![]() |
باب الذال
باب الذال قال أبو عبد الله الحسين بن محمد الدامغاني (ت: 478هـ) : (باب الذال الذكر – الذل – الذرية – الذهاب – الذات تفسير (الذكر) على ثمانية عشر وجها: العمل الصالح – الذكر باللسان – الذكر بالقلب – ذكر الأمر – الحفظ – العظة – الشرف – الخبر – الوحي – القرآن – التوراة – اللوح المحفوظ – البيان – التفكر – الصلوات الخمس- صلاة واحدة – التوحيد – الرسول فوجه منها: الذكر يعني: العمل الصالح, قوله تعالى في سورة البقرة {فاذكروني أذكركم} يعني: اذكروني بالطاعة أذكركم بخير, يعني: أطيعوني. والوجه الثاني: الذكر باللسان, قوله تعالى في سورة النساء {فإذا قضيتم الصلاة فاذكروا الله} يعني: باللسان {قياما وقعودا وعلى جنوبكم}. نظيرها في سورة آل عمران، وكقوله تعالى في سورة البقرة {فاذكروا الله كذكركم آباءكم} يعني: الذكر باللسان, وكقوله تعالى في سورة الأحزاب {يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا} يعني: باللسان. والوجه الثالث: الذكر يعني: بالقلب, قوله تعالى في سورة آل عمران {والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله} يعني: ذكر الله بالقلب في أنفسهم. والوجه الرابع: اذكرني أي: اذكر أمري عند فلان, قوله تعالى في سورة يوسف عن يوسف {اذكرني عند ربك} يقول: اذكر أمري عند ربك, أي: عند الملك, وقوله تعالى في سورة مريم {واذكر في الكتاب مريم}، {واذكر في الكتاب إبراهيم} يقول: يا محمد, اذكر لأهل مكة أمر إبراهيم، وكذلك أمر موسى ومريم وإسماعيل وإدريس. والوجه الخامس: الذكر يعني: الحفظ، قوله تعالى في سورة البقرة {خذوا ما آتيناكم بقوة واذكروا ما فيه} يعني: واحفظوا ما فيه. نظيرها في سورة البقرة، ونحوه كثير. والوجه السادس: الذكر يعني: العظة, قوله تعالى في سورة الأنعام {فلما نسوا ما ذكروا به} أي: ما وعظوا به, نظيرها في سورة الأعراف {فلما نسوا ما ذكروا به} وكقوله تعالى في سورة يس {أئن ذكرتم} أي: وعظتم، وكقوله تعالى في سورة ق {فذكر بالقرآن من يخاف وعيد} يعني: فعظ بالقرآن، وكقوله تعالى في سورة الغاشية {فذكر إنما أنت مذكر} يعني: عظ إنما أنت واعظ, ونحوه كثير. والوجه السابع: الذكر يعني: الشرف، قوله تعالى في سورة الزخرف {وإنه لذكر لك} أي: لشرف لك {ولقومك} وكقوله تعالى في سورة المؤمنون {بل أتيناهم بذكرهم} يعني: بشرفهم, وكقوله تعالى في سورة الأنبياء {لقد أنزلنا إليكم كتابا فيه ذكركم} يعني: شرفكم. والوجه الثامن: الذكر يعني: الخبر, قوله تعالى في سورة الأنبياء {هذا ذكر من معي وذكر من قبلي} يعني: هذا خبر من معي وخبر من قبلي، وكقوله تعالى في سورة الصافات {لو أن عندنا ذكرا من الأولين} يريد: خبر الأولين, وكقوله تعالى في سورة الكهف {سأتلو عليكم منه ذكرا} يعني: خبرا. والوجه التاسع: الذكر يعني: الوحي, قوله تعالى في سورة ص {أأنزل عليه الذكر من بيننا} يعني: الوحي, وفي سورة الساعة {أألقي الذكر عليه من بيننا}، وكقوله تعالى في سورة الصافات {فالتاليات ذكرا} يعني: الوحي, وقوله تعالى في سورة الحجر {وقالوا يا أيها الذي نزل عليه الذكر} يعني: الوحي, وكقوله تعالى في سورة المرسلات {فالملقيات ذكرا} يعني: وحيا. والوجه العاشر: الذكر يعني: القرآن، قوله تعالى في سورة الأنبياء {وهذا ذكر مبارك أنزلناه} يعني: القرآن, وكقوله تعالى {أفنضرب عنك الذكر} يعني: القرآن, ونحوه. والوجه الحادي عشر: الذكر يعني: التوراة، قوله تعالى في سورة الأنبياء: {فسألوا أهل الذكر} يعني: أهل التوراة: عبد الله بن سلام، وأصحابه. والوجه الثاني عشر: الذكر يعني: اللوح المحفوظ, قوله تعالى في سورة الأنبياء {ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر} يعني: اللوح المحفوظ. والوجه الثالث عشر: الذكر يعني: البيان, كقوله تعالى في سورة ص {والقرآن ذي الذكر} يعني: ذي البيان, وكقوله تعالى في سورة الأعراف {أو عجبتم أن جاءكم ذكر من ربكم} يعني: البيان, وقوله تعالى أيضا {إن هو إلا ذكر للعالمين}، وقوله تعالى {هذا ذكر} يعني: بيانا. والوجه الرابع عشر: الذكر: التفكر, قوله تعالى في سورة ص {إن هو إلا ذكر للعالمين} يعني: تفكرا، نظيرها في سورة إذا الشمس كورت {إن هو إلا ذكر للعالمين} يعني: تفكرا، مثلها في سورة يس. والوجه الخامس عشر: الذكر يعني: الصلوات الخمس, قوله تعالى في سورة البقرة {فإذا أمنتم فاذكروا الله} يعني: صلوا لله الصلوات الخمس {كما علمكم ما لم تكونوا تعلمون}، وكقوله تعالى في سورة النور {رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله} يعني: عن الصلوات الخمس, وكقوله تعالى {يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله} عن الصلوات الخمس. والوجه السادس عشر: الذكر يعني: الصلاة الواحدة, قوله تعالى في سورة الجمعة {فاسعوا إلى ذكر الله} يعني: صلاة الجمعة, وكقوله تعالى في سورة ص {إني أحببت حب الخير عن ذكر ربي} يعني: عن صلاة العصر وحدها. والوجه السابع عشر: الذكر يعني: التوحيد, قوله تعالى في سورة طه {ومن أعرض عن ذكري} يعني: عن توحيده, نظيرها في سورة الزخرف {ومن يعش عن ذكر الرحمن...}: عن توحيد الرحمن. والوجه الثامن عشر: الذكر يعني به: الرسول، قوله تعالى في سورة الطلاق {قد أنزل الله إليكم ذكرا} أي: رسولا، وكقوله تعالى في سورة الأنبياء {ما يأتيهم من ذكر من ربهم} يعني: من رسول. تفسير (الذل والذلة) على سبعة أوجه: القلة – التواضع – الجزية – التسخير – الغل – الطاعة – الكابة فوجه منها: أذاة يعني: قليل، قوله تعالى في سورة آل عمران {ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة} يعني: قليلا. والوجه الثاني: الذل يعني: التواضع, فذلك قوله تعالى في سورة المائدة {أذلة على المؤمنين} يعني: متواضعين على المؤمنين, وكقوله تعالى في سورة بني إسرائيل {واخفض لهما جناح الذل} يعني: التواضع. والوجه الثالث: الذلة يعني: الجزية, فذلك قوله تعالى في سورة آل عمران {ضربت عليهم الذلة} يعني: الجزية {أين ما ثقفوا}، وكقوله تعالى في سورة البقرة نظيره. والوجه الرابع: التذليل: التسخير, فذلك قوله تعالى في سورة الإنسان {وذللت قطوفها تذليلا} أي: سخرت، وكقوله تعالى في سورة النحل {فاسلكي سبيل ربك ذللا} يعني: مسخرة لك. والوجه الخامس: أذلة يعني: مغلولة أعناقهم, فذلك قوله تعالى في سورة النمل {ولنخرجنهم منها أذلة} يعني: مغلولة السلس، قوله تعالى في سورة البقرة {لا ذلول تثير الأرض} أي: يذللها العمل, يقال: ناقة ذلول أي: سليمة مطواع. والوجه السابع: الذلة: الكآبة وسواد الوجوه, قوله تعالى في سورة المعارج {ترهقهم ذلة} أي: كآبة، مثلها في سورة يونس. تفسير (الذوق) على خمسة أوجه: الإنالة – الوجود – الأكل – العذاب – المعاينة فوجه منها: الذوق: الإنالة, قوله تعالى في سورة يونس {وإذا أذقنا الناس} يعني: أنلنا الناس {رحمة}، مثلها قوله تعالى في سورة هود {ولئن أذقناه} يعني: أنلناه, ومثلها كثير في سورة الروم، والزمر. والوجه الثاني: الذوق يعني: الوجود, قوله تعالى في سورة الطلاق {فذاقت وبال أمرها} أي: تبلى بعقوبتها, وكقوله تعالى في سورة المائدة {ليذوق وبال أمره}، ونحوه كقوله تعالى {ذوقوا فتنتكم}، وكقوله تعالى {ذق إنك أنت العزيز الكريم}. والوجه الثالث: ذاق يعني: أكل، كقوله تعالى في سورة الأعراف {فلما ذاقا الشجرة} يعني: أكلا الشجرة {بدت لهما سوآتهما}. والوجه الرابع: الذوق: العذاب، قوله تعالى في سورة النحل {فأذاقها الله} يعني: عذبها الله {لباس الجوع والخوف}، ومثلها في سورة تنزيل السجدة. {ولنذيقنهم} أي: ولنعذبنهم {من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر}. والوجه الخامس: الذوق: المعاينة، قوله تعالى {كل نفس ذائقة الموت} معاينة الموت, وكقوله تعالى في سورة العنكبوت, وسورة الأنبياء 35. تفسير (الذرية) على سبعة أوجه: الولد – الآباء – الخلق – النسف – النملة – خل – الترك فوجه منها: الذرية يعني: الولد، قوله تعالى في سورة آل عمران {هب لي من لدنك ذرية طيبة} يعني: الولد, وكقوله تعالى في سورة بني إسرائيل {ذرية من حملنا مع نوح}. والوجه الثاني: الذرية: الآباء, قوله تعالى في سورة يس {وآية لهم أنا حملنا ذريتهم} يعني: آباءهم {في الفلك المشحون}. والوجه الثالث: الذرية: الخلق، قوله تعالى في سورة الأعراف {ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والإنس} يقول: خلقنا، وكقوله تعالى {وما ذرأ لكم في الأرض}، مثلها في سورة الملك {قل هوالذي ذرأكم في الأرض} أي: خلقكم، ونحوه كثير. والوجه الرابع: الذرو: النسف, قوله تعالى في سورة الكهف {تذروه الرياح} يعني: تنسفه, مثلها في سورة الذاريات {والذاريات ذروا} أي: نسفا. والوجه الخامس: الذرة: النملة الصغيرة, قوله تعالى في سورة الزلزلة {فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره} يعني: وزن ذرة النملة. والوجه السادس: ذرني يعني: خلني وخل بيني وبين كذا, قوله تعالى في سورة المدثر {ذرني ومن خلقت وحيدا}، وكقوله تعالى {وذرني والمكذبين}. والوجه السابع: ذر أي: اترك، قوله تعالى في سورة الأعراف {ويذرك وآلهتك} أي: يتركك, مثلها في سورة الفتح {ذرنا نتبعكم} ونحوه. تفسير (الذهاب) على ستة أوجه: الكلام – الدعوة – الهجرة – الانفراد – الذهاب بعينه – الاستيفاء فوجه منها: الذهاب: الكلام، قوله تعالى {فأين تذهبون} يعني: أين تذهبون في اعتقادكم فيه؟ على ما يقال: هذا مذهب فلان، ليس يعنون الذهاب بعينه. والوجه الثاني: الذهاب هي الدعوة، قال تعالى {اذهب إلى فرعون} يعني: ادع فرعون إلى قوله تعالى {اذهبا إلى فرعون} يريد: القيام بالدعوة. والوجه الثالث: الذهاب: الهجرة, قوله تعالى {إني ذاهب إلى ربي سيهدين} يعني: مهاجر إلى ربي حيث يطاع. والوجه الرابع: الذهاب: الانفراد بالشيء، قوله تعالى {إذا لذهب} أي: انفرد {كل إله بما خلق}. والوجه الخامس: الذهاب بعينه, قوله تعالى {قالوا يا موسى إنا لن ندخلها أبدا ما داموا فيها فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون}. والوجه السادس: الذهاب: الاستيفاء, قوله تعالى {أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا} أي: استوفيتم الطيبات. تفسير (الذات) على وجهين: المشاجرة والخصومة – والضمير والحال فوجه منهما: الذات يعني: المشاجرة والخصومة, قوله تعالى في سورة الأنفال {فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم}. والوجه الثاني: ذات يعني: الضمير والحال، قوله تعالى {والله عليم بذات الصدور} يعني: بما في الضمائر, قوله تعالى {ذواتا أفنان}، وقوله تعالى {ذات الشوكة} و {ذواتي أكل}: صفات هذه الأشياء). [الوجوه والنظائر: 217-223] |
الساعة الآن 08:55 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir