السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم بل أخي صادق الإيمان :
نعم صادق الإيمان فهل يتسور اللص بيتاً خرباً,لا بل يتسور بيتاً ممتلئاً بالذهب والجواهر .وكذا الشيطان لا يتسور إلا قلباً عامراً بالإيمان ,محباً للإتباع ,راغباً في الهداية,يرجو إصابة الصواب نيةً وقولاًوفعلاً.
وأفضل من يجيبك هو شيخنا الكريم عبد العزيزبن داخل.
ولكنِ يمكنني أن أشير عليك ببعض الحلول ,أسأل الله أن تعينك على النجاة من هذا الابتلاء :
العلم
عليك أخي الكريم بالطلب الصادق للعلم الصحيح ومعرفة أسباب الوساوس وكيفية علاجها من كتب علماء السلف الذين أفاضوا في شرح وسائل العلاج كابن قيم الجوزية ,وأبي محمد المقدسي,وابن الجوزي
العزيمة على دفع الوسواس
كماعلمنا الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح في سنن أبي داود وغيره: ((أنالشيطان إذا جاء إلى أحدكم فقال: إنك أحدثت، فليقل له كذبت
)) زادابن حبانفي صحيحه ((فليقل له في نفسه: كذبت))
تذكر كيدالشيطان
ولذلك لما دخلأبو حازمرحمه الله وهو من أئمة التابعين إلى المسجدفأراد أن يصلي، جاءه الشيطان وقال له: لعلك أن تصلي وأنت على غير وضوء فماذا قالأبو حازمللشيطان؟ هل قال له أحسنت، وأصغى له وذهب ليعيدالوضوء؟! قال له الكلمة الحكيمة: ما بلغ بك النصح إلى هذا، وعرف أن هذا من الشيطان فقال: ما بلغ بك النصح إلى هذا.
الاقتداء بالنبي صلى الله عليهوسلم وهديه
حينجاء الصحابة يشتكون إليه ما يجدون من وسوسة الشيطان، هون الموضوع عليهم صلى اللهعليه وسلم، فقال لهم كما في صحيح مسلم: ((هل وجدتموه)) قالوا: نعم، قال:(( ذاك صريح الإيمان، الحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة)) فبين لهم أن ما أصابهم هو بسببإيمانهم,لكن عليه أن يعمل بوصية النبي صلى اللهعليه وسلم الذي قال في الحديث الآخر الصحيح: ((فليستعذ بالله ولينته)) وهو في الصحيحين
هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الطهارة
لم يكن صلى الله عليه وسلم يزيد في وضوءه عن ثلاث ,كان يتوضأ مرة، مرة، ومرتين مرتين، وثلاثاًثلاثاً، كما في الصحيحين لا يزيد على ذلك،
واعلم أخي الكريم,القاعدة الكبري العظيمة تقول ((( اليقين لا يزول بالشك))) ,هذه قاعدة كلنا ندرسها كطلبة علم.
فلاتسرف في الوضوء مهما كان الشك,فالنبي صلى الله عليه وسلم كان يكفيه
مد في الوضوء وصاعا ًفي الغسل.
معرفة أنه من كيدالشيطان
الله تبارك وتعالى قال عن كيد الشيطان، وهو يذكر على لسان إبليس وكيده للإنسان،أن الشيطان كان يقول:{ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ } [الأعراف:17]. فقال: من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم،أي: من كل طريق يسلكه الإنسان، فالشيطان يقعد له بطريق الإسلام، بطريق الهجرة،بطريق الجهاد، بكل طريق يسلكه، ولكن المقصود في هذا الموضع، أن الشيطان ذكر اليمينوالشمال، والأمام، والخلف، ولم يذكر الفوق، ما قال (ومن فوقهم) لماذا؟ لأنه يعرف أناالله فوقه، وأنه لا يستطيع أن يحول بينهم وبين الله عز وجل، وبينهم وبين رحمة الله تبارك وتعالى، ولذلك فالمبتلى بالوسواس أو بغيره، إذا سأل الله عز وجل بصدق قلب،وإقبال وحرارة فإن الله عز وجل لا يرد من قرع بابه في صدق:
لا تسألن بني آدم حاجة وسل الذي أبوابه لا تحجب
الله يغضب إن تركت سؤاله وبني آدم حين يُسأل يَغضب
فمن سأل الله بصدق وإقبال فإن الله عز وجل لا يخيبه أبدا
وأنصحك أخي بقراءة رسالة إلى موسوس للشيخ سلمان العودة فهي مفيدة .