سؤال عن الفرق بين المسائل التفسيرية والمسائل الاستطرادية في كتب التفسير
 

هذا المبحث من الاستطراد في التفسير، وقد يحصل نظائره في تفسير ابن كثير وغيره، والاستطراد يكون غالبا في الفن الذي يجيده المستطرِد؛ فابن كثير محدِّث، وإذا وقف على بعض المسائل التي يعلم أن للمحدثين عناية بها استطرد ببحث تلك المسائل، وغيره من المفسرين المعتنين بفنون أخرى كالعقيدة والفقه وأصول الفقه والسلوك والنحو والبلاغة وغيرها يفعلون مثل ذلك كثيراً في التفاسير المطولة والمتوسطة؛ فإذا وقفوا على تفسير بعض الآيات التي يكون في تفسيرها ذكر لمسائل يعتني بها أصحاب ذلك العلم ذكر مبحثه ذلك فيه للفائدة، والنفس تواقة لبحث ما تجيده حتى إن منهم من يتحين أدنى مناسبة لذكر تلك المباحث، ومن أعجب ما وقفت عليه من ذلك أن القرطبي رحمه الله في تفسيره اعتنى بالمسائل الفقهية حتى سمى تفسيره أحكام القرآن ، وإذا مر بآية فيها حكم فقهي توسع في بحث تلك المسألة وذكر أقوال العلماء فيها ، ولما مرَّ بقصة آدم وإبليس في سورة البقرة أورد خبراً إسرائيلياً مفاده أن إبليس دخل إلى الجنة في فم حية ، ثم وجد في هذا الخبر مناسبة لذكر بعض المسائل الفقهية المتعلقة بالحيات في أحكام قتلها في الحل والحرم وقتل حيات البيوت ونحو ذلك من المسائل المتعلقة بالحيات استطراداً منه واجتهاداً في بيان الأحكام الفقهية المتعلقة بالتفسير.

وطالب علم التفسير ينبغي أن يميز بين المسائل التفسيرية والمسائل الاستطرادية ، فالمسائل التفسيرية هي التي يتوقف عليها فهم معنى الآية ، وأما ما جاوز ذلك من المسائل فهو استطراد ، إن كان للطالب عناية به فليلخص عناصر تلك المباحث ويعرف مقاصدها بعبارة موجزة ثم يتجاوزها إلى غيرها.

والذي أوصيك به للفائدة أن تدوني عناصر هذا المبحث وتحفظي دليلاً أو دليلين تذكرينهما باختصار في كل عنصر.
وعند الاختبار في المعهد لا نسأل عن المسائل الاستطرادية ، وإنما نسأل عن المسائل التفسيرية ومسائل علوم القرآن الواردة في مجال الدراسة.