سورة فاتحة الكتاب
فإن قيل: الرحمن أبلغ في الوصف بالرحمة من الرحيم بالنقل عن الزجاج وغيره، فكيف قدمه وعادة العرب في صفات المدح الترقي من الأدنى إلى الأعلى؟
قلنا: قال الجوهري وغيره أنهما بمعنى واحد كنديم وندمان فعلى هذا لا يرد السؤال، وعلى القول الأول أنما قدمه لأن الله تعالى أسم خاص بالباري لا يسمى به غيره، لا مفردًا ولا مضافا فقدمه، والرحيم يوصف به غيره مفردًا ومضافًا فأخره، والرحمن يوصف به غيره مضافًا ولا يوصف به مفردًا إلى الله تعالى فوسطه.
فإن قيل: كيف قدم العبادة على الاستعانة والاستعانة مقدمة لأن العبد يستعين الله على العبادة فيعينه الله عليها؟
قلنا: الواو لا تدل على الترتيب، أو المراد بهذه العبادة التوحيد، وهو قدم على الاستعانة على أداء سائر العبادات، فإن من لم يكن موحدًا لا يطلب الإعانة على أداء العبادات.