![]() |
باب الغين
باب الغين قال أبو عبد الله الحسين بن محمد الدامغاني (ت: 478هـ) : (باب الغين الغيب – الغشيان – الغل – الغلبة – الغرفة – الغلام تفسير (الغيب) على أحد عشر وجها: الله عز وجل – والحساب والصراط والجنة والنار – الظلمة – موت سليمان عليه السلام – وقت الموت – المطر – اللوح المحفوظ – النفس والمال نزول العذاب – الظن – الغيبة – الوحي فوجه منها: الغيب: هو الله عز وجل والحساب والصراط والجنة والنار، قوله تعالى في سورة البقرة {الذين يؤمنون بالغيب} يعني: بالله ويقال: بالحساب والصراط. والوجه الثاني: الغيابة: الظلمة، قوله تعالى في سورة يوسف {وألقوه في غيابت الجب} يعني: ظلمة الجب. والوجه الثالث: الغيب: موت سليمان عليه السلام قوله تعالى في سورة سبأ {فلما خر تبينت الجن أن لو كانوا يعلمون الغيب} يعني: موت سليمان {ما لبثوا في العذاب المهين}. والوجه الرابع: الغيب: الموت ومتى يموت، قوله تعالى في سورة الأعراف {ولو كنت أعلم الغيب} يعني: لو كنت أعلم متى أموت {لاستكثرت من الخير} على قول بعض أهل التفسير. والوجه الخامس: الغيب: المطر, قوله تعالى في سورة الأنعام {وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو} يعني: المطر وخزائنه, ويقال: الغيب هاهنا وقت نزول العذاب الذي كانوا يستعجلون به. والوجه السادس: الغيب يعني: اللوح المحفوظ، قوله تعالى في سورة الطور {أم عندهم الغيب فهم يكتبون}، وكقوله تعالى في سورة مريم {أطلع الغيب} يعني أنظر في اللوح المحفوظ؟ والوجه السابع: الغيب: النفس والمال، قوله تعالى في سورة النساء {فالصالحات قانتات حافظات للغيب} يعني لأنفسهن ومال أزواجهن. والوجه الثامن: الغيب: نزول العذاب, قوله تعالى في سورة الجن {عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا} يعني: على وقت نزول العذاب. والوجه التاسع: الغيب يعني: الظن، قوله تعالى في سورة سبأ {ويقذفون بالغيب من مكان بعيد} يعني: يرمون بالظن. والوجه العاشر: الغيب يعني الغيبة, قوله تعالى في سورة يوسف {ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب} يعني في الغيبة، وقيل: إنه الزنى. والوجه الحادي عشر: الغيب يعني: الوحي، قوله تعالى في سورة التكوير {وما هو على الغيب بضنين} يعني: على الوحي بضنين. تفسير (الغشيان) على سبعة أوجه: الغطاء – القيامة – الأخذ – الركوب – يعلو – يلقى – الظلمة فوجه منها: غشاوة يعني: غطاء، قوله تعالى في سورة البقرة {وعلى أبصارهم غشاوة} يعني: غطاء, وكقوله تعالى {وجعل على بصره غشاوة} يعني: غطاء. والوجه الثاني: الغاشية: القيامة, قوله تعالى {هل أتاك حديث الغاشية} يعني: القيامة. والوجه الثالث: يغشاهم أي: يأخذهم، قوله تعالى في سورة العنكبوت {يوم يغشاهم العذاب} يعني: يأخذهم {من فوقهم}. والوجه الرابع: غشيهم أي: ركبهم وتراكم عليهم, قوله تعالى في سورة لقمان {وإذا غشيهم موج كالظلل} يعني: ركبهم، وكقوله تعالى {فغشيهم من اليم ما غشيهم} مثلها {فغشاها ما غشى} يعني: ركبها الحجارة. والوجه الخامس: يغشى يعني: يعلو, قوله تعالى في سورة النجم {إذ يغشى السدرة ما يغشى} أي: يعلوها فراش من ذهب. والوجه السادس: يغشى يلقى, قوله تعالى في سورة الأنفال {إذ يغشيكم النعاس} يعني: يلقي عليكم النعاس. والوجه السابع: يغشى أي: يظلم، قوله تعالى {والليل إذ يغشى} يعني: إذا أظلم، وكقوله تعالى {والليل إذا يغشاها}. تفسير (الغل) على خمسة أوجه: الشدة – الإمساك – الأغلال من الحديد – الخيانة – الحسد والبغض: بالكسر فوجه منها: الأغلال يعني: الشدائد التي كانت على بني إسرائيل من قطع النبات وغيرها, قوله تعالى في سورة الأعراف {ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم} يعني: الشدائد التي كانت على بني إسرائيل. والوجه الثاني: الغل: الإمساك, قوله تعالى في سورة المائدة عن اليهود {وقالت اليهود يد الله مغلولة} يعني: ممسكة {غلت أيديهم} أي: أمسكت أيديهم عن الخير {ولعنوا بما قالوا}، وكقوله تعالى في سورة الإسراء {ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك} يعني: ممسكة عن النفقة. والوجه الثالث: الأغلال من الحديد, قوله تعالى في سورة المؤمنون {إذ الأغلال في أعناقهم} يعني: أغلال الحديد في أعناقهم، مثلها في سورة سبأ {وجعلنا الأغلال في أعناقهم الذين كفروا} يعني: غلت أيمانهم في أعناقهم. والوجه الربع: يغل يعني: يخون، قوله تعالى في سورة آل عمران: {وما كان لنبي أن يغل} يعني: يخون, مثلها فيها. والوجه الخامس: الغل بكسر الغين البغض والحسد, قوله تعالى في سورة الأعراف {ونزعنا ما في صدورهم من غل} يعني: من بغض وحسد. مثلها في سورة الحجر. تفسير (الغلبة) على أربعة أوجه: الظهور – الهزيمة – القتل – القهر فوجه منها: الغلبة: الظهور على الأمر، قوله تعالى في سورة الكهف {قال الذين غلبوا على أمرهم} يعني: ظهروا وأشرفوا {لنتخذن عليهم مسجدا}. والوجه الثاني: الغلبة: الهزيمة، قوله تعالى في سورة الروم {سيغلبون} سيهزمون {في بضع سنين} وكقوله تعالى في سورة الأنفال {إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا} يعني يهزموا {مائتين} مثلها فيها 66. والوجه الثالث: الغلبة: القتل، قوله تعالى في سورة آل عمران {قل للذين كفروا ستغلبون} أي: تقتلون {وتحشرون إلى جهنم وبئس المهاد}. والوجه الرابع: الغلبة: القهر، قوله تعالى {والله غالب على أمره} يعني قاهر, وكقوله تعالى في سورة الصافات {وإن جندنا لهم الغالبون} يعني: القاهرون، وكقوله تعالى في سورة الأعراف {فغلبوا هنالك} يعني فقهروا. تفسير (الغرفة) على وجهين: فوجه منهما: الغرفة يعني: الغرفة الواحدة, قوله تعالى في سورة البقرة {إلا من اغترف غرفة بيده} الغرفة الواحدة. والوجه الثاني: الغرفة: الدرجة في الجنة، قوله تعالى {أولئك يجزون الغرفة بما صبروا} يعني: الدرجة, نظيرها في سورة سبأ {وهم في الغرفات آمنون}، وكقوله تعالى في سورة الزمر {لهم غرف من فوقها غرف مبنية}. تفسير (الغلام) على سبعة أوجه: يحيى بن زكريا – المقتول على يد الخضر – أصحاب الكنز – إسحاق بن إبراهيم عليهما السلام – يوسف – عيسى بن مريم – الخادم في الجنة فوجه منها: الغلام يريد به: يحيى بن زكريا، قوله تعالى في سورة مريم {إنا نبشرك بغلام اسمه يحيى} ونظيره فيها {أنى يكون لي غلام}. والوجه الثاني: الغلام يعني: المقتول على يد الخضر، قوله تعالى في سورة الكهف {وأما الغلام فكان أبواه مؤمنين}، وكقوله تعالى {حتى إذا لقيا غلاما فقتله}. والوجه الثالث: الغلامين اللذين كان الكنز لهما, قال تعالى {وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة} والوجه الرابع: الغلام يعني: إسحاق، قوله تعالى في سورة الذاريات {وبشروه بغلام عليم} يعني: إسحاق، وكقوله تعالى في سورة الصافات {فبشرناه بغلام حليم}. والوجه الخامس: الغلام يعني: يوسف، قوله تعالى {قال يا بشرى هذا غلام} يعني: يوسف. والوجه السادس: الغلام يعني: عيسى ابن مريم، قوله تعالى في سورة مريم {لأهب لك غلاما زكيا قالت أنى يكون لي غلام} وهو عيسى عليه السلام. والوجه السابع: الغلام: الخادم في الجنة قوله تعالى {ويطوف عليهم غلمان لهم كأنهم لؤلؤ مكنون} يعني: الخادم في الجنة). [الوجوه والنظائر: 350-354] |
الساعة الآن 08:42 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir