![]() |
تسجيل الحضور اليومي بفوائد علمية مما يدرس في الأسبوع الخامس عشر
تسجيل الحضور اليومي بفوائد علمية مما يدرس في (الأسبوع الخامس عشر) *نأمل من جميع الطلاب الكرام أن يسجلوا حضورهم اليومي هنا بذكر فوائد علمية مما درسوه في ذلك اليوم، وسيبقى هذا الموضوع مفتوحاً إلى صباح يوم الأحد. |
قال ابن تيمية: (وكانت الواقفة الذين يعتقدون أن القرآن مخلوق ويظهرون الوقف، فلا يقولون مخلوق ولا غير مخلوق، ويقولون: إنه محدث، ومقصودهم مقصود الذين قالوا هو مخلوق فيوافقونهم في المعنى ويستترون بهذا اللفظ؛ فيمتنعون عن نفي الخلق عنه، وكان إمام الواقفة في زمن أحمد: محمد بن شجاع الثلجي يفعل ذلك، وهو تلميذ بشر المريسي وكانوا يسمونه "ترس الجهمية")ا.هـ.
|
قال الذهبي: (وقد وقف علي بن الجعد، ومصعب الزبيري، وإسحاق بن أبي إسرائيل، وجماعة، وخالفهم نحو من ألف إمام، بل سائر أئمة السلف والخلف على نفي الخلقية عن القرآن).
|
موقف جمهور أهل الحديث كالإمام أحمد وإسحاق بن راهويه والبخاري وأبي ثور وجماعة.
فهؤلاء منعوا الكلام في اللفظ مطلقاً لالتباسه؛ وبدّعوا الفريقين: من قال: لفظي بالقرآن مخلوق، ومن قال: لفظي بالقرآن غير مخلوق. واشتدّوا على من قال: لفظي بالقرآن مخلوق؛ خشية التذرّع بهذا التلبيس إلى إرادة القول بخلق القرآن، وقد جرى من المحنة في القول بخلق القرآن ما جرى فكانوا شديدي الحذر من حيل الجهمية وتلبيسهم. وبيّنوا أنّ أفعال العباد مخلوقة. |
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (كان الناس قبل أبي محمد ابن كلاب صنفين:
- فأهل السنة والجماعة يثبتون ما يقوم بالله تعالى من الصفات والأفعال التي يشاؤها ويقدر عليها. - والجهمية من المعتزلة وغيرهم تنكر هذا وهذا. فأثبت ابن كلاب قيام الصفات اللازمة به، ونفى أن يقوم به ما يتعلق بمشيئته وقدرته من الأفعال وغيرها. ووافقه على ذلك أبو العباس القلانسي، وأبو الحسن الأشعري، وغيرهما)ا.هـ. |
فتنة الوقف في القرآن
فتنة الوقف في القرآن
كان بدء المحنة في سنة 218هـ ، ورفعت عام 233هـ؛ لكن رفع المحنة لم يكن رفعا للفتنة لم تزل الفتنة متواصلة لما من قضاة المعتزلة وخطبائهم وعلمائهم لبث الشبهات في نفوس الناس وعقائدهم . بعد القضاء على علمائهم وقضاتهم استشار المتوكل الإمام أحمد فيمن يرفع إليه بتوليتهم القضاء؛ فكان ينهى عن تولية أهل البدع. وكتب المتوكل مرة كتاباً إلى الإمام أحمد مع عبد الرحمن بن يحيى بن خاقان وهو ابن وزيره؛ يسأله عن جماعة ممن يريد توليتهم القضاء؛ فكان أكثرهم من الجهمية؛ فبيّن الإمام أحمد حالهم واحداً واحداً ثم قال في خاتمة جوابه لأمير المؤمنين: (أهل البدع والأهواء لا ينبغي أن يُستعان بهم في شيء من أمور المسلمين، مع ما عليه رأي أمير المؤمنين - أطال الله بقاءه - من التمسك بالسنة والمخالفة لأهل البدع) ثم جاء بعد ذلك أناس بإرادة الرد على المعتزلة والانتصار لأهل السنة بالحجج المنطقية والطرق الكلامية؛ فخاضوا فيما نهاهم عنه أهل العلم؛ ووقعوا في بدع أخرى، وخرجوا بأقوال محدثة مخالفة لمنهج أهل السنة والجماعة. ثم جاءوا ببدعة فتنة الوقف، وفتنة اللفظ، وجرى بسببهما محن ومواقف يطول وصفها، وظهرت نحل وأهواء لم تكن تعرف من قبل: فظهرت بدعة ابن كلاب والقلانسي وأبي الحسن الأشعري وأبي منصور الماتريدي وغيرهم. |
فتنة اللفظية
فتنة اللفظية
هذه الفتنة أشد وأعظم من فتنة الوقف وقداستغرق وقتا كثيرا وكان أوّل من قال بها : حسين بن علي الكرابيسي ، وكان عالما له سعة في العلم ، وقد قام علماء السنة برد عليه وعلى رأسهم الإمام أحمد، ونهى عن الإخذ عنه؛ فبلغ ذلك الكرابيسيَّ فغضب وتنمّر، وقال: لأقولنَّ مقالة حتى يقول ابن حنبلٍ بخلافها فيكفر؛ فقال: لفظي بالقرآن مخلوق. |
اختلاف الفِرَق في القرآن
اختلاف الفِرَق في القرآن
ثم نشأ أقوام أرادوا الردّ على المعتزلة والانتصار لأهل السنة بالحجج المنطقية والطرق الكلامية؛ فخاضوا فيما نهاهم عنه أهل العلم؛ ووقعوا في بدع أخرى، وخرجوا بأقوال محدثة مخالفة لمنهج أهل السنة والجماعة. منهم 1- الكلابية اتباع محمد عبد الله بن سعيد بن كلاب البصري يقولون: القرآن حكاية عن المعنى القديم القائم بالله تعالى، وأنّه ليس بحرف ولا صوت، ولا يتجزأ ولا يتباعض، ولا يتفاضل إلى آخر ما قال. وهذا كلّه بسبب أنّه التزم هذا الأصل الذي أصّلوه وهو باطل. ولابن كلاب أقوال أخرى محدثة في الصفات والإيمان والقدر. |
أنّ فتنة القول بخلق القرآن؛ كانت فتنة عظيمة، سرى أثرها في الأمّة وتشعّب، وكانت سبباً من أسباب تفرّق الفرق وظهور النحل المخالفة لأهل السنة.
|
عن النبي صلى الله عليه وسلم: «وما أشكل عليكم فكلوه إلى عالمه »
|
معنى الوقف في القرآن: أي التوقف عند قول: القرآن كلام الله, وعدم القول بأنه غير مخلوق أو مخلوق.
وسبب وقوف بعض أهل الحديث: أنهم يقولون بأن القول بخلق القرآن محدث, فنبقى على ما كان عليه السلف دون القول بأنه مخلوق أو غير مخلوق, وهم يعتقدون بأن القرآن غير مخلوق, وينكرون القول بخلق القرآن, لكن يسكتون يسكتون عما سكت عنه السلف. وكان الإمام أحمد بن حنبل يشتد عليهم ويأمر بهجرهم, ويرى ضرورة رد الشبهات وبيان الحق لعموم الفتنة والتباس الأمر على العامة. |
سبب اختلاف الأفهام في مسألة اللفظ: أن كلمة (لفظي بالقرآن مخلوق) كلمة مجملة حمالة أوجه, فقد يراد بها التلفظ وقد يراد بها الملفوظ؛ فإن أريد بها التلفظ فالتلفظ من أفعال العباد, وأفعال العباد مخلوقة, وإن أريد بها الملفوظ وهو القرآن المتلو, فهو كلام الله غير مخلوق, ولذلك حدثت فتنة اللفظية, والتلبيس بين التلفظ والملفوظ.
|
جرت سنة الله تعالى في خلقه أن يبتلى المؤمن بالابتلاءات التي تظهر صدقه مع ربه وتنفي عنه الكذب, (فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين).
وقد ابتلي الإمام البخاري رحمه الله, ولقى بسبب مسألة اللفظ ما لقى من المحن, وبسبب حسد بعض معاصريه من العلماء على ما آتاه الله من فضله من العلم: ففي بغداد: رأى البخاري ما نال الإمام أحمد في فتنة اللفظية, فأخذ على نفسه ألا يتكلم في هذه المسألة المشؤومة. وفي خراسان: لما رجع إلى موطنه, وجد الكثيرين يخالفوه, فلم يطب له المقام في بخارى, وعزم على التوجه إلى نيسابور. وفي نيسابور: اجتمع له الناس واحتفوا به أول الأمر, فلما سألوه عن مسألة اللفظ قال: "أفعال العباد مخلوقة, وألفاظنا من أفعالنا", فحدث الخلاف, وقال بعضهم: قال لفظي بالقرآن مخلوق, وقال بعضهم لم يقل. القاضي محمد بن يحيى الذهلي: كان البخاري يقول أن بن الذهلي يحسده على ما أوتي من العلم, والعلم رزق يعطيه الله من يشاء من عباده, فكان ابن الذهلي يقول من جلس إلى البخاري فلا يحل له أن يجالسنا في مجلسنا, فكان ذلك سببا في رحيل البخاري من نيسابور. وقد خاض الناس في البخاري فكان يقول: (ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله), حتى أن بعضهم كفره, فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قال لأخيه يا كافر فقد باء به أحدهما". العودة إلى بخارى: والاستقبال الحار, ثم الخروج منها بأمر الأمير ووشاية ابن الذهلي. خرتنك: والإقامة القصيرة بها, ثم توفي ودفن بها رحمه الله. -موقف الإمام البخاري من مسألة اللفظ: كان البخاري يرى: أن القرآن كلام الله غير مخلوق, أما أفعال العباد فمخلوقة, قال في كتابه (خلق أفعال العباد): "أصواتهم وحركاتهم وكتابتهم مخلوقة, أما القرآن المتلو الذي في المصحف, الموعى في صدور العباد, فهو كلام الله غير مخلوق". وكان يرى أن مسألة اللفظ مسألة مشؤومة, لما رأى ما نال الإمام أحمد بسببها, فأخذ على نفسه ألا يتكلم فيها, لكنه بين كما بين الإمام أحمد الحق للناس فيها. |
لقد بين الإمام أحمد والإمام البخاري رحمهما الله تعالى, الحق في مسألة اللفظ, وذلك لأن الفتنة قد عمت, والتبس على الناس الأمر, فكان لزاما على العلماء أن يبنوا لهم ما تزول به الشبهات.
-فقد أجاب الإمام أحمد لما سئل عن الذين يفرقون بين اللفظ والمحكي, فقال: القرآن كيف تصرف في أقواله وأفعاله, فغير مخلوق, وأما أفعالنا فمخلوقة. وقال: القرآن في جميع الوجوه غير مخلوق. -والإمام البخاري قال في كتاب (خلق أفعال العباد): "حركاتهم وأصواتهم وكتابتهم مخلوقة, أما القرآن المتلو المثبت في المصاحف, الموعى في صدور العباد فهو كلام الله ليس بمخلوق". وقال أيضا: "القرآن كله كلام الله تعالى, والقول صفة القائل موصوف بها, والقراءة فعل الخلق؛ قال تعالى (فاقرؤا ما تيسر منه). وقد منع الإمام أحمد والبخاري ومن وافقهم من أهل الحديث, الكلام في اللفظ مطلقا, وبدعوا من قال لفظي بالقرآن مخلوق, أو قال لفظي بالقرآن غير مخلوق, وبينوا أن أفعال العباد مخلوقه, فكانوا بذلك مصابيح هدى على طريق الحق, يسترشد بقولهم, ويستضاء بهديهم. |
لكل زمان فتن علمها من علمها و جهلها من جهلها.
|
الساعة الآن 10:09 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir