كتاب الراء - أبواب ما فوق الثلاثة
أبواب ما فوق الثلاثة 136 - باب الرجم وذكر أهل التفسير أن الرجم في القرآن على خمسة أوجه: - أحدها: الرمي. ومنه قوله تعالى في الملك: {وجعلناها رجوما للشياطين}. والثاني: القتل. ومنه قوله تعالى [في هود]: {ولولا رهطك لرجمناك}، وفي الدخان: {وإني عذت بربي وربكم أن ترجمون}، وفي يس: {لئن لم تنتهوا لنرجمنكم}. قال ابن قتيبة: وإنما استعير الرجم في موضع القتل: لأنهم كانوا يقتلون بالرجم. والثالث: اللعن. ومنه قوله تعالى في الحجر: {فاخرج منها فإنك رجيم}، وفي النحل: {فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم}، والرجيم بمعنى: المرجوم. والرابع: السب. ومنه قوله تعالى في مريم: {لئن لم تنته لأرجمنك} والخامس: القول بالظن. ومنه قوله تعالى في [الكهف]: {رجما بالغيب}، قاله مقاتل. 137 - باب الرؤية والروية غير مهموزة: وأصلها من روأت في الأمر إذا دبرته. والروي: حرف قافية الشعر اللازم. وتقول: رأيت الشيء رؤية. ورأيت من الفكر رأيا. ورويت من الماء ريا. ورويت الحديث رواية. وراءيت بالعمل رياء. وذكر أهل التفسير أن الرؤية في القرآن على ستة أوجه: - أحدها: النظر والمعاينة. ومنه قوله تعالى في الزمر: {ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة}. وفي المنافقين: {وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم}، وفي هل أتى: {وإذا رأيت ثم رأيت نعيما وملكا كبيرا}. والثاني: العلم. ومنه قوله تعالى في البقرة: {وأرنا مناسكنا}، أي: علمنا، وفي سورة النساء: {لتحكم بين الناس بما أراك الله}، وفي الأنبياء: {أو لم ير الذين كفروا أن السموات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما}، وفي سبأ: {ويرى الذين أوتوا العلم}، وفي نوح: {ألم تروا كيف خلق الله سبع سموات طباقا}. والثالث: الاعتبار. ومنه قوله تعالى في النحل: {ألم يروا إلى الطير مسخرات في جو السماء}. والرابع: السماع. ومنه قوله تعالى في الأنعام: {وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم}. والخامس: التعجب. ومنه [قوله] تعالى في سورة النساء: {ألم تر إلى الذين يزكون أنفسهم} وفيها {ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك}، أي: ألم تعجب من هؤلاء. والسادس: الإخبار. ومنه قوله تعالى في البقرة: {ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه} ومثله {ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل} "، معناه ألم تخبر. وألحق قوم هذا الوجه والذي قبله بقسم العلم فقالوا: معناه ألم ينته علمك إلى هؤلاء ومقصود الكلام أعرفهم. 138 - باب الروح فلما بدت كفنتها وهي طفلة = بطلساء لم تكمل ذراعا ولا شبرا فقلت له ارفعها إليك وأحيها = بروحك واقتته لها قيتة قدرا وظاهر لها من يابس الشخت واستعن = عليها الصبا واجعل يديك لها سترا فلما جرت في الجزل جريا كأنه = سنا البرق أحدثنا لخالقها شكرا والطلساء: خرقة وسخة، وهي الحراق. والروح: النفخ. واقتته، أي: اجعل النفخ قوتا لا يكون قويا ولا ضعيفا والشخت: دقائق الحطب والجزل الحطب الغليظ. " وذكر أهل التفسير [أن] الروح في القرآن على ثمانية أوجه: - أحدها: روح الحيوان. ومنه قوله تعالى في بني إسرائيل: {ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي}، وفي تنزيل السجدة: {ثم سواه ونفخ فيه من روحه}. والثاني: جبرائيل [عليه السلام]. ومنه قوله تعالى في النحل: {قل نزله روح القدس من ربك بالحق}، وفي مريم: {فأرسلنا إليها روحنا}، وفي الشعراء: {نزل به الروح الأمين}، وفي القدر: {تنزل الملائكة والروح فيها}. والثالث: ملك عظيم من الملائكة. ومنه قوله تعالى في عم يتساءلون: {يوم يقوم الروح والملائكة صفا}. والرابع: الوحي. ومنه قوله تعالى [في النحل]: {ينزل الملائكة بالروح من أمره}، وفي عسق: {وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا}. والخامس: الرحمة. ومنه قوله تعالى في المجادلة: {وأيدهم بروح منه}. والسادس: الأمر. ومنه قوله تعالى في سورة النساء: {ألقاها إلى مريم وروح منه}. والسابع: الريح التي تكون عن النفخ. ومنه قوله تعالى في التحريم: {التي أحصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا}، وهي نفخة جبرائيل في درعها. والثامن: الحياة. ومنه قوله تعالى في الواقعة: {فروح وريحان}، على قراءة من ضم الراء. قال أبو عبيدة: فروح، أي: حياة وبقاء لا موت فيه. وقال ابن قتيبة: فروح، أي: فرحمة. 139 - باب الرزق والرزقة المرة الواحدة. وذكر أهل التفسير أن الرزق في القرآن على عشرة أوجه: - أحدها: العطاء. ومنه قوله تعالى في البقرة: {ومما رزقناهم ينفقون} وفيها {أنفقوا مما رزقناكم}. والثاني: الطعام. ومنه قوله تعالى في البقرة: {لما [رزقوا منها من ثمرة رزقا]}، أي: أطعموا. {قالوا هذا الذي] رزقنا من قبل}، أي: أطعمنا. والثالث: الغداء والعشاء. ومنه قوله تعالى في مريم: {ولهم رزقهم فيها بكرة وعشيا}. والرابع: المطر. ومنه قوله تعالى في الجاثية: {ما أنزل الله من السماء من رزق}، في الذاريات: {وفي السماء رزقكم وما توعدون}. والخامس: النفقة. ومنه قوله تعالى في البقرة: {وعلى المولود له رزقهن وكسوتهن}. والسادس: الفاكهة. ومنه قوله تعالى في آل عمران: {وجد عندها رزقا}. والسابع: الثواب. ومنه قوله تعالى في آل عمران: {بل أحياء عند ربهم يرزقون}، وفي حم المؤمن: {يرزقون فيها بغير حساب}، وفي الطلاق: {قد أحسن الله له رزقا}. والثامن: الجنة. ومنه قوله تعالى في طه: {ورزق ربك خير وأبقى}، قاله مقاتل. والتاسع: الحرث والأنعام. ومنه قوله تعالى في يونس: {قل أرأيتم ما أنزل الله لكم من رزق فجعلتم منه حراما وحلالا}. والعاشر: الشكر. ومنه قوله تعالى في الواقعة: {وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون}. قال ابن السكيت: الرزق بلغة أزد شنوءة الشكر، ومنه في هذه الآية. وتقول رزقني فلان، أي: شكرني. 140 - باب الرجال وقيل: انه اسم مأخوذ من القوة، يقال: رجل رجيل وامرأة رجلة إذا كانا قويين ورجل ذو رجلة، أي: قوي على المشي، وارتجلت الكلام: إذا قلته من غير تدبر. ورجلت الشعر: سرحته، والرجل الرجالة. والرجلان: الراجل الواحد. والرجل بكسر الراء: القطعة من الجراد. وذكر بعض المفسرين أن الرجال في القرآن على أحد عشر وجها: - أحدها: الرسل ومنه قوله تعالى في الأنبياء: {وما أرسلنا قبلك إلا رجالا نوحي إليهم}. والثاني: الملائكة. ومنه قوله تعالى (في الأعراف): {وعلى الأعراف رجال يعرفن كلا بسيماهم}. والثالث: الصابرون من أصحاب النبي (صلى الله عليه وسلم) في الغزوات. ومنه قوله تعالى في الأحزاب: {رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه}. والرابع: أهل قباء. ومنه قوله تعالى في براءة: {فيه رجال يحبون أن يتطهروا}. والخامس: المحافظون على أوقات الصلاة. ومنه قوله تعالى في النور: {رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله}. والسادس: المقهورون من مؤمني أهل مكة. ومنه قوله تعالى في الفتح: {ولولا رجال مؤمنون ونساء مؤمنات}. والسابع: فقراء المسلمين. ومنه قوله تعالى في صاد: {وقالوا مالنا لا نرى رجالا كنا نعدهم من الأشرار}. والثامن: المشاة. ومنه قوله تعالى في البقرة: {فإن خفتم فرجالا أو ركبانا}، وفي الحج: {يأتوك رجالا}. والتاسع: الأزواج. ومنه قوله تعالى في البقرة: {وللرجال عليهن درجة}، وفي سورة النساء: {الرجال قوامون على النساء}. والعاشر: الذكور. ومنه قوله تعالى في النساء: {وبث منهما رجالا كثيرا}، وفي الأحزاب: {ما كان محمد أبا أحد من رجالكم}. والحادي عشر: الكفار. ومنه قوله تعالى في الأعراف: {ونادى أصحاب الأعراف رجالا يعرفونهم بسيماهم}. 141 - باب الرجل وذكر بعض المفسرين أنه في القرآن على ثلاثة عشر وجها: - أحدها: مثال ضربه الله (عز وجل) لنفسه. ومنه قوله تعالى في الزمر: {ورجلا سلما لرجل}، فالرجل الثاني (ضربه مثلا لنفسه عز وجل، والأول المؤمنون). والثاني: النبي محمد (صلى الله عليه وسلم). ومنه قوله تعالى في يونس: {أكان للناس عجبا أن أوحينا إلى رجل منهم}، وفي سبأ: {هل ندلكم على رجل ينبئكم إذا مزقتم كل ممزق}]. والثالث: نوح عليه السلام. ومنه قوله تعالى في الأعراف: {أوعجبتم أن جاءكم ذكر من ربكم على رجل منكم لينذركم ولتتقوا}. والرابع: هود. ومنه قوله تعالى في الأعراف: {أوعجبتم أن جاءكم ذكر من ربكم على رجل منكم لينذركم واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد قوم نوح}. والخامس: موسى عليه السلام. ومنه قوله تعالى في حم المؤمن: {أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله}. والسادس: يوشع بن نون (وكالب بن يوحنا). ومنه قوله تعالى في المائدة: {قال رجلان من الذين يخافون أنعم الله عليهما}. والسابع: حزقيل [مؤمن فرعون وقيل شروان]. ومنه قوله تعالى في القصص: {وجاء رجل من أقصا المدينة يسعى}، وفي المؤمن: {وقال رجل مؤمن من آل فرعون يكتم إيمانه} والثامن: حبيب النجار. ومنه قوله تعالى في يس: {وجاء من أقصا المدينة رجل يسعى}. والتاسع: يمليخا وفرطس. وقيل فطرس. ومنه قوله تعالى [في الكهف: {واضرب لهم مثلا رجلين جعلنا لأحدهما جنتين من أعناب}. وقال مقاتل: يمليخيا مؤمن وفرطس كافر. والعاشر: أبو مسعود الثقفي أو الوليد بن المغيرة. ومنه قوله تعالى في الزخرف: {وقالوا لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم}، أي: لولا نزل على أحد هذين. والحادي عشر: جميل بن معمر الفهري. ومنه قوله تعالى في الأحزاب: {ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه}. والآية عامة وإن كانت نزلت في حق شخص معين. والثاني عشر: الوثن. ومنه قوله تعالى في النحل: {وضرب الله مثلا رجلين أحدهما أبكم}، يعني به الوثن. والثالث عشر: الشيطان. ومنه قوله تعالى في الزمر: {ضرب الله مثلا رجلا فيه شركاء متشاكسون}، قيل: هو الشيطان لأنه يزين لقوم المعاصي فيتبعهم غيرهم فيختصم التابع والمتبوع. 142 - باب الرحمة قال ابن فارس: يقال رحم يرحم إذا رق. والرحم والمرحمة والرحمة بمعنى واحد. وذكر أهل التفسير أن الرحمة في القرآن على ستة عشر وجها: - أحدها: الجنة. ومنه قوله تعالى في البقرة: {أولئك يرجون رحمة الله}، وفي آل عمران: {وأما الذين ابيضت وجوههم ففي رحمة الله}، وفي سورة النساء: {فسيدخلهم في رحمة منه وفضل}، وفي بني إسرائيل: {يرجون رحمته ويخافون عذابه}، وفي العنكبوت: {أولئك يئسوا من رحمتي}، وفي الجاثية: {فيدخلهم ربهم في رحمته}. والثاني: الإسلام. ومنه قوله تعالى في سورة البقرة: {والله يختص برحمته من يشاء}، وفي هل أتى: {يدخل من يشاء في رحمته}. والثالث: الإيمان. ومنه قوله تعالى في هود: {إن كنت على بينة من ربي وآتاني رحمة من عنده} وفيها {وآتاني منه رحمة}. والرابع: النبوة. ومنه قوله تعالى في الزخرف: {أهم يقسمون رحمة ربك}، وفي ص: {أم عندهم خزائن رحمة ربك العزيز الوهاب}. والخامس: القرآن. ومنه قوله تعالى في يونس: {قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا}، (وفي بني إسرائيل: {وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين}. والسادس: المطر. ومنه قوله تعالى في الأعراف: {وهو الذي يرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته}، وفي الروم: {فانظر إلى آثار رحمة الله} وفيها {وليذيقكم من رحمته}. والسابع: الرزق. ومنه قوله تعالى في بني إسرائيل: {قل لو أنتم تملكون خزائن رحمة ربي}، وفي الكهف: {آتنا من لدنك رحمة} وفيها {ينشر لكم ربكم من رحمته}. والثامن: النعمة. ومنه قوله تعالى في سورة النساء: {ولولا فضل الله عليك ورحمته}، وفي الكهف: {آتيناه رحمة من عندنا}. والتاسع: العافية. ومنه قوله تعالى في الزمر: {أو أرادني برحمة هل هن ممسكات رحمته}. والعاشر: النصر. ومنه قوله تعالى في الأحزاب: {إن أراد بكم سوءا أو أراد بكم رحمة}. والحادي عشر: المنة. ومنه قوله تعالى في القصص: {وما كنت بجانب الطور إذ نادينا ولكن رحمة من ربك}. والثاني عشر: الرقة. ومنه قوله تعالى في الحديد: {وجعلنا في قلوب الذين أتبعوه رأفة ورحمة}. والثالث عشر: المغفرة. ومنه قوله تعالى في الأنعام: {كتب ربكم على نفسه الرحمة}. والرابع عشر: السعة. ومنه قوله تعالى [في سورة البقرة]: {ذلك تخفيف من ربكم ورحمة}. والخامس عشر: المودة. ومنه قوله تعالى في الفتح: {والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم}. والسادس عشر: العصمة. ومنه قوله تعالى في يوسف: {إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي}. وقد ألحق بعضهم وجها سابع عشر فقال: الرحمة: الشمس، ومنه قوله تعالى في سورة عسق: {وهو الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا وينشر رحمته} |
الساعة الآن 06:58 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir