1- العنوان : ( على عتبات العام الجديد)
التاريخ : (الأحد-30-12-1421هـ)
الصف الأول ثانوي.
*~*~*~*~*~*
واقفة على شواطئ البحار..
أستمع لنشيد الحياة..
أمتع مقلتيّ بمنظر الشمس في لوحة الغروب..
فهممتُ بأن أخط في سطور دنياي بعض الكلمات ، أو أنقل حديث القلب مع الذكريات ، ولكن حار قلمي ، وعجز خاطري ..
إذ ماذا عسي أخط في قرطاسي ؟
وعن أي شيئ سأنقش كلماتي على أسطر الزمانِ؟
أأكتب عن قصة الوقت الذي يستصرخني في كل حين ؟
أم ياترى.. أكتفي بعد ما مضى علي من الأعوام والسنين؟
حقاً .. صدق المصطفى الحبيب - صلى الله عليه وسلم - حيث قال : " نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس : الصحة والفراغ ".
- أوقاتنا هي رأس مالنا في حساب حياتنا .
-(دقات قلب المرء قائلة له~إن الحياة دقائق وثواني)
ولكن .. وا أسفى على عمري وزماني !
فهاهو عامي قد مضى وانقضى ، ومر سريعاً كأن لم يكن .. كومض أنار رحاب الفضا .
وأنا في دنيا الأحلام مستغرقة ، وفي لجة الأهواء والزيف غارقة ..
فياويح نفسي !
أصحيح أن قد تصرم عامي ؟
وأن السجل قد طوي وفيه كل أعمالي ؟
هل غاب قرص الشمس خلف الجبال ؟
أم أن عيناي لا تلمحان سوى الخيال؟
يستقبلني عام ثم يودعني ، ينهرني ويعنفني ، ثم يحنو علي فيعظني ويرشدني .
ورغم ذلك ، ما فتئت نفسي تلهو وتغفل !
كلما جاءتني سنة عبثت خلالها ، وألقيتها ورائي ولم أبالي !
كلما جاءني رسول الرغبة صددتُ عنه !
وإن أتاني رسول الرهبة هربتُ منه !
فتباً لنفسي اللاهية..
متى تتوقف عن غيها وتندم؟أو يستعبر قلبها ويتألم؟
فلقد خلا عامي ..بين لهو وهزل أو حزن وبكاء
كم ركضت كم لعبت~والعمر في انقضاء
كم شكيت كم تعبت~وملأت سجل الشقاء
أواه من ضياع أوقاتي ، ورحيل رفقة الأخيار عني ..
مضى عامي وأنا في لهوي وغفلتي ..فصاح بي فؤادي : كفاكِ غفلةً واستفيقي!
يستفهمني عامي الجديد :
هل ستملأينني هزلاً ولغواً . أم جِداً وحقاً ؟
يطالعني القمر من عرشه الفضي في السماء ، يساءلني .. لا بل يعاتبني :
أما آن لمثلك أن يعتبر ؟
ويكف عن هزئه وعبثه ويعقل ؟
حتى النسيم العليل ، وكذا طيري الجميل ، وكل النجوم والأقمار ، يعذلونني لأجل أني مضيعة لأوقاتي ، صارفة ساعاتي في اللغو ومالايفيد .
وحق لهم ذلك!
فما هم إلا رفقاء دربي .. أحيا معهم ، وأخلو في وحدتي بهم.
وهاهم أولاء المخلصين ، يعاتبونني ..
والعتاب دليل المحبة ، ورمز الإخاء والمودة.
لهذا : رجعت إلى نفسي أحاسبها ، وشمس التوبة تسكب بين جوانحي ضوءها ، فإذا بي أحس أن الكون جديد ، والإيمان يدعوني إلى عالمه الرحيب .
فشعرت عندها بالتآمِ شمل روحي ، وأن فكري قد عاد بعد ضياعه في دهاليز الشك والأحلام ، وبدأ قلبي ينبض بالخير والوئام..
وأن نفسي قد استكانت بعودتها إلى حضن السلام ، وما عادت عيناي تلمح ذاك الخيال أو تلك الأوهام..
وبهذا أنهيت قصة الشتات والضياعَ!
وشرعت أنقش على واجهة المستقبل ، ماأزمعت على فعله ، أو عزمت على تركه .
فأما ما نواه قلبي ، وما صح عليه عزمي :
أن أحفظ لوقتي ساعاته ، وأحسب لدقائق أعمالي حسابه ، وألا أكون طلقة جديدة من طلقات العدو لأمتنا ، وألا أصم آذاني عن صرخاتها واستغاثتها..
سأحاول - متوكلة الله - بعزم أكيد ، وقلب لا يلين ، أن أملأ هذا العام طاعةً وبراً ، كي لا يرحل محملاً أسوأ الذكريات عني .
سأمضي - بإذن الله - في تحقيق عزمي ، وأنصرف عن الملهيات قدرإمكاني .
فلقد تعلمت من الحياة : أن العمر مركب يطلب الناس عليه المنى ، وفيه المنون !
ويبقى مافي القلب ..في القلب.