معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد

بسم الله الرحمن الرحيم .. السلام عليك ورحمة الله وبركاته .. بداية ً .. حيّاك الله وبيّاك همسة حق ونفعك الله ونفع بك .
قد أشارت أمجاد وفاطمة وأحسنتا وأجادتا جزاهما ربي خيرا .. وإن كان ثمّة ما يقال-وليس إلا تكرار- فـ :

- ما أُمِر النبي صلى الله عليه وسلم بطلب المزيد إلا في العلم فقال تعالى " وقل ربِّ زدني علما " فلتكثري من سؤال الله جلّ وعلا أن يعينك وييسر عليك ويزدك .
- للذنوب وكثرة المشاغل بسفاسف الأمور دور كبير في نسيان العلم بعد تعلمه فترفعي عن أغلب ما لا فائدة منه وأشغلي نفسك بالعلم والعمل به وأكثري من ذكر الله وانهي النفس عن الهوى وتخففي من الذنوب وبادري بالتوبة .. ولا ننسى قول الشافعي رحمه الله :
شكوت إلى وكيع سوء حفظي ** فأرشدني إلى ترك المعاصي
وأخبرني بـأن العلم نـور ٌ ** ونور الله لا يُـهْدى لِعاصي
- تجديد النيّة والاطمئنان على سلامتها من الشوائب ومجاهدة النفس على الإخلاص وتذكيرها بالغاية من الطلب .
- يقول ربي جلّ وعلا " لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب " فالقراءة في سير السلف الصالح يدفع النفس للمتابعة ويرفع الهمة وأيضا يجعل الفكر منشغلا بكيفية الارتقاء لمثل منزلتهم وبذا يبقى العلم شغل الخواطر الشاغل . وفي هذا الباب أنصح بكتابين قرأت منهما مقتطفات وأراهما نافعين إن قرأ الطالب منهما وريقات كلما فترت همتها هما ( صبر العلماء على شدائد العلم والتحصيل ) والثاني ( قيمة الوقت عند العلماء ) للشيخ الراحل رحمه الله وغفر له عبد الفتاح أبو غدة .
- زكاة العلم تبليغه كما أشار الأخوات من قبلي فتدارسي ما تدرسينه مع أخوات لك زميلاتك في محل العمل أو الدراسة أو قريباتك .. فذاك مجرب وهو من أكثر ما يثبت المعلومة ويرسخها .
- وشيء مشابه للنقطة السابقة , العمل بما يعمل به من العلم , إذا لا خير من علم لم يتبعه عمل به بل وفي ذلك من الوعيد الشديد ما لا يخفى عليكم .
- إن كنت تستطيعين فاتخذي رفيقات في درب الطلب تتنافسون وتتعانون ويشد بعضكم على أيادي بعض إذ المرء ضعيف وحده قوي بإخوانه وإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية .
- أخيراً أخيتي اعلمي أنه لا حول ولا قوة لنا إلا بالله فبه نستعين وعليه نتوكل هو حسبنا ونعم الوكيل ويطيب لي في هذا المقام أن أقتبس شيء مما ذكره فضيلة الشيخ العدوي غفر الله له ورفع قدره وزاده من فضله وأذكره بتصرف كبير :

اقتباس:

{لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ} أي أن الله قال لنبيه صلى الله عليه وسلم لا تحرك بالقرآن لسانك لتستعجل حفظه ، فإن الله سبحانه سيجمعه ويحفظه في صدره –صلى الله عليه وسلم- ويمكنه من قراءته .. فيه دليل أن أحداً لا يستطيع أن يحفظ آية من كتب الله إلا إذا أعانه الله وإذا حفظ لا يستطيع أن يقرأ ولا أن يبين إلا إذا أعانه الله ووفقه .. فكم من حافظ إذا آتى ليقرأ في المحافل أو غيرها توقف في محل ما كان يتوقف فيه وموضوع يسير جدا عليه .. فلا حفظ ولا أداء إلا بإذن الله وهذا لا يقف على القرآن بل كُلّ علم ديني أو دنيوي لا يكون إلا بعون الله وإذنه وإن علم فلا يستطيع استفادة من علمه بالأداء و التطبيق والعمل إلا بتوفيق الله .. ألا ترى كم من طبيب بلغت شهرته الآفاق .. وأخطأ بسبب نسيان أمّر لا يخطئ فيه حتى المبتدأ في الطب !
ومما يروى في هذا الباب تبينا لذلك ما حدث مع الفاروق رضي الله عنه وهو في العلم هو كم من مرة وافقه القرآن وكم من مستعصيات هداه الله إليها بعد الفتوحات في عهده كفقه الخراج والمسألة العمرية في الميراث وغيرهما كثير .. ويكفي ما أورده البخاري ) إن النبي صلي الله عليه وسلم رأي رؤيا أنه يشرب اللبن حتى رأي الري في أظفاره ثم ناول عمر اللبن قالوا يا رسول فما أولتها قال العلم ) ومع هذا خفيّ عليه شيء رغم وضوحه التام لصحابة فاقهم علما بكثير .. فقد قال ( وددت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يقبض حتى يبين لنا الكلالة والخلافة وأبوابا من الربا ) وما زال يسأل النبي عن الكلالة فيبين له فلا يستوعب ويعاود السؤال حتى قال : (ما أغلظ لي رسول الله صلى الله عليه وسلم في شيء أكثر من آية الكلالة حتى ضرب صدري وقال يكفيك منها آية الصيف التيأنزلت في آخر سورة النساء ) فالحاصل .. أن أحدا لا يستطيع الحفظ إلا بإذن الله وإن حفظ لا يستطيع بثه حتى يأذن له الله فعلينا أن نسأل الله التوفيق والإعانة كما أمرنا بذلك في كتابه " ربّ زدني علما " ومنه أن لا يغتار عالما بعلمه فإنما ذلك محض فضل من الله ولو شاء لأنسيه أوما استوعبه .

وفقك الله وأعانك ورزقنا وإياكم العلم النافع والعمل الصالح .