دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > إدارة برنامج إعداد المفسر > سير المفسرين

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 1 ربيع الثاني 1437هـ/11-01-2016م, 05:23 AM
هناء محمد علي هناء محمد علي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 439
افتراضي سيرة الإمام علي بن حمزة الكسائي

🔆

بسم الله الرحمن الرحيم
🔆

مازال تراثنا يطالعنا بنماذج َ مشرقةٍ يطيب بها الخاطر ، وتزكو بها النفس ، وينشرح لها الصدر، من علماء بذلوا كل أوقاتهم معلمين ومتعلمين ... طارقين كل باب يخفي وراءه علما ... ساعين بكل وسائلهم على قلتها ، وتاركين البلاد سفرا على مشقته ، في سبيل علم هنا أونفع هناك ... حتى كانوا أعلام الورى ، وسادوا الأمم دهرا ... ثم إنك لا تكاد تجد بينهم عالما إلا قد جمع من فنون العلوم كلها وبرع وتميز في أكثر من علم منها ... ومن أهم أولئك علماء كرسوا وقتهم لخدمة كتاب الله فعلموا أن ليس يكفي في كتاب الله تجويد حروفه ومخارجها ... على أهميتها وضرورتها ... ولكن لا بد مع ذلك من فهم لمعانيه وفقه لمقاصده ... فتعلموا من العلوم ما يقوم ألسنتهم بالقرآن وما يفتح بصيرتهم لفهمه وفقهه ... ومن أولئك الجهابذة الذين يشار إليهم بالبنان والذي يطوّف بنا في سيرته بين الكوفة والبصرة وبغداد ونجد وتهامة وبوادي الحجاز والري الإمام أبو الحسن علي بن حمزة المعروف بالكسائي ... النحوي اللغوي القارئ ... فهلم نتعرف على إمامنا وشيخنا عل سيرته تكون لنا مثالا به نقتدي ...

🔆 اسمه ونسبه :
أما اسمه فهو كما قال غير واحد من المؤرخين ونقله الخطيب البغدادي عن محمد بن يحيى الصولي : علي ابن حمزة الكسائي : هو علي بن حمزة بن عبد الله بن بهمن بن فيروز مولى بني أسد [ تاريخ بغداد م 13 ، ص 346 ]
وقال الصولي هو أبو الحسن علي بن حمزة بن عبدالله بن عثمان ، وقيل بهران بن فيروز مولى بني أسد [ نزهة الألباء في طبقات الأدباء ، ص 58 ]
🔆 كنيته : أبو الحسن ...
🔆 نسبته وألقابه :
الأسدي مولاهم ، الكوفي ، الملقب بالكسائي .. ، وقال عنه الذهبي : الإمام ، شيخ القراءة والعربية [ سير أعلام النبلاء ، ج9 ، ص 131]
النحوي اللغوي المقرئ [ الموسوعة الميسرة في تراجم أئمة الإقراء والنحو واللغة ص 1594 ]
فهو أسدي لأنه من موالي بني أسد
كوفي لأن نشأته كانت في الكوفة وكان قارئها ونحويها
الإمام ، المقرئ، شيخ القراءة : لأنه أحد الأئمة القراء السبعة
النحوي اللغوي ، شيخ العربية : لأنه أحد أبرز أعلام النحو في الكوفة بل إن البعض ينسب إليه تأسيس مدرسة الكوفة في النحو .
وكسائي لسبب من الأسباب التالية :
🔆 سبب تلقيبه بالكسائي :
- قيل أنه سمي بالكسائي لأنه أحرم في كساء ، ويدل على ذلك ما أورده الخطيب البغدادي في كتابه تاريخ بغداد عن عبد الرحيم بن موسى قال : قلت للكسائي لم سميت الكسائي ؟ قال : لأني أحرمت في كساء . [ تاريخ بغداد ، ج13 ص 347 ]
وفي ذلك قال الشاطبي في منظومته ( حرز الأماني ووجه التهاني ) المعروفة بالشاطبية :
وأما علي فالكسائي نعته. لما كان في الإحرام فيه تسربلا
ورجح هذا السبب ابن الجزري في [ غاية النهاية ص 477 ] وقال ( الأول أصحها ) يعني لأنه أحرم في كساء كما رجحه غيره من العلماء .

وقيل أسباب أخرى منها :

- سئل خلف بن هشام : لم سمي الكسائي كسائيا ؟
قال : دخل الكسائي الكوفة فجاء إلى مسجد السبيع ، وكان حمزة بن حبيب يقريء فيه ، فتقدم الكسائي مع أذان الفجر فجلس وهو ملتف بكساء ، فلما صلى حمزة قال : من تقدم في الوقت ؟ قيل له : الكسائي يعنون به صاحب الكساء ، فرمقه القوم بأبصارهم . فقالوا : إن كان حائكا ً فسيقرأ سورة يوسف وإن كان ملاحا فسيقرأ سورة طــه. فسمعهم فقرأ بسورة يوسف فلما بلغ إلى قصة الذئب قرأ " فأكله الذيب " بغير همز فقال له حمزة : الذئب بالهمز .
فقال له الـــكسائي ولذلك أهمز الحوت وقرأ " فالـتـقـمه الحؤت " فقال : لا.
فقال : لم هــمـــزت الذئب ولم تهمز الحوت؟ وهذا فأكله الذئب وهذا فالتقمه الحوت ؟.
فـــرجع حــمزة بـِـبَصَرهِ إلى حماد الأحول وكان أكمل أصحابه فتقدم إليه في جماعة أهل المجلس فناظروه فلم يصنعوا شيئا ً .. وقالوا : أفدنا - يرحمك الله تعالى - فقال لهم تفهموا عن الحائك ،
تقول : إذا نسبت الرجل الى الذئب قد استذأب ، ولو قلت قد استذاب بغير همز لكنت إنما نسبت إلى الذوب ، فتقول قد استذاب الرجل إذا ذاب شحمه بغير همز واذا نسبته الى الحوت قلت : قد استحات ارجل أي كثر أكله للحوت إذا كان يأكل منه كثيرا فلا يجوز فيه الهمز فلتلك العلة همز الذئب ولم يهمز الحوت. وفيه معنى آخر : لا تسقط الهمزة من مفرده ، ولا من جمعه . وأنشدهم :
أيها الذئب وابــنـــه وأبـــوه أنت عندي من أذؤب ضاريــــات
قال فــســمي الكسائي من ذلك اليوم. [ تاريخ بغداد ج13 ص 348 ] [ نزهة الألباء في طبقات الأدباء ص60 ] واللفظ لفظ( نزهة الألباء )...

- وقيل لأنه كان يتشح بكساء ويجلس في حلقة حمزة فيقول : اعرضوا على صاحب الكساء

- وقيل لأنه من قرية باكسايا ، وهو أضعف الآراء كما قال ابن الجزري . [ غاية النهاية في طبقات القراء ص 477 ]

🔆 أصله :
أورد ابن الجزري في [ غاية النهاية ص477 ] قول ابن أبي داود السجستاني أن أصل الكسائي من الفرس من سواد العراق .
ويدل على ذلك الاسم ( فيروز ) فهو فارسي غير عربي
وقال الزبيدي : من أهل باحَمْشا ( وهي قرية بين أوانا والحظيرة ) ، ودخل الكوفةَ وهو غلام [ طبقات النحويين ص 127]
وأورد صاحب [ الموسوعة الميسرة في تراجم أئمة التفسير والإقراء والنحو واللغة ص 1595 ] نقلا عن البداية والنهاية أن أصله من الكوفة ثم استوطن بغداد )
وقد يكون المقصود بأصله من الكوفة أي ولادته ونشأته فيها أما أصله فهو غير عربي كما أورد الإمام الشاطبي
( أبو عمرهم واليحصبي ابن عامر صريح وباقيهم أحاط به الولا ) يخبر أن ليس من القراء السبعة ورواتهم عربي صريح إلا أبا عمرو وابن عامر ... والباقون نسبوا إلى قبائل عربية بالولاء .

🔆 مولده ونشأته :
ولد في الكوفة كما قال الخطيب البغدادي في [ تاريخ بغداد ج 13 ص 345 ] أنه من أهل الكوفة واستوطن بغداد ، وقيل في باحمشا [ طبقات النحويين 127] ، سنة 120 هـ على الأصح [ معرفة القراء الكبار ص 296 ] ، وورد في بعض المصنفات 119 هـ ( وربما اعتمد على تاريخ وفاته وعمره إذ أنه عاش سبعين عاماً )

وكانت بداية نشأته العلمية في الكوفة حيث ولد ونشأ فحفظ القرآن عرضا على حمزة بن حبيب الزيات ، حيث عرض عليه القرآن أربع مرات ، وهو من قراء الطبقة الرابعة من التابعين [ النجوم الزاهرة ص24 ]
انتهت إليه رئاسة الإقراء في الكوفة بعده .. وقد أقرأ في بغداد زمنا بقراءة حمزة الزيات ثم اختار لنفسه قراءة فأقرأ بها الناس ، وقرأ عليه بها خلق كثير في بغداد والرقة وغيرهما وحفظت عنه [ تاريخ بغداد ج 13 ص 346 ]

وقد كان الإمام الكسائي من علماء عصره الأفذاذ ، فقد جمع من أطراف العلوم المختلفة وأخذ من كل علم منها بطرف... ولكنه برع إماما في القراءات فهو من القراء السبعة، نحويا لغويا ... ويندر عنه الحديث .. ولذلك نرى أساتذته بين قارئ ومحدث ونحوي ولغوي .... وهذا سمت علمائنا الأوائل رحمهم الله .

🔆 شيوخه :
في القرآن :
وكان ممن أخذ عنهم الإمام القراءة أيضا غير الإمام حمزة الزيات :
محمد بن أبي ليلى ،
عيسى بن همدان ،
وروى الحروف عن أبي بكر بن عياش ،
وعن اسماعيل ويعقوب ابني جعفر عن نافع ،
وعن عبد الرحمن بن أبي حماد ،
وأبي حيوة شريح بن يزيد ( وقيل بل شريح أخذ عن الكسائي )
وعن المفضل الضبي
وزائدة بن قدامة عن الأعمش
ومحمد بن الحسن بن أبي سارة ... [ غاية النهاية في طبقات القراء ص 474 ]

وقد روى محمد بن عيسى الأصبهاني عن الكسائي أنه قال : أدركت أشياخ أهل الكوفة أبان بن تغلب وابن أبي ليلى وحجاج بن أرطأة وعيسى بن عمر وحمزة ) [ معرفة كبار القراء ج1 ، ص 297 ]

ومن شيوخه في الحديث :
سمع من جعفر بن محمد والأعمش ، وزائدة ، وسليمان بن أرقم وجماعة يسيرة وكان عزيز الحديث [ معرفة القراء الكبار ج1 ص297 ]

و في النحو :
تعلم النحو على معاذ الهراء ، والخليل بن أحمد الفراهيدي ... إضافة إلى رحلته في طلب النحو عند الأعراب ... كما سنعرض لها في رحلته في طلب العلم .
وأخذ عن أبي جعفر الرؤاسي [ طبقات النحويين ص 127 ]

🔆 وأما تلاميذه :
فقد كان لتلاميذ الكسائي أثر بالغ في نشر قراءته ونقل غزير علمه ... فقد حظي بطلبة تولوا نشر علمه فذاع وانتشر وكتب له البقاء حتى يومنا هذا ...
فكان ممن قرأ على الكسائي :
راوياه الليث أبو الحارث، وحفص الدوري وهما أشهر تلاميذه
قال الشاطبي : ( روى ليثهم عنه أبو الحارث الرضى. وحفص هو الدوري ....) ،
كما روى عنه كثير من أشهرهم :
نصير بن يوسف الرازي
وقتيبة بن مهران ،
وأبو عبيد القاسم بن سلام وغيرهم [ معرفة القراء الكبار ج1 ص297 ]

و حدث عنه
يحيى الفراء
وخلف البزار
ومحمد بن المغيرة
وإسحق بن اسرائيل
ومحمد بن يزيد الرفاعي
ويعقوب الدورقي
وأحمد بن حنبل [ معرفة القراء الكبار ج1 ص 298]

ومن أشهر تلاميذه أيضا علي بن المبارك المعروف بالأحمر الذي لازمه فترة ثم اختاره الكسائي مكانه لتأديب أبناء الرشيد .

🔆 أقوال العلماء فيه وثناؤهم عليه :
أثنى عليه غير واحد من علماء عصره أو ممن جاء بعده وفيما يلي بعض من أقوالهم فيه وثنائهم عليه :

ثناؤهم على سعة علمه :
- من مدح ابن الأعرابي للكسائيّ وثنائه عليه، قوله: «كان أعلم الناس، وكان ضابطا قارئا، عالما بالعربية صدوقا ... » [ مشتبهات القرآن للكسائي ص 19 ]
- و قال أبو بكر الأنباري : اجتمعت للكسائي أمور لم تجتمع لغيره ، فكان واحد الناس في القرآن، .... ، وكان أعلم الناس بالنحو وأوحدهم في الغريب ... [ تاريخ بغداد ج13 ص 352 ][معرفة القراء الكبار ص 299 ][ غاية النهاية في طبقات القراء 476 ]

ثناؤهم على علمه بالقرآن :
- وقال اسماعيل جعفر المدني وهو من كبار أصحاب نافع : ما رأيت أقرأ لكتاب الله تعالى من الكسائي [ تاريخ القراء العشر ورواتهم ص 36 ]
- قال أبو عبيد في كتاب القراءات : كان من أهل القراءة، وهي كانت علمهُ وصناعته، ولم نجالس أحدًا كان أضبط ولا أقوم بها منه .[ معرفة القراء الكبار ص 298 ] [ غاية النهاية في طبقات القراء ص 476 ]

- وقال عنه ابن مجاهد : كان الناس يأخذون ألفاظه بتلاوته عليهم [ معرفة القراء الكبار ص 298 ]

- وقال ابن مجاهد أيضا عن الكسائي : كان إمام الناس في القراءة في عصره [ النجوم الزاهرة ص 23]

ثناؤهم على علمه بالعربية والنحو وفصاحة لسانه :
- قال الفراء، قال: قال لي رجل: ما اختلافك إلى الكسائيّ، وأنت مثله في النحو؟! فأعجبتني نفسي، فأتيته فناظرته مناظرة الأكفاء، فكأنّي كنت طائرا يغرف بمنقاره من البحر [ طبقات النحويين ص 129 ] [ تاريخ بغداد ج13 ص 352 ]

- وأثنى عليه الشافعي في النَّحو فقال: من أراد أن يتبحَّر في النَّحو فهو عِيَال على الكسائي ، [ تاريخ بغداد ج13 ص 349 ] [ معرفة القراء الكبار ص 299] [غاية النهاية في طبقات القراء ص 476 ]

- قال الهَرَوي: حدثنا أبو عبد الرحمن المقرئ قال: كان الكِسائيُّ فصيح اللسان، لا يُفْطَن لكماله، ولا يُخيَّل إليك أنه يُعرِب، وهو يُعرِب. [ طبقات النحويين ص129 ]

قولهم في مميزات شخصيته :
- وقيل لأبي عمر الدُّوريِّ: كيف صحبتُم الكسائي على الدُّعَابة التي فيه؟ قال: لصدق لسانه [ معرفة القراء الكبار ص 299 ]

- وقال يحيى بن معين: ما رأيتُ بعيني هاتين أصدقَ لهجةً من الكسائي . [ غاية النهاية في طبقات القراء ص 476]

- قال الذهبيُّ: وكان في الكسائي تيه وحِشْمَة لما نال من الرِّياسة، بإقراء محمد الأمين ولد الرشيد وتأديبه، وتأديبه أيضًا للرشيد، فنال ما لم ينله أحد من الجاه والمال والإكرام، وحصل له رياسة العلم والدُّنيا . [ معرفة القراء الكبار ص 299 ]

- وقيل : كان الكسائي إذا تكلم كأنما ملك ينطق على فيه ... [ النجوم الزاهرة ص 23 ]

🔆 طلبه للعلم :

📖 طلبه للقرآن :
قال غير واحد من العلماء أنه عرض القرآن على الإمام حمزة الزيات أربع مرات ... ومن حرصه على درسه كان يحضر أول الفجر ليقرأ أولا ... وكان اعتماده في قراءته أول الأمر على ما تعلمه من الإمام حمزة ...
أورد ابن الجزري في كتابه [غاية النهاية ص 476 ] ، عن أبي عبيد القاسم بن سلام في كتاب القراءات : كان الكسائي يتخير القراءات فأخذ من قراءة حمزة ببعض وترك بعضا وكان من أهل القراءة وكانت هي علمه وصناعته ولم يجالس أحدا كان أضبط ولا أقوم بها منه ، قال ابن مجاهد : فاختار من قراءة حمزة وقراءة غيره قراءة متوسطة غير خارجة عن آثار من تقدم من الأئمة ... ( انتهى كلام ابن الجزري رحمه الله ) وأورده صاحب كتاب [ أحسن الأثر في تاريخ القراء الأربعة عشر ص 60 ]
وهكذا قرأ الكسائي على إمامه حمزة وعلى غير ما واحد من أئمة القراء في زمنه كما ورد من أسماء شيوخه ثم اختار لنفسه قراءة خاصة تعرف باسمه وصار إماما من الأئمة السبعة وعلما من أعلام القراءة في زمانه ...

📖 طلبه للنحو :
وأما إلمامه بالنحو ولغة العرب له فيها حكاية أخرى يرويها عنه تلميذه الفراء فيقول :
قال يحي بن زياد الفراء : إنما تعلم الكسائي النحو على الكبر ، وكان سبب تعلمه أنه جاء يوما وقد مشى حتى أعيي ، فجلس إلى قوم فيهم فضل وكان يجالسهم كثيرا ً ، فقال : قد عييّت بتشديد الياء الأولى ، فقالوا له : تجالسنا وأنت تلحن، فقال كيف لحنت ؟ فقالوا : إن كنت أردت من التعب فقل : أعييت ، وإن كنت أردت من إنقطاع الحيلة والتحير في الإمر فقل : "عـيـيت" بالتخفيف، فأنف من هذه الكلمة وقام من فوره، فسأل عن من يعلم النحو، فأرشد الى معاذ الهراء فلزمه حتى أنفد ما عنده. ثم خرج الى البصرة ولقي الخليل بن أحمد ، وجلس في حلقته، فقال رجل من الأعراب تركت أسدا ً وتـمـيـمـا ً وعندهما الفصاحة وجئت إلى البصرة، وقال للخليل بن أحمد : من أين علمك هذا ؟ فقال الخليل من بوادي الحجاز ونجد وتهامة...
فخرج الكسائي وأنفد خمس عشرة قنينة حبر في الكتابة عن العرب سوى ما حفظه ، ولم يكن له هــمٌّ غير البصرة والخليل ، ولما رجع وجد الخليل قد مات ، وجلس في موضعه يونس بن حبيب البصري النحوي فجرت بينهما مسائل أقر له يونس فيها وصدره في موضعه. [ نزهة الألباء في طبقات الأدباء ، ص 59][ معرفة القراء الكبار ص 302 ]
وقد ورد في كتاب [ تاريخ بغداد ج13 ص 346 ] أن هؤلاء القوم هم الهباريين وهم قوم فصحاء كان الكسائي يكثر مجالستهم )

رحمه الله لم يمنعه كبر سنه ولا مكانته بين القراء من طلب علم كان وسيلته إلى فهم أعمق وتقويم لعجمة وبعد عن اللحن ، وارتحل فيه من الكوفة إلى البصرة ثم إلى البوادي ومكث فيها على مشقة عيشها زمنا ليس باليسير حتى قيل أن لونه تغير فأنكره الإمام حمزة لما رجع ولم يعرفه ...
وذاع صيته وانتشر بعد مناظراته مع يونس حتى صار إمام مدرسة الكوفة في النحو ... ومع ذيوع صيته طلب ليكون مؤدبا للخلفاء ... وفي اختياره قصة طريفة تظهر حسن أدبه وسرعة بديهته ...

اختياره مؤدبا للرشيد :
روى الخطيب البغدادي عن القاضي أبي العلاء الواسطي عن سلمة قال : كان عند المهدي مؤدب يؤدب الرشيد فدعاه المهدي يوما وهو يستاك؛ فقال: كيف تأمر من السواك؟ فقال : استك يا أمير المؤمنين ، فقال المهدي: إنا لله وإنا إليه راجعون، ثم قال: التمسوا لنا من هو أفهم من ذا؛ فقالوا: رجل يقال له علي بن حمزة الكسائي من أهل الكوفة ، قدم من البادية قريبا فكتب بإزعاجه من الكوفة، فساعة دخل عليه قال: يا علي بن حمزة، قال: لبيك يا أمير المؤمنين، قال : كيف تأمر من السواك؟ قال : سُكْ يا أمير المؤمنين، قال: أحسنت وأصبت وأمر له بعشرة آلاف درهم . [ تاريخ بغداد ج13 ص 348][ نزهة الألباء ص 61 ]

فاختاره المهدي ليكون مؤدب الرشيد وكان له لذلك حظوة ومكانة ... ثم اختاره الرشيد بعد ذلك لتأديب ولديه الأمين والمأمون ..

🔆 ورعه :
- كان رحمه الله ورعا لا يتكلم عند السلطان إلا بما يعلم فقد روى أبو بكر بن الأنباري ، قَالَ : قال لي الفراء : لقيت الكسائي يوما فرأيته كالباكي ، فقلت : ما يبكيك ؟ فَقَالَ : هذا الملك يحيى بن خالد يوجه إلي فيحضرني فيسألني عن الشيء ، فإن أبطأت في الجواب لحقني منه عيب ، وإن بادرت لم آمن الزلل. قَالَ : فقلت ممتحنا لَهُ : يا أَبَا الحَسَن ، من يعترض عليك ، قل ما شئت فأنت الكسائي. فأخذ لسانه بيده ، فقال : قطعه الله إن قلت ما لا أعلم. [ تاريخ بغداد ج 13 ص 354 ]

🔆 طرافته ودعابته :
عرف عن الكسائي أنه ذو دعابة وطرافة وكان مع ذلك لا يقول إلا حقا ... ومن طرائفه :
- قيل للكسائيِّ: لم لا تهمز الذِّيب؟ قال: أخاف أن يأكلني . [ معرفة القراء الكبار ص 300 ]
- وعن أبي عمر تلميذه أنه قال : من علامة الأستاذية ترك الهمز في المحاريب [ معرفة القراء الكبار ص 300 ]
- وقال أبو عليٍّ إسماعيل بن القاسم البغدادي: سمعت محمد بن السَّرِيّ يقول: حضر الكسائيُّ مجلس يونس فقال: لم صارت "حتَّى" تنصب الأفعال المستقبلة؟ فقال: هكذا خُلِقَتْ! فضحك به. [ طبقات النحويين ص 127 ]

🔆 نبذة من أخباره :

🎓 من أخباره في حلقاته :
- كان قد قرأ على حمزة الزيات فأقرأ ببغداد زمانا بقراءة حمزة ثم اختار لنفسه قراءة فأقرأ بها الناس ، وقرأ عليه بها خلق كثير ببغداد والرقة وغيرهما من البلاد وحفظت عنه [تاريخ بغداد ج13 ص 346 ]
- وقال إسحق بن إبراهيم : سمعت الكسائي وهو يقرأ على الناس القرآن مرتين [ معرفة القراء الكبار ص 298 ]

- وقال خلف بن هشام : كنت أحضر بين يدي الكسائي وهو يقرأ على الناس وهم ينقطون مصاحفهم بقراءته [ معرفة القراء الكبار ص 298 ]
- و قال أبو بكر الأنباري : اجتمعت للكسائي أمور لم تجتمع لغيره ، فكان واحد الناس في القرآن، يكثرون عليه حتى لا يضبط الأخذ عليهم فيجمعهم ويجلس على كرسي ويتلو القرآن من أوله إلى آخره وهم يسمعون حتى كان بعضهم ينقط المصاحف على قراءته وآخرون يتبعون مقاطعه ومبادئه فيرسمونها في ألواحهم وكتبهم، ... [ تاريخ بغداد ج13 ص 352 ] [ معرفة القراء الكبار ص 299 ][ غاية النهاية في طبقات القراء 476 ]

- وقال ابن الجزري أخبرنا شيخنا أبو حفص عمر بن الحسن المزي بسنده إلى أبي بكر بن حماد عن خلف قال : كان الكسائي إذا كان شعبان وضع له منير فقرأ هو على الناس في كل يوم نصف سبع يختم ختمتين في شعبان وكنت أجلس أسفل المنبر فقرأ يوما في سورة الكهف ( أنا أكثرُ منك ) فنصب( أكثر) فعلمت أنه قد وقع فيه ، فلما فرغ أقبل الناس عليه يسألون عن العلة في أكثر لم نصبه ، فثرت في وجوههم أنه أراد في فتحه أقل يعني آية ( إن ترن أنا أقل منك مالا ) فقال الكسائي ( أكثر) بالرفع فمحوه من كتبهم ، ثم قال لي : يا خلف يكون أحد من بعدي يسلم من اللحن ؟ قال : قلت : لا أما إذ لم تسلم أنت فليس يسلم منه أحد بعدك ؛ قرأت القرآن صغيرا ، وأقرأت الناس كبيرا ، وطلبت الآثار فيه والنحو [ تاريخ بغداد ج13 ص 351 ][ نهاية الغاية في طبقات القراء ج1 ص 476 ]

وقد كانت حركات الحروف أو ما يعرف بحركات الإعراب في وقته تضبط بالنقط الأحمر : نقطة فوق الحرف للفتحة وتحته للكسرة وأمامه للضمة ونقطتين للتنوين ... إلى أن اصطلح الخليل بن أحمد الفراهيدي شكل الحركات بالحروف الصغيرة ...

فكانت حلقاته حلقات نقط وضبط ... ضبط للحركات وضبط للوقوفات إضافة إلى تعليم القراءات لخواص تلاميذه كالليث والدوري اللذين صحباه وأخذا منه قراءته ... وكان رحمه الله كالغيث أينما حل نفع فأقرأ الناس في الكوفة زمانا حتى غدا إمام القراءة فيها بعد الإمام حمزة ، ولما طلبه الخليفة في بغداد أقرأ فيها القرآن ... وفي الرقة وغيرها ...

🎓 ومن الأخبار التي تظهر سعة علمه :
- روى أبو حاتم سهل بن محمد السجستاني قال: وفد علينا عامل من أهل الكوفة ولم أر في عمال السلطان أبرع منه، فدخلت عليه مسلّمًا فقال لي: يا سجستاني، من علماؤكم بالبصرة قلت: الزيادي أعلمنا بعلم الأصمعي، والمازني أعلمنا بالنحو، وهلال الرأي أفقهنا، والشاذكوني من أعلمنا بالحديث، وأنا - رحمك الله - أنسب إلى علم القرآن، وابن الكلبي من أكتبنا للشروط. قال: فقال لكاتبه: إذا كان غدًا فاجمعهم إليّ، قال: فجمعنا فقال: أيكم المازني، فقال أبو عثمان: ها أنا ذا، قال: هل يجزي في كفارة الظهار عتق عبد أعور؟ قال المازني: لست صاحب فقه، أنا صاحب عربية، قال: يا زيادي، كيف تكتب بين رجل وامرأة خالعها على الثلث من صداقها؟ قال: ليس هذا من علمي، هذا من علم هلال الرأي، قال: يا هلال، كم أسند ابن عون عن الحسن ؟ قال: ليس هذا من علمي، هذا من علم الشاذكوني، قال: يا شاذكوني، من قرأ: (تثنوني صدورهم) ( وهي قراءة شاذة تروى عن ابن عباس ) . قال: ليس هذا من علمي، هذا من علم أبي حاتم، قال: يا أبا حاتم، كيف تكتب كتابًا إلى أمير المؤمنين تصف فيه خصاصة أهل البصرة، وما أصابهم في الثمرة، وتسأله لهم النظر والنَّظِرة ؟ قلت: لست صاحب بلاغة وكتابة، أنا صاحب قرآن؛ قال: ما أقبح الرجل يتعاطى العلم خمسين سنة لا يعرف إلا فنًّا واحدًا حتى إذا سئل عن غيره لم يَجُل فيه ولم يمُر، لكن عالمنا بالكوفة الكسائي لو سئل عن هذا كله لأجاب [تاريخ بغداد ج13 ص 350 ]

- ومن سعة علمه باللغة أيضا ما روي أن الكسائي جاءه أعرابي فقال : أنت الكسائي ؟ قال نعم ، قال : ( كوكب ) ماذا ؟ قال : دَرِّي و دُرِّي و دِرِّيءٌ ، فالدُّري : يشبه الدر، والدِّري : جارٍ ، والدريء : يلتمع . قال : ما في العرب أعلم منك [ تاريخ بغداد ج13 ص354]

🎓 من أخباره مع الرشيد :
و قد كانت للكسائي صولات وجولات في مجلس الرشيد مع أقرانه ومنافسيه ... أظهر فيها أدبا جما، وسرعة خاطر ، وحضور بديهة ، وسعة علم ... إضافة إلى ما تميز به من روح نكتة ودعابه ، فكان يقنع محاوره ومناظره بحجة دامغة ويأسر سامعه ببديع لفظه وخفة روحه ... لذلك خصه الرشيد ليكون من خواص جلسائه ومؤدبا لولده الأمين ...
وبين أيدينا نبذة من أخباره مع الرشيد وبعض محاوراته بين يدي الرشيد :

- قال ( أي الكسائي ) : صليت بهارون الرشيد فأعجبتني قراءتي فغلطت في آية ما أخطأ فيها صبي قط؛ أردت أن أقول (لعلهم يرجعون) فقلت (لعلهم يرجعين)؛ قال: فو الله ما اجترأ هارون أن يقول لي أخطأت، ولكنه لما سلمت قال لي: يا كسائي أي لغة هذه ؟، قلت: يا أمير المؤمنين قد يعثر الجواد؛ فقال: أما هذا فنعم [ تاريخ بغداد ج 13 ص 354 ][ نزهة الألباء ص 61 ]

وقد حرص الكسائي في مجالسه على إظهار أهمية النحو وفقه العربية في كل نواحي العلوم الشرعية كعلوم القرآن والفقه ... فقال في النحو : ( من تبحر في النحو اهتدى إلى جميع العلوم) . [ معاني القرآن للكسائي ص 8 ] وإن كان بعضهم ينسب هذه المقولة للشافعي رحمه الله .
وقال : لا أسأل عن مسألة في الفقه إلا أجبت عنها من قواعد النحو [ معاني القرآن للكسائي ص 8 ]

ومن المواقف التي أظهر فيها قيمة النحو وأنه لا قضاء ولا فقه بلا نحو ولغة : ما كان يحصل بينه وبين القاضي أبي يوسف إذ كانا يتنافسان كل لإظهار أن علمه هو العلم الأولى والأكثر أهمية من علم الآخر ... ومن تلك المواقف :

- قال عبد الله بن أبي سعد: حدثني أبو بكر محمد بن عبد الله بن عبيد بن آدم بن جُشَم العبديُّ قال: حدثني الأحمر قال: دخل أبو يوسف على الرشيد والكسائي عنده يمازحه، فقال له أبو يوسف: هذا الكوفي قد استفرعك وغَلب عليك! فقال: يا أبا يوسف، إنه ليأتيني بأشياء يشتمِل عليها قلبي. فأقبل الكسائي على أبي يوسف قال: يا أبا يوسف، هل لك في مسألة؟ قال: نحو أم فقه؟ قال: بل فقه. فضحك الرشيد حتى فحص برجله. ثم قال: تُلْقِي على أبي يوسف فقهًا؟! قال: نعم. قال: يا أبا يوسف، ما تقول في رجل قال لامرأته: "أنت طالق أٓن ْدخلتِ الدار"؟ قال: إن دَخَلتِ الدارَ طَلَقَتْ. قال: أخطأت يا أبا يوسف. فضحك الرشيد، ثم قال: كيف الصواب؟ قال: إذا قال: "أَنْ" فقد وجب الفعل، وإذا قال: "إِنْ" فلم يجب، ولم يقع الطلاق. قال: فكان أبو يوسف بعدها لا يدَع أن يأتيَ الكسائيَّ. [ طبقات النحويين ص127 ]

- وعن أبي عمر الدوري أن القاضي أبا يوسف – رحمه الله – كان يقع في الكسائي ويقول: إنما يحسن شيئا من كلام العرب؛ فبلغ الكسائي ذلك؛ فالتقيا عند الرشيد ، وكان الرشيد يعظم الكسائي لتأديبه إياه ، فسأله الكسائي: ماذا تقول في رجل قال لامرأته أنت طالق طالق طالق؟ قال: واحدة، قال: فإن قال لها: أنت طالق أو طالق أو طالق؟ قال: واحدة، قال: فإن قال لها: أنت طالق ثم طالق ثم طالق؟ قال: واحدة؛ قال: فإن قال لها: أنت طالق وطالق وطالق؟ قال: واحدة؛ قال الكسائي: يا أمير المؤمنين؛ أخطأ يعقوب في اثنتين وأصاب في اثنتين ، أما قوله: أنت طالق طالق طالق فواحدة، لأن الثنتين الباقيتين تأكيد كما يقول أنت قائم قائم قائم، وأنت كريم كريم كريم، وأما قوله: أنت طالق أو طالق أو طالق فهذا شك، فوقعت الأولى التي تتيقن، وأما قوله: طالق ثم طالق ثم طالق فثلاث لأنه نسق، وكذلك طالق وطالق وطالق.[ تاريخ بغداد ج13 ص 349 ]

- وقالَ: اجتمعتُ أنا وأبو يوسف القاضي عند الرَّشيدِ، فجعل أبو يوسف يذمُّ النَّحوَ، ويقول: وما النَّحْوُ؟ فأردتُّ أنْ أُعلمَه فَضْلَ النَّحْوِ، فقلتُ: ما تقولُ في رجلٍ قالَ لرجلٍ: أنا قاتِلُ غُلامِكَ! ( بضم اللام بلا تنوين وجر غلامك) وقالَ آخَرُ: أنا قاتِلٌ غُلامَكَ! ( بضم اللام مع التنوين ونصب غلامك ) أيهما كنتَ تأخذُ به؟ فقالَ: آخذُهما جميعًا! فقالَ الرَّشيدُ: أخطأتَ! -وكانَ له عِلمٌ بالعربيَّةِ-، فاسْتحيَا، وقالَ: كيفَ ذلك؟ فقالَ: الَّذي يُؤخَذُ بقتلِ الغُلامِ هو الَّذي قالَ: أنا قاتِلُ غُلامِكَ -بالإضافةِ-؛ لأنَّه فعلٌ ماضٍ، وأمَّا الَّذي قالَ: أنا قاتِلٌ غُلامَكَ -بالنَّصْبِ-؛ فلا يُؤخَذُ؛ لأنَّه مُستقبَلٌ لم يكن بعدُ؛ كما قالَ اللهُ -عزَّ وجل : { ولا تَقُولَنَّ لشيءٍ إنِّي فاعِلٌ ذلكَ غَدًا إلا أن يَشاءَ الله } ولولا أنَّ المُنوَّنَ مُستقبَلٌ؛ ما جازَ فيه (غدًا). فكانَ أبو يوسف بعد ذلك يمدح النَّحوَ والعربيَّةَ. [ معجم الأدباء ج 4 ص 1741]

- وله مناظرات في النحو والقراءات بينه وبين يحيى اليزيدي البصري يتجلى فيها خلاف المدرستين الكوفية والبصرية في النحو والقراءة وكذلك ما عرف بالمسألة الزنبورية بينه وبين سيبويه ... لم يثبت كثير منها لذا لم أوردها ...

- ومع ملازمته للرشيد ومجالسته له إلا أن ذلك لم يغير من حاله ونفسه شيئا كما قال راويه أبو عمر الدوري : حيث قال :
لم يغير الكسائي شيئا من حاله مع السلطان إلا لباسه ، قال فرآه بعض علماء الكوفيين وعليه جربانات ( نوع من القمصان ) عظام فقالوا له : يا أبا الحسن ما هذا الزي ؟ قال : أدب من أدب السلطان لا يثلم دينا ولا يدخل في بدعة ولا يخرج عن سنة .. [تاريخ بغداد ج13 ص 354 ]

🔆 مؤلفاته وآثاره العلمية :
ترك الكسائي عدداً من الكتب لتضيف ذخيرة إلى تراثنا الإسلامي منها:
( معاني القرآن )
(مقطوع القرآن وموصوله )
(مختصر في النَّحو)،
(كتاب النَّوادِر الكبير والأوسط والصغير)،
(المصادر)،
( كتاب الحروف)،
(القراءات)،
(العدد)، و (الهاءات)، و (الهجاء) [غاية النهاية في طبقات القراء ص 477 ]
وله أيضا (ما يلحَنُ فيه العَوام)،و (المُتشابه في القُرآن) او ( مشتبهات القرآن ) وغيرها

🔆 من آثاره ومروياته :
قالَ أَبو عمرو الدَّاني في شَرحِ الـخَاقَانيَّـة : « كَتبتُ مِن حِفظِ أبي بَكرٍ مُحمَّدِ بنِ عليِّ بنِ أحمدَ الأُذفويِّ المقرئِ قالَ : أُنشدنا لِـعَليِّ بنِ حَمزةَ الكِسائيِّ ـ الإمام ـ رحمهُ الله تعالَى :

إِنَّمـا النَّحْـوُ قِياسٌ يُـتَّـبَـعْ. و بِه فـي كُلِّ عِلمٍ ينتـــــفع
فَإِذا مَا أَبصَرَ النَّحوَ الفَتَى مَرَّ في المنطقِ مَـرًّا واتسع
وَاتَّــقاهُ كُلُّ مَــن جالَــسَه. مِن جَليسٍ نَاطِقٍ أَوْ مستمع
وَإِذا لَـمْ يُبصِرِ النَّحْـوَ الفَـتَى هَابَ أَنْ يَـنطِقَ حِينًا فانقمع
فَـتَـرَاهُ يَنْــصِبُ الرَّفْـــعَ و مَــا كَانَ مِن خَفْضٍ وَ مِن نَصبٍ رفع
وَإِذَا حَرْفٌ جَــرَى إِعــرَابُه صَعُبَ الحرفُ عَليهِ وامتنع
يَقرأُ القُــرآنَ لَا يَعـرِفُ مَـــا صَرَّفَ الإِعْرابُ فِيهِ ومنــــع
يَـحْـذَرُ اللَّـحْـنَ إِذَا يَـقـــرَؤُه وَهْوَ لَايَدرِي وَفي اللَّـحْنِ وقع
يَلْـزَمُ الذَّنـبُ الَّذي أَقْــــرأَه وَهْوَ لَا ذَنْبَ لَهُ فِيمـا اتبــــع

وَالَّذي يَـعْــرِفُـــهُ يَـقــــرَؤُهُ فَإِذَا مَا شَكَّ فِي حَرْفٍ رجــع
نَاظِـرًا فِيـهِ وَفِي إِعْــــرَابِهِ. فَإِذَا مَا عَرَفَ الحَــــقَّ صَدَعْ
وَكَذا لِلْعِلْمِ وَ الـجَـهْلِ فَـخُذ مِـنْـهُما مَا شِئْتَ مِن أَمرٍ وَ دع
أَهُـمَـا فِيهِ سَـــواءٌ عِندَكُم. لَيْسَتِ السُّـنَّـةُ فِيـنا كَالبِدَعْ
كَمْ رَفيعٍ وَضَعَ النَّحْوُ وَ كَم مِن وَضيعٍ قَــد رَأَيـناهُ رفــــع


[ تاريخ بغداد ج13 ص356 ]

وله آثار وآراء كثيرة في النحو إذ إنه يعد مؤسس مدرسة الكوفة في النحو ، ونقل كثيرا من آرائه النحوية ابن هشام في كتابه ( مغني اللبيب عن كتب الأعاريب ) كما أن مِن أهم آثاره ومروياته ما جمع في كتاب ( معاني القرآن ) للكسائي وفيه أقواله في تفسير معانٍ من آيات القرآن الكريم ... وسنتناول الحديث عن تفسيره بشيء من التفصيل نبين فيه طريقته فيه وبعض نماذج منه :

🔆 تفسيره ( كتاب معاني القرآن ) :
كان لكتاب الكسائي قيمة عظيمة لما امتاز به من بيان لمعاني ألفاظ القرآن في لغة العرب وفي القراءات القرآنية والفوائد نحوية ... ومما قيل عن كتابه :
عن أحمد بن فرح قال : سمعت أبا عمر الدوري يقول : قرأت هذا الكتاب ( معاني الكسائي ) في مسجد السواقين ببغداد على أبي مسحل وعلى الطوال وعلى سلمة وجماعة ، قال أبو مسحل : لو قرئ هذا الكتاب عشر مرات لاحتاج من يقرؤه أن يقرأه . [ تاريخ بغداد ج13 ص 354 ]

كما ذكرت بعض المصادر أخبارا عن الكتاب من ذلك : ماذكره الأزهري في تهذيب اللغة حين قال : " للكسائي كتاب في معاني القرآن حسن ، وهو دون كتاب الفراء في المعاني )
وجاء في مجالس العلماء للزجاجي أن الكسائي كان يعلم كتابه معاني القرآن لمحمد الأمين وأبناء الخليفة الرشيد ... [ معاني القرآن للكسائي ، لعيسى شحاته ص 11]

وقال الأخفش :قال لي الكسائي : أولادي أحب أن يتأدبوا بك ، ويخرجوا على يدك ، وتكون معي غير مفارق لي ، وسألني ذلك فأجبته ، فلما اتصلت الأيام بالاجتماع سألني أن أؤلف له كتابا في معاني القرآن فألفت كتابي في المعاني ، فجعله إماما لنفسه وعمل عليه كتابا في المعاني وعمل الفراء كتابه في المعاني عليهما ... [ معاني القرآن للكسائي ص 12]

🎓منهجه في ( معاني القرآن ) مع إيراد نماذج من تفسيره :

وأما المنهج الذي سار عليه في آرائه في معاني القرآن فإنها تتشابه مع غيرها من كتب معاني القرآن ككتاب الأخفش والفراء والزجاج التي ارتكزت على :

1 - إثبات أن القرآن فيه مثل ما في كلام العرب من وجوه الإعراب والغريب والمعاني ...
- مثل قول الكسائي تعليقا على قوله تعالى : { ولا تكونوا كالذين خرجوا من ديارهم بطرا } الأنفال 183 : مأخوذ من كلام العرب : ذهب دمه بطرا : أي باطلا .. [ معاني القرآن ص 153 ]

- { ويلبسون ثيابا خضرا من سندس } الكهف 31 قال الكسائي : السندس الرقيق النحيف
وقال : واحد السندس سندسة ، وواحد العبقري عبقرية وواحد الرفرف رفرفة وواحد الأرائك أريكة [ معاني القرآن ص 186]

- وقوله في { مالها من فواق } ص 15 : فٓواق ، فُواق : لغتان بمعنى واحد [ معاني القرآن ص 221]

- وقال في { لا يسمعون فيها لغوا ولا تأثيما إلا قيلا سلاما سلاما } الواقعة 25-26 : أجاز الرفع في سلام بمعنى : سلام عليكم ، وسمع الكسائي العرب يقولون : التقينا فقلنا : سلام ٌ سلام ٌ ثم تفرقنا . [ معاني القرآن ص 241 ]
- قوله تعالى : { لا يذوقون فيها بردا ولا شرابا } النبأ 24 : قال الكسائي : البرد هنا النوم ، والعرب تسميه بذلك لأنه يبرد سورة العطش ، ومن كلامهم : منع البردُ البرد ٓ ... [ معاني القرآن ص 249]

- قوله في { اقرأ بسم ربك الذي خلق } العلق 1: حكى الكسائي : ( اقرٓ ) وقال : تقول العرب : قرأت الكتاب إذا خففوا وقرات الكتاب إذا لينوا وقريت إذا حولوا . [ معاني القرآن ص 256 ]

2 - توضيح المعاني من خلال إيراد الشواهد الشعرية وأقوال العرب والسماع من البوادي ...
- قوله تعالى : { فنادته الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب أن الله يبشرك } آل عمران 39 سمع الكسائي امرأة من غنى تقول : بشٓرته أبْشُره . وأنشد :
وإذا رأيت الباهشين إلى العلا. غبرا أكفهم بقاع ممحل
فأعنهم وابشٓر بما بٓشُروا به وإذا هم نزلوا بضنك فانزل
وقال الكسائي : يبشُرك ويبشِّرك لغتان . [ معاني القرآن ص 99]

- كما قال في { توبوا إلى الله توبة نصوحا } التحريم 8 : قال الكسائي : وقد بنت العرب ( فعولا ) بغير هاء أيضا ، من ذلك : هذه امرأة وٓلود ، وكٓسوب ، وخٓدوم ، ووٓدود ، و عٓضوض ، وجٓموح وعٓثور وأم نٓزور إذا كانت قليلة الولادة ، قال الشاعر : بغاث الطير أكثرها فراخا. وأم الصقر مقلاة نٓزور
ومنه أم برور ، على مثال فعول : قال الشاعر :
فلا أحد في الناس لا ابن ولا أخ ولا أم بٓرور بالبنين ولا أبُ
فذكّر لأنه مبني على ( فعول ) [ معاني القرآن ص 244]

- { ألم تر كيف فعل ربك بعاد } الفجر 6 سمع الكسائي أبا خالد الأسدي يقول : إن عادا وتبع أمتان . [ معاني القرآن ص 254 ]
- قوله تعالى : { إذا جاء نصر الله والفتح } النصر 1 ، سمع الكسائي أعرابية تقول لزوجها : بيني وبينك الفتاح ، تريد القاضي . [ معاني القرآن ص 260 ]

3- التركيز على إبراز الجانب الدلالي في قضايا تغير الضبط الحركي فهو كثيرا ما يبحث عن معان تتغير بسبب تغير حركات ضبط الكلمة ، وكذلك تغير صيغ الفعل بين ( فعل ، أفعٓلٓ ) وتغير اشتقاق بعض الكلمات من ذلك :
- { فاتقوا النار التي وٓقودها الناس والحجارة } البقرة 24 قال الكسائي : الوقود بفتح الواو الحطب . والوُقود بضمها الفعل ( يعني المصدر ) [ معاني القرآن ص 64 ]

- { ولا تحلقوا رؤوسكم حتى يبلغ الهدي مٓحِله } البقرة 196 قال : الكسر في محله هو الإحلال من الإحرام ، والفتح هو موضع الحلول من الإحصار .[ معاني القرآن ص 86]

- { وذروا الذين يلحدون في أسمائه } الأعراف 180 ، قال الكسائي هما لغتان ، وقال الإلحاد العدول عن القصد ، واللحد أنه الركون إلى الشيء . [ معاني القرآن ص 149]

- { عليهم نار مؤصدة } البلد 20 قال الكسائي : أوصدت الباب وآصدته إذا رددته . [ معاني القرآن ص 255]

- قوله تعالى { إذا زلزلت الأرض زلزالها } الزلزلة 1، الكسائي يذهب إلى أن الزِّلزال ( بكسر الزاي ) مصدر ، والزّٓلزال اسم ، يقال : وسوس وِسواسا والوٓسواس اسم . [ معاني القرآن ص 258 ]

4 - و نجد في نصوص الكسائي كما في نصوص غيره من كتب المعاني استخدام عبارة : مجازه كذا ... كما في تعليق الكسائي على قوله تعالى : { وأسروا النجوى الذين ظلموا } الأنبياء 3 قال : فيه تقديم وتأخير مجازه : والذين ظلموا أسروا النجوى ، وقال أبو عبيدة عنها : فكأن مجازه : وأسر القوم الذين ظلموا النجوى . [ معاني القرآن ص 195]

5- إيراد وجوه القراءات في الكلمة القرآنية إن وجد مع إسنادها ونسبتها إلى قرائها مع تعليلها نحويا أو من لغة العرب ...
- قوله تعالى : { خيرا يره } { شرا يره } الزلزلة 7، 8: روى الكسائي عن أبي بكر وأبي حيوة والمغيرة القراءة بإسكان الهاء في الموضعين ، وإسكان الهاء في الوصل لغة حكاها الكسائي عن بني كلاب وبني عقيل ... [ معاني القرآن ص 258 ]

- { إنّٓ هذان لساحران } طه 63 ، قال الكسائي : هذا على لغة بن الحارث بن كعب ، وقال : قراءة عبد الله ( إن هذان ساحران ) بغير لام [ معاني القرآن ص 193]

- { فيحل عليكم غضبي } طه 81 ، قرأ الكسائي وحده ( فيحُل ) بضم الحاء جعله على الوقوع .[ معاني القرآن ص 194]

- { فلا كفران لسعيه } الأنبياء 94 قال الكسائي : وفي حرف ابن مسعود ( فلا كفر لسعيه ) وكفر وكفران وكفور بمعنى واحد . [ معاني القرآن ص 197]

- { وجعلنا لمهلكهم موعدا } الكهف 59 ( وجعلنا لمٓهْلِكهم ) بفتح الميم وكسر اللام ، قال الكسائي هو أحب إلي لأنه من يهلك . [ معاني القرآن ص 187]

- { قال أقتلت نفسا زكية } الكهف 74 قرئت زكية وزاكية ، قال الكسائي هما لغتان زكية وزاكية مثل قسية وقاسية . [ معاني القرآن ص 188]

- { إن يأجوج ومأجوج مفسدون في الأرض } الكهف 94
قرأ عاصم وحده بالهمز ( يأجوج ومأجوج ) قال الكسائي : مشتقان من أجيج النار ، ويكونان عربيين ولم يصرفا جعلا اسمين لقبيلتين . [ معاني القرآن ص 189]

منهجه في معاني القرآن بالاستعانة بكتاب معاني القرآن للكسائي / للدكتور عيسى شحاته ...

🔆 وفاته و رثاؤه :

اختلف في تاريخ وفاته على عدة أقوال :

- فقد قال الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد : عن محمد بن مصفى أنه قال : وعلي بن حمزة مات في سنة ثلاث وثمانين ومئة ( 183) و قال أبو بكر الأنباري : مات الكسائي ومحمد بن الحسن في سنة ثنتين وثمانين ومئة (182) وقد دفنهما الرشيد في قرية يقال لها رنبويه( من أعمال الري ) وقال : اليوم دفنت الفقه والنحو
وقيل بل مات بطوس ، ومحمد بن الحسن برنبويه ،
ثم علق قائلا : قد ذكرنا تاريخ وفاة الكسائي وأنها كانت في سنة اثنتين أو ثلاث وثمانين ومئة وقيل مات بعد ذلك ، أخبرني الأزهري قال أخبرنا أحمد بن إبراهيم قال حدثنا إبراهيم بن محمد بن عرفة قال : سنة تسع وثمانين فيها توفي محمد بن الحسن الفقيه وعلي بن حمزة الكسائي في يوم واحد ، قلت ويقال إن عمره بلغ سبعين سنة [ تاريخ بغداد ج13 ص 458 ]

- قال ابن الجزري في [ غاية النهاية ص 477 ] : والصحيح الذي أرخه غير واحد من العلماء والحفاظ سنة تسع وثمانين ومئة صحبه هارون الرشيد بقرية رنبويه من عمل الري متوجهين إلى خراسان ..
وكان بصحبتهما محمد بن الحسن القاضي صاحب أبي حنيفة، فمات القاضي محمد بن الحسن، ومات الكسائي في بلد واحد، وهو قرية رنبويه في الري ، فقال الرشيد: «دفنا الفقه والنحو بالري»؛

- وباغت الخبر اليزيدي فأحزنه، وحرك أشجانه، فقال أبياتا من الشعر منها :
أَسيتُ على قاضي القضاة محمَّدٍ ... فأَذريتُ دمْعِــي والفؤادُ عميــدُ
وأفزعنــي موتُ الكســائيِّ بعدَه ... فكادت بيَ الأرض الفضاء تميدُ
همــا عَلَمــانا أَوْديَـا وتُخرِّمَـــــا ... فما لهما في العالمـــينَ نديـــــدُ
فحزني إن تخطر على القلب خطرة بذكرهما حتى الممـــــات جديد


ذكرت أبيات الرثاء في [ طبقات النحويين ص 130 ][[تاريخ بغداد ج 13 ص 357 ][ غاية النهاية في ظبقات القراء ص 478 ] وهي قصيدة تذكر بالموت ، اخترت هذه الأبيات اختصارا ..

ما رؤي فيه في المنام :
قال محمد بن أحمد بن غزال الإسكاف : كان رجل يجيئنا يغتاب الكسائي ويتكلم فيه فكنت أنهاه ، فما كان ينزجر ، فجاءني بعد أيام فقال لي : يا أبا جعفر رأيت الكسائي في النوم أبيض الوجه فقلت له : ما فعل الله بك يا أبا الحسن ؟ قال غفر لي بالقرآن .. [ تاريخ بغداد ج13 ص353 ]

وروي عن أبي مسحل قال : رأيت الكسائي في النوم كأن وجهه البدر فقلت له ما فعل الله بك ؟ قال غفر لي بالقرآن، فقلت : ما فعل بحمزة الزيات ؟ وفي رواية بحمزة الزيات وسفيان الثوري ؟ قال ذاك في عليين وفي رواية فوقنا ، ما نراه / نراهم إلا كما نرى الكوكب الدري ، قال محمد بن يحيى : فلم يدع قراءته حيا ولا ميتا [ تاريخ بغداد ج 13 ص 358 ]

رحمه الله إمامنا رحمة واسعة وأثابه في عليين جنات الخلد وأنهارا ...

🔆 قائمة المراجع :
- معاني القرآن ، علي بن حمزة الكسائي ( 189 هـ ) / أعاد بناءه وقدمه الدكتور عيسى شحاته عيسى / دار أنباء للطباعة والنشر والتوزيع / القاهرة

- مشتبهات القرآن ، علي بن حمزة الكسائي ( 189 هـ ) / حققه وقدمه الدكتور محمد محمد داود / دار المنار / الطبعة الأولى 1418 - 1998
- طبقات النحويين واللغويين ، محمد بن الحسن الزبيدي الاندلسي الإشبيلي ( 379 هـ ) / تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم / دار المعارف / ط2 ( 1984 )


- تاريخ مدينة السلام المعروف ب( تاريخ بغداد ) ، الإمام الحافظ الخطيب البغدادي ( 463 هـ)- تحقيق الدكتور بشار عواد معروف / دار الغرب الإسلامي - بيروت/ الطبعة الأولى 1422 هـ - 2001 / المجلد الثالث عشر

- نزهة الألباء في طبقات الأدباء ، أبو البركات كمال الدين عبد الرحمن الأنباري ( 577 هـ ) - تحقيق الدكتور إبراهيم السامرائي / مكتبة المنار - الأردن - الزرقاء / الطبعة الثالثة 1405 - 1985
- معجم الأدباء ( إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب ) ، ياقوت الحموي ( 626 هـ) ، تحقيق إحسان عباس / دار الغرب الإسلامي - بيروت / الطبعة الأولى ( 1414 - 1993 )

- وفيات الأعيان ، ابن خلكان ( 681 هـ) تحقيق الدكتور إحسان عباس / دار صادر - بيروت / طبعة 1398 - 1987/ المجلد الثالث

- سير أعلام النبلاء ، الحافظ الذهبي ( 748 هـ) - أشرف على تحقيقها شعيب الأرناؤوط / مؤسسة الرسالة / بيروت / الطبعة الحادية عشرة 1417-1996 / المجلد التاسع

- معرفة القراء الكبار على الطبقات والأعصار ، الحافظ الذهبي ( 748 هـ ) تحقيق الدكتور طيار آلتي قولاج / استانبول / 1416 -1995 / المجلد الأول


- مغني اللبيب عن كتب الأعاريب ، ابن هشام الأنصاري ( 761 هـ )/ تحقيق محمد محيي الدين / المكتبة العصرية - بيروت / الطبعة الأولى ( 1419 - 1999) / ج 1

- غاية النهاية في طبقات القراء ، شمس الدين محمد بن الجزري ( 833 هـ) تحقيق برجسترار / دار الكتب العلمية - بيروت / الطبعة الأولى 2006 / الجزء الأول


- أحسن الأثر في تاريخ القراء الأربعة عشر ، محمود خليل الحصري ( 1401 هـ) / مطابع شركة الشمرلي بالعباسية

- تاريخ القراء العشر ورواتهم ، عبد الفتاح عبد الغني القاضي / تقديم أ. صفوت جودة / مكتبة القاهرة / الطبعة الأولى ( 1419 - 1998 )


- النجوم الزاهرة في تراجم القراء الأربعة عشر ، تأليف صابر حسن محمد أبو سليمان / دار عالم الكتب - الرياض / الطبعة الأولى ( 1419 - 1998 )

- الموسوعة الميسرة في تراجم أئمة التفسير والإقراء والنحو واللغة ، وليد الزبيري وآخرون / سلسلة منشورات مجلة الحكمة / الطبعة الأولى ( 1424 - 2003 )
- الاستعانة بموقع شبكة الألوكة الإلكتروني .

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الإمام, سيرة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:50 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir