأمس الحاجة إليها فليَهتم بهذا، فالفصل والوصل.
(الوصل): عطف جملة على أخرى للربط بينهما ووصل أحداهما بالأخرى بحرف العطف.
وأما بالنسبة (للفصل) فهو ترك ما ذكر من العطف.
الوصل الربط بين الجملتين بالعاطف، وأما الفصل فهو ترك هذا الوصل.
(الفصل والفصل وفي المعاني): وفي يعني فن المعاني من فنون علم البلاغة (بحثهما): مُبتدأ مُؤخر،(وفي المعاني): خبرمُقدم.
(بحثهما) يعني يوجد في علم المعاني، من أراد استيفاء هذا الموضوع فليرجع إلى علم المعاني.
(ومنه ) : أي فن المعاني، (يُطلبان): إذ محل بحثهما هناك، واستيفاء ما يتعلق بهما هناك، أما هنا مُجرد مثال يَذكر للفصل والوصل.
(مثال أولِ): الذي هو الفصل، الأوّل الفصل مثاله في قول الله_ جلّ وعلا_:{إذا خلوا إلى شياطينهم}
مثال أوّلٍ إذا خلوا إلى آخرها.
إلى آخر الآية.
وذاك حيث فُصلا
الألف هذه للاطلاق.
في قول الله _جلّ وعلا_:{إذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنّا معكم إنّما نحنُ مُسْتَهْزِئُونَ الله يستهزأ بهم} {الله يستهزأ بهم}، هذه الجملة مفصولة، لأنّها لم تُعطف بالواو، لماذا فُصلت هذه الجملة عن التي قبلها، لأن لا يُظن أنّها من قول المـُنافقين؛ لأنّهم قالوا: {إذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنّا معكم إنّما نحنُ مُسْتَهْزِئُونَ الله يستهزأ بهم}، فلو عُطفت لقيل: إنّها من مَقول المنافقين، ولكنها من مَقول الله_جلّ وعلا_ ردًا عليهم، قد يقول قائل: إن المنافقين ذكروا جملتين، وفُصلت الثانية عن الأولى :{قالوا إنّا معكم}،{إنّما نحنُ مُسْتَهْزِئُونَ } ما وصلت بها، وكلاهما من مَقولهم:{خلوا إلى شياطينهم قالوا إنّا معكم} هذه جملة، {إنّما نحنُ مُسْتَهْزِئُونَ } جُملةٌ أخرى، هذه مفصولة ولا موصولة ؟ مفصولة ولا موصولة الجملة الثانية عن الأوّلى؟
نعم، موصولة بالواوّ ؟، يعني باعتبار أن الجملة لا إرتباط للثانية بالأوّلى ففصلها متجه، هل هذا ممكن أن يُقال : إن الجملة الأولى إنمّا تُقال للمؤمنين، يتجه هذا مثل ما قال الشيخ ؟
{إذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنّا معكم إنّما نحنُ مُسْتَهْزِئُونَ الله يستهزأ بهم} فالحال واحدة، هم يقولون لشياطينهم الجملتين، فهتان الجملتان مفصولتان أو موصولتان، يعني على حدّ ما ذكروا وإلا فالقرآن ما في أحد بيستدرك عليه أو يقول هذا أفصح وهذا....، لا أبدًا كلام الله أفصح الكلام، والقواعد مثل ما ذكرنا ينبغي أن تُخضع للقرآن، ما يُتأول القرآن من أجل القواعد، ويُتكلف في تأويله من أجل القواعد ، لاقواعد العربية ولا غير العربية، بل القواعد المـُرتبطة بعلوم الدين كلّها تُخضع للقرآن لأنّه أساس العلوم كلها، هذا عندهم يذكرونه، الفصل والوصل يقولون: إن العطف يدل على الوصل، وترك العطف يدل على الوصل.
الوصل: عطف الجملة بأي حرف من حروف العطف، والفصل: ترك العطف.
الوصل: عطف جملة على أخرى، والفصل: ترك هذا العطف.
يعني ما ذكره العلماء المـُتخصصون بالقرآن من الوقف اللازم....
يعني ما يذكره العلماء المتخصصون بالقرآن من الوقف اللازم يغني عن الوصل ولا ما يغني؟؟ الحين عندك{افلا يحزنك قولهم}بعدها{إن العزة}،قولهم وقف لازم هنا وقف لازم يلزم الوقوف لئلا يظن أن العزة لجميعهم من قولهم فالوقف اللازم يحل الإشكال الوارد في مثل هذا .
أهل البلاغة يقولون : أن الواو يلزم ذكرها إذا أوقع الكلام بدونها في لبس كما إذ قيل لك تزورنا غداً تقول لا ويرحمك الله عندهم هذي الواو لازمة لأنك لو قلت لا يرحمك الله لكانت هذه نافية للرحمة وهذا الكلام ملبس وهذه له قيمتها عندهم في علم البلاغة لكن الوقف اللازم يكفي عنها لو وقف على لا ثم استأنف قال يرحمك الله ما في أدنى إشكال .
وفي حديث بيع الشحم في الصحيح النبي _عليه الصلاة والسلام_ نهى عن بيع الخمر والميتة والأصنام فقيل له :أرأيت شحوم الميتة فإنها تدهن بها الجلود وتطلى بها السفن وستصبح بها الناس فقال:((لا هو حرام)) ما جاء بواو مع إن الكلام قد يوقع في لبس ،لا هو حرام يعني ليس هو حرام مع إنك إذا وقفت وقفاً لازماً كما وقفت في قول الله عز وجل{لا يحزنك قولهم}انتهى الإشكال .

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 8 شعبان 1435هـ/6-06-2014م, 08:58 PM
لمياء لمياء غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
المشاركات: 322
افتراضي تابع / تجميع لشرح الشيخ الخضير لمنظومة الزمزمي

الخَاتِمَةُ اشتملت على أربعة أنواعٍ: الأسماءُ ، والكُنَى ، والأَلقابُ ، والمُبْهَماتُ
أَسْماءُ الأنبياءِ
إِسْحاقُ ، يُوسفُ ، ولُوطٌ ، عِيْسَى
هُوْدٌ ، وصَالِحٌ ، شُعَيْبٌ ، مُوسَى
هَـارُونُ ، دَاودُ ، ابْنُـهُ ، أَيَّوبُ
ذُو الكِفْلِ ، يُونُسُ ، كَذَا يَعْقُوبُ
آَدَمُ ، إِدْرِيتسُ ، ونُـوحٌ ، يَـحْيَى
واليَسْعُ ، إِبْراهيمُ أَيضاً إِلْيَـا
وزَكَـرِيَّا أَيـــضاً اسْمَـاعِيلُ
وجـاءَ في مُـحَمَّدٍ تَكْمِـيلُ

أَسْماءُ الملائكةِ
هَارُوتُ ، مَـارُوتُ وجِبْرَائِيْـلُ
قَعِيْدٌ ، السِّجِـلُّ ، مِيْكَائِيْـلُ












أَسْماءُ غَيْرِهِمْ ، والكُنَى ، والأَلقابُ
لُقْمَانُ ، تُبَّعٌ ، كَذَا طَالُوتُ
ومَرْيَمٌ ، عِمْرَانُ أَيْ أَبُوهَا
مِنْ غَيْرِ زَيْدٍ مِنْ صِحَابٍ عَزَّا
كَنَّى أَبَا لَهَبٍ ، الأَلْقَابُ
وإِسْمُهُ إِسْكَنْدَرُ ، المَسِيْحُ
فِرْعَونُ ذَا الوَلِيْدُ ، ثُمَّ المُبْهَمُ
إِيْمَانَهُ وإِسْمُهُ حِزْقِيْلُ
أَعْنِيْ الذي يَسْعَى اسْمُهُ حَبِيْبُ
وهُوَ فَتَى مُوسى لَدَى السَّفِيْنَةْ
كالبُ مَعْ يُوشَعَ أُمُّ مُوسَى
ومَنْ هُوَ العَبْدُ لَدى الكَهْفِ الخَضِرْ
أَعْنِي الغُلامَ وهُوَ حَيْسُورُ المَلِكْ
هُدَدُ ، والصَّاحِبُ لِلرَّسُولِ في
إِطْفِيْرٌ العَزِيْزُ ، أَو قِطْفِيْرُ
وكادَ أَنْ يَسْتَوعِبَ التَّحْبِيْرُ
فَهاكَها مِنِّي لَدى قُصُورِيْ
إِلاَّ إِذا بِخَلَلٍ ظَفِرْتَا
وَوَجَبَتْ مِنْ بَعْدِ ذا صَلاتِيْ
وصَحْبِهِ مُعَمِّماً أَتْبَاعَهْ

إِبْلِيسُ قَارُونُ كَذا جَالُوتُ
أَيضاً كَذَا هَارونُ أَيْ أَخُوهَا
ثُمَّ الكُنَى فِيهِ كَعَبْدِ العُزَّى
قَدْ جَاءَ ذُو القَرْنَيْنِ يا أَوَّابُ
عِيْسَى ، وذَا مِنْ أَجْلِ مَا يَسِيْحُ
مِنْ آَلِ فِرْعَونَ الذي قَدْ يَكْتُمُ
ومَنْ عَلى يَاسِيْنَ قَدْ يُحِيْلُ
ويَوشَعُ بنُ نُونَ يَا لَبِيْبُ
ومَنْ هُمَا في سُورَةِ المَائِدَةِ
يِوْحَانِذُ اسْمُها كُفِيْتَ البُوسَا
ومَنْ لَهُ الدَّمُ لَدَيْها قَدْ هُدِرْ
في قَولِهِ: ﴿كانَ وَراءَهُمْ مَلِكْ﴾
غَارٍ هُوَ الصِّدِّيقُ أَعْنِي المُقْتَفِي
ومُبْهَمٌ وُرُودُهُ كَثِيْرُ
جَمِيعَهَا فَاقْصِدْهُ يَا نِحْرِيْرُ
ولا تَكُنْ بِحَاسِدٍ مَغْرُورِ
فَأَصْلِحِ الفَاسِدَ إِنْ قَدِرْتَا
عَلى النَّبِيْ وآَلِهِ الهُدَاةِ
على الهُدَى إِلى قِيامِ السَّاعَةْ
...........................................................................................................
الشيخ: لما انتهى الناظم رحمه الله تعالى العقود التي هي من أهم ما ينبغي أن يعنى به طاب العلم مما يتعلق بالقرآن ختم منظومته بأشياء أقرب ما تكون إلى الملح ملح العلم وليست من متينه إذ معرفتها لا يتوقف عليها فهم القرآن ،تسمية المبهم مثلاً أو نسبة المهمل وتميزه من غيره وتعينه هذه لا يترتب عليها ولا يتوقف عليها فهم المعنى من جهة ولا معرفة الحكم المستنبط أو العبرة أو الفائدة منها من الآية.
فذكر الخاتمة أنها اشتملت على أربعة أنواع:
1- الأسماء
2_والكنى
3- والألقاب
4- والمبهمات
والأسماء : الأعلام التي يسمى بها المولود .
والكنى :ما صدر بأب أو أم .
واللقب :ما أشعر بمدح أو ذم .
والمبهم: الذي لم يعين اسمه في الكلام .
فبدأ بالأسماء :وذكر منهم أسماء الأنبياء المذكورين في القرآن وعدتهم خمس وعشرون وإلا فالأنبياء جمع غفير ،فنؤمن بهؤلاء على التفصيل ونؤمن بما عاداهم على سبيل الإجمال ،هؤلاء نؤمن به بأسمائهم وأما من عداهم مما دل عليه الأحاديث الأخرى التي دلت على أن الأنبياء عددهم كثير إن كان في حديث أبي ذر ضعف لكن غيره يدل على أن هناك أنبياء غير هؤلاء ،وهناك رسل وهم أقل من الأنبياء.
فذكر منهم إسحاق وترتيبه لهؤلاء مبني على ايش على الحروف؟؟ لا الأول إسحاق يوسف أول حرف وأخر حرف نعم ،على ترتيبهم في الوجود الأول فالأول لا أدم رقم ستة عشر نعم ،ليس له ملحظ في الترتيب إلا أن النظم تأتى له على هذه الكيفية .
إسحاق يوسف :إسحاق بن إبراهيم ويوسف بن يعقوب ، ولوط بن هاران مع إن التسميات الموجودة في كتب التاريخ لإبائهم فيها اختلاف كبير ويقع فيها تصحيف كثير لأنها لم ترد بها سنة صحيحة ملزمة وإنما هي متلقاة عن المؤرخين ولذا في تسمية والد إبراهيم عليه السلام إسمه أزر هذا منصوص عليه في القرآن لكن ومع ذلك يختلف المؤرخون في اسم أبيه اختلافاً كبيراً يعني هل مثل هذا ينبغي أن يختلف فيه .
قالوا هذا اختلفوا في اسمه اختلافاً كبيراً ، نعم هم اعتمدوا على ما عند المؤرخين ووجهوا ما جاء في القرآن مع أن الأصل أن القرآن هو المرجع هو المحفوظ أما كتب التاريخ يعتريها ما يعتريها .
إسحاق بن إبراهيم ويوسف بن يعقوب ولوط ابن هاران كما قالوا وعيسى ابن مريم وهود ابن عبد الله هكذا في كتب التواريخ وصالح بن عبيد وشعيب ابن ميكائيل وموسى ابن عمران وهارون ابن عمران وداود ابن ايشع وابنه سليمان ابن داود وأيوب بن أبيض هذه أسماء يمكن أن توجد في كتب التاريخ على غير هذه الصيغة ولكنها موجودة على هذا اللفظ عند مؤرخين آخرين .
بعد هذا في البيت الثاني ذكر الناظم رحمه الله تعالى هارون ابن عمران وداود قالوا ابن ايشع وابنه سليمان ابن داود ويحيى ابن ذكريا واليسع ابن جبير وإبراهيم ابن أزر .
أيوب ذوا الكفل :ذوا الكفل قالوا في اسمه بشر ابن أيوب يونس ابن متى ،ذوا الكفل إذا قالوا أن اسمه أيوب لماذا ذكره الناظم مع الأسماء ما ذكره مع الألقاب ؟؟ لأن عندك أسماء وكنى وألقاب مبهمة ،ومن الأنبياء من سمي ومنهم من لقب ، ذكر في القرآن لكن الخاتمة فصلت إلى أسماء وكنى وألقاب ،وذوا الكفل لقب وليس باسم واسمه بشر ،ما ورد ولكن يمكن أن يذكر في الألقاب لا في الأسماء ثم الكنى بعدها ثم بعد ذلك ذكر اللألقاب ثم المبهم .
وذكر في الألقاب ذا القرنين اسمه اسكند وسماه يعني ذكره في الألقاب وذكر المسيح في الألقاب مع إنه جاء أن هذا اسمه في القرآن اسمه المسيح ماهي مسألة أنه نبي المسألة في التقسيم إلى أربعة أقسام أسماء وكنى وألقاب فهل ذوا الكفل اسم ولا لقب؟ مقتضى جعله مع الأسماء أن هذا اسمه وما نقول صفته ،ولا ذكر أن هذا لقب لقبه المسيح واسمه عيسى نعم هو ما صح عنده افترض أنه حقق في المسألة وما ثبت عنده التسمية التي يذكرها المؤلفون ، وكثيراً ما يختلف في اسم من عرف بكنيته أو لقبه يعني من اشتهر بكنيته أو لقبه يضيع اسمه، حتى يقول بعض أهل العلم أن اسمه كنيته .
ذو الكفل يونس ابن متى جاءت تسمية والده في الأحاديث الصحيح ((لا تفضلوني على يونس ابن متى))كذا يعقوب ابن إسحاق .
أدم أبو البشر إدريس ابن ايش؟ شوف مثل هذه الأمور لعدم أو لقلة فائدتها مانقول ما فيها فائدة تجد مافي من أهل العلم من يهتم بتحقيقها وتحريرها لكن لو ترتب عليها فائدة جاء مبهم في سند حديث لا بد أن يوقف عليه لأن ثبوت الحديث متوقف على معرفته لكن هذه الأسماء التي جاءت في القرآن يكفي أن نعرف الاسم أما أن نتتبع كتب التاريخ نعم إذا ورد فيها نصوص صحيحة صريحة يعني حفظها والعناية بها من الاهتمام بالقرآن ،لكن باعتبار أنه لم يرد فيها شيء إلا عن طريق المؤرخين والمؤرخون يختلفون فلا تجد العناية من أهل العلم لو تسأل أعلم الناس بالنسبة للعلم الشرعي وأكثرهم اهتمام بالقرآن وتقول له ايش اسم والد مثلاً إدريس أو مثلاً ذو الكفل اسمه معروف المقصود أن هذه الأمور يعتني بألفاظها في القرآن ومع ذلك إن وجد شيء يثبت بطريق صحيح مثل من ذكرت أسماء أبائهم في القرآن أوالسنة مثل هؤلاء يعتنى بهم ،لكن شجرتهم لآبائهم وأنسابهم من ضمن مايذكر مثل التواريخ مثل ما يذكره ابن جرير ومثل ما يذكر ابن كثير وغيره من المؤرخين .
لكن الذي يلاحظ على بعض طلاب العلم ليس هذا هذا لا يلاحظ كونهم ما يعرفوا اسم أبو إدريس أو أبو نوح ما اسمه ليس مشكلة ولكن ما يعرف من قصة نوح هذا الإشكال أو قصة واحد من الأنبياء المذكورة في القرآن تفصيلاً أو كون فلان قبل فلان يعني غفلة تامة عن قصص الأنبياء وهي موجودة في القرآن قصصهم الفائدة فيها مجرد التسلية ؟لا الاعتبار {لقد كان في قصصهم عبرة}وإذا كانوا بما قص الله عنهم سبحانه وتعالى من أخبار وما ألت إليه حال أممهم إذا كنا نقرأها على أنها تاريخ مثل ما نقرأ في تواريخ البشر فهذه مشكلة،نعم فيها متعة وفيها إطلاع واستجمام للذهن لكن فيها العبرة كي نعتبر ونتعظ كما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه ((مضى القوم ولم يرد به سوانا لئلا نرتكب ما ارتكبوا فنقع بما وقعوا فيه ويحل علينا ما حل بهم))يعني ما هي مجرد سواليف وقصص تملى به المجالس وقصص القرآن من أهم ما يعنى بها طالب العلم {لقد كان في قصصهم عبرة}ولو الإنسان اعتنى بما ذكره المفسرون الإثبات المحققون ورجع إلى بعض التواريخ الموثوقة مثل البداية والنهاية أو تاريخ الطبري استفاد فائدة كبيرة .
وبمعرفة هذه القصص يتجلى له كثير من معاني القرآن لأن القصص هذه قصص الأنبياء ما أقوامهم وما حل بهم تشغل حيز كبير من القرآن وبعض القصص كرر مراراً وكل مرة يذكر فيها فوائد وأشياء لا توجد في المرة التي قبلها فعلى طالب العلم أن يعنى بها .
ونوح وقال ابن لمك ويحيى ابن زكريا واليسع ابن جبير وإبراهيم ابن أزر وأيضاً إلياء من هو إلياء هذا؟؟
إلياس :ترخيم والأصل أن الترخيم إنما يكون في حال النداء ترخيم بأن نحذف أخر المنادى كيا سعى لمن دعا سعاد هنا بدون نداء لكن الحاجة حاجة الشعر قد تقتضيه فالشعر له ضروراته .
قالوا إلياس ابن الياسين لكن الياسين ما جاء في القرآن الياسين وما ذكر هنا فهل هو إلياس أو ألياسين فهذه القراءات تفسرها القراءات الأخرى.
وذكريا أيضا إسماعيل ابن إبراهيم ،وجاء في محمد تكميل :هو الخامس والعشرون هو الخاتم عليه الصلاة والسلام وهؤلاء الخمسة والعشرون كلهم ممنوعون من الصرف للعلمية والعجمى إلا ستة صالح ونوح وشعيب ومحمد ولوط وهود هؤلاء الستة يصرفون وأما البقية فهم ممنوعون من الصرف .
وشعيب الذي تقدم في البيت الأول في الشطر الثاني ورقمه سبعة ،شعيب واحد أو أكثر من واحد ؟شعيب بعث إلى من ؟ {وإلى مدين أخاهم شعيب}وأيضاً بعث إذاً أصحاب الأيكة فهل بعث إل هؤلاء وإلى هؤلاء ؟أو هم أصحاب الأيكة هم مدين ؟
وموسى لما ورد مدين وحصل مع صاحب مدين هل هو شعيب أو غير شعيب؟مسألة خلفية بين أهل العلم يعنى بها طالب العلم ويرجع عليها التفاسير .
انتهى من الأنبياء الخمسة والعشرين بعد ذلك ذكر الملائكة هاروت وماروت وجبرائيل قعيد السجل ميكائيل
هاروت وماروت جاءت في أية السحر حاء اسمهما في آية السحر في سورة البقرة ،وجبرائيل تكرر ذكره وكذلك ميكائيل والقعيد {ما يلفظ من قول عن اليمين وعن الشمال قعيد}لكن هل هو واحد أو اثنين؟ اثنين ،والسجل يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب أثبته في الملائكة ،أن كان مقصود به الملك الموكل بكتابة الحسنات والثاني الموكل بكتابة السيئات يلي عن اليمين وعن الشمال ولكن ما جاءت تسميتهم ،فقعيد وصف وينطبق هذه الصيغة فعيل على المفرد والمثنى والجمع والمذكر والمؤنث إن رحمة الله قريب وقعيد ينطبق على اثنين .
ثم بعد ذلك ذكر ثلاثة من المسلمين وثلاثة من الكفار
لقمان تبع كذا طالوت: هؤلاء الثلاثة كلهم مسلمون ،إبليس قارون كذا جالوت :هؤلاء الثلاثة ممن سمي من الكفار في القرآن.
ومريم أم عيس عمران أي أبوها :مريم ابنة عمران وليس المراد بعمران أبو موسى وهارون .
أيضاً كذا هارون أي أخوها : {مريم ابنة عمران } {ويا أخت هارون}كل هذا قد يقول قائل لماذا لا تكون مريم ابنة عمران أخت موسى ابن عمران وأخت هارون ابن عمران؟نعم المسافة بعيده جداً المسافة بعيدة بينهم وإن كان بعضهم يقول الأعمار في الأمم الماضية قد تطول إلى هذا الحد لكن الأكثر على أنها ليست بأخت لهم ،فأخوها هارون ليس هو أخو موسى وأبوها عمران ليس هو أبو موسى .
من غير زيد ابن حارثة من صحاب عز :أي لم يذكر باسمه من الصحابة إلا زيد ابن حارث ،(فلما قضى زيد منها وطرزوجناكها) ثم لما نهى الكلام عن الأسماء بدأ بالكنى .
ثم الكنى فيه كعبد العزى :لم يذكر عزير ما ذكر عزير وينبغي أن يذكر مع من ؟ مع مريم وعمران وهارون أخوها ينبغي أن يذكر عزير وهو مذكور في الأصل في النقاية .
م الكنى في القرآن كعبد العزى جاء بالتكنية جاء ذكر أبو لهب بكنيته واسمه عبد العزى "ويقول أهل العلم أن الحكمة في تكنيته وإن كانت تكنية في الأصل تكريم وتشريف ،يعني هل يستوي أن تقول يا قلان أو يا أبا فلان الكنية ما في شك أنها تشريف "وذكر أبو لهب بكنيته لأن اسمه معبد لغير الله جل وعلا فالنطق به حرام ينطق بعبد العزى .
النص القرآني لا شك أنه يترفع عن هذه التسمية،وأيضاً ذكره بالكنية إشارة إلى مآله نسأل الله السلامة والعافية .
الألقاب الثالث الألقاب :قد جاء ذو القرنين يا أواب :يا كثير الأوبة والتوبة والرجوع إلى الله جل وعلا ،واسمه على الأشهر اسكندر ذو القرنين اسمه على الأشهر اسكندر وتلقيبه بذي القرنين أنه بلغ ملكه قرن الشيطان المشرق وقرنه المغرب الذي عند طلوع الشمس وعند غروبها هذا قول .
أو لأن له قرنين إما من الشعر أو من شيء نبت في رأسه كما يقول بعضهم المقصود أنه هكذا جاء في القرآن واسمه عند أكثر المؤرخين في الأشهر عندهم الإسكندر .
المسيح: هذا لقب مع أنه جاء في القرآن ما يدل على أنه اسمه المسيح عيسى ابن مريم ،وقد تشدد السين فيقال المسيح للمبالغة وسبب تلقيبه بهذا سياحته في الأرض يعني مسح الأرض كلها بالسياحة أو لأنه لا يمسح ذا عاهة إلا بري أو لأنه ممسوح القدمين لا أخمص له ،المسيح عيسى وذا اللقب من أجل ما يسيح في الأرض من السياحة فمن أجل سياحته في الأرض أو لكونه لا يمسح ذا عاهة إلا بريء أو لأنه مسيح القدمين أي لا أخمص له ،الأخمص إيش؟ التجويف الذي في أسفل القدم فهو ممسوح وهذه صفة مدح ولا ذم ؟ يعني في العسكرية يقبل مسيح ولا ما يقبل؟ كونه له أخمص أسهل في المشي ،على كل حال الأمر سهل ، وقد تكون تسمية عيسى بهذا ليس لهذا لا لأنه ممسوح القدم ما يلزم فالأقرب كونه ما يمسح ذا عاهة إلا بريء هذا واضح لأنه ببريء الأكمة والأبرص بإذن الله ، من اجل ما يسح الخلاف في بعض المذكورين على إنهم أنبياء مثل الخضر مثل لقمان مثل تبع ومثل مريم رجح جمع من العلم أن مريم نبيه وأنها يوحى إليها والمعتمد أنه ليس في الأنبياء من النسوة أحد ،وأوحي إلى النحل بعد ،واستدلوا على نبوة الخضر بقول الله عز وجل {ما فعلته عن أمري} استدلوا بهذا ،فرعون ذا : اسمه الوليد.
ثم القسم الرابع والمبهم:من أل فرعون الذي قد يكتموا إيمانه يعني الذي جاء ذكره في سورة غافر .
واسمه حزقيل :ومن على ياسين قد يحيل :أعني الذي يسعى اسمه حبيب ،الذي جاء يسعى في سورة يس اسمه حبيب النجار ،لكن الذي جاء يسعى في سورة القصص يوشع ابن نون يا لبيب ،لأنه الذي يسعى اثنين واحد في سورة يس وهذا نص عليه أن اسمه حبيب النجار وهذا معروف عند المفسرين ،وأما الذي جاء يسعى في سورة القصص يوشع ابن نون يا لبيب هذا الذي يظهر في كلامه ‘وهو فتى موسى لدى السفينة يعني في سورة الكهف {إذ قال موسى لفتاه لا أبرح حتى أبلغ مجمع البحرين }إلى أن قال {فلما جاوزا قال لفتاه }هو يوشع ابن نون .
ومن هما في سورة المائدة؟ قال :رجلان من الذين يخافون أنعم الله عليهما أدخلوا عليهم الباب اسم الاثنين قال رجلان اسمهما كالب ابن يوقنا مع يوشع ابن نون ،يوشع جاء ذكره مبهماً في أكثر من موضع يعني فسر أكثر من مبهم بيوشع ابن نون .
أم موسى في سورة القصص {فأصبح فؤاد أم موسى فارغاً}اسمها يوحنا بنت يصهر تحتاج إلى ضبط والجهل بها لا يضر يكفينا أن نقول أم موسى ،ولو كان في تسميتها ونسبتها شيء مما يتوقف عليه فهم القرآن أو العمل بالقرآن لسميت يوحنن اسمها كفيت البؤسَ ،جملة دعائية أي كفاك الله جل وعلا وحفظك من البؤس والشدة .
ومن هو العبد لدى الكهف : أي لدى سورة الكهف في قوله{فوجد عبد من عبادنا }الخضر والخضر لقب اسمه بيليا لو ترجعون إلى كتب التواريخ وكتب التفسير تجدون مثل هذا الكلام مصحف على أوجه كثيرة ،كل هذا يدلنا على أنه لو كان مما يتوقف عليه فهم القرآن لحفظه الله جل وعلا من التصحيف والتحريف .
الخضر ومن له الدم لديها قد هدر :لديها يعني في سورة الكهف ويختلفون في الخضر من وجوه :
هل هو نبي أو ولي ؟ وهل هو مات أو بقي إلى زماننا أو إلى ما بعده؟ مسألة خلافية بين أهل العلم والجمهور على أنه باقي والذي حققه شيخ الإسلام وغيره من أئمة التحقيق أنه قد مات .
ومن له الدم لديها قد هدر:بلا قصاص أعني الغلام {حتى إذا لقي غلام فقتله }الذي قتله الخضر وهو اسمه حيسور ،والملك في قوله تعالى{كان ورائهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا}هدد ابن بدد وكلاهما كما قالوا على وزن سورد .
والصاحب للرسول :وصاحب للرسول عليه الصلاة والسلام في الغار {إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا} هو الصديق الكبر أعني المقتفي لأثر النبي عليه الصلاة والسلام .
أضفير العزيز أو قضفير :العزيز عزيز مصر أضفير اسمه أو قضفير قولان .
ومبهم في القرآن وروده كثير :وروده كثير ومرجع تعين هذا المبهم أو تميزه إلى النقل المحض ولا مجال للرأي فيه كذلك الأسماء لا يدخلها الاجتهاد ولا يستدل عليها من خلال السياق بما قبلها وما بعدها ولذا يوصي أهل العلم بتحفظ الأسماء وتلقيها عن أهل العلم والخبرة لأن الإنسان قد يقرأ اسم راوي من الرواة وتصحيفه يسير ويمشي عليه يعني نعيم بن سالم لو بحثت في كتب الدنيا ما وجدت شخص اسمه نعيم وهذا يدور اسمه في كتب الحديث كثيرة واسمه يغنم بن سالم والمسألة زيادة نقطة ونقص في نقطة .
فلو بحثت عن ترجمة لهذا الراوي لن تجدمع التصحيف اليسير فعلى هذا الأسماء لا بد من تلقيها عن أهل الخبرة والمعرفة الذي ينطقونها كما هي والعناية بكتب الضبط فإذا ضبط كلمة وحررها وتلقاها وراجع عليها الكتب كما يقول أهل العلم فليودعها سويداء قلبه .
ومبهم وروده في القرآن كثير:ومن المبهم ما استأثر الله بعلمه يعني لا تبحث عنه ،من المبهم لا تتعب نفسك في البحث عنه ،وآخرين منهم لا تعلمونهم الله يعلمهم مثل هؤلاء المبحث عنهم ما يمكن .
وعلى كل حال المبهمات فيها مصنفات من أشهرها:
مصنف للسهيلي في مبهمات القرآن للسهيلي ،وابن جماعة ،وأيضاً للبلقيني والسيوطي مبهمات في القرآن .
وهناك مصنفات في مبهمات رجال الحديث سواء كانت في المتون أو الأحاديث ومن أجمعها: المستفاد من مبهمات المتن والإسناد - للحافظ ولي الدين أبي زرع ابن حافظ العراقي ، وللخطيب البغدادي ،وللنووي ،وجمع من أهل العلم ألفوا في المبهمات .
ومبهمات ما ورد في الأسانيد هذه من أهم المهمات معرفته إذ يتوقف عليها معرفة حال هذا المبهم ،لا نستطيع أن نعرف هذا المبهم إلا إذا عرفنا اسمه ثم بعد ذلك نعرف حاله .
وكاد أن يستوعب التحبير:السيوطي التحبير كتاب في علوم القرآن للسيوطي كاد أن يستوعب هذا النوع المبهمات .
وكاد أن يستوعب التحبير جميعها: جميع المبهمات ، فأقصده يا نحرير: أقصد هذا الكتاب ومطلع عليه وانظر ما فيه .
فهاك : انتهى من الكلام النظم ،فهاك: يعني خذ هذه المنظومة .
فهاكها مني لدى قصوري : يعني في العلم والمعرفة وضبط الشعر على قصوري .
فهاكها مني لدى قصوري ولا تكن بحاسد مغرور :
لا تكن بحاسد لي على هذه المنظومة التي استحسنتها فتحسدني عليها وتغتر بنفسك ، إلا إذا وجدت خلالاً.
إلا إذا بخل ظفرت :يعني لا تنتقد ولا تعترض لمجرد الغرور في نفسك أو حسد لي ،إنما أعترض إذا وجدت خلل.
فأصلح الفساد إن قدرت:فأصلح الفساد الحاصل بذلك الخلل إن قدرت على الإصلاح ومع ذلك لا تصلح في أثناء الكلام أو في الأبيات تبدل كلمة بكلمة وتعدل بيت في أثناء الكلام ويبقى الكلام على ما هو عليه ويعلق عليه ويعدل ويصحح في الحاشية لماذا؟
لأنك افترض أنك صححت هجمت على كلمة فرأيت أن غيرها أصوب منها صححتها ثم جاء شخص وقال ايش جاب هالكلمة ورجع إلى الأصل ومسح وأثبت الأصل ،أو أنت صححت وأثبت الأصل جاء ونقل الأصل إلى مكان وكلامك صار مرجوح عنده ،يثبت في الكتب ما يستظهره المحقق ويقول الذي في الأصل كذا وصوابه ما أثبت ،ثم يأتي من يأتي ويقول لا الصواب ما في الأصل وإذا عدل من غير إشارة فالأمر اسواء لأنه قد يأتي من يعدل بغير إشارة أخرى فينتهي فيكون في النهاية نسخ للكتاب .
ووجبت من بعد ذا : الكلام كله الذي فات .
صلاتي على النبي :محمد عليه الصلاة والسلام .
وآله الهداة:أزواجه وذريته وأتباعه على دينه وأقاربه على من بني هاشم ومن بني المطلب ليشمل جميع الأقوال .
وعلى صحبه جميعاً:حال كوني معم أتباعه صلى الله عليه وسلم على الهدى جيل بعد جيل إلى قيام الساعة .
والله أعلم وصلى الله وسلم ومبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مذاكرة, صفحة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:09 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir