![]() |
مجلس مذاكرة (كشف الشبهات)
إخواني الطلاب وأخواتي الطالبات هذا المجلس مخصص لاستقبال مشاركاتكم في تلخيص ومراجعة موضوعات (كشف الشبهات).
|
|
|
|
|
|
1{هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُولُو الأَلْبَابِ}) هذه الآية فيها بيان من الحق -جل وعلا- أن هذا القرآن أنزل على النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو قسمان:
1-منه محكم. 2-ومنه متشابه. والمتشابه والمحكم راجعان إلى دلالة الألفاظ، وراجعان إلى المعنى، لا إلى المراد به. فـ(المحكم) اختلفت أقوال العلماء في تعريفه: ما هو المحكم وما هو المتشابه؟ فقال بعضهم: إن (المحكم): هو ما استبان معناه، واتضحت دلالته فلا لبس فيه، متضح لكل أحد لا لبس فيه ولا إشكال.و(المتشابه): ما يشتبه معناه المراد به، فلا يتضح.فإذاً:رجع - على هذا التعريف - (المحكم) إلى المتضح البين، و(المتشابه) إلى ما يحتاج إلى اجتهاد ونظر، لا يتضح معناه. ومن الأقوال في ذلك: ما رواه علي بن أبي طلحة في صحيفته المعروفة في التفسير عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أنه قال: (المحكم هو ناسخه وأمره ونهيه وحلاله وحرامه). والأقوال في هذا كثيرة، معروفة في كتب الأصوليين.فأرجع المحكمَ ابنُ عباس إلى ما يكون من جهة العمل، وأما الأخبار فإنها لا يعلم تأويلها إلا الله -جل جلاله-؛ لأن حقيقتها غير معلومة، يعني في الأمور الغيبية، كما سيأتي. وقال آخرون من أهل العلم : (المحكم) راجع إلى ما لا تعدد في دلالته.و(المتشابه) إلى ما تتعدد الدلالة فيه. ومن الباطل فيها: ما يجعل (المحكم): ما رجع إلى أمور الفقه، الأحكام.و(المتشابه): ما يرجع إلى أمور العقيدة؛ لأن هذا معناه أن الله -جل جلاله- لم يبين لنا بيانًا محكمًا شيئًا من أمور العقيدة، وهذا باطل. ومن الباطل فيه: ما يقال إن (المتشابه)منه آيات الصفات، ومنه الحروف المقطعة في أول السور.وهذا أيضاً من الأقوال الباطلة فيه. وليس هذا محل بسط الكلام في المحكم والمتشابه، لكن المقصود من ذلك: أن الراجح عند أهل العلم: أن (المحكم): هو ما تبينت دلالته واتضحت. و(المتشابه): هو ما يحتاج في بيان دلالته إلى اجتهاد ونظر. 2 الآيات المحكمات أنواع: فمنها: النوع الأول: الآيات التي فيها بيان أن الكفار مقرون بتوحيد الربوبية، وأنهم لا إشكال عندهم في ذلك، هذا نوع. والنوع الثاني من الآيات: أن الكفار ما أرادوا عبادة ما عبدوا إلا لأجل التقرب إلى الله -جل جلاله- بالزلفى والشفاعة، إلى أخر الآيات في ذلك.والنوع الثالث:من الآيات المحكمات في هذا الباب الواضحة: أن الأموات التي عبدت لا تملك شيئًا، وأنها يوم القيامة تتبرأ ممن عبدها. والنوع الرابع:من الأدلة المحكمة في هذا الباب في رد حجج المشركين: الآيات التي فيها بيان أن الله -جل جلاله- لم يتخذ ولدًا، ولم يتخذ شريكًا، ولم يتخذ ولياً، ولم يتخذ شفيعًا؛ كآية سورة سبأ، وآية سورة الإسراء، وآية الفرقان، وأشباه ذلك. والنوع الخامس:من هذه الأنواع المحكمة: أن معبودات المشركين في القرآن مختلفة، فمنهم من عبد الأصنام، ومنهم من عبد الأوثان - والصنم: ما كان على هيئة صورة مصورة منحوتة، والوثن: مالم يكن على هيئة صورة: شجر، قبر، إلى آخره، كوكب - ومنهم من عبد الملائكة، ومنهم من عبد الأولياء، ومنهم من عبد الجن، ومنهم من عبد الشجر والحجر، إلى آخره. فهذه التصانيف في الآيات لمعبودات المشركين، هذه تنزل عليها كل حالة من حالات أهل الشرك في هذا الزمن وفي ما قبله وما بعده. 3 فالخوارج كانوا أشد الناس عبادة، أشد من الصحابة عبادة، يحقر أحد الصحابة عبادته مع عبادتهم وصلاته مع صلاتهم، وصيامه مع صيامهم، فلا يظن بهم أنهم اتبعوا المتشابه من القرآن قصدًا في مخالفة القرآن وقصدًا في الإضلال، وإنما حصل منهم الضلال لشيئين: أولاً: أنهم تركوا المحكم واتبعوا المتشابه. ثانيا:أنهم لم يرجعوا في بيان المتشابه إلى الراسخين في العلم في زمانهم، في زمن الصحابة رضي الله عنهم. 4والتأويل في القرآن أتى على معنيين: المعنى الأول للتأويل: ما تؤول إليه حقيقة الشيء، ما تؤول إليه حقيقة الأيات.والآيات على قسمين: - منها:آيات أخبار. - ومنها:آيات إنشاء. {وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً} صدقاً في الأخبار، وعدلاً في الإنشاء؛ يعني: في الأمر والنهي. - فالأخبار تأويلها: ما تؤول إليه حقيقتها، فإذا كانت الأخبار غيبيات عن الله -جل وعلا- فتأويل الخبر: حقيقته وكنهه الذي عليه الله جل وعلا، والخبر الذي هو وصف - مثلاً - للجنة، تأويله ببيان حقيقة الجنة ما هي، هذا معنى للتأويل. ومنه قوله -جل وعلا- في سورة الأعراف:{هَلْ يَنْظُرُونَ إِلاَّ تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ} الآية، يعني: هل ينظرون إلا ما تؤول إليه حقيقة الأخبار التي أخبر الله -جل وعلا- بها.{يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ} يعني: ما تؤول إليه حقيقة الأخبار، رأوا الجنة ورأوا النار، وحصل يوم البعث {يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ} إلى آخر الآيات.هذا هو النوع الأول من التأويل في القرآن. المعنى الثاني للتأويل: التأويل بمعنى التفسير، وهذا في قول الله جل وعلا: {وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الأَحْلامِ بِعَالِمِينَ}ومنه أيضاً في هذا قوله جل وعلا: {أَنَا أُنَبِّئُكُمْ بِتَأْوِيلِهِ} وأشباه ذلك، التأويل هنا بمعنى التفسير، تأويل الأحلام بمعنى تفسير الأحلام، فالتأويل بمعنى التفسير هذا في القرآن، وهذا هو الذي اعتمده ابن جرير الطبري فيما ترى في تفسيره، حيث يقول: (قال أهل التأويل)، (وبنحو الذي قلنا في هذه الآية، قال أهل التأويل، ذِكْرُ من قال ذلك)، (قال أهل التأويل) يعني: قال أهل التفسير. 5إذا أتى من يتبع ما تشابه منه فإنه يجب عليه أن يعمل شيئين: الأول: الحذر، كما أوصى النبي -صلى الله عليه وسلم- بقوله: ((فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم)) الحذر هذا يوجب المفاصلة في القلب، بألا يصغي إلى حديثه، ولا يجعل أحداً يلبس عليه دينه، هذا الأول. والثاني: يجب عليه أن يقول: {آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا} فيرجع سبب الإشكال إلى جهله، وأما الآية في نفسها فواضحة، يعلمها الراسخون في العلم، ولهذا - مثلاً - في باب التوحيد يأتيك من يحتج بالمتشابهات، مثلاً -وربما مجالها سيأتي، ولكن لإيضاح المقام - يقول في قول الله جل وعلا: {وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحاً}فهذا فيه دليل على تأثير الصلاح فيما بعد، أو يقول: (الشهداء أحياء وأنت لا تسأل ميتاً، إنما تسأل حياً، بِنصّ القرآن هم أحياء) لقوله: {وَلا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ}{وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً} ونحو ذلك. هذه بعض فوائد من شرح الشيخ صالح آل الشيخ على كشف الشبهات. |
تلخيص للشبهة السادسة من شرح الشيخ ابن ابراهيم رحمه الله
فإن قال: النبي صلى الله عليه وسلم أُعطِيَ الشفاعة وأنا أطلبه مما أعطاه الله. فالجواب أن الله أعطاه الشفاعة ونهاك عن هذا فقال تعالى: {فَلا تَدْعُو مَعَ اللَّهِ أَحَداً} . فإذا كنت تدعو الله أن يشفِّع نبيه فيك فَأَطِعْهُ في قوله: {فَلا تَدْعُو مَعَ اللَّهِ أَحَداً} . ـ (فالجواب) نعم (أن الله أعطاه الشفاعة) وهو سيد الشفعاء لكن الذي أعطاه الشفاعة هو الله (ونهاك عن هذا) نهاك أن تطلبها منه1 فهذا من جهله يطلب شيئاً منهياً عنه، مع أن إعطاءه الشفاعةَ إعطاءٌ مقيدٌ ر مطلقاً، كما أن إعطاءه المال صلى الله عليه وسلم لا يعطيه من شاء إنما يعطيه من أُمِر أن يعطيه (فقال تعالى: {فَلا تَدْعُو مَعَ اللَّهِ أَحَداً} 2) فهذا نهي عن دعوة غير الله، ودعوةُ غير الله أنواع: منها دعوة غير الله فيما يرجونه من شفاعتهم، ومنها دعوة غير الله لكشف الكربات ونحو ذلك؛ وهذا منهي عنه بل هو حقيقة دين المشركين الأولين، إنما كانت عبادتُهم آلهتهَم بالدعاء وطلب الشفاعة ونحو ذلك كما تقدم (فإذا كنت تدعو الله) الظاهر أن مراده ترجو الله (أن يشفِّع نبيه فيك فَأَطِعْه في قوله {فَلا تَدْعُو مَعَ اللَّهِ أَحَداً} ) إذا منت ترجو أن تكون أهلاً لشفاعة سيد الشفعاء فوحِّد الله وأخلِص له العمل تَنَلْ شفاعة المصطفى صلى الله عليه وسلم؛ فإن الشفاعة التي هي حق وأعطيها صلى الله عليه وسلم مشروطة بشرط كما تقدم وبينت الشريعة أن سبب نيلها اتباع الرسل وإخلاص العمل فبذلك يكون من أهل الشفاعة. فالمشركون ضيَّعوا سبب الشفاعة وضادُّوه وخالفوه. |
أخ محمد لتكن ملخصاتك في صفحة المذاكرة الخاصة بك في مجموعتك،
هذه الصفحات ستلغى وتبقى صفحات ملخصات الطلاب فقط. |
الساعة الآن 09:35 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir