اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة على زهرى ابن تاوى
في حلية طالب العلم:
السلام عليكم
يطلب لطالب العلم أن يهجر الترفه والتنعم؛ لحديث النبي صلى الله عليه وسلم: «البذاذة من الايمان».
فبناء على ذلك، هل المدرسة تبني بالمبنى جيد مضمون في هذا النهي؟
|
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
هجر الترفّه والتنعّم ينبغي أن يُفهم فهماً وسطاً بين الغلوّ والجفاء؛ فإحسان العمل من إعداد عدّة الطلب والبناء والهيئة واللباس وغيرها من غير مبالغة ولا سرف ولا مخيلة من الجمال الذي يحبّه الله، والله تعالى يحبّ أن يرى أثر نعمته على عبده، ومن كان في موقع المسؤولية لبناء مبنى لطلاب العلم فإن من الواجب عليه أن يحسن البناء بما يأمن به الطلاب على أنفسهم من تهافت المبنى وسقوطه أو سوء خدماته، وكلما كان عمله أحسن كان ثوابه أعظم من هذه الجهة إذا احتسب النيّة، وأما المبالغة في تزيين المبنى بما يكون فيه إضاعة للمال والجهد فهذا من الإسراف المذموم.
وكلام الشيخ رحمه الله موجّه لطالب العلم فإن كان ممن وسّع الله عليه فليحسن لباسه وهيئته وعدّته لطلب العلم إحساناً لا يحمله على المبالغة في التزيّن وإنفاق الوقت الكثير والمال الكثير والجهد الكبير في طلب الترفّه والتنعّم؛ فإن هذا مذموم؛ لكن يأخذ بما تيسّر له مما أنعم الله به عليه من اللباس الحسن والطيب والأجهزة الحسنة التي تعينه على طلب العلم وتختصر عليه الوقت والجهد ؛ وهذا من شكر نعمة الله عليه، وإظهار أثرها.
وأما المبالغة في التزين وإمضاء الوقت الكثير في تذوق المشتريات والمفاضلة بينها وتتبع جديدها وما قيل فيها والإسراف في الشراء فهذا منهيّ عنه ولا يليق بطالب العلم أن يفعله، ومن فُتن به حرم كثيراً من بركة الوقت والعلم.
والغالب على طلاب العلم أن يكون لديهم بعض ما يتنعّمون به ويعزب عنهم بعضه؛ فالوصيّة لطالب العلم أن يأخذ بما يتيسّر له ولا يتكلف ما ليس عنده ولا يحمّل نفسه ما يؤودها ولا يصرف همّته عن طلب العلم إلى مثل هذه الأمور التي من تتبعها وفتن بها فلن يشبع منها، بل ينبغي لطالب العلم أن يضنّ بوقته عنها، ولا يصرفه إلا فيما لا بدّ له منه، وإذا وسّع الله عليه أخذ من ذلك نصيبه في غير إسراف ولا مخيلة، بل يقصد به أن يحسن إعداد عدّته لطلب العلم وإحسان هيئته وإظهار أثر نعمة الله عليه.