جعلوني عاقاً

[أم البراء صبرين جلاييف]

أنت ليس لك رأي...أنت ليس لك قيمة ...أنت فاشل ...
من قال أنه يمكنك أن تكون شيئاً يوماً ....
إنك لا تجيد شيء في الحياة إلا الصلاة ...كل ما تفعله طوال اليوم أنك تصلي ...
ما هذا الهراء الذي تقوله ...هذا ليس عصر مباديء ...
أنت ضعيف ...وستظل هكذا دوماً....
لا تبكي كالأطفال ...
لا ترد...من قال أنه من حقك أن تناقش ..
أنت لا تجيد شيء ...كل ما تجيده شيء واحد أن تقرأ الكتب الدينية وتسمع للمشايخ ...
صراخ ..أين ذهب هذا الفتى ؟
لقد ذهب يصلي الضحى ..
أليس أمامه غير هذا ؟!
يجب أن أنهي صلاتي قبل أن يأتي أبي ويشتمني ...لو يقتلني أرحم ....
ما هذا الذي تقوله , لا تخاف من أحد فهذا ينافي إخلاصك ..
أنا لا أخاف ...ولكني لم أعد أتحمل هذه الإهانة الدائمة التي لا تنتهي ...أليس أمامه غيري في البيت ؟..
أنه لا يشتم أخي الذي لا يصلي ...
ولا يكلم أخي الآخر الذي يصاحب الفتيات ...
يقول أن هؤلاء يفهمون الحياة ...
ولدك متميز في دراسته الجامعية ...لقد كرم لأنه من الأوائل ...
لقد حصل على المركز الأول في الأنشطة الإجتماعية ...
إنه محبوب من الجميع ... فعليه سمت الصلاح ...
ولدي يحب أن يمدح دائماً...ويقال له أنت متميز ...أحسنت ...ولكني لن أفعلها ...لن أقولها أبداً...
ساعة يصلي ...ما هذا الفتى ؟!
أريد أن أذهب إلى درس القرآن ...
لا ...
أريد أن أعتكف في المسجد مع رفقتي ...
لا ...
أريد أن أحضر درس العلم ...
لا ...
أريد أن أشارك في إطعام الفقراء والمساكين اليوم فقط ...
لا ..
لا أريد هذه الوظيفة ...كلها كذب وخداع ...
أنت تهذي ....إن مرتبها خيالي ...
يريدونني مسخاً بلا دين ....
دعك من هذا الهراء ...ستظل هكذا دائماً لا تنظر إلا تحت قدميك ...
الناس تنظر للأمام ....لا تنظر للخلف ....
لا أحد يفكر مثلك ...
أنت غريب ....ستظل هكذا دائماً مهمشاً...
لم أعد أتحملك أيها الفتى ....
مالك ياأبي أراك مهموماً ؟
لم يبقى إلا أنت حتى تكلمني ...أذهب من هنا أنت لا تجيد شيء ...فلتنادي على أخيك الأصغر ...لكي أتحدث معه ...أنه أفضل منك ...أنت لا شيء.
أبي , أخي الأصغرأهانني بلا سبب , لم يعد يحترمني لأنه يراك دائماً تهينني ..
أنت ظالم ...أخاك لم يفعل شيء ...
أنت أناني ...أنت ...أنت ...أنت...
ما هذا المنظر ....متى أطلقت لحيتك ...لماذا تركتها لتكبر إلى هذا الطول...
لما تقصر ثوبك ؟!..
لطمة قوية على وجه الفتى ...أخرج من بيتي ...لا تبقى في بيتي اليوم ....
إذهب لرفقتك هذي التي أفسدتك علينا ....مهما تفعل ...ستبقى في نظري فاشل دوماً...
صرخ الفتى في وجه أبيه يكفي ....أنا الذي لم أعد أريد أن أبقى في هذ البيت ...
ولكني إذا خرجت ...فلن أعود ...
أترفع صوتك ؟
أتشتم ؟!
يالك من عاق؟!!!!!
صوت قوي ...لطمة على الوجه ...وباب يغلق ...
وصوت يتردد : من الذي عق أولاً...أريد أن أفهم ...

[طالبة]

اختي مجاهدة اوجعنا الكلام والله فعلا هذا يحدث
سبحان الله اذا هم المسلم ان يفعل خيرا سبحان الله لا تعرفي من اين تأتي المشاكل؟!
ولكن الآن اريد ان اسأل سؤال الي اي مدي يحق للوالدين ان يهينوا الابناء وعليهم الصبر ؟وهل اذا فلتت اعصاب الابناء فهل هذا عقوق هذا سؤال فعلا اريد اجابة عليه لعل احد يوافينا بالاجابة

[أم البراء صبرين جلاييف]

والله أختي هذا السؤال يوجه لشيخنا الفاضل عبد العزيز بن داخل هو الذي يجيبنا عليه .
أختي الكريمة , أسأل الله أن يفرج هم كل مؤمن ومؤمنة .
لم أقصد أن أوجع أحداً بهذا الكلام لذا أعتذر عن ذلك .
ولكننا قد ننكأ الجرح من أجل أن يعالج .
إنما أردت أن أطرح قضية هؤلاء الشباب و الفتيات وهو واقع خاصة في المجتمعات التي يكون ظهور إلتزام أحد أبنائها غريب عليها وهذا للأسف واقع في كثير من مجتمعاتنا .
وحينها يكون صراعاً و ضغطاً من كل الجهات .
إلى جانب أنه يكون هناك تعقيد واصطدام بين ما يؤمن به هذاالأخ أو ما تؤمن به هذه الأخت من قيم وفي كيفية إسقاطها على واقعهم .
ناهيك عن المشكلة التي نعاني منها في أغلب بيوتنا للأسف وهي مشكلة الإعتداء اللفظي وتأثيره في هدم الشخصية وعدم بنائها وحتى لو نشأ الأخ وأو نشأت الأخت في روح من التحدي واستطاع أو استطاعت النجاح , تبقى هناك رواسب في نفسيتهم من هذا الواقع يصعب إزالتها مهما مر الزمن .
والمشكلة الأكبر هي قلب الحقائق فيكرم الباطل ويهان الحق ويكون صوته ضعيفاً خافتاً .
أسأل الله أن يصلح الأحوال .فإن أمتنا لن تستعيد مجدها إذا كانت نواتها من بيوتنا وأسرنا بهذا الشتات.