![]() |
سؤال عن معنى «مقتضى الحال»
أحسن الله إليك شيخنا وبارك في علمك
في تعريف البلاغة باعتبار إضافتها إلى الكلام قال المصنفون: اقتباس:
اقتباس:
اقتباس:
ثانيا: ما الذي يترتب على هذا الخلاف؟ وما هو الصواب في العبارتين؟ |
اقتباس:
فيأخذ الطالب النجيب منه ما يدل على المعنى المراد، ويترك ما وراء ذلك مما يحدثه بعض المتكلفين من الاعتراضات والاستدراكات والتشقيقات التي تشتت ذهن الطالب ولا تجدي عليه نفعاً، وهذا الأمر يكثر وروده في كتب أصول الفقه. وسعد الدين التفتازاني أصولي متكلم قد تأثر بما تأثر به كثير من أصحاب تلك المناهج ، والتعقيد سمة ظاهرة في مؤلفاته، لذلك أوصي ألا يتوقف طالب العلم كثيراً عند ما يورده من اعتراضات واستشكالات هي من تشقيق الكلام المذموم. وأما (مقتضى الحال) فالمقتضَى اسم (مفعول) من اقتضى يقتضي، والاقتضاء في اللغة استدعاء الشيء، وهو مأخوذ من اقتضاء الدَّين أي طلب استيفائه، وفي صحيح البخاري من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (رحم الله عبداً سمحاً إذا باع وإذا اشترى وإذا اقتضى). اقتضى: أي طلب حقه ليستوفيه. فالدائن مقتضٍ، وَطَلَبُهُ لماله اقتضاء. ويطلق الاقتضاء أيضاً على ما ينزل منزلة الدين من الحق الواجب كما قال أبو حية النميري فيما أنشده أبو علي القالي في أماليه: إذا ما تقاضى المرء يومٌ وليلة = تقاضاه شيء لا يمل التقاضيا والتقاضي والاقتضاء بمعنى واحد إذا روعي أثر اختلاف التركيب على المعنى. هذا أصل معنى الاقتضاء في اللغة، ثم تجوز فيه لمعان أخر، فصار يطلق على ما يستدعى فعله أو تركه عن طريق الوجوب الحقيقي أو ما ينزل منزلته، أو كان ترتب الأثر فيه على مسببه ترتباً ضرورياً. مثال الاقتضاء الضروري: الفعل يقتضي أن يكون له فاعل، والمخلوق يقتضي أن يكون له خالق. والاقتضاء النظري هو المراد هنا وهو أن يكون للحال اقتضاء ينبغي للمتكلم مراعاته ولنضرب لذلك أمثلة: إذا كان المتكلم يخاطب حزيناً مصاباً بموت عزيز، فإن هذه الحال تقتضي من المتكلم أن يكلمه بأسلوب فيه تعزية له وينتقي من الألفاظ والأساليب ما يكون له أثر حسن عليه، وما يناسب حاله من الإطناب أو الإيجاز. وإذا كان المتكلم يخاطب فرحاً مسروراً بخبر سعيد اقتضى الحال أن يكون كلامه له بما يبهجه ولا يعكر عليه صفو أنسه بالخبر. وإذا كان يخاطب طلاباً يستنهض هممهم لطلب العلم والاجتهاد فيه اقتضى الحال أن ينتقى من الألفاظ والأساليب المشوقة لطلب العلم ما يرجو أن يقع في نفسهم موقعاً حسناً ويؤثر فيهم بما يحقق غرضه. ففي هذه الأمثلة الحال - ويسمى المقام - يقتضي نوعاً من الكلام ، ولكن المتكلم قد يفعل ما يقتضيه الحال فيكون بليغاً ، وقد لا يفعله، وحينئذ لا يسمى بليغاً. ويمكن أن يعبر عن هذا المعنى كله بعبارة أخرى وهي: مناسبة المقال للمقام ، كما قال الحطيئة: تحنن علي هداك المليك = فإن لكل مقام مقالا وأما قول المالكي: (قولُه: (هو الصورةُ المخصوصةُ)، هذا جَرْيٌ على خلافِ ما حَقَّقَهُ العلاَّمَةُ السعْدُ، والذي حَقَّقَه العلاَّمَةُ السعْدُ أنَّ مُقتَضَى الحالِ هو الكلامُ الكُلِّيُّ الذي هو موصوفُ تلكَ الصورةِ المخصوصةِ، ووجه كلٍ من السعْدِ وغيرِه ما ادَّعَاهُ، انظُر الصَّبَّانَ). يريد بالعلامة السعد: مسعود بن عمر التفتازاني الملقب بسعد الدين (ت:792هـ) له مصنفات كثيرة في المنطق والنحو واللغة والبلاغة وله حاشية على الكشاف، وله كتب في تقرير علم الكلام ، وله شرح العقائد النسفية وغيرها . وقد انتقد عليه مخالفته لمنهج أهل السنة والجماعة وكثرة تشقيقه للكلام وتعقيد عباراته. ونقل المالكي فيه إخلال أيضاً ونص كلام التفتازاني كما في كتابه مختصر المعاني: (ومقتضى الحال في التحقيق هو الكلام الكلي المتكيف بكيفية مخصوصة). وهو تعبير عما سبق شرحه وبيانه، لكن بعبارة فيها تعقيد؛ فالكلام الكلي يراد به الكلام غير المعين هروباً من اعتقاد وجوب كلام بعينه يلزم قوله. وقوله: (المتكيف بكيفية مخصوصة) أي أن ذلك الكلام يلزم أن يكون على كيفية مخصوصة غير مطلقة، وهي الكيفية التي تناسب المقام. |
أحسن الله إليك شيخنا وجزاك الله خيرا خاصة على ما قدمت به الجواب من توجيه وإرشاد إلى المسار الصحيح للطلب
قد تم فهم المراد بحمد الله |
الساعة الآن 01:56 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir