اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عمار محمد أحمد
قال الشيخ السعدي في تفسير سورة البينة في قوله تعالى: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ (5)}:
"وخصَّ الصلاةَ والزكاةَ، معَ أنهما داخلانِ في قولهِ: {لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ} لفضلهما وشرفهما، وكونهما العبادتينِ اللتينِ مَنْ قامَ بهما قامَ بجميعِ شرائعِ الدينِ."
فما معنى أن من قام بهاتين العبادتين فقد قام بجميع شرائع الدين، وهما شعيرتان منه؟(رابط الدرس)
|
لأن من يقيم الصلاة كما أمر الله فسينتهي عن الفحشاء والمنكر، وسيحرص على امتثال الأوامر واجتناب النواهي، وقد قال عمر بن الخطاب: (إن أهمّ أمركم عندي الصلاة فمن حفظها فقد حفظ دينه، ومن ضيّعها فهو لما سواها أضيع). رواه مالك في الموطأ.
وكذلك يقال في إيتاء الزكاة؛ فإنّ الإحسان في إيتائها لا يقصر على مجرّد دفع القدر الواجب من المال المزكّى، بل يكون مراد صاحبه تزكية نفسه بإنفاق هذا المال تقرّبا إلى الله تعالى، كما قال الله تعالى: {وسيجنّبها الأتقى الذي يؤتي ماله يتزكّى} فعرّف التقيّ بهذا التعريف الجامع؛ ومن صدق في التقرّب إلى الله وتزكية نفسه فإنّ ذلك سيحمله على امتثال الأوامر واجتناب النواهي، ومعرفة حقّ الله تعالى فيما أنعم عليه وشكره على نعمه، ويحمله ذلك على تطهير ماله في كسبه، وإنفاقه فيما يرضي الله عزّ وجلّ.
والفقير الذي لا مال له يثاب على نيّته وعزيمته على الصدقة والإنفاق متى أيسر، ويكون بنيّته تلك كمن ينفق من أهل الأموال.