كتاب الطاء
(كتاب الطاء) 193 - باب الطاغوت قال ابن قتيبة: كل معبود من حجر أو صورة أو شيطان، فهو جبت وطاغوت. وكذلك حكى الزجاج عن أهل اللغة. وذكر أهل التفسير أن الطاغوت في القرآن على ثلاثة أوجه: - أحدها: الأوثان. ومنه قوله تعالى في النحل: {[أن] اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت}، وفي الزمر: {والذين اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها}. والثاني: الشيطان. ومنه قوله تعالى في البقرة: {فمن يكفر بالطاغوت} [وفي سورة النساء: {يقاتلون في سبيل الطاغوت}]، وفي المائدة: {وجعل منهم القردة والخنازير وعبد الطاغوت}. والثالث: كعب بن الأشرف. ومنه قوله تعالى في البقرة: {والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت}، (وفي سورة النساء: {يؤمنون بالجبت والطاغوت} وفيها {ويريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت}. 194 - باب الطعام يقول: إذا استفتح فافتحوا عليه. والإطعام: يقع في كل ما يطعم، حتى الماء. قال الله تعالى: {ومن لم يطعمه فإنه مني}، وقال النبي (صلى الله عليه وسلم) في زمزم: ((فإنها طعام طعم، شفاء سقم)). ويقال: رجل طاعم، أي: حسن الحال في المطعم. ورجل مطعام: كثير القرى. ومطعم: كثير الأكل. ومطعم: مرزوق. والطعمة: المأكلة. ويقال للقوس المطعمة. لأنها تطعم صاحبها الصيد، قال ذو الرمة: - وفي الشمال من الشريان مطعمة = كبراء وفي عجسها عطف وتقويم ويقال: أطعمت النخلة: أدرك ثمرها. والتطعم: التذوق. يقال: تطعم تطعم، أي: ذق تشته. فالطعم: عرض يدرك بالذوق ويقال: فلان خبيث الطعمة: إذا كان رديء الكسب. ويقال: ادن فاطعم، فيقول: ما لي طعم. وذكر أهل التفسير أن الطعام في القرآن على أربعة أوجه: - أحدها: [كل] ما يطعم منه. ومنه قوله تعالى في الأنعام: {وهو يطعم لا يطعم}، وفي الأحزاب: {فإذا طعمتم فانتشروا}، وفي قريش: {الذي أطعمهم من جوع}. والثاني: السمك. ومنه قوله تعالى (في المائدة): {أحل لكم صيد البحر وطعامه}. والثالث: الذبائح. ومنه قوله تعالى في المائدة: {وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم}. ومنه قوله تعالى في البقرة: {ومن لم يطعمه فإنه مني}، وفي المائدة: {ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا}، أراد: شربوا من الخمر قبل تحريمها. 195 - باب الطغيان وطغى الدم: تبيغ قال الخليل: الطغيان والطغوان لغة. والفعل: طغيت وطغوت. وذكر أهل التفسير أن الطغيان في القرآن على أربعة أوجه: أحدها: الضلال. ومنه قوله تعالى في البقرة: {ويمدهم في طغيانهم يعمهون}، وفي يونس: {فنذر الذين لا يرجون لقاءنا في طغيانهم يعمهون}، وفي ص: {وإن للطاغين لشر مآب}، وفي الصافات: {بل كنتم قوما طاغين}، وفي قاف: {ربنا ما أطغيته}، وفي عم يتساءلون: {للطاغين مآبا}. والثاني: العصيان. ومنه قوله تعالى: {اذهب إلى فرعون إنه طغى}، وفيها: {ولا تطغوا فيه}. والثالث: الارتفاع والكثرة، ومنه قوله تعالى في الحاقة: {إنا لما طغى الماء حملناكم في الجارية}. والرابع: الظلم. ومنه قوله تعالى في سورة الرحمن: {ألا تطغوا في الميزان}. 196 - باب الطائفة وذكر بعض المفسرين أن الطائفة في القرآن على خمسة أوجه: - أحدها: الجماعة. ومنه قوله تعالى في الحجرات: {وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا}. والثاني: المؤمنون. ومنه قوله تعالى في آل عمران: {يغشى طائفة منكم وطائفة}. والثالث: المنافقون. ومنه قوله تعالى في آل عمران: {وطائفة قد أهمتهم أنفسهم}، يعني: المنافقين، وقيل الذين غشاهم النعاس من المؤمنين سبعة والذين أهمتهم أنفسهم من المنافقين ثلاثة والأول [أصح]. والرابع: ثلاثة. ومنه قوله تعالى في النور: {وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين}، قاله: الزهري. والخامس: رجل واحد. ومنه قوله تعالى في براءة: {إن نعف عن طائفة منكم نعذب طائفة}، وفي اسم هذا الرجل قولان: أحدهما: الجهير. والثاني: مخشي، كان يمشي مع رجلين من المنافقين وهما يستهزآن برسول الله (صلى الله عليه وسلم) فضحك فلما اطلع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) على حالهم قال: ((والله ما تكلمت بشيء وإنما ضحكت تعجبا من قولهم))، فنزلت هذه الآية. 197 - باب الطواف طاف بالإنس [والجن] من الجنان. وذكر بعض المفسرين ان الطواف في القرآن على ستة أوجه: - أحدها: الطواف بالبيت. ومنه قوله تعالى في البقرة: {أن طهرا بيتي للطائفين}، وفي الحج: {وطهر بيتي [للطائفين]}. والثاني: السعي (بين الصفا والمروة). ومنه قوله تعالى: {فلا جناح عليه أن يطوف بهما}. والثالث: الجولان. ومنه قوله تعالى في سورة الرحمن: {يطوفون بينها وبين حميم آن}. والرابع: الخدمة. ومنه قوله تعالى في الطور: {ويطوف عليهم غلمان لهم}، أي: يخدمونهم. والخامس: نار محرقة. ومنه قوله تعالى في نون: {فطاف عليها طائف من ربك}. والسادس: الوسوسة. ومنه قوله تعالى في الأعراف: {إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا}. 198 - باب الطيبات ذكر أهل التفسير أن الطيبات في القرآن على سبعة أوجه: - أحدها: الحلال. ومنه قوله تعالى في البقرة: {كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا لله}، وفي الأعراف: {والطيبات من الرزق}. والثاني: المن والسلوى. ومنه قوله تعالى [في البقرة: {وأنزلنا عليكم المن والسلوى كلوا من طيبات ما رزقناكم}، وفي يونس: {ولقد بوأنا بني إسرائيل مبوأ صدق ورزقناهم من الطيبات}. وفي الجاثية: {ولقد آتينا بني إسرائيل الكتاب والحكم والنبوة ورزقناهم من الطيبات}. والثالث: الشحوم ولحوم كل ذي ظفر. ومنه قوله تعالى في سورة النساء: {فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم}، وفي الأعراف: {ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث}. والرابع: الذبائح. ومنه قوله تعالى في المائدة: {قل أحل لكم الطيبات} وفيها {اليوم أحل لكم الطيبات}. والخامس: الغنيمة. ومنه قوله تعالى في الأنفال: {فآواكم وأيدكم بنصره ورزقكم من الطيبات}. والسادس: الحسن من الكلام. ومنه قوله تعالى في النور: {والطيبات للطيبين والطيبون للطيبات}. والسابع: أنواع الطيبات على الإطلاق. ومنه قوله تعالى في المائدة: {لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم}، وفي المؤمنين: {يا أيها الرسل كلوا من الطيبات}. 199 - باب الطهارة الماء. قال ثعلب: الطهور: الطاهر في نفسه المطهر لغيره. ويقال: فلان طاهر الثياب إذا كان نقيا من الدنس والوسخ. وذكر أهل التفسير أن الطهارة في القرآن على ثلاثة عشر وجها: - أحدها: انقطاع دم الحيض. ومنه قوله تعالى في البقرة: {ولا تقربوهن حتى يطهرن}. والثاني: الاغتسال. ومنه قوله تعالى [في البقرة]: {فإذا تطهرن فأتوهن}، وفي المائدة: {وإن كنتم جنبا فاطهروا}. والثالث: الاستنجاء بالماء. ومنه قوله تعالى في براءة: {فيه رجال يحبون أن يتطهروا}، ونزلت في أهل قباء وكانوا يستعملون الماء في الاستنجاء. والرابع: الطهارة من جميع الأحداث والأقذار. ومنه قوله تعالى في الأنفال: {وينزل عليكم من السماء ماء ليطهركم به}. والخامس: السلامة من سائر المستقذرات. ومنه قوله تعالى في البقرة: {ولهم فيها أزواج مطهرة}، وفي آل عمران: {وأزواج مطهرة}. والسادس: التنزه عن إتيان الرجال. ومنه قوله تعالى في النمل: {أخرجوا آل لوط من قريتكم إنهم أناس يتطهرون}. والسابع: الطهارة من الذنوب. ومنه قوله تعالى في براءة: {خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها}، وفي المجادلة: {فقدموا بين يدي نجواكم صدقة ذلك خير لكم وأطهر}. والثامن: الطهارة من الأوثان. ومنه قوله تعالى في البقرة: {أن طهرا بيتي للطائفين}، ومثلها في الحج. والتاسع: الطهارة من الشرك. ومنه قوله تعالى في عبس: {مرفوعة مطهرة}، وفي لم يكن: {يتلوا صحفا مطهرة}. والعاشر: الحلال. ومنه قوله تعالى في هود: {هؤلاء بناتي هن أطهر لكم}، أي: أحل. والحادي عشر: طهارة القلب من الريبة. ومنه قوله تعالى في البقرة: {ذلكم أزكى لكم وأطهر}، يريد أطهر لقلب الرجل والمرأة من الريبة. وفي الأحزاب: {ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن}، أي من الريبة والدنس). والثاني عشر: التقصير. ومنه قوله تعالى (في المدثر): {وثيابك فطهر}، أي: فقصر، لأن تقصير الثياب تطهيرها. والثالث عشر: الطهارة من الفاحشة. ومنه قوله تعالى في آل عمران: {يا مريم إن الله اصطفاك وطهرك}. |
الساعة الآن 12:28 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir