![]() |
أذان العزة
أذان العزة تحدَّرَ دمعُ عينيكَ السَّكُوبُ = على رَبْعٍ تَعَاوَرُه الخطوبُ تَعَاوَرُه الرَّوامسُ كلَّ يوم = له من موجها لُجَجٌ تنوبُ فأضحى كلُّ ذي عَلَمٍ يبابا = وأخلي منه ساكنه الحبيبُ وَبُدِّلَتِ السوائم بعد رَتْعٍ = بنبتٍ للسوائم لا يطيبُ فظلت في مراعيها شحوباً = وحُجِّرَ دونها المرعى الخصيبُ تُرَجِّعُ فيه أنظارَ الثكالى = وقد حنَّت له منها القلوبُ وَبُدِّلَ بئرُها بقليبِ سوءٍ = أَضَرَّ بها ألا لُعِنَ القليبُ وكان شرابُها بمعينِ صفوٍ = كأنَّ صفاءَه ورقٌ قشيبُ وكانت كلَّما نَهَلَت أُعِلَّت = فكادت كلَّما شربت تذوبُ وكانت كلَّما تشكي اعتلالاً = لها في كلِّ سابلةٍ طبيبُ فأَضْحَت والزَّمانُ له انقلابٌ = لها من كلِّ موجعةٍ نصيبُ وكانت لا يزال بها غَنَاءٌ = إذا ما الأرضُ أَمْحَلَها الجدوبُ فأنهكها مع الإمحال شِرْبٌ = خبيثٌ لا يساغُ ولا يُثِيبُ بعيني ما تُلاقِي من بلاءٍ = وفي قلبي لشكواها ندوبُ يُخَبِّرُنِي لِسانُ الحالِ عنها = لِسانُ الحالِ مَنْطِقُهُ عجيبُ يُفَصِّلُ مَنْطِقَاً لا عِيَّ فيهِ = إذا ما خانَ مَنْطِقَهُ الكذوبُ فَدَعْ عَنكَ البكاء على طُلُولٍ = لها شمس إذا طلعت تغيبُ وخبر أهل جلدتنا كلاماً = له في القلب إن عقلوا وجيبُ بأن العز لا يدنيه ذلٌّ = ولا ينجو من الذلِّ الهيوبُ وأنَّ الذلَّ أوَّله تغاضٍ = على مضض وآخره لحوب وأوَّله نجاء في رخاء = وآخره مهانات تشيب وأَذِّنْ في بقايا من أقرُّوا = بميثاق البيان ليستجيبوا فإنَّ الأرضَ بالدَّلْوَيْنِ تُرْوَى = وإنَّ الماءَ منبعُهُ قريبُ وأشكر أخي عبد الله الحسيني على إنشاده لها وفقه الله والشكر للمصمة الأخت { نقاء } http://www.youtube.com/watch?v=gSYtN...layer_embedded |
القصيدة رائعة ومؤثرة ..
بل أكثر من رائعة .. ماشاء الله تبارك الله! من ابداع من؟ |
بارك الله فيك
هي لصاحب المشاركة ، ولو كانت لغيره لنسبها له أو أشعر بذلك. وكنت قد أسميتها ( بكاء على أطلال العزة ) ثم رأيت أن العنوان فيه انهزامية لا تليق بالمؤمن فزدت بيتين في آخرها وغيرت العنوان إلى: (أذان العزة) والقصيدة تحكي واقع الذل الذي تعيشه الأمة بسبب ضعف العلم والإيمان وانطماس كثير من معالم العزة الإيمانية التي حصل بسببها ذل عظيم وإهانة للمسلمين، واستبدال كثير منهم مناهل العلم النبوي بالعلوم المحرفة والأفكار المضلة التي أنهكت قوى الأمة وجعلتها كغثاء السيل ، وفقدان كثير من القدوات الصالحة. فوجهت النداء للأخذ بأسباب العزة التي بينها لنا ربنا جل وعلا وبينها لنا رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم وهي العودة إلى المعين الصافي وتعلم العلم الشرعي الصحيح وامتثال الهدي النبوي القويم في واقعنا أفراداً ومجتمعات. والله عز وجل لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم فالتغيير مرده إلى الله وسببه تغيير ما بأنفسنا وهذا السبيل ضل عنه كثيرون فراموا التغيير بأنفسهم لا بما في أنفسهم. وأشرت إلى قرب هذا الهدي النبوي من الفطرة التي فطر الله الناس عليها وأنه قريب المأخذ إذ هو مستمد من الكتاب والسنة فهما الدلوان اللذان يرويان النفس البشرية فيشع منها الإيمان وتزول عنها آثار الغزو الفكري المدمر فيتحقق لها الوعد بالنصر والتمكين، وتكون العزة. |
أود معرفة معنى هذا البيت؟ تَعَاوَرُه الرَّوامسُ كـلَّ يـوم = له من موجها لُجَـجٌ تنـوبُ |
تعاوره الروامس كل يوم = له من موجها لجج تنوب
تَعَاوَرُهُ: أي تجعله هدفاً لها. قال عنترة: إذ لا أزال على رحالة سابح = نهد تعاوره الكماة مكلَّم رحالة سابح: سرج حصانه الذي لشدة جريه كأنه يسبح في الهواء. نهد: عظيم الخلقة، مكلَّم أصابته الكلوم وهي الجروح، والكماة الفرسان الأبطال الذين لبسوا للحرب لباسها وأعدوا لها عدتها. وتعاوره الكماة: أي جعلوه هدفاً لسهامهم وسنانهم. الروامس: الرياح الشديدة المحملة بالأتربة والحصى تُعَفِّي الآثار وتطمس المعالم. قال حسان بن ثابت: عفت ذات الأصابع فالجواء = إلى عذراء منزلها خلاء ديار من بني الحسحاس قفر = تعفيها الروامس والسماء وقال جرير: فأصبحت الأجزاع ممن يحلها = قفاراً فما شاء الحمام تغردا أجالت عليهن الروامس بعدنا = دقاق الحصى من كل سهل وأجلدا و(لُجَجٌ) جمع لُجَّة وهي معظم البحر ومظنة موجه المتلاطم، ومنه البحر اللُّجِّيُّ العميق كثير الماء قال تعالى: (أو كظلمات في بحر لجي يغشاه موج من فوقه موج...) ويقال: التجَّ البحر إذا تلاطمت أمواجه. والمعنى أن هذه الرياح الشديدة لعظمتها كأنما تحمل بحاراً من هذه الأتربة ذات أمواج متلاطمة تهجم على ذلك الرَّبْع وهو المكان الذي كان يؤنس به. والبيت يرمز إلى شدة مكر أعداء الأمة وكيدها العظيم وما يوجَّه لهذه الأمة من أنواع الغزو الفكري والأخلاقي والسياسي والاستغلالي وهو غزو عنيف مكثف يحمل من أمواج الفتن المتلاطمة والكوارث المتتابعة ما يذهل عقل الحليم. ولكن الله حافظ دينه وناصر أوليائه ولو كره الكافرون. |
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته سلمتْ يراعكَ شيخنا .. وأرجو أن تتحفنا بالمزيد من هذه القصائد ذات المواضيع القيّمة .. فالساحة الأدبية المعاصرة تعجُّ تحت سيطرة الأقلام اللبرالية المسعورة التي لا همَّ لها سوى هدم الفضيلة تحت عباءة الحرية و الحوار وتحت عباءة الفنُّ للفنِّ ! .. و وجود الأقلام الاسلامية في الساحة ستكون بديلاً نافعاً لكثير من المسلمين الذين يحبون الشعر والأدب .. قبل أن تتخطفهم رياح العلمنة والحداثة بأساليبهم الماكرة وعن طريق الشعر والأدب . . . رعاكَ باريكَ |
أرجو وضع رابط التحميل مباشر
لإنشاد للقصيدة في الصفحة . |
الصراحة أنا من زمان ما قرأت قصيدة حديثة بهذا الأسلوب القوي الجزل الأصيل .
أفكر أفكر أدخل ماستر لغة عربية .. من بعد هذي القصيدة .. أؤمن أن من البيان سحراً.. |
اللغة
|
اللغة.. إذا اجتمعت مع فكرة سامية .. واستندت على سند متين هو الكتاب والسنة .. وبثتها روح شفافة ملهمة إيجابية : فإنها حينئذ تنفذ إلى العقل فتجبرها على التأمل ، وتتغلغل فكرتها في النفس فترسخ .. وتبعث فيني أنا خاصة .. حنيناً إلى مجهول بعيد .. حنيناً إلى الماضي . *~*~*~*~*~* مع كل قصيدة رائعة أصيلة كهذه القصيدة وأمثالها مما يكتبها عقلاؤنا ومشايخنا .. يقفز بي فكري مباشرة لأجدد التأمل في روعة آيات القرآن ، ويتجدد عجبي من قوة كلام الله العظيم .. و يطير بي الشوق إلى شخص رسولنا الحبيب ( محمد ) عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم ، والذي كان يستمع للشعر ويعجبه الحسن منه . *~*~*~*~* شيخنا الفاضل : عبد العزيز الداخل . سلمك الله . لافض فوك .. وجزيت خيراً .. وأشكرك ( خاصة ) على تعديل عنوان القصيدة وجعله عنواناً إيجابياً .. رائعاً .. مشوقاً .. نعم .. أذان العزة .. وعما قريب سيرفع وقت أذان العزة ! ألا إن نصر الله قريب. *~*~*~*~*~* بعيداً عن الفلسفة : العزة كلنا مطالبون بالتحلي بها .. وكلنا مطالبون بعدم إلحاق الذلة بأمتنا .. خطرات كانت الذلة .. أو نظرات أو لفظات أو خطوات .. وليكن مولانا في عوننا .. لنحقق هذه العزة في أنفسنا ، وأهلنا ، والأقربين منا ، وكل من نتعامل معهم في حياتنا .. اللهم آمين . |
اقتباس:
|
بارك الله فيكم جميعاً ..
وأرجو أن يبارك الله في هذه القصيدة حتى تؤدي رسالتها ويتحقق مقصد كتابتها ونشرها والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل. اقتباس:
أشكرك على مداخلتك ، وأخشى أن أدخل السآمة عليكم بكثرة القصائد لكن لعلي أنشر بعضها على تراخٍ إن شاء الله, وأشكر أخي أبا صهيب على إدراجه رابط الملف الصوتي. |
صح لسانك يا شيخنا..
|
هلّا قمتم برفع القصيدة (صوتيًا) مرة أخرى؟
أظن الرابط بالأعلى لا يعمل بارك الله فيكم |
وفيك بارك الله.
أعدت رفعها |
تمت إضافة فيديو للقصيدة بتصميم جديد , جزى الله من صممته الأخت { نقاء } خيراً. |
اقتباس:
ونسأل الله يبارك في فضيلة الشيخ وينفع بالقصيدة. |
ما شاء الله لا قوة إلا بالله
قصيدة لفت بالأشجان على حال أمتنا ولكن هناك بصيص أمل لتعود أمجادها وعزتها ، وأمتنا فيها الخير إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها طاب حرفك الشجي شيخنا الفاضل وزاده الله ألقا أدامك الله علما شامخا للأمتنا وزادك الله من فضله ننتظر جديدك القادم شيخنا الفاضل الكريم |
الساعة الآن 02:02 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir