النوع الرابع والخامس: المسند والمتصل
النّوع الرّابع معرفة المسند ذكر أبو بكرٍ الخطيب الحافظ رحمه اللّه: أنّ المسند عند أهل الحديث هو الّذي اتّصل إسناده من راويه إلى منتهاه، وأكثر ما يستعمل ذلك فيما جاء عن رسول اللّه - صلّى اللّه عليه وسلّم - دون ما جاء عن الصّحابة وغيرهم. وذكر أبو عمر بن عبد البرّ الحافظ: أنّ المسند ما رفع إلى النّبيّ - صلّى اللّه عليه وسلّم - خاصّةً. وقد يكون متّصلًا مثل: " مالكٌ، عن نافعٍ، عن ابن عمر، عن رسول اللّه - صلّى اللّه عليه وسلّم - "، وقد يكون منقطعًا مثل: " مالكٌ، عن الزّهريّ، عن ابن عبّاسٍ، عن رسول اللّه - صلّى اللّه عليه وسلّم -". فهذا مسندٌ ؛ لأنّه قد أسند إلى رسول اللّه - صلّى اللّه عليه وسلّم - وهو منقطعٌ ؛ لأنّ الزّهريّ لم يسمع من ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهم. وحكى أبو عمر عن قومٍ أنّ المسند لا يقع إلّا على ما اتّصل مرفوعًا إلى النّبيّ - صلّى اللّه عليه وسلّم -. قلت: وبهذا قطع الحاكم أبو عبد اللّه الحافظ، ولم يذكر في كتابه غيره. فهذه أقوالٌ ثلاثةٌ مختلفةٌ، واللّه أعلم. النّوع الخامس: معرفة المتّصل ويقال فيه أيضًا: الموصول، ومطلقه يقع على المرفوع والموقوف. وهو الّذي اتّصل إسناده، فكان كلّ واحدٍ من رواته قد سمعه ممّن فوقه، حتّى ينتهي إلى منتهاه. مثال المتّصل المرفوع من الموطّأ: (مالكٌ، عن ابن شهابٍ عن سالم بن عبد اللّه، عن أبيه، عن رسول اللّه - صلّى اللّه عليه وسلّم -). ومثال المتّصل الموقوف: (مالكٌ، عن نافعٍ، عن ابن عمر، عن عمر قوله). واللّه أعلم. |
الساعة الآن 04:55 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir